مملكة علوة

عودة للموسوعة

مملكة علوة

مملكة علوة

القرن السادس–ح. 1500
الحدود التقريبية لمملكة علوة في القرن العاشر.
العاصمة سوبا
اللغات الشائعة النوبية
اليونانية (طقسية)
أخرى
الدين المسيحية الأرثوذكسية القبطية
الحكومة ملكية
الحقبة التاريخية العصور الوسطى
• أول ذكر
القرن السادس
• تدمرت
ح. 1500
Preceded by
Succeeded by
مملكة كوش
سلطنة الفونج
مملكة فازوغلي
مملكة الأبواب
Today part of  السودان

علوة (باليونانية: Aρογα، أروا)، كانت مملكة نوبية في العصور الوسطى فيما يعهد اليوم بوسط وجنوب السودان. كانت عاصمتها مدينة سوبا، تقع بالقرب من الخرطوم المعاصرة عند ملتقى النيل الأزرق بالنيل الأبيض.

تأسست المملكة بعد سقوط مملكة كوش، في حوالي عام 350م، وورد ذكر علوة لأول مرة في السجلات التاريخية عام 569. كانت آخر الممالك النوبية الثلاثة التي اعتنقت المسيحية عام 580 بعد نوباتيا ومقرة. محتمل أنها وصلت لذروتها في القرنين 9-12 حيث تشير السجلات التاريخية إلى أنها كانت تسيطر على معظم أراضي وسط وجنوب السودان. تفوقت على جارتها الشمالية، مقرة، التي حافظت على العلاقات الأسرية، والحجم، والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي. علوة، الدولة القوية متعددة الثقافات، كانت تدار من قبل ملكاً قوياً وحكام محليين يعينهم الملك. العاصمة سوبا، وصفت على أنها بلدة "المساكن الواسعة والكنائس المليئة بالمضى والحدائق"، التي ازدهرت كمركز تجاري. تصل البضائع من مقرة، الشرق الأوسط، غرب أفريقيا، الهند وحتى الصين. كانت فهم القراءة والكتاب مزدهرة باللغتين النوبية واليونانية.

من القرن 12، وخاصة القرن 13، كانت علوة في تراجع، وقد يرجع السبب في هذا غلى الغزوات التي شهدتها من الجنوب، موجات الجفاف وتحول طرق التجارة. في القرن 14 تعرضت البلاد للدمار من الممكن بسبب الطاعون، بينما بدأت القبائل العربية في الهجرة إلى أعالي وادي النيل. بحلول حوالي عام 1500 كانت سوبا قد سقطت أما في يد العرب أوالفونج. ويعتبر هذا بمثابة نهاية مملكة علوة، على الرغم من حتى بعض التنطقيد الشفهية السودانية تزعم أنها استمرت في صورة مملكة فازوغلي على الأراضي الحدودية الإثيوپية-السودانية. بعد حتى دُمرت سوبا، أسس الفونج سلطنة سنار، المبشرة بفترة الأسلمة والاستعراب.

مقدمة

بقايا عمود من جنيسة-"التل-ج"، سوبا.

واكب قيام مملكة علوة في النصف الأول من الألفية الأولى بعد الميلاد تغيرات كبيرة في المنطقة الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر. فقد تطورت الصلات التجارية بين المحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر المتوسط فعم النشاط التجاري المناطق الداخلية لسواحل البحر الأحمر الغربية، وظهرت مملكة أكسوم في شمال الهضبة الإثيوپية وتوسع نشاطها التجاري في مناطق الداخل على حساب مملكة مروي.

وأدى ذلك إلى الصراع بين المملكتين وضعف مملكة مروى وفقدانها السيطرة على أطراف حدودها وبخاصة الحدود الغربية. فقد تناولت المصادر اليونانية والرومانية نشاط قبائل النوبة على طول الصحراء الواقعة غربي النيل، وتحركات نفس القبائل في الداخل داخل مناطق الجزيرة والبطانة وعلى طول النيل شمال الخرطوم. أدي ذلك إلى انهيار مملكة مروي وريثة حضارة كوش القديمة. وتحدثنا المصادر عن خمسة ممالك ورثت مملكة مروي في المنطقة وهي: مملكة نودبا التي عهد في المصادر العربية بمملكة مريس وعاصمتها فرس شمال وادي حلفا، ومملكة مقرة وعاصمتها دنقلة، ومملكة علوة وعاصمتها سوبا، ومملكة البجة في شرق السودان، ومملكة البليميين (بجة) بين مملكتي البجة ومَقُرّة.

وقد انفردت مملكة علوة فيما بعد باسم كوش، إذ لم أجد ما يوضح استمرار إطلاق اسم كوش أوالكوشيون على منطقة أوسكان مملكة مُقرة، وهذا من طبيعة الحال لا ينفي إمكانية استمرار إطلاق الاسم عليها أيضاً. وقد ذكر جون الأفسوسي نحوعام 580 م أثناء الحديث عن دخول القس لُنجِنوس مملكة علوة حتى لونجنوس "سافر بعيداً جنوب مملكة النوباديين إلى القطر الذي أطلق عليه اليونانيون إسم علوة Aludos والذي يسكنه الكوشيون." (Giovanni Vantini, Oriental Sources Concerning Nubia, p 13.)

وظل اسم كوش فهماً على المنطقة وسكانها حتى نهاية مملكة مروي. فتاريخ كوش امتد حتى القرن الرابع الميلادي، كما كان ملوك نبتة ومروي يطلقون على أنفسهم ملوك كوش.( آدمز، النوبة رواق افريقية ص 240) كما تبدوكوش - كما نقل جيوفاني فانتيني (المكان السابق) في الجزء الذي حققه لاند تحت عنوان Anecdota Syriaca من كتاب " صورة الأرض " الذي ألفه Skariي فphus نحوعام 555 م أي بعد نحوقرنين من سقوط مملكة مروي، تبدوكوش اقليما واسعاً، أطلق عليه Skariphus كوش الخارجة وكوش الداخلة. وتمتد كوش الداخلة حسب تصوره حتي منابع النيل الجنوبية التي هي منطقة البحيرات الحالية. أما كوش الخارجة كما يراها فتضم المناطق التي قامت عليها ممالك مقرة وعلوة وأكسوم والبجة. وفي عام 580 م ذكر القس لونجنوس عن مملكة علوة عندما وصلها لتنصير ملكها، ذكر حتى اليونانيين أطلقوا على القطر "علوة" ولكن السكان يعتبرون كوشيين.


الجغرافيا

اتى أول ذكر لعلوة كما ذكر ماكمايكل على مسلة الملك الكوشي نستاسن الذي أرخ له رايزنر (298 – 278 ق م) حيث تلقب بلقب ملك علوة Alut إلى جانب المناطق الأخرى من مملكته. وقد شيد الملك ناستاسن معبداً في علوة مما يؤكد أهميتها كأحد أنطقيم أومدن مملكته. كما ورد ذكر علوة أيضاً في نقش عيزانا في القرن الرابع الميلادي أنه أخذ "أسرى عند إلتقاء نهري تكازى وسيدا، وفي اليوم التالي أوفدت الجيش للإغارة على القطر والمدن المشيدة بالطوب والقصب، المدن المشيدة بالطوب هي مدن علوة وDaro."

ويرى بعض المؤرخين حتى علوة التي وردت في نقش عيزانا قُصد بها مروي، فتكون علوة مرادفة لحدثة مروي. كما يرى ماكمايكل (Mac Michael, A History of the Arabs in the Sudan, p 46 – 47.) حتى علوة أطلقت في نقش الملك عيزانا ولاحقاً في كتابات ابن سليم الأسواني على العاصمة والإقليم.

واتى اسم علوة في أغلب المصادر العربية مكتوباً بالتاء المربوطة في آخر الحدثة، ولم أقف على من رسم الاسم بالألف في الحدثة "علوا" غير ابن الفقيه وياقوت الحموي " (في مصطفى مسعد، المخطة السودانية العربية ص 21 و166) وتبدأ حدود مملكة علوة في الشمال كما ذكر ابن سُلَيم (مصطفى مسعد، ص 107) بمنطقة الأبواب. ووضع ابن حوقل حدها الجنوبي على النيل بمسافة شهر إلى نهاية بلد طُبلي الذي يحده بلد كرسي جنوباً.

