المواد الغذائية ستختفي بعد عشرين عاما ..زيادة السكان تفوق زيادة المحاصيل الزراعية
المواد الغذائية ستختفي بعد عشرين عاما ..زيادة السكان تفوق زيادة المحاصيل الزراعية
أن المجاعة كالسيف القاطع المسلط فوق رءوس الناس في جميع بقاع الاالم أو فوق عالم يبلغ سكانه 3.4 مليار نسمة.
وفي السنوات الأخيرة تأزمت الأمور بشكل مخيف في دول آسيا وجنوب أمريكا.
ومنذ عام 1959 زادت نسبة المحاصيل الزراعية في آسيا وأمريكا الجنوبية بقدر 2% وفي الوقت نفسه زادت نسبة السكان أيضا بقدر 2.6% الشيء الذي دعا بعض العلماء والخبراء بأن يقولوا: أن المجاعة قد تدفع العالم إلي قروت أخري مظلمة حالكة السواد في مدي عشرين عاما فقط.. لأن نقص المواد الغذائية يصيل إلي درجة محرجة لأول مرة في تاريخ العالم وتاريخ الإنسان إلا إذا فعلت الحكومات المختلفة شيئا ايجابيا يجنب العالم شر الكارثة الرهيبة.
أن رغبة الإنسان في أن يعيش حياة طويلة دفعت العلماء إلي محاربة الأمراض علي طول السنين, فاستطاعوا بعد معارك عنيفة أن يرفعوا من مستوي الرعاية الطبية, فأصبح الناس يعمرون ولعل من الطريف في هذا الشأن أن نذكر أن العلماء في الدنمارك أستغرفوا زمنا قدره ما يقرب من نصف قرن ليخفضوا نسبة الوفيات, من 20 في الألف إلي 14 في الألف, وأمكن تحقيق هذه النسبة أيضا في سيلان في العالم الماضي فقط.
يقدر سكان آسيا بمليارين من الناس يتزايدون كل عام بنسبة 2.5% وسوف تتضاعف هذه النسبة في مدي 28عاما, بينما يبلغ تعداد القارة الأفريقية 310 ملايين نسمة سوف يتضاعفون في مدي 28 عاما أيضا.
ولعل مما أدهش الإنسان أن سكان العالم كله يزيدون كل يوم بقدر 180 ألف مولود جديد لذلك أتجهت الحكومات في السنوات الأخيرة إلي العمل بكل وسيلة لزيادة الرقمة الزراعية لرفع نسبة الحاصلات اللازمة لتغذية الإعداد الهائلة من الناس من سكان هذا الكوكب الأرضي المزدحم.
أن نسبة زيادة الرقمة الزراعية في أمريكا الجنوبية تبلغ 2.9% وتعد من أعلي النسب في العالم كله. ومع ذلك فإن 165 مليون نسمة يعيشون في أمريكا الجنوبية علي 6.8 مليون ميل مربع, ويستخدمون أسمدة ومواد كيمائية لتحسين التربة وتخصيبها أقل مما تسخدمه هولندا التي يقطنها 12.3 مليون نسمة في رقعة مساحتها 15.800 ميل مربع.
وتتفاقم المشكلة في الهند بشكل خطير لأن ثلث المحصول السنوي يذهب هباء تحت وأبل المطر وعنف الرياح فلا يصل إلي الأفواه الجائعة بل تيبده الطبيعة أثناء ثورتها وغضبها وقد أعلنت الحكومة الهندية أخيرا عن ست ولايات بأن المجاعة تنهشها نهشا وتفتك بأهلها الذين يبلغ عددهم 100 مليون نسمة!
وأن هذه الولايات تفقد 75% من محاصيلها الزراعية كل عام رغم ما تبذله الحكومة من وسائل المقاومة.. وقد ذكر بعض المسئولين الهنود أن الناس في بعض هذه المناطق القاحلة بدأوا يأكلون الحشائش أو يهاجرون بالألوف منها إلي مناطق أخري بعيدة وقد قامت الحكومة الهندية فورا بأقامة معسكرات ملائها بالطعام لتسد رمق هذه الألوف النازحة الجائعة اثناء هجرتها أو بحثها عن الطعام.
مواجهة المجاعة
وقد أقترح الدكتور رايموند أيول بجامعة نيويورك ثلاثة حلول للقضاء علي المجاعات في العالم تسردها فيما يلي:
أولا: يجب أن ينتج العالم كميات ضخمة وفيرة من الأسمدة والمواد الكيماوية اللازمة لخصوبة التربة وتوزيعها علي جميع بلاد العالم وسوف يكون لهذه المواد أثرها الفعال المباشر في أحياء التربة وأنتاج محاصيل زراعية وفيرة ومضاعفة.
ثانيا: يجب أن تبذل كل وسيلة لتعليم الفلاحين, وعلي الأخص في البلاد الجائعة, الطرق الصحيحة لزراعة الأرض وحماية المحاصيل وأن تكون الدراسة جادة والتوعية فعالة.. وقد يستغرق ذلك وقتا طويلا ولكن النتائج سوف تكون مثمرة.
ثالثا: لابد من تحديد النسل وتعميمه علي مستوي عالمي. فنسبة المواليد في آسيا 2.5% وفي أوروبا 1% فإذا أمكن تخفيض النسبة الي 1% في كل قارة من القارات تحسنت الأمور وقلت نسبة المواليد وبالتالي يتضاءل شبح المجاعة في العالم.
وتجري في الوقت الحالي عدة تجارب وأبحاث هامة لأنتاج أو استخراج البروتين من المواد العضوية الدقيقة التي تمد الانسان والحيوان بالحامض الأميني الضروري للحياة. والانتاج الجديد علي هيئة مسحوق يضاف إلي الطعام فيعطي الإنسان قوة وطاقة ولا يتكلف كثيرا.
ومن النماذج التي يمكن أن نقدمها علي الحلول الذاتية لبعض الدول ما فعلته اليابان فقد أخذت بتحديد النسل علي نطاق شامل واسع في عام 1947 واستطاعت بعد عشرين عاما أن تخفض من تعدادها بنسبة 1% وبذلك لم تحد فيها مجاعات وأنما أحتفظت بتقدمها الذي أذهل العالم في السنوات الأخيرة.