تفاعلت الأحزاب السياسية بشكل كبير مع الدعوة الرئاسية للحوار الوطنى، لأنها ترى أنه خطوة مهمة وجادة نحو الجمهورية الجديدة، ويجب المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن، واعتبرت أنه فرصة للأحزاب لتعبر عن برامجها، والاستماع إلى مقترحات ممثلى جميع فئات المجتمع ومؤسساته، بهدف خلق جبهة داخلية قوية تشارك فى مواجهة التحديات التى تتعرّض لها الدولة فى جميع المجالات، لذا عكفت الأحزاب خلال الأيام القليلة الماضية على عقد الجلسات والمناقشات من أجل الوصول إلى رؤى متكاملة تعبر عن متطلباتها، وبدأت بالفعل تسليم المقترحات إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب.

«مستقبل وطن»: حوار سياسى جاد فى توقيت مهم

وقال النائب عصام هلال عفيفى، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، عضو مجلس الشيوخ، إنّ الحزب وجّه كوادره وخبراته السياسية والمتخصّصة فى جميع المجالات لإعداد الرؤية المطلوبة لمصلحة الوطن والمواطن، موضحاً أنّ المرحلة الحالية من عمر الوطن فى حاجة إلى إجراء حوار سياسى جاد يتناسب مع بناء الدولة والجمهورية الجديدة، وسيكون حواراً وطنياً لكل فئات المجتمع، وجميع ألوان الطيف السياسى، وليس ممنوعاً على أحد، إلا من تلوثت أياديهم بدماء المصريين.

وأضاف «عصام» أنّ الحوار الوطنى ليس سياسياً فقط لكنه شامل لجميع مناحى الحياة فى الدولة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً للوصول إلى مخرجات بناءة للجمهورية الجديدة، مشيراً إلى أنّ الدعوة للحوار جاءت فى وقت مهم، بعد أن أصبح هناك استقرار واطمئنان على اكتمال مؤسسات الدولة الوطنية، ووصول الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلى حالة مطمئنة نستطيع من خلالها الوقوف لإجرائه.

«الشعب الجمهورى»: رسم خارطة مصر بمختلف اتجاهاتها بقواسم مشتركة

وأضاف النائب حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، عضو مجلس الشيوخ، إن الحوار الوطنى يؤكد حرص كل أجهزة السلطة التنفيذية على إشراك القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها فى رسم خارطة مستقبل مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهى خارطة كانت تختزلها مؤسسات السلطة التنفيذية لنفسها سابقاً ولم تعهدها حكومات مصر المتعاقبة لقرابة 7 عقود. وأكد «عمر» أنّ طرح الحزب سيعتمد على القواسم المشتركة بينه وبين القوى السياسية الأخرى بمختلف اتجاهاتها وأيديولوجياتها فى القضايا السياسية الرئيسية التى تحظى بمساحات مشتركة يمكن البناء عليها والانطلاق منها.

وتابع: «الحزب لديه طرح بمقترح تعديل تشريعى بشأن نظام الأحزاب السياسية، وطرح مقترحات تحظى بمساحات مشتركة بين القوى السياسية على اختلاف توجهاتها بشأن اختيار النظم الانتخابية المقبلة، ولدينا مقترح بإعادة النظر فى التخلى عن الانتماء الحزبى لمن يتولون المواقع التنفيذية العليا فى السلطة التنفيذية والسماح لهم بالاحتفاظ بهويتهم الحزبية، وطرح مقترحات للآلية الدورية للحوار السياسى بين القوى السياسية والسلطة التنفيذية لمواجهة التحديات المتغيرة مستقبلاً والحفاظ على المساحات المشتركة وصلابة الجبهة الداخلية».

«المصرى الديمقراطى»: ضرورة وطنية وخطوة إيجابية

وأوضح الدكتور فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن هناك الكثير من الملفات المهمة، على رأسها ملف الإصلاح السياسى، وتكمن أهمية الحوار الوطنى فى السعى من أجل إصلاح الملف السياسى بشكل واضح، من خلال الوقوف على أولويات العمل الوطنى.

وأضاف: «الاتجاه نحو الإصلاح السياسى ضرورة وطنية وخطوة إيجابية، مؤكداً أن التطرّق إلى كل ما يتعلق بالإصلاح السياسى، ويسهم فى تعزيز وتطوير الحياة السياسية، وحماية حريات الرأى والتعبير، وإتاحة الفرصة لإنشاء التنظيمات المستقلة، مع ضرورة إعادة النظر فى قوانين الانتخابات لتحقيق فرص عادلة ومتكافئة بين الأحزاب، ويجب الذهاب إلى كل ما من شأنه أن يُحقّق مجالاً سياسياً آمناً وفعالاً ويضمن فرصاً متساوية للجميع، ويجب تحديد اتفاق بشأن نقاط أساسية بخلق الأجواء المناسبة للحوار لضمان نجاحه».

 «الوفد»: لدينا ورقة عمل حول قضايا تمس حياة الناس

وأكد الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن ورقة عمل الحزب الخاصة بالحوار الوطنى، تحمل عناوين رئيسية للقضايا العامة، التى تمس المواطن المصرى وتلبى تطلعاته، مضيفاً أنّ المسار الرئيسى للورقة يدور حول الرؤية السياسية وستنطلق منها إلى المسار الاقتصادى.

وأوضح أنه استمع إلى رؤية وأفكار ومقترحات شباب الحزب حول آليات المشاركة فى الحوار وأهم الملفات والقضايا، التى يمكن طرحها بما يخدم الوطن والمواطن فى ضوء استراتيجية بناء الجمهورية الديمقراطية الجديدة، مشيراً إلى أن الشباب يتميز بالنقاء والغيرة، وهو عصب الحزب وقوته.

وأكد «يمامة» أن دعوة الرئيس للحوار حرّكت المياه الراكدة للحياة السياسية فى مصر، وكانت مبادرة الوفد بتشكيل لجنة خاصة بإعداد ورقة عمل للحوار، واللجنة تفتح ذراعيها لجميع الأفكار والمقترحات المرسلة من شباب الوفد ورموزه وقياداته.