وتمتد حدود المملكة شرقاً مسافة ثمانية مراحل إلى منطقة تفلين عند دلتا القاش شمالي مدينة كسلا الحالية. وتتوغل حدود علوة غرباً في الصحراء مسافة خمس مراحل – كما ذكر ابن حوقل – إلى بلد امقل الذى ستناوله لاحقاً. وقد قدر اليعقوبي إتساع المملكة بنحوشلاثة أشهر. إلى غير ذلك امتدت حدود مملكة علوة – بناءً على المصادر العربية - على النيل الأبيض جنوباً، ووصلت حدودها شرقاً إلى منطقة كسلا وغرباً إلى مناطق دارفور. فمملكة علوة قد امتدت تقريباً على الحدود الحالية للمناطق الوسطى والغربية والشرقية للسودان. وسيتضح ذلك أكثر عنما نتعرض للمعلومات التي وردت في المصادر العربية عن المناطق التابعة للمملكة.

التاريخ

الأصول

تمثال برونزي كوشي، القرن الأول ق.م. النقش المروي على جانبها السفلي يشير حتى الشخص ملكاً نوبياً.


التنصير والذروة

كتابات من المصورات الصفراء.
خريطة النوبة للإدريسي (1192 م). علوة ("جلوة") تم تحديد مسقطها بشكل خاطئ شمال مقرة ("دمقلة"، بعد دنقلة، عاصمة المقرة).
الملك موسى گرگريوس، الذي حكم المقرة وعلوة في نفس الوقت. فرس، أواخر القرن 12.



الأفول

مبخرة برونزية عليها نقشاً نوبياً متضرراً. اكتشفت في سوبا.
خريطة توضح مسارات الهجرة التي استخدتها القبائل العربية للتوغل في السودان.


السقوط

رسم من أواخر القرن 15 لفارس عربي، بريشة أرنولد فون هارف.
رجل من قبيلة Abdallab على وجه التشريط القبلي التقليدي. يرجع أصول القبيلة إلى عبد الله جامع، الذي يزعم أنه دمر علوة.


ذكراها

رسم من أوائل القرن 19، يصور منجيل فونجي (ملك ضعيف) من فزغلي، بريشة فريدريك كيليود. يردي على رأسه "طاقية بقرنين".


الادارة

الثقافة

اللغات

رسم نوبي من المصورات الصفراء.
أجزاء من حجر رخامي من سواب يحمل نقشاً نوبية.



العمارة الكنسية

مخطط مقترح لأرضية كنيسة "التل-ج"، سوبا.
مجمع كنيسة "التل-ب"، سوبا، يضم، من أعلى لأسفل: "الكنيسة أ"، "الكنيسة ب"، "الكنيسة ج".
تاج عمود من كنيسة "التل ج"، سوبا.
كنيسة-معبد، المصورات الصفراء.


الفخار

الاقتصاد

كان السورغوم الغذاء الرئيسي في النوبة في العصور الوسطى.

تناولت المصادر العربية – وبخاصة مؤلفي ابن سليم وابن حوقل – وصف بلاد علوة وضحت أنهارها ومواردها ومدنها وسكانها. واتضح حتى مملكة علوة تمتعت بثروات متنوعة من أراضي زراعية خصبة وواسعة وثروات حيوانية ومعدنية وأنشطة تجارية. وبينت المصادر العربية قوة مملكة علوة وثرائها بالمقارنة إلى مملكة مقُرة. فوصف ابن حوقل (في مصطفى مسعد ص 73) بلاد علوة بأنها أعمر بلاد النوبة وذكرأنها "ناحية لها قرى متصلة وعمارات متصلة حتى حتى السائر ليجتاز في الفترة الواحدة بقرى عدة غير منبترة الحدود، ذوات مياه متصلة بسواق من النيل."

ووضح ابن سليم (فيمسعد ص 107) حتى بلاد علوة "أخصب وأوسع من مقرة، والنخل والكرم عندهم يسير وأكثر حبوبهم الذرة البيضاء التي مثل الأرز منها، خبزهم ومزرهم واللحم عندهم كثير لكثرة المواشي، والمروج الواسعة العظيمة السعة، حتى أنه لا يوصل إلى الجبل إلا في أيام، وعندهم خيل عتاق، وجمال صهب عراب." وذكر الادريسي (في مسعد، ص 129) حتى أهل علوة "يغرسون الشعير والذرة وسائر بقولهم من السلجم والبصل والفجل والقثاء والبطيخ"

وقد اشتهرت مملكة علوة كمصدر للمضى شأنها في ذلك شأن الممالك الافريقية في جنوب الصحراء في ذلك الوقت مثل ممالك غانة ومالي وكانم. فقد وضحت المصادر العربية توفر المضى في أراضي مملكة علوة كما ذكر ابن حوقل، ويبدوحتى أخبار كثرة المضى في بلاد علوة قد أدت بياقوت الحموي (في مصطفى مسعد ص 96) إلى القول بإن المضى "ينبت في بلادهم"

ووصف الإدريسي (نفس المكان السابق) بإن "حال علوة في هيأتها ومبانيها ومراتب أهلها وتجاراتهم مثل ما هي عليه حالات مدينة دنقلة، وأهل علوة يسافرون إلى بلاد مصر وبين علوة وبلاق عشرة أيام في البر وفي النيل أقل من ذلك انحداراً ... وأكثر وكذلك أهل علوة ودنقلة يسافرون في النيل بالمراكب وينزلون أيضاً إلى مدينة بلاق في النيل"

كما ارتبطت مملكة علوة عبرالبحر الأحمر بعلاقات تجارية شرقاً ببلاد العرب. وإلى جانب قيام مملكة تفلين الإسلامية داخل حدود علوة الشمالية الشرقية في منطقة دلتا القاش، فقد كانت حدود المملكة مفتوحة أمام التجار المسلين بعكس ما كان الحال عليه في مملكة مقرة حيث لم يكن يسمح بدخول المسلمين إلى الجنوب من منطقة حلفا إلا بعد إجراءات إدارية دقيقة. ولذلك فقد ارتبطت علاقات مملكة علوة وقويت عبر حدودها الشرقية وبخاصة مع الممالك الاسلامية التي قامت في الحبشة.

فقد شهدت الحبشة ومنطقة القرن الأفريقي قيام نحوأحد عشر مملكة اسلامية في الفترة الواقعة بين القرنين الثالث والتاسع الهجريين (9 – 15 م) ولما كانت حدود مملكة علوة مفتوحة مع الحبشة وعلاقاتها طيبة وقوية مع المسلمين - بدليل وجود مملكة اسلامية داخل حدودها – فلا بد حتى ذلك أدى إلى تطور العلاقات إلى جانب التداخل السكاني بين علوة والحبشة عبر أحواض الأنهار والأودية المتعددة التي ربطت حدود البلدين. ولا بد حتى ذلك أدى إلى انتشار الاسلام في حدود المملكة الشرقية مما هيأ الآوضاع إلى قيام سلطنة سنار. ويبدولي معقولاً حتى تاريخ المراحل المبكرة من قيام سلطنة سنار لا يمكن دراسته بمعزل عن تاريخ الحبشة في تلك الفترة.

أورد ابن سُلَيم الاسواني (في مصطفى مسعد ص 98-99) وصفاً مفصلاً للنيل وروافده في مملكة علوة، فذكر حتى النيل يتشعب من منطقة الأبواب أنهار وهي: 1. نهر يأتي من ناحية المشرق كدر الماء يجف في الصيف حتى يسكن بطنه، فإذا كان وقت زيادة النيل نبع فيه الماء، وزادت البرك التي فيه، وأقبل المطر والسيول في سائر البلد، فسقطت الزيادة في النيل، وقيل: إنّ آخر هذا النهر، عين عظيمة تأتي من جبل.

