القنيطرة (سوريا)
القنيطرة |
---|
القنيطرة مدينة سورية خربة تقع في جنوب غرب البلاد. تقع على ازدياد 985 مترا عن سطح البحر, وتبعد 60 كيلومترا جنوب غرب العاصمة دمشق، كانت عاصمة محافظة القنيطرة التي ضمت منطقة هضبة الجولان قبلما احتلها الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1967، ونزح منها معظم سكانها إلى مدن سورية أخرى. أعادت إسرائيل المدينة لسوريا في إطار اتفاقية فك الاشتباك (اتفاقية الهدنة) التي سقط عليها الجانبين في 31 مايو1974 عقب حرب تشرين (حرب أكتوبر 1973). تدعي الحكومة السورية حتى إسرائيل دمرت المدينة قبل الانسحاب منها، أما إسرائيل فتنفي أية مسؤولية لدمار المدينة. زارها البابا يوحنا بولس الثاني عند زيارته لسوريا وأقام قداساً في كنيسة الروم الأرثوذكس في القنيطرة.
التاريخ
تميزت القنيطرة تاريخيا بتنوعها السكاني بسبب مسقطها عند ملتقى طرق تجارية، واتفقت المصادر التاريخية على حتى التأسيس الحقيقي لهذه المدينة كان في القرن التاسع عشر الميلادي على أيدي العثمانيين الذين جعلوها محطة لتوقف القوافل التجارية.
وفي 1840, عاش في القنيطرة عدد قليل من الأسر توافدت عليها تطبيقا لأمر الوالي العثماني إبراهيم باشا بالاستيطان فيها.
وخلال الفترة بين عاميْ 1873 و1890, بدأ توافد أعداد من الشركس والشيشان القادمين من القوقاز على القنيطرة، وفي 1878 تراوح عدد هؤلاء الشركس والشيشان في المدينة بين 400 وألفي شخص، أسسوا حيين فيها هما حي الشركس وحي الداغستان (الشيشان كانوا يطلقون على الحي اسم ديغست وتعني باللغة الشيشانية أرض الاجداد لذلك كانت التسمية)وبنوا مسجدين هما جامع الشركس وجامع الداغستان وعددا من المستوطنات الزراعية في الأراضي المحيطة بالمنطقة.
وفي 1885, عاشت الأسر الشركسية في 12 قرية زراعية كبيرة محيطة بالقنيطرة التي لم يكن بها سوى 260 منزلا يسكنها 1300 شخص. وفي مطلع القرن العشرين نمت القنيطرة, وأصبحت المركز الإداري لمرتفعات الجولان.
وبعد استقلال سوريا عن فرنسا في 1946, زاد عدد سكان مدينة القنيطرة عن 21 ألف نسمة معظمهم من العرب، وفي تلك الفترة زاد الوجود السكاني والعسكري في المدينة التي تعاظمت أيضا أهميتها الإستراتيجية بسبب وقوعها على الحدود بين سوريا وفلسطين.
مدينة القنيطرة
قبل يونيو1967 كانت القنيطرة المركز الإداري والتجاري لمنطقة الجولان. هجر سكانها منها عند احتلالها من قبل إسرائيل. بين 1967 و1973 استخدم الجيش الإسرائيلي المدينة كساحة لتدريبات قواته وأسكن الجنود في بعض مبانيها المهجورة. كانت محاولة فاشلة لاستيطان المدنيين الإسرائيليين في المدينة ولكنهم انتقلوا إلى مسقط آخر في الجولان. شن الجيش السوري هجمات صاروخية على المدينة، في إطار ما يسمى اليوم حرب الاستنزاف، لتشويش تدريبات القوات الإسرائيلية فيها، مما ألحق أضرارا ملموسة بمباني المدينة. في حرب أكتوبر نقلت المدينة من أيادي القوات الإسرائيلية إلى القوات السورية، ثم أعاد الجيش الإسرائيل احتلالها، فكانت في السيطرة الإسرائيلية في نهاية الحرب. في اتفاقية الهدنة، أي اتفاقية فض الاشتباك، التي سقط الجانبان عليها في 31 مايو1974 بوساطة أمريكية، تقرر انسحاب القوات الإسرائلية من عمق الأراضي السورية إلى مواقفها قبل أكتوبر 1973 باستثناء مدينة القنيطرة وبعض القرى المجاورة لها (رويحينة، وبئرعجم، والمدارية، وبريقة وكودنة) التي تقرر إعادتها لسورية لقاء التزام سوري بإبعاد قوات الجيش السوري وراء شريط تخضع لمراقبة قوات هيئة الأمم المتحدة. تضم الاتفاقية بند يدعوإلى إعادة المدنيين السوريين إلى المناطق التي انسحبت إسرائيل منها، وينص ملحق أضيف إلى الاتفاقية على إرسال قوة خاصة للأمم المتحدة (UNDOF) لمراقبة الهدنة وتطبيق الجانبين للاتفاقية، وما تزال هذه القوة متواجدة في المنطقة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ويقوم مجلس الأمن بتمديد مهمتها مرة جميع ستة أشهر.
