الدين في الهند

عودة للموسوعة

الدين في الهند

A statue of the Sakyamuni Buddha in Tawang Gompa, الهند.
A statue of Shiva in Bangalore.
Religion is integral to Indian life; shown are roadside Hindu and Christian shrines in Jammu and Kashmir.

لم تكن الديانة الهندية التي حلت محل البوذية ديانة واحدة ، كلا ولا كانت مقتصرة على كونها عقيدة دينية ؛ بل كانت خليطاً من عقائد وطقوس لا يشهجر القائمون بها في أكثر من أربع صفات ؛ فهم يعترفون بنظام الطبقات وبزعامة البراهمة ، وهم يقدسون البقرة بإعتبارها تمثل الألوهية على نحوتمتاز به من سواها ، وهم يقبلون قانون "كارما" وتناسخ الأرواح ، وهم يضيفون إلى آلهتهم الجديدة آلهة الفيدات ؛ ولقد كان بعض هذه العقائد أسبق من عبادة الطبيعة التي اتىت بها الفيدا ، كما ظلت قائمة بعد زوال تلك العبادة ، وأما بعضها الآخر فقد نشأ من حتى البراهمة كانوا يغضون أبصارهم عن ضروب من الطقوس والآلهة والعقائد لم ينص عليها كتابهم المقدس ، بل تناقضه روح الفيدا مناقضة ليست باليسيرة ؛ فأتيحت الفرصة لتلك العقائد حتى تنضج في وعاء الفكر الديني عند الهنود ، ومضت في نضجها ذاك حتى في الفترة العابرة التي إرتفعت فيها البوذية إلى مكان السيادة العقلية في البلاد. كان آلهة العقيدة الهندية يتميزون بكثرة أعضائهم الجسدية التي يمثلون بها على نحوغامض قدرتهم الخارقة في الفهم والنشاط والقوة ؛ "براهما" الجديد كان له أربعة وجوه ، وكان ل"كارتكيا" ستة وجوه ، ول"شيفا" ثلاثة أعين ، ول"هندرا" ألف عين ؛ وكل إله عندهم تقريباً كان له أربع أذرعة. وعلى رأس هذه المجموعة الجديدة من الآلهة "براهما" الذي كان له من الشهامة ما أبعده عن الميل مع الهوى ، وهوسيد الآلهة المعترف له بتلك السيادة ، على الرغم من أنه مهمل في شعائر العبادة العملية إهمال الملك الدستوري في أوربا الحديثة ؛ و"براهما" و"شيفا" و"فشنو" هم الثلاثة الآلهة (لا الثالوث) الذي يسيطرون على الكون ، وأما "فشنو" فهوإله الحب الذي كثيراً ما إنقلب إنسانا ليتقدم بالعون إلى بني الإنسان ؛ وأعظم من يتجسد فيه "فشنو" هو"كرشنا" ، وهوفي صورته "الكرشنية" هذه ، قد ولد في سجن وأتى بكثير من أعاجيب البطولة والغرام ، وشفى الصم والعمي ، وعاون المصابين بداء البرص ، وذاد عن الفقراء ، وبعث الموتى من قبورهم ؛ وكان له تلميذ محبب إلى نفسه ، وهو"أرجونا" ، وأمام "أرجونا" تبدلت خلقة "فشنو" حالاً بعد حال ؛ ويزعم بعض الرواة أنه توفي مطعوناً بسهم ، ويزعم آخرون أنه اغتال مصلوباً على شجرة ؛ وهبط إلى جهنم ثم صعد إلى السماء ، على حتى يعود في اليوم الآخر ليحاسب الناس أحياءهم وأمواتهم.

التاريخ

أشكال بشرية وحيوانات قبل التاريخ كما صورها عمل فني في الصخر المهشم في ملاجئ بهيمبتكا.
تمثال "الملك الكاهن" من حضارة وادي السند من موهنجو-دارو، حوالي 2500 ق.م.
المسجد الجامع في دلهي هوأحد أكبر المساجد في العالم.



الديمغرافيا

Venkateswara devotees gather at the Tirumala Venkateswara Temple, the world's richest Hindu temple and, after the Vatican, the second-most visited religious center.
مخطوطات على ورق الموز من القرنين 15 و16 تحتوي على مجموعة من الصلوات المسيحية باللغة التاميلية.

إحصائيات

خريطة الامبراطورية الهندية البريطانية في 1909، مظللة حسب الديانة الغالبة.

██ الهندوسية
██ الإسلام
██ البوذية
██ الروحانية
██ المسيحية
زوجان مسلمان هنود يعقدان قرانهما على ضفة نهر تونگابهادرا في ولاية كرناتكا. وخلفهما، رجل هندوسي يأخذ حماماً شعائرياً.

فيما يلي تفصيل للطوائف الدينية في الهند:

ديانات الهندα[›]β[›]
الدين التعداد النسبة
كل الديانات 1,028,610,328 100.00%
الهندوس 827,578,868 80.456%
المسلمون 138,188,240 13.434%
المسيحيون 24,080,016 2.341%
السيخ 19,215,730 1.868%
البوذيون 7,955,207 0.773%
الجاين 4,225,053 0.41%
آخرون 6,639,626 0.645%
ديانة غير مذكورة 727,588 0.07%


سمات الجماعات الدينية
الجماعة
الدينية
التعداد
%
النمو
(1991–2001)
نسبة الجنسين
(إجمالي)
التفهم
(%)
المشاركة في العمل
(%)
نسبة الجنسين
(ريف)
نسبة الجنسين
(حضر)
نسبة الجنسين
(أطفال)ε[›]
الهندوس 80.46% 20.3% 931 65.1% 40.4% 944 894 925
المسلمون 13.43% 36.0% 936 59.1% 31.3% 953 907 950
المسيحيون 2.34% 22.6% 1009 80.3% 39.7% 1001 1026 964
السيخ 1.87% 18.2% 893 69.4% 37.7% 895 886 786
البوذيون 0.77% 18.2% 953 72.7% 40.6% 958 944 942
الجاين 0.41% 26.0% 940 94.1% 32.9% 937 941 870
الروحانيون وغيرهم 0.65% 103.1% 992 47.0% 48.4% 995 966 976


الشريعة

Jawaharlal Nehru as he signed the Constitution of India on 24 January 1950. Nehru was an atheist who supported Indian secularism.

المناسك

A puja performed on the banks of the overflowing Shipra River in Ujjain during the summer monsoon.

الاحتفالات

A Hindu marriage.

الحج

Millions of Sikh pilgrims from around the world visit the Harmandir Sahib annually.
Muslim pilgrims undertake ziyarat to Moinuddin Chishti's dargah in Ajmer, Rajasthan.

الأعياد

Diwali, celebrated by Hindus, Sikhs, and Jains, symbolises the triumph of good over evil.


السياسة

المسجد البابري، المسمى على اسم امبراطور المغلبابر، محاه الهندوس من الوجود، في 1992 ليعيدوا بناء معبد مكان، الذي يُعتقد أنه مسقط رأس الإله راما.

النزاعات

Aftermath of Hindu-Muslim clashes in Calcutta following the 1946 Direct Action Day.
Many of Ahmedabad's buildings were set on fire by largely Hindu mobs during the 2002 Gujarat violence.