ويواصل مؤرخ النوبة ابن سلسم : وحدّثني سيمون صاحب عهد بلد علوة، أنه يوجد في بطن هذا النهر، حوت لا قشر له ليس هومن جنس ما في النيل، يحفر عليه قامة وأكثر، حتى يخرج، وهوكبير وعليه جنس مولد بين العلوة والبجة، ينطق لهم: الديجيون، وجنس ينطق لهم: بازة يأتي من عندهم طير يعهد بحمام بازين، وبعد هؤلاء أوّل بلاد الحبشة.

2. ثم النيل الأبيض، وهونهر يأتي من ناحية الغرب شديد البياض مثل اللبن. نطق: وقد سألت من طرق بلاد السودان من المغاربة عن النيل الذي عندهم، وعن لونه، فذكر أنه يخرج من جبال الرمل، أوجبل الرمل وأنه يجتمع في بلد السودان في برك عظام، ثم ينصب إلى ما لا يعهد، وإنه ليس بأبيض، فإمّا حتىقد يكون اكتسب ذلك اللون، مما يمرّ عليه أومن نهر آخر ينصب إليه، وعليه أجناس من جانبيه.

3. ثم النيل الأخضر، وهونهر يأتي من القبلة مما يلي الشرق شديد الخضرة، صافي اللون جدّاً، يرى ما في قعره من السمك، وطعمه مخالف لطعم النيل، يعطش الشارب منه بسرعة، وحيتان الجميع واحدة، غير أنّ الطعم مختلف، ويأتي فيه وقت الزيادة خشب الساج والبقم والغثاء، وخشب له رائحة كرائحة اللبان، وخشب غليظ ينحت ويعمل منه مقدام، وعلى شاطئه ينبت هذا الخشب أيضاً، وقيل: إنه عثر فيه عود البخور.

ويواصل ابن سليم نقلاً عن مصدره "نطق: وقد رأيت على بعض سنطقات الساج المنحوتة التي تأتي فيه وقت الزيادة، علامة غريبة، ويجتمع هذان النهران الأبيض والأخضر عند مدينة متملك بلد علوة، ويبقيان على ألوانهما قريباً من فترة، ثم يختلطان بعد ذلك، وبينهما أمواج كبار عظيمة بتلاطمهما."

"نطق: وأبلغني [عن] نَقْل النيل الأبيض، وصبه في النيل الأخضر فبقي فيه مثل اللبن ساعة قبل حتى ي-+ختلطا، وبين هذين النهرين، جزيرة لا يعهد لها غاية، وكذلك لا يعهد لهذين النهرين نهاية، فأوّلهما يعهد عرضه، ثم يتسع فيصير مسافة شهر، ثم لا تدرك سعتهما."

4-7 والأنهار الأربعة الباقية، تأتي أيضاً من القبلة مما يلي الشرق أيضاً في وقت واحد، ولا يعهد لها نهاية أيضاً، وهي دون النهرين الأبيض والأخضر في العرض، وكثرة الخلجان والجزائر. وجميع الأنهار الأربعة تنصب في الأخضر، وكذلك الأوّل الذي قدّمت ذكره، ثم يجتمع مع الأبيض، وكلها مسكونة عامرة مسلوك فيها بالسفن وغيرها، وأحد هذه الأربعة يأتي مرّة من بلاد الحبشة.

إلى غير ذلك يتضح حتى أن مملكة علوة خلفت مملكة مروي في تلك الحدود الواسعة ذات الثروات المائية والزراعية والحيوانية الغنية وذات الكثافة السكانية الواضحة في المصاجر العربية. فسكان مملكة علوة تكونوا من سكان مملكة مروي القدماء بالاضافة إلي موجات الهجرات النوبية التي أتت من الجنوب وتوغلت شمالاً عبر الصحراء الغربية للنيل وعبر النيل الأبيض وأراضي الجزيرة. وسنتعهد على أولئك السكان معتمدين أساساً على ما ورد في المصادر العربية من معلومات.

الديموغرافيا

بحث بعنوان: "آثار مملكة علوة 500-1500 م، إقليم سوبا". للقراءة والتحميل، اضغط على الصورة.

تناولت المصادر العربية أسماء بعض المواضع والمدن بلغت في جملتها ستة عشر ما بين مدينة وبلد واثنتي عشرة جماعة سكانية. وقد أطلق ابن سليم على سكان علوة بصورة عامة اسم العلوييين نسبة إلى مملكة علوة، لكن وردت أسماء التجمعات السكانية الكبيرة والصغيرة في أنحاء المملكة المتنوعة ولعل أهمها هوالعنج.

العنج

العنج: هل هوالاسم الذي أطلق على سكان السودان في ذلك الوقت،يا ترى؟ وردت إشارات قليلة ومقتضبة في المصادر العربية عن العنج، فقد اتىت الاشارةعنهم ثلاث مرات في كتاب تشريف الآيام والعصور لابن عبد الظاهر (ت 792 هـ/ 1292 م) صفحات 197 و199 و201 ومرة عند الدمشقي (ت 739 هـ / 1328 م) في كتابه نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ص 236.

الإشارة الأولي وردت ضمن عدد من أسماء المناطق التي أوفد إليها السلطان المملوكي قلاون 678 – 689 هـ / 1280 – 1290 م الأمير فهم الدين سنجر المعظّمي سفيراً. ولم يوضح المحرر مواقع تلك المناطق التي أُرسلت إليها السفارة، كما لم يتمكن الباحثون من تحديد أماكن تلك المناطق التي رجحوا وجودها في مناطق البجة ومملكة علوة. وقد ذكر المحرر من بين الأماكن التي وصلتها السفارة منطقة "صاحب العنج"

الاشارة الثانية إلي العنج وردت مرتين أثناء الحملة التي أوفدها السلطان المملوكي خليل بن قلاون التي خرجت نحوعام 689 / 1290م بقيادة الأمير عز الدين الأفرم (ت 692 هـ / 1292 م) لتأديب ملك المقرة سمامون لخروجه عن طاعة المماليك. وقد طاردت الحملة جنوبي مدينة دنقلة أحد الأمراء الخارجين على السلطان ويدعى "آني". وذكر المحرر حتى الحملة وجدت من أبلغها حتى الأمير آني:

"له يومان مذ رحل إلي جهة الأنج [العنج]، فتبعه العسكر مسافة أخرى، وعادوا بعدأن قتلوا خلقاً كثيراً، وأسروا حريمهم، وأخذوا مالهم، ورجعوا بغنيمة عظيمة،يا ترى؟ ولم يسلم الملك آني إلا ومعه سبعة أنفار، وما أخر العسكر من لحاقه إلا شدة العطش، ولأن البلاد التي وصلوا إليها بلاد خراب، مأوى الفيلة والقردة والخنازير والزرافات والنعام."

ويواصل المحرر حديثه أنه بعد رجوع الحملة من مملكة مقرة وصل كتاب من ملك الأبواب - في أول بلاد علوة – إلي السلطان المملوكي يذكر فيه أنه تأخر من الحضور إلي الأبواب السلطانية لأنه كان يطارد الملك آني، و"أن بلاد الأنج تغلب عليها ملك غير ملكها، وأنه متحيل في أخذها منه، وإذا أخذها صار جميع بلاد السودان في قبضة مولانا السلطان وطاعته"

يلاحظ حتى اسم العنج لم يظهر في المصادر العربية إلا في نهاية القرن السابع الهجري ( 13م) عندما بدأ المماليك تدخلهم في شؤون مملكة مقُرة. وكانت المصادر السابقة لهذا التاريخ تتحدث عن المملكتين الكبيرتين مقُرة وعلوة وعن ممالك البجة وما يتبعهما من مناطق وسكان. ولا بد حتى الاسم كان معروفاً ومستخدماً في الداخل للدلالة على منطقةٍ "بلاد العنج"، كما يشير أيضاً إلى السكان كما سيتضح ذلك من نَص الدمشقى الآتي. ويدل ذلك حتى الاسم كان معروفاً وسائد الاستعمال في الداخل، ولم يكن معروفاً للمسلمين في مصر.

