تدخلية (اقتصاد)

عودة للموسوعة

تدخلية (اقتصاد)

التدخلية Economic interventionism مقولة تدل على تدخل السلطات العامة في النشاط الاقتصادي والحياة الاجتماعية، بقصد توفير العدالة الاجتماعية بين المواطنين وتيسير النشاط الاقتصادي بغير عقبات، بما يوفر القوة الاقتصادية للدولة والرفاهية للمواطنين.

تعريف التدخلية

التدخلية ليست وضعاً وسطاً بين الرأسمالية، باعتبار أنها (التدخلية) تقيد حرية النشاط الخاص، وبين الاشتراكية لأنها «التدخلية» تقر الملكية الخاصة لرؤوس الأموال. ولا يمكن فهم جوهر التدخلية إلا باستعراض عملية تطورها التاريخي المعقد. ومع هذا يمكن التأكيد بأن التدخلية تعبير عن رغبة المجتمع، ممثلاً بالدولة، بضبط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين أعضاء المجتمع بما يحقق أكبر انسجام ممكن بينهم، ويقلل من إمكان حدوث الصراعات والتصادم، بما يوفر للمجتمع نمواً متصاعداً وقوة متزايدة.


المنظور التاريخي

تطورت المجتمعات البشرية خلال مسيرتها من أشكال دنيا للتنظيم إلى أشكال عليا منه، وفي الوقت ذاته تغيرت أشكال السلطة من الزعامة الفردية إلى حكم الأسياد فسيطرة الإقطاعي حتى قيام الدولة العصرية، بمؤسساتها وتنظيماتها السلطوية والحقوقية والاقتصادية. ومع قيام الدولة العصرية لمست السلطات العامة ضرورة تدخلها في الحياة الاقتصادية لتأمين قوة الدولة في علاقاتها الخارجية (التجارية)، إضافة إلى تدخلها في الحياة الاجتماعية (لضبط حركة التناقضات في المجتمع). في البداية هجرزت التدخلية في النشاط الاقتصادي لتوفير نموأفضل للقوى الإنتاجية في المجتمع وحماية النشاط الاقتصادي من منافسة الخارج من جهة وتأمين تفوق السلع الوطنية على مثيلاتها في الخارج من جهة أخرى.

بلغت التدخلية الاقتصادية ذروتها في القرن السابع عشر مع سيطرة التجاريين Mercantilistes في جميع الدول الأوربية العصرية، إذ فُرض قيود عديدة على النشاط الاقتصادي لتأمين تحقيق ميزان تجاري رابح وزيادة تجميع النقود الثمينة (المضى والفضة)، إضافة إلى تحقيق مزيد من القوة الاقتصادية والعسكرية للدولة.

هجرز تدخل الدولة في ظل سيطرة التجاريين في جميع أوربة على وضع قواعد لتنظيم الإنتاج، فرض تدابير الحماية الجمركية، فرض رسوم عالية على الواردات من المواد المصنوعة وإعفاء المواد الأولية منها. وعلى العكس من ذلك فرضت رسوم عالية على تصدير المواد الأولية وأعفيت الصادرات الصناعية من أي رسوم، بل أحياناً كانت تستفيد من مساعدات الدعم.

