تطرف
التطرّف Extremism تعبير يستعمل للوصف أفكار أوأعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة. من ناحية الأفكار، يستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع. من ناحية الأعمال، يستعمل هذا التعبير في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو إجتماعية. وقد يعني التعبير إستعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أوالعنف للترويج لجدول أعمال معين.
إنّ مصطلحي "التطرف" أو"متطرّف" يطلقان بشكل دائم تقريبا من قبل الآخرين، بدلا من مجموعة معينة يمكن حتى تعتبر نفسها كذلك، على سبيل المثال، ليس هناك طائفة الإسلامية أومسيحية تدعونفسها بالمتطرفة، وليس هناك حزب سياسي يدعونفسه بمتطرّف يميني أومتطرّف يساري.
الإعتقاد بوجود فلسفة متطرّفة لدى البعض تجعلهم معرضين للشبهة، وعليه يتم إستعمال المصطلح كثيرا لأغراض لا تمت للتطرف أصلا. في فهم إجتماع، عدّة فهماء يدرسون (وناقدون ل) مجموعات يمينية متطرّفة يعترضون على تعبير "متطرّف"، وهوالتعبير التي أنتشر بين فهماء الإجتماع في الستّينات والسبعينات من القرن العشرين. يقول العالم جيروم هيميلستاين: "في أحسن الأحوال هذا الوصف التشخيصي لا يشير على شيء محسوس عن الأشخاص الموصومين به،وفي أسوأ الأحوال يرسم صورة خاطئة." . إنّ تصنيف إنسان أومجموعة أوعمل كمتطرّف في أغلب الأحيان هوتقنية لتحقيق هدف سياسي، خاصة لدى الحكومات حيث يستعمل لتمرير قوانين معينة، أوحتى شن الحروب.
بدلا من إعتبار أنفسهم متطرّفين ، أولئك الموصومين بهذا المصطلح يميلون لرؤية الحاجة للأعمال المتطرّفة في حالة معيّنة. أعاد جون فيزجيرالد كندي صياغة دانتي بقوله "الأماكن الأسخن في الجحيم محجوزة لأولئك الذين، يظهر حيادهم أثناء الأزمات الأخلاقية، "(من دانتي، الجحيم، الكوميدية الالاهية). باري غولدوتر نطق، "التطرّف في الدفاع عن الحريّة ليس بالرذيلة، والإعتدال في مسعى العدالة ليس بالفضيلة "في مؤتمر 1964 الجمهوري.
من الأقوال المتداولة "إن المتطرف برأي إنسان هو'مقاتل للحرية' برأي إنسان آخر." التطرّف يُحَسُّ ويُستَشعَر من خلال الإعتقادات السائدة في وقت إطلاق اللقب. التاريخ والإعتقادات السائدة في وقت أخر قد تروي قصّة مختلفة.
بعض من العقائد التي تصنّف بأنها متطرّفة من قبل النقّاد تتضمّن:
- - النازية
- - الفاشية
- - حملات التكفير الإسلامية
- - الحملات الصليبية
- - التفرقة بين الشخص الأبيض والملون
الراديكاليون السياسيون يدعون بالمتطرّفين أحيانا، بالرغم من حتى مصطلح راديكالي يعنى به التوجه إلى جذر المشكلة أصلا.
أوروبا
استخدم المصطلح راديكالي بصفة عامة في بريطانيا، خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر. وكان ذلك الاستخدام يصف الإصلاح الذي تطالب به بعض القيادات السياسية أمثال تشارلز جيمس فوكس في عام 1797م، حيث كان السيد فوكس يطالب بما سماه الإصلاح الجذري وذلك بغرض تحسين النظام السياسي البريطاني ليكون أكثر ديمقراطية. وخلال سنوات القرن التاسع عشر، قاد الفيلسوف البريطاني جيرمي بينثام، مجموعة كانت تدعى بالفلاسفة الراديكاليين، وكان هذا الفيلسوف يعتقد بأن جميع القوانين، والتشريعات، يجب حتى توفر القدر الأكبر من السعادة للسواد الأعظم من الناس.
تطوَّر مفهوم الراديكاليّة في فرنسا، بعد حتى غيرت الثورة الفرنسية (1789-1799م) تلك الدولة إلى جمهورية. وخلال القرن التاسع عشر عَدَّ كثير من الراديكاليين الأوروبيين الثورة الفرنسية نموذجًا لهم، وسعوا بذلك لتأسيس جمهوريات في بلدانهم.
قام الكثير من الراديكاليين الأوروبيين بتأسيس الحركة الاشتراكية، وطالبوا بإعادة البناء الكامل للمجتمع. وخلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، انقسمت الحركة إلى قسمين : قسم معتدل وقسم متطرف. وسعى الاشتراكيون المعتدلون إلى التغيير من خلال الإصلاح التدريجي، أما الاشتراكيون الراديكاليون فقد أصروا على حتى الثورة فقط هي الكفيلة بإصلاح المجتمع. ففي روسيا أُطلق على المعتدلين المنشفيك وعلى الراديكاليين البولشفيك. وقد استولى البولشفيك على السلطة عام 1917م وأقاموا حكومة شيوعية.
الهند
انقسمت أيضًا الحركة الوطنية، فبالرغم من حتى معظم الناس كانوا يرغبون في طرد البريطانيين من الهند، إلا أنهم لم يتفقوا على كيفية إجراء التغيير. فاتبع المعتدلون المهاتما موهنداس غاندي، في دعوته للعصيان المدني.، موهنداس كرمشند. أما الوطنيون الأكثر راديكالية، فقد كانوا يرون البريطانيين، أعداء يمكن هزيمتهم عن طريق العنف فقط. خلال الحرب العالمية الثانية، (1939- 1945م)، بدأ سوبهاس تشاندرا بوس، زعيم الحزب الراديكالي في المفاوضات مع ألمانيا النازية، ومن ثم قام بتجهيز جيش هندي للقتال جنباً إلى جنب مع اليابانيين وطرد البريطانيين من الهند. إلا حتى تلك القوة تعرضت للهزيمة. وبعد انتهاء الحرب، اجتمع المسؤولون البريطانيون، مع القيادات الوطنية المعتدلة، ونالت الهند استقلالها عام 1947م.
الولايات المتحدة الأمريكية
عارض أتباع ألكسندر هاملتون، أول وزير للخزانة، الثورة الفرنسية. وقد استخدموا المصطلح راديكاليون، لتعريف أتباع توماس جفرسون، المؤيدين لفرنسا.
وفي السنوات التي سبقت الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865م) والتي أعقبتها مباشرة، نادى نادىة الراديكالية بالإلغاء الفوري لظاهرة الاسترقاق. أما الراديكاليون الآخرون، فقد طالبوا بتخفيض أسعار الأراضي، وحظر المشروبات الكحولية والإصلاحات الانتخابية وحقوق المرأة. بعد انتهاء الحرب الأهلية، سعى الجمهوريون والراديكاليون، إلى السلام الصعب مع الجنوب المنهزم.
لم يتمكن الراديكاليون الأمريكيون على الإطلاق، من تأسيس حزب سياسي رئيسي كما عمل الأوروبيون. وبالرغم من ذلك، فإن الراديكاليين في الولايات المتحدة قد أثروا في السياسات الوطنية من خلال كتاباتهم وأحاديثهم.
أدان مساندوالحركة السوداء خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين حركة الحقوق المدنية لأن أهدافها وأساليبها غير راديكالية. وخلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، حرصت النساء الراديكاليات على إسقاط التنظيمات التي يهيمن عليها الرجال. ويسعى المعتدلون للمطالبة بالأجر المتساوي للعمل المتساوي، وإيجاد مدخل لتعديل الحقول المتساوية والمطالبة بدعم الحكومة الفيدرالية لمراكز رعاية الأطفال.
انظر أيضا
- Consequentialism
- False consensus effect
- Terrorism
- Vigilantism
المصادر
- الموسوعة المعهدية الكاملة
- George, John and Laird Wilcox. Nazis, Communists, Klansmen, and Others on the Fringe: Political Extremism in America Prometheus Books, 1992. (ISBN 0-87975-680-2)
- Himmelstein, Jerome L. All But Sleeping with the Enemy: Studying the Radical Right Up Close ASA, San Francisco: 1988
- Hoffer, Eric. The True Believer: Thoughts on the Nature of Mass Movements. Various editions, first published 1951.
- Schlesinger, Arthur. The Vital Center: The Politics of Freedom. Various editions, first published 1949.
- Wilcox, Laird. "What Is Political Extremism", retrieved from newsletter #27, 1987
وصلات خارجية
- America's Homegrown Extremists - slideshow by Life magazine