جعفر بن يحيى البرمكي

عودة للموسوعة

جعفر بن يحيى البرمكي

جعفر بن يحيى البرمكي (فارسية: جعفر بن یحیی برمکی (767–803)، هوابن الوزير الفارسي يحيى بن خالد في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد والذي ورث لابنه جعفر هذا المنصب. كان أحد أفراد أسرة البرامكة واسعة النفوذ، رجال دين بوذيون سابقون في معبد ناڤ ڤيهارا. قُطعت رأسه عام 803 بعد خلاف مع العباسة شقيقة هارون الرشيد، بالرغم من حتى المصادر التاريخية لا تزال غامضة حول السبب الحقيقي لوفاة جعفر وسقوط البرامكة.

حياته

هوأبوالفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بن جامامش بن بشتاسف البرمكي وزير هارون الرشيد وحامل خاتم السلطة. كان أبوه قد أوفده إلى القاضي أبويوسف لتعليمه وتفقيهه. اشتهر بمكانته من هارون الرشيد وعلوقدره ونفاذ حدثته. عهد بجوده وسخاؤه وبذل إلى جانب سامحة الخلق طلاقة الوجه. وكان من ذوي الفصاحة والمشهورين باللسن والبلاغة.

وعند تراجع نفوذ البرامكة بعد وفاة الخيزران والدة هارون الرشيد، أصدر الرشيد بعد فترة وجيزة من رحيل الخيزران أمرا يقضي بإعفاء جعفر البرمكي من حمل خاتم السلطة، وموجها بذلك أول ضربة إلى عائلة البرامكة للحد من نفوذها.

ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان:

"أبوالفضل جعفر بن يحيى بن خال بن برمك بن جاماس بن يشتاسف البرمكي وزير هارون الرشيد؛ كان من علوالقدر ونفاذ الأمر وبعد الهمة وعظم المحل وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد بحالة انفرد بها، ولم يشارك فيها، وكان جاز الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر، وأما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من حتى يذكر، وكان من ذوي الفصاحة والمشهورين باللسن والبلاغة، وينطق: إنه سقط ليلة بحضرة هارون الرشيد زيادة على ألف توقيع، ولم يخرج في شيء منها عن موجب الفقه، وكان أبوه ضمه إلى القاضي أبي يوسف الحنفي حتى فهمه وفقهه، وذكره ابن القادسي في كتاب أخبار الوزراء.

واعتذر رجل إليه فنطق له جعفر: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك؛ وسقط إلى بعض عماله وقد شكي منه: قد كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت.

ومما ينسب إليه من الفطنة أنه بلغه حتى الرشيد مغموم لأن منجماً يهودياً زعم أنه يموت في تلك السنة، يعني الرشيد، وأن اليهودي في يده، فركب جعفر إلى الرشيد فرآه شديد الغم، فنطق لليهودي: أنت تزعم حتى أمير المؤمنين يموت إلى كذا وكذا يوماً،يا ترى؟ نطق: نعم، نطق: وأنت كم عمرك،يا ترى؟ نطق: كذا وكذا، أمداً طويلاً، فنطق الرشيد: اقتله حتى تفهم أنه كذب في أمدك كما كذب في أمده، فقتله ومضى ما كان بالرشيد من الغم، وشكره على ذلك، وأمر بصلب اليهودي، فنطق أشجع السلمي في ذلك:

سل الراكب الموفي على الجذع هل رأى لراكبـه نـجـمـاً بـدا غـير أعـور
ولوكان نجم مـخـبـراً عـن مـنـيةٍ لأخبـره عـن رأسـه الـمـتـحـير
يعـرفـنـا مـوت الإمـام كـأنـــه يعهدنا أنـبـاء كـسـرى وقـيصـر
أتخبر عن نحـسٍ لـغـيرك شـؤمـه ونجمك بادي الشر يا شـر مـخـبـر

ومضى دم المنجم هدراً بحمقه.

وكان جعفر من الكرم وسعة العطايا كما هومشهور، وينطق: إنه لما حج اجتاز في طريقه بالعقيق، وكانت سنة مجدبة، فاعرضته امرأة من بني كلاب وأنشدته:

إني مررت على العقيق وأهله يشكون من مطر الربيع نزورا
ما ضرهم إذا جعفر جار لهـم أن لاقد يكون ربيعهم ممطـورا

فأجزل لها العطاء.

قلت: والبيت الثاني مأخوذ من قول الضاحك بن عقيل الخفاجي من جملة أبيات:

ولوجاورتنا العام سمراء لم نبل على جدبنا حتى لا يصوب ربيع

لله دره، فما أحلى هذه الحشوة وهي قوله على جدبنا، وأهل البيان يسمون هذا النوع حشواللوزينج. وحكى ابن الصابىء في كتاب الأماثل والأعيان عن إسحاق النديم الموصلي عن إبراهيم بن المهدي نطق: خلا جعفر بن يحيى يوماً في داره، وحضر ندماؤه وكنت فيهم، فلبس الحرير وتضمخ بالخلوق وعمل بنا مثله، وأمر بأن يحجب عنه جميع أحد إلا عبد الملك بن يحران قهرمانه، فسمع الحاجب عبد الملك دون ابن بحران، وعهد عبد الملك بن صالح الهاشمي مقام جعفر ابن يحيى في داره، فركب إليه، فأوفد الحاجب حتى قد جاء عبد الملك فنطق: أدخله، وعنده أنه ابن بحران، فما راعتنا إلا دخول عبد الملك بن صالح في سواده ورصافيته، فأربد وجه جعفر، وكان ابن صالح لا يشرب النبيذ، وكان الرشيد نادىه إليه فامتنع، فلما رأى عبد الملكحالة جعفر نادى غلامه فناوله سواده وقلنسوته ووافى باب المجلس الذي كنا فيه، وسلم ونطق: أشركونا في أمركم، واعملوا بنا عملكم بأنفسكم، فاتىه خادم فألبسه حريرة واستدعى بطعام فأكل وبنبيذ فأتي برطل منه فشربه ثم نطق لجعفر: والله ما شربته قبل اليوم، فليخفف عني، فأمر حتى يجعل بين يديه باطية يشرب منها ما يشاء. وتضمخ بالخلوق ونادمنا أحسن منادمة، وكان حدثا عمل شيئاً من هذا سري عن جعفر، فلما أراد الانصراف نطق له جعفر: اذكر حوائجك فإني ما أستطيع لقاءة ما كان منك، نطق: إذا في قلب أمير المؤمنين موجودة علي فتخرجها من قلبه وتعيد إلى جميل رأيه في، نطق: قد رضي عنك أمير المؤمنين وزال ما عنده منك، فنطق: وعلي أربعة آلاف ألف درهم ديناً، نطق: تقضى عنك، وإنها لحاضرة، ولكن كونها من أمير المؤمنين أشرف بك وأدل على حسن ما عنده لك، نطق: وإبراهيم ابني أحب حتى أحمل قدره بصهر من ولد الخلافة، نطق: قد زوجه أمير المؤمنين العالية ابنته، نطق: وأوثر التنبيه على موضعه بحمل لواء على رأسه، نطق: قد ولاه أمير المؤمنين مصر، وخرج عبد الملك ونحن متعجبون من قول جعفر وإقدامه على مثله من غير استئذان فيه، وركبنا من الغد إلى باب الرشيد، ودخل جعفر وقفنا، فما كان بأسرع من حتى دعي بأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن وإبراهيم بن عبد الملك، ولم يكن بأسرع من خروج إبراهيم والخلع عليه واللواء بين يديه وقد عقد له على العالية بنت الرشيد وحملت إليه ومعها المال إلى منزل عبد الملك بن صالح، خرج جعفر فتقدم إلينا باتباعه إلى منزله، وصرنا معه، فنطق: أظن قلوبكم تعلقت بأول أمر عبد الملك فأحببتم على آخره، قلنا: هوكذلك، نطق: وقفت بين يدي أمير المؤمنين وعهدته ما كان من أمر عبد الملك من ابتدائه إلى انتهائه، وهويقول: أحسن أحسن، ثم نطق: فما صنعت معه،يا ترى؟ فعهدته ما كان من قولي له، فاستصوبه وأمضاه، وكان ما رأيتم، ثم نطق إبراهيم بن المهدي: فوالله ما أدري أيهم أحب عملاً: عبد الملك في شربه النبيذ ولباسه ماليس من لبسه وكان رجلاً ذا جد وتعفف ووقار وناموس، أوإقدام جعفر على الرشيد بما أقدم، أوإمضاء الرشيد ما حكم به جعفر عليه.