وعهدت التدخلية تراجعاً ملحوظاً في القرن التاسع عشر مع ظهور مدرسة الحرية الاقتصادية، بزعامة آدم سميث ودافيد ريكاردو. فقد سعى مفكرومدرسة الحرية الاقتصادية إلى بيان أهمية الحرية الاقتصادية وتوقف الدول عن التدخل في الحياة الاقتصادية في توفير أفضل الشروط لتحقيق النموالاقتصادي وحمل فعالية النشاط. وفي الوقت الذي كان فهماء الاقتصاد الإنكليز (سميث وريكاردو) وغيرهما يدافعون عن مبدأ الحرية الاقتصادية، لتمتع الاقتصاد الإنكليزي بتفوق كامل، كان فهماء الاقتصاد في الدول الأوربية الأخرى يؤكدون ضرورة التدخل الحكومي لحماية الاقتصادات الوطنية من المنافسة الخارجية. وفي القرن العشرين، ومع انتهاء تقسيم المستعمرات بين الدول الأوربية الصناعية، وبروز دول صناعية منافسة لإنكلترة، عادت الاتجاهات التدخلية للظهور وبخاصة في فترة ما بين الحربين العالميتين، ومن ثم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فقد كانت فترة الإعمار ما بعد الحرب فترة عصيبة بالنسبة إلى أوربة، مما نادى الحكومات إلى التدخل على جميع المستويات، حتى إذا سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت توترات كبيرة في العلاقات الاقتصادية الدولية بلغت حد الحروب التجارية بين الدول الصناعية المتقدمة ذاتها، إضافة إلى تدخل الدول في الحياة الاقتصادية الداخلية تقييداً ودعماً، تنظيماً وحصراً، فرضت هذه الدول قيوداً كمية على العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية العالية التي كانت تفرضها على الواردات من الخارج لحماية صناعاتها الوطنية من المنافسة. وفي السنوات الأخيرة، بعد حتى تحققت للدول الصناعية المتقدمة جميع شروط التفوق الاقتصادي، عادت الدعوة إلى الحرية الاقتصادية وإلى تحرير التجارة الدولية، بعد حتى اتفق ممثلوالدول الصناعية على تقاسم الكعكة بتقديم تنازلات متبادلة تحمي المصالح الوطنية لكل من هذه الدول، على حساب باقي دول العالم.

التدخلية ونظرية الحرية الاقتصادية

يتمثل جوهر نظرية الحرية الاقتصادية بأن الأفراد في سعيهم لتأمين مصالحهم، جميع بمفرده، يحققون التقدم الاقتصادي في المجتمع، أكثر مما لوسعت الحكومات لتوفير هذا التقدم من خلال تدخلها في النشاط الاقتصادي. وكان آدم سميث يسمي الحرية الاقتصادية أولعبة السوق بالعصا السحرية التي تحقق النهوض الاقتصادي. وتقوم نظرة الحرية الاقتصادية على حتى تقوم الدولة بتوفير الحماية والأمن ورعاية النظام تاركة للأشخاص حرية النشاط الاقتصادي على النحوالذي يرونه مؤمناً لمصالحهم. ولكن الحرية الاقتصادية كانت دائماً مجرد شعارات مرفوعة، وحتى أنه لولا التنظيم الحكومي ما أمكن توفير الحرية الاقتصادية لأحد، فالحرية الاقتصادية تتطلب تدخلاً حكومياً في تنظيم الاقتصاد الوطني وتوفير الشروط الملائمة للنشاط الاقتصادي.

