شمس الدين التبريزي محمد بن ملك داد التبريزي (مواليد 1185 تبريز- 1248 خوي)، (582-645 هـ) هوعارف ومتصوف وشاعر فارسي مسلم صوفي يُنسب إلى مدينة تبريز. يُعتبر المُفهم الروحي لجلال الدين الرومي (مولانا). خط ديوان التبريزي (الديوان الكبير) الذي خطه في مجال العِشق الإلهي.

قام برحلات إلى مدن عدة منها حلب وبغداد وقونية ودمشق. أخذ التصوف عن ركن الدين السجاسي، وتتلمذ عليه جلال الدين الرومي. اعتكف شمس التبريزي وجلال الدين الرومي أربعون يوماً في مدينة قونية لكتابة قواعد العشق الأربعون، ثم قام شمس التبريزي بالفرار إلى دمشق قبل حتى يعود إلى قونية. ثم قُتل في قونية والبعض يقول خوي على يد جماعة من المناوئين له سنة 645 هـ، وقيل سنة 644 هـ. وله ضريح في مدينة خوي، ورُشح ضريحه ليكون من مواقع التراث العالمي لليونيسكو.

حياته

شمس التبريزي هوابن الإمام علاء الدين، وكان شمس أحد الدراويش (رجال الدين)، وقيل ان شمس التبريزي راوده رؤى منذ سن العاشرة تقريبا، حيث نطق لابيه ذلك ولكنه لم يصدقه فبعد مدة هجر منزله وبدأ بالتجوال، بحيث انه قيل عنه بانه لم ينم بمكان أكثر من ليلة واحدة لكثرة تجواله وترحاله. كان شمس التبريزي يكسب النقود للطعام من تفسير الأحلام وقراءة الكفوف، ولكن لم يكن أحد يصدق حول الرؤى التي نطق انها تراوده وكانوا ينعتونه ب "المجنون". وإدعى التبريزي بانه وقع الله والملائكة في هذه الرؤى.

لقاؤه بجلال الدين الرومي

التقى التبريزي بالشاعر انذاك الملقب ب "مولانا" وهوجلال الدين الرومي في تجواله عام 1244م، وتكونت بعد ذلك اللقاء صداقة غيرت مجرى حياة كليهما، حيث ان الرومي تحول من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفي ملتزم، وداعية إلى الحب، ولكن رابط الصداقة الجميل الذي ربط هذان الاثنان مع بعضهما البعض بدأ بالتاكل حتى انفصلا وذلك بعد ثلاث سنوات تقريبا على نحومأساوي.

وفاته

وفقاً للتنطقيد الصوفية، فإن شمس التبريزي اختفى بظروف غامضة. فالبعض يقول أنه قُتل على يد تلاميذ جلال الدين الرومي بسبب غيرتهم من علاقة التبريزي مع الرومي. لكن تقول بعض الأدلة حتى شمس التبريزي غادر مدينة قونية وتوفي في خوي حيثُ دفن، وله ضريح هناك.

يوجد قبر لشمس الدين التبريزي في مدينة خوي، بجانب نصب برج في حديقة تذكارية. ورُشح ضريحه ليكون من مواقع التراث العالمي لليونيسكو.

مؤلفاته

من آثاره: مثنوية «مرغوب القلوب» و«منطقات» و«ده فصل» وديوان شعر.

قواعد العشق الأربعون

قام شمس التبريزي بتأليف 40 قاعدة للعشق، وسميت قواعد العشق الأربعون. وهي:

• القاعدة الأولى:

إن الكيفية التي نرى فيها الله ما هي إلا إنعكاس للكيفية التي نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب لنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى حتى قدرً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق لقلوبنا، أما إذا رأينا الله مُفعماً بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك.

• القاعدة الثانية:

إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس، فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. قابل، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على "النفس" بقلبك. إذا معهدتك بنفسك ستقودك إلى فهم الله.

• القاعدة الثالثة:

إنه تقدر حتى تدرس الله من خلال جميع شيء وكل إنسان في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أوفي الكنيسة. لكنك إذا كنت لا تزال ترغب حتى تعهد أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع رؤيته وهوقلب عاشق حقيقي، فلم يعش أحد بعد رؤيته ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد.