الحياة في الديانات الهندية

الحياة بل الكون كله ، لها في رأي الهندي ثلاثة وجوه رئيسية: الخلق ، والإحتفاظ بالمخلوق ، ثم الفناء ؛ ومن ثم كان للألوهية عنده ثلاث صور: براهما الخالق ، وفشنوالحافظ ، وشيفا المدمر ؛ تلك هي "الأشكال الثلاثة" التي يقدسها الهنود أجمعين ماعدا الجانتيين منهم ؛ والناس منقسمون بحبهم طائفتين: إحداهما تميل إلى ديانة فشنو، والأخرى إلى ديانة شيفا ؛ وكلتا العقيدتين بمثابة الجارتين المسالمتين ، بل قد تتقدم كلتاهما بالقرابين في معبد واحد ، والحكماء من البراهمة- تتبعهم الأكثرية العظمى من سواد الناس- تكرم الإلهين معاً بغير تمييز لأحدهما ؛ أما الفشنيون الأتقياء فيرسمون على جباههم جميع صباح بالطين الأحمر علامة فشنو، وهي شوكة ذات أسنان ثلاث ؛ وأما الشيفيون المخلصون لعقيدتهم فيرسمون ثلاثة خطوط أفقية على جباههم برماد من روث البقر ، أويلبسون "اللنجا"- رمز عضوالذكورة- ويربطونه على أذرعتهم أويعلقونه حول أعناقهم. وعبادة "شيفا" هي من أقدم وأعمق وأبشع العناصر التي منها تتألف الديانة الهندية ؛ فيقدم لنا "سير جون مارشل" "دليلاً لا يأتيه الباطل" على حتى عقيدة "شيفا" كانت موجودة في "موهنجو- دارو" ، متخذة أحياناً صورة شيفا ذي الرءوس الثلاثة ، وأحياناً أخرى صورة أعمدة حجرية صغيرة ، يزعم لنا أنها ترمز لعضوالذكورة على نحوما ترمز له عندهم بدائلها في العصر الحديث ؛ وهويخلص من ذلك إلى نتيجة هي حتى "العقيدة الشيفية أقدم عقيدة حية في العالم كله". وإسم الإله- أعني حدثة شيفا- لفظة أريد بها التخفيف من بشاعة هذا الإله ، فالحدثة شيفا معناها الحرفي "العطوف" مع حتى شيفا في حقيقة الأمر إله القسوة والتدمير قبل جميع شئ آخر؛ هوتجسيد لتلك القوة الكونية التي تعمل واحدة بعد أخرى ، على تخريب جميع الصور التي تتبدى فيها حقيقة الكون- جميع الخلايا الحية وجميع الكائنات العضوية ، وكل الأنواع ، وكل الأفكار وكل ما أبدعته يد الإنسان ، وكل الكواكب ، وكل شيء ؛ ولم يسبق الهنود شعب قط في شجاعتهم في لقاءة الحقيقة التي هي عدم ثبات الأمور على صورها ووقوف الطبيعة من جميع شئ موقف الحياد ، لقاءة صريحة ؛ ولم يسبقهم شعب قط في إعترافهم إعترافاً واضحاً بأن الشر يتوازن مع الخير ، والهدم يساير الخلق خطوة خطوة ، وأن ولادة الأحياء بأسرها جريمة كبرى عقابها الموت ؛ فالهندي الذي تعذبه آلاف العوامل من عثرة الحظ والآلام ، يرى في تلك الألوان من التعذيب أثراً ينم عن قوة نشيطة يمتعها- فيما يظهر- حتى تحطم جميع ما أنتجه براهما ، وهوالقوة الخالقة في الطبيعة ؛ إذا "شيفا" ليطرب راقصاً إذا ما سمع نغمة العالم فأدرك منها عالماً لا يني يتكون وينحل ويعود إلى التكون من جديد. ولكن كما حتى الموت عقوبة الولادة ، فكذلك الولادة تخييب لراتى الموت ؛ فالإله نفسه الذي يرمز للتدمير ، يمثل كذلك للعقل الهندي تلك الدفعة الجارفة نحوالتناسل الذي يتغلب على موت الفرد بإستمرار الجنس ؛ وهذه الحيوية الخلاقة الناسلة (شاكتي) التي يبديها شيفا - أوالطبيعة - تتمثل في بعض جهات الهند ، وخصوصاً في البنغال ، في صورة زوجة شيفا ، وإسمها "كالي" (بارفاتي ، أوأوما أودرجا) وهي موضع عبادة في عقيدة من العقائد الكثيرة التي تأخذ بممضى "الشاكتي" هذا ؛ ولقد كانت هذه العبادة- حتى القرن الماضي- وحشية الطقوس كثيراً ما تتضمن في شعائرها تضحية بشرية ، لكن الآلهة إكتفت بعدئذ بضحايا الماعز ؛ وهذه الآلهة صورتها عند عامة الناس شبح أسود بفم مفغور ولسان متدل ، تزدان بالأفاعي وترقص على جثة ميتة ؛ وأقراطها رجال موتى ، وعقدها سلسلة من جماجم ، ووجهها وثدياها تلطخها الدماء ومن أيديها الأربعة يدان تحملان سيفاً ورأساً مبتوراً ، وأما اليدان الأخريان فممدودتان رحمة وحماية ؛ لأن "كالي- بارفالي" هي كذلك الإله الأمومة كما أنها عروس الدمار والموت ؛ وفي وسعها حتى تكون رقيقة الحاشية كما في وسعها حتى تكون قاسية ، وفي مقدورها حتى تبتسم كما في مقدورها حتى تقتل ؛ ولعلها كانت ذات يوم إلهة أماً في سومر ، ومن ثم اتىت إلى الهند قبل حتى تتخذ هذا الجانب البشع من جانبيها. ولاشك أنها هي وزوجها قد إتخذا أبشع صورة ممكنة لكي يلقيا الرعب في نفوس الرعاديد من عبادها فيحتشموا، أوقد تكون هذه البشاعة كلها قد أريد بها حتى يلقي الرعب في نفوس العباد فيجودوا بالعطاء للكهنة.

تلك هي أعظم آلهة الهندوسيين ، لكنا لم نذكر إلا خمسة من ثلاثين مليوناً من الآلهة تزدحم بها مقبرة العظماء في الهند ؛ ولوأحصينا أسماء هاتيك الآلهة إقتضى ذلك مائة مجلد ؛ وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة ، وبعضها هوما قد نسميه نحن بالشياطين ، وطائفة منها أجرام سماوية مثل الشمس ، وطائفة منها تمائم مثل "لاكشمي" (إلهة الحظ الحسن) ، وكثير منها هي حيوانات الحقل أوطيور السماء ؛ فالهندي لا يرى فارقاً بعيداً بين الحيوان والإنسان ، فالحيوان روح كما للإنسان ، والأرواح تمضي دواماً متنقلة من بني الإنسان إلى بني الحيوان ، ثم تعود إلى بني الإنسان مرة أخرى ؛ وكل هذه الصنوف الإلهية قد نسجت خيوطها في شبكة واحدة لا نهاية لحدودها ، هي "كارما" وتناسخ الأرواح ؛ فالفيل مثلاً قد أصبح الإله "جانيشا" وإعتبروه إبن شيفا ، وفيه تتجسد طبيعة الإنسان الحيوانية ، وكانت صورته في الوقت نفسه تتخذ طلسماً يقي حامله من الحظ السيئ ؛ كذلك كانت القردة والأفاعي مصدر رعب ، فكانت لذلك من طبيعة الآلهة ؛ فالأفعى التي تؤدي عضة واحدة منها إلى موت سريع ، وإسمها "ناجا" كان لها عندهم قدسية خاصة ؛ وترى الناس في كثير من أجزاء الهند يقيمون جميع عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي ، ويقدمون العطايا من اللبن والموز لأفاعي "الناجا" عند مداخل جحورها ؛ كذلك أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي كما هي الحال في شرقي ميسور ، وهناك في هذه المعابد تسكن جموع زاخرة من الزواحف ، ويقوم الكهنة على إطعامها والعناية بها ؛ وللتماسيح والنمور والطواويس والببغاوات ، بل والفئران حقها من العباد. وأكثر الحيوان قدسية عند الهندي هي البقرة ، فنرى تماثيل الثيرة مصنوعة من جميع مادة وفي شتى الأحجام تراها في المعابد والمنازل وميادين المدن ؛ وأما البقرة نفسها فأحب الكائنات الحية جميعاً إلى الهنود ، ولها مطلق الحرية في إرتياد الطرقات كيف من الممكن أن شاءت ، وروثها يستخدم وقوداً أومادة مقدسة يتبركون بها ، وبولها خمر مقدس يطهر جميع ما في الجسم من نجاسة في الظاهر والباطن ؛ ولا يجوز للهندي تحت أي ظرف حتى يأكل لحمها أوحتى يصطنع من جلدها لباساً يرتديه - فلا يصنع منه غطاء للرأس ولا قفازاً ولا حذاء ؛ وإذا ماتت البقرة وجب دفنها بجلال الطقوس الدينية ، ولعل السياسة الحكيمة هي التي رسمت فيما مضى هذا التحريم إحتفاظاً للزراعة بحيوان الجر حتى يسد حاجة السكان الذين يتكاثرون ، وقد بلغ عدد البقر اليوم ربع عدد السكان. ووجهة نظر الهندي في ذلك هي أنه ليس أبعد عن المعقول حتى تشعر بالحب العميق للبقرة والمقت الشديد لفكرة أكلها ، من حتى تكن أمثال هذه المشاعر للحيوانات المستأنسة من قطط وكلاب ، لكن الذي يبعث على السخرية المرة في الأمر هوعقيدة البراهمة بأن الأبقار لا يجوز ذبحها قط ، وأن الحشرات لا يحل إيذاؤها قط ، وأن الأرامل من النساء ينبغي حتى يحرقن أحياء ؛ فحقيقة الأمر هي حتى عبادة الحيوان قد ظهرت في تاريخ الشعوب كلها ، فإن جاز للإنسان حتى يؤلمه الحيوان إطلاقاً ، فالبقرة الرحيمة الهادئة حقها في هذا التقديس ؛ ولا يجوز لنا حتى نغلوفي كبريائنا حين تأخذنا الدهشة لهذه المعارض الحيوانية من آلهة الهنود ، فلنا كذلك إبليس عدن في صورة حية ، والثور المضىي في العهد القديم من الإنجيل ، والسمك المقدس في سراديب الموتى ، وحمل الله الوديع. إذا سر تعدد الآلهة هوعجز العقل الساذج عن التفكير فيما ليس مشخصاً ؛ فأيسر عليه حتى يفهم الأشخاص من حتى يعقل القوى ، وأن يفهم الإرادات من حتى يتصور القوانين ، والظن عند الهندي هوحتى حواسنا البشرية لا ترى من الحوادث التي تدركها سوى ظاهرها ، ويعتقد حتى وراء هذه الظواهر كائنات روحية لا حصر لعددها ، يمكن إدراكها بالعقل لا بالحواس- على حد تعبير "كانت" ؛ ولقد أدى تسامح البراهمة ذوالمسحة الفلسفية ، إلى الزيادة من ذخيرة آلهتهم حتى إزدادت كثرة على كثرة ، وذلك حتى الآلهة المحليين وآلهة القبائل المتنوعة قد صادفت عند الهندي سهلاً ومرحباً ، فقبلها وفسرها بأنها جميعاً تصور جوانب من آلهته الأصلية ؛ فكل عقيدة يسمح لها بالدخول عندهم إذا كان في مستطاعها حتى تدفع الضريبة على ذلك ؛ حتى كاد جميع إله آخر الأمر حتىقد يكون صورة أوصفة أوتجسيداً لإله آخر ، ثم تناول العقل الهندي الرشيد جميع هذه الآلهة فدمجها في إله واحد ؛ هكذا تحول تعدد الآلهة إلى عقيدة بوحدة الوجود ، أوشكت عندهم حتى تكون توحيداً ، والتوحيد بدوره أوشك حتىقد يكون عندهم واحدية فلسفية ؛ فكما يتوجه المسيحي الورع بالنادىء إلى العذراء ، أوإلى قديس من آلاف القديسين ومع ذلك لا يتحول عن توحيده لله ، بمعنى أنه لا يعترف إلا بإله واحد على أنه ذوالجلال الأسمى ، فكذلك الهندي يتوجه بالنادىء إلى "كالي" أو"راما" أو"كرشنا" أو"جانيشا" دون حتى يتطرق إلى ذهنه لحظة واحدة حتى هذه آلهة لها السيادة العليا فترى بعض الهنود يتخذ من "فشنو" إلهاً أعلى ، وبعضهم يتخذ من "شيفا" إلهاً أعلى ، ويجعل فشنوأحد ملائكته ؛ وإذا وجدت بين الهنود أقلية تعبد "براهما" فما ذلك إلا لأنه مجرد عن التشخص ، ممتنع على الحواس ، بعيد عن البشر ، ولهذا السبب عينه ترى معظم الكنائس في البلاد المسيحية قد أقيمت تكريماً لمارية أولأحد القديسين ، وكان على المسيحية حتى تنتظر حتى يجيئها فولتير فيقيم معبداً لله.