دمار القنيطرة
يشير تقرير في مجلة تايمز الأمريكية من 2 سبتمبر 1972 إلى حتى المدينة كانت خربة في هذا الحين، ويبدوحتى الخراب لم يكن كاملاً إذ استخدم الجيش الإسرائيلي بعض المباني فيها. في تقرير بنفس المجلة من 21 أكتوبر 1973 (3 أيام قبل نهاية الحرب) يشار إلى المدينة كمدينة خربت في قصف ("bombed-out").
تدعي الحكومة السورية حتى المدينة تعرضت لتدمير متعمد من قبل إسرائيل في الأيام القليلة التي سبقت انسحابها منها، بينما تنفي إسرائيل هذا الاتهام[بحاجة لمصدر]. تبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الموقف السوري في قرار لها رقم 3240 معبرة عن قناعتها العميقة "بأن القوات الإسرائيلية والسلطات الإسرائيلية المحتلة كانت مسؤولة عن التدمير المتعمد الكامل لمدينة القنيطرة، في خرق للبند 53 من معاهدة جنيف لعام 1949 تحت البند 147..." .
منذ إعادة المدينة إلى سورية في 1974، لم تقم الحكومة السورية بأعمال ترميم أساسية للمدينة، وما تزال المدينة خربة حتى الآن تعرض فيها الحكومة السورية ماتراه تدميراً متعمداً على زائريها وترفض إعادة بناءها - بالرغم من استنادىئها لإعادة النازحين في اتفاقية الهدنة - وتبرر سورية هذا بعدم انسحاب إسرائيل حتى حدود أربعة حزيران/يونيو1967 (شرط لا يرد في اتفاقية الهدنة) وتقول بأنها لن تعيد إعمار المدينة قبل استرداد تام الجولان . من جانب آخر، عملت على بناء مدينة صغيرة بضواحي القنيطرة وأطلقت عليها اسم "مدينة البعث" كما أعادت إعمار القرى الجولانية الأخرى التي استعادتها.
وظلت القنيطرة مدمرة، ورفضت سوريا إعادة إعمار المدينة قبل استرداد تام أراضي الجولان من إسرائيل. لكن دمشق شيدت مدينة صغيرة حملت اسم البعث بأحد ضواحي القنيطرة.
وحتى 2011, كان يقيم في القنيطرة عدد محدود من الأسر معظمها مسيحية تعيش من توفير الخدمات لقوات "يوندوف" الأممية، وتسمح السلطات الأمنية السورية للسائحين بأذونات خاصة بزيارة عدد قليل من المزارات السياحية في القنيطرة تضم مسجدا, ومستشفى, وكنيسة, ومتحفا.
وزارت القنيطرة شخصيات عالمية أبرزها بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني الذي زارها في مايو/أيار 2001. ".
هوامش
- ^ | رابط إلى نص القرار، باللغة الإنكليزية
- ^ حسب بند B-2 من الاتفاقية: "جميع الأراضي شرقي خط A ستخضع للإدارة السورية وسيعود المدنيون السوريون إلى هذه الأراضي." - نص الاتفاقية باللغة الإنكليزية
- ^ انظر الرابط: مسقط مديرية الثقافة في القنيطرة
- ^ مدينة القنيطرة السورية الجزيرة نت