داء الرقص الهستيريائي

داء الرقص الهستيريائي أوالرَقْوَصَة هونوع من السلوكيات الهستيرية. وفي السابق شاع الاعتقاد بأن سبب هذا الاعتلال هوعضة العنكبوت الذئبي من النوع Lycosa tarantula (وهونوع مختلف عن فئة واسعة من العناكب تُعهد بالرتيلاء أوtarantula بالإنجليزية). ومن الراجح حتى المذنب الحقيقي هوالنوع Latrodectus tredecimguttatus أوما يعهد بالأرملة السوداء الأوروبية، ولكن لم يُعثر على أي مرشد يربط بين عضات تلك العناكب وبين سلوكيات داء الرتيلاء.

وفي السابق كان هذا المصطلح يشير إلى هوس الرقص – وهي عِلة اشتهرت بها منطقة جنوب إيطاليا. ومن الراجح حتى تلك العلة ليس لها أي صلة تُذكر بالعناكب. ويُنطق حتى موسيقى التارانتيلا ظهرت في بادئ الأمر كعلاج لهذه العلة.

يُسمى هذا السقم أيضًا: الرُّتَيلائيَّة، داء الرُّتَيْلَاء.

التاريخ

يعود أول وصف مُوثق لهذا الداء في أصله إلى القرن الحادي عشر. حيث شاعت تلك العلة في جنوب إيطاليا، وبالأخص في إقليم تارانتوفي خلال القرن السادس عشر والسابع عشر. وكانت تشير الدلائل آنذاك إلى عدم وجود سبب عضوي يكمن وراء حالة الاستثارة الزائدة والقلق التي تفتك بضحايا السقم. وكان الاعتقاد السائد حينئذ حتى العلاج الوحيد الذي سينقذ الضحايا من الموت هوالرقص بشكل جنوني. ويُنطق حتى أحد أساليب الرقص المعروف برسيرة التارانتيلا يعود في أصله إلى هذا العلاج. ومن بين المناطق الرئيسية التي اندلع فيها هذا الهوس الجماعي هي كنيسة غالانتينا أثناء الاحتفال بعيد سانت بيتر وبول في 29 يونيو. «فقد كان يجتمع هؤلاء الراقصون تحت لافتة سانت بول الذي كان مصلاه مرتعًا لهم ومقامًا لتجمعاتهم. وإليهم كان سانت بول والرتيلاء واحدًا؛ فقد تزينت الراقصات بزي عرائس سانت بول. ثم يجتمع هؤلاء الراقصون في أوج نشوتهم في مصلى سانت بول بعدما أخذوا كفايتهم من الرقص، ثم تعتريهم نوبة هيستيرية جماعية. وفي ظل اضطرابهم وهياجهم تصدر من أفواههم صيحة مدوية موحدة مع اختلاف النبرات».

وفي منطقته المفصلة عن داء الرتيلاء دوّن المحرر فرانشيسكوكانشيلييري جميع الملاحظات الفهمية والكتابية والشعبية التي جمعها عن هذا الداء، ومنح جميع واحد منهم وزنه. وذكر في منطقته حكاية طبيب نابولي الذي جاز للرتيلاء حتى تعضه مرتين أمام ستة من الشهود ومحرر عدل في أغسطس 1693، ولكن لم تظهر عليه أعراض هوس الرقص. وعليه يرى كانشيلييري حتى سبب الداء ليس العناكب وحدها بل المكان أيضًا، فقد لوحظ هذا السقم بصفة استثنائية في أبروتسووأبوليا وكالابريا. وعلق قائلًا:

«وإذا ما سقط أحدهم ضحية لعضة هذا الحيوان الخبيث فسوف تجتاحه عدة عواطف في آن واحد. فسوف تراه يبكي أولًا، ثم يرقص، ثم يتقيأ، ثم ينتفض، ثم يضحك، ثم يبهت لونه، ثم يصرخ، ثم يصيبه الدوار، ثم يتألم بشدة، وفي النهاية يفترض أن يموت في خلال بضعة أيام إذا لم يهم أحد بعلاجه. وقد يخفف الدواء من آلامه، ولكن العلاج الوحيد هوالموسيقى».