العقائد الهندية المتنوعة

يمتزج بهذا اللاهوت المعقد ، مجموعة معقدة من الأساطير فيها التخريب وفيها عمق الفكرة في آن معاً ؛ فلما كانت خط الفيدا قد دفنت في اللغة التي خطت بها ، ثم لما كانت فلسفة البراهمة الميتافيزيقية تجاوز حدود أفهام الناس ، فقد نهض "فياسا" وآخرون في مدة تطاولت إلى ألف عام (من 500 ق.م إلى 500 م) وأنشئوا خط بيورانا - ومعناها القصص القديمة- أنشئوها شعراً في أربعمائة ألف دوبيت (الدوبيت بيتان من الشعر) يعرضون فيها لعامة الناس حقيقة خلق العالم بصورتها الدقيقة ، وما يطرأ عليه من مراحل الكون والفساد المتعاقبة على فترات دورية ، ونسب الآلهة ، وتاريخ عصر البطولة ؛ وليست تدعي هذه الخط لنفسها نطقباً أدبياً ولا نظاماً منطقياً ، ولا إعتدالاً في تقدير الأمور بالأعداد ، من ذلك مثلاً أنها تذكر عن الحبيبين "إرفاشي" و"بورورافاس" أنهما قضيا واحداً وستين ألف عام في سرور وغبطة ؛ لكنها مع ذلك أصبحت للديانة الهندية إنجيلاً ثانياً لوضوح لغتها وروعة قصصها وسلامة العقيدة التي تشرحها ، كما أصبحت تلك الخط للديانة الهندية مستونادىً عظيماً لخرافاتها وأساطيرها ، بل وفلسفتها ؛ فهناك على سبيل المثال بترة من "فشنوبورانا" تعبر عن أقدم فكرة جالت برأس الهندي وما فتئت تعاوده على طول الزمن- وأعني بها الفكرة القائلة بأن إستقلال الأفراد في ذوات منفصل بعضها عن بعض ، وهم ، وأن الحياة كلها حقيقة واحدة:


"اتى "ربهو" بعد ألف عام. إلى "نداغا" في مدينته ليزيده فهماً. فرآه خارج المدينة. في نفس اللحظة التي كان الملك فيها على وشك الدخول بحشد كبير من الأتباع ، رآه واقفاً على معبده ، معتزلاً بنفسه عن الزحام ، ذاوي العنق من أثر الصيام ، وكان في طريقه عائداً من الغابة ومعه بعض الوقود والكلأ لما رآه "ربهو" قصد إليه وحياه قائلاً: "أيها البرهمي! فيم وقوفك هاهنا وحيداً؟" ، فنطق "نداغا": "أنظر إلى الحشد محيطاً بالملك الذي يوشك حتى يدخل المدينة ؛ هذا هوعلة وقوفي وحيداً" ، فنطق "ربهو": "أي هؤلاءقد يكون الملك،يا ترى؟ ومن عسى حتىقد يكون الآخرون،يا ترى؟ أنبئني فيبدوعليك أنك بالأمر عليم" ، فنطق "نداغا": "إن من يركب الفيل الأحمر ، عالياً برأسه كأنه قمة الجبل هذا هوالملك ، والآخرون هم تابعوه". فنطق "ربهو": "إنك تشير إلى هذين ، إلى الملك والفيل دون حتى تميز بينهما بفاصل قل لي أين أجد الفاصل بين هذا وذاك،يا ترى؟ أريد حتى أفهم أي هذين هوالملك ، وأيهماقد يكون الفيل؟" فنطق "نداغا": "الفيل أسفل ، والملك من فوقه ، من ذا الذي لا يفهم علاقة الحامل بالمحمول؟" فنطق "ربهو": "فهمني ذلك فقد أستطيع تفهمه" ، ما هذا الذي تشير إليه بقولك "أسفل" وبقولك "فوقه"،يا ترى؟ فوثب نداغا من فوره على المفهم وخاطبه قائلاً: "هاأنذا أفهمك ما أردت حتى تتفهمه مني ، أنا "أعلى" مثل الملك وأنت "أسفل" مثل الفيل ، وإنما أسوق لك هذا المثل لأفهمك" فنطق ربهو: "إذا كنت في موضع الملك ، وأنا في موضع الفيل فما أزال أطلب منك حتى تنبئني: أينُّا أنت أينُّا أنا؟" فما لبث نداغ حتى جثا أمامه وأمسك بقدميه ونطق: "حقاً إنك "ربهو" أستاذي. بجوابك هذا عهدت أنك أنت شيخي قد أتى". فنطق "ربهو": "نعم ، جئت لأفهمك لأنك فيما تجاوز أبديت إستعداداً لخدمتي ، أنا هو"ربهو" قد جئت إليك وهذا الذي فهمتك إياه إختصاراً- وهوصميم الحقيقة العليا- يتلخص في نفي الثنائية من الوجود" وبعد حتى فرغ الشيخ "ربهو" من حديثه هذا مع نداغا ، مضى لسبيله ومن ثم لف نداغا فكره- مهتدياً بهذا الدرس الرمزي الذي تفهمه- فركزه كله في اللاثنائية ومن ذلك الحين أخذ ينظر في الكائنات كلها فلا يجد فيها ما يفرق شيئاً منها عن نفسه وبهذا شاهد براهما ، وحقق الخلاص الأعظم.

وفي خط "بيورانا" هذه ، وفي أمثالها من آثار الهند في عصورها الوسطى ، تقرأ نظرية عن الكون بعينها النظرية التي يقول بها العصر الحديث ؛ فليس هناك خلق بمعنى التكوين بعد العدم ، إنما هوكون يعقبه فساد أبد الدهر ، هونماء يعقبه ذبول ، دورة بعد دورة ؛ كهذا الذي تراه متمثلاً في جميع نبات في العالم وكل حيوان ؛ والذي يحفظ مراحل هذه السيرة فلا تقف دورتها ، هوبراهما- أوإذا شئت فقل براجاباتي كما يسمى الخالق في هذه الخط التي نحن الآن بصددها- براهما هوالقوة الروحية التي تعمل ذلك ، ولسنا ندري كيف من الممكن أن بدأ العالم ، إذا كانت للعالم بداية ؛ يجوز حتىقد يكون براهما- كما تمضى خط بيورانا- قد جعل بداية العالم بيضة ثم إحتضنها حتى أفرخت ؛ ويجوز حتىقد يكون هذا العالم غلطة عابرة من الصانع ، أوفكاهة رأى فيها قليلاً من تسلية ؛ وكل دورة- أوكالبا كما يسمونها- في تاريخ الكون منقسمة إلى عصور كبرى - ويسمون جميع عصر منها ماهايوجا - طول الواحد منها 000ر320ر4 عام ؛ ثم ينقسم جميع "ماهايوجا" إلى أربعة "يوجات" - أي عصور "يطرأ على الجنس البشري خلالها تدهور تدريجي ؛ ولقد مضت ثلاثة أعصر من "الماهايوجا"- أي العصر الأعظم- الحاضر ، بلغ مداها 888ر888ر3 عام ، ونحن الآن نعيش في العصر الرابع- ويسمونه "اليوجا الكالي" ومعناها عصر الشقاء؛ ومن هذه الفترة الرابعة انسلخ 035ر5 عام، وبقى منها 965ر426عام ، وعندئذ يصيب العالم موت من ميتاته الدورية ، بعدها يبدأ براهما يوماً آخر من "أيام براهما" وما يومه إلا "كالبا" أي دورة طولها 000ر000ر320ر4عام ؛ وفي جميع دورة "كالبية" من هذه الدورات يتطور الكون بعمل العوامل الطبيعية ماراً بالمراحل الطبيعية ، وبعمل العوامل الطبيعية ماراً بالمراحل الطبيعية يعود إلى الإنحلال ، وفناء العالم كله لا يقل في يقينه عن موت فأر ؛ وليس هناك غاية نهائية يتحرك كله في نظر الفيلسوف بأخطر من موت الفأر ؛ وليس هناك غاية نهائية يتحرك نحوها الكون ، أي ليس هناك "تقدم" بل جميع ما هناك تكرار لا ينتهي. وحدث إبان هذه العصور صغراها حتى تحولت بلايين الأنفس من نوع إلى نوع ومن جسم إلى جسم ومن حياة إلى حياة في دورات من التناسخ تبعث الملل لتكرارها ؛ فليس الفرد فرداً في حقيقة أمره ، وإنما هوحلقة في سلسلة الحياة ، وصفحة واحدة من تاريخ نفس من الأنفس ؛ والنوع من الأحياء ليس في حقيقة أمره نوعاً قائماً بذاته ، لأن الأنفس الحالّة في هذه الزهور أوهذه البراغيث من الممكن كانت أمس ، أومن الممكن تكون غداً ، أرواحاً من أرواح البشر ؛ فالحياة كلها واحدة ؛ وإذن فالإنسان إذا هوإلا إنسان إلى حد ما ؛ لأنه كذلك حيوان ، ولا تزال عالقة به نتف وأصداء من حيواته الدنيا الماضية ، مما يجعله أقرب صلة بالحيوان منه إلى الحكيم من الناس ؛ إذا الإنسان جزء من طبيعة لا أكثر ، فليس هومن هذه الطبيعة مركزها ولا سيدها ، والحياة الواحدة في الفرد ليست إلا فصلاً واحداً من سيرة نفس واحدة، وليست هي جميع ما تتألف منه هذه النفس؛ فكل صورة من صور الأحياء مصيرها التغير ، وأما الحقيقة فدائمة وواحدة ؛ والأبدان الكثيرة التي تحل فيها النفس واحداً بعد واحد ، شبيه بالأعوام أوبالأيام في حياة الفرد الواحد ، وقد تعلوبالنفس نحوالنماء حيناً أوقد تهبط بها نحوالذبول حيناً آخر ؛ فكيف يمكن لحياة الفرد الواحد، وهي على هذه الحالة من القصر في تيار الأجيال المتعاقبة العنيف الجارف ، فكيف يمكن حتى تشتمل على جميع ما للنفس الفردة من تاريخ ، أوحتى تهيئ لها ما هي جديرة به من عقاب أوثواب على شرها أوخيرها؟

