تسمم الزئبق

عودة للموسوعة

تسمم الزئبق

د.إيهاب عبد الرحيم محمد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع
تسمم الزئبق
زئبق عنصري
التبويب والمصادر الخارجية
ICD-10 T56.1
ICD-9-CM 985.0
DiseasesDB 8057
MedlinePlus 002476
eMedicine emerg/813
Patient UK تسمم الزئبق
MeSH D008630
[[[d:خطأ لوا في وحدة:Wikidata على السطر 866: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).|edit on Wikidata]]]

تسمم الزئبق Mercury poisoning (ويعهد أيضاً باسم hydrargyria) قليل من الزئبق هوجميع ما يحتاجه البشر لقتل أنفسهم بهدوء، وببطء، بصورة مؤكدة

لنبدأ بحقيقة لا جدال فيها: إذا الزئبق mercury مادة سامة وخطيرة بصورة لا تصدق.. فنقطة واحدة منه على اليد البشرية قد تكون مميتة بصورة لاعكوسة، كما حتى قطرة واحدة منه في بحيرة ضخمة تجعل جميع السمك الموجود فيها غير مأمون أكله.

يعد الزئبق ، والذي كثيراً ما يشار إليه باسم الفرَّار (quicksilver)، المعدن الشائع الوحيد الذي يوجد سائلاً في درجة حرارة الغرفة. وقد افترض الخيميائيون ، بمن فيهم إسحق نيوتن الشاب، بأنه مصدر المضى. أما في العصور الحديثة، فقد أصبح من المكونات الشائعة للطلاء، ومدرات البول diuretics ، ومبيدات الهوام pesticides، والبطاريات والمصابيح الفلورسنتية، وكريمات الجلد، والأدوية المضادة للفطريات، واللقاحات التي تعطى للأطفال، وموازين الحرارة، بطبيعة الحال. وربما كان بعضه موجوداً في فمك الآن: فحشوة الأسنان المسماة بالفضية تحتوي – في الحقيقة – على 50% من الزئبق.

والزئبق كذلك من النواتج الثانوية للعديد من العمليات الصناعية؛ ففي الولايات المتحدة ، تضخ محطات الكهرباء التي تدار بالفحم وحدها نحو50 طنا من الزئبق في الهواء سنوياً. ويتحول هذا الزئبق إلى أمطار تهطل من السماء على المحيطات ، والبحيرات والأنهار ، والجداول المائية، حيث تهجرز في لحوم الأسماك، والمحار، وكلاب البحر، والحيتان. وقد ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في العام الماضي حتى هناك الكثير من الزئبق في البحر لدرجة يتوجب معها على النساء في سن الإنجاب حتى يقيّدن استهلاكهن من أسماك المحيطات الكبيرة إلى الحد الأدنى. لكن هذا التحذير أتى متأخراً للغاية بالنسبة لكثير من الأمهات. وقد أظهر درس ضم كافة الولايات المتحدة، أجرته مراكز مكافحة الأمراض CDC، حتى واحدة من جميع 12 امرأة في سن الإنجاب لديها "بالعمل " مستويات غير آمنة من الزئبق في الدم، وأن نحو600.000 رضيعا في الولايات المتحدة قد يحدثوا معرضين للخطر. لكن ذلك يستدعي سؤالاً حيوياً: معرضين لخطر ماذا،يا ترى؟

أصيب الأطفال المولودون للأمهات المصابات بتلوث الزئبق في منطقة خليج ميناماتا Minamata الياباني في عام 1956، بإعاقات عصبية وخيمة تضم الصمم، والعمى، والتخلف العقلي، والشلل الدماغي؛ أما في بعض البالغين، فمن الممكن حتى يؤدي التسمم بالزئبق إلى التنمل، والتعثر، والخَرف، والوفاة. يقول عالم السموم ألان ستيرن Stern، وهوأحد المشاركين في تقرير أصدره عام 2000 المجلس الوطني للبحوث NRCعن سمية الزئبق: "ليس سراً حتى أقول بأن التعرض للزئبق بالغ السمية". لكن التعرضات العالية المستوى مثل تلك التي سقطت في ميناماتا لا يمكنها مساعدة الفهماء على تحديد ما إذا كان وجود ست حشوات فضية في أسنانك، إضافة إلى تناول شطيرة أسبوعيا من سلطة التونة ستصيبك بالتسمم أوتُسَمِّم جنيناً لم يولد بعد. يقول ستيرن:" السؤال الأهم هو: "ما هي تأثيرات التعرض المنخفض المستوى؟".

وتشير البيانات المتوافرة حالياً إلى حتى التأثيرات السامة قد تظهر عند مستويات أقل مما قد يتسقطه الجميع. وتُظهر بعض الدراسات حتى الأطفال الذين تعرضوا لكميات ضئيلة من الزئبق في الرحم لديهم منعكسات أبطأ، وإعاقات لغوية، إضافة إلى قصر فترات الانتباه. وفي البالغين، تظهر الدراسات الحديثة وجود رابطة محتملة بين أمراض القلب وبين ابتلاع الزئبق نتيجة لتناول الأسماك . وتدّعي مجموعات بحثية أخرى حتى التعرض للزئبق مسؤول عن الإصابة بسقم باركنسون(الشلل الرعاش)، والتصلب المتعدد، وسقم ألزهايمر، وارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد autism.

أما كيف من الممكن أن – وبأية صورة - يُحدث الزئبق ضرره السام، فلا يزال غير معروف على وجه التحديد. ومع ذلك، يتفق الفهماء وصناع السياسات على حتى المزيد من تنظيم استعماله أمر حتمي. وقد انتهت وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA لوضع اللمسات الأخيرة على قانونها الأول المثير للجدل بخصوص تقليص انبعاثات الزئبق من محطات الطاقة في شهر مارس 2005، كما اجتمع مندوبون من برنامج الأمم المتحدة البيئي في أواخر فبراير من نفس العام لمناقشة إيجاد إجماع دولي للحد من استخدام الزئبق وانبعاثاته.

