أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
في سياق آخر تطورات الملف الروسي الأوكراني، الذي اتسم اليوم بإعلان روسيا سحب جزء من وحداتها العسكرية، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه الأوضاع في هذه المنطقة، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع الأستاذ الجامعي الدكتور "الشرقاوي الروداني"، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية، أكد من خلاله أن روسيا لم تسحب قواتها بالمفهوم العملياتي الذي يطبع تنظيم الوحدات العسكرية قبل المعركة أو المواجهة، مشيرا إلى أن روسيا أعلنت فقط أن الوحدات المنتشرة والمتواجدة في المناطق الجنوبية والغربية على الحدود الشرقية مع أوكرانيا قد أنهت تداريبها في إطار المناورات العسكرية التي يعمل عليها الجيش الروسي.
وفي ذات السياق، أكد د."الشرقاوي" أنه: "في إطار المواجهة والحرب الهجينة التي تلوح في الأفق بين الطرفين،هناك حرب إعلامية محتدمة، تقتضي بعث هذا الطرف أو ذاك رسائل إلى المنتظم الدولي، تكون محددة ولو عبر استغلال صور معينة"، قبل أن يؤكد أن: "الصراع بين الطرفين، هو صراع بنيوي، ومن الصعب إيجاد حلول خاصة مع اعتبار الشرخ الكبير في الأولويات المسطرة لكل طرف من نتائج المواجهة".
كما أكد الخبير المغربي أن روسيا ترى الأمر يتعلق بوجوديتها، في وقت تسعى الدول الغربية إلى تأكيد توجهاتها الاستراتيجية و نموذجها الذي يخدم مصالحها. و من تم، الصراع سينتهي باللعب على المكشوف لكلا الطرفين و إخراج جميع محددات الاختلاف الجيو سياسي والجيو استراتيجي، خاصة وأن هناك عدم توازن بين القوى في الأسلحة الدفاعية -الجوية- وكذلك وجود مقومات الانتصار لروسيا في حرب هجينة طويلة الأمد".
وبالتوازي مع هذا الاعلان -يضيف الدكتور الشرقاوي- لابد من الإشارة إلى  التدريبات الروسية البحرية في البحر الأسود، التي ابتدأت يوم الخميس، مشيرا إلى أن هذه التدريبات العسكرية الروسية في بحر آزوف، تهدف إلى تعزيز العمليات البرمائية لموسكو في حالة وقوع هجمات على ومن الموانئ الأوكرانية بيرديانسك ماريوبول، قبل أن يؤكد أن: "الهدف من هذه المناورات العسكرية البحرية هو إرسال رسائل عسكرية  تُظهر من خلالها هشاشة الساحل الجنوبي لأوكرانيا وموانئها، فضلاً عن عدم قدرة أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي على ردع موسكو في البحر الأسود في حالة سيناريو الاشتباكات".
وتابع الخبير المغربي قائلا: "في قراءة لطبيعة المناورات العسكرية الروسية من جهة، وحلف الشمال الأطلسي من جهة أخرى في البحر الأسود، دخول الطرفين في تقوية محددات الردع العسكري البحري، علاوة على طبيعة التدريبات العسكرية الروسية الصينية من خلال مناورات (البحر المتحد)، يظهر  طبيعة العقيدة العسكرية الدفاعية الروسية في مواجهة أي تهديد عمقه أرضي أو بحري أو حتى جوي". مشيرا إلى أنه: "على مستوى حلف الشمال الأطلسي مناورات (نسيم البحر 2021) تدخل أيضا في سياق تقوية محددات القوة الجوية و البحرية للحلف".
وختم د"الشرقاوي" بالإشارة إلى إن  البحر الأسود أصبح نقطة ساخنة في العلاقات بين موسكو والغرب، خاصة منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الواقعة في هذه المياه عام 2014، موضحا أن البحر الأسود أصبح مجالا للصراع الجيواستراتيجي خاصة مع وجود عدد من المجالات الجيوسياسية المحددة بوجود قوى مؤثرة  من أعضاء الناتو -تركيا وبلغاريا ورومانيا- الى جانب الاتصال الاستراتيجي بدول البلطيق التي تعتبرها موسكو مجالا للتأثير الإستراتيجي بالنسبة لعقيدتها العسكرية التي تم تحديثها والموافقة عليها من طرف الرئيس بوتين في 2 يوليوز 2021.