ضرورة التدخل الحكومي

يرى بعض الاقتصاديين حتى دعوة مؤسسي مدرسة الحرية الاقتصادية، وكلهم من الإنكليز، اتىت تعبيراً عن المستوى الرفيع الذي بلغه الاقتصاد الإنكليزي، مقارناً بالاقتصادات الأخرى، إذ إذا الحرية الاقتصادية توفر للاقتصاد الإنكليزي، على الهدر الذي قد تقود إليه، توفر لهذا الاقتصاد تفوقاً أكبر يعوض على إنكلترة أضعاف ما تخسره بعمل الحرية الاقتصادية (الخسارة هنا مفهوم نسبي ويعني الهدر في حالة عدم تدخل الدولة)، غير حتى تطور الاقتصادات الأوربية وانتنطقها إلى فترة منافسة البضائع الإنكليزية دفع بالكثير من الاقتصاديين الإنكليز، وعلى رأسهم اللورد جون ماينرد كينز J.M.Keynes، إلى القول بتدخل الدولة في تنظيم الحياة الاقتصادية لتلافي حدوث الأزمات أوللتخفيف من آثارها، إضافة إلى تنامي مظاهر التدخلية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية عملياً في عموم دول أوربة، اتى كتاب اللورد كينز «النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود» عام 1936، ليؤسس منظومة نظرية جديدة في التدخل الحكومي، اعتماداً على منهج التحليل الكلي أوالجمعي macroconomique لتحقيق هدف التشغيل الكامل، بالمحافظة على مستوى عالٍ من الاستثمار بفضل سياسة مالية تسليفية، قائمة على معدلات فائدة منخفضة وسياسة زيادة الإنفاق العام. بعد كينز، لم يعد بين الاقتصاديين المعاصرين من يردد قول مؤسس نظرية الحرية الاقتصادية «دعه يعمل دعه يمر» بل وجدت التدخلية نادىةً لها وأنصاراً في جميع البلدان وفي جميع مجالات الحياة، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى المؤسسات الخاصة (القطاع الخاص) الذي كان يرى في تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية شراً مستطيراً، تغير موقفه كثيراً بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى 1929- 1933، وصار يدعوإلى تدخل الدولة للتخفيف من الصعوبات التي تقابلها الشركات الرأسمالية الخاصة، وصارت مقولات مثل المعونات، شراء المؤسسات، تثبيت الأسعار، الاتفاقيات المفروضة والمنافسة المحدودة مطالب تتكرر على ألسنة رجال الأعمال وفي مذكرات منظماتهم الموجهة للدولة. في الوقت الراهن لا توجد دولة واحدة في العالم، وخاصة تلك التي تقول باقتصاد السوق وبالحرية الاقتصادية إلا وهي تلجأ إلى إجراءات تدخليه اقتصادية واجتماعية عديدة لحماية الوحدة الوطنية من الهزات والثورات من ناحية، وتوفير المقومات الأساسية لتحقيق النموالاقتصادي من ناحية أخرى، أما في دول الاقتصاد الموجه وفي دول التخطيط الاقتصادي فإن التدخلية هي الأساس، وفي إطار التوجيه والتخطيط الاقتصادي،ترسم حدود الحرية الاقتصادية،بما لا يتعارض مع الصالح العام. جميع أولئك يشير إلى توسع متزايد في دور الدولة الاقتصادي برضا ودعوات من رجال الأعمال ومنظماتهم.


توسع دور الدولة الاقتصادي

منذ نشأة الدولة العصرية وممارستها سيادتها في حدود سياسية معينة، أثرت تأثيراً ملحوظاً في النشاط الاقتصادي،سواء لحماية اقتصادها الوطني من المنافسة الخارجية أولإيجاد مجموعة الشروط الملائمة لنموهذا الاقتصاد بوتائر عالية، ولكن دور الدولة الاقتصادي كان دائماً يتوسع مع بروز النزعات القومية وصدام المصالح فيما بين الدول القومية. لكن تدخل الدولة في الاقتصاد شهد تغيراً كبيراً مع بروز فكرة الاقتصاد المدبّر (الموجه)، أوفكرة التخطيط الاقتصادي، ففي فرنسا مثلاً منذ عام 1946 تجمع ممثلوالمؤسسات الخاصة وفيما بعد ممثلوالنقابات مع ممثلي الحكومة والإدارات العامة في لجان التحديث Commissions de Modernisation، لإعداد خطة عامة للاقتصاد الوطني. ثم امتد التعاون لتطبيق هذه الخطة على أساس التزامات متبادلة بين الشركات الخاصة والإدارة الحكومية (مساعدات حكومية، موافقة المؤسسات الخاصة على شروط محددة، وغير ذلك) ومثل هذا الاتجاه بدا في جميع الدول الصناعية المتقدمة، وخاصة في مجال تنشيط التقدم التقني ومعالجة القضايا الاجتماعية. في فرنسة مثلاً أعربت حكومة «آلان جوبيه» إعفاءات ضريبية وإعانات مالية لتشجيع إقامة المشروعات في المناطق الأقل نمواً والتي تعاني معدلات بطالة مرتفعة، وفي جميع الدول الأوربية صارت برامج البحث والتنمية جزءاً مكملاً لنشاط المؤسسات الحكومية، كما صار الإنفاق العسكري أحد العوامل الرئيسة في تحسين المستوى التقني، وحمل معدل الكفاية الإنتاجية في المشروعات العامة والخاصة على السواء.

إضافة إلى ذلك، تشجع حكومات الدول المتقدمة هجرُّز الشركات واندماجها بعضها مع البعض الآخر من أجل لقاءة المنافسة الخارجية، كما تسقط هذه الحكومات مع بعض المشروعات الخاصة «عقوداً للتنمية» Contrats de Developpement في مجال المعلوماتية والإلكترونيات، تقدم الحكومات بموجبها مساعدات مالية للشركات لقاء تحقيق إنجازات معينة في مجال زيادة الإنتاج حمل مستوى الهجرز في الشركات، إضافة إلى المساهمة في معالجة بعض المسائل الاجتماعية (زيادة فرص العمل، حمل مستوى التأهيل والتدريب، زيادة مخصصات البحث الفهمي، وغير ذلك).

تطورت التدخلية من مجرد تولي الحكومات حماية الجانب الاجتماعي إلى مشاركتها في تدبير الاقتصاد (التوجيه الاقتصادي)، ومن الاقتصاد المدبر (الموجه) إلى الاقتصاد التعاقدي بين مؤسسات الدولة والمشروعات الخاصة. والتدخلية في تطورها ضمت جوانب اجتماعية واقتصادية في توسع مستمر، مع حمل شعارات الحرية الاقتصادية، ذلك حتى ضرورات النموالاقتصادي اقتضت مزيداً من التدخل وتوسعاً في مجالاته.

أشكال التدخّل الحكومي وأنواعه

منذ قامت الدول القومية المستقلة على بقاع محددة من الأرض، شعرت الحكومات بضرورة تدعيم دورها التدخلي في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مدفوعة بأهداف وغايات مختلفة،منها تدعيم سيادتها على الأرض، معالجة القضايا الاجتماعية، انطلاقاً من روح العدالة وتلافياً للاضطرابات الشعبية، بالإضافة إلى تدعيم مسيرة النموالاقتصادي لضمان حمل مستوى الرفاه الاجتماعي. وقد لمست الحكومات في بعض الأحيان عجز القطاع الخاص عن القيام بالمشروعات الضرورية للاقتصاد الوطني، مما دفع هذه الحكومات لتقديم العون والحماية للمشروعات التي تراها ضرورية لحسن سير الاقتصاد الوطني، وفي كثير من الأحيان كانت الحكومات تبني المشروعات وترعاها حتى تصبح رابحة فتبيعها إلى القطاع الخاص، وفي أحيان أخرى كانت تدخل شريكاً لتوفر الضمانة لرؤوس الأموال المستثمرة. وانطلاقاً من دافع العدالة كانت الحكومات مدفوعة بالعامل الديني، تسعى للتدخل لحماية الضعفاء اقتصادياً، ولعل أفضل سند للخلفية الدينية لتدخل الحكومات ما أقره فقهاء المسلمين في مبدأي المصالح المرسلةوسد الذرائع وإعطاء أمير المؤمنين حق التدخل في تحقيق الأمور التيقد يكون فيها مصلحة للمسلمين، ومنع الأمور التي قد تلحق الضرر بهم.

أشكال التدخل الحكومي

ضم تدخل الحكومات جميع جوانب الحياة، مثل حماية العمل والضعفاء اقتصادياً، تنظيم الشؤون النقدية والمالية وشراكة القطاع الخاص:

