ويستمر صراع الكبار علي منطقتنا!!
ويستمر صراع الكبار علي منطقتنا!!
زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة للسعودية وانخراطه في عقد ثلاث قمم اقتصادية مهمة بحضور 14 من القادة العرب أثارت الكثير من التحليلات خاصة فيما يخص العملاقين الكبيرين اقتصاديا الولايات المتحدة والصين.
جاءت زيارة الرئيس شي الأخيرة بعد زيارة بايدن السعودية في الصيف الماضي. ووقتها قال الرئيس الأمريكي إن إدارته لا تنوي الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط وترك فراغ تشغله روسيا أو الصين أو حتي إيران.
لكن زيارة شي بينج أثارت الكثير من المقارنات والتحليلات في علاقة المنطقة والمملكة العربية السعودية تحديدا بكل من واشنطن وبكين.
زيارة بايدن يراها كثير من المراقبين بغير المحققة لأهدافها حيث رفضت الرياض عدم خفض إنتاجها من النفط حفاظا علي الأسعار وهو ما اعتبرته واشنطن انحيازا من الرياض لجانب روسيا, وتسبب التصرف السعودي في إحراج الرئيس الأمريكي سياسيا, واضطرت أمريكا لإطلاق سراح كميات من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي للسيطرة علي الأسعار.
أما زيارة شي بينج فقد حققت كثيرا من الشراكة الاقتصادية بين السعودية والصين, لكنها اتسمت أيضا بحفاوة بالغة من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, فلا تكف أقلام المراقبين عن مقارنة استقبال الأمير الشاب لكل من بايدن وشي, فالأولي أصابها قدر من الفتور بسبب موقف واشنطن من قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي, والثانية اتسمت بقدر كبير من الحفاوة.
ويري عديد من المراقبين أن واشنطن تخسر كثيرا عبر نهج الضغط بملف حقوق الإنسان بعكس الحال مع بكين الذي لا تشهر مثل هذا السلاح وهي التي عانت منه ولازالت بضغط أمريكي كلما تأزمت العلاقات, وصدق وزير الخارجية الأمريكي السابق جورج بومبيو عندما قال منذ أيام إن إهانة الحلفاء تدفعهم نحو خصومنا.
ما يثير بحق هو أن علاقات السعودية بالولايات المتحدة علاقات قديمة وثيقة ومن اليسير جدا علي إدارة بايدن أن تستعيد مكانتها, فمؤخرا منح الكونجرس الأمريكي الحصانة السيادية للأمير محمد بن سلمان أمام المحاكم الأمريكية مما أدي لإبطال دعوي مرفوعة من خطيبة خاشقجي داخل محكمة أمريكية.
كما نسقت الرياض مع واشنطن مؤخرا أيضا بشأن تهديد محتمل قادم من إيران.
ورغم ذلك تقيم الرياض علاقات أمنية عسكرية مع بكين وإن كانت لا ترقي لحجم العلاقات العسكرية مع واشنطن.
لكنه العالم الذي يتغير وتتغير معه اللهجة السياسية والمصالح الأمر الذي بات يحتم التعامل مع أكثر من مصدر قوة دون الوقوع في براثن احتكار طرف أوحد مهما كان.
ويبدو أن واشنطن تعي تغير اللعبة لكن عينها أولا وآخرا علي بكين القطب الاقتصادي الأكثر خطورة خوفا من اختلاط الأوراق.