• القاعدة الرابعة:

يتكون الفِكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عُقَد لكن الحب يذيب جميع العُقَد. إذا الفِكر حذرٌ على الدوام وهويقول ناصحاً "إحذر الكثير من النشوة" بينما الحب يقول "لا تكترث أقدم على هذه المجازفة" وفي حين حتى الفكر لا يُمكن حتى يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركاماً من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض، والقلب الكسير يخبئ كنوزاً.

• القاعدة الخامسة:

تنبع مُعظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الحدثات بمعناها الظاهري مُطلقا وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التي نعهدها قد عفى عليها الزمن. فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بحدثات لا يمكن إدراكُه إلا بالصمت.

• القاعدة السادسة:

الوحدة والخُلوة شيئان مختلفان فعندما تكون وحيداً من السهل حتى تخدع نفسك ويخيَل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخُلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني حتى تكون وحدك من دون حتى تشعر بأنك وحيد. لكن في نهاية الأمر من الأفضل لك حتى تبحث عن شخص، إنسانقد يكون بمثابة مرآة لك. تذكر أنك لا تستطيع حتى ترى نفسك حقاً إلا في قلب شخصٍ آخر، وبوجود الله في داخلك.

• القاعدة السابعة:

مهما وقع في حياتك ومهما بدت الأمور مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لوظلت جميع الابواب موصدة فإن الله سيفتح دربا جديداً لك. إحمد ربك! من السهل عليك حتى تحمد الله عندماقد يكون جميع شيء على ما يرام. فالصوفي لا يحمد الله على ما منحه الله إياه فحسب! بل يحمده أيضاً على جميع ما حرمه منه.

• القاعدة الثامنة:

لا يعني الصّبر حتى تتحمل المصاعب سلباً، بل يعني حتى تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعنى الصبر،يا ترى؟ أنه يعني حتى تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، حتى تنظر إلى الليل وترى الفجر. أما نفاد الصبر فيعني حتى تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. إذا عشاق الله لا ينفد صَّبرهم مطلقاً، لأنهم يعهدون أنه لكي يُصبح الهلال بدراً فهويحتاج إلى وقت. لقد خلق الله المعاناة حتى تظهر السعادة من خلال نقيضها. فالأمور تظهر من خلال أضدادها، وبما أنه لا يوجد نقيض لله فإنه يظل مخفياً.

• القاعدة التاسعة:

لا تحكم على الكيفية التي يتواصل بها الناس مع الله، فلكل إمرئٍ طريقته وصلاته الخاصة إذا الله لا يأخذنا بحدثتنا بل ينظر في أعماق قلوبنا. وليست المناسك أوالطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين، بل إذا كانت قلوبنا صافية أم لا.

• القاعدة العاشرة:

لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب حتى تجعل الرحلة التي تقوم بها رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك فسيكون بوسعك إجتياز العالم الشاسع وما وراءه.

• القاعدة الحادية عشر:

عندما تجد القابلة حتى الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض، فإنها تعهد حتى الطريق ليس سالكاً بعد لوليدها. فلن تضع وليدها إذاً. ولكي تولد نفس جديدة يجب حتىقد يكون ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد فالحب لا يكتمل إلا بالألم.

• القاعدة الثانية عشر:

إن السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلا وينضج أثناء رحلته. فما إذا تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتى تبدأ تتغيّر من الداخل ومن الخارج.

• القاعدة الثالثة عشر:

يوجد مُفهمون مُزيفون وأساتذة مُزيفون في هذا العالم أكثر عدداً من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السُلطة وبين المفهمين الحقيقيين. فالمفهم الروحي الصادق لا يوجه إنتباهك إليه ولا يتسقط طاعة مُطلقة أوإعجاباً تاماً مِنك. بل يساعدك على حتى تُقدر نفسك الداخلية وتحترمها. إذا المفهميين الحقيقيين شفافون كالبلور، يَعبر نور الله من خلالهم.

• القاعدة الرابعة عشر:

لا تحاول حتى تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك. بل دَع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلَبت حياتك رأساً على عقب. فكيف تقدر حتى تعهد حتى الجانب الذي اعتدتَ عليه أفضل من الجانب الذى سيأتي؟

• القاعدة الخامسة عشر:

إن الله مُنهمك في إكمال صُنعك من الخارج ومن الداخل. إنه مُنهمك بك تماماً. فكُل إنسان هوعمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحوالكمال. فكُل واحدٍ مِنا هوتعبير عن عمل فني غير مُكتمل يسعى جاهداً للإكتمال. إذا الله يتعامل مع جميع واحد مِنا على حِدة لأن البشرية لوحةٌ جميلة رسمها خطاطٌ ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة.

• القاعدة السادسة عشر:

من السهل حتى تُحب إلاهاً يتصف بالكمال، النقاء، والعضمة، لكن الأصعب من ذلك حتى تُحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر! إذا المرء لا يعهد إلا ما قادر على حتى يُحبُه. فلا حكمة من دون حبّ. وما لم نتفهم كيف من الممكن أن نُحب خلق الله، فلن نستطيع حتى نُحب حقاً ولن نعهد الله حقاً.

• القاعدة السابعة عشر:

إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل. أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يُمكن تطهيرها بالماء النقي وهولوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع حتى نُطهر أجسامنا بالزُهد والصّيام. لكن الحبّ وحده هوالذي يطهر قلوبنا.

• القاعدة الثامنة عشر:

يقبع الكون كُله داخل جميع إنسان في داخلك. جميع شيء تراه حولك بما في ذلك الأمور التي قد لا تُحبها. حتى الأشخاص الذين قد نحتقرهم أونمقتهم يقبعون في داخلك بدرجات متفاوته. لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك أيضاً. فالشيطان ليس قوة خارقة تُهاجمك من الخارج بل هوصوت عادي ينبعث من داخلك. فإذا تعهدت على نفسك تماماً وقابلت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق. عندها تبلغ أرقى أشكال الوعي وعندما تعهد نفسك فإنك ستعهد الله.

• القاعدة التاسعة عشر:

إذا أراد المرء حتى يُغير الكيفية التي يُعامله فيها الناس. فيجب حتى يُغير أولاً الكيفية التي يُعامل بها نفسهُ. وإذا لم يتفهم كيف من الممكن أن يُحب نَفسهُ حباً كاملاً صادقاً، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها حتى يحب. لكنه عندما يبلغ تلك الفترة، سيشكر جميع شوكة يلقيها عليها الآخرون. فهذا يشير على حتى الورود ستنهمر عليه قريباً. كيف من الممكن أن يمكن للمرء حتى يلوم الآخرين لأنهم لا يحترمونه إذا لم يكن يعتبر نفسه جديراً بالإحترام؟

• القاعدة العشرون:

لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق بل ركز على المستوى الأولى. فهي أصعب خطوة يجب حتى تتحمل مسؤولياتها. وما حتى تتخذ تلك المستوى دَع جميع شيء يجري بشكل طبيعى وسيأتي ما تظل من تلقاء نفسه. لا تسير مع التيار بل كن أنت التيار.

• القاعدة الحادية والعشرون:

لقد خلقنا جميعاً على صورته. ومع ذلك فإننا جميعاً مخلوقات مُختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان. ولا يخفق قلبان لهما الايقاع ذاته . ولوأراد الله حتى نكون مُتشابهين لخلقنا متشابهين. لذلك فإن عدم إحترام الإختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم إحترام النظام المقدس الذي أرساه الله.

• القاعدة الثانية والعشرون:

عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة فإنها تُصبح غرفة صلاته. لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها فإنها تُصبح خمارته. ففي جميع شيء نعمله قلوبنا هي المهمة لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أومن هُم. وعندما يُحدق صوفي في إنسان ما فإنه يغمض عينيه ويفتح عين ثالثة، العينُ التي ترى العالم الداخلي.

• القاعدة الثالثة والعشرون:

ما الحياة إلا دين مؤقت وما هذا العالم إلا تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك فإما حتى يفتتن البشر باللعبة أويكسِروها بإزدراء ويرموها جانباً. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع أنواعه لأنه سيحطم إتزانك الداخلي. فالصوفي لا يتصَرف بتطرف بل يظل مُتسامحاً ومعتدلاً على الدوام.

• القاعدة الرابعة والعشرون:

يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله. إذ يقول الله "ونفختُ فيه من روحي" فقد خُلقنا جميعاً من دون إستثناء لكي نكون خلفاء الله على الارض. فاسأل نفسك كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إذا عملت ذلك،يا ترى؟ تذكر أنه يقع على عاتق جميع مِنا إكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها.

• القاعدة الخامسة والعشرون:

إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أوالحُلم بالجنة، لأنهما موجدتان في هذه اللحظة بالذات. ففي جميع مرة نُحب، نصعد إلى السماء. وفي جميع مرة نكره أونحسد أونحارب أحداً فإننا نسقط مباشرةً في نار جهنم.

• القاعدة السادسة والعشرون:

لا ضرر ولا ضرار. كن رحيماً. لا تكن نماماً حتى لوكانت حدثات بريئة. لأن الحدثات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب. إذا معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعاً. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعاً نبتسم.

• القاعدة السابعة والعشرون:

يُشبه هذا العالم جبلاً مكسواً بالثلج يردد صدى صوتك. فكل ما تقوله سواء أكان جيداً أم سيئاً، سيعود إليك على نحوما. لذلك إذا كان هناك إنسان يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمر سوءً. وستجد نفسك حبيس حلقة مُفرغة من طاقة حقودة. لذلك إنطق وفكر طوال أربعين يوما وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص. إذا جميع شيء سيصبح مختلفاً في النهاية لأنك سَتصبح مُختلفاً في داخلك.

• القاعدة الثامنة والعشرون:

إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إذا العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إذا الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا في لوالب لا نهاية لها. إذا السرمدية لا تعني الزمن المطلق، بل تعني الخلود.

• القاعدة التاسعة والعشرون:

لا يعني القدر حتى حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن هجر جميع شىء للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون مرشد على جهل مُطلق. إذا موسيقى الكون تَعُم جميع مكان وتتألف من أربعين مستوى مُختلفاً. إذا قَدرك هوالمستوى الذي تَعزفين فِيه لحنك. فقد لا تغيرين آلتُكِ الموسيقية بل تُبدلين الدرجة التي تجيدين فيها العزف.

• القاعدة الثلاثون:

إن الصوفي الحق هوالذي يَتَحمل الصّبر حتى لوإتُهم باطلاً. وتعرض للهجوم من جميع الجهات ولا يوجِه حدثة نابية واحدة إلى أي مُنتقديه. فالصوفي لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يمكن حتى يوجد خصوم أومنافسون أوحتى "آخرون" في حين لا توجد "نفس" في المقام الأول،يا ترى؟ كيف من الممكن أن يمكن حتى يوجد أحد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه إلا "واحداً"؟

• القاعدة الحادية والثلاثون:

إذا أردت حتى تُقوي إيمانك فيجب حتى تكون ليّناً في داخِلك. لأنه لكي يشتد إيمانك ويصبح صلباً كالصخرة يجب حتىقد يكون قلبك خفيفاً كالريشة. فإذا أُصِبنا بسقم أوسقطت لنا حادثة أوتعرضنا لخسارة أوأصابنا خوف بطريقة أوبإخرى، فإننا نقابل جميعاً الحوادث التي تُفهمنا كيف من الممكن أن نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة وأكثر عطفاً وأكثر كرماً. ومع حتى بعضنا يتفهم الدرس ويزداد رِقة وإعتدالاً، يزداد آخرون قسوة. إذا الوسيلة التي تمكنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في حتى يتسع قلبك لإستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه مُتسع لمزيد من الحب.

• القاعدة الثانية والثلاثون:

يجب ألا يحول شيء بين نفسك وبين الله، لا ائمة ولا قساوسة ولا أحبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أوالدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين. وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة. ابتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها لأنها تشوه رؤيتك. ليكن الله والله وحده دليلك. تفهم الحقيقة، لكن إحرص على ألا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثاناً.