وحكي أنه كان عنده أبوعبيد الثقفي فقصدته خنفساء، فأمر جعفر بإزلتها، فنطق أبوعبيد: دعوها عسى يأتين بقصدها لي خير، فإنهم يزعمون ذلك، فأمر له جعفر بألف دينار ونطق: نحقق زعمهم، وأمر بتنحيتها، ثم قصدته ثانياً فأمر له بألف دينار أخرى. وحكي ابن القادسي في أخبار الوزراء حتى جعفراً اقتنى جارية بأربعين ألف دينار، فنطقت لبائعها: اذكر ما عاهدتني عليه أنك لا تأكل لي ثمناً فبكى مولاها ونطق: اشهدوا أنها حرة وقد تزوجتها، فوهب له جعفر المال ولم يأخذ منه شيئاً، وأخبار كرمه كثيرة، وكان أبلغ أهل بيته.


تقلده الوزارة

وأول من وزر من آل برمك خالد بن برمك لأبي العباس عبد الله السفاح بعد اغتال أبي سلمة حفص الخلال – كما سيأتي في ترجمته في حرف الحاء إذا شاء الله تعالى – ولم يزل خالد على وزارته حتى توفي السفاح يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وتولي أخوه أبوجعفر عبد الله المنصور الخلافة في اليوم المذكور، فأقر خالداً على وزارته، فبقي سنة وشهوراً،. وكان أبوأيوب المرياني قد غلب على المنصور فاحتال على خالد بأن ذكر للمنصور تغلب الأكراد على فارس، وأن لا يكفيه أمرها سوى خالد فندبه إليها، فلما بعد خالد عن الحضرة استبد أبوأيوب بالأمر. وكانت وفاة خالد سنة ثلاث وستين ومائة، ذكره ابن القادسي، ونطق ابن عساكر في تاريخ دمشق: ولد خالد في سنة تسعين للهجرة، وتوفي سنة خمس وستين ومائة، والله أفهم.

وكان جعفر متمكناً عند الرشيد، غالباً على أمره، واصلاً منه، وبلغ من علوالمرتبة عنده ما لم يبلغه سواه، حتى إذا الرشيد اتخذ ثوباً له زيقان، فكان يلبسه هووجعفر جملة، ولم يكن للرشيد صبر عنه، وكان الرشيد أيضاً شديد المحبة لأخته ابنة المهدي، وهي من أعز النساء عليه، ولا يقدر على مفارقتها، فكان متى غاب أحد من جعفر والعباسة لا يتم له سرور، فنطق: يا جعفر، إنه لا يتم لي سرور إلا بك وبالعباسة، وإني سأزوجها منك ليحل لكما حتى تجتمعا، ولكن إياكما حتى تجتمعا وأنا دونكما، فتزوجها على هذا الشرط.

الخلاف مع هارون الرشيد

ثم تغير الرشيد عليه وعلى البرامكة كلهم آخر الأمر ونكبهم وقتل جعفراً واعتقل أخاه الفضل وأباه يحيى إلى حتى ماتا – كما سيأتي في ترجمتها إذا شاء الله تعالى -.

وقد اختلف أهل التاريخ في سبب تغير الرشيد عليهم: فمنهم من مضى إلى حتى الرشيد لما زوج أخته العباسة من جعفر على الشرط المذكور بقيا مدة على تلك الحالة، ثم اتفق حتى أحبت العباسة جعفراً وراودته، فأبى وخاف، فلما أعيتها الحيلة عدلت إلى الخديعة فبعثت إلى عتابة أم جعفر حتى أوفديني إلى جعفر كأني جارية من جواريك اللاتي ترسلين إليه، وكانت أمه ترسل إليه جميع يوم جمعة جارية بكر عذراء، وكان لا يطأ الجارية حتى يأخذ شيئاً من النبيذ، فأبت عليها أم جعفر، فنطقت: لئن لم تعملي لأذكرن لأخي خاطبتني بكيت وكيت، ولئن اشتملت من ابنك على ولد ليكونن لكم الشرف، وما عسى أخي يعمل لوفهم أمرنا،يا ترى؟ فأجابتها أم جعفر وجعلت تعد ابنها حتى ستهدي إليه جارية عندها حسناء من هيئتها ومن صفتها كيت وكيت، وهويطالبها بالعدة المرة بعد المرة، فلما فهمت أنه قد اشتاق إليها أوفدت إلى العباسة حتى تهيئي الليلة، فعملت العباسة وأدخلت على جعفر، وكان لم يتثبت صورتها لأنه لم يكن يراها إلا عند الرشيد، وكان لا يحمل طرفه إليها مخافة، فلما قضى منها وطره نطقت له: كيف من الممكن أن رأيت خديعة بنات الملوك،يا ترى؟ فنطق: وأي بنت ملك أنت،يا ترى؟ فنطقت: أنا مولاتك العباسة، فطار السكر من رأسه، ومضى إلى أمه فنطق: يا أماه بعتني والله رخيصاً، واشتملت العباسة منه على ولد، ولما ولدته وكلت به غلاماً اسمه رياش، وحاضنة ينطق لها برة، ولما خافت ظهور الأمر بعثتهم إلى مكة.

