يرى خليل منون، خبير الإنثربولوجى فى الثقافات الأفريقية وعضو المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات المصرية السودانية، أن المشتركات بين القاهرة والخرطوم عديدة، كمجموعة بشرية موزعة بين أرضين، وهناك جماعات واحدة فى الصعيد تنتشر أيضاً فى السودان، ما خلق مساحة تقارب ثقافى تتجاوز أى عقبات مختلفة.

وأشار «منون» فى حواره مع «الوطن» إلى أن هناك قوى دولية تحاول الوقيعة بين البلدين، إلا أن المشتركات بينهما تحول دون ذلك، وعلى الإعلام تسليط الضوء على السودان والاهتمام بقضاياه، وإلى نص الحوار:

ما مدى خصوصية العلاقات بين مصر والسودان؟

- السودان ومصر بينهما مشتركات عديدة وهذا قدر مجموعة بشرية موزعة بين بلدين حيث توجد جماعات واحدة فى الصعيد تنتشر أيضاً فى السودان وهذا خلق مساحة متقاربة ثقافية أكبر مما يكون وتتجاوز أى عقبات مختلفة.

وعلى مستوى الحضارة توجد حضارة بلاد النوبة وهى موزعة بين البلدين وأسست قرابة تاريخية بين البلدين وهناك ثقافات وسيطة على الحدود بين البلدين لدرجة أنه يصعب التفريق بين المصرى والسودانى بسبب كثرة المشتركات الثقافية بين البلدين.

كيف نجحت مصر فى استضافة الحوار السودانى السودانى فى القاهرة؟

- بشهادة السودانيين الذين حضروا إلى جمهورية مصر العربية، فإن القاهرة استضافت الحوار الوطنى السودانى كميسر وليس منظماً حيث لم تتدخل مصر فى أى أمر فى ظل حرص مصر على استقلال القرار السودانى والخروج بنتائج سودانية خالصة مناسبة لتقديم حلول لكل التحديات التى تحدث فى السودان بعد ثورة شعبية أطاحت بنظام جماعة الإخوان فى البلاد والذى استمر عدة عقود. فمصر والسودان كانا فى يوم من الأيام تحت إدارة واحدة وهذا يجعل السودانيين يثقون فى الإدارة المصرية ويسرع طرق التواصل بين الحكومات والشعوب فى البلدين.

ما التحديات التى تواجه العلاقات السودانية المصرية؟

- الظرف الدولى الحالى له دور كبير فى محاولة إنتاج تحديات بين السودان ومصر فى ظل رغبة قوى إقليمية فى الفوز بهذا الإقليم الثرى خاصة أن مصر هى بوابة أفريقيا على أوروبا، فى حين أن السودان بوابة على القرن الأفريقى وأفريقيا وهناك حالة تكالب استعمارى ورغبة فى السيطرة على هذه المنطقة بأى شكل من الأشكال وهذا يجعل قوى تتحرك لمحاولات إثارة الفتن بين البلدين والعمل على وضع مصر والسودان فى حالة انعزال سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد والشعوب.

تعرف القوى الاستعمارية أن أى تقارب بين مصر والسودان مزعج بالنسبة لها لذا يتم إثارة مشكلة بين الوقت والآخر بين البلدين حتى لا يحدث انسجام وتقارب يضر مصالح القوى الاستعمارية التى تركز على أفريقيا فى الوقت الحالى.

ما أوجه التعاون بين مصر والسودان؟

- كثير من الأستاذة المتخصصين فى الدراسات الأفريقية يشيرون إلى أن السودانيين يختارون الهجرة المؤقتة فى مصر هرباً من أى تغيرات سياسية أو اجتماعية تؤثر على حياة الفرد وهذا أكبر دليل على أن الإقامة فى مصر بالنسبة للسودانيين توفر لهم ما يحتاجونه، كما أن نسبة كبيرة من الدارسين السودانيين ملتحقون بمدارس مصرية مختلفة، ولا ننسى أن هناك عدداً كبيراً من أهل السودان يأتى لتلقى العلاج فى مصر بعد أن فرضت الظروف السياسية والاجتماعية فى السودان تردياً فى البنية التحتية فى مجال الصحة.

خليل منون: القوى تستخدم أدوات حروب الجيل الرابع لبث الفتنة

ما أهم المشروعات المستقبلية بين مصر والسودان؟

- يوجد مشروع ربط سكة حديد بين مصر والسودان، وأيضاً ربط الطريق البرى بين القاهرة وكيب تاون الذى سيمر بالسودان بجانب مشروعات الربط الكهربائى فى ظل الفائض الذى تنتجه مصر من الكهرباء، وتعمل مصر أيضاً على إمداد السودان بالغاز الطبيعى وأتوقع أن تعمل مصر على إنشاء محطات غاز طبيعى متنوعة فى السودان الفترة المقبلة.

السودان والإعلام المصرى 

السودان وقضاياه يستحقان تركيزاً أكثر فى وسائل الإعلام المصرية، لأن المشتركات بين البلدين فى الأمن والماء والثقافة والدين واللغة، وهذا يحتاج لأن تسلط وسائل الإعلام المصرية الضوء على السودان، خاصة فى ظل سيولة سياسية حادثة فى البلاد بعد الثورة التى أطاحت بنظام جماعة الإخوان، وأى غياب سودانى عن الإعلام المصرى يجعل قوى تتحرك وتنفخ فى أبواب الفرقة بين السودان ومصر، وهذا الباب يجب أن يتم إغلاقه فى أقرب وقت، وتستخدم قوى إقليمية معروفة مواقع التواصل الاجتماعى كأداة من أدوات حروب الجيل الرابع للوقيعة بين البلدين.