وإذا فرضنا للنفس خلوداً ، فكيف يجوز لحياة واحدة قصيرة حتى تقرر مصيرها إلى الأبد،يا ترى؟ يقول الهندي إذا الحياة لا يمكن فهمها إلا على إفتراض حتى جميع فترة من مراحل وجود النفس تعاني العذاب أوتتمتع بالثواب ، جزاء وفاقاً لما سقط من النفس في حياة ماضية من رذيلة أوفضيلة؛ إذ يستحيل على عمل صغير أوكبير ، خير أوشرير ، حتى يمضى بغير أثر ؛ إذا جميع شئ لا بد له من أثر يظهر ذات يوم ، ذلك هوقانون كارما- ومعناه قانون العمل- أوقانون السببية في دنيا الروح ، وهوأسمى قوانين العالم وأبشعها ؛ فإذا أقام إنسان العدل ، وكان رحيماً دون حتى يقترف خطيئة ، فيستحيل حتى يجيء جزاؤه في فترة واحدة فانية من مراحل الحياة ، بل يمتد نطاقه إلى حيوات أخرى يولد فيها ليكون ذا مكانة أعلى وحظ أوفر ، لوظل على فضيلته الأولى ؛ أما إذا عاش حياته عيش الرذيلة ، أعيدت ولادته في حياة تالية منبوذاً أوإبن عرس أوكلباً ، وقانون كارما هذا- مثل قانون القَدَر عند اليونان- هوفوق الآلهة والبشر معاً لأن الآلهة أنفسهم لا يستطيعون تغيير سننه التي يطّرد عملها ؛ أوإذا شئت فقل ما نطقه رجال اللاهوت ، وهوحتى "كارما" وإرادة الآلهة أوعملها ، شيء واحد بذاته ، لكن ليس كارما والقدر بشيء واحد ، لأن القدر يتضمن عجز الإنسان عن تقرير مصير نفسه ، أما كارما فتجعل الإنسان (إذا أخذنا جميع حيواته جملة واحدة) خالق مصير نفسه ؛ وليست الجنة والجحيم بخاتمة ينتهي عندها عمل كارما ، وهوسلسلة الولادات والميتات ؛ نعم إذا الروح بعد موت جسدها ، يجوز حتى ترسل إلى الجحيم لتلقى عذابها على جرم بعينه ، أوحتى ترسل إلى الجنة لتنعم بجزاء سريع على فشيلة بذاتها لكن يستحيل على روح حتى تقيم في الجحيم ، وقليل من الأرواح هي التي يسمح لها بالإقامة في الجنة إلى الأبد ؛ ذلك لأن الروح لا بد لها بعد فترة تقضيها في الجنة أوالجحيم ، حتى تعود إلى الأرض من حديث ، لتنفذ بحياة جديدة ما يقضي به عليها كارما كان هذا الممضى صادقاً من الوجهة البيولوجية إلى حد كبير ، فلا ريب في أننا حقاً تجسيد حديث لأسلافنا ، وسنعود بدورنا فنتجسد من حديث في أبنائنا ، وعيوب الآباء تهبط على الأبناء إلى حد ما(ولوأنها لا تهبط بالمقدار الذي يفرضه الجامدون الخيرون) حتى ولوبعد أجيال كثيرة ؛ فقد كان قانون كارما أسطورة بارعة في صرف الحيوان البشري عن القتل والسرقة والمماطلة والتقتير في العطايا ، فضلاً عن أنه وسع من نطاق الوحدة الخلقية والشعور بالواجب حتى ضم ذلك النطاق مراحل الحياة كلها ، ومهد أمام التشريع الخلقي سبيل التطبيق على نطاق أوسع رقعة وأكثر منطقاً مما وجده في أية حضارة أخرى.فالهنود الأخيار لا يقتلون الحشرات إذ وسعهم ذلك ، " وحتى أولئك الذين يتواضعون منهم في طموحهم الخلقي يعاملون الحيوان معاملتهم لأخوة لهم أدنى شأناً ، لا معاملتهم لكائنات أحط نوعاً سلطهم الله عليهم" ، وقد فسرت "كارما" للهنود- من الوجهة الفلسفية- كثيراً من الحقائق التي كانت تكون بغيرها غامضة المعنى أومجحفة إجحافاً يوغر الصدور ؛ فهذه الفوارق الأزلية التي تفرق بين أقدار الناس والتي تخيب آمال الناس منذ الأزل في المساواة والعدل ؛ وهذه الشرور في صورها المختلفات التي تسود وجه الأرض وتصبغ بحمرة الدماء مجرى للتاريخ ؛ وهذه الآلام التي تدخل حياة الإنسان مع ولادته ثم يصاحبه حتى وفاته ؛ جميع هذه وهذه وتلك بدت معقولة للهندي إذا ما إنعقد في "كارما" ؛ ذلك لأن هذه الشرور وهذا الظلم وهذه الفوارق المتدرجة من الخبل العقلي إلى النبوغ ، وهذه الدرجات من الفقر والغني ، جميع هذه نتيجة للحيوات الماضية وهي نتيجة لازمة تترتب على عمل قانون ، إذا رأيته ظالماً مدى حياة واحدة أولحظة واحدة ، فستراه أعدل ما تكون القوانين في نهاية الأمر كله ، فكارما إحدى الوسائل الكثيرة التي إبتكرها الإنسان لنفسه لتعينه على تحمل الشر صابراً ، وعلى لقاءة الحياة متفائلاً ؛ فالمهمة التي إضطلعت بها معظم الديانات وحاولت أداءها هي حتى تفسر الشر وأن تشرح للناس نظاماً كونياً يبرر لهم حتى يقبلوا الشر جزءاً منه ، قبولاً إلا يكن مليئاً بالبِشْر ، فحسبه حتىقد يكون مصحوباً بسكينة الفؤاد ، ولما كانت معضلة الحياة الحقيقية ليست هي آلامها ، لكنها الآلام التي تصادف من لا يستحقونها ، فإن ديانة الهند تخفف من هذه المأساة البشرية بأن تخلع على الحزن والألم شيئاً من المعنى وقدراً من القيمة ؛ فللروح- بناء على اللاهوت الهندي- هذا العزاء على الأقل ، وهوأنها لا بد لها حتى تتحمل نتائج عملها وحدها دون أفعال سواها ؛ فما لم تضجر الروح من الوجود كله جملة واحدة ، فستجد نفسها راضية عن الشر بإعتباره عقاباً عابراً مؤقتاً ، وسترقب تحقيق آمالها في ثوابها على ما أتت من فضيلة.

لكن الهنود في حقيقة الأمر يرتابون في قيمة الوجود كله جملة واحدة ؛ ذلك أنه لما كانت البيئة ترهق قواهم إرهاقا ، ولما كان الحاكم يذل قوميتهم إذلالاً ، ويستغل مواردهم إستغلالاً ، فقد مالوا إلى النظر إلى الحياة على أنها عقوبة مُرة أكثر منها فرصة سانحة أوثواباً يرتجى ؛ فخط الفيدا التي خطها القوم وهم أشداء عند قومهم من الشمال ، كانت في تفاؤلها لا تقل عما يخطه اليوم أديبنا وتمن ؛ ومضت خمسمائة عام ، وظهر بوذا من هؤلاء القوم أنفسهم ، لكنه أنكر قيمة الحياة ؛ ثم مضت خمسة قرون أخرى، وظهرت خط " بيورانا " فعبرت عن نظرة بلغت في تشاؤمهما حداً لم يبلغه متشائم في الغرب، إذا إستثنينا لحظات شرودا من الشك الفلسفي ؛ لقد تعذر على الشرق - حتى تناوله أطراف الثورة الصناعية - حتى يفهم هذه الحماسة التي يقبل بها الغرب على الحياة ، ولم يجد إلا سذاجة وطفولة في مشاغلنا التي لا تعهد الرحمة ، ومطامعنا التي لا تقنع ، ورسائلنا التي تحطم الأعصاب وتوفر العمل ، وتقدمنا وسرعة سيرنا ؛ لم يفهم الشرق من الغرب هذا الإنغماس العميق في سطوح دون لبابها ، ولا هذا الرفض الماكر منه حتى يقابل حقائق الوجود لقاءة صريحة ؛ لكن الغرب في الوقت نفسه لم يستطع حتى يسبر في الشرق التقليدي أغوار هذا السكون الهامد ، ولا هذا "الركود" و"اليأس" ؛ إلا حتى الحرارة لا تفهم البرودة. "ياما" يوجه السؤال إلى "يودشتيرا" قائلاً: "ما أحب شئ في العالم؟" فيجيبه "يودشتيرا": "أن يموت الإنسان في أثر الإنسان ، وأن يرى الناس ذلك ثم ينطلق في سعيهم كأنهم من الخالدين". واتى في "الماهابهاراتا": "العالم مصاب بكارثة الموت ، ومقيد في نشاطه بالشيخوخة ، والليالي متتابعات، تأتي ثم تمضي ، لا تتخلف أبداً ؛ فإذا ما أيقنت حتى الموت يستحيل عليه الوقوف ، فماذا أرتجي من السير تحت غطاء من الحكمة" ؛ وتدعو"سيتا" في "رامايانا" لما رأت حتى ثوابها على وفائها رغم ما يصادفها من إغراء ومحنة هوالموت ولا شئ غير الموت، تدعوقائلة:

لوكنت بوفائي لزوجي قد برهنت على أني زوجة أمينة.