قبل عقد من الزمن، اتفق الباحثون والمشرِّعون على حتى الرصاص، وهومعدن ثقيل آخر، يضر بصحة الأطفال عند مستويات تبلغ سُدس ما كان يعتقد في السابق، لكن الفهماء احتاجوا إلى عقود لكي يتعهدوا بالتحديد على مجال والمستوى المنخفض للتسمم بالرصاص. ويعد الزئبق اليوم ملوثاً كلي الوجود. وقد يحتوي دم الأمريكي العادي على ميكروجرامات عديدة منه في جميع لتر من دمه، وربما تضاعف العبء الجوي atmospheric burden من الزئبق ثلاث مرات منذ بداية العصر الصناعي. ومهما كان نوع الإجراء اللازم لحماية البشرية من حبها للزئبق، فمن الأفضل حتى يتم في أقرب فرصة.

في أغسطس 1996، قامت كارين ويترهان Wetterhahn، وهي أستاذة الكيمياء بكلية دارتموث في مدينة هانوفر بولاية نيوهامبشير ، بإراقة بضع قطرات من مركب معملي يسمى ثنائي ميثيل الزئبق في إحدى يديها.. كانت ترتدي قفازات المختبر المصنوعة من اللاتكس، لذلك فلم تفكر بالأمر كثيرا. وقد رآها أحد زملائها في مؤتمر فهمي في شهر نوفمبر التالي، وهوعالم السموم ڤاس أبوشيان Aposhian ، من جامعة أريزونا، والذي علّق على الأمر قائلاً :" نطقت أنها تعتقد أنها أصيبت بنزلة برد". لكن عندما تم تشخيص ويترهان للإصابة بتسمم الزئبق، في يناير التالي، كان الوقت متأخراً جداً؛ فبرغم معالجتها لاحقاً لإفراغ الزئبق من جسدها، دلفت إلى حالة إنباتية في شهر فبراير، ومن ثم توفيت في شهر يونيوالتالي.

ولا يستطيع الفهماء تفسير سبب احتياج الزئبق أحياناً لشهور لكي يظهر تأثيراته، ويقول توم كلاركسون Clarkson ، وهوعالم بالسموم في المركز الطبي لجامعة روشستر:" لوفهمنا ذلك، لعهدنا الكثير عن كيفية تسميم الزئبق للمخ".

تعتمد درجة سمية الزئبق على نمط التعرض وطريقة وصوله إلى الجسم ؛ فبوسعك ابتلاع النوع السائل من الزئبق العنصري elemental دون خوف كبير لأنه لا يخترق بسهولة بطانة المعدة والأمعاء. ومن ناحية أخرى، فالزئبق السائل يتبخر في درجة حرارة الغرفة، فإذا استنشقت هذا البخار فسينتقل مباشرة من الرئتين إلى تيار الدم ومنه إلى الدماغ. ومن الممكن حتى يتسبب بخار الزئبق المنبعث من ميزان حرارة مكسور إلى تسميم جوغرفة كاملة- وهوأحد الأسباب التي دعت بعض المدن والكثير من الولايات لحظر بيع موازين الحرارة المحتوية على الزئبق.

وكذلك يتحد الزئبق مع العناصر الأخرى مكوناً أملاحاً ومركبات عضوية ذات درجة سمية متفاوتة. وثنائي ميثيل الزئبق- وهوالمادة التي سمَّمت عالمة الكيمياء بكلية دارتموث – وهوشكل تخليقي من الزئبق العضوي والذي نادراً ما يوجد خارج المختبرات؛ لذلك فإن مركباً عضوياً أبسط – هوميثيل الزئبق – يكتسب أهمية أكبر بكثير، ذلك أنه الشكل الذي يوجد في لحوم الأسماك. وتمثل الأطعمة البحرية واحداً من أكثر مصدرين شيوعاً للتعرض للزئبق في البالغين. وبرغم حتى هجريزات الزئبق في الهواء والمياه في ازدياد، فهي لا تزال أقل بكثير من حتى تدعوللخطر. لكن البكتيريا تعالج الزئبق الموجود في البحيرات والمحيطات وتحولها إلى شكل يتراكم في الأنسجة الحية؛ تلتهم العوالق البحرية البكتيريا، وتُلتَهم بدورها من قبل الأسماك الصغيرة. ومع جميع وجبة، يرتفع هجريز الزئبق. وبعد ذلك تقوم الأسماك الأكبر بالتهام الأسماك الصغيرة، مما يزيد هجريز الزئبق في أنسجتها بصورة أكبر؛ فالأسماك الموجودة عند قمة سلسلة الطعام Food chain تحتوي على أعلى هجريزات الزئبق. ويمكن للأنواع التي حددتها مؤخراً لجنة استشارية من الإدارة FDA- وهي الضواري الضخمة مثل أسماك التونة من نوع ألباكور albacore، وأسماك القرش وأبوسيف swordfish – حتى تحتوي على هجريزات للزئبق في أنسجتها تزيد بمائة مرة عما تحتويه الأسماك الصغيرة.

ويمر ميثيل الزئبق الموجود في لحوم الأسماك بسهولة عبر الأمعاء البشرية وصولاً إلى تيار الدم، ومنه إلى جميع الأعضاء والأنسجة. ويبدوحتى تأثيره يبلغ أقصاه في الدماغ، لأن هذا المركب ينجذب بشدة إلى جزيئات دهنية تسمى الشحميات lipids، والمعروف حتى الدماغ يحتوي على أعلى هجريزات الشحميات في سائر أعضاء الجسم. ويعبر ميثيل الزئبق الحائل الدموي الدماغي BBB الواقي، عن طريق الارتباط بأحد الأحماض الأمينية الأساسية الذي يمتلك بروتينات حاملة خاصة به تعمل على نقله إلى خلايا الدماغ. وبمجرد وصوله إلى خلايا الدماغ، يتحول بعضه إلى شكل لا عضوي يلتصق ويعطِّل الكثير من البروتينات والإنزيمات البنيوية اللازمة لعمل الخلايا.