وليس من السهل التعهد على مسقط بلاد العنج من خلال ما ورد عن حملة عز الدين الأفرم. وقد ذكر المؤلف حتى عز الدين الأفرم تعدى مدينة دنقلة ثلاثة وثلاثين يوماً في مطاردة الأمير (أوالملك كما يطلق عليه أيضاً) آني. ولواعتبرنا حتى الحملة "تعدت" دنقلة – كما عبر ابن عبد الظاهر – ثلاثة وثلاثين يوماً في الذهاب والاياب، تكون قد توغلت فيما بعد مجينة دنقلة نحوخمسة عشر يوماً،. قد تكون هذه المسافة جنوباً ووصلت إلى منطقة زانكور في شمال كردفان كما يرى عدد من الباحثين. أنظر: (Arkell, A History of the Sudan p 198) وتكون شمال كردفان هي منطقة العنج على هذا الرأي، وأرى حتى هذا لرأي يظهر مقبولاً.

ويرى الدكتور أحمد المعتصم الشيخ (زمن العنج ص 9) حتى الحملة توجهت شرقاً من دنقلة إلى أبوحمد، ثم دخلت الصحراء شرقاً. وتكون بلاد العنج كما يرى الباحث هي المنطقة الممتدة من أبوحمد شرقاً. ولا أخالفه الرأي في حتى بلاد العنج من الممكن حتى تكون ممتدة إلى الشرق من أبوحمد، إلا أنني لا أرى حتى مطاردة الأمير آني كانت في تلك الجهات. فالحملة قد سارت من دنقلة نحوخمسة عشر يوماً وهوالوقت الذي يوصلها أبوحمد، إذ المسافة بين دنقلة وأبوحمد كما قدرها الباحث خمسة عشر يوماً، وهي جميع الأيام التي سارتها الحملة. فكيف تكون قد توغلت في الصحراء إلى حتى بلغت مناطق الحيوانات التي ذكرت في النّص،يا ترى؟ وبناءً عليه يمكن ترجيح حتى بلاد العنج الي أشار إليها ابن عبد الظاهر تمتد في منطقة شمال كردفان.

الإشارة الرابعة عن العنج وردت عند الدمشقي، فقد نقل الدمشقي عن تجار أسوان حتى أصناف النوبة هم: أنج وأزكرسا ووالتبان وأندا وكنكا. والجديد الذي أضافه الدمشقي عن العنج ما ذكره من حتى العنج يسكنون جزيرة كبيرة من جزائر النيل تسمى أندا. وهوبهذا يوضح مكاناً آخر للعنج وهوالجزيرة الكبيرة والتي يقصد بها في المؤلفات العربية المنطقة الواقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق كما سنتعرض له لاحقاً. وهذا مكان ثانياً للعنج بالاضافة إلى المكان الأول الذي ذكره ابن عبد الظاهر وهوالمنطقة الصحراوية.

ويلاحظ في الرسالة – الإشارة الثانية - والتي أوفدها ملك الأبواب إلي السلطان المملوكي يذكر فيها "أن بلاد الأنج تغلب عليها ملك غير ملكها، وأنه متحيل في أخذها منه، وإذا أخذها صار جميع بلاد السودان في قبضة مولانا السلطان وطاعته" توضح حتى مملكة العنج مملكة كبيرة تسيطر على مناطق واسعة بحيث ذكر ملك الأبواب حتى خضوعها يعني خضوع جميع السودان. ويبدومن المعقول حتى تكون بلاد العنج هنا مقصودبها مملكة علوة.

ويمكن حتى نستلخص مما ورد في المصادر العربية عن العنج أنه كانت لهم مملكة كبيرة وواسعة تمتد جنوباً في صحراء بيوضة إلى شمال كردفان، كما تمتد في الجزيرة الواسعة الواقعة بين النيلين الأبيض والأزرق وفي أرض البطانة وشرنطقسودان، وقد تكون الإشارة إلى العنج مقصود بها جميع بلاد علوة. ويبدوحتى سلطة المملكة المركزية لم تكن قوية على أقليم الدولة، وقد تمتعت بعض هذه الأنطقيم من تحقيق كياناتها المستقلة مثل مملكة الأبواب التي خاطبها المماليك مباشرة إلى جانب بعض المناطق الأخرى التي وصلتها سفارة المماليك والتي – يظهر معقولاً – حتى بعضها كان في حدود مملكة علوة.

وإلى جانب ما اتى في المصادر العربية عن العنج وردت عنهم أيضاً بعض المعلومات في المؤلفات المحلية المطبوعة والمخطوطة. وسنتناول هنا ما ورد عن العنج في كتاب "محرر الشونة" الذي ألف في القرن التاسع عشر، وما ورد في مخطوطة ود دوليب التي ترجع إلى القرن السابع عشر الميلادي.

اتىت الإشارة تلات مرات في مؤلف محرر الشونة (صفحاتثمانية و124 و129) توضح بصورة مباشرة حتى النوبة الذين سبقوا قيام دولة الفونج هم العنج، فقد ورد ما يلي:

1. "إن الفونج ملكت بلاد النوبة وتغلبت فيها في أول القرن العاشر بعد التسعمائة، وخطت مدينة سنار خطها الملك عمارة دونقس، وهوأولهم. وخطت مدينة أربجي قبلها بثلاثين سنة خطها حجازي بن معين، وعلى هذا يتضح حتى عمارة أربجي في مدة العنج"

2. وورد في مكان آخر: أما الجهة الشرقية فقد كان بها أولاد عون الله وهم سبعة رجال في مدة العنج أي النوبة، وكان أحدهم المسمى بالضرير قاضياً في مدة العنج قبل مدة الفونج."

3. وذكر أيضاً: "واتفق عمارة المذكور مع عبد الله جماع القريناتي من عربان القواسمة ، وعبد الله المذكور هوولد الشيخ عجيب الكافوتة جد أولاد الشيخ عجيب، وتمت حدثتهم على محاربة النوبة وهم العنج ملوك سوبة وملوك القري. وتوجه عمارة وعبد الله المذكوران بما معهما من الجيش وحاربوا ملوك العنج وقتلوهم وأجلوهم من سوبة ... اتفق رأي عمارة بأنقد يكون هوالملك عوضاً عن ملك علوة التي هي سوبة "

4. ويواصل محرر الشونة ما وقع بعد فوز عمارة وعبد الله جماع قائلاً: "أما النوبة فمن بعد ما حصل بينهم من المحاربة والمقاتلة وصار الظفر للفونج تفرقوا شذر مذر، منهم من فر إلى جبال الصعيد فازوغلي وغيرها، ومنهم من فر بالغرب إلى جبال كردفان، ولم يبق منهم إلا أنفار قليلة دخلوا في الاسلام وتفرقوا في البلاد وسكنوا مع الناس وتناسلوا فيهم، وهم إلى الآن أنفار قليلون جدّاً ... وقليل من الناس يعهد حتى أصلهم من النوبة لأن لسانهم الآن عربي حكم لسان العرب.

أما عن المخطوطات المحلية فهي تعبير عن تدوين للروايات الشفاهية التي كانت سائدة إبان كتابتها، فهي من حيث محتواها لا تختلف عن الروايات الشفاهية كثيراً اللهم إلا في بعض الأحداث التي عاصرها المحرر ودونها فتكون أوفر حظّاً في مصداقيتها. ورغم اشتهار طبقات ود ضيف الله بأنها أحتوت الكثير من التراث لمنطقة وسط السودان إلا حتى ذكر العنج لم يرد فيما تناولته من أحداث وسير.

وقد ورد ذكر القبائل التي تنتمي للعنج في مناطق متفرقة من السودان في مخطوطة الدواليب (ود دوليب) التي نقلها ماكمايكل باشراف شيخ التجانية بكردفان الشيخ الدرديري محمد والتي تحتوي على 85 صفحة مكونة من ثلاث أجزاء. الجزء الأول خطه غلام الله بن عائد في القرن الخامس عشر الميلادي أي قبل قيام دولة الفونج، والجزء الثاني أضافه أحد أحفاده وهومحمد دوليب الكبير عام 1680 م أي بعد نحو174 سنة من قيام دولة الفونج وهوالجزء الذي تم الرجوع إليه هنا فيما يتعلق بالعنج، والجرء الثالث خطه محمد دوليب الصغير عام 1738م ولم يتعرض لتفاصيل القبائل في السودان, (أنظر المخطوط في Mac Michael, A History of the Arabs in the Sudan vol. 1 p 194 – 197.

فالمعلومات التي وردت عن العنج في مخطزطوود دوليب تمثل المفهوم العام للسودانيين بعد في القرن الأول لقيام دولة الفونج وقبل مايقارب الأربعة قرون من زماننا الحاضر. ورد في المخطوط أسماء بعض القبائل ذات الأصول العنجية في مناطق الولايات الشمالية والنيل الأبيض وكردفان ودارفور.

ورد في المخطوط حتى سكان المناطقة الواقعة على النيل الأبيض وحتى منطقة دنقلة شمالاً ينتمون للعنج وكذلك سكان شمال كردفان في منطقة جبل حرازة ما عدا الدواليبن والداجووالكراريت في قبيلة الحمر بدارفوروسكان منطقة جبل قيلي جنوب الرصيرص. فالعنج بناءً على مفهوم السودانيين قبل نحوأربعة قرون كما عبرت عنه المخطوطة ينتشرون على طول النيل الأبيض ونهر النيل حتى دنقلة، ويمتدون غربا في مناطق كردفان ودارفور.

وتكتمل الصورة بما أورده ماكمايكل (المرجع السابق. وكذلك ماكمايكل، قبائل شمال ووسط كردفان تعريب سيف الدين عبد الحميد صفحات 30 و72 و107 و127) الذي اعتمد في مادته على روايات التراث المحلي أيضاً، فقد نقل حتى أصول قبائل الفنكور والكراريت في دارفور وسكان شمال كردفان القدماء وبخصة سكان جبال شمال كردفان ترجع إلى العنج. ووضح حتى تراث البطاحين في مناطقهم شرقي النيل الأزرق تراث سكان منطقة ألتي بالجزيرة يرجعان أصول السكان في تلك المناطق إلى العنج. فالعنج بناءً على ذلك ينتشرون في وسط وشمال وغرب السودان. ويضيف الأستاذ عبد الباقي حسن فيرين (الأماوين (النيمانج): بقية الشعب المروي (بروا) العظيم ص 96 – 99) إلى تراث الغنج في منطقة جبال النوبة وبخاصة عند قبيلة الأماويون (النيمانج) التى رجح حتى أصلها من العنج.

ومن جانب آخر فقد تتبع الدكتور أحمد المعتصم الشيخ أيضاً الروايات الشفاهية الغنية بتراث العنج. تلك الروايات ذات الانتشار الواسع بين جميع السكان في المناطق الواقعة بين الشلال الرابع شمالاً والنيل الأبيض جنوباً وبين منطقتي الجزيرة والبطانة شرقاً وشمال كردفان غرباً. واستخلص حتى هذه المناطق التي ارتبطت بتراث العنج هي مناطق انتشار العنج قديماً.

كما يرى الدكتور أحمد المعتصم (زمن العنج ص11) حتى الحلنقة هم العنج مستدلاً على ذلك باسمهم الذي يعني في اللغة الأمهرية السوط، وهذا السوط هوما نعهده في جميع أنحاء السودان بسوط العنج. وأتفق مع الدكتور في جميع المقدمات التي ساقها في الربط بين الحلنقة والعنج، ولكني أرى ضرورة التوضيح حتى الحلنقة جزء من الشعب الكبير المعروف بالعنج. فهل ارتبطت أصول الاسم المبكرة بالشرق ؟

وقد تعدت الروايات الشفاهية عن العنج مناطق النيل ووصلت إلى سواحل البحر الأحمر، فقد نقل أحمد المعتصم عن مخوطة "واضح البيان في ملوك العرب بالسودان" لعبد الله بن الأرباب الحسن بن شاور حتى عبد الله جماع "خضعت له جميع البلاد إلا منطقة العنج في جهات البحر الأحمر فتحها ابنه الشيخ عجيب بعد حتى فهم حتى شيخ عربان العنج مخالف للشرع المحمدي"

ويدل امتداد ارتباط تراث العنج حتى البحر الأحمر بالانتشار الواسع لاسم للعنج ودلالته على سكان مملكة علوة، وبما حتى جميع المادة الواردة عن العنج تربطهم بفترة مملكة علوة السابقة لانتشارة العربية الاسلام ودخول القبائل العربية فإن ذلك يوضح امتداد حدود مملكة علوة. فهل امتدت حدود مملكة علوة على جميع المناطق التي انتشر فيها تراثهم،يا ترى؟ ليس هنالك ما يمنع ذلك، بل هوالأكثر ترجيحاً. كما يلاحظ حتى المخطوط وصف العنج بأنهم عرب، كما وصف زعيمهم بشيخ العرب، ويوضح هذا حتى صفة العرب في التراث السوداني الشفاهي والمخطوط اللاحق لانتشار الاسلام واللغة العربية أصبحت تطلق على جميع القبائل التي تحثت اللغة العربية بغض النظر عن انتمائها العرقي.

إلى غير ذلك يتضح من خلال ما وصل إلينا من معلومات حول العنج في المصادرالعربية – كما في الإشارات الأولى والثانية والثالثة أعلاه – حتى العنج هم:

  • النوبة سكان مملكة علوة، وأن لفظ العنج كان يستخدم لملوك مملكة علوة ولسكانها الذين تفرقوا في البلاد بعد سقوط دولتهم، وأنهم اختلطوا بالسكان ودانوا بالاسلام، وحلت اللغة العربية محل لغتهم الأصلية ولم يصبح لهم كيان مستقل يميزهم عن باقي السكان.

كما يتضح من خلال ما ورد في المخطوطات المحلية والروايات الشفهية حتى العنج كانوا سكان:

  • سكان غرب السودان كما في الروايات المحلية لقبائل الحمر والفنكور والداجووكاتول
  • وسكان مناطق وسط وشمال وشرق السودان كما اتضح من تتبع أحمد المعتصم الشيخ ومخطوطة ود دليب
  • إذاً فالعنج هوالاسم العام الذي أطلق على جميع سكان مملكة علوة.


وإلى جانب العنج وردت الاشارات إلى أسماء بعض الجماعات السكانية الأخري في مملكة علوة والتي من الممكن كانت تندرج تحت اسم العنج وهي: الديجون وأهل تفلين والكرنينا ومرنكا وكرسي وتكنة ونوبة النيل الإبيض والتبان وكنكا.

الديجيون

عهد ابن سليم (في مصطفى مسعد ص 100) الديجيون بأنهم جنس مولد بين العلويين والبجة على نهر عطبرة. ويبدوحتى وضع ابن حوقل الديجيون على نهر عطبرة يحتاج إلى بعض المراجعة، فابن سُليم زار مناطق النيل لكنه لم يعرج إلى المناطق الشرقية وخط مادته عنها عن طريق الروايات التي وصلته عن الديجيون - كما ذكر- أثناء وجوده في مملكة مقُرة. فأغلب الظن حتى الديجيون الذين ذكرهم منسوبون إلى دُجن وهي منطقة دلتا القاش، فهم "الديجيون" واختلط الأمر على مُخْبر ابن سُليم وجعلهم على نهر عطبرة بدلاً من القاش.

أهل تفلين

وردت الإشارة إلي أهل تفلين عند ابن حوقل (صورة الأرض ص 74) ولم يذكر أسمهم بل نسبهم إلى منطقة تفلين التي ذكر أنها تقع بين أعالى خور القاش شرقاً وحتى حدود مملكة علوة غرباً. نطق ابن حوقل يصف وادي القاش ودلتاه:

"والنهر المعروف بالدجن يأتي من بلد الحبشة فينبتر في أعمال دجن ومزارعها، ودجن هذه قرى متصلة ذوات مياه ومشاجر وغرس وضرع. وإلى وسط هذا الوادي تفلين قرى أيضاً للبادية منهم، ينتجعونها للمراعي حين المطر، ولهم ملك مسلم يتحدث العربية من قبل صاحب علوة. ويختص أهل تفلين بالإبل والبقر ولا غرس لهم، فيهم مسلمون كثيرون من غير ناحية على دينهم يتجرون ويسافرون إلى مكة وغيرها."

اتفق الباحثون حتى الدجن أوالدكن كما يرد بعض الأحيان هووادي ودلتا القاش، وقد عهدت دلتا القاش ببلاد التاكا. ويبدووادي القاش- من وصف ابن حوقل - مأهولاً بالسكان، وفي وسطه تفلين. وقد يفهم من حديث ابن حوقل حتى بعض أهل تفلين مستقرون على الوادي وبعضهم بدواً ينتجعون قرى تفلين للرعي، ولكنه أضاف أيضاً حتى أهل تفلين يختصون بالابل والبقر ولا غرس لهم، وربما أراد بهؤلاء البدومنهم.

ويوضح نص ابن حوقل حتى حدود مملكة علوة تمتد شرقاً حتى وادي القاش أي منطقة كسلا الحالية حيث امتدت مملكة تفلين التي كانت تابعة للملكة علوة. كما يوضح النص انتشار الاسلام المبكر في المنطقة الشرقية لمملكة علوة، وقيام مملكة اسلامية وانتشار اللغة العربية منذ القرن الثالث الهجري (9 م) وهوالوقت الذي خط فيه ابن حوقل. وربما كان انتشار الاسلام وقيام المملكة قد تجاوز هذا التاريخ. كما اتضح نشاط مملكة تفلين وعلاقاتها التجارية بالعالم الاسلامي، وقد أشرنا من قبل إلى حتى مملكة علوة كانت منفتحة في علاقاتها بالعالم الاسلامي بعكس مملكة مقُرة.

الكرنينا

ذكر ابن سليم حتى الكرنيكا يسكنون "الجزيرة الكبرى الواقعة بين البحرين" ويقصد بالبحرين هنا النيلين الأبيض والأزرق، فهويعبر بـ "البحرين" بدلاً من النيلين كما يعبرعامة السودانيين اليوم. ولم يذكر عنهم سوى السيرة التي رواها عن زراعتهم والتي لخصها أيضاً أبوصالح الأرمني. وفيما يلى ما أورده ابن سليم :

"ومما في بلده من العجائب: أنّ في الجزيرة الكبرى التي بين البحرين جنساً يعهد بالكرنينا لهم أرض واسعة مزروعة من النيل والمطر، فإذا كان وقت الغرس خرج جميع واحد منهم بما عنده من البذر، واختط على مقدار ما معه وغرس في أربعة أركان الخطة يسيراً، وجعل البذر في وسطه الخطة وشيئاً من المزر، وانصرف عنه فإذا أصبح عثر ما اختط، قد غرس وشرب المزر، فإذا كان وقت الحصاد، حصد يسيراً منه ووضعه في موضع أراده ومعه مزر، وينصرف، فيجد الغرس قد حصد بأسره، وجرّن فإذا أراد دراسه وتفريته عمل به كذلك، وربما أراد أحدهم حتى ينقي غرسه من الحشيش، فيلفظ بقلع شيء من الغرس فيصبح، وقد قلع جميع الغرس، وهذه الناحية التي فيها ما ذكرته بلدان واسعة مسيرة شهرين في شهرين يغرس جميعها في وقت واحد، وميرة بلد، علوة ومتملكهم من هذه الناحية، فيوجهون المراكب، فتوسق، وربما سقط بينهم حرب."

"نطق: وهذه الحكاية سليمة معروفة مشهورة عند جميع النوبة والعلوة، وكل من يطرق ذلك البلد من تجار المسلمين لا يشكون فيه ولا يرتابون به، ولولا أنّ اشتهاره وانتشاره مما لا يجوز التواطؤ على مثله، لما ذكرت شيئاً منه لشناعته، فأما أهل الناحية، فيزعمون إذا الجنّ تعمل ذلك، وأنها تظهر لبعضهم، وتخدمهم بحجارة ينطاعون لهم بها، وتعمل لهم عجائب، وأنّ السحاب يطيعهم."

أندا

جعل الدمشقي أندا من أصناف النوبة ويسكنون "جزيرة عظيمة من جزائر النيل تسمى أندا، وهم بها، لا يستترون بشئ البتة ." وربما أندا هواسم الجزيرة الكبرى التى خط عنها وعن سكانها ابن حوقل وابن سليم.

مرنكة

ذكر ابن حوقل حتى مرنكة تقطن على نهر أور في أعالي بلاد علوة والذي يجري من الشرق إلى الغرب ويصب في النيل، ويقصد بنهر أورالنيل الأزرق. ولم يورد عنها سوى أنه قبيلة من النوبة.

كرسى / أزكرسا

وصف ابن حوقل كرسى بأنهم أمة كثيرة من النوبة، وتقع ديارها على نهر أتمتي المتفرع من أعلى نهر أور، ونهر أتمتي هوالدندر. وتمتد ديارهم على النهرحتى بلاد الحبشة ... وأهل كرسى أصحاب زفال وهوالجلد الذي يتزرون به عرضاً ويستخرج طوله من عند الأفخاذ فيغرز عند السرة فيما انعقد من الزفال. وقد ذكر الدمشقي "أزكرسا" ووصفهم بأنهم صنف من النوبة، من الممكن كانوا هم الكرسى رغم أنه وضعهم بعيدين عن النيل.

تكنة

اتفقت آراء المؤرخين الذين خطوا عن تكنة – ابن الفقيه والمسعودي وياقوت الحموي – على حتى مسقط تكنة أقصى جنوب بلاد علوة، ولم توصف بانتمائها للنوبة مثل الكرنينا وأندا وكرسى بل وصفوا بأنهم أمة من السودان عراة، أرضهم تنبت المضى ، وأطنب ياقوت الحموي في وصفهم وتضمن وصفه من السمات الخيالية الغريبة التي دأبت المصادر العربية على إيرادها عن الشعوب النائية والبعيدة عنهم، ونثبته هنا كمثال لما يرد في بعض تلك المصادر. نطق ياقوت:

"عراة لا يلبسون ثوباً ألبتة إنما يمشون عراة، وربما سبي بعضهم وحمل إلى بلاد المسلمين، فلوبتر الرجل أوالمرأة على حتى يستتر أويلبس ثوباً لا يقدر على ذلك ولا يعمله، إنما يدهنون أبشارهم بالأدهان. ووعاء الدهن الذي يدهن به قلفته فإنه يملأها دهناً ويركي رأسها بخيط فتعظم حتى تصير كالقارورة، فإذا لدغت أحدهم ذبابة أخرج من قلفته شيئاً من الدهن فدهن به ثم يربطها ويهجرها معلقة. وفي بلادهم ينبت المضى."

سكان نوبة النيل الأبيض

أشار ابن حوقل إلى سكان النيل الأبيض من النوبة، ولم يورد معلومات عنهم، ولم أعثر لهم على ذكر في المصادر الأخرى. ذكر ابن حوقل: "ومن غربي النيل نهر يجري من ناحية الغرب كبير غزير الماء يعهد بالنيل الأبيض وعليه قوم من النوبة." الأحديين والجبليين تناول ابن حوقل منطقة متوغلة في الصحراء غربي النيل الأبيض أطلق عليها اسم امقل ذكرأنها تقع بين علوة وبين الأمة المعروفة بالجبليين. وتقع بلد امقل على بعد خمسة مراحل من علوة ثلاثة منها في الصحراء. ونطق إنها:

"ناحية كبيرة ذات قرى لا تحصى وأمم مختلفة ولغات كثيرة متباينة لا يحاط بها ولا يبلغ غايتهم يعهدون بالأحديين، وفيهم معادن المضى الجيد والتبر الخالص والحديد متصلين بالمغرب إلى ما لا يعهد منتهاه، زيهم زي المغاربة، أرباب جمال وخيل ورازين غير تامة الخلق لقصرها وقرب لبودها، وسلاحهم فيه درق كدرق المغاربة بيض وحراب، وسيوفهم أيضا غير تامة، وفيهم جند يلبسون السراويلات المفتحة الطوال ونعالهم كنعال المغاربة وهم على النصرانية، وهم في طاعة ملك علوة. التبان وكنكا أشار إليهم الدمشقي ولم يحدد مسقطهم، "وذكر أنه يوحد بأرضهم معادن الحديد، ولا يعيش

بأرضهم حيوان لشدة حرها" وكنكا ذكرهم أيضاً الدمشقي ولم يحدد مسقطهم ولم يورد معلومات عنهم.

قائمة ملوك علوة

الاسم تاريخ الحكم ملاحظات
گيورگيوس ? مسجل على نقش في سوبا.
داود القرنتسعة أو10 مسجل على شاهد قبر في سوبا. كان يعتقد أنه حكم من 999–1015، لكن من المقترح الآن أنه عاش في القرن 9/10.
يوسبيوس ح. 938–955 ذكره ابن حوقل.
ستفانوس ح. 955 ذكره ابن حوقل.
موسى گيورگيوس ح. 1155–1190 حاكم مشهجر لمقرة وعلوة. مسجل على رسائل من قصر إبراهيم ورسم من فرس.
باسيل؟ القرن 12 مسجل على رسالة عربية من قصر إبراهيم.
بولس القرن 12 مسجل على رسالة عربية من قصر إبراهيم.

الحواشي

  1. ^ الكردفانية؛ لغات سودانية شرقية مختلفة كانت تستخدم في أعالي وادي النيل الأزرق (على سبيل المثال البرتا)؛ العربية، البجا؛والتيگرى

الهوامش

  1. ^ Zarroug 1991, pp. 89–90.
  2. ^ Zaborski 2003, p. 471.
  3. ^ Zarroug 1991, p. 20.
  4. ^ "سكان مملكة علوة: من هم العنج ،يا ترى؟ .. بقلم: د. أحمد الياس حسين". سودانيل. 2014-06-11. Retrieved 2018-12-20.
  5. ^ Rilly 2008, Fig. 3.
  6. ^ Welsby 2002, p. 261.
  7. ^ Lajtar 2003, p. 203.
  8. ^ Vantini 1975, p. 153.
  9. ^ Lajtar 2009, pp. 89–94.

المصادر

  • Abd ar-Rahman, Rabab (2011). "آثار مملكة علوة 500م – 1500م (إقليم سوبا) رباب عبد الرحمن" [The archaeology of the Alwa kingdom 500 AD – 1500 AD (Soba region)] (PDF) (in Arabic). Archived (PDF) from the original on 2018-10-14. Retrieved 2018-10-14. CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Abir, Mordechai (1980). Ethiopia and the Red Sea: The Rise and Decline of the Solomonic Dynasty and Muslim European Rivalry in the Region. Routledge. ISBN .
  • Abu-Manga, Al-Amin (2009). "Sudan". In Kees Versteegh (ed.). Encyclopedia of Arabic Languages and Linguistics. Volume IV. Q-Z. Brill Publishers. pp. 367–375. ISBN .
  • Adams, William Y. (1977). Nubia. Corridor to Africa. Princeton University Press. ISBN .
  • Beswick, Stephanie (2004). Sudan's Blood Memory. University of Rochester. ISBN .
  • Braukämper, Ulrich (1992). Migration und ethnischer Wandel. Untersuchungen aus der östlichen Sahelzone ["Migration and ethnic change. Investigations from the eastern Sahel zone"] (in German). Franz Steiner Verlag. ISBN .CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Brita, Antonella (2014). "Soba Noba". In Siegbert Uhlig, Alessandro Bausi (ed.). Encyclopedia Aethiopica. 5. Harrassowitz Verlag. p. 517. ISBN .
  • Cartwright, Caroline R. (1999). "Reconstructing the Woody Resources of the Medieval Kingdom of Alwa, Sudan". In Marijke van der Veen (ed.). The Exploitation of Plant Resources in Ancient Africa. Kluwer Academic/Plenum. pp. 241–259. ISBN .
  • Chataway, J. D. P. (1930). "Notes on the history of the Fung" (PDF). Sudan Notes and Records. 13: 247–258.
  • Crawford, O. G. S. (1951). The Fung Kingdom of Sennar. John Bellows Ltd. OCLC 253111091.
  • Crowfoot, J. W. (1918). "The sign of the cross" (PDF). Sudan Notes and Records. 1: 55–56, 216.
  • Danys, Katarzyna; Zielinska, Dobrochna (2017). "Alwan art. Towards an insight into the aesthetics of the Kingdom of Alwa through the painted pottery decoration". Sudan&Nubia. 21: 177–185. ISSN 1369-5770.
  • Edwards, David (2001). "The Christianisation of Nubia: Some archaeological pointers". Sudan & Nubia. 5: 89–96. ISSN 1369-5770.
  • Edwards, David (2004). The Nubian Past: An Archaeology of the Sudan. Routledge. ISBN .
  • Edwards, David (2011). "Slavery and Slaving in the Medieval and Post-Medieval kingdoms of the Middle Nile". In Paul Lane and Kevin C. MacDonald (ed.). Comparative Dimensions of Slavery in Africa: Archaeology and Memory. British Academy. pp. 79–108. ISBN .
  • Gonzalez-Ruibal, Alfredo; Falquina, Alvaro (2017). "In Sudan's Eastern Borderland: Frontier Societies of the Qwara Region (ca. AD 600-1850)". Journal of African Archaeology. 15 (2): 173–201. doi:10.1163/21915784-12340011. ISSN 1612-1651. Archived from the original on 2018-09-14.
  • Grajetzki, Wolfram (2009). (PDF). Internet-Beiträge zur Ägyptologie und Sudanarchäologie (in German). X. Golden House Publications. ISBN . Archived (PDF) from the original on 2018-04-19. CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Godlewski, Wlodzimierz (2012). "Merkurious". In Emmanuel Kwaku Akyeampong, Steven J. Niven (eds.). Dictionary of African Biography. 4. Oxford University. p. 204. ISBN .CS1 maint: uses editors parameter (link)
  • Hasan, Yusuf Fadl (1967). The Arabs and the Sudan. From the seventh to the early sixteenth century. Edinburgh University Press. OCLC 33206034.
  • Hatke, G. (2013). . NYU. ISBN .
  • Hess, Robert L. (1965). "The Itinerary of Benjamin of Tudela: A Twelfth-Century Jewish Description of North-East Africa". The Journal of African History. 6 (1): 15–24. ISSN 0021-8537.
  • Lajtar, Adam (2003). Catalogue of the Greek Inscriptions in the Sudan National Museum at Khartoum. Peeters. ISBN .
  • Lajtar, Adam (2009). "Varia Nubica XII-XIX" (PDF). The Journal of Juristic Papyrology (in German). XXXIX: 83–119. ISSN 0075-4277. Archived (PDF) from the original on 2018-09-25. CS1 maint: unrecognized language (link)
  • McHugh, Neil (1994). Holymen of the Blue Nile: The Making of an Arab-Islamic Community in the Nilotic Sudan. Northwestern University. ISBN .
  • McHugh, Neil (2016). "Historical perspectives on the domed shrine in the Nilotic Sudan". In Abdelmajid Hannoum (ed.). Practicing Sufism: Sufi Politics and Performance in Africa. Routledge. pp. 105–130. ISBN .
  • Obluski, Artur (2017). "Alwa". In Saheed Aderinto (ed.). African Kingdoms: An Encyclopedia of Empires and Civilizations. ABC-CLIO. pp. 15–17. ISBN .
  • Ochala, Grzegorz (2014). . Dotawo: A Journal for Nubian Studies. 1. Journal of Juristic Papyrology. ISBN .
  • O'Fahey, R.S.; Spaulding, Jay L. (1974). Kingdoms of the Sudan. Methuen Young Books. ISBN .
  • Pierce, Richard Holton (1995). "A sale of an Alodian slave girl: A reexamination of papyrus Strassburg Inv. 1404". Symbolae Osloenses. LXX: 148–166. ISSN 0039-7679.
  • Power, Tim (2008). "The Origin and Development of the Sudanese Ports ('Aydhâb, Bâ/di', Sawâkin) in the early Islamic Period". Chroniques Yéménites. 15: 92–110. ISSN 1248-0568.
  • Rilly, Claude (2008). "Enemy brothers: Kinship and relationship between Meroites and Nubians (Noba)". Between the Cataracts: Proceedings of the 11th Conference of Nubian Studies, Warsaw, 27 August- 2 September 2006. Part One. PAM. pp. 211–225. ISBN . Archived from the original on 2018-05-05.
  • Russegger, Joseph (1843). (in German). Schweizerbart'sche Verlagshandlung. OCLC 311212367. Archived from the original on 2018-11-22. CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Seignobos, Robin (2015). "Les évêches Nubiens: Nouveaux témoinages. La source de la liste de Vansleb et deux autres textes méconnus". In Adam Lajtar, Grzegorz Ochala, Jacques van der Vliet (eds.). Nubian Voices II. New Texts and Studies on Christian Nubian Culture (in French). Raphael Taubenschlag Foundation. ISBN . Archived from the original on 2018-09-29. CS1 maint: uses editors parameter (link) CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Shinnie, P. (1961). Excavations at Soba. Sudan Antiquities Service. OCLC 934919402.
  • Spaulding, Jay (1972). "The Funj: A Reconsideration". The Journal of African History. 13 (1): 39–53. ISSN 0021-8537.
  • Spaulding, Jay (1974). "The Fate of Alodia" (PDF). Meroitic Newsletter. 15: 12–30. ISSN 1266-1635. Archived (PDF) from the original on 2018-04-19.
  • Spaulding, Jay (1985). The Heroic Age in Sennar. Red Sea. ISBN .
  • Spaulding, Jay (1998). "Early Kordofan". In Endre Stiansen and Michael Kevane (ed.). Kordofan Invaded: Peripheral Incorporation in Islamic Africa. Brill. pp. 46–59. ISBN .
  • Taha, A. Taha (2012). "The influence of Dongolawi Nubian on Sudan Arabic" (PDF). California Linguistic Notes. XXXVII. ISSN 0741-1391. Archived (PDF) from the original on 2018-04-19.
  • Török, Laszlo (1974). "Ein christianisiertes Tempelgebäude in Musawwarat es Sufra (Sudan) ["A Christianized temple building in Musawwarat es Sufra (Sudan)"]" (PDF). Acta Archaeologica Academiae Scientiarum Hungaricae (in German). 26: 71–104. ISSN 0001-5210. Archived (PDF) from the original on 2018-04-19. CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Vantini, Giovanni (1975). . Heidelberger Akademie der Wissenschaften. OCLC 174917032.
  • Vantini, Giovanni (2006). "Some new light on the end of Soba". In Alessandro Roccati and Isabella Caneva (ed.). Acta Nubica. Proceedings of the X International Conference of Nubian Studies Rome 9–14 September 2002. Libreria Dello Stato. pp. 487–491. ISBN .
  • Welsby, Derek (1996). "The Medieval Kingdom of Alwa". In Rolf Gundlach, Manfred Kropp, Annalis Leibundgut (eds.). Der Sudan in Vergangenheit und Gegenwart (Sudan Past and Present). Peter Lang. pp. 179–194. ISBN .CS1 maint: uses editors parameter (link)
  • Welsby, Derek (1998). Soba II. Renewed excavations within the metropolis of the Kingdom of Alwa in Central Sudan. British Museum. ISBN .
  • Welsby, Derek (2002). The Medieval Kingdoms of Nubia. Pagans, Christians and Muslims Along the Middle Nile. British Museum. ISBN .
  • Welsby, Derek (2014). "The Kingdom of Alwa". In Julie R. Anderson and Derek A. Welsby (eds.). The Fourth Cataract and Beyond: Proceedings of the 12th International Conference for Nubian Studies. Peeters Publishers. pp. 183–200. ISBN .CS1 maint: uses editors parameter (link)
  • Welsby, Derek; Daniels, C.M. (1991). Soba. Archaeological Research at a Medieval Capital on the Blue Nile. The British Institute in Eastern Africa. ISBN .
  • Werner, Roland (2013). Das Christentum in Nubien. Geschichte und Gestalt einer afrikanischen Kirche ["Christianity in Nubia. History and shape of an African church"] (in German). Lit. ISBN .CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Zaborski, Andrzej (2003). "Baqulin". In Siegbert Uhlig (ed.). Encyclopedia Aethiopica. 1. Harrassowitz Verlag. p. 471. ISBN .
  • Zarroug, Mohi El-Din Abdalla (1991). The Kingdom of Alwa. University of Calgary Press. ISBN .
  • Zurawski, Bogdan (2014). Kings and Pilgrims. St. Raphael Church II at Banganarti, mid-eleventh to mid-eighteenth century. IKSiO PAN. ISBN .