فيا أمنا الأرض أريحي ابنتك "سيتا" من أعباء هذه الحياة.


إلى غير ذلك ترى الحدثة الأخيرة في التفكير الديني عند الهنود هي ما يسمونه "فكشا" ومعناها الخلاص- الخلاص أولاً من الشهوة ، ثم الخلاص من الحياة ؛ والنرفانا هي هذا الخلاص أوذاك ، لكنها لا تبلغ غاية أمدها إلا إذا تحقق الخلاصان معاً ؛ ولقد عبر الحكيم "بهارتري- هاري" عن الخلاص الأول فنطق: "إن جميع شئ على الأرض يبرر الخوف ، والطريق الوحيدة للخلاص من الخوف هي في إنكار الشهوات إنكاراً تاماً. لقد مضى على عهد كانت تطول فيه أيامي حين كان سؤال الحسنة من الأغنياء يثخن في قلبي أليم الجراح ؛ ثم بدت أيامي قصيرة جميع القصر حين جعلت أسعى نحوتحقيق جميع رغباتي وغاياتي الدنيوية ؛ أما الآن فقد تفلسفت وجلست على حجر صلب في كهف على سفح الجبل ، وتراني لا أنفك عن الضحك حدثا فكرت في حياتي الماضية". ويعبر غاندي عن الصورة الثانية من صورتي الخلاص فيقول: "لست أريد عودة إلى ولادة جديدة". إذا أسمي وآخر ما يتمانه الهندي هوحتى ينجومن العودة إلى الحياة في جسد آخر ، وأن تزول عنه هذه الحمى التي تلتهب بها الذات حدثا عاودتها الحياة في بدن حديث وولادة جديدة ؛ وليس طريق الخلاص إيماناً ، كلا ولا نتاجاً ، إنما طريق الخلاص إنكار للذات إنكاراً متصلاً ، ونفاذ بالبصيرة إلى الكل الذي يبتلع في جوفه الأجزاء ، حتى ينتهي الأمر بالنفس إلى الموت الذي يفنيها ولا يبقي منها ما يولد مرة أخرى ؛ إلى غير ذلك يتحول جحيم الفردية إلى سكينة التحاد مع سائر الوجود وفردوسه المقيم ؛ هكذا تتحول الفردية إلى فناء تام في "براهما" الذي هومن العالم روحه أوقوته.


غرائب الدين

في هذا الجواللاهوتي المفعم بالخوف والألم ، إزدهرت الخرافة- وهي أول معونة ترسلها القوة الكامنة فوق الطبيعة لتعالج بها الأدواء الصغرى في الحياة- إزدهاراً خصيباً ، حتى أصبحت القرابين ، والتمائم، وإخراج الشياطين الحالّة في الأبدان ، والتنجيم ، والنبوءة بالغيب ، والتعزيم ، والنذور ، وقراءة الكف ، والعرافة ، وطائفة الكهان التي بلغت 812ر728ر2 ، و"فاتحوالبخت" الذين يبلغون المليون ، ومروضوالثعابين بالسحر وعددهم مائة ألف ، والفقراء وهم مليون ، ومن يمارسون اليوجا وغيرهم من الأولياء- أصبح ذلك كله جانباً واحداً من الصورة التاريخية التي تمثل الهند ؛ فقد كان للهنود منذ ألف ومائتي عام عدد كبير من الخط التي تشرح أصول التصوف والسحر والعرافة وتذكر الصيغ السحرية التي تهيئ السبيل لتحقيق أية غاية شئت ؛ وأما البراهمة فقد نظروا نظرة إزدراء صامت إلى هذه الديانة التي يملؤها السحر ، وإحتملوا وجودها لأنهم من جهة خشوا حتى تكون الخرافة بين عامة الناس عاملاً ضرورياً لصيانة قوة البراهمة أنفسهم ، لأنهم من جهة أخرى من الممكن ظنوا حتى لا خرافة يستحيل فناؤها ، فإن ماتت في إحدى صورها ، فما ذاك إلا لكي تعود إلى الوجود في صورة أخرى ، وأحس البراهمة حتى أقل الحكمة يقتضي ألا تقاوم مثل هذه القوة التي في وسعها حتى تجسد نفسها في جميع هذه الصور.

إعتقد الهندي الساذج - كما يعتقد كثيرون من الأمريكان المثقفين - في التنجيم ، وسلموا تسليماً بأن جميع نجمة لها تأثير خاص على أولئك الذين ولدوا وهي في أوجها ؛ فالنساء إبان الحيض كن- مثل أوفيليا- يتقين ضوء الشمس ، فذلك قد يسبب لهن الحمل ؛ واتى في كتاب "كاوشيتاكي يوبانشاد" حتى سر النجاح المادي هوتقديس الهلال كما ظهر ؛ وكان العرافون والسحرة والمنبئون بالغيب ، إذا ما أجريتهم أجراً زهيداً ، يعلنون لك ماضي الحوادث ومستقبلها بدراستهم للأكف أوللبراز ، أوللأحلام ، أولعلامات في السماء ، أوللخروق التي أحدثتها الفئران في الثياب ؛ ويزعمون بترتيلهم لعبارات السحر التي لم يكن ترتيلها في مقدور أحد سواهم ، أنهم يخدمون الشياطين ويسحرون الثعابين ، ويستعبدون الطيور ، ويلزمون الآلهة أنفسهم بمعاونة من دفع لهم أجر ما يصنعون؛ كذلك كان السحرة نظير أجر معلوم يسلطون الشيطان على العدو، أويطردونه من هذا الذي يؤجرهم ، كانوا ينزلون الموت المفاجئ على العدوأويلحقون به علة ليس لها شفاء ؛ حتى البرهمي إذا ما تثاءب ، جعل يفرقع بأصابعه ذات اليمين وذات الشمال حتى يطرد الأرواح الشريرة فلا يسمح لها بالدخول من فمه المفتوح ؛ وكان الهندي في شتى عصوره- مثل كثيرين من الفلاحين الأوربيين- يتحوط من عين الحسد ؛ فأعداؤه قد يستخدمون السحر في أية لحظة شاءوا لينزلوا به تعاسة الحظ أوليقضوا على حياته ؛ ويستطيع الساحر فوق هذا كله حتى يجدد الحيوية الجنسية أوحتى يخلق الحب في أي إنسان لأي إنسان، أوحتى يهيئ سبيل الولادة للعاقرات من النساء.

لم يكن يعدل رغبة الهنود في الأطفال شيء حتى النرفانا ، ومن ثم إلى حد ما كانت رغبة الهندي الشديدة في القوة الجنسية ، وكان تقديسه الديني للرموز التي تشير إلى النسل والخصوبة ؛ فعبادة العلاقة الجنسية التي سادت معظم الأقطار في هذا العصر أوذاك ، قد لبثت قائمة في الهند من العصور القديمة إلى القرن العشرين ؛ وكان إلههاً هوشيفا ، ورمزها هوعضوالتذكير ، وكتابها المقدس هو"أجزاء من التانترا" (ومعناها خط للنصوص)؛ و"شاكتي" (ومعناها القوة التي تبعث النشاط) بالنسبة إلى شيفا هي- كما كانوا يتصورونها أحياناً- زوجته كالي ، وأحيانا أخرى يتصورون تلك القوة الباعثة شيفا على نشاطه الجنسي ، عنصراً نسوياً في طبيعة شيفا نفسه ، وبهذا تكون طبيعته مشتملة على قوتي الذكورة والأنوثة في آن معاً ؛ وهاتان القوتان يمثلها الهنود بأوثان يطلقون عليها إسم "لنجا" أو"يوني" ، وهي تصور عضوي التناسل عند الرجل والمرأة. وأينما سرت في الهند ألفيت آثاراً لهذه العبادة للعلاقة الجنسية: تراها في التماثيل الرمزية لأعضاء التناسل في معبد نياليز ، وغيره من المعابد في بنارس ، وتراها في أوثان "اللنجا" الهائلة التي تزين أوتحيط بمعابد شيفا في الجنوب ، وتراها في المواكب والإحتفالات التي يرمزون بها إلى العملية الجنسية ، ثم تراها قي تمائم ترمز إلى تلك العلاقة الجنسية أيضا ، ويلبسونها على الذراع أوحول العنق ؛ بل قد تصادف أحجار "اللنجا" ملقاة في عرض الطريق ، ومن عادة الهنود حتى يكسروا على هاتيك الأحجار جوز الهند الذي ينوون تقديمه في قرابينهم، وهم يغسلون حجر "اللنجا" في معبد "رامشفرام" جميع يوم بماء الكنج ، ثم يباع ذلك الماء فيما بعد للمتدينين كما كان يباع الماء المقدس في أوربا ؛ وطقوس هذه العبادة الجنسية في العادة تكون بسيطة وملتزمة حدود الإحتشام ، فقوامها حتى يصب على الحجر ماء مقدس أوزيت مقدس ويزين بأوراق الشجر.