يقول بويد هارلي Harley، وهوعالم بالكيمياء الحيوية في جامعة كنتاكي:" يمكن للزئبق تدمير الوظيفة البيولوجية لأي بروتين يرتبط به". وقد فهم الباحثون مقدار الزئبق الذي يمكن للجسم تحمله من الدراسات التي أجروها على ضحايا التسمم المأسوي، مثل اليابانيين الذين أصابهم السقم نتيجة لتناول أسماك خليج ميناماتا ، والعراقيين الذين تناولوا الحبوب المعالجة بمواد حافظة مشتقة من ميثيل الزئبق في أوائل السبعينيات من القرن العشرين. لكن هذه الدراسات لا تظهر الحد الأدنى اللازم من الزئبق لإحداث الأذى. عند تشخيصها، كان دم عالمة دارتموث يحتوي على 4000 ميكروجرام من الزئبق لكل لتر، كما يمكن لغذاء يحتوي على كمية كبيرة من الأسماك حتى يسبب وجود مستويات تبلغ نحو25 ميكروجراما من الزئبق لكل لتر من الدم، هومقدار يقل بكثير عن الجرعة المميتة، لكنه قد لا يزال غير آمن أيضاً.

وتستحوذ المخاوف حول السمية المنخفضة المستوى علىمناقشات الفهماء حول مصدر آخر واسع الانتشار للتعرض للزئبق؛ وهوالزئبق العنصريelemental mercury ، والذي يمثل 50% من حشوات الأسنان الفضية، وينبعث عنه غبار الزئبق، تماماً كما يعمل الزئبق السائل. ويمثل الغبار المنطلق عن الملغم السني المصدر الرئيسي لكمية الزئبق التي تتراوح بين 1-8 مجم، والتي يحتويها جميع لتر من الدم، والتي توجد، حسب بعض المصادر، وفي دم الأمريكي البالغ المتوسط. وتتلاقى تلك الكمية بصورة مقلقة مع المستوى الحالي الذي تعتبره وكالة حماية البيئة آمناً، وهو5.8ميكروجرام/لتر. إلا حتى المستويات الآمنة لوكالة حماية البيئة مبنية على التعرض للزئبق الميثيلي، والذي نعهد عنه أكثر؛ لكن لا توجد دراسات بشرية لتقييم التعرض المديد لمستويات منخفضة من بخار الزئبق. وقد أشارت إحدى الدراسات إلى حدوث شذوذات عصبية وسلوكية طفيفة في أطباء الأسنان، والذين يستخدمون ما مجموعه 300 طنا متريا من الزئبق في الحشوات السنية ( الملغم) سنوياً، والذين كثيراً ما يحتوي بولهم على 2-5 أضعاف الهجريز النمطي من الزئبق.

يقول هالي، والذي يصرِّح على الملأ بمخاطر حشوات الأسنان:" أعتقد حتى الزئبق الميثيلي الموجود في السمك هوأقل مصادر تعرضنا للزئبق سمية". ولم يتم اختبار سلامة حشوات الأسنان الفضية مطلقاً، يقول أبوشيان: " لن يتم حل لغز الملغم حتى نقوم بإجراء تجربة إكلينيكية مثل تلك التي نجريها على المعدات الطبية الأخرى". أما ستيرن، والذي يرى حتى القضية تزداد تعقيداً باحتمال حدوث ذعر وملاحقات قضائية، فيقول :" ليس من الواضح حقا ما الذي يحدث للملغم السني، إنه مثل وكر الثعابين". وتتضمن الدروس المستفادة من حادثة ميناماتا حتى الزئبق، مثله مثل الرصاص، أشد تأثيراً على الأجنة منه على الأمهات اللائي يحملنها، أوعلى البالغين عموماً. وفي تلك الحادثة اليابانية ، ولدت الأمهات اللاتي لم تظهر عليهن علامات واضحة للتسمم، أطفالاً مصابين بتشوهات وخيمة. يقول فيليب جراندجين Grandjean، وهوعالم بالوبائيات في كلية الصحة العامة بجامعة هارڤارد:" كان من الواضح حتى هناك اختلاف رئيسي في قابلية الإصابة بالتسمم بين الدماغ النامي والدماغ البالغ. عندما شاهدنا التسمم الوخيم في ميناماتا، جعلنا ذلك نتساءل عما إذا كان الزئبق شبيهاً بالرصاص".

أظهرت الدراسات المتعلقة بالرصاص حتى حاصل الذكاء IQ ينخفض بمعدل درجتين أوثلاث درجات تقريباً لكل تضاعف في التعرض قبل الولادة وفي الفترة التالية للولادة مباشرة. ولاكتشاف ما إذا كان للزئبق تأثيرات مشابهة، يقوم جراندجين مع بال ڤيهة Weihe من جامعة جنوب الدانمرك ، بإجراء أكبر دراسة حتى الآن على استعراف cognitionوسلوك الأطفال في مجموعة سكانية تتعرض بصورة روتينية لمستويات منخفضة من الزئبق. تتضمن دراسته في جزر فارو Faeroe Islands الدانمركية 1000 زوجا من الأمهات وأطفالهن وتستغرق نحو20 سنة. وفي سنة نمطية، يستهلك سكان جزر فارو1000 حوتا مرشدا pilot whale، أوحوت واحد لكل 50 من سكان تلك الجزر. يقول جراندجين " إنهم ينتمون إلى واحد من أكثر شعوب العالم استهلاكا للسمك".

يعد لحم الحيتان من أكثر الأطعمة البحرية تلوثاً ( بالزئبق) ، لأن الحيتان تقع عند قمة سلسلة الغذاء. وحتى لوكان الأمر كذلك، فالزئبق المحتوى في لحوم الحيتان أقل بصورة إشارة منذ ذلك الموجود في أسماك ميناماتا المفرطة السمية. وقد أشارت تجربة سابقة أجريت على آكلي أسماك القرش في نيوزيلندا حتى مستويات مرتفعة نسبياً من الزئبق في شعر الأم خلال الحمل ترتبط بفقدان طفلها لثلاث نقاط في اختبارات حاصل الذكاء IQ وفي تلك الدراسة، حُددِّت المستويات المرتفعة على أنهاستة أجزاء في المليون أوأكثر في ساق الشعرة hair shaft.

قام جراندجين بإعطاء مجموعة من الاختبارات المعهدية والنمائية المعتمدة لأطفال جزر فاروفي سن7 و14 سنة وتشير نتائج بحثين إلى حتى حاصل الذكاء ينخفض بمعدل 1.5 نقطة لكل تضاعف في التعرض قبل الولادي للزئبق.

وقد خلص تقرير عام 2000 للمجلس الوطني للأبحاث NRC إلى حتى الخطر الموثق في دراسة جراندجين " يرجح حتىقد يكون كافياً للتسبب في زيادة عدد الأطفال الذين يتوجب عليهم بذل مجهود أكبر لمجاراة أقرانهم في الدراسة". يقول جراندجين:"لقد فهمنا بوجود استجابة عند مستويات منخفضة . إنها ليست خسارة ضخمة ، لكن من المؤكد أنه ليس تافها."

ومع ذلك، ففي دراسة وبائية طويلة المدى أجريت في جزر سيشل في المحيط الهندي، لم يعثر كلاركسون أخرى حتى الآن على " أي" تأثير على النموالعصبي بسبب التعرض قبل الولادي لمستويات منخفضة من الزئبق في الأطعمة البحرية. ويعلق على ذلك قائلاً:" لا يمكننا استبعاد التأثيرات الناجمة عن التعرض لمستويات تصل إلى 20 جزءاً في المليون أوحتى 12 جزءاً في المليون ." لكنه يخلص إلى عدم وجود خطر متدرج يمتد إلى أدنى مستويات التعرض.

قام تقرير عام 2000 للمجلس الوطني للأبحاث بتقييم دراسات جزر فارو، وسيشل، ونيوزيلندا،وأوصى بأن تقوم وكالة المحافظة على البيئة بوضع معايير للسلامة safety standards بناء على نتائج دراسة جراندجين الأكثر رصانة. وقد قامت الوكالة بذلك بالعمل. والأفضل من ذلك أنها أضافت عامل شك مقداره عشرة أضعاف – وهوهامش للسلامة للوقاية من المجهولات الفهمية والفروق الفردية في الاستجابة للسم. ويخفض عامل الشك عتبة التسمم إلى 5.8 مجم/لتر من الدم، و1.2 جزء في المليون في الشعر. والمشكلة في معاملات الأمان أنها تخلق حالة تسممية توسطية toxicological limbo بين الجرعات الضارة بصورة مؤكدة، وبين المستويات التي هي أعلى عن كونها مأمونة. وبالتالي، فعندما اكتشفت الدراسات المسحية لمراكز مكافحة للأمراض CDC حتى واحدة من بين جميع 12 امرأة أمريكية في سن الإنجاب – أي 8% منهن- لديها مستويات من الزئبق في دمها أعلى من الحد المأمون، فإن مضامين ذلك ليست واضحة، سواء بالنسبة لهن أوبالنسبة للأطفال الذين تحملنهم . يقول عالم الوبائيات توم سينكسSinks:" لا يخبرنا ذلك بوجود خطر ما". أما كلاركسون فيقول:" تتلخص فكرة معامل الأمان safety factor برمتها في حماية الناس؛ وبالتالي لا تقدر قلبها لاستخدامها كمؤشر على منقد يكون معرضاً للخطر؛ فإذا كانت لديك مستويات تزيد عن معامل الأمان قليلاً ، فذلك لا يعني بالضرورة أنك في خطر." وهذا النوع من المراجحة hedging، بالإضافة إلى تضارب نتائج الدراسات السكانية، يدع للمنظمون مساحة واسعة من التذبذب. وعلى سبيل المثال، فالإدارة FDA تستخدم معاملاً للأمان أكثر مرونة للزئبق، بناء على دراسات أجريت خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين؛ ففي حين حتى المستوى المأمون لدى وكالة حماية البيئة EPA بالنسبة للتعرض اليومي للزئبق هو0.1 ميكروجرام لكل كيلوجرام ( نحو2.2 رطل ) من وزن الجسم، يصل المعدل نفسه لدى الإدارة FDA إلى 0.4 ميكروجرام لكل كيلوجرام لكل يوم – والفرق هنا هوأربعة أضعاف كمية الزئبق بالجسم.

ولا تنتهي المخاوف المتعلقة بالتعرض المبكر للزئبق عند الولادة؛ فحتى وقت قريب،كان كثير من الرضّع يتلقون حقناً تحتوي على الزئبق ضمن برنامج تفرضه الولايات وتحترمه الهيئة الطبية. وكان مصدر الزئبق هنا هومركب يدعى ثيميروزال thimerosal تم استخدامه كمادة حافظة في اللقاحات وغيرها من الأدوية منذ ثلاثينيات القرن العشرين . وفي عام 1999، أوصت الإدارة FDA بعدم استخدام هذا العقار مجدداً في خلق لقاحات الأطفال، فقامت الشركات الصانعة بسحبه من جميع لقاحاتها المضادة للأنفلونزا. لكن بعض الفهماء، وكثير غيرهم من الآباء المحزونين مقتنعون بأن الثيميروزال الذي احتوت عليه لقاحات الأطفال، قد سبب بالعمل، أوعلى الأقل حَفّز، الانتشار الوبائي للتوحد autism في الولايات المتحدة. ويقدر عدد المصابين اليوم بالتوحد في الولايات المتحدة بنحو400.000 ، وهوالذي كان يعد في السابق اضطراباً عصبياً نادراً يتميز بالانسحاب الاجتماعي، وصعوبة التواصل، وبحركات لا إرادية تكرارية . وبرغم وجود خلاف حول الأعداء الدقيقة للمصابين، فإن معدلات التوصل إلى تشخيص تلك الحالة يظهر أنها ارتفعت بصورة حادة خلال العقد الأخير. وفي ولاية كالفيورنيا، بلغ معدل الإصابة بالتوحد في عام 2002 ستة أضعاف مثيله في عام 1987. وخلال تلك الفترة، أضاف المسؤولون الصحيون الفيدراليون أربعة أنواع جديدة من اللقاحات إلى جدول التطعيم الخاص بالأطفال ، كما حتى كمية الزئبق التي تعطى روتينياً للرضّع خلال الأشهر السنة الأولى من الحياة قد تضاعفت أوزادت عن الضعف. وطوال عقد التسعينيات من القرن العشرين، كان الطفل البالغ من العمر ثلاثة أشهر يتلقى ما يصل إلى 63 ميكروجراماً من الزئبق خلال زيارة واحدة للطبيب – وهوما يصل تقريباً إلى نحو100 ضعف مستوى الأمان المحدد من قبل وكالة حماية البيئة. وبوصول الطفل إلى سن ستة أشهر، تبلغ كمية الزئبق التي يتعرض لها ، إذا كان تلقى كافة تطعيماته الإجبارية، إلى 188 ميكروجراماً – وذلك عبر سلسلة من تسعة تطعيمات على الأقل.

وبرغم حتى المستوى التي اتخدتها الإدارة FDA عام 1999 قد قللت كمية هذا التعرض كثيراً ، فلا تزال بعض لقاحات الأنفلونزا التي تعطى للرضّع تحتوي على 12.5 ميكروجراما من الزئبق ميكروجرام لكل جرعة- وهوأكثر من عشرة أضعاف مستوى الأمان اليومي المحدد من قبل الوكالة FDA بالنسبة لطفل لا يزيد وزنه على 20 رطلاً.

وتورّط الأدلة الظرفية بدورها الزئبق في إحداث التوحد ؛ فبعض أعراض التوحد تتشابه مع أعراض التسمم بالزئبق، وقد جمّع هالي أدلة مستقاة من عينات الشعر، على حتى الأطفال التوحديين لا تتخلص أجسامهم من الزئبق بنفس الكفاءة التي تعمل بها ذلك أجسام الأطفال الأسوياء. وربما كانوا مصابين بقابلية وراثية تسمح بتراكم المزيد من الزئبق في أنسجتهم ، كما يقول.وقد يجعلهم ذلك أكثر حساسية للقاحات vaccines المحتوية على الزئبق، وللتعرض المستمر المنخفض الحدة من حشوات أسنان أمهاتهم. وفي العام الماضي، أبلغ أبوشيان لجنة من المعهد الطبي في العاصمة واشنطن بأنه" من المدهش بالنسبة لي حتى أحداً لم يقم بتحليل أنسجة الأطفال المصابين بالتوحد لفهم ما إذا كانت تحتوي على كميات مفرطة من الزئبق؛ وهوأمر لا بد بالعمل من القيام به ". وهناك مصادر أخرى للشك أيضاً ؛ فنوع الزئبق الموجود في الثيميروزال – وهومركب عضوي اسمه إيثيل الزئبق- هوأقل مركبات الزئبق تعرضاً للدراسة والبحث. وعندما يتجادل الفهماء بخصوص سميته، فهم يعتمدون نمطياً على البيانات المتعلقة بميثيل الزئبق، وهوما قد يمثل نمطياً مماثلاً من التعرّض. ويختلف الخبراء حتى على ما إذا كان إيثيل الزئبق يمكن اجتياز الحائل الدموي الدماغيBBB( رغم أنه يعبره في أغلب الاحتمال). وقد نطقت عالمة السموم بولي ساجر Sager، من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية، للجنة المعهد الطبي أنه " لا توجد هناك طرق جيدة لفهم ما إذا كان إيثيل الزئبق يعبر الحائل الدماغي الدماغي".

وقد خَلُص المعهد الطبي في مايو2004 إلى أنه لا يمكن الانادىء بوجود علاقة سببية بين اللقاحات المحتوية على الزئبق وبين التوحد، لكن الكثير من الباحثين المستقلين اشتكوا من حتى دخولهم إلى قاعدة البيانات الفيدرالية عن اللقاحات قد مُنع بصورة متكررة ، وقاعدة البيانات تلك قد تزودهم بأدلة عن وجود مثل تلك العلاقة السببية. ويستمر عدد قليل من الفهماء، وبمن فيهم هالي وطبيب الأعصاب ريتشارد ديث Deth، من جامعة نورث وسترن بمدينة بوسطن، في دراسة الآليات المحتملة لمثل هذا الارتباط . وقد ذكر تقرير لديث في عام 2004، على سبيل المثال، حتى مادة ثيميروزال تقوم، في الخلايا العصبية البشرية، بتثبيط تفاعل كيميائي يدعى المَثيلة methylatian، وهوذوأهمية حيوية بالنسبة للنشاط الجيني، والذي يثبَّط أيضاً لدى التعرض للرصاص.

أما التقرير الذي أثار المخاوف لأول مرة حول احتمال وجود علاقة بين اللقاحات وبين داء التوحد، فقد نشر في مجلة " لانسيت" Lancetالطبية البريطانية في عام 1998. وقد وصف التقرير حالة ثمانية أطفال يعانون من مشكلات للحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية MMR. قامت المجلة، وغالبية المؤلفين المشاركين في الموضوعة، بالتنصل من مسؤوليتهم عن الموضوعة لأن المؤلف الرئيسي لم يكشف عن كونه قد تلقى أموالاً للقيام بأبحاث لحساب أولياء الأمور الذين يسعون لمقاضاة الشركات الصانعة للقاحات. وبرغم ذلك، فإن عدد الآباء الراغبين في تطعيم أطفالهم بهذا اللقاح قد انخفض في المملكة المتحدة من 90% عام 1998 إلى أقل من 80% في عام 2004؛ وقد قابل المسؤولون الصحيون في الولايات المتحدة تلك الشكوك المتعلقة بالتطعيم بأن أوصوا بإزالة الثيميروزال من لقاحات الأطفال. وبرغم حتى الثيميروزال قد يثبت لاحقاً أنه غير مؤذ، إلا حتى التهديد الذي يقابل الصحة العامة، والمتمثل في انخفاض معدلات التطعيم، لم يكن بالإمكان تجاهله. وتوجد نفس الموازنة بين المنافع والمخاطر فيما يتعلق بموضوع وجود الزئبق في لحوم الأسماك؛ فالتقرير الحالي للجنة الاستشارية للدلائل الغذائية يوصى بأن يتناول المرء وجبتين من السمك على الأقل جميع أسبوع. فالأسماك غنية بالأحماض الدهنية من نوع أوميجا -3، والتي أثبتت فائدتها في الوقاية من أمراض القلب، وهي القاتل رقم 1 في الولايات المتحدة. يقول الدكتور سنيك من المراكز CDC:" نحن نفهم حتى الزئبق مادة ضارة، ونفهم حتى الأقل منه أفضل بكثير ، كما نفهم حتى الأسماك والرخويات أطعمة مغذية للغاية: فهي غنية بالبروتينات، والڤيتامينات، كما تحتوي على دهون صحية".

لكن الأدلة المقلقة تشير إلى حتى الزئبق الميثيلي الموجود في الأسماك قد " يسبب" أمراض القلب ؛ فقد أظهرت دراسة استغرقت سبع سنوات أجريت على 1800 رجلاً في فنلندا، حتى أولئك الذين يتناولون كميات أكبر من الأسماك تتضاعف لديهم احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية مقارنة بمن يحتوي نظامهم الغذائي على كمية أقل من الأسماك. وقد أظهر نفس الرجال نفس النسبة المرتفعة لخطر الوفاة بسبب أمراض الشرايين التاجية والأمراض القلبية الوعائية عموماً. وقد اكتشفت دراسة جراندجين في جزر فاروحتى التعرض قبل الولادة للزئبق يسبب زيادة معتبرة في ضغط الدم بين الأطفال البالغة أعمارهم سبع سنين. وأسوأ ما يميز هذه البيانات المثيرة للجدل حول الأمراض القلبية هوحتى التأثيرات الضارة تحدث مع مستويات للتعرض للزئبق تساوي أوتقل عن تلك المسببة لأية نتيجة تسممية، بما فيها تلك التغيرات العصبية الطفيفة التي لوحظت في دراسة جزر فارو. وفي آخر فحص أجراه جراندجين على الأطفال في سن الرابعة عشرة، عثر تضاعفاً في معدلات وقوع بعض التأثيرات السامة للأعصاب في وجود خمسة أجزاء في المليون من الزئبق في عينات الشعر. وفي الدراسة الفنلندية، كانت عينات الشعر المأخوذة من الرجال ذوي النسبة المضاعفة من خطر الإصابة بأمراض القلب، تحتوي على جزأين في المليون من الزئبق فقط؛ كان أولئك الرجال يأكلون ما يزيد قليلاً على أونصة من السمك يومياً. ويخمن ستيرن حتى 10% من الرجال الأمريكيين قد يحدث يتناولون ما يكفي من السمك لحمل خطر إصابتهم بأمراض القلب. يقول :" هناك تفاعل بين الزئبق وبين زيوت السمك، مما يجعل الأمر معقداً للغاية، لأن كلاَ منهما يأتي من نفس المصدر".

وقد ذكر تقرير المجلس الوطني للأبحاث حتى المستوى المنخفض للتلوث بالزئبق قد يضر أيضاً بالجهازين المناعي والتناسلي؛ كما يتم استقصاء علاقة الزئبق بأمراض ألزهايمر، وباركنسون ، واضطراب نقص الانتباه والتصلب المتعدد. لكن الكثير التأثيرات النمائية developmental effects للتعرض المنخفض المستوى سيصعب التعهد عليها، كما يقول ستيرن، لأن العضوالمصاب أوالوظيفة المعنية ستظل ضمن حدود الطبيعي؛ فمعدلات الذكاء لدى أطفال جزر فارو، على سبيل المثال، لم تكن منخفضة بصورة سقمية؛ وقد احتاج الأمر لتحليلات إحصائية متعمقة لإثبات أنها، ببساطة، أقل مما كان من الممكن حتى تصل إليه فيما عدا ذلك. وبالمثل، فبالنسبة لأمراض القلب، باعتبارها أكبر قاتل في الولايات المتحدة، هناك الكثير من المتباينات المربكة. يقول ستيرن :" يشبه الأمر كأنك تبحث عن إشارة وسط الكثير من الضوضاء". وربما زادت قوة الإشارة كثيراً في القريب العاجل؛ ففي حين حتى التلوث بالزئبق لم يعد يمثل تهديداً في معظم اللقاحات التي تعطى للأطفال، فمن المرجح حتى يزداد الأمر سوءاً في الأسماك؛ فقد ذكر تقرير المجلس الوطني للأبحاث أنه" بسبب التأثيرات المفيدة لاستهلاك الأسماك،هناك حاجة لأنقد يكون الهدف البعيد المدى هوخفض هجريزات ]الزئبق الميثيلي[ في الأسماك، عوضاً عن استبدال الأسماك في النظام الغذائي بأطعمة أخرى". لكن هذا الهدف لا يقل عن كونه غير واقعي... فقد كان الزئبق من العناصر التي توجد طبيعياً في جوالأرض قبل زمن طويل من قيام المولدات التي تدار بالفحم، وغرف حرق النفايات الطبية ومحطات إنتاج الكلور – القلوي بطرح المزيد منه في الجو. ويتسرب بعض الزئبق إلى الهواء عندما تنفجر البراكين وتتفتت erode الجبال. ومن المنطقي حتى الزئبق ظل يتراكم في لحوم السمك ، والمحار والثدييات البحرية منذ حتى بدأ البشر في تناولها لأول مرة – وهذا هوالأرجح سبب وجود بروتين يدعى ميتالوثيون metallothione في أجسام البشر،والذي يساعد في إزالة سمية الزئبق وغيره من المعادن الثقيلة. لكن الأنشطة البشرية تتسبب في ازدياد مُحتوى الغلاف الجوي من الزئبق بنسبة 1.5% سنوياً، حسب هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية ، كما حتى هذه المشكلة عالمية. ونحونصف كمية الزئبق المترسبة في تربة ونهيرات الولايات المتحدة تأتي عبر المحيط الهادئ من آسيا. وفي عام 2004، عثر تقرير للأمم المتحدة حتى السم يمكنه حتى يرتحل آلاف الأميال عبر الغلاف الجوي ليلوث المناطق البكر وغير المسكونة، مثل القطب الشمالي .ومع ذلك، فقد تهربت الولايات المتحدة حتى الآن من محاولات برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإقناعها بالتوقيع على بروتوكول مُلزم لتقليل التلوث بالزئبق في جميع أنحاء العالم. وخلال عقد التسعينيات من القرن العشرين، حققت الولايات المتحدة تقدماً معتبراً في تقليص الانبعاثات من محطات حرق النفايات الطبية والبلدية، كما حتى عدد الولايات أصدرت مذكرات إرشادية محلية قد ارتفع من 27إلى 48 العقد الأخير. وبسبب المخاوف المتزايدة، تزداد اللجان الاستشارية بخصوص الزئبق بسرعة أكثر بكثير من مثيلاتها المتعلقة بأي ملوث آخر. وتقوم وكالة حماية البيئة حالياً باستكمال المراحل النهائية لإصدار قانون يحد من انبعاثات مرافق الطاقة التي تدار بالفحم، والتي تنتج 42% من التلوث المحلي بالزئبق في الولايات المتحدة. وقد كان العرض المبدئي للوكالة يسعى لخفض قدره 70% في الانبعاثات بحلول عام 2018، لكن فهماء البيئة يجادلون بأن قانون الهواء النظيف يدعوللوصول إلى خفض في الانبعاثات يصل إلى 90% بحلول عام 2008 .وفي عام 1992، قام مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية بمقاضاة وكالة حماية البيئة لعدم الالتزام بالمعايير المتضمنة في القانون المذكور، وقد توصل الطرفان إلى تسوية في عام 1994. ووفقاً لشروط الاتفاقية بينهما، كان من المطلوب حتى تقوم الوكالة بإصدار قانون للحد من الانبعاثات بحلول شهر مارس 2005.


التفادي

البلد Regulating agency Regulated activity الوسط نوع مركب الزئبق نوع الحد الحد
US Occupational Safety and Health Administration occupational exposure هواء زئيق عنصري السقف (الذي لا يمكن تعديه) 0.1 mg/م³ (0.1 mg/L)
US Occupational Safety and Health Administration occupational exposure air organic mercury السقف (not to exceed) 0.05 mg/m³ (0.05 mg/L)
US Food and Drug Administration drinking water inorganic mercury Maximum allowable concentration 2 ppb (0.002 mg/L)
US Food and Drug Administration eating sea food methylmercury Maximum allowable concentration 1 ppm (1 mg/L)
US Environmental Protection Agency drinking water inorganic mercury Maximum contaminant level 2 ppb (0.002 mg/L)


التاريخ

  • The first emperor of unified China, Qin Shi Huang, reportedly died of ingesting mercury pills that were intended to give him eternal life.
  • The phrase mad as a hatter is likely a reference to mercury poisoning, as mercury-based compounds were once used in the manufacture of felt hats in the 18th and 19th century. (The Mad Hatter character of Alice in Wonderland was almost certainly inspired by an eccentric furniture dealer, not by a victim of mad hatter disease.)
  • In 1810, two British ships, and HMS Phipps, salvaged a large load of elemental mercury from a wrecked Spanish vessel near Cadiz, Spain. The bladders containing the mercury soon ruptured. The element spread about the ships in liquid and vapor forms. The sailors presented with neurologic compromises: tremor, paralysis, and excessive salivation as well as tooth loss, skin problems, and pulmonary complaints. In 1823 William Burnet, MD published a report on the effects of Mercurial vapor. The Triumph’s surgeon, Henry Plowman, had concluded that the ailments had arisen from inhaling the mercurialized atmosphere. His treatment was to order the lower deck gun ports to be opened, when it was safe to do so; sleeping on the orlop was forbidden; and no men slept in the lower deck if they were at all symptomatic. Windsails were set to channel fresh air into the lower decks day and night.
  • For years, including the early part of his presidency, Abraham Lincoln took a common medicine of his time called "blue mass" which contained significant amounts of mercury.
  • On September 5, 1920, silent movie actress Olive Thomas ingested mercury capsules dissolved in an alcoholic solution at the Hotel Ritz in Paris. There is still controversy over whether it was suicide, or whether she consumed the external preparation by mistake. Her husband, Jack Pickford (the brother of Mary Pickford), had syphilis, and the mercury was used as a treatment of the venereal disease at the time. She died a few days later at the American Hospital in Neuilly.
  • An early scientific study of mercury poisoning was in 1923–6 by the German inorganic chemist, Alfred Stock, who himself became poisoned, together with his colleagues, by breathing mercury vapor that was being released by his laboratory equipment—diffusion pumps, float valves, and manometers—all of which contained mercury, and also from mercury that had been accidentally spilt and remained in cracks in the linoleum floor covering. He published a number of papers on mercury poisoning, founded a committee in Berlin to study cases of possible mercury poisoning, and introduced the term micromercurialism.
  • The term Hunter-Russell syndrome derives from a study of mercury poisoning among workers in a seed packing factory in Norwich, England in the late 1930s who breathed methylmercury that was being used as a seed disinfectant and preservative.
  • Outbreaks of methylmercury poisoning occurred in several places in Japan during the 1950s due to industrial discharges of mercury into rivers and coastal waters. The best-known instances were in Minamata and Niigata. In Minamata alone, more than 600 people died due to what became known as Minamata disease. More than 21,000 people filed claims with the Japanese government, of which almost 3000 became certified as having the disease. In 22 documented cases, pregnant women who consumed contaminated fish showed mild or no symptoms but gave birth to infants with severe developmental disabilities.
  • Widespread mercury poisoning occurred in rural Iraq in 1971-1972, when grain treated with a methylmercury-based fungicide that was intended for planting only was used by the rural population to make bread, causing at least 6530 cases of mercury poisoning and at least 459 deaths (see Basra poison grain disaster).
  • On August 14, 1996, Karen Wetterhahn, a chemistry professor working at Dartmouth College, spilled a small amount of dimethylmercury on her latex glove. She began experiencing the symptoms of mercury poisoning five months later and, despite aggressive chelation therapy, died a few months later from brain malfunction due to mercury intoxication.
  • In April 2000, Alan Chmurny attempted to kill a former employee, Marta Bradley, by pouring mercury into the ventilation system of her car.
  • On March 19, 2008, Tony Winnett, 55, inhaled mercury vapors while trying to extract gold from computer parts (by using liquid mercury to separate gold from the rest of the alloy), and died ten days later. His Oklahoma residence became so contaminated that it had to be gutted.
  • In December 2008, actor Jeremy Piven was diagnosed with hydrargyria resulting from eating sushi twice a day for twenty years.

Infantile acrodynia

Infantile acrodynia (also known as "calomel disease", "erythredemic polyneuropathy", and "pink disease") is a type of mercury poisoning in children characterized by pain and pink discoloration of the hands and feet. The word is derived from the Greek, where άκρο means end (as in: upper extremity) and οδυνη means pain. Also known as pink disease, Swift disease, Feer disease, Selter disease, erythroderma, erythroderma polyneuritis, dermatopolyneuritis, trophodermatoneurose, erythema arthricum epidemicum, vegetativ neurose, and vegetativ encephalit. These terms describe different aspects of the syndrome.

الاغتيالات

Mercury has been used at various times to assassinate people. In 2008 Russian lawyer Karinna Moskalenko claimed to have been poisoned by mercury left in her car, while in 2010 journalists Viktor Kalashnikov and Marina Kalashnikova accused Russia's FSB of trying to poison them.


انظر أيضاً

  • Diagnosis Mercury: Money, Politics and Poison
  • Erethism
  • Got Mercury?
  • Lead poisoning
  • Mercury vacuum
  • Mercury-containing and Rechargeable Battery Management Act

الهامش

  1. ^ ATSDR - Mercury - Regulations and Advisories
  2. ^ Zhao HL, Zhu X, Sui Y (2006). "The short-lived Chinese emperors". J Am Geriatr Soc. 54 (8): 1295–6. doi:10.1111/j.1532-5415.2006.00821.x. PMID 16914004.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  3. ^ Waldron HA (1983). "Did the Mad Hatter have mercury poisoning?". Br Med J (Clin Res Ed). 287 (6409): 1961. doi:10.1136/bmj.287.6409.1961. PMC 1550196. PMID 6418283.
  4. ^ An Account of the Effect of Mercurial Vapors on the Crew of His Majesty's Ship Triumph, in the year 1810. By Wm. Burnet, M.D. one of the Medical Commissioners of the Navy, formerly Physician and Inspector of Hospitals to the Mediterranean Fleet.
  5. ^ Michael J. Doherty MD: The Quicksilver Prize: Mercury vapor poisoning aboard HMS Triumph and HMS Phipps (2003).
  6. ^ Stock A (1926). "Die Gefaehrlichkeit des Quecksilberdampfes". Zeitschrift für angewandte Chemie. 39 (15): 461–466. doi:10.1002/ange.19260391502.
  7. ^ Hunter D, Bomford RR, Russell DS (1940). "Poisoning by methylmercury compounds". Quart. J. Med. 9: 193–213.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  8. ^ Davidson PW, Myers GJ, Weiss B (2004). "Mercury exposure and child development outcomes". Pediatrics. 113 (4 Suppl): 1023–9. doi:10.1542/peds.113.4.S1.1023. PMID 15060195. Unknown parameter |doi_brokendate= ignored (help)CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  9. ^ Engler R (1985). "Technology out of Control". The Nation. 240. Unknown parameter |month= ignored (help)
  10. ^ The Karen Wetterhahn story - University of Bristol web page documenting her death, retrieved December 9, 2006.
  11. ^ OSHA update following Karen Wetterhahn's death
  12. ^ Vargas JA (2007-01-26). Mad Scientist': On Court TV, Fatal Chemistry". The Washington Post. Retrieved 2007-01-28.
  13. ^ Swearengin M (2008-04-01). "Man dies from mercury poisoning after trying to extract gold". Durant Daily Democrat.
  14. ^ (Associated Press) (2008-04-01). "Colbert man dies from mercury poisoning". Tulsa World. Retrieved 2008-04-20. Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  15. ^ Tiffany McGee (2009-01-15). "Jeremy Piven Explains His Mystery Ailment". People. Retrieved 2009-01-15.
  16. ^ James WD, Berger TG, Elston DM (2006). Andrews' diseases of the skin: clinical dermatology (10th ed.). Saunders. p. 134. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  17. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة geir
  18. ^ , USA Today.com
  19. ^ , Telegraph

وصلات خارجية

  • Hazardous Substances: Mercury at the Open Directory Project
  • Toxic Substances: Mercury at the Open Directory Project
تاريخ النشر: 2020-06-07 11:56:31
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, CS1 maint: multiple names: authors list, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 errors: markup, Articles with contributors link, Drug eruptions, Element toxicology, زئبق, Toxic effects of substances chiefly nonmedicinal as to source, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بايدن لزيلينسكي: أمريكا تسعى إلى "السلام العادل" لإنهاء حرب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

مباحثات سعودية فرنسية تتناول سبل تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:35
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 97%

شحن «الجوال» قنبلة موقوتة في بيتك.. احذر هذا المكان - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

نتنياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:37
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 92%

جودة مقبولة و أسعار معقولة: معاطف الكشمير الجزائرية تكسب رهان السوق

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

رابطة العالم الإسلامي تستنكر قرار منع النساء والفتيات الأفغا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:02
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

«الحسين» يتعاون مع عبدالرب في «موحشة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:51
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

"أمرابط" يحزم حقائبه ويقترب كثيرا من عملاق الدوري الإنجليزي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:40
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 74%

بايدن يلتقي زيلينسكي ويعد بتعزيز دعمه لأوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:39
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 88%

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس وزراء جورجيا ويعقدان جلسة مباحثات رسمية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 99%

تحلل الدولة السودانية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

حملة إساءة ضد اللاعبين من أصول إفريقية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:51
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

مجلس الأمن يتبنى قراراً عن ميانمار يطالب بالإفراج عن أونغ سان سو تشي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:43
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

بايدن يتعهد لزيلينسكي بمزيد من الدعم لأوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:22:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

العلوي يحتفي بزواج صالح - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:49
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

منع عجز يصل لـ 3 مليارات دولار.. إيلون ماسك يبرر خفض النفقات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:22:58
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

مجلس الشيوخ الأميركي يصادق على تعيين سفيرة في روسيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:24:41
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 93%

أوكرانيا تعلن عن تدمير موقع كبير للمدفعية الروسية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:39
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

بايدن: الشعب الأوكراني يلهم العالم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

رئيس الحكومة المغربية يرفع دعوى قضائية ضد نائب أوروبي سابق ي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:43
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

مؤسسة محمد السادس للتعليم تحتفي بالفائزين بمنحة "استحقاق"(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-22 00:23:36
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 71%

تحميل تطبيق المنصة العربية