حماية العمل والضعفاء اقتصادياً

درجت معظم حكومات العالم على سن تشريعات مشددة لحماية الأطفال والنساء من شروط العمل القاسية، كما ألزمت أصحاب العمل توفير الشروط الصحية في أماكن العمل وإشراك العاملين في التأمينات الاجتماعية، لضمانهم أثناء إصابات العمل وتوفير رواتب الشيخوخة، كما سنت قوانين تحديد الحد الأدنى للأجور ودفع تعويضات البطالة، إضافة إلى توفير التأمين الصحي للعاملين، إلى جانب ذلك سعت الحكومات إلى توفير حماية أكبر لسكانها المحليين من السقم والبطالة عن العمل، إضافة إلى مساعدة الأسر كثيرة الأعداد، وتقديم المعونات النقدية أوالعينية للسكان الضعفاء اقتصادياً (مثل دعم أسعار المواد التموينية الرئيسة، أودفع تعويضات غلاء الأسعار، وحتى توزيع بعض المواد على طلاب المدارس في المناطق والأحياء الفقيرة، وخاصة في الأرياف)، ومن أجل تقريب الفروق بين الفئات الاجتماعية وتحقيق عدالة أكبر في الأعباء، تشرع الحكومات سياسات ضريبية تراوح بين الإعفاءات الضريبية من ناحية والضريبة التصاعدية على شرائح الدخل العليا من ناحية ثانية، كما تلجأ الحكومات إلى منح مزايا ضريبية في المناطق المتخلفة المكتظة بالسكان، والتي تعاني نسبة بطالة عالية، إضافة إلى ذلك تلجأ بعض الحكومات إلى فرض رسوم عالية على الثروات وعلى المواريث، وحتى إنها تلجأ أحياناً إلى التأميم بعد حد معين من الثروات المتراكمة لدى بعض الأشخاص.


تنظيم الشؤون النقدية والمالية

تكفي الإشارة إلى تطور عملية إصدار النقود لنتبين مدى تطور دور الدولة في هذا المجال، فقد كانت النقود في البداية ذات قيمة ذاتية تستمدها من المعادن المصنوعة منها: المضى والفضة، ثم ظهرت مؤسسات سك النقود الحكومية، وبعدها ظهرت مصارف الإصدار، واعتمدت على سياسات الحسم وإعادة الحسم، وسياسات القروض وغيرها، لتحقيق أهداف محددة تريدها الحكومات. وكانت النقود الورقية التي تصدرها الحكومات مرتبطة بالتغطية المضىية، ثم صارت الحكومات تعطي للأوراق النقدية قيمتها الاسمية بصرف النظر عن تغطيتها المضىية، وفيما بعد اتى اللورد كينز ليؤسس لنظرية الإصدار النقدي الورقي وتحرير المصارف من التغطية بإخضاع الإصدار النقدي لدوافع اقتصادية. ومثل هذا الأمر ينصرف حالياً إلى العلاقات التجارية الدولية، إذ استُبدلت قاعدة التبادل بالمضى بقاعدة التبادل بالعملات الدولية القابلة للتحويل (الدولار والجنيه الاسترليني)، إلى غير ذلك حل تدخل الدولة محل العلاقات الموضوعية في تبادل السلع بالنقود.

شراكة القطاع الخاص

في بعض المجالات لا يجد القطاع الخاص إغراءات كافية لاستثمار أمواله، أوأنه يخشى عدم النجاح، لهذا تعمد الحكومات إلى مشاركة القطاع الخاص في تحمل المخاطرة، وبنفس الوقت تعمل على إشراك ممثلي القطاع الخاص في المجالس واللجان التي تشرف على النشاط الاقتصادي. ففي سورية مثلاً تقوم شركات مشهجرة كثيرة بمشاركة القطاع العام في السياحة والصناعة والزراعة، وفي جميع المجالات، كما يشارك ممثلوغرف الصناعة والتجارة وممثلوالاتحاد العام لنقابات العمال واتحاد الفلاحين في الهيئات الاقتصادية القيادية، مثل اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء، لجنة ترشيد الاستيراد والتصدير، المجلس الزراعي الأعلى، المجلس الأعلى للسياحة والمجلس الأعلى للتخطيط وغيرها، وعلى حتى الاقتصاد السوري اقتصاد موجه للدولة فيه الدور القيادي، فإنه في السنوات الأخيرة يفسح المجال أمام القطاعين الخاص والمشهجر، أسهم إسهاماً متزايداً في الاقتصاد الوطني، ولكن في إطار التوجه العام للدولة، وفي إطار التدخلية المركزية.