ولا ريب في حتى الطبقات الدنيا من الهنود تستمد بعض المتعة الداعرة من مواكب العلاقة الجنسية ، لكن الكثرة الغالبة من الناس - فيما يظهر - لا يجدون حافزاً إلى الفاحشة في "اللنجا" أو"اليوري" أكثر مما يجد المسيحيون من هذا الحافز في تأملهم للعذراء وهي ترضع طفلها ؛ إذا العادة تزيل الفحش عن أي شيء ، والزمن يخلع القداسة على أي شئ؛ ويظهر حتى الناس قد نسوا الرمزية الجنسية في هذه الأمور منذ زمن طويل ، ولم تعد هذه الأوثان الآن إلا وسائل تقليدية مقدسة تمثل لهم قوة شيفا ؛ ولعل الفرق بين تصور الأوربي وتصور الهندي للأمر منشؤه الفارق بين سن الزواج في أوربا وسن الزواج في الهند ؛ فالزواج المبكر ينفس عن تلك الدوافع الطبيعية التي إذا طال أمد كبحها ، دارت على نفسها وأنتجت إما نادىرة وأما حباً عذرياً ؛ وعلى وجه الجملة تجد الأخلاق والعادات الخاصة بالعلاقات الجنسية في الهند أعلى منها في أوربا وأمريكا ، وهي هناك أكثر منها هنا احتشاماً وعفة بدرجة كبيرة ، وعبادة شيفا هي من أكثر العبادات في الهند تزمتاً وتقشفاً ، وأخلص عُبَّاد "اللنجا" عقيدةٌ هم "اللنجايات" ، وهم يمثلون أشد مذاهب الهند تزمتاً وطهراً ، يقول غاندي: "اتىنا أضيافنا الغربيون آخر الأمر يفتحون أعيننا لجوانب الفحش التي في طقوسنا ، بعد حتى كنا نمارسها حتى عهدهم ممارسة بريئة ؛ لقد عهدت لأول مرة حتى "شيفا لنجام" ترمز إلى فاحشة ، من كتاب لمبشر مسيحي".

إن إستخدام الهنود "للنجا" و"اليوني" ليس إلا صورة واحدة من ألوف الصور في طقوسهم التي تبدوللعين العابرة الغربية عن البلاد ، لا مجرد صورة للديانة الهندية ، بل جزءاً أساسياً من صميم لبابها ؛ ذلك لأن جميع عمل من أفعال الحياة ، حتى الغسل ولبس الثياب ، له عندهم طقوسه الدينية ؛ وفي جميع دار يسكنها متدينون ترى آلهة خاصة بأهل تلك الدار ، تمثل لهم أشياء معينة ، كما ترى أسلافاً يضعونها موضع التكريم جميع يوم ؛ والواقع حتى الديانة للهندي واجب يؤدى في الدار أكثر مما يؤدى في مراسم المعابد التي يحتفظون بها لأيام الأعياد ؛ ومع ذلك فالناس يمرحون مرحاً عظيماً في الأعياد الدينية الكثيرة التي تملأ السنة الكهنوتية ، فكانوا يسيرون مواكب عظيمة أوأفواجاً من الحجاج ، قاصدين إلى الأضرحة القديمة ؛ ولمقد يكونوا ليفهموا ما ينطق من عبارات الصلاة في تلك المعابد ، لأنها كانت تنطق بالسنسكريتية ، لكنهم كانوا يفهمون الأوثان ، فيزينونها بالحلي ويطلونها بالطلاء ويرصعونها بكريم الأحجار ؛ وكانوا أحياناً يعاملونها كأنها كائنات بشرية فيقضونها ويغسلونها ويلبسونها الثياب ، ويطعمونها ويؤنبونها وينيمونها في مخادعها عند خاتمة النهار. وأعظم الطقوس الجماعية هي تقديم القرابين ، وأعظم الطقوس الخاصة الفردية هي التطهير ؛ فالقربان عند الهندي ليس مجرد صورة خاوية ، لأنه يعتقد أنه إذا لم يعقد الآلهة طعاماً فإنها تموت جوعاً. ولما كان الإنسان في فترة أكل اللحوم البشرية ، كانت القرابين في الهند كما في غيرها من بلاد العالم ضحية بشرية ؛ وكانت "كالي" تحب حتىقد يكون قربانها رجالاً ، ثم فسر البراهمة هذا بأنها إنما تحب حتى تأكل رجالاً من أهل طبقات الدنيا وحدها فلما تقدمت الأخلاق ، أخذ الآلهة يكتفون بالحيوان قرباناً؛ فكان الناس يضحون لهم بكثير منه ؛ على حتى الماعز كان ذا منزلة خاصة في هذه الإحتفالات ؛ ثم اتىت البوذية والجانتية و"أهمسا" فحرمت التضحية بالحيوان في بلاد الهندستان ، ثم عادت العادة إلى مجراها القديم حين حلت الديانة الهندية محل البوذية ؛ ولبثت قائمة على نطاق يثير الدهشة بإتساعه ، حتى يومنا هذا؛ وإنه لمن حسنات البراهمة أنهم رفضوا حتى يسهموا بنصيب في أية تضحية فيها إراقة للدماء. وأما طقوس التطهير فقد كانت تستغرق من حياة الهندي ساعات كثيرة ، لأن مخاوف النجاسة كانت من الكثرة في الديانة الهندية كما هي في قواعد الصحة الحديثة ؛ فما أكثر ما قد يصاب الهندي بما يرده نجساً - إذا أكل طعاماً حراماً ، وإن لمس قمامة أومس إنساناً من طبقة الشودرا ، أومنبوذاً أوجثة أوامرأة في فترة حيضها ، وغير ذلك مئات الحالات ؛ وبالطبع كانت المرأة نفسها ينجسها حيضها أووضعها وليداً ؛ ولذا تطلب القانون البرهمي عزل المرأة في مثل هذه الحالات ، وإشترط تحوطات صحية معقدة ؛ وبعد جميع هذه النجاسات- أوإحتمال العدوى على حد تعبيرنا الحديث- كان من واجب الهندي حتى يؤدي طقوساً تطهيرية معينة.

أما الحالات الصغرى فتكفيها طقوس بسيطة كأن يرش من إصابته النجاسة بالماء المقدس. وأما الحالات الكبرى فلا بد لهما من طرائق معقدة تبلغ أقصى مداها في بشاعة ما يسمونه "بانشاجافيا" وهوضرب من التطهير كان يحكم به عقاباً لمن إنتهك قوانين الطبقات على خطورتها (مثال ذلك حتى يغادر الهند) ويتألف ذلك التطهير من استهلك مزيج فيه "خمسة عناصر" من البقرة المقدسة: اللبن ، والخثارة ، والسمن ، والبول ، والروث. وأقرب من ذلك قليلاً إلى ذوقنا ما يوجبه عليهم دينهم من إستحمام جميع يوم ؛ فهاهنا كذلك ترى تدبيراً صحياً تمس إليه الحاجة مساً شديداً في مناخ شبه إستوائي ؛ وترى هذا التدبير الصحي مصبوباً في نطقب من الدين حتىقد يكون أقوى تأثيراً في النفوس ؛ ولهذا بنيت برك وأحواض "مقدسة" ، وجعلت أنهار كثيرة أنهاراً مقدسة وقيل للقوم إنهم إذا إستحموا في هذه الأماكن تطهروا جسماً وروحاً ؛ وقد كان ملايين الناس في أيام الرحالة "يوان شوانج" يستحمون في نهر الكنج جميع صباح ؛ ومنذ ذلك العهد إلى يومنا لم تشهد تلك الأمواج شروقاً للشمس دون حتى تسمع صلوات المستحمين الذين اتىوها سعياً وراء الطهر والخلاص ، يحملون أذرعهم نحوالسماء المقدسة ، ويصيحون في نغمة الصابرين: "أوم ، أوم ، أوم" وأصبحت بنارس هي المدينة المقدسة للهند ، إذ باتت كعبة لملايين الحجاج ، يؤمها الشيوخ من الرجال والعجائز من النساء ، اتىوا من جميع أراتى البلاد ليستحموا في النهر. حتى يستقبلوا الموتى برآء من جميع إثم أطهاراً من جميع رجس ؛ إذا الإنسان ليأخذه الخشوع ، بل يأخذه الفزع ، حين يتذكر حتى أمثال هؤلاء الناس قد حجموا إلى بنارس مدى ألفي عام ، وغمسوا أنفسهم في مياهها وهم يرتعشون من لذعة البرد في فجر الشتاء ؛ وشموا بنفس متقززة لحم الموتى وهويحترق ، عملوا جميع ذلك وهم يفوهون بنفس الدعوات التي كان يقينهم حتى تجاب ، عملوا جميع ذلك قرناً بعد قرن ، توجهوا بالنادىء إلى نفس الآلهة التي لبثت على صمتها ؛ لكن عد استجابة إله من الآلهة لا يحول دون تعلق القلوب به، فلا تزال الهند تعتقد اليوم بنفس القوة التي كانت تعتقد بها في أي عصر مضى ، في الآلهة الذي لبثوا جميع هذا الزمن ينظرون إلى فقرها وبؤسها فلا تأخذهم من أجلها الرحمة.


القديسون والزاهدون في الهند

يظهر حتى القديسين في الهند أكثر منهم في أي بلد آخر ، حتى ليشعر الزائر في تلك البلاد أنهم نتاج طبيعي لها كالخشخاش والثعبان ، وللقداسة في رأي المتدين الهندي ثلاث وسائل: الأولى طريق "جنانا- يوجا" أي طريق التأمل ، والثانية "كارما- يوجا" أي طريق العمل ؛ الثالثة "بهاكتي- يوجا" أي طريق الحب ؛ ولا يمانع البرهمي في أي من هذه الطرق الثلاث ، بما يقضي به قانون "الأَشْرامات" الأربع ، أي مراحل القداسة ، عملى البرهمي الناشئ حتى يبدأ الطريق بأنقد يكون "براهما شاري" يقسم على صيانته لعفته قبل زقابل ، وعلى حتى يلتزم التقوى ويواصل الدرس ، وأنقد يكون صادقاً ، خدوماً "لشيخه" أي لأستاذه الذي يفهمه ؛ فإذا ما تزوج- ولا ينبغي حتى يتأخر زقابل عن الثامنة عشرة من عمرة- كان عليه حتى يدخل الفترة الثانية من الحياة البرهمية ، وهي فترة "جريها ستا" أي رب الأسرة ، التي ينسل فيها الأبناء ليعبدوه ويعنوا به وبأسلافه ؛ وفي الفترة الثالثة (وقلما يمارسها الآن واحد) ينسحب الطامع في القداسة مع زوجته ليعيش ك"فانا براستا" أي ساكن الغابات ، فيتقبل عسر الحياة مطمئناً راضياً ، ويحصر العلاقة الزوجية في نسل الأطفال ، وأخيراً إذا أراد فيصبح "ساناياسي" أي "الهاجر" للعالم ، مستغنياً عن جميع أملاكه وكل أمواله وكل ما يربطه بغيره من علاقات ، فلا يحتفظ إلا بجلد وعل يغطي به جسده ، وعكازة يتوكأ عليها، وقرعة ماء لظمئه ؛ ويجب عليه حتى يلطخ جسده بالرماد كله يوم ، وأن يشرب "العناصر الخمسة" مراراً متقاربة ، وأن يعيش معتمداً على صدقات المحسنين ؛ وتنص القاعدة البرهمية على أنه "لا بد حتى ينظر إلى الناس على أنهم سواسية ، فلا يتأثر بأي شيء مما يحدث ، وأن تكون له القدرة على النظر إلى الأمور نظرة هادئة لا يعهد هدوءها معنى الإضطراب ، حتى إذا بلغ الأمر حد الثورات التي تثل العروش ؛ وغايته الوحيدة ينبغي حتى تكون حصوله على ذلك القدر من الحكمة ومن الروحانية الذي يمكّنه في نهاية الأمر من الإتحاد بالربوبية العليا ، تلك الربوبية التي تفصلنا عنها شهواتنا العاطفية وبيئاتنا المادية".