ومن ثم يستفيض في وصف ما تصادف به من حالات الإصابة بهذا الداء الذي كان يصيب القرويين بصفة خاصة سواء كانوا بمفردهم أوفي مجموعات. ففي العادة كان هذا الداء يصيب القرويين في أيام الصيف الحارة، مما يتسبب في خمولهم. ثم وضّح حتى العلاج الوحيد الذي من شأنه حتى يستعيد نشاطهم هوالموسيقى الراسيرة؛ فقد نطق على سبيل المثال:

«فقد عثرنا على أحد القرويين المساكين وهويتألم من ضيق النفس، وكذلك لاحظنا سوادًا على وجهه ويداه. وكنا على فهم بداءه، ولذلك أحضرنا قيثارة معنا، وهم أحدهم بالعزف عليها. وفي اللحظة التي أنصت فيها المريض للموسيقى المتناغمة شرع في تحريك قدميه، ثم بدأت سيقانه تهتز. ثم انتصب مرتكزًا على ركبتيه، وبعدها وقف على قدميه وهويتمايل. وأخيرًا ظل يثب لأعلى مسافة ثلاثة أشبار تقريبًا لمدة ربع ساعة. ثم أنّ أنة، ولكنها كانت أنة شديدة أرهبت من حوله، وفي غضون مدة لا تتجاوز الساعة اختفى السواد من يداه ووجهه، واستعاد لونه الزاهي.»^]

التفسيرات ومواضع الخلاف

اقترح المحرر جون كرومبتون حتى طقوس الإله باخوس العتيقة، والتي منعها مجلس الشيوخ الروماني، استمرت تحت الخفاء، ثم عادت للعلن من حديث تحت قناع علاج طارئ لضحايا عضة الرتيلاء.

أما ظاهرة هوس الرقص المصاحبة لداء الرتيلاء نفسها فهي مماثلة لحالة اضطراب نفسي جماعي.

ورغم صمود الإنادىء القائل بأن سبب هذا سقم هوعضة الرتيلاء، إلا أنه لم يثبت صحة ذلك فهميًا. واتفق دونالدسون كافانا ورانكن في عام 1997 حتى السبب الحقيقي وراء هذا المراض لا يزال مجهولًا.

في الأدبيات والثقافة العامة

تلعب ظاهرة داء الرتيلاء و«العلاج» المقترن بها – رسيرة التارانتيلا – دورًا هامًا في الكثير من الأدبيات الثقافية والتاريخية. فهي سمة محورية في كتاب بيت الدمية للمحرر هينريك إبسين، وكذلك تُنسب إليها تعويذة «تارانتاليجرا» في سلسلة روايات هاري بوتر. وجرى ذكرها في رواية «39 Clues: Superspecial Outbreak». وإلى جانب ذلك فقد صُورت الرتيلاء وآثار عضتها السامة والهوس المقترن بها في البرنامج التلفزيوني الهندي «Byomkesh Bakshi» في الحلقة الرابعة بعنوان «Makdi ka Ras».

المراجع

↑ "LDLP - Librairie Du Liban Publishers". ldlp-dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2019.
^ "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2019.
^ "LDLP - Librairie Du Liban Publishers". ldlp-dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2019.
^ "LDLP - Librairie Du Liban Publishers". ldlp-dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2019.
^ Anon (1968), p. 175.
^ "LDLP - Librairie Du Liban Publishers". ldlp-dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2019.
^ Russell (1979)
^ Anon (1968), pp. 173–4.
^ Hanna (2006) p. 29. See Anon (1968), passim, for a more detailed description of this custom.
^ Rouget (1985) p. 39
^ Cancellieri, Francesco (1817). . مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. CS1 maint: ref=harv (link)
^ Crompton (1954), p. 56f.
^ Donaldson (1997)