في ظل السعي المستمر للقيادة السياسية بتحقيق الاستفادة الممكنة من المشروعات الزراعية المختلفة، جاء مقترح نقيب الزراعيين بالاستفادة من مشروع تبطين الترع والمساقي، في إطلاق مبادرة جديدة لزراعة المساحات الإضافية من الأراضي حول هذه المجاري بمحصول التوت، والاستفادة منها في المشروع القومي لإنتاج الحرير، الذي أطلقته الحكومة قبل عامين، بالتعاون بين وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد.

خاصة وأن زراعة أشجار التوت توفر فرص عمل يمكن الاستفادة منها في التوسع في إنتاج الحرير الطبيعي، وحماية مناطق الزراعة من التعديات على المجاري المائية.

مشروع يحقق العديد من فرص العمل

قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية: “إننا لم نهتم بصناعة الحرير في مصر، وهي صناعة غير مكلفة وسهل إنتاج الحرير، فأشجار التوت غير شرهة لاحتياجاتها من المياه، والدليل على ذلك أن شجر التوت في الريف تُزرع وتروى حتى تكبر، وجذروها تأتي بالمياه من الأرض وتنمو ويخرج منها التوت”.

وأوضح متولي، في تصريح لـ"الدستور"، أنه يمكن زيادة مساحة زراعة شجر التوت واستغلال التوت نفسه في التصنيع الغذائي في صنع المربات والشربات، لأنه مادة غذائية مهمة، خاصة أن شجر التوت يمكن أن يزرع في أي مكان يمكن زراعته على رأس الغيط الحقل الزراعي وينمو ويخرج إنتاج بغزارة ولا يحتاج إلى أي متطلبات صعبة للإنتاج.

وأضاف أنه يتم الاستفادة من ورقه كطعام لدود القز الذي يتم به تصنيع الحرير بمنتهى السهولة والبساطة، ويمكن من خلال هذا المشروع عمل دورات تدريبية للفلاحين لإنتاج الحرير من دود القز، مضيفًا أن هذا المشروع يشجع بشدة على إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للسيدات والفتيات والشباب لما يوفره من فرص عمل من خلال إقامة هذا المشروع في المنزل.

وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية، أن هذا المشروع سيحقق قيمة مضافة عالية ويوفر عشرات فرص العمل، فمن محصول التوت الذي يتم الاستفادة منه في أكثر من منتج، يتم تربية دود القز على أوراق المحصول وتدريب السيدات والطالبات ومن يبحث عن عمل على تربيتها لإنتاج الحرير من شرنقة الدودة.

وتابع: وبعد عملية إخراج الحرير تأتي المرحلة الثانية في توريده إلى المصانع ليتم تصنيعه إلى مختلف المنتجات، ثم مرحلة التسويق للمنتجات التي تخرج منها لتسويق منتجات الحرير والأقمشة الحريرية، كل هذه المراحل تتطلب فرص عمل وبالتالي تحقق العائد المنشود.

المدير التنفيذي لغرفة الحرف اليدوية: نستورد 90% من الحرير

أكد ممدوح الشربيني، المدير التنفيذي لغرفة الحرف اليدوية، أن أي مشروع يأتي لدعم إنتاج الحرير المصري فهو في غاية الأهمية، خاصة أن مصر تعتمد على التصنيع بالاستيراد الكامل للحرير من الخارج ما يتعدى نسبة ٩٠%، وبالتالي هذا المشروع سيحقق الدعم المطلوب لمساعدة ودعم مبادرة الحرير المصري.

وأوضح الشربيني، في تصريحات لـ"الدستور"، أن ارتفاع هذه النسبة في استيراد الحرير عائد لإكمال الزراعة التي كان يتم بها إنتاج الحرير المطلوب، وبالتالي هذا المشروع المقترح في غاية الأهمية.

وعن العقبات الأخرى التي تواجه الحرير المصري، قال “الشربيني” إن الدعم هو الأهم للشباب، فنحن في حاجة لزراعة شجر التوت الذي لا يكبر بين يوم ولا ليلة ويحتاج إلى فترة حتى ينمو، ثم تربية دود القز، فكان سابقا في كل محافظة في مصر يوجد بها مكن يحول الشرنقة لخيط ولكن كل هذا تم إهماله.

وتابع: لذا إعادة هذه المشاريع مرة أخرى وإحيائها من جديد فهذا الأمر يساعد الاقتصاد بشكل كبير، فكل عملية تتم بداية من زراعة المحصول نفسه ثم تربية دود القز وإنتاج المنتج المطلوب وتحويله لحرير ثم تحويله لمنتج سواء ملابس أو سجاد أو أيا كان كل هذا مشروع مختص بذاته يساعد الشباب، ويمكن الاستفادة بهذه المنتجات في التصدير ودخول العملة الصعبة للاقتصاد المصري.

مبادرة دعم الحرير المصري 
وكان قد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإطلاق مبادرة للنهوض بالنول المصري وصناعة الحرير، من هنا انطلقت مبادرة “تتلف في حرير” لدعم ومساندة صغار العاملين بهذه الصناعة مع جذب منتجين جدد من الشباب والفتيات والسيدات، وكذلك دعم القطاع الخاص للمساهمة في تطوير صناعات الحرف اليدوية.

وبالفعل تم إطلاق مبادرة تتلف فى حرير من محافظة الفيوم، وتنفيذ المرحلة الأولى منها بتوزيع 500 نول، وتوزيع 70 نولًا يدويًّا لصناعة السجاد وخامات التشغيل من خيوط الصوف والحرير والأصباغ الطبيعية على سيدات وفتيات ورجال من المحافظة.