Coordinates:

تاريخ النشر: 2020-06-04 21:36:28
التصنيفات: مقالات جيدة, Articles containing non-English-language text, CS1 errors: deprecated parameters, CS1 maint: unrecognized language, CS1 maint: uses editors parameter, دول وأراضي تأسست في القرن السادس, دول وأراضي انحلت في القرن 15, تاريخ النوبة, تاريخ السودان, النوبة, بلدان في أفريقيا القديمة, بلدان في أفريقيا العصور الوسطى, تأسيسات القرن السادس في أفريقيا, انحلالات القرن 16 في أفريقيا, الإسلام في العصور الوسطى, انتشار الإسلام, ممالك الساحلية, المسيحية في العصور الوسطى, الكنيسة الأرثوذكسية القبطية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إضراب غير مسبوق للممرضين في بريطانيا لتحسين الأجور وظروف العمل

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:38
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

ليبيا.. المحكمة العليا ترفض قرار إلغائها وتواصل مهامها الدستورية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:47
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 96%

المركزي الأوروبي يرفع سعر الفائدة نصف نقطة مئوية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:20:10
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 100%

خطط كوفيد الشتوية.. البيت الأبيض يكشف عن المزيد من الاختبارات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:29
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 97%

مسؤول: رقم قياسي لصادرات الجزائر من الغاز الطبيعي في 2022

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:45
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 96%

"مكة للإنشاء" تتحول للربحية بـ 56 مليون ريال خلال سنة مالية قصيرة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:20:17
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 100%

للمرة الأولى.. تركيا تأمر باعتقال صحافي بموجب قانون "التضليل"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:40
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 92%

مصر.. خطط لطرح أشهر شركتي حاويات في البورصة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:04
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 100%

مسؤول طبي إيراني: معظم إصابات المتظاهرين كانت بالعين والرئة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:35
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 98%

ماكرون يوجه رسالة للمغرب

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:34
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

سان جيرمان يعلق على مواجهة ميسي ومبابي في نهائي مونديال قطر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:10
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

هولندا تستدعي السفير الإيراني بشأن إعدام متظاهرين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:34
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 86%

بنك إنجلترا يرفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى 3.5% كما كان متوقعاً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:43
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 86%

وزير البترول: مصر تكتشف حقلاً كبيراً للغاز في البحر المتوسط

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:41
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

اليمن.. صيادون يعثرون على صاروخ حوثي وسط شعاب مرجانية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:19:39
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 100%

بوتين يصف تصرفات الغرب بـ "الحرب الاقتصادية" ضد روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:01
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 100%

مصر تسدد جزءا من ديونها خلال شهر.. فكم بلغت منذ 2011 حتى 2022؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:02
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 90%

رونالدو يعود إلى معقل تدريبات ريال مدريد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-15 15:18:11
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية