جميل الألشي
جميل الإلشي | |
---|---|
رئيس مؤقت للجمهورية | |
في المنصب 17 يناير 1943 – 25 مارس 1943 | |
سبقه | تاج الدين الحسني |
خلفه | عطا الأيوبي |
رئيس وزراء سوريا | |
في المنصب 6 سبتمبر 1920 – 30 نوفمبر 1920 | |
سبقه | علاء الدين الدروبي |
خلفه | حقي بيك العظم |
تفاصيل شخصية | |
وُلِد |
1883 دمشق، ولاية سوريا، الدولة العثمانية |
توفي |
1951 دمشق، الجمهورية السورية |
الحزب | مستقل، مقرب من الشيخ التاج |
الدين | مسلم سني |
جميل الإلشي (1883 - 1951) سياسي سوري، تقلّب في عدة مناصب وزاريّة ورأس الحكومة لفترتين قصيرتين المرة الأولى عام 1920 والثانية عام 1943 عندما توفي الرئيس حينها تاج الدين الحسني ما بوأه منصب رئيس الجمهورية المؤقت بموجب الدستور السوري لحين إجراء انتخابات. عُرف بقربه من الشيخ التاج ومن الانتداب الفرنسي رغم وجود خلافات دائمة مع ممثليهم في البلاد. بعد انهيار المملكة السورية العربية غدا منصب رئيس الوزراء هوالأعلى في البلاد، ولذلك يعهد الإلشي أيضًا بكونه الحاكم الثالث لسوريا بعد زوال العثمانيين.
في 25 مارس 1943 أنهى المفوض الفرنسي حكومة الإلشي المؤقتة التي كان رئيسها له صفة رئيس الجمهورية المؤقتة بموجب الدستور، وكلّف عطا الأيوبي تشكيل الحكومة المؤقتة لإجراء الانتخابات، ويعتبر ذلك نهاية الحياة السياسية للإلشي، الذي توفي عام 1951 وهوعقيد سابق في الجيش العثماني وعمل أيضًا في جيش المملكة السوريّة وشغل منصب المفوض العسكري باسمها في بيروت.
الحياة السياسية
مع بداية الانتداب
في 24 يوليو1920 هزم جيش المملكة السورية العربية في معركة ميسلون ودخل في اليوم التالي، الجيش الفرنسي دمشق، فغادرها الملك فيصل الأول إلى الكسوة وطلب من هناك استنطقة حكومة الأتاسي وجرى تكليف علاء الدين الدروبي تشكيل الحكومة، تحوي شخصيات موالية للفرنسيين، فشغل الإلشي منصب وزير الدفاع، وهوكان ذوصلات جيدة مع الفرنسيين منذ حتى كان ضابطًا باسم المملكة في بيروت.
في 28 يوليوغادر الملك الكسوة نحودرعا ومنها إلى حيفا وغدا رئيس الوزراء أعلى سلطة وطنية في البلاد، ورغم قصر الفترة الزمنية التي مكثت بها حكومة الدروبي إلا أنها اتخذت قرارات عامة من أمثال فرض الغرامة الحربية بمقدار 200 ألف ليرة عثمانية على السوريين في 2 أغسطس، وإصدار الأمر بجمع السلاح من أيدي المواطنين في دمشق يوم ثلاثة أغسطس، ومنع الموظفين الحكوميين والعسكريين العمل بالشأن السياسي ومن ثم اعتبار الانتداب أمرًا واقعًا فيخمسة أغسطس. وفي 19 أغسطس اتجه رئيس الوزارة علاء الدين الدروبي إلى درعا رغبة في تهدئة خواطر أعيانها اغتالوه مع رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن اليوسف في محطة قطار خربة الغزالة على الطريق المودي إلى درعا، وفي 21 أغسطس قرر وزراء الحكومة تكليف الإلشي رئاسة الوزارة مؤقتًا مع احتفاظه بوزارة الحربية.
مكث الإلشي رئيسًا مؤقتًا حتىستة سبتمبر حين عهد إليه تشكيل حكومة جديدة برئاسته، جميع رئاستها إلى وزارة الحربية، ومن ثم اختار جميع الوزراء من وجهاء دمشق دون سواها، لأن هنري غوروكان قد فصل حلب واللاذقية والسويداء وفلسطين ولبنان الكبير والأردن عن سوريا، وفي 30 نوفمبر 1920 قرر غوروإلغاء وزارة الحربية، فأثار ذلك الخلاف بين الإلشي وغورواستنطق على إثره الإلشي من الرئاسة وعهد إلى حقي بيك العظم رئاسة الحكومة نفسها، ومع استنطقته من رئاسة الوزارة اعتكف الإلشي عن العمل السياسي لسنوات طويلة، بدءًا من عهد صبحي بركات (1922 - 1926) وأحمد نامي (1926 - 1928) وعاد إلى السلطة وزيرًا في عهد تاج الدين الحسني.
في الدولة السورية
في 15 فبراير 1928 أصبح تاج الدين الحسني ثالث رئيس للدولة السورية، وقد عهد في حكومته الأولى للإلشي بوزارة المالية، لم يكن في هذه الوزارة من تجاوز انتسابه إلى حزب من الأحزاب الوطنية، وقد أجمع المؤرخون على اعتبارها وزارة انتدابية تستمد قوتها من الكومندان كولييه مدير الاستخبارات الفرنسية في دمشق والذي كانت تجمعه صداقة مع الشيخ التاج. ورغم ن الخلاف كان قد دب بين الإلشي والفرنسيين قبل ذلك، إلا أنه لم يعمل كما عمل صبحي بركات مثلاً، بالميل نحوالوطنيين بل حافظ على علاقته الجيدة مع فرنسا وهوما أهله لشغل المناصب الأخرى في ظل الحكومات الانتدابية.
استمر الإلشي وزيرًا للمالية حتى أغسطس 1930 حين شكّل الشيخ التاج حكومته الثانية، وقد كان من أبرز أعمال حكومته تنظيم انتخابات الجمعية التأسيسية ووضع دستور للبلاد، وقد اتهمت الحكومة بنوع من الفساد المالي نشرت فصوله صحيفة "القبس" الدمقشية الناطقة باسم الكتلة الوطنية، غير حتى القضاء لم يفلح في إدانة التاج ووزير ماليته الإلشي. وكذلك فقد مولت الحكومة عددًا من المشاريع الهامة في دمشق وسواها كالهلال الأحمر بعضها لا يزال قائمًا إلى اليوم.
في الجمهورية السورية
أنهى الفرنسيون حكم الشيخ التاج في 16 نوفمبر 1931 واتىت إلى الحكم وزارة مؤقتة ترأسها الفرنسي الجنرال سالومياك، نظمت الانتخابات النيابية وبنتيجة الانتخابات انتخب محمد علي العابد رئيسًا للجمهورية، غدا حقي بيك العظم رئيسًا للوزارة بائتلاف بين الكتلة الوطنية ومعتدلي الجنوب ثم بائتلاف آخر بين معتدلي الجنوب ومعتدلي الشمال، واستمر الائتلاف بين عامي 1932 و1934؛ وفي 17 مايو1934 استنطقت حكومة العظم الثانية وجيء بالشيخ التاج رئيسًا للوزارة فأسند للإلشي وزارة الأشغال العامة.
لم تنعم الحكومة بالاستقرار السياسي، بل تتالت المظاهرات المنددة بالانتداب وسياسته، هذه الاحتجاجات أخذت منحى متصاعد بعد وفاة إبراهيم هنانوفي ديسمبر 1935، والاحتجاجات التي رافقت ذكرة أربعينه وعهدت باسم "الإضراب الستيني" في دمشق ومدن أخرى، وأفضت في نهاية الأمر إلى التوافق بين الانتداب والكتلة الوطنية، خلال عهد الجمهورية الأولى (1932 - 1963) عين وزيرًا للأشغال خلال حكومة الشيخ التاج أيضًا والتي شكلها في 17 مايو1934 على أيام الرئيس محمد علي العابد، وقد اتى تشكيل هذه الحكومة أيضًا بعد حل البرلمان وتعطيل عمله بقرار من المفوض شارل دي مارتيل، وقد استنطقت هذه الحكومة بعد الإضراب الستيني والانتخابات النيابية التي أوصلت الكتلة الوطنية إلى سدة الحكم، وطوال رئاستي هاشم الأتاسي وبهيج الخطيب ثم رئاسة خالد العظم المؤقتة لم يكن للإلشي أي عمل سياسي، وفي 12 سبتمبر 1941 تم إعادة العمل بالدستور وتم تعيين تاج الدين الحسني رئيسًا للجمهورية ونودي "بسوريا المستقلة"، وفي 19 سبتمبر شكل التاج حكومته الأولى برئاسة حسن الحكيم وكانت تلك حكومة التاج الأولى التي غاب عنها الإلشي، وفي أبريل 1942 استنطقت حكومة الحكيم وكلف البرازي تشكيل الحكومة، غير حتى الخلافات طغت على عمل هذه الحكومة بين رئيس ورئيس وزرائها المدعوم من قبل بريطانيا، ولم تحل الخلافات إلا بتدخل الجنرال كوليه بإقناع بريطانيا التخلي عن دعمها للبرازي، وتمكن إثر ذلك رئيس الجمهورية إنهاء الحكومة البرازيّة، وعهد بتأليف ثالث وزارات عهده إلى صديقه العقيد السابق جميل الإلشي.
فيثمانية يناير 1943 شكل الإلشي حكومته الثانية مؤلفة من تسعة وزراء، جميعهم من "المستقلين" غير حتى رئيس الجمهورية توفي بعد أيام قليلة في 17 يناير [1943]]، وبموجب الدستور غدا الإلشي رئيسًا مؤقتًا للجمهورية. كانت بريطانيا خلالها قد دخلت على الساحة السياسية سورية داعمة للكتلة الوطنية، وأرادت التوصل لاتفاق بين الكتلة وفرنسا، ومن ناحية ثانية كان الخلاف قد تفجر بين فرنسا وبين الإلشي إثر رفض الأخير دفع مبلغ 15 مليون ليرة لمؤسسة تمويل الجيوش الفرنسية في المشرق لكون المبلغ يؤدي إلى عجز في الموازنة والإضرار ببرنامج "توزيع الخبز على الفقراء مجانًا"، والذي أعربه الإلشي خلال سنوات الحرب. ونتيجة ذلك أعرب المفوض الفرنسي، وبعد التافاق مع بريطانيا والكتلة الوطنية على إنهاء حكم الإلشي في 25 مارس 1943 وتشكيل حكومة محايدة مؤقتة برئاسة عطا الأيوبي لإدارة الانتخابات. احتجّ الإلشي لكون إنهاء تكليفه مخالف للدستور، ورغم ذلك فقد شكل الأيوبي حكومته الحيادية. وقد برر الكتلويون دعمهم لهذه الحكومة، بأن الإلشي بوصفه طرفًا في النزاع السياسي، لا يجوز له حتى يشرف على الانتخابات، بل من الواجب حتى يشرف عليها حكومة حيادية تحوز ثقة جميع مكونات الشعب، وقد نظمت الانتخابات في يونيو1943 وفازت بنتيجتها الكتلة الوطنية، وانتخب شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية، وشكل ذلك نهاية الحياة السياسية للإلشي.
انظر أيضًا
- رؤساء سوريا.
- رؤساء الوزارة في سوريا.
- الانتداب الفرنسي على سوريا.
المراجع
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.12
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.38
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.39
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.206
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.207
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.220
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.241
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.324
- ^ سورية والانتداب الفرنسي، مرجع سابق، ص.327