• القاعدة الثالثة والثلاثون:

على الرغم من حتى المرء في هذا العالم يُجاهد ليحقق شيئاً ويُصبح شخصاً مهماً، فإنه سَيُخلف جميع شيء بعد موته. إنك تهدف إلى بلوغ الفترة العليا من العدم. عِش هذه الدنيا خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إننا لا نختلف عن أصيص الغرس، فليست الزينة في الخارج بل الفراغ في داخلنا هوالذي يجعلنا نقف منتصبى القامة. فالوعي بالعدم وليس ما نتطلع إلى تحقيقه هوالذي يُبقينا نواصل الحياة.

• القاعدة الرابعة والثلاثون:

لا يعني الإستسلام حتىقد يكون المرء ضعيفاً أوسلبياً، ولا يؤدي إلى الإيمان بالقضاء والقدر أوالإستسلام، بل على العكس تماماً. إذ تكمن القوة الحقيقية في الإستسلام - القوة المنبعثة من الداخل. فالذين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلوالإضطراب.

• القاعدة الخامسة والثلاثون:

في هذا العالم، ليست الأمور المتشابهة أوالمنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل جميع منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن حتى يلتقي بالكافر القابع في داخله؛ وعلى الشخص الكافر حتى يتعهد على المؤمن الصامت في داخله. وإلى حتى نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء فترة الكمال، فترة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره: الكفر.

• القاعدة السادسة والثلاثون:

لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكلّ امرئ يُكافأ على كلّ ذرة خير يعملها، ويعاقب على كلّ ذرة شرّ يعملها. لا تخف من المؤامرات، أوالمكر، أوالمكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكّر أنه إذا نصب لك أحدهم شركاً، فإن اللهقد يكون قد عمل ذلك. فهوالمخطط الأكبر. إذ لا تتحرك ورقة شجرة من دون عِلمه. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة. فكلّ ما يعمله الله يعمله بشكل جميل.

• القاعدة السابعة والثلاثون:

إن الله ميقاتي دقيق. إنه دقيق إلى حد حتى ترتيبه وتنظيمه يجعلان جميع شيء على وجه الارض يتم في حينه. لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكل إنسان وقت للحب ووقت للموت.

• القاعدة الثامنة والثلاثون:

ليس من المتأخر مطلقاً حتى تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها،يا ترى؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل،يا ترى؟ وحتى ولوكان قد تظل من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، ففي جميع لحظة ومع جميع نفس جديد، يجب على المرء حتى يتجدد ويتجدد ثانية. ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة وهي حتى يموت قبل الموت.

• القاعدة التاسعة والثلاثون:

مع حتى الأجزاء تتغير فإن الكل يظل ذاته. لأنه عندما يغادر لص هذا العالم، يولد لص جديد، وعندما يموت إنسان شريف، يحل مكانه إنسان شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء من دون تغيير بل لا يتغير شيء أبداً أيضاً. لأنه لقاء جميع صوفي يموت يولد صوفي آخر في مكان ما في هذا العالم. إذا ديننا هودين العشق وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب فإذا إنفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة أخرى في مكان آخر. إذا الأسماء تتغير تأتي وتمضى لكن الجوهر يبقى ذاته.

• القاعدة الأربعون:

لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تُريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي. فالإنقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الإنقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو، نقى وبسيط. "العشق ماء الحياة والعشيق هوروح من النار"، يُصبح الكون مختلفاً عندما تعشق النار الماء.

انظر أيضاً

• قائمة الشعراء والمؤلفين الفرس
• أدب فارسي
• كيمياء الرومي (فيلم)
• الأئمة الاثنى عشر
• صوفية
• اثنا عشرية
• حاج بكتاش ولي
• جلال الدين الرومي

المصادر

قراءات إضافية

• Browne, E.G. A Literary History of Persia. Cambridge: University Press, 1929.
• Tabrizi, Shams-i. Me & Rumi: The Autobiography of Shams-i Tabrīzīi, edited by William C. Chittick. Louisville: Fons Vitae, 2004.
• Maleki, Farida. Shams-e Tabrizi: Rumi's Perfect Teacher. New Delhi: Science of the Soul Research Centre, 2011. ISBN 978-93-8007-717-8
• Rypka, Jan. History of Iranian Literature, edited by Karl Jahn. Dordrecht: Reidel, 1968.

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Tomb of Shams Tabrizi.

وصلات خارجية

• Poems written by Hazrat Shams Tabrezi