وإنك لتصادف أحياناً وسط هذا التدين صوتاً شكاكاً يرتفع كصرير النشاز في نغمات الحياة الهندية التي تسودها إستكانة التسليم ؛ لا ريب حتى الشُكّاك كانوا كثيرين حينما كانت الهند غنية ، لأن الإنسانية تزداد تشككاً في آلهتها إزدياداً يبلغ أقصاه في حالات إزدهارها المادي ، وتزداد لها تعبداً إزدياداً يبلغ غاية مداه حين يعمها البؤس ؛ ولقد أسلفنا القول في فئة "شارفاكا" وغيرهم من زنادقة العصر البوذي ؛ وهنالك مؤلف يكاد يساوي في قدمه ذلك العصر ، وهويسمى - على طريقة الهنود في تطويل الأسماء- "شواسا مْفِديُوبانشاد" الذي يبسّط اللاهوت في أربع قضايا:

1- حتى ليس هناك عودة للروح إلى تجسيد حديث ، ولا إله ولا جنة ولا نار ولا عالم.

2- حتى جميع الخط الدينية التقليدية من تأليف جماعة من الحمقى المغرورين.

3- حتى ما يحكم الأمور كلها هوالطبيعة التي تبدع ، والزمان الذي يهدم ؛ وهما لا يأبهان بفضيلة أوبرذيلة حين يقسمون بين الناس أنصبتهم من السعادة والشقاء.

4- وأن الناس تخدعهم حلاوة الكلام فيعتنقون الإعتقاد في الآلهة والمعابد والكهنة ، مع أنه من الواقع لا فرق بين فشنووكلب.

وهناك قانون بوذي مكتوب باللغة البالية ، تراه يضم المتناقضات ، شأنه في ذلك شأن أي كتاب مقدس يحمي مصالح الكهنوت ، وفي هذا القانون رسالة تستوقف النظر لعلها قديمة قدم المسيحية ، وتسمى "أسئلة الملك مِلِنْدا" وفيها المفهم البوذي "نجاسينا" يجيب إجابات جد مثيرة للأسئلة الدينية التي يوجهها إليه "الملك مناندر" الإغريقي الباكتريّ الذي حكم شمالي الهند في مستهل القرن الأول قبل المسيح ؛ يقول "نجاسينا" إذا الدين لا ينبغي حتى يتخذ مجرد وسيلة فرار يلوذ بها المعذبون ، بل يجب حتىقد يكون سعي الزاهد حتى يبلغ فترة القداسة والحكمة دون حتى يزعم وجود جنة أوإله ، لأن هذا القديس يؤكد لنا أنه لا وجود لجنة أوإله. وتهاجم ملحمة "الماهابهاراتا" هؤلاء الشكاك والملاحدة الذين- كما تزعم لنا- ينكرون حقيقة الأرواح ويحتقرون الخلود ، وهي تقول حتى أمثال هؤلاء الناس "يضربون في فجاج الأرض كلها" ؛ وهي تنذرهم بعقابهم المقبل ، ضاربة لهم مثلاً ابن آوى الذي يعلل وجوده ووجود نوعه بقوله إنه كان في حياته الماضية "باحثاً عقلياً ، وناقداً لخط فيدا. مهيناً للكهنة معارضاً لهم. كافراً بكل شيء شكاكاً في جميع شئ" ؛ ويشير "بهاجافاد- جيتا" إلى الزنادقة الذين ينكرون وجود الله ويصفون الدنيا بأنها "لا تزيد عن كونها منزلاً للشهوات". وكثيراً ما كان البراهمة أنفسهم شكاكين لكنهم كانوا يمضىون في الشك إلى غاية مداه بحيث لا يسمحون لأنفسهم حتى يهاجموا عقيدة الناس ؛ وعلى الرغم من حتى شعراء الهند بصفة عامة يتميزون بالورع الشديد ترى بعضهم ، مثل "كابر" و"فيمانا" يدافعون عن نوع من العقيدة في الله متحلل من كثير جداً من القيود.

فقد خط "فيمانا"- وهوشاعر ظهر في جنوبي الهند في القرن السابع عشر- بروح السخرية من الرهبان الزاهدين ومن حجاج المعابد ، ونظام الطبقات ؛ يقول: "عزلة الكلب ،‍‍‍ تأمل الكركيّ ، ترتيل الحمار ، إستحمام الضفدعة". كيف من الممكن أن تكون أحسن حالاً إذا لطخت جسمك بالرماد،يا ترى؟ إنه ينبغي حتى هجرز فكرك في الله وحده ، أما عن بقية ما تصنعه ، فالحمار في وسعه حتى يتمرغ في الوسخ كما تعمل. إذا خط الفيدا أشبه ما تكون بالفاجرات اللائي يخدعن الرجال وليس لهن أغوار تسبر ؛ وأما فهم الله الخبئ فهوشبيه بالزوجة الشريفة. أيمكن لتلطيخ الجسم بالرماد الأبيض حتى يمضى برائحة وعاء الخمر،يا ترى؟ أيمكن،يا ترى؟ لحبل تلفه حول عنقك حتى يجعل منك إنساناً آخر؟. لما نرى واجباً علينا حتى نسيء إلى طبقة الباريا إساءة لا تنبتر،يا ترى؟ أليس المنبوذ مثلنا في لحمه ودمه،يا ترى؟ ومن أي طبقة عسى حتىقد يكون الإله الذي يحل جسد البراريا؟. إذا من يقول "إني لا أفهم شيئاً" هوأبلغ الناس حكمه. وإنه لمما يجدر ملاحظته في هذا الصدد حتى تذاع أقوال كهذه بغير مؤاخذة قائليها ، في مجتمع تتحكم في عقوله طبقة من الكهان ؛ فلوا استثنينا كبح الحكم الأجنبي للهنود (بل من الممكن جاز حتى نقول أنه بسبب وجود الحكام الأجانب الذين لمقد يكونوا يأبهون للعقائد الدينية الأهلية) فقد تمتعت الهند بقدر من حرية الفكر أعظم جداً مما تمتعت به أوربا في عصورها الوسطى ، وهي الفترة التي تقابلها مدنية الهند؛ ولقد باشر البراهمة نفوذهم في تدبر ورفق؛ وكان اعتمادهم في صيانة العقيدة الأصلية على الفقراء وما يتصفون به من جمود على القديم ؛ وكان هؤلاء الفقراء في ذلك عند حسن افترض البراهمة بهم ؛ فإذا ما شاعت في الناس ضروب في الزندقة أوالآلهة الغريبة شيوعاً يعد خطراً على العقيدة ، تسامح البراهمة إزاءها حتى يمتصوها امتصاصاً في ذلك الغور الفسيح الأبعاد الذي منه تتكون العقيدة الهندية ، فإذا أضفت إلى تلك العقيدة إلهاً أوحذفت منها إلهاً ، فلاقد يكون لهذا أثر كبير ؛ ومن ثم قلت الحزازات الممضىية قلة نسبية في المجتمع الهندي ، ولم تشتد إلا بين الهندوس والمسلمين ؛ كذلك لم تسفح على أرض الهند دماء من أجل الدين ، اللهم إلا دماء سفحها الفاتحون.