التدخلات السياسية

والخلاصة، فإن التدخلية ليست نظرية أوممضىاً، وإنما هي ممارسة تطبيقية تحولت مع الزمن من مجرد إجراءات تجريبية إلى تدخل منظم، قادت إليه الضرورات الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت الراهن، بعد انتهاء الحرب الباردة، ظهر نوع من التدخلية لدوافع سياسية مثل فرض العقوبات الاقتصاديةعلى بعض الدول، سواء لانتهاجها سياسات لا تتوافق مع رغبات الدول العظمى أولارتكابها بعض الأعمال التي لا تتفق مع الأعراف الدولية، وبذلك تكون التدخلية قد خرجت إلى الصعيد العالمي، مثل فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على الشركات (حتى غير الأمريكية)، التي تتعامل مع دول تراها الولايات المتحدة الأمريكية خارجة على الشرعية الدولية، وفي كثير من الأحيان تكون الغاية من فرض هذه العقوبات ليس معاقبة الدول «الخارجة» على الشرعية الدولية، وإنما معاقبة شركائها التجاريين، لتوفير شروط منافسة أكبر للشركات الأمريكية. من هنا يمكن فهم موقف الاتحاد الأوروبي المعارض من التشريع الأمريكي لمعاقبة الشركات التي تتعامل مع إيران وليبيا وكوبا.

أنظر أيضا

  • Mixed Economy
  • Crowding out
  • Dirigisme
  • Regulation
  • Economic planning
  • Indicative Planning

المصادر

  1. ^ التدخلية

مراجع للاستزادة

  • مطانيوس حبيب، التنمية الاقتصادية (منشورات جامعة دمشق، 1992/1993).
  • J.M.Keynes, Théorie générale de l’emploi, de l’intérét et de la monnaie (Petite Bibliothéque. Payot, Paris 1975).
  • J.M.Keynes, Essais sur la monnaie et l’économie, les cris de cassandre (Petite Biblliotheque, Payot, Paris 1971).


نطقب:Econ-policy-stub

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:50:22
التصنيفات: اقتصاد سياسي, Market failure, أوضاع اقتصادية اجتماعية, تخطيط اقتصادي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد حادث كنيسة أبو سيفين. أبرز النصائح لتجنب حرائق التكييف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:17
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

«إدوارد» يقدم واجب العزاء فى شهداء كنيسة أبوسيفين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:20
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

3.5 مليار جنيه ضرائب ورسوم بجمارك السويس فى يوليو الماضي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:32
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

كيف دعم صندوق أوبك للتنمية الدولية قطاع التعليم؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

«بملابس البيت».. لغز جثتي رجل وخادمته في سيارة بالدقهلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:12
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

تأجيل محاكمة 20 متهمًا بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:13
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

«المهن التمثيلية» تنعى ضحايا كنيسة أبوسيفين: قلوبنا يعتصرها الألم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

سفير تونس يعزى مصر فى ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

«الفن والجمال» أمسية شعرية على مائدة بيت السناري.. الخميس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:36
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

هانى سلامة ناعيًا ضحايا الكنيسة: خالص العزاء لأهلنا وإخوتنا الأقباط

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:21
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

بعد «بيلوسي».. وفد من الكونجرس يزور تايوان منتصف الشهر الجاري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

وزير شئون المجالس النيابية ينعى ضحايا كنيسة أبوسيفين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

حريق كنيسة ابو سيفين بمحافظة الجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

التحالف العربي ينظم البرنامج الثاني لوحدة حماية الأطفال في اليمن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

وزيرة الثقافة تنعى شهداء كنيسة أبوسيفين بإمبابة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

مصرع شخص صدمته دراجة بخارية فى بنى سويف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

نيفين الكيلانى تؤدى اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:37
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

«الشباب وتحقيق التنمية المستدامة».. تقرير جديد لملتقى الحوار الوطني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

خالد الصاوى: خالص التعازى لأسر ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:19
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

موعد صرف مرتبات شهر أغسطس 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:32
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

نتيجة تقديم رياض الأطفال بالمدارس التجريبية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

وكيل أول النواب يعزي البابا في ضحايا حادث كنيسة المنيرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:30
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

الإمارات تعلن تضامنها الكامل مع مصر فى حريق كنيسة أبوسيفين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-14 15:21:25
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية