يتطلع النصر إلى إنهاء مغامرات الخليج، وإبطال أي مفاجأة يمكن أن يحدثها الدانة، الساعي إلى إنجاز تاريخي وتأكيد تطوره وحضوره المميز، عندما يتواجهان، اليوم، على ملعب الأول بارك، لحساب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، التي تزف أحدهما ليكون الطرف الثاني في نهائي البطولة السعودية الأغلى، بعد أن حددت مواجهة الكلاسيكو التي جمعت الهلال والاتحاد، أمس، الطرف الأول في النهائي الكبير.

وتعد مواجهة، اليوم، سيناريو مكررًا لموقعة الفريقين، السبت الماضي، التي جمعتهما لحساب الجولة الـ29 لدوري روشن السعودي للمحترفين، كما أن موقعة الكأس هي الثالثة بين الفريقن هذا الموسم، إلا أن مواجهة اليوم ستكون مختلفة كليًا، ولا يمكن التنبؤ بما تسفر عنه نتيجة المواجهة، مهما كانت الفروقات الفنية تصب في مصلحة أي منهما، فمباريات الكؤوس لا تعترف بالتفوق الفني إطلاقًا، والأهم هو خطف النتيجة وبلوغ النهائي.

فمن سيزف الأول بارك إلى النهائي الكبير، العالمي المدجج بالنجوم والأكثر تفوقًا فنيًا، أم الدانة المتطور والطموح والباحث عن إنجاز تاريخي يحدث للمرة الأولى في تاريخ النادي، وينجح في إعادة أندية الشرقية إلى نهائي كأس الملك.



مطبات صعبة

بلغ النصر نصف النهائي بعد أن مر بمنعطفات صعبة للغاية، تجاوزها بنجاح، ففي دور الـ32، مواجهة مضيفه الخلود في دور الـ32، اكتسح مضيفه أحد 5/ 1، في مباراة نقلت من المدينة المنورة، لتقام على ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية بجدة.

وفي ثمن النهائي عبر محطة ضيفه الاتفاق بصعوبة بالغة وتغلب عليه 1/ صفر، وفي ربع النهائي اكتسح مضيفه الشباب في ديربي الرياض 5/ 2، لتضعه القرعة في وجه الخليج في نصف النهائي.

وخلال مبارياته الثلاث التي خاضها العالمي في الكأس حل ضيفًا على منافسيه مرتين، واستضاف على ملعبه مباراة واحدة، لتكون موقعة نصف النهائي هي الثانية له على أرضه وبين جماهيره.

طريق خطر

في المقابل لم يكن مشوار الخليج سهلًا للغاية، لكنه سجل خلاله تفوقًا رائعًا، ففي دور الـ32 وجد صعوبة كبرى إلى أن تجاوز ضيفه العدالة 2/ صفر، قبل أن يعبر محطة ضيفه ضمك بركلات الترجيح 6/ 5 في دور الـ16، بعد أن تعادل الفريقان 1/ 1، في الوقتين الأصلي والإضافي، وفي ربع النهائي نجح الدانة في إقصاء مضيفه أبها بنتيجة 2/ 1، ليجد نفسه في مواجهة صعبة وقوية أمام النصر في نصف النهائي.

وخلال المباريات الماضية خاض الدانة مواجهتين على ملعبه وواحدة خارجه، وموقعة اليوم هي الثانية له خارج أرضه.

استعادة الأمجاد

تاريخيًا نجح النصر في تجاوز نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 15 مرة، منذ بداياته في الحقبة الأولى موسم 1957، توج خلالها باللقب 6 مرات كان أولها موسم 1974، وآخرها في نسخة 1990، قبل أن تتوقف البطولة طويلًا حتى موسم 2008، وحل وصيفًا 9 مرات أولها في نسخة 1967 وآخرها في موسم 2020 عندما خسر أمام الهلال.

ويأمل النصراويون في أن ينجح فارس نجد في استعادة أمجاده في البطولة التي غاب عن لقبها ما يقارب 33 عامًا، وما صلة السعي خلف تتويج باللقب للمرة الأولى منذ عودة البطولة في موسم 2008، وكسر عنادها الطويل.

إنجاز تاريخي

لم يوجد الخليج في نصف نهائي كأس الملك إلا مرة واحدة في نسخة 1969 عندما مثل أندية المنطقة الشرقية في البطولة وغادر من نصف النهائي، وتعد هذه المرة الثانية التي يوجد فيها في نصف النهائي، إلا أنه يبحث عن إنجاز تاريخي ببلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، وإعادة أندية المنطقة الشرقية إلى نهائي كأس الملك الغائبة عنه منذ آخر ظهور لناد شرقاوي في النهائي في نسخة 1988 وهو الاتفاق الذي خسر أمام الاتحاد صفر/ 1 وحل وصيفًا.

مواجهة ثالثة

ستكون موقعة اليوم الثالثة بين النصر والخليج هذا الموسم، حيث التقى الفريقان مرتين في دوري روشن السعودي للمحترفين، وكان التفوق يصب في مصلحة العالمي الذي كسب موقعة الذهاب 2/ صفر، التي أقيمت في الرابع من نوفمبر الماضي لحساب الجولة الـ12، وكرر تفوقه إيابًا، السبت الماضي، لكن بنتيجة 1/ صفر، في اللقاء الذي جاء ضمن منافسات الجولة الـ29 للدوري.