إذا بحثنا في هذا الخليط من العقائد عن عناصر مشهجرة تعهد بها ديانة الهنود فسنجدها فيما يوشك حتىقد يكون إجماعاً بين الهندوس على عبادة فشنووشيفا معاً ، وعلى تبجيل الفيدات والبراهمة والبقرة ، وعلى إعتبار ملحمتي "ماهابهاراتا" و"رامايانا" لا مجرد ملحمتين أدبيتين ، بل إعتبارها آيات مُنَزَّلة تأتي في التقديس بعد الفيدات. وإنه لمما ينم عن مغزى: حتى نرى آلهة الهند وتنطقيدها الدينية اليوم مختلفة عما قررته خط الفيدا ؛ فإلى حد ما يمكن القول بأن الديانة الهندية تمثل إنتصار الهند الدرافيدية الأصلية على آريي العصر الفيدي ؛ فقد كان من نتائج الغزووالنهب والفقر ، حتى أوذيت الهند جسماً وروحاً ، والتمست ملاذاً من الهزيمة الأرضية النكراء ، في فوزات سهلة ظفرت بها الأساطير والخيال ؛ فالبوذية رغم ما فيها من عناصر الشمم ، هي- كالرواقية- فلسفة للعبيد ، ولا يغير الموقف حتى ينطق بها أمير؛ لأنها ترمي إلى وجوب الزهد في جميع شهوة وفي جميع كفاح حتى لوكانت الشهوة وكان الكفاح من أجل الحرية الفردية أوالحرية القومية ؛ ومثلها الأعلى هوحالة جمود لا يعهد الرغبات ؛ وواضح حتى حرارة الهند التي تنهك الأجسام ، هي التي نطقت بهذا اللسان الذي يعبر عن التعب تعبيراً يلتمس سنداً من العقل ؛ إذا الديانة الهندية ما انفكت تفت في عضد الهند ، بأن غلّت نفسها عن طريق نظام الطبقات بأغلال العبودية الدائمة للكهنوت ؛ وتصورت آلهتها تصوراً لا تراعي فيه حدود الأخلاق ، وإحتفظت خلال القرون بعادات وحشية مثل التضحية بأفراد من الإنسان وإحراق الأرملة عند وفاة زوجها ؛ تلك العادات التي كان كثير من الأمم قد نبذها منذ زمن طويل ؛ وصورت الحياة على أنها شر لا مفر منه ، وعملت على تثبيط الهمة عند أتباعها وإشاعة الكآبة في نفوسهم ؛ واستحالت الظواهر الدنيوية على يديها أوهاماً ، فمحت بذلك الفوارق بين الحرية والعبودية ، بين الخير والشر ، بين الإفساد والإصلاح ؛ ولقد نطق في ذلك هندي جرئ "إن الديانة الهندية قد إستحالت الآن إلى عبادة أوثان وطقوس تقليدية ، تعتبر الظواهر الشكلية جميع شيء ، واللباب لا شيء". ولما كانت الأمة يمسك الكهنة بزمامها ، وينخر القديسون عظامها ، فإن الهند لترقب في شغف لم يجد اللسان المعبر به:" ترقب النهوض والإصلاح الديني وحركة التنوير. ومع ذلك فلا ينبغي حتى نفكر في الهند بغير حتى تكون صورتنا التاريخية ماثلة أمام أعيننا ؛ فقد كان لنا كذلك فترة كانت لنا عصورنا الوسطى ، حيث آثرنا التصوف على الفهم وحكومة الكهنة على حكومة الأغنياء - ولعلنا نعود إلى ذلك مرة أخرى ، إننا لا نستطيع حتى نحكم على هؤلاء المتصوفة ، لان أحكامنا في الغرب مبنية على خبرة جسدية ونتائج مادية ، وهي فيما يظهر أمور لا تمس الموضوع الذي تحكم عليه ولا تتعمق الأمور في رأي القديس الهندي ؛ فماذا لوتبين حتى الثروة والقوة والحرب والفتح كلها أوهام تجري على السطح لا أكثر ، وليست جديرة بالتفكير عند العقل الناضج،يا ترى؟ ماذا لوكان هذا الفهم الذي يقيم نفسه على ذرات وعوامل وراثة كلها فروض ، وعلى كهارب وخلايا ، وغازات يتولد منها عباقرة مثل شكسبير ، وعناصر كيماوية يتمخض عنها المسيح ، ماذا لوكان جميع هذا لا يزيد على عقيدة لا أكثر ، سبقتها عقائد ، بل إنها لعقيدة من أغرب العقائد ، وأبعدها عن التصديق وأكثرها ميلاً نحوالتغير والزوال،يا ترى؟ إذا الشرق في مقاومته لما هوفيه من ذل وسقم ، قد يغمس نفسه في الفهم والصناعة في نفس اللحظة التي ينظر فيها أبناء الغرب إلى آلاتهم التي أفقرتهم وإلى علومهم التي أزالت عن أعينهم غلالة الخيال ، فينزلوا بمدائنهم وآلاتهم الخراب بما يثيرونه من ثورات فوضوية أوحروب ؛ ثم هم قد يعودون بعد ذلك مهزومين مكدودين جائعين، إلى الزراعة حيث يصوغون لأنفسهم إيماناً صوفياً جديداً يبث فيهم الشجاعة في وجه الجوع والقسوة والظلم والموت ؛ فإنك لن تجد بين المتفكهين من يتفكه كما يتفكه التاريخ.


Notes

Prayer flags above the monastery (gompa) of Tanze, in the Kurgiakh Valley. The wind is believed to propagate prayers printed on the flags.
  •  α: The data exclude the Mao-Maram, Paomata, and Purul subdivisions of Manipur's Senapati district.
  •  β: The data are "unadjusted" (without excluding Assam and Jammu and Kashmir); the 1981 census was not conducted in Assam and the 1991 census was not conducted in Jammu and Kashmir.
  •  γ: Oberlies (1998, p. 155) gives an estimate of 1100 BCE for the youngest hymns in book ten. Estimates for a terminus post quem of the earliest hymns are far more uncertain. Oberlies (p. 158), based on "cumulative evidence", sets a wide range of 1700–1100 BCE. The EIEC (s.v. Indo-Iranian languages, p. 306) gives a range of 1500–1000 BCE. It is certain that the hymns post-date Indo-Iranian separation of ca. 2000 BCE. It cannot be ruled out that archaic elements of the Rigveda go back to only a few generations after this time, but philological estimates tend to date the bulk of the text to the latter half of the second millennium.
  •  Δ: According to the most conservative estimates given by Symonds (1950, p. 74), half a million people perished and twelve million became homeless.
  •  ε: Statistic describes resident Indian nationals up to six years in age.

References

  • Charlton, SEM (2004), Comparing Asian Politics: India, China, and Japan, Westview Press, ISBN 0-813-34204-X, <http://books.google.com/books?id=ipZ56S3boE8C>
  • Chatterjee, S & D Datta (1984), An Introduction to Indian Philosophy (8th ed.), University of Calcutta, ASIN: B0007BFXK4
  • Fowler, JD (1997), Hinduism: Beliefs and Practices, Sussex Academic Press, ISBN 1-898-72360-5, <http://books.google.com/books?id=RmGKHu20hA0C>
  • Goldman, RP (2007), The Ramayana of Valmiki: An Epic of Ancient India, Princeton University Press, ISBN 0-691-06663-9
  • Heehs, P (2002), Indian Religions: A Historical Reader of Spiritual Expression and Experience, New York University Press, ISBN 0-814-73650-5
  • Human Rights Watch (2006), Human Rights Watch World Report 2006, Seven Stories Press, ISBN 1-583-22715-6, <http://books.google.com/books?id=eXmogaDhd20C>
  • Ludden, DE (1996), Contesting the Nation: Religion, Community, and the Politics of Democracy in India, University of Pennsylvania Press, ISBN 0-812-21585-0, <http://books.google.com/books?id=jEUdPqYQjhoC>
  • Makkar, SPS (1993), Law, Social Change and Communal Harmony, ABS Publications, ISBN 8-170-72047-8
  • Oberlies, T (1998), Die Religion des Rgveda, Wien
  • Olson, JS & R Shadle (1996), Historical Dictionary of the British Empire, Greenwood Press, ISBN 0-313-29367-8, <http://books.google.com/books?id=-YwDfm1pFF8C>
  • Radhakrishnan, S & CA Moore (1967), A Sourcebook in Indian Philosophy, Princeton University Press, ISBN 0-691-01958-4
  • Rinehart, R (2004), Contemporary Hinduism: Ritual, Culture, and Practice, ABC-Clio, ISBN 1-57607-905-8
  • Shepard, MA (1987), Gandhi Today: A Report on Mahatma Gandhi's Successors, Shepard Publications, ISBN 0-93849-704-9, <http://books.google.com/books?id=DQyPbvLvK_sC>
  • Symonds, R (1950), The Making of Pakistan, Faber and Faber

Citations

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة COI_2001

وصلات خارجية

الديانات في الهند
  • "History of Religions in India". www.indohistory.com. Retrieved 2008-01-01.
إحصائيات
  • "Census of India 2001: Data on religion". Government of India (Office of the Registrar General). Retrieved 2007-05-28.
الدستور والقانون
  • "Constitution of India". Government of India (Ministry of Law and Justice). Retrieved 2007-05-28.
تقارير
  • "International Religious Freedom Report 2006: India". United States Department of State. Retrieved 2007-05-28.


تاريخ النشر: 2020-06-07 08:13:59
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, ديانات, الدين في الهند

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عبد السند يمامة: برنامجى الانتخابى خطة لإنقاذ مصر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:09
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

شبورة كثيفة غدا وأمطار رعدية ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 28 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:21
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 41%

السعودية تحتضن قمة عربية وأخرى إسلامية بشأن غزة مع تصاعد الم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

مسؤول أممي يحذر من امتداد الصراع في غزة إلى باقي المنطقة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:30
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

شكري: الصراع والقصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة ولد وضعًا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:40
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

"فوري" تنفى تعرضها لهجوم إلكترونى أو اختراق نظامها المعلوماتى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:21:59
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

القاهرة الإخبارية: سماع دوى انفجار ضخم فى إيلات جنوب إسرائيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:05
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 46%

أنباء عن إعدام قوات الدعم السريع لعشرات الجنود المصريين في السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:23:28
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

رئيس المفوضية القومية للحدود يؤكد اعفائه من منصبه

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:23:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

كبير المستشارين العسكريين لبايدن يحذر إسرائيل من مخاطر إطالة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

السودان: الحركة الإسلامية تهاجم بيان الخارجية السعودية حول محادثات جدة

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:23:26
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

أغلبها أصبح خارج الخدمة.. مستشفيات غزة تكافح للاستمرار في أد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:52
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

هل يتحكم وكلاء لاعبين في لائحة "الأسود" ؟.. "الركراكي" ينفي كل الشائعات

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:23:29
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 83%

أسباب صحية تجعلك لا تتناول القهوة أثناء إصابتك بنزلات البرد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:21:58
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 45%

هجوم جديد يستهدف قاعدة لقوات التحالف الدولي في العراق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

"ديزني" تقلص نفقاتها وتستعيد النمو على منصاتها للبث التدفقي

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:23:05
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

ممرضة أمريكية تنصف سكان غزة: لولا الفلسطينيون لمتنا خلال أسب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

تحميل تطبيق المنصة العربية