العملية موسى

عودة للموسوعة

العملية موسى

ترحيل الفلاشا في العملية موسى.
العملية موسى

العملية موسى (1984) بمساعدة الرئيس السوداني السابق جعفر النميري هاجر الكثير من يهود الفلاشا إلى إسرائيل عبر جسر جوي من إقليم تيگراي بشمال إثيوپيا، عبر الخرطوم إلى تل أبيب. قدم الرئيس جعفر النميري التسهيلات لإتمام الشحن الجوي، وهاجر آلاف الفلاشا إلى القدس الغربية عام 1984.

التحقيق السوداني

وفي 22 مايو1985 اتهم النائب العام السودانى الرئيس السابق جعفر محمد نميرى واللواء عمر محمد الطيب نائبه الأول وعددا آخر من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل بالخيانة وترحيل اليهود الفلاشا من الأراضى السودانية إلى إسرائيل.

وحسب الـ«مستند 1» فإنه بناء على هذا الاتهام الذى يعد بمثابة البلاغ حسب القانون السودانى تم تشكيل لجنة التحقيق من الصادق الشامي رئيساً وكمال الجزولى، وأحمد الطاهر وصلاح الدين أبوزيد، والعميد أركان حرب معاوية عبدالوهاب وعقيد أمين عباس الأمين أعضاء.

واستمعت اللجنة لأقوال العقيد عمر حسن أحمد البشير 41 سنة من القوات المحمولة جواً وقتها، الرئيس الحالي، بعد حتى استدعته من مسكنه بكوبرى الحلة، ونطق: إنه كان ضمن لجنة لتصنيف ضباط أمن الدولة إلى مجموعات، المجموعة الأولى، هم الذين ترى اللجنة حتى هناك أشياء ضدهم تستوجب الضغط عليهم.

ويكشف الـ«مستند 2» حتى المجموعة الثانية هم الذين ترى اللجنة وجود شبهات حولهم، والمجموعة الثالثة هم الذين لم تثبت أشياء ضدهم ويمكن إطلاق سراحهم.

وكشف البشير أنه اثناء قيام اللجنة باستجواب اللواء عثمان السيد وجه إليه سؤال عن دوره في عملية نقل اليهود الفلاشا بحكم مسقطه كرئيس للأمن الخارجى بالجهاز واللاجئين ضمن اختصاصاته فذكر أنه لا توجد له علاقة بالعملية سوى حتى عددا من الضباط الذين يعملون تحت إدارته تم تكليفهم بتطبيق العملية بواسطة اللواء عمر محمد الطيب شخصياً، واعترف بأن الأشخاص هم عقيد أمن موسى إسماعيل وعقيد أمن الفاتح عروة ورائد فؤاد والعميد محمد أحمد الكناني والمقدم دانيال دينج.

وأكد البشير أنه استجوب عقيد أمن موسى إسماعيل، وعهد منه حتى اللواء عمر محمد الطيب هوالذى كلفه بالعمل مع بعض الأمريكان في نقل لاجئين لإعادة توطينهم بالولايات المتحدة، وأنه كان يفهم حتى اللاجئين المطلوب نقلهم هم اليهود الفلاشا، كان دور موسى عثمان تأمين ترحيلهم من «القضارف» وحتى مطار الخرطوم، وتأمين منطقة ركوبهم الطائرات من خلال العملية التى استمرت شهراً ونصف الشهر بدأت من أول اكتوبر ١٩٨٣ وحتى منتصف نوفمبر العام نفسه.

وكانت العملية في البداية تتم يوماً بعد يوم، وفى النهاية أصبحت تتم جميع يوم إلى حتى توقفت بعد كشفها بواسطة بعض الإذاعات الأجنبية، نطق البشير: إذا موسى لم يحدد التواريخ بالضبط ولكنه نطق شهر ونصف الشهر ولم يحدد أيضاً أسماء الأمريكان المشاركين في تطبيق العملية.

واستجوب البشير رائد الأمن عبدالله عبدالقيوم أبوزيد الذى كان يعمل في عام 1983 بالشعبة الأفريقية التى وصلتها معلومات من جوبا تفيد بأن «تيم» الأمن ألقى القبض على بعض اليهود الأمريكان أثناء عملهم من خلال منظمة أمريكية في نقل الفلاشا، وكان أحدهم يدعى چون كلود وتم إبعاده، وفى عام 1983 تم القبض على اثنين من الأمريكان اشهجرا في ترحيل الفلاشا من جوبا إلى إسرائيل عن طريق كينيا من خلال منظمة تحرير الفلاشا.

وفى التحقيقات نطق الرائد عبدالله عبدالقيوم إذا الرئيس نميرى أطلق سراح الأمريكيين بأوامر عليا منه أثناء إحدى زياراته لأمريكا، وأن عمليات النقل تمت عن طريق الطائرات C١٣٠ الأمريكية، طائرتان من نفس الطراز نزلتا منطقة الشوك، وبعد التحرى اتضح استخدامهما في نقل الفلاشا.

ويكشف الـ«مستند 3»، أنه في سبتمبر 1984 - وحسب أقوال عبدالله عبدالقيوم ووفقاً لما نطقه البشير في كلامه أمام اللجنة - صدرت تعليمات بوضع الفلاشا في معسكرات منفصلة، وفى ديسمبر من نفس العام تقابل عبدالله مع إنسان أمريكى يدعى ريتشارد فرانكلين كان يعهده جيداً لأنه كان مشرفاً على ترحيل الفلاشا من نيروبي وحضر إلى السودان عن طريق القاهرة وحصل على جواز حديث من القاهرة، وأغلب الظن - بحسب كلام عبدالله - أنه جاء من إسرائيل إلى القاهرة،

حيث لم تكن لديه معلومات أكيدة عن وجود هذا الشخص بإسرائيل وذهابه للقاهرة قبل المجىء إلى الخرطوم، بعدها شعر عبدالله بوجود تحركات لبعض الضباط بين الخرطوم والقضارف، وهم العقيد موسى والعقيد الفاتح عروة والرائد بندر وكان معهم أربعة باصات نيسان جديدة لتسهيل نقل الفلاشا عن طريق المنظمة اليهودية الأمريكية استلموها من بورتوسودان وعملوا لها الصناديق في الخرطوم.

وكان الضابطان الرائد فؤاد بندر والملازم أسامة محمد على بمرافقة الباصات والتعليمات تصدر دائماً من اللواء عمر محمد الطيب. وقبل شراء الباصات الجديدة كانوا يستأجرون باصات من السوق الشعبى، وكان الخواجة ريتشارد فرانكلين نزيلاً بفندق الهيلتون.

وحاول الرائد عبدالله عبدالقيوم السفر إلى جدة، إلا حتى العميد الجعلى عمل إشارة بأنه يحمل متفجرات وتمت إعادته، وكان على نفس الطائرة الأمير هجري بن عبدالعزيز، ولم يذكر أحد في أقواله وجود علاقة له بالقضية أم لا؟

وأكد البشير في أقواله حتى الأهالى هم الذين أبلغوا عن الطائرتين الـC130، ونطقوا: رأينا طائرات مجهولة الهوية، وتحرك «تيم» من القضارف بينهم ضباط استخبارات، ووجدنا آثار الطائرات في المنطقة، وبعد رجوعنا من القضارف اكتشفنا اختفاء عدد من اليهود الفلاشا الذين كانوا بالمعسكر، ونطق البشير: إذا محمد فؤاد بندر واحد من الناس اللى مشوا جميع الفلاشا من معسكر واحد.

واستجوب البشير العميد الجعلى، الذى اعترف له بأن اللواء عمر محمد الطيب طلب منه في أحد الأيام لقاءة أحد الأمريكان وكان مبعوثا من قبل بهاء الدين محمد إدريس، لمساعدته في عملية إعادة توطين اللاجئين بأوروبا، الذى نطق للعميد الجعلى: هناك عدة شركات ستقوم بعملية إعادة التوطين، ولم يذكر أسماءها، وعندما طلب منه الجعلى ذكرها، تردد كثيراً، وسأله الجعلى عن احتمال وصول جزء من هؤلاء اللاجئين إلى إسرائيل فأجابه الخواجة بالإيجاب.

وعندما اعترف الخواجة بذلك أوقف العميد الجعلى المباحثات وأبلغ اللواء عمر محمد الطيب، ثم استجوب البشير، المقدم دانيال الذى كان يعمل بمنطقة القضارف، واعترف بأن العقيد الفاتح عروة جاء إليه وأخطره بأنه تم اختياره للاشتراك في عملية ترحيل الفلاشا، وكان مع عروة «مستر چيرى ويفر» منسق شؤون اللاجئين بالسفارة الأمريكية ومعهم «نيكولا» إفريقى الجنسية، وبعد رجوع عروة للخرطوم نطق له: لقد أوصلت لهم ٣٠٠ برميل جازولين بواسطة شركة اسمها I. C. M. C.

وحسب الـ«مستند 4» فإن الرائد فؤاد بندر، وصل ومعه أربعة باصات يقودها سائقون من جهاز أمن الدولة وحراسة من الجهاز وبصحبتهم أحد اليهود ويدعى جاريس وكانوا يقومون بترحيل ٢٠٠ فلاشى في جميع رحلة، وبعد أسبوعين حضرت باصات جديدة بعد حتى أصبحت عملية الترحيل تتم بصفة يومية، وعندما توقفت العملية بقى ٥٠٠ يهودى هم الذين تم ترحيلهم بالطائرتين الـC١٣٠ من القضارف تحت إشراف العقيد أمن موسى إسماعيل ومستر آلن من السفارة الأمريكية.

واعترف الفاتح عروة بأنه كُلف للقيام بهذه العملية بواسطة اللواء عمر شخصياً، لينوب عن العقيد موسى إسماعيل الذى كان في چنيف مع وزير الداخلية، وأنه أعد للعملية بالتنسيق مع وحدة القضارف، وذلك بتأجير الباصات، والتنسيق مع الطيران المدنى، وقبل عملية النقل وصل العقيد موسى وباشر العملية بنفسه، وانحصر دور الفاتح عروة في تأمين المطار.

ويحكى البشير في اعترافاته حتى جميع الضباط الذين تم استجوابهم أنكروا تسلم أى مبالغ مالية نظير القيام بهذه العملية، ونطقوا إنهم ضباط قاموا بتطبيق الأوامر فقط.

وفى هذه الفترة انتشرت شائعات عن حتى الأمريكان النزلاء بفندق الهيلتون من الموساد، لكن البشير نطق في التحقيق لم نتأكد من ذلك، والفاتح عروة أنكر حتى عثمان السيد له دور في هذه العملية، رغم حتى جميع الناس الذين نفذوا العملية كانوا يعملون تحت قيادته، وسيظهر بعد ذلك لما نطق الفاتح عروة هذا الكلام، والوحيد الذى كان معارضاً لعملية نقل الفلاشا هوالعميد الجعلى رغم فهمه بها.

واعترف البشير بأن الباصات عندما وصلت الى المطار في اليوم الأول اعترضها قائد حرس السرية في المطار، وقابله أحد الضباط وأوضح له حتى العملية خاصة بالأمن.

وحسب المستندات فإن إجمالى عدد الفلاشا الذين تم ترحيلهم ونقلهم بلغ حوالى ٨٠٠٠ شخص، والطائرات التى نزلت القضارف كانت ستاً أخذت إذناً بتخليص دبلوماسى للحفاظ على سرية العملية التى تمت بأوامر عليا من الرئيس جعفر نميرى. وبعد حتى أنهى العقيد عمر حسن البشير أقواله سلم لجنة التحقيق مذكرات التحقيق التى قام بها مع الفاتح عروة وموسى إسماعيل واللواء عثمان السيد والرائد محمد فؤاد بندر.

وأمام المحققين نطق العقيد أمن الفاتح محمد أحمد عروة مدير فرع التطبيق والمتابعة بجهاز أمن الدولة، أنا عملت بإثيوبيا لمدة أربع سنوات في الفترة من مايو1980 إلى نهاية 1984، وقبلها عمل عروة بالاتحاد السوفيتى لمدة سنتين ونصف لأنه كان ضابطاً بالمخابرات الخارجية.

ويذكر الـ«مستند 5»، أنه حسب النظام المعمول به في الجهاز فهناك ضباط متخصصون لمسائل معينة في دول معينة وبعد عودتهم للبلاد والعمل في أقسام أخرى يتم الرجوع إليهم في أى مسائل تتعلق بهذه الدولة، وكان الفاتح عروة حسب كلامه أكثر واحد يعهد عن الشأن الإثيوبى، وقبيلة الفلاشا إحدى قبائل الكيان الإثيوبى تعيش في منطقة قندار وهم يهود «يرجعون أنفسهم للأصل اليهودى الذى كان منه سيدنا سليمان، وكانت الفلاشا منعزلة ومضطهدة من القبائل الأخرى، وطبائع أفرادها هى نفس الطبائع القديمة، وأبناؤها لم ينالوا حظا من التعليم وظلوا مجتمعاً بدائيا، وهم اليهود السود الوحيدون في العالم.

وكان الاعتراف بالفلاشا كيهود معضلة حتى في الكيان الصهيونى، لذلك أوفد اليهود الذين كانوا يعيشون في أمريكا بعثات عديدة لدراسة يهود إثيوبيا، انتهت إلى حتى الفلاشا يهود حقيقيون واليهود الأمريكان والكنديون هم الأساس لدعم إسرائيل وبدأوا الضغط على الإسرائيليين للتفكير في هذه المجموعة وترحيلها لإسرائيل كى تنضم لبقية الشعب اليهودى.

ومن بين ما نطقه الفاتح عروة في التحقيقات: إذا الحاخامية اليهودية اعترفت بهم قبل حوالى عشر سنوات، ونحن كجهاز أمنى يهمنا تحليل موقف العلاقات الإثيوبية الأمريكية، وعلى وجه التحديد العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية، ولاحظ الفاتح عروة ومن معه بالجهاز أنه رغم اتجاه الثورة الإثيوبية إلى أقصى اليسار، إلا حتى القنوات بين إثيوبيا وإسرائيل كانت لاتزال مفتوحة.

وخط الفاتح عروة أثناء فترة وجوده في إثيوبيا عدة تقارير عن العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية وصفقات بيع الأسلحة والمعدات التى أبرمت بين البلدين، وسلم هذه التقارير لرئاسة الجهاز،وفى أحد التقارير كانت هناك وجهتا نظر من الجانب الأمريكى تجاه علاقاته بأثيوبيا، الأولى متشددة، وترى النظام الأثيوبى نظاما شيوعيا ولا يرجى منه، والثانية ترى حتى النظام الإثيوبى يمكن التفاهم معه، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية تتبنى وجهة النظر الثانية ومن خلفها اللوبى اليهودى الموجود في أمريكا والمتمثل في الكونجرس الأمريكى.

وعام ١٩٨٣ خط الفاتح عروة تقريرا من إثيوبيا عن زيارة عدد من أعضاء الكونجرس، ورصد في التقرير أنهم بدلا من حتى يتحدثوا في العلاقات بين البلدين كانوا يتحدثون عن الفلاشا، ويذكر الفاتح عروة أنه في عام ١٩٨٠ كان يحضر اجتماعا مع وفد الأمن الإثيوبى، ومعه اللواء عثمان السيد رئيس الجانب السودانى، وأثناء الاجتماع نطق الإثيوبيون: لدينا معلومات تشير إلى حتى هناك شبكة إسرائيلية تعمل في تهريب اليهود الفلاشا عبر السودان إلى إسرائيل وطلبوا من الوفد الأمنى السودانى تتبع هذه الشبكة.

وحظى هذا الموضوع باهتمام الفاتح عروة واللواء عثمان السيد ومما زاد من اهتمامهما فهمهما بسقوط شبكات تهريب في جوبا ومناطق أخرى، كان جميع هم الفاتح عروة فهم حقيقة اهتمام الجانب الإثيوبى بهذه الشبكات وسر المتابعة الدائمة لها، رغم علاقتهم الجيدة مع الجانب الإسرائيلى.

واكتشف الفاتح حتى إثيوبيا بدأت تفقد الكنترول على مناطق الفلاشا بسبب وجود بعض الجبهات المناوئة في تلك المناطق، وأنهم فقدوا أيضا المادة التساومية التى بينهم وبين إسرائيل إلى حد ما.

ومن بين التقارير التى خطها الفاتح وأزاح الستار عنها المعلومات التى وردت إليه من الإقليم الشرقى، وتشير إلى وجود آثار لنزول طائرة أخرى نزلت في منطقة الشوك، وتم استبعاد حتى تكون هذه الطائرة إثيوبية، لأنها لوأرادت الدخول إلى الأراضى السودانية فالحدود ليست بعيدة، وخط عروة في تقريره أنه اكتشف وجود «كنديين» يتحركون بسيارات لاندروفر ويقومون بتهريب اليهود الفلاشا من خلال العمليات السرية، وكانت المرة الثالثة التى يعهد فيها عروة عن قضية الفلاشا بحسب كلامه في الاستجواب نهاية اكتوبر ١٩٨٤ عندما اتى العقيد موسى إسماعيل مدير فرع حركات تحرر اللاجئين،

وذكر له حتى رئيس الجهاز استنادىه وأبلغه بأن الرئيس جعفر نميرى جاز للاجئين الموجودين في المعسكرات بالسفر خارج السودان، وكانت مسؤولية فرع التطبيق والمتابعة الذى يرأسه الفاتح عروة والتابع لرئاسة الجهاز، متابعة النشاطات التخريبية من الخارجية، وبصفة خاصة ليبيا وإثيوبيا، ومسؤول أيضا عن بعض العمليات السرية الخاصة المتعلقة بليبيا وإثيوبيا مثل جبهة إنقاذ ليبيا والاذاعات السرية الموجهة.

وتهكم الفاتح عروة على كلام العقيد موسى ونطق: ما في قانون يمنعهم يسافروا، وما ولج الجهاز بالمسألة دى،يا ترى؟ لكن العقيد موسى أبلغه وأمره بضرورة تأمين العمليات التى ستتم عن طريق الطائرات الكارتر، من خلال قاعدة وادى سيدنا الجوية أومطار الخرطوم.

وكرر الفاتح عروة سؤاله عن سر قيام الجهاز بهذه العملية فرد عليه العقيد اسماعيل بحدة: «نحن ما سألناكم رأيكم، دى تعليمات الرئيس والعملية مطلوب تتم بالطريقة دى لأسباب سياسة عليا لا يفهمها إلا الرئيس وحده، وهى متعلقة بالضغوط الإنسانية وإظهارها بعد تطبيق الشريعة الإسلامية وإثبات أنه ما في تفرقة خاصة حتى هؤلاء اللاجئين اليهود ذاهبون للاستيطان بدول أوروبية وأمريكا.

ولم يجادل الفاتح عروة مرة أخرى ونطق: نحن عساكر ننفذ الأوامر فقط، واتصل الفاتح عروة بالطيران المدنى وأبلغه بأنه مرسل من النائب الأول لرئيس الجمهورية من أجل تجهيز مكان خاص في المطار لتسهيل الدخول والخروج، على حتىقد يكون التأمين مسؤولية الجهاز.

كانت السرية مطلوبة في العملية لتحقيق هدفين:الأول، عدم إغضاب الإثيوبيين، والثانى، استمرار الشكوى من تدفق اللاجئين، وبالتالى استمرار تلقى المعونات من الدول الصديقة، وتقابل الفاتح عروة مع مدير الطيران المدنى، وتحدث مع محمد جميل مدير المطار وأبلغه بأن الفاتح عروة قادم إليه من طرف أمن الدولة.

وفى هذا التوقيت وصل العقيد موسى اسماعيل من جنيف وتسلم العملية على أساس أنه «قادم» من الفاتح، ومن اختصاص الفرع «بتاعه»، كان جميع الأفراد المشهجرين في العملية من الجهاز حتى السابقين، والهدف عدم وجود عنصر من خارج الجهاز من الممكن يكشف أسرار العملية، ويعترف الفاتح عروة في التحقيقات بأن هناك ضغوطا كثيرة من «فوق» بالإسراع بتطبيق العملية.

وكان دور الفاتح انتظار الباصات القادمة من منطقة القضارف وعندما تقترب من منطقة سوبا تقابلهم مجموعة من القسم الذى يرأسه قبل نقطة التفتيش، ثم تتصل به المجموعة أثناء وجوده في المطار مع العقيد موسى، وبمجرد حتى تصل الطائرات ويتم تزويدها بالوقود، يتصل الفاتح بالرائد محمد فؤاد بندر لتحريك الباصات إلى المطار، وكان الوقت المحدد دائما الثانية عشرة بعد منتصف الليل، والدخول من الناحية الجنوبية لمدينة الحجاج.

استمرت العملية بحسب أقوال الفاتح عروة من نوفمبر حتى يناير، ونشرت الصحف بعض الأخبار عن وصول يهود سود إلى إسرائيل عن طريق رحلات لشركة «بلجيكية» وشعر عروة بالمفاجأة لأن المعلومات التى كانت لديه جميعها تؤدى إلى حتى عملية نقل الفلاشا تتم في إطار إعادة الاستيطان بواسطة المنظمات العاملة في هذا المجال.


واستدعى اللواء عمر الطيب العقيد الفاتح عروة، ودار بينهما حديث عن العملية، وأثناء ذلك تحدث اللواء عمر مع الرئيس السودانى جعفر نميرى وسمعه عروة يقول للرئيس: أنا هااتصل بهاشم عثمان وزير الخارجية علشان ينفى المسألة دى.


انظر أيضاً

  • Operation Mural‏ 1961 في المغرب
  • العملية ياخين 1961–1964 في المغرب
  • الوكالة اليهودية لإسرائيل
  • اليهود الإثيوپيون في إسرائيل

الهامش

  1. ^ "«المصرى اليوم» تحصل على مستندات خطيرة عن تهجير «الفلاشا» ودفن النفايات وبيع الثروة.. في عهد «نميرى»:أيام الفساد في السودان(الحلقة الأولى)". جريدة المصري اليوم. 21-6-2010. Check date values in: |date= (help)

وصلات خارجية

  • "Dugdale-Pointon, TDP. (1 April 2001), Operation Moses". Retrieved 2008-07-24.
  • "1985: Israel ends major Ethiopian rescue mission". London: BBC. 1985-01-05. Retrieved 2007-04-04.
  • Anastasia Toufexis (1985-01-21). "Israel Stormy Skies for a Refugee Airlift". TIME. Retrieved 2007-04-04.
  • Israel Association for Ethiopian Jews

للاستزادة

  • Parfitt, Tudor (1985) Operation Moses: the untold story of the secret exodus of the Falasha Jews from Ethiopia. London : Weidenfeld and Nicolson.
  • Meiri, Baruch 2001, "The Dream Behind Bars: The Story of the Prisoners of Zion from Ethiopia", Gefen Publishing House. ISBN 965-229-221-4
  • Poskanzer, Alisa 2000, "Ethiopian Exodus", Gefen Publishing House. ISBN 965-229-217-6
  • Rosen, Ricki 2006, "Transformations: From Ethiopia to Israel", Gefen Publishing House. ISBN 965-229-377-6
  • Samuel, Naomi 1999, "The Moon is Bread", Gefen Publishing House. ISBN 965-229-212-5
  • Shimron, Gad 2007, "Mossad Exodus; The Daring Undercover Rescue of the Lost Jewish Tribe", Gefen Publishing House. ISBN 978-965-229-403-6
  • Yilma, Shmuel 1996, "From Falasha to Freedom: An Ethiopian Jew's Journey to Jerusalem", Gefen Publishing House. ISBN 965-229-169-2
  • Viktor Ostrovsky (1990), By Way of Deception, Stoddard Publishing 
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:10:56
التصنيفات: CS1 errors: dates, Portal templates with all redlinked portals, 1984 في السودان, 1984 في إسرائيل, 1985 في السودان, 1985 في إسرائيل, 1984 في إثيوپيا, 1985 في إثيوپيا, Aliyah operations, بيتا إسرائيل, الوكالة اليهودية لإسرائيل, اليهود واليهودية في إثيوپيا, عمليات عسكرية غير قتالية تتضمن إسرائيل, عمليات ومعارك جوية تتضمن إسرائيل, إخلاءات, 1984 في العلاقات الدولية, التاريخ الإثيوپي اليهودي, جسر جوي, العلاقات الإسرائيلية السودانية, العلاقات الإثيوپية الإسرائيلية, العلاقات الأمريكية السودانية, المخابرات السودانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لم يبق لديهم جيش محترف: خسائر القوات الأوكرانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:17:08
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

عام / حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 03:28:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

قرار من إدارة بايرن ميونخ بشأن أزمة الحارس مانويل نوير

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:17:03
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

كيم جونغ أون يعزي الأسد بضحايا الزلزال

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:16:51
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 94%

طرق فعالة لتطوير الذات  وتحسين مهاراتك الاجتماعية 

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:15:09
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 45%

بايدن يؤكد أن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بترهيبها

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:16:42
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

بايدن: سنواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:16:52
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 98%

عام / المركز الوطني للأرصاد : ضباب على منطقة عسير

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 03:28:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

اقتصادي / المؤشر الياباني يرتفع 0.02 في بداية التعامل

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 03:28:08
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

على وشك بلوغ "النقطة الحرجة" في العملية الخاصة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:17:07
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

سياسي / المملكة المتحدة واليونان توقعان بيان الرؤية المشتركة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 03:28:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

ميزة عملية ومفيدة تظهر في “واتس آب”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:15:11
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 37%

العفو المعلن في إيران سيكون مرحلة في مكافحة الاحتجاجات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:17:06
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 92%

"اهدأ يا جو ولا تنفعل!".. ترامب يعلق على كلمة بايدن أمام الكونغرس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:16:48
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 87%

لاعب يعرض قميص رونالدو للبيع لصالح ضحايا زلزال تركيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-08 06:17:04
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 100%

تحميل تطبيق المنصة العربية