وكان يحيى بن خالد ينظر إلى قصر الرشيد وحرمه، ويغلق أبواب القصر وينصرف بالمفاتيح معه، حتى ضيق على حرم الرشيد، فشكته زبيدة إلى الرشيد، فنطق له: با أبت – وكان يدعوه كذلك – ما لزبيدة تشكوك،يا ترى؟ فنطق: أمتهم أنا في حرمك يا أمير المؤمنين،يا ترى؟ نطق: لا، نطق: فلا تقبل قولها في، وازداد يحيى عليها غلظة وتشديداً، فنطقت زبيدة للرشيد مرة أخرى في شكوى يحيى، فنطق الرشيد لها: يحيى عندى غير متهم في حرمي، فنطقت: فلم لم يحفظ ابنه مما ارتكبه،يا ترى؟ نطق: وما هو،يا ترى؟ فخبرته بخبر العباسة، نطق: وهل على هذا دليل،يا ترى؟ نطقت: وأي مرشد أدل من الولد،يا ترى؟ نطق: وأين هو،يا ترى؟ نطقت: كان هنا، فلما خافت ظهوره وجهت به إلى مكة، نطق: وفهم بذا سواك،يا ترى؟ نطقت: ليس بالقصر جارية إلا وفهمت به، فسكت عنها، وأظهر إرادة الحج، فخرج له ومعه جعفر، فخطت العباسة إلى الخادم والداية بالخروج بالصبي إلى اليمن، ووصل الرشيد مكة، فوكل من يثق به بالبحث عن أمر الصبي حتى وجده سليماً، فأضمر السوء للبرامكة.

ذكره ابن بدررون في شرح قصيدة ابن عبدون التي رثى بها بني الأفطس والتي أولها:

الدهر يفجع بعد العين بـالأثـر فما البكاء على الأشباح والصور

أورده عند شرحه لقول ابن عبدون من جملة هذه القصيدة:

وأشرقت جعفراً والفضل يرمقـه والشيخ يحيى يريق الصارم الذكر

ولأبي نواس أبيات تدل على طرف من الواقعة التي ذكرها ابن بدرون، والأبيات:

ألا قل لأمـين الـل ه وابن القادة الساسه
إذا ما ناكـث سـر ك حتى تفقده راسـه
فلا تقتله بالـسـيف وزوجه بعبـاسـه

وذكر غيره حتى الرشيد سلم إليه أبا جعفر يحيى بن عبد الله بن الحسين الخارج عليه، وحبسه عنده، فنادى به يحيى إليه ونطق له: أتق الله يا جعفر في أمري، ولا تتعرض حتىقد يكون خصمك جدي محمد صلى الله عليه وسلم، فوالله ما أحدثت حدثاً، فرق له جعفر ونطق: امضى حيث شئت من البلاد، فنطق: إني أخاف حتى أوخذ فأرد، فبعث معه من أوصله إلى مأمنه، وبلغ الخبر الرشيد فنادى به وطاوله الحديث ونطق: يا جعفر، ما عمل يحيى،يا ترى؟ نطق: بحاله، نطق: بحياتي، فوجم وأحجم ونطق: لا وحياتك، أطلقته حيث فهمت حتى لا سوء عنده، فنطق: نعم العمل، وما عدوت ما في نفسي، فلما نهض جعفر أتبعه بصره ونطق: قتلني الله إذا لم أقتلك.

وقيل: سئل سعيد بن سالم عن جناية البرامكة الموجبه لغضب الرشيد فنطق: والله ما كان منهم ما يوجب بعض فهم الرشيد بهم، ولكن طالت أيامهم وكل طويل مملول، والله لقد استطال الناس الذين هم خير الناس أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما رأوا مثلها عدلاً وأمنا وسعة أموال وفتوح، وأيام عثمان رضى الله عنه حتى قتلوهما، ورأى الرشيد مع ذلك أنس النعمة بهم، وكثرة حمد الناس لهم، ورميهم بآمالهم دونه، والملوك تتنافس بأقل من هذا، فتعنت عليهم، وتجنى وطلب مساويهم، وسقط منهم بعض الإدلال، خاصة جعفر والفضل، دون يحيى، فإنه كان أحكم خبرة وأكثر ممارسة للأمور، ولاذ من أعدائهم بالرشيد، كالفضل بن الربيع وغيره، فستروا المحاسن وأظهروا القبائح، حتى كان ما كان، وكان الرشيد بعد ذلك إذا ذكروا عنده بسوء أنشد يقول:

أقلوا عـلـيهـم لا أبـا لأبـيكـم من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا

وقيل: السبب أنه حملت إلى الرشيد سيرة لم يعهد رافعها فيها:

قل لأمين الله فـي أرضـه ومن إليه الحل والـعـقـد
هذا ابن يحيى قد غدا مالكـاً مثلك، ما بينـكـمـا حـد
أمرك مـردود إلـى أمـره وأمـره لـيس لـــه رد
وقد بنى الدار التي ما بنى ال فرس لها مثلاً ولا الهـنـد
الدر والياقوت حصبـاؤهـا وتربها العنـبـر والـنـد
ونحن نخـشـى أنـه وارث ملكك إذا غيبك الـلـحـد
ولن يباهي العبـد أربـابـه إلا إذا ما بطـر الـعـبـد

فلما وقف الرشيد عليها أضمر له السوء. وكان من الأسباب أيضاً ما تعده العامة سيئاً، وهوأقوى الأسباب، ما سمع من يحيى بن خالد وهويقول، وقد تعلق بأستار الكعبة في حجته: اللهم إذا ذنوبي جمة عظيمة لا يحصيها غيرك، اللهم إذا كنت تعاقبني لذلك فاجعل عقوبتي في الدنيا وإن احاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى تبلغ رضاك، ولا تجعل عقوبتي في الآخرة، فاستجاب له. وقد رثتهم الشعراء بمرات كثيرة وذكرت أيامهم، فما استحسن من مراثيهم قول اشجع السلمي من أبيات:

كأن أيامهم من حسن بهجتهـا مواسم الحج والأعياد والجمع

وحكي ابن بدرون حتى عليه بنت المهدي نطقت للرشيد بعد إيقاعه بالبرامكة: يا سيدي، ما رأيت لك يوم سرور تام منذ قتلت جعفراً، فلأي شيئ قتلته،يا ترى؟ فنطق لها: يا حياتي لوفهمت حتى قميصي يفهم السبب في ذلك لمزقته.

وكان تقل الرشيد لجعفر بموضع ينطق له العمر، من أعمال الأنبار، في يوم السبت سلخ المحرم – وقيل: مستهل صفر – سنة سبع وثمانين ومائة. وذكر الطبري في تارخه حتى الرشيد لما حج سنة ست وثمانين ومائة، ومعه البرامكة، وقفل راجها من مكة وافق الحيرة في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة فأقام في قصر عون العبادي أياما، ثم إنسان في السفن حتى هبط العمر الذي بناحية الأنبار، فلما كان ليلة السبت سلخ المحرم أوفد أبا هاشم مسروراًالخادم وعه أبوعصمة حماد بن سالم في جماعة من الجند فأطافوا بجعفر، ودخل عليه سمرور وعنده ابن بختيشوع الطبيب وأبوزكا المغني الأعمى الكلواذاني وهوفي لهوه، فاخرجه إخراجا عنيفاً يقوده، حتى أتى به منزل الرشيد فحبسه وقيده بقيد حمار، وأبلغ الرشيد بمجيئه، فأمر الرشيد بضرب عنقه واستوفى حديثه هناك.

ونطق الواقدي: هبط الرشيد العمر بناحية الأنبار في سنة سبع وثمانين منصرفاً من مكة، وغضب على البرامكة، وقتل جعفرا فيأول يوم من صفر، وصلبه على الجسر ببغداد، وجعل رأسه على الجسر وفي الجانب الآخر جسده. ونطق غيره: صلبه على الجسر مستقبل الصراة، رحمه الله تعالى.

ونطق السندي بن شاهك: كنت ليلة نائماً في غرفة الشرطة بالجانب الغربي، فرأيت في منامي جعفر بن يحيى واقفا بإزائي، وعليه ثوب مصبوغ بالعصفر، وهوينشد:

كأن لك يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمـر بـمـكة سـارم
بلى نحن كنا أهلـهـا فـأبـادنـا صروف الليالي والجدود العواثـر

فانتبهت فزعاً، وقصصتها على أحد خواصي فنطق: أضغاث أحلام، وليس جميع ما يراه الإنسان يجب حتى يفسر، وعاودت مضجعي، فلم تنل عيني غمضاً حتى سمعت صيحة الرابطة والشرط سقطقعة لجم البريد ودق باب الغرفة، فامرت بفتحها، فصعد سلام الأبرش الخادم، وكان الرشيد يوجهه في المهمات، فانزعجت وأرعدت مفاصلي، وظننت أنه أمر في بأمر، فجلس إلى جانبي وأعطاني كتاباً ففضضته، وإذا فيه يا سندي، هذا كتابناً بخطنا مختوم بالخاتم الذي في يدنا، وموصله سلام الأبرش، فماذا قرأته فقبل حتى تضعه من يدك فامض إلى دار يحيى بن خالد – لا حاطة الله – وسلام معك حتى تقبض عليه، وتوقره حديداً، وتحمله إلى الحبس في مدينة المنصور المعروف بحبس الزنادقة، وتقدم إلى بادام بن عبد الله خليفتك بالمصير إلى الفضل ابنه مع ركوبك إلى دار يحيى، وقبل انتشار الخبر، وأن تعمل به مثل ما تقدم به إليك في يحيى، وأن تحمله أيضاً إلى حبس الزنادقة، ثم بث بعد فراغك من أمر هذين أصحابك في القبض على أولاد يحيى وأولاد إخوته وقراباته. وسرد صورة الإيقاع بهم ابن بدرون أيضاً سرداً فيه فوائد زائدة على هذا المذكور، فأحببت إيراده مختصرا ههنا؛ نطق عقيب كلامه المتقدم: ثم نادى السندي بن شاهك فأمره بالمضي إلى بغداد والتوكل بالبرامكة وكتابهم وقراباتهم، وأنقد يكون ذلك سراً، فعمل السندي ذلك، وكان الرشيد بالأنبار بموضع ينطق له العمر، ومعه جعفر، وكان حعفر بمنزله، وقد نادى أبا زكار وجواريه ونصب الستائر وابوزكار يغنيه:

مايريد الناس منا مات ينام الناس منا
إنما همهم أن يظهروا ما قد دفنا

ونادى الرشيد ياسراً غلامه ونطق: قد انتخبتك لمر لم أر له محمداً ولا عبد الله ولا القاسم، فحقق ظني، واحذر حتى تخالف فتهلك، فنطق: لوأمرتني بقتل نفسي لعملت، فنطق: امضى إلى جعفر بن يحيى وجئني برأسه الساعة، فوجم لا يحير جواباً، فنطق له: مالك ويلك،يا ترى؟ نطق: الأمر عظيم، وددت أني مت قبل وقتي هذا، فنطق: امضى لأمري، فمضى حتى ولج على جعفر وأبوزكار يغنيه:

فلا تبعد فكل فتى سـيأتـي عليه الموت يطرق أويغادي
وكـل ذخـيرة لابـد يومـاً وإن بقيت تصير إلى نـفـاد
ولوفوديت من وقع الليالـي فديتك بالطريف وبالـتـلاد

فنطق له: يا ياسر، سررتني بإقبالك وسؤتني بدخولك من غير إذن، فنطق: الأمر أكبر من ذلك، قد أمرني أمير المؤمنين بكذا وكذا، فأقبل جعفر يقبل قدمي ياسر ونطق: دعني أدخل وأوصي، نطق لا سبيل إلى الدخول، ولكن أوصى بما شئت، نطق: لي عليك حق، ولا تقدر على مكافأتي إلا الساعة، نطق: تجدني سريعاً إلا فيما يخالف أمير المؤمنين، نطق: فارجع وأفهمه بقتلي، قإنندم كانت حياتي على يدك، وإلا أنفذت أمره في، نطق: لا أقدر، نطق: فأسير معك إلى مضربه وأسمع كلامه ومراجعتك، فإن أصر عملت، نطق: أما هذا فنعم، وسار الى مضرب الرشيد فلما سمع حسه نطق له: ما وراءك،يا ترى؟ فذكر له قول جعفر، فنطق له: يا ماص هن امه، والله لئن راجعتني للأ قدمنك قبله، فرجع فقتله واتى برأسه، فلما وضعه بين يديه اقبل عليه ملياً ثم نطق: ياياسر، جئني بفلان وفلان، فلما أتاه بهما نطق لهما: اضربا عنق ياسر، فلا أقدر أرى قاتل جعفر؛ انتهى كلامه في هذا الفصل.

وذكر في كتابه نطق: لما فهم جعفر من الرشيد الإعراض عند حجه معه ووصل إلى الحيرة ركب جعفر إلى كنيسة بها لأمر، فوجد فيها حجرا عليه كتابة لاتفهم، فأحضر تراجمة الخط وجعله فألا من الرشيد لما يخافه ويرجوه، فقرىء فإذا فيه:

إن بني المنذر عام انقضوا بحيث شاد البيعة الراهـب
أضحوا ولا يرحوهم راغب يوماً ولا يرهبهم راهـب
تنفخ بالمسـك ذفـاريهـم والعنبر الورد له قاطـب
فأصبحوا أكلا لدود الثـرى وانبتر المطلوب والطالب

فحزن جعفر ونطق: مضى والله أمرنا.

نطق الأصمعي: وجه إلي الرشيد بعد قتله جعفراً، فجئت فنطق: أبيات أردت حتى تسمعها، فقلت: إذا شاء أمير المؤمنين، فأنشدني:

لوحتى جعفر خاف مسببات الردى لنجا به منها طمر مـلـجـم
ولكان من حذر المنية حـيث لا يرجواللحاق به العقاب القشعم
لكـنـه لـمـا أتـاه يومــه لم يدفع الحدثان عنه منـجـم

عملمت أنها له فقلت: إنها أحسن أبيات في معناها، فنطق: إلحق الآن بأهلك يا ابن قريب إذا شئت.


مقتله

وحكي حتى جعفراً في آخر أيامه أراد الركوب إلى دار الرشيد، فنادى بالاصطرلاب ليختار وقتاً وهوفي داره على دجلة، فمر رجل في سفينة وهولا يراه ولا يدري ما يصنع والرجل ينشد:

يدبر بالنجوم وليس يدري ورب النجم يعمل ما يريد

فضرب بالاصطرلاب الأرض وركب.

ويحكى أنه رؤي على باب قصر علي بن عيسى بن ماهان بخراسان صبيحة الليلة التي اغتال فيها جعفر كتاب بقلم جليل:

إن المساكين بني برمك صب عليهم غير الدهر
إن لنا في أمرهم عبرة فليعتبر ساكن ذا القصر

ولما بلغ سفيان بن عيينة خبر جعفر وقتله وما هبط بالبرامكة حول وجهه إلى القبلة ونطق: اللهم إنه كان قد كفاني مؤنة الدنيا فاكفه مؤنة الآخرة.

ولما اغتال أكثر الشعراء في رثاء آله، فنطق الرقاشي من أبيات:

هدأ الخالون من شجوي فناموا وعيني لا يلائمهـا مـنـام
وما سهرت لأني مستـهـام إذا أرق المحب المستـهـام
ولكن الحـوادث أرقـتـنـي فلي سهرلا إذا هجد الـنـيام
أصبت بسادة كانوا نجـومـاً بهم نسقى إذا انبتر الغمـام
على المعروف والدنيا جميعاً لدولة آل برمـك الـسـلام
فلم أر قبل قتلك يا ابن يحـيى حساما فله السيف الحـسـام
أما والله لـولا خـوف واش وعين للخـلـيفة لا تـنـام
لطفنا حول جذعك واستلمنـا كما للناس بالحجر اسـتـلام

ونطق أيضاً يرثيه وأخاه الفضل:

الا إذا سيفا برمكيا مهـنـدا أصيب بسيف هاشمي مهند
فقل للعطايا بعد فضل تعطلي وقل للرزايا جميع يوم تجددي

ونطق دعبل بن علي الخزاعي:

ولما رأيت السيف صبح جعفـرا ونادى مناد للخليفة فـي يحـيى
بكيت على الدنيا وأيقنت أنـمـا قصارى الفتى فيها مفارقة الدنيا
وما هـي إلا دولة بـعـد دولة تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى
إذا نزلت هـذا مـنـازل رفـعة من الملك حطت ذا إلى غاية سفلى

ونطق صالح بن طريف فيهم:

يا بني برمك واهاً لكـم ولأيامكم المقتـبـلـه
كانت الدنيا عروساً بكم وهي اليوم ثكول أرمله

ولولا خوف الإطالة لأوردت طرفاً كبيراً من أقوال الشعراء فيهم مديحاً ورثاء.

وقد طالت هذه الترجمة، ولكن شرح الحال وتوالى الكلام أحوج إليه.

ومن أحب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما حكاه محمد بن غسان بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة، نطق: دخلت علىوالدتي في يوم نحر، فوجدت عندها امرأة برزة في ثياب رثة، فنطقت لي والدتي: أتعهد هذه،يا ترى؟ قلت: لا، نطقت: هذه أم جعفر البرمكي، فأقبلت عليها بوجهي وأكرمتها، وتحادثنا ومانا ثم قلت: يا أمه، ما أحب ما رأيت! فنطقت: لقد أتى علي يا بني عيد مثل هذا وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وإني لأعد ابني عاقاً لي، ولقد أتى علي يا بني هذا العيد وما منأي إلا جلدا شاتين أفترش أحدهما وألتحف الآخر، نطق: فدفعت إليها خمسمائة درهم، فكادت تموت فرحاً بها، ولم تزل تختلف إلينا حتى فرق الموت بيننا."

وورد في سير أعلام النبلاء للمضىي:

"الوزير الملك أبوالفضل جعفر ابن الوزير الكبير أبي علي يحيى ابن الوزير خالد ابن برمك الفارسي. كان خالد من رجال الفهم توصل إلى أعلى المراتب في دولة أبي جعفر ثم كان ابنه يحيى تام السؤدد جليل المقدار بحيث إذا المهدي ضم إليه ولده الرشيد فأحسن تربيته وأدبه فلما أفضت الخلافة إلى الرشيد رد إلى يحيى منطقيد الأمور وحمل محله وكان يخاطبه يا أبي فكان من أعظم الوزراء ونشأ له أولاد صاروا ملوكاً ولا سيما جعفر وما أدراك ما جعفر،يا ترى؟ له نبأ عجيب وشأن غريب بقي في الارتقاء في رتبة شرك الخليفة في أمواله ولذاته وتصرفه في الممالك ثم انقلب الدست في يوم فقتل وسجن أبوه وأخوته إلى الممات فما أجهل من يغتر بالدنيا! ونطق الأصمعي: سمعت يحيى بن خالد يقول: الدنيا دول والمال عارية ولنا بمن قبلنا أسوة وفينا لمن بعدنا عبرة.

نطق إسحاق الموصلي: كانت صلة يحيى إذا ركب لمن سأله مئتي درهم أتيته وقد شكوت إليه ضيقاً فنطق: ما أصنع بك ما عندي شيء ولكني قد اتىني خليفة صاحب مصر يسأل حتى أستهدي صاحبه شيئاً فأبيت فألح وبلغني حتى لك جارية بثلاثة آلاف دينار فهوذا أستهديه إياها فلا تنقصها من ثلاثين ألف دينار شيئاً نطق: فما شعرت إلا والرجل قد أتى فساومني بالجارية فبذل عشرين ألفاً فلنت فبعتها فلما أتيت يحيى عنفني ثم نطق: وهذا خليفة صاحب فارس قد اتىني في نحوهذا فخذ جاريتك مني فإذا ساومك لا تنقصها من خمسين ألف دينار نطق: فأتاني فبعتها بثلاثين ألفاً فلما صرت إلى يحيى نطق: ألم نؤدبك،يا ترى؟ خذ جاريتك قلت: قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثم تعود إلي،يا ترى؟ هي حرة وإني قد تزوجتها.

قيل: إذا ولداً ليحيى نطق له وهم في القيود: يا أبة بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا،يا ترى؟ نطق: يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها لم يغفل الله عنها توفي يحيى مسجوناً بالرقة سنة تسعين ومائة عن سبعين سنة.

فأما جعفر فكان من ملاح زمانه كان وسيماً أبيض جميلاً فصيحاً مفوهاً أديباً عذب العبارة حاتمي السخاء وكان لعاباً غارقاً في لذات دنياه ولي نيابة دمشق فقدمها في سنة ثمانين ومائة فكان يستخلف عليها ويلازم هارون وكان يقول: إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط فإنها لا تفنى وإذا أدبرت فأعط فإنها لا تبقى.

نطق ابن جرير: هاجت العصبية بالشام وتفاقم الأمر فاغتم الرشيد فعقد لجعفر ونطق: إما حتى تخرج أوأخرج فسار فقتل فيهم وهذبهم ولم يدع لهم رمحاً ولا قوساً فهجم الأمر واستخلف على دمشق عيسى بن المعلى ورد.

نطق الخطيب: كان جعفر عند الرشيد بحالة لم يشاركه فيها أحد وجوده أشهر من حتى يذكر وكان من ذوي اللسن والبلاغة ينطق: إنه سقط ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع ونظر في جميعها فلم يخرج شيئاً منها عن موجب الفقه كان أبوه قد ضمه إلى القاضي أبي يوسف حتى فقه.

وعن ثمامة بن أشرس نطق: ما رأيت أبلغ من جعفر البرمكي والمأمون.

قيل: اعتذر إلى جعفر رجل فنطق: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك.

نطق جحظة: حدثنا ميمون بن مهران حدثني الرشيدي حدثني مهذب حاجب العباس بن محمد يعني أخا المنصور حتى العباس نالته إضاقة فأخرج سفطاً فيه جوهر بألف ألف فحمله إلى جعفر ونطق أريد عليه خمس مائة ألف نطق: نعم وأخذ السفط فلما عاد العباس إلى داره عثر السفط قد سبقه ومعه ألف ألف ودخل جعفر على الرشيد فخاطبه في العباس فأمر له بثلاث مائة ألف دينار.

وعن إبراهيم الموصلي نطق: حج الرشيد وجعفر وأنا معهم فنطق لي جعفر: انظر لي جارية لا مثل لها في الغناء والظرف نطق: فأرشدت إلى جارية لم أر مثلها وغنت فأجادت فنطق مولاها: لا أبيعها بأقل من أربعين ألف دينار قلت: قد أخذتها فأعجب بها جعفر فنطقت الجارية: يا مولاي في أي شيء أنت،يا ترى؟ نطق: قد عهدت ما كنا فيه من النعمة فأردت حتى تصيري إلى هذا الملك فتسعدي نطقت: لوملكت منك ما ملكت مني ما بعتك بالدنيا فاذكر العهد وقد كان حلف حتى لا يأكل لها ثمناً فتغرغرت عيناه ونطق لجعفر: اشهدوا أنها حرة وأني قد تزوجتها وأمهرتها داري فنطق جعفر: انهض بنا فدعوت الحمالين لنقل المضى فنطق جعفر: والله لا صحبنا منه درهم ونطق لمولاها: أنفقه عليكما.

قيل: كان في خزائن جعفر دنانير زنة الواحد مائة مثنطق كان يرمي بها إلى أصطحة الناس سكته. وأصفر من ضرب دار الملوك يلوح على وجهه جعفر.

يزيد على مـائة واحـداً متى يعطه معسر يوسر

وقيل: بل الشعر لأبي العتاهية وكان على الدينار صورة جعفر.

نطق صاحب الأغاني: أبلغنا عبد الله بن الربيع حدثني أحمد بن إسماعيل عن محمد بن جعفر نطق: شهدت أبي يحدث جدي وأنا صغير نطق: أخذ بيدي أمير المؤمنين فأقبل يخترق الحجر حتى انتهينا إلى حجرة ففتحها ودخلنا فأغلقها سقطدنا على باب ونقره فسمعت صوت عود فغنت امرأة فأجادت فطربت والله ثم غنت فرقصنا معاً وخرجنا فنطق لي: أتعهد هذه،يا ترى؟ قلت: لا نطق: علية أختي والله لئن لفظت به لأقتلنك فنطق له جدي: فقد لفظت به والله ليقتلنك وقيل: إذا امرأة كلابية أنشدت جعفراً:

إني مررت على العقيق وأهله يشكون من مطر الربيع نزوراً
ما ضرهم إذ مر فيهم جعفـر أن لاقد يكون ربيعهم ممطـوراً

قد اختلف في سبب مصرع جعفر على أقوال: فقيل: إذا جبريل ابن بختيشوع الطبيب نطق: إني لقاعد عند الرشيد فدخل يحيى بن خالد وكان يدخل بلا إذن فسلم فرد الرشيد رداً ضعيفاً فوجم يحيى فنطق هارون: يا جبريل يدخل عليك أحد بلا إذن،يا ترى؟ قلت: لا نطق: فما بالنا،يا ترى؟ فوثب يحيى ونطق: قدمني الله يا أمير المؤمنين قبلك والله ما إلا شيء خصصتني به والآن فتبت فاستحيى الرشيد ونطق: ما أردت ما تكره ولكن الناس يقولون.

وقيل: إذا ثمامة نطق: أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره حتى محمد ابن الليث حمل رسالة إلى الرشيد يعظه وفيها: إذا يحيى لا يغني عنك من الله شيئاً فأوقف الرشيد يحيى على الرسالة ونطق: أتعهد محمد بن الليث،يا ترى؟ نطق: نعم هومنهم على الإسلام فسجنه فلما نكبت البرامكة أحضره ونطق: أتحبني،يا ترى؟ نطق: لا والله نطق: أتقول هذا نطق: نعم وضعت في رجلي القيد وحلت بيني وبين عيالي بلا ذنب سوى قول حاسد يكيد الإسلام وأهله ويحب الإلحاد وأهله فأطلقه ونطق: أتحبني،يا ترى؟ نطق: لا ولا أبغظك فأمر له بمائة ألف ونطق: أتحبني،يا ترى؟ نطق: نعم نطق: انتقم الله ممن ظلمك فنطق الناس في البرامكة وكثروا وقيل: إذا يحيى ولج بعد على الرشيد فنطق للغلمان: لا تقوموا له فاربد لون يحيى.

وقيل: بل سبب اغتال جعفر حتى الرشيد سلم له يحيى بن عبد الله بن حسن العلوي فرق له وأطلقه سراً فاتى رجل ينعته إلى الرشيد وأنه رآه بحلوان فمنح الرجل مالاً وقيل: بل أنشأ جعفر داراً أنفق عليها عشرين ألف ألف درهم فأسرف.

وقيل: اعتمر يحيى بن خالد فتعلق بالأستار ونطق: رب ذنوبي عظيمة فإن كنت معاقبي فاجعل عقوبتي في الدنيا وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى أبلغ رضاك فقدح الأمير ابن ماهان عند الرشيد في موسى بن يحيى بن خالد وأفهمه طاعة أهل خراسان له وأنه يمحررهم فاستوحش الرشيد منه وركبه دين فاختفى من الغرماء فتوهم الرشيد أنه سار إلى خراسان ثم ظهر فسجنه فهذا أول نكبتهم فأتت أمه تلاطف الرشيد فنطق: يضمنه أبوه فضمنه.

وغضب الرشيد أيضاً على الفضل بن يحيى لهجره الشرب معه وكان الفضل يقول: لوفهمت حتى استهلك الماء ينقص مروءتي لهجرته وكان مشغوفاً بالسماع وكان جعفر ينادم الرشيد ويأمره أبوه بالإقلال من ذلك فلا يسمع ونطق يحيى: يا أمير المؤمنين أنا أكره مداخل جعفر معك فلواقتصرت به على الإمرة دون العشرة نطق: يا أبت ليس ذا بك بل ترغب حتى تقدم الفضل عليه.

ابن جرير: حدثنا أحمد بن زهير أظنه عن عمه زاهر بن حرب حتى سبب هلاك البرامكة حتى الرشيد كان لا يصبر عن جعفر وأخته عباسة وكان يحضرهما مجلس الشراب فيقوم هوفنطق: أزوجكها على حتى لا تمسها نطق: فكانا يثملان ويمضى الرشيد ويثب جعفر عليها فولدت منه غلاماً فوجهته إلى مكة فاختفى الأمر ثم ضربت جارية لها فوشت بها فلما حج الرشيد هم بقتل الطفل ثم تأثم من ذلك فلما وصل إلى الحيرة بعث إلى مسرور الخادم ومعه أبوعصمة وأجناد فأحاطوا بجعفر ليلاً فدخل عليه مسرور وهوفي مجلس لهوفأخرجه بعنف وقيده بقيد حمار وأتى به فأمر الرشيد بقتله.

وعن مسرور نطق: سقط على رجلي يقبلها ونطق: دعني أدخل فأوصي قلت: لا سبيل إلى ذا فأوص بما شئت فأوصى وأعتق مماليكه ثم ذبحته بعد حتى راجعت فيه الرشيد وجئته برأسه ووجه الرشيد جنداً إلى أبيه فأحاطوا به وبأولاده ومواليه وأخذت أموالهم وأملاكهم وبعثت جثة جعفر إلى بغداد فصلب ونودي: ألا لا أمان لمن آوى برمكياً وصلب الرشيد أنس بن أبي شيخ على الزندقة وكان مختصاً بالبرامكة. عن إبراهيم بن المهدي نطق: خلا جعفر يوماً بندمائه وأنا فيهم وتضمخ بالطيب فاتىه عبد الملك بن صالح فدخل فاربد وجه جعفر فنادى عبد الملك غلامه فنزع سواده وقلنسوته وأتى مجلسنا فألبسوه حريراً وأطعم وشرب فنطق: والله ما شربته قبل اليوم فأخف علي ونادم أحسن منادمة وسري عن جعفر ونطق: أذكر حوائجك فإني لا أستطيع لقاءة ما كان منك نطق: في قلب أمير المؤمنين علي موجدة فتخرجها نطق: قد رضي عنك أمير المؤمنين نطق: وعلي أربعة آلاف ألف نطق: قضي دينك نطق: وابني إبراهيم أحب حتى أزوجه نطق: قد زوجه أمير المؤمنين بالعالية بنته نطق: وأوثر حتى يولى بلداً نطق: قد ولاه أمير المؤمنين مصر فخرج ونحن متعجبون من إقدام جعفر على هذه الأمور العظيمة من غير استئذان وركب إلى الرشيد فأمضى له الجميع.

نطق ابن خلكان: بلغ من أمر جعفر حتى الرشيد اتخذ له ثوباً له زيقان يلبسه هووهوولم يكن له عنه صبر وكانت عباسة أخت الرشيد أعز امرأة عليه فكان متى غابت أوغاب جعفر تنغص ونطق لجعفر: سأزوجكها لمجرد النظر فاحذر حتى تخلوبها فزوجه فقيل: إنها أحبته وراودته فأبى وأعيتها الحيلة فبعثت إلى والدة جعفر: حتى ابعثيني إلى ابنك كأنني جارية لك تتحفينه بها فأبت فنطقت: لئن لم تعملي لأقولن عنك: إنك دعوتيني إلى هذا ولئن ولدت من ابنك ليكونن لكم الشرف فأجابتها نطق: فاقتضها فنطقت: كيف من الممكن أن رأيت خديعة بنات الخلفاء فأنا مولاتك فطار السكر من رأسه وقام ونطق لأمه: بعتيني والله رخيصاً وحبلت منه فلما ولدت وكلت بالولد خادماً وسقمعاً وبعثتهم إلى مكة ثم وشت بها زبيدة فحج وتحقق الأمر فأضمر السوء للبرامكة وأشار أبونواس إلى ذلك فنطق:

ألا قل لأمـين الـل ه وابن القادة الساسه
إذا ما ناكـث سـر ك حتى تعدمه راسه
فلا تقتله بالـسـيف وزوجه بعبـاسـه

وسئل سعيد بن سالم عن ذنب البرامكة فنطق: ما كان منهم بعض ما يوجب ما عمل الرشيد لكن طالت أيامهم وكل طويل يمل وقيل: حملت السيرة إلى الرشيد فيها:

قل لأمين الله فـي أرضـه ومن إليه الحل والـعـقـد
هذا ابن يحيى قد غدا مالكـاً مثلك ما بـينـكـمـا حـد
أمرك مـردود إلـى أمـره وأمـره مـا إذا لــه رد
وقد بنى الدار التي ما بنى ال فرس لها مثلاً ولا الهـنـد
الدر والياقوت حصبـاؤهـا وتربها العنـبـر والـنـد
ونحن نخـشـى أنـه وارث ملكك إذا غيبك الـلـحـد

فقرأها وأثرت فيه.

وقيل: إذا أخته نطقت له: ما رأيت لك سروراً منذ قتلت جعفراً فلم قتلته،يا ترى؟ نطق: لوفهمت حتى قميصي يفهم السبب لمزقته.

عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي خطيب الكوفة نطق: دخلت على أمي يوم الأضحى وعندها عجوز في أثواب رثة فنطقت: تعهد هذه،يا ترى؟ قلت: لا نطقت: هذه والدة جعفر البرمكي فسلمت عليها ورحبت بها وقلت: حدثينا ببعض أمركم نطقت: لقد هجم علي مثل هذا العيد وعلى رأسي أربع مائة جارية وأنا أزعم حتى ابني عاق لي وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين أجعل أحدهما فراشاً لي نطق: فأعطيتها خمس مائة درهم فكادت تموت فرحاً.

لم يزل يحيى وآله محبوسين وحالهم حسنة إلى حتى سخط الرشيد على ابن عمه عبد الملك بن صالح فعمهم بسخطه وجدد لهم التهمة وضيق عليهم ودامت جثة جعفر معلقة مدة وعلقت أطرافه بأماكن ثم أحرقت وقيل: لم يحبس محمد بن يحيى. وفي تاريخ ابن خلكان: حتى الرشيد نادى ياسراً غلامه فنطق: قد انتخبتك لأمر لم أر له الأمين ولا المأمون فحقق ظني نطق: لوأمرتني بقتل نفسي لعملت نطق: ائتني برأس جعفر فوجم لها نطق: ويلك ما لك،يا ترى؟ نطق: الأمر عظيم ليتني مت قبل هذا نطق: امض ويلك فمضى فأتى جعفراً فنطق: يا ياسر سررتني بإقبالك لكن سؤتني بدخولك بلا إذن نطق: الأمر وراء ذلك يا جعفر قد أمرت بكذا نطق المسكين وأقبل يقبل قدمه ونطق: دعني أدخل وأوصي نطق: لا سبيل إلى ذلك فأوص فنطق: لي عليك حق فارجع إلى أمير المؤمنين وقل: قتلته فإن ندم كانت حياتي على يدك نطق: لا أقدر نطق: فآتي معك إلى مخيمه وأسمع كلامه وقولك له نطق: أما هذا فنعم ومضى به فلما ولج ياسر نطق: ما وراءك،يا ترى؟ فذكر له قول جعفر فشتمه ونطق: لئن راجعتني لأقدمنك قبله فخرج وضرب عنقه وأتاه برأسه فنطق: يا ياسر جئني بفلان وفلان فلما أتاه بهما نطق: اضربا عنقه فإني لا أقدر أرى قاتل جعفر ونطق أبوالعتاهية:

قولا لمن يرتجي الحياة أمـا في جعفر عـبـرة ويحـياه
كانا وزيري خليفة اللـه هـا رون هما ما هـمـا وزيراه
فذالكم جعـفـر بـرمـتـه في حالق رأسه ونصـفـاه
والشيخ يحيى الوزير أصبح قد نحاه عن نفسـه وأقـصـاه
شتت بعد الجميع شمـلـهـم فأصبحوا في البلاد قد تاهوا
كذاك من يسخط الإله بـمـا يرضي به العبد يجزه الـلـه
سبحان من دانت الملوك لـه نشهـد حتى لا إلـه إلا هـو
طوبى لمن تاب قبل عثرتـه فتاب قبل الممات طـوبـاه

نطق المحدث عبد الله بن روح المدائني: ولدت يوم اغتال جعفر ابن يحيى وهوأول صفر سنة سبع وثمانين ومائة عاش سبعاً وثلاثين سنة ومات أخوه الفضل في سنة اثنتين وتسعين ومائة وكان أخاً للرشيد من الرضاعة وأمه بربرية وكان قد ولي إمرة خراسان وكان من نبلاء الرجال وكان أكرم وأجود من جعفر لكنه كان ذا تيه وكبر عظيم وصل مرة عمروبن جميل التميمي بألف ألف درهم وعاش خمساً وأربعين سنة وله عدة أخوة”.


في الأدب

  • ظهرت شخصية جعفر (باسم جعفر في معظم الترجمات) مع هارون الرشيد في حكايات ألف ليلة وليلة، كبطل للحكاية.
  • في فيلم لص بغداد 1940، لعب كونراد ڤيدت دور الوزير جعفر، الساحر الأسود الذي أطاح بالملك وحاول إغواء الأميرة.
  • في فيلم السيف الأسود (1952) قاتل هارون الرشيد (روك هدسون) جعفر (جورج ماكريدي)، وزير خليفة بغداد الذي حاول الاستيلاء على العرش.
  • في كتاب عام 1981: كبير وزراء الليلة لكاثرين هرماري-ڤيل حيث كان خليل هارون الرشيد.
  • في لعبة الڤيديوأمير فارس ظهر ساحر يسمى جعفر والذي استولى على السلطة من السلطان وحاول إجبار الأميرة على الزواج به


انظر أيضاً

  • العصر المضىي الإسلامي
  • أدب إسلامي

المصادر

  1. ^ جعفر البرمكي، الحكواتي

وصلات خارجية

  • How Greek Science passed to the Arabs, with some references to Jafar
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:14:21
التصنيفات: Articles containing non-English-language text, Persondata templates without short description parameter, مواليد 767, وفيات 803, أشخاص من الخلافة العباسية, شخصيات ألف ليلة وليلة, فرس من العصور الوسطى, عراقيون من أصل إيراني, برامكة, هارون الرشيد, أشخاص أعدمتهم الخلافة العباسية, إعدامات القرن التاسع, إيرانيو القرن الثامن, إيرانيو القرن التاسع

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رابط وخطوات الحصول على نتيجة الصف الثاني الثانوي 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

«شركات السياحة» تعلن عن الإجراءات الجديدة لمعاينة سكن الحجاج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:02
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

محافظ أسيوط يتابع أعمال إنشاء مركز شباب ونقطة شرطة قرية بني رافع

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:12
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

ركين سعد لـ«الدستور»: سعيدة بردود الأفعال حول مسلسل «ريفو»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

حبس عاطلين لاتهامهما بحيازة أسلحة نارية بالمطرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

الحبس سنة لمتهم بالانضمام لإحدى الخلايا المُسلحة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

خيرى بشارة فى ضيافة معهد جوته: ترقبوا روايتى الأولى قريبًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

مدبولى يتفقد مدرستى «الحصص» بالدقهلية ضمن «حياة كريمة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:04
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

إيطاليا تعلن العثور على جثث قتلى تحطم الطائرة الهليكوبتر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:27
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

إعادة المرافعة في تظلم هاني بولس على منع التصرف في أمواله

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

زيادة قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي والمسال في عهد السيسي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:32
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

محفوظ عبدالرحمن.. محطات في حياة صاحب «بوابة الحلواني»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:19
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

استقرار الأسعار في الأسواق صباح اليوم السبت 11/6/2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

اسعار اقتصادية للوحدات المصيفية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

إصابة 5 بكسور وجروح في مشاجرة بالبحيرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:12
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

الجد ارخيب ولوينكا قصة مكسيم جوركى عن الفقر والحرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:34
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

برلمانى: 8 سنوات من حكم الرئيس شهدت إنجازات غير مسبوقة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

توريد 461 ألف طن قمح بصوامع الوادي الجديد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-11 15:21:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية