حديث نبوي

عودة للموسوعة

الحديث النبوي أوالسنة النبوية عند أهل السنة والجماعة هوما ورد عن الرسول محمد بن عبد الله من قول أوعمل أوتقرير أوصفة خَلقية أوصفة خُلقية أوسيرة سواء قبل البعثة (أي بدء الوحي والنبوة) أوبعدها. والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن. وذلك حتى الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها، ومفصلان لما اتى مجملا في القرآن، ومضيفان لما سكت عنه، ومشروحان لبيانه ومعانيه ودلالاته. كما اتى في سورة النجم: Ra bracket.png وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى Aya-3.png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى Aya-4.png La bracket.png. فالحديث النبوي هوبمثابة القرآن في التشريع من حيث كونه وحياً أوحاه الله للنبي، والحديث والسنة مرادفان للقرآن في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية.

قد اهتم الفهماء على مر العصور بالحديث النبوي جمعا عن نقول شفوية وتدوينا ودراسة وشرحا، واستنبطت حوله العلوم المتنوعة كفهم الجرح والتعديل وفهم مصطلح الحديث وفهم العلل وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه. وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المتنوعة كالتاريخ(1) وما يتعلق منه بالسيرة النبوية وعلوم التراجم والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم اللغة العربية والتفسير والفقه وغيرها.

تعريف الحديث

مخطوطة تتناول الحديث النبوي ترجع للقرن الرابع عشر الميلادي.

يطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر. فالحديث من حيث اللغة هوالجديد من الأمور، والحديث: الخبر، يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث، فالحديث هوالكلام الذي يتحدث به، وينقل بالصوت والكتابة. والخبر: هوالنبأ، وجمعه أخبار. وهوالفهم، والأثر هوبقية الشيء، وهوالخبر، والجمع آثار. وينطق: أثرت الحديث أثرا أي نقلته. ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة.

أما اصطلاحا، فإن الحديث هوما ينسب إلى رسول الله محمد من قول أوعمل أوتقرير أووصف. والخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هوالذي عليه اصطلاح جمهور الفهماء.

ولكن بعض الفهماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون: الحديث والخبر هوما يروى عن النبي، والأثر هوما يروى عن الصحابة والتابعين وأتباعهم.

وقيل: الحديث ما اتى عن النبي والخبر ما اتى عن غيره.

وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر وليس جميع خبر حديثا.

الحديث والسنة



هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

هذه الموضوعة جزء من سلسلة الإسلام عن:

السنة في اللغة هي السيرة، والطريق القويم، وقد وردت في القرآن بمعنى الطريقة المتبعة: Ra bracket.png سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا Aya-77.png La bracket.png - سورة الإسراء وRa bracket.png قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ Aya-38.png La bracket.png - سورة الأنفال. وحدثة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى الطريقة المحمودة، وقد تستعمل في الطريقة المذمومة ولكنها تكون مقيّدة، كقول النبي:

««من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، خط له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، خط عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء» »

فالسنة هنا ضد البدعة، والبدعة هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشريعة، وهي ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يشير عليه. نطق أبومنصور الهروي الأزهري:

«السنة: الطريقة المحمودة المستقيمة»

ونطق الشاطبي:

«ويطلق ـ أي: لفظ السنة ـ في لقاءة البدعة؛ فينطق: فلان على سنة إذا عمل على وفق ما عليه النبي ، كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أولا، وينطق: فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك" »

ونطق ابن رجب الحنبلي:

«السنة هي الطريق المسلوك؛ فيضم ذلك التمسك بما كان عليه النبي وخلفاؤه الراشدون، من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة " »

ومن ذلك قول النبي:

«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ»

ونطق:

«فمن رغب عن سنتي فليس مني»

ففيما يتعلق بمصطلحي الحديث والسنة، فإنهما يجتمعان في مواضع، ويفترقان في مواضع أخرى، فإن ما يروى عن النبي من قول أوعمل أوتقرير يطلق عليه "حديث" كما يسمى أيضا "سنة"، يقول الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع:

«السنة في المعنى الأُصوليِّ مساويةٌ للحديث بالتعريف المتقدّم عن أهل الحديث، دون قيد (أوصفة)، واستثناء الصفة النبوية من جملة السنن إنما سقط من أجل حتى محل الكلام في السنة هواعتبار كونها من مصادر التشريع، وهذا لا يَنْدرجُ تحته الأوصاف الذَّاتية، وإنما يستفاد من الأقوال والأفعال والتقريرات النبوية".»

وكذلك فإن خط الحديث تسمى أيضا بخط السنة، كما حتى أهل الحديث هم أيضا من أهل السنة. فإذا اطلق لفظ السنة في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي ونهى عنه وندب إليه قولا وعملا، ولهذا ينطق في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي: القرآن والحديث. أما بالنسبة لمواضع الافتراق، فإنه يطلق على هدي النبي المجمل الثابت في جميع شؤونه "السنة"، أي طريقته ومنهجه وصراطه، ولا يطلق الفهماء غالبا ههنا مصطلح "الحديث"، يقول العلامة سيد سليمان الندوي الهندي:

«الحديث جميع واقعة نُسبت إلى النبي عليه السلام ولوكان عملها مرة واحدة في حياته الشريفة، ولورواها عنه إنسان واحد، وأما السنة فهي في الحقيقة اسم للعمل المتواتر - أعني كيفية عمل الرسول عليه السلام - المنقولة إلينا بالعمل المتواتر، بأن عمله النبي عليه السلام ثم من بعده الصحابة، ومن بعدهم التابعون وهلمَّ جرا، ولا يُشترط تواترها بالرواية اللفظية، فطريقة العمل المتواترة هي المسماة بالسنة، وهي المقرونة بالكتاب في قوله عليه السلام : (هجرت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله تعالى وسنة رسوله) وهي التي لا يجوز لأحد من المسلمين كائنًا من كان هجرها أومخالفتها وإلا فلا حظ له في الإسلام" »

وقد اختلف معنى السنة في اصطلاح المشرّعين حسب اختلاف اختصاصاتهم، فهي عند الأصوليين والفقهاء غيرها عند المحدثين. فعند الأصوليين والفقهاء، فتستعمل للدلالة على:

  • فيما ثبت عن النبي من غير وجوب، وهي حكم من الأحكام الخمسة: (الواجب، الحرام، السنة، المكروه، المباح) مثال: صلاة ركعتين بعد المغرب. فاستعمال الفقهاء مصطلح "سنة" في بيان حكم استحباب عمل معين، ولا يستعملون مصطلح "حديث".
  • وتستعمل في لقاء حدثة البدعة. كقولهم: طلاق السنة كذا، وطلاق البدعة كذا. نطق النبي:
    «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد »

إذن، عملماء الفقه في استعمالهم للحديث ولمصطلح السنة، فإنما بحثوا عن حكم الشرع في أفعال العباد، مستدلين بما ورد عن النبي من سنة (قول أوعمل أوتقرير). كما يسمي الفهماء الالتزام بالقدر الوارد في الشريعة وعدم الزيادة والابتداع في الدين بـ "السنة"، ولا يسمون ذلك بـ "الحديث". ومنه مقولة عبد الرحمن بن مهدي المشهورة:

«سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعا»

وحين يتحدث الفهماء على الروايات تسليما أوتضعيفا إنما يستعملون مصطلح "الحديث"، ولا يستعملون مصطلح "السنة"، فيقولون: هذا حديث ضعيف، ولا يقولون: هذه سنة ضعيفة. أما عند المحدّثين، فالسنة مرادفة للحديث، وهي جميع ما أثر عن النبي من أخبار وأقوال وخلق وشمائل وأفعال سواء أثبت المنقول حكما شرعيا أم لا. والصلة بين المعنيين (اللغوي والاصطلاحي) عندهم واضحة، لأن قول النبي وعمله وتقريره طريقة متبعة عند المسلمين لا يجوز الحياد عنها، ودليله ما اتى في القرآن: Ra bracket.png وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا Aya-36.png La bracket.png - سورة الأحزاب. وهنالك بعض الأحاديث التي تدل على حتى هذا المعنى الاصطلاحي قد استخدم من قبل النبي. فمن هذه الأحاديث قوله:

«هجرت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي »

أقسام السنة

وتنقسم السنة إلى:

1- قولية: وهي جميع ما ورد من أقوال النبي من لفظه، في مختلف الأغراض والمناسبات فكل قول صحت نسبته إلى النبي وجب اتباعه فيه بحسب صيغته وما يقتضيه من وجوب ونحوه. ومثال عليها قوله:

«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرىء ما نوى»

أوقوله في ماء البحر:

«هوالطهور ماؤه الحل ميتته »

والأصل في حكم السنة القولية هوالوجوب. لأن الأصل في الأوامر هوالوجوب، والأصل في النواهي هوالتحريم، ما لم يرد ما يشير على خلاف ذلك، وهذا هوالمعتمد عند أهل الفهم.

2- عملية: وهي ما صدر عن النبي من أفعال في جميع أحواله، والتي نقلها لنا الصحابة، مثل: كيفية أداء الصلاة، وكيفية وضوءه، وأدائه لمناسك الحج، وما إلى ذلك. وهي عادة أقل في قوة التشريع من السنة القولية، فليس جميع أفعال النبي سنة يجب اتباعها، إلا فيما تعلق بالأفعال المتعلقة بالتشريع. ولهذا انقسمت أفعاله إلى ثلاثة أقسام:

أ- ما صدر عنه من أفعال خاصة به: وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان، فقد كان النبي يصوم اليومين وأكثر من غير حتى يأكل بينهما، وهوفي نفس الوقت ينهى أصحابه عن ذلك لاختلاف حاله غيره من الأمة(2)، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء، وكتهجده بالليل، حيث كان التهجد بالنسبة إليه يعد واجبا، كما يشير على ذلك القرآن: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ Aya-1.png قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا Aya-2.png نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا Aya-3.png أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا Aya-4.png إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا Aya-5.png La bracket.png - سورة المزمل.
ب- ما صدر عن النبي بحكم بشريته كالأكل والشرب والنوم، وما إلى ذلك، فهذا النوع من الأفعال، وإن كان لا يعد تشريعًا ولا يجب التأسي به، إلا أنه وُجدَ من الصحابة مَنْ كان يقتفي أثره في ذلك محبة فيه، وحرصًا على اتباعه، كعبد الله بن عمر.
ج- ما صدر عنه وقصد به التشريع والاتباع، وهونوعان:
  • أفعال وردت بيانًا لمجمل ما اتى في القرآن، فمثلا: فما صدر عنه من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانًا لقول الله في القرآن: Ra bracket.png إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ Aya-20.png La bracket.png - سورة المزمل. نطق النبي:
    «صلوا كما رأيتموني أصلي»
وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانًا لقول الله في القرآن: Ra bracket.png فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ Aya-97.png La bracket.png - سورة آل عمران. وما إلى ذلك من الأفعال التي تحمل الصبغة التشريعية.
  • أفعال عملها النبي ابتداءً، عملى الأمة متابعته فيها، والتأسي به ، للآية: Ra bracket.png لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا Aya-21.png La bracket.png - سورة الأحزاب. وهذا إذا فهمت صفته الشرعية. مثال ذلك قول عمر حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه:
    «إني أفهم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك»

3- تقريرية: وهي جميع ما أقره النبي مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال، بسكوت منه وعدم إنكار، أوبموافقته وإظهار استحسانه وتأييده. ومثالها ما رواه أبوسعيد الخدري نطق:

«خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم أتيا رسول الله فذكرا ذلك له، فنطق للذي لم يعد: «أصبت السنة»، ونطق للآخر: «لك الأجر مرتين» »

4- وصفية: وهي تضم نوعين:

  • الصفات الخُلُقية (بضمّ الخاء واللام): وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة وما حباه به من الشيم النبيلة. ومثالها ما رواه البخاري عن أنس بن مالك نطق:
    «لم يكن النبي سبَّابا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا»
  • الصفات الخَلقية (بفتح الخاء): وتضم هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية. ومثالها حديث أم معبد الذي أورده ابن كثير في البداية والنهاية بطوله، نطقت أم معبد:
    «"مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! نطق: صفيه لى يا أم معبد. فنطقت: "إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هوتقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إذا صمتَ عمليه الوقار، وإن تحدث سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب..."»
    (3)

مكانة الحديث والسنة في الشريعة

تعتبر السنة أوالحديث عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن، فمكانة السنة رفيعة ولها قوة تشريعية ملزمة، واتباعها واجب، وعليها يقوم جزء كبير من كيان الشريعة، ومعنى المصدر الثاني أي في العدد وليس في الترتيب فإذا صحت السنة، أوإذا صح الحديث - من حيث السند - عما ورد عن النبي، كان بمنزلة القرآن تماما في تصديق الخبر والعمل بالحكم. وهذا ما أجمع عليه الفهماء قديما وحديثا، من السلف ومن اتى بعدهم.

وتتبين منزلة السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي في عدد من النقاط، أبرزها:

  • أن السنّة مبيّنة للقرآن: فقد كلّف النبي بمهمة تبيين ما نزّل إلى الناس، وتأدية الرسالة، وتبيين المراد من آيات الله. كما اتى في سورة النحل: Ra bracket.png بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ Aya-44.png La bracket.png - سورة النحل
  • والسنة مفصلة لمجمل القرآن، ففي القرآن آيات تأمر بالصلاة والزكاة أمرا مجملا، كما اتى في سورة النور: Ra bracket.png وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ Aya-56.png La bracket.png - سورة النور، فتأتي السنة النبوية فتفصل عدد الصلوات، وأوقاتها، وعدد ركعاتها، ومبطلاتها، وتدل على شروطها وأركانها، كما تفصّل السنة النبوية ذكر الأموال التي فيها زكاة، والتي لا زكاة فيها، والأمثلة على تفصيل السنة لما ورد في القرآن مجملا كثيرة، كأحكام الصوم والحج والبيع وغيرها. أخرج الخطيب البغدادي وأبوسعد السمعاني بسنديهما إلى عمران بن حصين:
    «أنه كان جالسا ومعه أصحابه، فنطق رجل من القوم: لا تحدثونا إلا بالقرآن. فنطق له: ادن. فدنا. فنطق: أرأيت لووكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين،يا ترى؟ أرأيت لووكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة،يا ترى؟ ثم نطق: أي قوم! خذوا عنا، فإنكم والله إذا لا تعملوا لتضلنّ.»
  • وفي السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأت في القرآن، كتحريم نكاح المرأة على عمتها أوخالتها(4)، وحد استهلك الخمر، ورجم الزاني المحصن، نطق الشوكاني:
    «إن ثبوت حجّية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلامن لا حظ له في الإسلام.»
  • وفي السنة تخصيص لعموم محكم القرآن، ومن ذلك تخصيص الحديث:
    ««لا يرث المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ».»
    لآية: Ra bracket.png يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا Aya-11.png La bracket.png - سورة النساء، نطق الخطيب البغدادي:
    «"فكان ظاهر هذه الآية يشير على حتى جميع والد يرث ولده، وكل مولود يرث والده، حتى اتىت السنّة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين، وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث."»
  • والقرآن نفسه يرد إلى السنة، ويوجب على المسلمين حتى يطيعوا الرسول، ويعُدّ طاعة الرسول طاعة لله. كما اتى في سورة النساء: Ra bracket.png مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا Aya-80.png La bracket.png - سورة النساء، ويقرر القرآن حتى النبي أسوة حسنة لكل من آمن بالله واليوم الآخر: Ra bracket.png لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا Aya-21.png La bracket.png - سورة الأحزاب، وأوجب الله في القرآن النزول على حكم النبي في جميع خلاف، وأقسم الله على نفي الإيمان عن جميع من لا يحكّمه ولا يرضى بحكمه، حتى يحكّمه ويرضى بحكمه، اتى في سورة النساء: Ra bracket.png فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا Aya-65.png La bracket.png - سورة النساء، وأبلغ الله حتى النبي أوتي القرآن والحكمة (التي هي السنّة) ليفهم الناس أحكام دينهم ويزكيهم: Ra bracket.png لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ Aya-164.png La bracket.png - سورة آل عمران نطق الشافعي في هذه الآية:
    «سمعت من أرضى من أهل الفهم بالقرآن يقول: الحكمة سنّة رسول الله... فلم يجز حتى ينطق الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله ، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره.»
    وهناك نصوص قرآنية أخرى عديدة تلزم المسلم بطاعة الرسول وامتثال أمره فمن ذلك: Ra bracket.png قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ Aya-32.png La bracket.png - سورة آل عمران، وRa bracket.png إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ Aya-51.png La bracket.png - سورة النور، وRa bracket.png مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ Aya-7.png La bracket.png - سورة الحشر، وغيرها، فدلّت هذه الآيات على حتى السنّة في رتبة تشريعية ملزمة.
  • أما في الحديث النبوي، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه البخاري نطق:
    «عن أبي هريرة عن رسول الله أنه نطق: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى». نطقوا: يا رسول الله، من يأبى،يا ترى؟ نطق: «من أطاعني ولج الجنّة، ومن عصاني فقد أبى».»
    وروى أبوداود والترمذي وابن ماجه والدارمي عن العرباض بن سارية نطق:
    «وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا. نطق: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، عمليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن جميع بدعة ضلالة» »
    وأخرج أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان عن المقداد بن معد يكرب نطق:
    «أن رسول الله نطق: «ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول : بيننا وبينهم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه ليس كذلك» .»
    ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري نطق:
    «أن رسول الله نطق: «إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فنطق يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالناتى فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق» »
    وما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة وأحمد والحاكم وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي، منهم أبوذر وأبوهريرة وعبد الله بن عمر:
    «أن رسول الله نطق: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله» .»

وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر فهماء المسلمين من بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام الشافعي فنطق:

«أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله : لم يكن له حتى يدعها لقول أحد من الناس.»

ونطق ابن تيمية:

«وليفهم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاما - : يتعمد مخالفة رسول الله في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينياً على وجوب اتباع الرسول وعلى حتى جميع أحد من الناس يؤخذ من قوله ويهجر إلا رسول الله »

الحديث القدسي

الحديث القدسي هوما رواه النبي عن الله، أوهوجميع حديث يضيف فيه النبي قولا إلى الله.. وقد يحدث بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والإلقاء في الروع، وعلى لسان الملك، أومن وراء حجاب، أوتكليما مباشرا. وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل: (نطق الله تعالى)، أو: (يرويه عن ربه تبارك وتعالى)، أو: (إن روح القدس نفث في روعي) وهوكلام الله بالمعنى واللفظ للرسول. نطق الشريف الجرجاني:

«الحديث القدسي هومن حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله فهوما أبلغ الله تعالى به نبيه بإلهام أوبالمنام فأبلغ عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا»

ونطق المناوي:

«الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أوبالمنام فأبلغ النبي عن ذلك المعنى بعبارة نفسه »

ونطق محمد عبد العظيم الزرقاني:

«الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول »

ونسبة الحديث إلى القدس (وهوالطهارة والتنزيه) لأنه صادر عن الله من حيث أنه هوالمتحدث به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلأن النبي هوالحاكي له عن الله.

الفرق بين الحديث القدسي والنبوي

والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى حتى هذه نسبتها إلى النبي، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله، والنبي يحكيه ويرويه عنه، ولذلك قيدت بالقدس أوالإله، فقيل : أحاديث قدسية أوإلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي، فقيل فيها:

«أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول ، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول لا يقول إلا الحق »

ومصداقه قول الله في سورة النجم: Ra bracket.png وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى Aya-3.png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى Aya-4.png La bracket.png - سورة النجم.

ومن أبرز الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي:

  • الحديث القدسي ينسبه النبي إلى الله، أما الحديث النبوي: فلا ينسبه إليه.
  • الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والراتى، وكلام الله مع مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية. أما الأحاديث النبوية فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام.
  • الأحاديث القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة جداً.
  • الأحاديث القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وعملية وتقريرية.

عدد الأحاديث القدسية ونماذج منها

ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي حتى عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، نطق:

«إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما حتى بعضهم جمعها في جزء كبير»

وبلغ بها المناوي: 272 حديث قدسي. وبلغ بها الشيخ محمد المدني 863 حديثا.

ومن الأمثلة على الحديث القدسي:

  • ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة نطق:
    «نطق رسول الله  : «إن الله يقول: أنا عند افترض عبدي بي، وأنا معه إذا نادىني»»
  • وما رواه الترمذي عن معاذ: نطق:
    «سمعت رسول الله يقول:«نطق الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء»»
  • وما رواه البخاري عن أبي هريرة نطق:
    «نطق رسول الله  : «نطق الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل منح بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره.»»

أهم خط الحديث القدسي

  • المقاصد السنية في الأحاديث الإلهية - علاء الدين علي بن بلبان بن عبد الله الفارسي الشهير بابن بلبان. (المتوفى 739هـ)
  • الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية - محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي. (المتوفى 1031هـ) وجمع فيه 272 حديثا قدسيا.
  • الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية - محمد بن محمود الطربزوني الحنفي الشهير بالمدني. (المتوفى 1200هـ) وجمع فيه 863 حديثا.

ومن الخط المعاصرة:

  • الجامع في الأحاديث القدسية - عبد السلام بن محمد علوش.
  • السليم المسند من الأحاديث القدسية - مصطفى العدوي.
  • الأحاديث القدسية - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية/مصر.

علوم الحديث

الحديث
تاريخ الحديث
فهم الحديث
فهم مصطلح الحديث
فهم الرجال
فهم التراجم
أهل الحديث

اعتنت الأمة الإسلامية بحديث النبي منذ بداياتها، وحاز حديث النبي من الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير، فقد نقل لنا الروة أقوال الرسول في الشؤون كلها العظيمة منها أواليسيرة، بل في الجزئيات التي قد يتوهم أنها ليست موضع اهتمام، فنقلوا لنا جميع التفاصيل في أحوال النبي سواء في الطعام أوالشراب أوبكيفية نومه ويقظته أوقيامه أوقعوده، وكان من حرصهم على الحديث حتى يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للفهم ، فعن عمر بن الخطاب أنه نطق:

«كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا هبط عمل مثل ذلك »

ويرجع للصحابة الفضل في بدء فهم رواية الحديث، وذلك أنه بعد وفاة النبي ومع انتشار الإسلام واتساع البلاد الإسلامية أقام الصحابة في البلاد المتفرقة ينشرون الفهم ويبلغون الحديث فصار الحديث فهما يروى وينقل، ووجد بذلك فهم الحديث رواية. وكان الصحابة يروي بعضهم عن بعض ما سمعوه من النبي، وكذلك من اتى بعدهم من التابعين كانوا يروون عن الصحابة، ولمقد يكونوا يتوقفون في قبول أي حديث يرويه صحابي عن النبي، وظل الأمر على هذه الحال حتى سقطت الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وما تبع ذلك من انقسامات واختلافات، وظهور الفرق والمذاهب المتنوعة، فأخذ الدَّسُ على السنة يكثر شيئاً فشيئاً، وبدأ جميع فريق يبحث عن ما يسوغ بدعته من نصوص ينسبها إلى النبي، وعندها بدأ الفهماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث، ولا يقبلون منها إلا ما عهدوا طريقها واطمأنوا إلى ثقة رواتها وعدالتهم. روى مسلم في سليمه عن مجاهد نطق:

«اتى بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول : نطق رسول الله ، نطق رسول الله ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه - أي لا يستمع - ولا ينظر إليه، فنطق: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أُحدثك عن رسول الله ولا تسمع،يا ترى؟ فنطق ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : نطق رسول الله ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعهد»

وقد أخرج مسلم في مقدمة سليمه أيضا عن محمد بن سيرين أنه نطق:

«لمقد يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما سقطت الفتنة نطقوا: سَمُّوا لنا رجالكم»

واتبعهم في ذلك التابعون وتابعوهم، ووضعوا قواعد فهمية في قبول الأخبار من غير حتى ينصوا على كثير من تلك القواعد، ثم اتى أهل الفهم من بعدهم فاستنبطوا تلك القواعد من منهجهم في قبول الأخبار وفهم الرواة الذين يعتد بروايتهم أولا يعتد بها، كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها، وقواعد الجرح والتعديل وكل ما يلحق بذلك.

إذن فغاية فهم الحديث هوفهم سليم الحديث من ضعيفه، وما يقبل وما يرد من الحديث وذلك من خلال النظر في سند الحديث ومتنه، وأحوال رجاله وما يتعلق بهم جرحا أوتعديلا، أوفيما يتعلق بما يتصل بالحديث من أحكام ودلائل ومعهده ناسخه من منسوخه وفهم رواتب نقلة الحديث من الصحابة والتابعين والتفاوت بينهم، والتفاوت في الأسانيد من حيث الاتصال أوالانقطاع منها والسلامة من العلل وما إلى ذلك. نطق السيوطي:


فهم الحديث ذوقوانين تحد يدرى بها أحوال متن وسند
فذلك الموضوع والمقصود أن يعهد المقبول والمردود


ثم ما لبثت علوم الحديث حتى تكاملت، وتفرعت منها علوم كثيرة جدا ومتنوعة، ذكر ابن الصلاح منها خمسة وستين نوعاً، ثُمَّ نطق:

«وليس ذلك بآخر الممكن فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى»

حتى حتى الحازمي نطق:

«فهم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة، جميع نوع منها فهم مستقل، لوأنفق الطالب فيه عمره، ما استوعب نهايته»

ومن أبرز علوم الحديث:

فهم مصطلح الحديث

ويطلق عليه أيضا فهم الرواية، وبهقد يكون الدليل على ما يقبل وما يهجر من أحاديث، وهوفهم بأصول وقواعد يعهد بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد . وفهم مرتبة الحديث (سليم، حسن، ضعيف، أوغيره). وفهم طريقة أخذ الحديث بين الرواة، ودراسة ألفاظ تقع في متن الحديث من حيث الغرابة والإشكال. ويقابله فهم دراية الحديث، وهوفهم تتعهد منه أنواع الرواية، وأحكامها، وشروط الرواية، وأصناف المرويات، واستخراج معانيها.

ومن المصطلحات المشهورة في فهم الحديث:

  • السند: هوالطريق الموصلة إلى المتن، أي رجال الحديث، وسموه بذلك لأنهم يسندونه إلى مصدره.
  • الإسناد:هوالإخبار عن طريق المتن أوحمل الحديث إلى قائله.
  • المتن:هوما انتهى إلى السند. (أي هونص الحديث أوالخبر أوالأثر).
  • المخرج (بضم الميم وكسر الراء): ذكر رواته، فالمخرج هوذاكر رواة الحديث. كقولنا: أخرجه البخاري أوأخرجه مسلم.
  • المحدث (بضم الميم وكسر الدال): هوالعالم الذي يشتغل بفهم الحديث رواية ودراية ويحيط بطرق الحديث وأسماء الرواة والمتون.
  • الحافظ:هومن حفظ مائة ألف حديث متنا واسنادا ووعي ما يحتاج إليه. وهوأحمل درجة من المحدث، ويكون ما يعهده في الطبقة أكثر مما يجهله.
  • الحاكم:هومن أحاط لجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتاريخا، حتى لا يفوته منها إلا اليسير.
  • وأعلى منهم جميعاً أمير المؤمنين في الحديث: وبه يلقب شعبة بن الحجاج والبخاري وسفيان الثوري.

ومن أنواع الحديث المشهورة من ناحية السند:

  • الحديث السليم: هوما اتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن مثله، وخلا من شذوذ أوعلة قادحة. والحديث السليم ينقسم إلى قسمين:
  1. السليم لذاته: هوالحديث الذي اشتمل على أعلى صفات القبول بأن كان متصل السند بنقل العدول الضابطين ضبطا تاما عن مثلهم من مبدأ الحديث إلى آخره وخلا من الشذوذ والعلة، ويسمى هذا القسم ((السليم لذاته)) لأنه استوفى شروط الصحة ولم يكن في حاجة لمن يجبره، فصحته نشأت من ذاته لا من حديث آخر خارج عنه.
  2. السليم لغيره: هوالحديث الذي قصرت شروطه عن الدرجة العليا بأن كان الضبط فيه غير تام. وإنما سمي ((بالسليم لغيره)) لأن صحته نشأت من غيره لشواهده ولكثرة طرقه.، وهوالحديث الحسن إذا تعددت طرقه، وسُمي سليماً لغيره؛ لأنه إنما وصل إلى درجة الصحة من أجل تعدد الطرق.
  • الحديث الحسن: هوما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطا غير تام عن مثله، من أوله إلى آخره وسلم من الشذوذ والعلة، فهوما جمع شروط السليم إلا حتى الضبط أخف ((العدل في الحديث الحسن خفيف الضبط وفي الحديث السليم تام الضبط)). وينقسم الحديث الحسن إلى قسمين:
  1. الحسن لذاته: وهوما اتصل اسناده بنقل عدل خفيف الضبط عن مثله من أول السند إلى آخره وسلم من الشذوذ والعلة، وسمي ((بالحسن لذاته)) لأن حسنه لم يأته من أمر خارجي، وإنما اتىه من ذاته. فهوالحديث الذي تطرق إليه ضعف أنزله عن درجة الحديث السليم، ولم يصل به إلى درجة الحديث الضعيف
  2. الحسن لغيره: هوما كان في إسناده مستور لم يتحقق أهليته غير مغفل ولا كثير الخطأ في روايته ولا متهم بتعمد الكذب فيها ولا ينسب إلى مفسق آخر، أوهو((أي الحسن لغيره)) ما فقد شرطا من شروط الحسن لذاته ويطلق عليه اسم ((الحسن لغيره)) لأن الحسن اتى إليه من أمر خارجي بتعدد طرق الحديث، فهوالحديث الذي هبط عن درجة الحسن لما كان فرداً، ولكن بمجموع الطرق -وكلها لا تخلومن الضعف- يترقى إلى الحسن لا لذاته بل بالمجموع.
  • الحديث الضعيف: وهوما لم يجتمع فيه صفات السليم، ولا صفات الحسن، عملى هذاقد يكون الحديث ضعيفا إما لانقطاعه وعمد اتصال سنده، أولضعف بعض رواته، أولشذوذ فيه أوعلة قادحة، وقد يحدث الحديث ضعيفا لأكثر من سبب في ذلك. والأحاديث الضعيفة متفاوتة فبعضها أشد ضعفا من بعض، وذلك أنه لما كانت صحة الحديث راجعة إلى تمكن شروط القبول في الإسناد والمتن، فكذلك ضعف الحديث راجع إلى فَقْد هذه الصفات، أوبعضها، وليس الذي فَقَدَ شرطا كالذي فَقَدَ شرطين، وليس الذي فَقَدَ شرطين كالذي فقد ثلاثة إلى غير ذلك، فحدثا كثر تخلف الشروط؛ كان الضعف أشد - في الجملة - وذلك حتى الطعن في العدالة أشد من فَقْدِ الضبط والاتصال، ونحوذلك.

أهم خط فهم المصطلح

من أبرز المؤلفات في فهم مصطلح الحديث:

  • أدب الإملاء والاستملاء - المؤلف : السمعاني، أبوسعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني التميمي (المتوفى : 562هـ)
  • ألفية العراقي في علوم الحديث (التبصرة والتذكرة) - المؤلف : العراقي أبوالفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (المتوفى : 806هـ)
  • الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث - المؤلف : ابن كثير، أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى : 774هـ)
  • تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - المؤلف : السيوطي، عبد الرحمن بن أبوبكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)
  • التقريب والتيسير لفهم سنن البشير النذير في أصول الحديث - المؤلف : النووي، أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى : 676هـ)
  • تيسير مصطلح الحديث - المؤلف : محمود الطحان
  • شرح التقريب والتيسير لفهم سنن البشير النذير - المؤلف: السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (المتوفى : 902هـ)
  • فهم علوم الحديث للحاكم - المؤلف : الحاكم النيسابوري، أبوعبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى : 405هـ)
  • مقدمة ابن الصلاح - المؤلف : ابن الصلاح، أبوعمروعثمان بن عبد الرحمن بن موسى الكردي الشهرزوري المشهور بابن الصلاح (المتوفى : 643هـ)
  • نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر - المؤلف : ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ)

وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم خط مصطلح الحديث عند أهل السنة والجماعة

علوم التراجم والرجال

كتاب سير أعلام النبلاء، من تأليف الإمام المضىي،أحد أشهر وأكبر خط التراجم والرجال، والكتاب مرتب على التراجم بحسب الوفيات ابتداء من الصحابة إلى نهاية القرن السابع الهجري، وهوكتاب مهم وعظيم، يعمد المؤلف فيه إلى البيان الكامل لاسم صاحب الترجمة، ونسبه ومكانته، وقيمته الفهمية، ومولده، ونشأته، وفهمه، وشيوخه، وتلامذته، وتاريخ المولد والوفاة، وتقديم النقد في مكانه المناسب، مع نقد الأحاديث

فهم التراجم أوفهم تراجم الرجال، هوالفهم الذي يتناول سير حياة الأعلام من الناس عبر العصور المتنوعة. وهوفهم دقيق يبحث في أحوال الشخصيات والأفراد من الناس الذين هجروا آثارا في المجتمع. ويتناول هذا الفهم كافة طبقات الناس من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والفهماء في شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم. ويهتم بذكر حياتهم الشخصية، ومواقفهم وأثرهم في الحياة وتأثيرهم في التاريخ.

كما ينظر في جميع ما يتعلق بشؤون رواة الحديث وشيوخهم وتلاميذهم ورحلاتهم ومن اجتمعوا به أولم يجتمعوا به من أهل عصرهم، ومركزهم الفهمي في عصرهم وعاداتهم وطبائعهم وشهادة عارفيهم لهم أوعليهم، وسائر ما له صلة بتكوين الثقة والحكم عليهم جرحا أوتعديلا فمثلا، من الأمور المهمة جدا في فهم الحديث وفهم الرواية، فهم تاريخ ولادة الرواة وتاريخ موتهم فبذلك يستدل الفهماء على كون الراوي استوعب من يروي عنه أم لم يدركه. ومثال ذلك ما رواه الخطيب البغدادي نطق:

«قدم عمر بن موسى حمص، فاجتمع الناس إليه في المسجد، فجعل يقول: (حدثنا شيخكم الصالح)، فلما أكثر سأله عفير بن معدان: من شيخنا الصالح،يا ترى؟ سمه لنا نعهده. فنطق: خالد بن معدان. نطق: قلت له: في أي سنة لقيته،يا ترى؟ نطق: لقيته سنة ثمان ومائة. قلت: فأين لقيته،يا ترى؟ نطق: لقيته في غزاة أرمينية. نطق: فقلت: اتق الله يا شيخ ولا تكذب! توفي خالد بن معدان سنة أربع ومائة، وأنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين! وأزيدك أخرى، إنه لم يغز أرمينية قط. كان يغزوالروم.»

أهم خط التراجم والرجال

ومن أبرز المؤلفات في فهم التراجم:

  • الطبقات الكبرى - المؤلف : ابن سعد، أبوعبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى : 230هـ)
  • تذكرة الحفاظ - المؤلف : المضىي، شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز المضىي (المتوفى : 748هـ)
  • التاريخ الصغير، والتاريخ الكبير - المؤلف : البخاري، أبوعبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري (المتوفى : 256هـ)
  • سير أعلام النبلاء - المؤلف : شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز المضىي (المتوفى : 748هـ)
  • الوافي بالوفيات - المؤلف : صلاح الدين الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى : 764هـ)
  • تاريخ بغداد - المؤلف : الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى : 463هـ)
  • تاريخ دمشق - المؤلف : ابن عساكر، أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي (المتوفى : 571هـ)

أما فهم الرجال ويطلق عليه أيضا فهم الجرح والتعديل، فيبحث فیه عن أحوال رواة الحديث من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أوعدمه. وقيل في تعريفه أيضا : هوفهم وضع لتشخيص رواة الحديث، ذاتا ووصفا، ومدحا وقدحا.وهوفهم يفهم سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت سليمة أوحسنة أوضعيفة أوموضوعة.

عملم الرجال، أوفهم الجرح والتعديل، والجرح:هوحتى يذكر الراوي بما يوجب رد روايته من إثبات صفة رد، أونفي صفة قبول مثل حتى ينطق: هوكذاب، أوفاسق، أوضعيف، أوليس بثقة، أولا يعتبر، أولا يخط حديثه. وغر ذلك، والتعديل هوحتى يذكر الراوي بما يوجب قَبول روايته: من إثبات صفة قَبول أونفي صفة رد، مثل حتى ينطق: هوثقة، أوثبت، أولا بأس به، أولا يرد حديثه.، إذن فالجرح هوالطعن في الراوي من ناحية فأكثر، والتعديل هوتوثيق الراوي وقبول روايته.

فخلاصة هذا الفهم هونقد الرواة، والتنقيب عن أحوالهم وخفايا أمورهم، والإفصاح بما فيهم من العيوب التي تسبب عدم الثقة بأخبارهم، من باب النصيحة للأمة.، فقد أجمع الجماهير من أئمة الحديث والفقه، أنه يشترط فيه حتىقد يكون عدلا ضابطا، بأنقد يكون مسلما، بالغا، عاقلا، سليما من مسببات الفسق وخوارم المروءة..

وقد سقط الاتفاق بين الفهماء حتى الجرح جائز تبيانا للواقع ولم يعدوا ذلك من الغيبة. نطق الخطيب البغدادي:

«...لأن أهل الفهم أجمعوا على حتى الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر، وفي ذلك مرشد على جواز الجرح لمَن لم يكن صدوقاً في روايته.»

ونطق الدارقطني:

«فإن افترض ظان أوتوهم متوهم حتى التحدث فيمَن روى حديثاً مردوداً غيبة له؛ ينطق له: ليس هذا كما ظننت، وذلك حتى إجماع أهل الفهم على حتى هذا واجب ديانة ونصيحة للدين والمسلمين»

وروى ابن عدي عن أبي بكر بن خلاد أنه نطق ليحيى القطان:

«أما تخشى حتىقد يكون هؤلاء الذين هجرت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة؟فنطق: لأنقد يكونوا خصمائي أحبُّ إليَّ من حتىقد يكون خصمي رسول الله يقول لي لم لمْ تذب الكذب عن حديثي؟»

ونطق الترمذي في كتاب العلل:

«وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تحدثوا في الرجال... وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أفهم النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أوالغيبة إنما أرادوا عندنا حتى يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعهدوا لأن بعض الذين ضعفوا كان صاحب بدعة وبعضهم كان متهما في الحديث وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطإ فأراد هؤلاء الأئمة حتى يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبيتا لأن الشهادة في الدين أحق حتى يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال»

أهم خط الجرح والتعديل

ومن أبرز الخط المتعلقة بعلوم الرجال والجرح والتعديل:

  • إكمال الكمال - المؤلف : ابن ماكولا، أبونصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا (المتوفى : 475هـ)
  • إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - المؤلف:أبوعبد الله علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي (المتوفى: 762هـ)
  • تهذيب التهذيب - المؤلف : ابن حجر العسقلاني، أبوالفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ)
  • تهذيب الكمال - المؤلف : المزي، جمال الدين أبوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (المتوفى : 742هـ)
  • الثقات لابن حبان - المؤلف : ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبوحاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى : 354هـ)
  • الكامل في ضعفاء الرجال - المؤلف : ابن عدي، أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (المتوفى : 365هـ)
  • الجرح والتعديل - المؤلف : ابن أبي حاتم، أبومحمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ)
  • الضعفاء - المؤلف : أبونعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى : 430هـ
  • الضعفاء الصغير - المؤلف : البخاري، أبوعبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري (المتوفى : 256هـ)
  • الضعفاء الكبير - المؤلف : أبوجعفر العقيلي، أبوجعفر محمد بن عمروبن موسى بن حماد العقيلي (المتوفى : 322هـ)
  • الضعفاء والمتروكين - المؤلف : النسائي، أبوعبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي (المتوفى : 303هـ)
  • فهم الثقات - المؤلف : العجلي، أبوالحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (المتوفى : 261هـ)
  • ميزان الاعتدال في نقد الرجال - المضىي، المؤلف : شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز المضىي (المتوفى : 748هـ)

وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم خط علوم التراجم والرجال عند أهل السنة والجماعة

فهم العلل

فهم العلل هوالفهم الذي يبحث في الأسباب الخفية الغامضة التي يمكن حتى تقدح في صحة الحديث، كأنقد يكون الحديث منبترا فيروى على أنه موصول، أوحتى يدخل حيث في حديثأ أوحتىقد يكون في الحديث تدليس أوما أشبه ذلك. عملم العلل يفهم جميع سبب يقدح في صحة الحديث سواء كان غامضاً أوظاهراً، وكل اختلاف في الحديث سواء كان قادحاً أوغير قادح. فقد يحدث الحديث ظاهره الصحة من نواحي اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبطهم، وعدم الشذوذ، فظاهر الحديث أنه سليم، لكن فيه علة لا يعهدها إلا المتخصص. والعلة الخفية تجيء غالباً في سند الحديث، وقد تجيء في متنه، وقد تجيء في السند والمتن معاً، وهي (العلة الخفية) غالباً في السند، وقليلاً في المتن، فالأحاديث المعلة متونها أقل بكثير من الأحاديث التي أعلت في أسانيدها.

نطق الألباني في تعليقه على أحد الأحاديث:

«إن ابن حزم نظر إلى ظاهر السند، فصححه ؛ وذلك مما يتناسب مع ظاهريته، أما أهل الفهم والنقد، فلا يكتفون بذلك، بل يتتبعون الطرق، ويدرسون أحوال الرواة، وبذلك يتمكنون من فهم ما إذا كان في الحديث علة أوْ لا ؛ ولذلك كان فهم علل الحديث من أدقِّ علوم الحديث، إذا لم يكن أدقَّها إطلاقاً...»

نطق السيوطي في تعريفه للعلل:

وعلة الحديث: مسببات خفت تقدح في صحته، حين وفت
مع كونه ظاهره السلامة فليحدد المعل من قد رامه
ما ريء فيه علة تقدح في صحته بعد سلامة تفي
يدركها الحافظ بالتفرد والخلف مع قرائن، فيهتدي
كتاب شرح علل الترمذي للإمام ابن رجب الحنبلي، وهويبحث في أقسام الرواة، وأنواع عمل الحديث وحكم الرواية بها، والاحتجاج بالمرسل، ودرجات الحديث : السليم، والحسن، والحسن السليم، والغريب، وشرط الترمذي في السنن. ثم أضاف ابن رجب فوائد وقواعد كفهم أعيان الثقات الذين تدور غالب الأحاديث السليمة عليهم، وكثقات لا يذكرون غالباً في أكثر خط الجرح والتعديل، ومن عهد بالتدليس، وعبارات التدليس

وفهم العلل ممتد من فترة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة، حيث كان أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب يحتاطان(5) في قبول الأخبار، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً ؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي، ثم اهتم الفهماء به من بعد؛ لئلا ينسب إلى السنة شيء ليس منها خطأ. عملم العلل له مزية خاصة، فهوكالميزان لبيان الخطأ من الصواب، والسليم من المعوج، وقد اعتنى به أهل الفهم قديماً وحديثاً عناية بالغة.

ولا تتأتى فهم العلة في الحديث إلا من خلال فهم قرائن أحوال الحديث وجمع طرقه كلها ودراستها ومقارنتها، نطق الإمام مسلم:

« فبجمع هذه الروايات ولقاءة بعضها ببعض، تتميز سليمها من سقيمها، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم الحفاظ»

ونطق الخطيب البغدادي:

«والسبيل إلى فهم علة الحديث حتى يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الضبط والاتقان.»

فإن جميع حديث له قرائن ومرجحات خاصة تحف به وتوجب الوقوف على علة الحديث الخفية. نطق الحافظ العلائي:

« ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث بل جميع حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات»

ومن الأمثلة على أنواع العلل في الحديث:

  • أن يروي المحدث عن أحد شيوخه فيغلط الراوي عليه فيروي حديثه عنه من غير ذلك الطرق.
  • أن يتحدث أحد الصحابة أوالتابعين في فقه مسألة أوحادثة فيغلط الراوي فيرويه عنه مسندا مرفوعا إلى النبي، فيأتي بعض الفهماء إلى الإسناد المرفوع فيصححه.
  • ومن أنواع العلل: حديث الراوي الذي في أصله ثقة، ولكن روايته عن بعض الشيوخ ضعيفة.
  • ومن العلل الخفية: سقوط أحد الرواة من الإسناد.
  • ومن العلل الخفية: الإرسال الخفي (وهوحتى يروي الراوي عن شيخ لم يسمع منه)، لتعاصر الراوي وشيخه في بلد واحد ووقت واحد.

وفهم علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب. وهوفهم دقيق لم يقم به إلا قلة من المتقدمين من الفحول الكبار، وأقل منهم من المتأخرى ن، وذلكم لغموضه، وقد يعلون الحديث من غير بيان لوجه العلة، وهذا يجعل الأمر في غاية الصعوبة لمن أراد دراسة هذا الفن . فقد روى الحاكم نطق:

«عن أبي غرسة الرازي، حتى رجلا نطق له: ما الحجة في تعليلكم الحديث،يا ترى؟ نطق: الحجة حتى تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة - يعني: محمد بن مسلم بن وارة - وتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه، فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام جميع منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته، فافهم حتى كلا منا تحدث على مراده، وإن وجدت الحدثة متفقة فافهم حقيقة هذا الفهم، نطق: فعمل الرجل فاتفقت حدثتهم عليه، فنطق: أشهد حتى هذا الفهم إلهام.»

ونطق الحاكم أيضا:

«إنَّ السليم لا يعهد بروايته فقط، وإنَّما يُعهد بالفهم والحفظ وكثرة السماع، وليس لهذا النوع من الفهم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والفهم، ليظهر ما يخفى من علة الحديث، فإذا وُجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد السليمة غير مخرّجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل الفهم به لتظهر علّته»

أهم خط فهم العلل

ومن أبرز الخط المتعلقة بفهم علل الحديث:

  • الإلزامات والتتبع - المؤلف : الدارقطني، أبوالحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى : 385هـ)
  • التمييز - المؤلف : أبوالحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كرشان القشيري العامري النيسابوري (المتوفى : 261هـ)
  • شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن السلامي البغدادي الدمشقي (المتوفى : 795هـ)
  • العلل - المؤلف : علي بن المديني أبوالحسن علي بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر بنِ نجيح بنِ بكر بن سعد (المتوفى : 234هـ)
  • العلل - المؤلف : أحمد بن حنبل، أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ)
  • المنتخب من العلل للخلال - المؤلف : ابن قدامة، موفق الدين أبومحمد عبد الله بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي (المتوفى : 620هـ)
  • علل الحديث - المؤلف : ابن أبي حاتم، أبومحمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ)
  • الجامع في العلل والفوائد - المؤلف: ماهر ياسين الفحل.

وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم خط العلل عند أهل السنة والجماعة

علوم أخرى

ومن العلوم الأخرى المهمة المتعلقة أيضا بالحديث النبوي:

  • فهم شرح الحديث

ويسمى هذا الفهم بفقه الحديث، أوفهم شرح الحديث، أوفهم معاني الحديث، أوفهم أصول تفسير الحديث، موضوع هذا الفهم هوحديث النبي من جهة القواعد الكلية والمسائل المتعلقة ببيان معاني الحديث، والمراد منه، ومسائله تحرير هدف الحديث ومقصده، ومعناه على جهة الإجمال، وسلامته من المعارض والناسخ، وتفسير الألفاظ، وبيان معانيها والمراد منها. وما يتعلق بها من الأحكام، مع بيان أقوال الفهماء في ذلك.

  • تخريج الحديث:

هوالدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة. وقيل: عزوالحديث إلى من أخرجه من أئمة وفهماء الحديث المعتبرين، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه. ونطق السخاوي: "التخريج هوإخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات والخط ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أوبعض شيوخه أوأقرانه أونحوذلك والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الخط والدواوين"، ونطق أيضاً: "وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج والعزو."

  • الناسخ والمنسوخ:

والنسخ هوحمل الشارع حكما منه متقدماً بحكم منه متأخر. أي:إلغاء حكم شرعي ورد في حديث ما (وهوالمنسوخ)، وإحلال حكم آخر محله(وهوالناسخ). والنسخ منه أنواع: كتخصيص العام، وتقييد المطلق، والاستثناء. ولا يصار للقول بالنسخ إلا إذا تعذر الجمع بين الأحاديث. فإن تعارضت الأدلة، فالواجب أولا هوالجمع إذا أمكن، فاعتبار الناسخ والمنسوخ، فالترجيح إذا تعين، ثم التوقف عن العمل بأحد الحديثين.

تدوين الحديث

مر تدوين الحدث النبوي بمراحل متعددة ومنتظمة، وقد بدأ الصحابة في تدوين الحديث في عهد النبي، وكانت هناك مجموعات من الأحاديث لعدد من الصحابة منها "الصحيفة الصادقة" لعبد الله بن عمروبن العاص، وكان لعلي بن أبي طالب صحيفة، وكان لأنس بن مالك ولعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله، لكل منهم صحيفة. وقد بلغ الصحابة أحاديث النبي للتابعين ومن بعدهم، فحذوا حذوهم في حفظها وكتابتها حتى ازدهر عصر التدوين الرقمي مع بداية القرن الثاني ونهاية القرن الأول للهجرة وأخذ تدوين الحديث يتسع ويأخذ صفة رسمية، ويصبح منهجا عاما لحفظ العلوم، وكان الدافع للتدوين هوحفظ الحديث من الاندثار بموت الأئمة الحفاظ، ومن التحريف والوضع الذي بدأ يظهر، فقام الأئمة الحفاظ يجمعون ما صح عن النبي من أحاديث.

الأحاديث الواردة في التدوين الرقمي

قد ورد النهي عن كتابة الحديث في أحاديث مرفوعة وموقوفة، كما ورد الإذن بها صريحة عن النبي. فمن الأحاديث الواردة في النهي ما رواه الإمام مسلم بن الحجاج في سليمه، نطق:

«حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري حتى رسول الله نطق: «لا تخطوا عني ومن خط عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج»»

وما رواه أحمد في مسنده نطق:

«حدثني إسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة نطق: كنا قعودا نخط ما نسمع من النبي فخرج علينا فنطق: «ما هذا تخطون»،يا ترى؟ فقلنا: ما نسمع منك. فنطق: «أكتاب مع كتاب الله»،يا ترى؟ فقلنا: ما نسمع. فنطق: «اخطوا كتاب الله، أمحضوا كتاب الله، أكتاب غير كتاب الله. أمحضوا كتاب الله أوخلصوه». نطق: فجمعنا ما خطنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار قلنا: أي رسول الله، أنتحدث عنك،يا ترى؟ نطق: «نعم، تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».»

ومن الأحاديث الواردة في إباحة الكتابة ما رواه أبوداود والحاكم والدارمي وأحمد وابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو، نطق:

«كنت أخط جميع شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش ونطقوا: أتخط جميع شيء تسمعه ورسول الله بشر يتحدث في الغضب والرضا،يا ترى؟ فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ بأصبعه إلى فيه فنطق: «اخط فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق».»

وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة أنه نطق:

«ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمروفإنه كان يخط ولا أخط.»

وما رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وغيرهم من حديث أبي هريرة نطق:

«لما فتح الله على رسوله مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم نطق: «إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن اغتال له قتيل فهوبخير النظرين إما حتى يفدى وإما حتى يقيد» فنطق العباس: إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فنطق رسول الله  : «إلا الإذخر» فقام أبوشاه رجل من أهل اليمن فنطق: اخطوا لي يا رسول الله. فنطق رسول الله  : «اخطوا لأبي شاه».»

وقد حمل النهي عن كتابة الحديث حتى ذلك خاص بأول الإسلام، ليشتغلوا بحفظ القرآن ويقبلوا على دراسته من الألواح والصحف، ويكون أخذهم للحديث بالممارسة والمجالسة. وقيل: إذا حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة، وقيل : إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ; لئلا يختلط، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة.

تاريخ التدوين الرقمي

نسخة مغربية من مخطوطة لموطأ مالك

أما فيما بعد وفاة النبي فقد اختلف الصحابة في تدوين الحديث، فكرهه بعضهم كعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبوموسى الأشعري وأبوسعيد الخدري، بينما رأى بعضه جوازه ومنهم علي بن أبي طالب وابنه الحسن وأنس بن مالك وعبد الله بن عمروبن العاص. وقد روي عن عمر أنه هم بتدوين الحديث فاستشار الصحابة فأشاروا عليه بذلك، ثم استخار الله شهراً، ثم نطق:

«إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم خطوا خطاً، فأكبوا عليها وهجروا كتاب الله عز وجل، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً»

وقد استدل الفهماء من هذا ما يؤكد حتى النهي إنما كان في بداية الأمر لعلة خشية وخوفاً من اختلاط الكلام النبوي بكلام الله عز وجل، ، ثم لما انتفت العلة أبيحت الكتابة.. نطق ابن الصلاح:

«ثم أنه زال ذلك الخلاف وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته.»
مخطوطة لكتاب غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام يرجع تاريخها لحوالي السنة 319هـ (931م)

أما عن التدوين الرقمي الرسمي وجمع السنة والأحاديث بشكل عام، فيكاد يجمع المؤرخون أنه بدأ على رأس المائة من القرن الأول للهجرة، حيث أمر عمر بن عبد العزيز الفهماء بجمع الحديث وتدوينه، فخط إلى أهل المدينة يقول :

«انظروا ما كان من حديث رسول الله صلّى الله عليه، فاخطوه، فإنّي خفت دروس الفهم وذهابَ الفهماء»

فاستجاب الفهماء لدعوة الخليفة، فألف الإمام مالك بالمدينة، وألف أبومحمد عبد العزيز بن جريج بمكة والأوزاعي بالشام، ومعمر بن راشد باليمن، وسعيد ابن أبي عروبة وحماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة، وعبد الله بن المبارك بخراسان، وهشيم بن بشير بواسط،وغير هؤلاء كثيرون. وكان منهج المؤلفين في هذا القرن جمع الأحاديث مختلطة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ويظهر ذلك بجلاء في موطأ الإمام مالك.

ثم وقع طور آخر في تدوين الحديث، وهوإفراد حديث النبي خاصة وكانت تلك المستوى على رأس المائتين، وهؤلاء الذين خطوا هذه المستوى، منهم من ألَّف على المسانيد، كأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وغيرهم، وأصحاب المسانيد لم يتقيَّدوا بالسليم بل خَرَّجُوا السليم والحسن والضعيف. ومنهم من ألَّف على الأبواب الفقهية كأصحاب الخط الستة المشهورة وهؤلاء منهم من تقيد في جمعه الأحاديث بالصحاح كالإمامين البخاري ومسلم ومنهم من لم يتقيَّد بالسليم بل جمع السليم والحسن والضعيف مع التنبيه عليه أحياناً ومع عدم التنبيه أحياناً أخرى، اعتماداً على فهم القارئ لهذه الخط ومقدرته على النقد وتمييز السليم من الضعيف والمقبول من المردود وذلك مثل أصحاب السنن الأربعة: أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

رواة الحديث

اصطلح الفهماء على حتى من روى أكثر من ألف حديث عد مكثرا، ولقد اشتهر سبعة رواة من صحابة رسول الله بكثرة رواياتهم للحديث النبوي وعدوا من المكثرين وهم حسب الترتيب:

رقم مسلسل أسماء الصحابة عدد الأحاديث
1 أبوهريرة 5374
2 عبد الله بن عمر 2630
3 أنس بن مالك 2286
4 أم المؤمنين عائشة 2210
5 عبد الله بن عباس 1660
6 جابر بن عبد الله 1540
7 أبوسعيد الخدري 1170

خط الحديث

مسند إسحاق بن راهويه، لهذا الكتاب أهمية كبرى حيث ضم عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية المسندة بالإضافة إلى علوإسناده فهومتقدم على من صنف بعده من أصحاب الخط الستة

تنقسم خط الحديث عند أهل السنة والجماعة إلى: صحاح، وسنن، ومسانيد، ومعاجم، ومصنفات، وأجزاء حديثية، وجوامع، ومستدركات، ومستخرجات، وزوائد، وأطراف. وتصنّف عادة حسب الأبواب (الموضوعات) أوحسب أسماء الرواة.

  • الصحاح: وهي الخط التي التزم مؤلفوها ألا يذكروا فيها إلا الأحاديث السليمة عندهم.
  • السنن: هي الخط التي تجمع أحاديث الأحكام المرفوعة مرتبة على أبواب الفقه. وهم لا يشترطون في خطهم الصحة بل أغلبهم يشترط القوة في الجملة لأن هذه الخط مصنفة على الأبواب الفقهية فالأصل فيها أنها إنما ألفت للاحتجاج بما فيها.
  • المسانيد: وهي الخط الذي تذكر الأحاديث على ترتيب الصحابة بحيث توافق حروف الهاتى، أوالسوابق الإسلامية، أوشرافة النسب.
  • المعاجم: جمع معجم. والمعجم في اصطلاح المحدثين: الكتاب الذي ترتب فيه الأحاديث على مسانيد الصحابة أوالشيوخ أوالبلدان أوغير ذلك. والغالب حتىقد يكون ترتيب الأسماء فيه على حروف المعجم.
  • المصنفات: وهي كالسنن ولكنها تمتاز بالسعة والشمول وكثرة ما فيها من الآثار غير المرفوعة. أي أنها تحتوي على الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين.
  • الأجزاء: وهي المصنفات المشتملة على الأحاديث المتعلقة في جانب من جوانب الدين أوباب من أبوابه، أوالمصنفات التي اختصت في جمع الأحاديث المروية من طريق واحد، أوبجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد.
  • الجامع: الجامع هوما يوجد فيه من الحديث جميع الأنواع المحتاج إليها من العقائد والأحكام والرقاق وآداب الأكل والشرب والسفر والمقام وما يتعلق بالتفسير والتاريخ والسير والفتن والمناقب والمثالب وغير ذلك.
  • المستدرك: وهوجميع كتاب جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي استدركها على كتاب آخر مما فاته على شرطه.
  • المستخرج: المستخرجات هي حتى يأتي المصنف إلى الكتاب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريقة صاحب الكتاب فيجتمع معه في شيخه أومن فوقه.
  • الزوائد: هي المصنفات التي يجمع فيها مؤلفها الأحاديث الزائدة في بعض الخط عن الأحاديث الموجودة في خط أخرى.
  • الأطراف: الأطراف جمع طرف، وطرف الحديث، الجزء الدال على الحديث، أوالعبارة الدالة عليه، وخط الأطراف: خط يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها، وبعضهم يذكر الإسناد كامل، وبعضهم يقتصر على جزء من الإسناد، لكنها لا تذكر متن الحديث كاملاً، كما أنها لا تلتزم حتىقد يكون الطرف المذكور من نص الحديث حرفيـًا.

خط الصحاح

سليم البخاري والذي يعتبر عند أهل السنة والجماعة أصح كتاب بعد القرآن

ومن أشهر المصنفات في الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة ما يعهد بالخط الستة، ومصطلح الخط الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في فهم الحديث لكونها هي أصح الخط المؤلفة في هذا الفن، وهذه الخط هي: السليمان: سليم البخاري، وسليم مسلم، والسنن الأربعة: سنن النسائي، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجه. وأول من عد ابن ماجة سادساً: الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في القرن السادس الهجري.. وفد اعتنى الفهماء عناية بالغة بهذه الخط وألفت حولها المصنفات الكثيرة كالشروح، ومنها فتح الباري شرح سليم البخاري لابن حجر العسقلاني والمنهاج شرح سليم مسلم بن الحجاج للنووي وعون المعبود شرح سنن أبي داود لمحمد شمس الحق العظيم آبادي وشرح سنن النسائي لجلال الدين السيوطي وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي لصفي الرحمن المباركفوري، وكذلك اهتم الفهماء بدراسة أسانيد هذه الخط وفهم رجالها، فألفت الخط حول ذلك ومنها الكمال في أسماء الرجال لعبد الغني المقدسي والذي هذبه وزاد عليه الحافظ المزي في كتابه تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ومن ثم اختصره ابن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب. وميزان الاعتدال في نقد الرجال للمضىي وغيرها الكثير. كما ألفت المصنفات في جمع أطراف الأحاديث الواردة في الخط الستة وهي خط يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها، ومنها كتاب تحفة الأشراف بفهم الأطراف للمزي وإتحاف المهرة بأطراف العشرة لابن حجر العسقلاني، كما ألفت الخط التي تهتم بجمع أحاديث الخط كلها في مصنف واحد، ومنها جامع الأصول في أحاديث الرسول لإبن الأثير وجامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن لإبن كثير، وغيرها.

الاسم المؤلف الحجم
سليم البخاري الإمام البخاري (256 هـ870) 7167 حديث
سليم مسلم الإمام مسلم (261 هـ875) 5505 حديث
سنن أبوداود أبوداود (275 هـ888) 5274 حديث
سنن الترمذي الترمذي (279 هـ892) 3956 حديث
سنن النسائي النسائي (303 هـ915) 5754 حديث
سنن ابن ماجة ابن ماجة (273 هـ886) 4341 حديث

ومن أبرز خط الحديث أيضا:

مجموعة من خط الحديث تتضمن طبعات مختلفة لسليمي البخاري ومسلم

وللتفصيل، انظر: قائمة بأهم خط الحديث عند أهل السنة والجماعة

انظر أيضا

  • أجزاء حديثية
  • خط الجوامع
  • قائمة بأهم خط أهل السنة والجماعة

وجهة نظر القرآنيين

يعتقد القرآنيون حتى القرآن هوالمصدر الشريعة الإسلامية الوحيد ومن ثم فهم لا يعترفون بالسنة ولا يؤمنون بنسبتها للنبي محمد بل يعتقدون حتى معظم الأحاديث المنسوبة لمحمد مكذوبة ومختلقة من قبل الكثير من الجهات لأغراض مختلفة، حيث يقول د.أحمد صبحي منصور حتى الأمويون حاولوا ترسيخ حكمهم من خلال تلفيق أحاديث تحمل من شأن معاوية بن أبي سفيان جد الأمويين والتقليل من شأن معارضيهم مثل علي بن أبي طالب وذريته وعبد الله بن الزبير وغيرهم حيث كان يرويها القصاصين في الشوارع والمساجد، كما قام بمثل ذلك العباسيين في تمجيد ابن عباس والتعظيم من شأنه. وعمل ملوك الدولتين من خلال الكهنوت الديني التابع للسلطة بخلق أحاديث ونسبتها للنبي تساعد على تثبيت وجودهم في الحكم وأحاديث أخرى تسمح لهم بالتخلص من المعارضين مثل أحاديث اغتال المرتد، كما كان لهذه الأحاديث الأثر في ظهور الجبرية في العصر الأموي التي اعتبرت جميع شيء مقدر على الإنسان ومن هذه الأمور وجود الحاكم في السلطة. ويرى د. منصور حتى الهدف من وراء هذه الأحاديث إلهاء الشعب بأمور فرعية عن المطالبة بحقوقه وتقييد حرية الرأي. كما يعتقد القرآنيين حتى بعض الأحاديث دستها بعض الجماعات الفارسية التي دفعتها نظرتهم الشعوبية للعرب ورغبتهم لإعادة السيطرة للقومية الفارسية.

وتعتقد بقية الفرق الإسلامية على اختلافها حتى القرآنيين بهذا قد خالفوا القرآن نفسه حيث اتى فيه أمر من الله للمسلمين فنطق: Ra bracket.png مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ Aya-7.png La bracket.png - سورة الحشر. ففي قوله: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ أمر واضح من الله بطاعة النبى، ويفسرون هذه الآيات على حتى طاعة النبي تتمثل في الالتزام بسنته الواردة في الأحاديث النبوية.(6)

وقد عارضهم أهل السنة والجماعة قديما وحديثا. فمن المتقدمين ابن حزم الأندلسي، حيث نطق:

«ولوحتى امرأ نطق: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن، لكان كافرا بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هوأقل ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك، وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال.»

ونطق الشاطبي:

«والرابع حتى الاقتصار على الكتاب رأى قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة إذ عولوا على ما بنيت عليه من حتى الكتاب فيه بيان جميع شئ فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله »

وممن رد على القراّنبيين من المعاصرين الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري السابق، الذي نطق في منطق له:

«إن السنة النبوية هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، وهى التطبيق العملي للآيات القرآنية، التي أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام. فالتطبيقات النبوية للقرآن - التي هي السنة العملية والبيان القولي الشارح والمفسر والمفصّل - هي ضرورة قرآنية، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم. وتأسيًا بالنبي، وقيامًا بفريضة طاعته - التي نص عليها القرآن الكريم. والعلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهي - القرآن - وبين التطبيق النبوي لهذا البلاغ الإلهي - السنة النبوية - فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين الدستور وبين القانون. فالدستور هومصدر ومرجع القانون. والقانون هوتفصيل وتطبيق الدستور، ولا حجة ولا دستورية لقانون يخالف أويناقض الدستور. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون."»

ونطق المفكر النمساوي محمد أسد:

«إن العمل بسنة رسول الله هوعمل على حفظ كيان الإسلام، وعلى تقدمه، وإن هجر السنّة هوانحلال الإسلام... لقد كانت السنّة الهيكل الحديدي الذي قام عليه صرح الإسلام، وإنك إذا أزلت هيكل بناء ما أفيدهشك بعدئذ حتى يتقوض ذلك البناء كأنه بيت من ورق؟"»

ونطق الشيخ عبد العزيز بن باز:

«أما هؤلاء المتأخرون فاتىوا بداهية كبرى ومنكر عظيم وبلاء كبير، ومصيبة عظمى حيث نطقوا : إذا السنة برمتها لا يحتج بها بالكلية لا من هنا ولا من هنا، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي خطها، وساروا على هذا النهج الوخيم وأعربه كثيرا العقيد القذافي الرئيس الليبي المعروف فضل وأضل، إلى غير ذلك جماعة في مصر، وغير مصر نطقوا هذه الموضوعة فضلوا وأضلوا وسموا أنفسهم بالقرآنيين، وقد كذبوا وجهلوا ما قام به فهماء السنة لأنهم لوعملوا بالقرآن لعظموا السنة وأخذوا بها، ولكنهم جهلوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله فضلوا وأضلوا"»

وجهة نظر الشيعة

يعهد الحديث عند الشيعة بأنه: كلام يحكي قول المعصوم، أوعمله، أوتقريره. حيث يعتقد الشيعة بأن أهل البيت فقط وهم الرسول محمد وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وأحد عشر إماماً من أبنائهم، وحدهم يفهمون جميع الحديث ناسخه ومنسوخه، ويرون العصمة لهم ووجوب العمل بما ورد عنهم، فيرون بأن ما نطقه الإمام المعصوم فكأن النبي قد نطقه، بينما يرى أهل السنة حتى العصمة للنبي فقط، وأنه ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويهجر إلا النبي. وبينما يتفق الشيعة مع أهل السنة والجماعة على حتى الحديث هوثاني مصدر للتشريع بعد القرآن، فإن المرجعية في الحديث النبوي عند الشيعة تختلف عن أهل السنة، ويرجع ذلك لاختلاف الرؤية السنية والشيعية حول موثوقية وعدالة الرواة، ففي حين يروي أهل السنة والجماعة الحديث عن جميع الصحابة حيث سقط الإجماع بين جمهور فهماء أهل السنة من محدثين وفقهاء وأصوليين على عدالة الصحابة كلهم ونقل هذا الإجماع ابن عبد البر وغيره، فإنه من وجهة النظر السنية فإن عدالة الصحابة(7) ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن ، إلا حتى الشيعة اتخذوا موقفا سلبيا من معظم الصحابة إلا نفرا قليلا ومنهم عبد الله بن عباس وسلمان الفارسي وأبوذر الغفاري وأبورافع وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وبلال بن رباح والبراء بن عازب وبضعة آخرون ، حيث لا يرى الشيعة جواز نقل الحديث عن معظم الصحابة وذلك لأنه ومن وجهة النظر الشيعية، لا تأخذ الشيعة برواية أي صحابي، لأن لها رؤيتها في الصحبة تختلف عن رؤية السنة، فليس جميع صحابي عند السنة هوصحابي عند الشيعة، بالإضافة إلى حتى فكرة عدالة جميع الصحابة في فكرة مرفوضة وغير معترف بها عندهم..

أقسام الحديث عند الطائفة الإثنا عشرية: ينقسم الحديث إلى عدة أقسام حسب درجة الصحة، فالمتواتر هوما ينقله جماعة بلغوا من الكثرة حَداً يمتنع اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب وهذا النوع من الحديث حجة يجب العمل به، والآحَاد فهوما لا ينتهي إلى حَدِّ التواتر سواء أكان الراوي واحداً أم أكثر وينقسم حديث الآحاد إلى أربعة أقسام (السليم والحسن والموثق والضعيف)، الحديث السليم وهوما إذا كان الراوي إِمامياً ثبتت عدالته بالطريق السليم، الحديث الحسن وهوما إذا كان الراوي إمامياً ممدوحاً ولم ينص أحد على ذمه أوعدالته، الحديث الموثق وهوما إذا كان الراوي مسلماً غير شيعي ولكنه ثقة أمين في النقل، الحديث الضعيف وهويختلف عن الأنواع المتقدمة كما لوكان الراوي غير مسلم أومسلماً فاسقاً أومجهول الحال أولم يذكر في سند الحديث جميع رواته.

ونتج عن هذه الخلافات زيادة الهوة بين المعتقدات السنية والشيعة فيما يتعلق بالحديث كمصدر للتشريع بالإضافة للخلافات في العقيدة والمسائل الفقهية وغيرها.

ولا يعتمد الشيعة على جميع الأحاديث الواردة في خط الحديث السنية كمصدر لهم، وإنما يعتمدون على اربعة خط أحاديث جمعها فهماؤهم يسمونها الخط الأربعة، وهي:

  • الكافي في الأصول والفروع - لمحمد بن يعقوب الكليني.
  • الاستبصار - لنصير الدين الطوسي.
  • من لا يحضره الفقيه - لعلي بن بابويه القمي.
  • تهذيب الأحكام - لنصير الدين الطوسي.

ومن الخط المهمة عندهم أيضا:

  • بحار الأنوار - لمحمد باقر المجلسي.
  • وسائل الشيعة - لمحمد بن الحسن الحر العاملي.
  • مستدرك الوسائل - للطبرسي.
  • الوافي - للفيض الكاشاني.

نقد

تم وصف الأحاديث النبوية على أنها مجموعة من القصص الخيالية المتنوعة من قبل الكثير من الباحثين.

منطقات ذات صلة

هوامش

  • 1 يقول الدكتور أسد رستم في كتاب مصطلح التاريخ: "وأول من نظم نقد الروايات التاريخية ووضع القواعد لذلك فهماء الدين الإسلامي... فانبروا لجمع الأحاديث ودرسها وتدقيقها فأتحفوا فهم التاريخ بقواعد لا تزال في أسسها وجوهرها محترمة في الأوساط الفهمية حتى يومنا هذا" - مصطلح التاريخ - د. أسد جبرائيل رستم، صفحة أ.
  • 2 روى مسلم في سليميه عن ابن عمر رضي الله عنهما حتى النبي نهى عن الوصال، نطقوا: إنك تواصل، نطق: «إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى»
  • 3 نطق ابن كثير بعد ما ساق بعض طرق هذه السيرة: وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا. انظر البداية والنهاية 3/190. وأخرج السيرة الحاكم (3/9-10) من حديث هشام بن حبيش ونطق: "سليم الإسناد"، ووافقه المضىي.
  • 4 وذلك في الحديث المتق عليه الذي أخرجه البخاري 7/11 برقم 5109 ومسلم 4/135 برقم 1408.
  • 5 في احتياط الصحابة، انظر : "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" لمصطفى السباعي، ص75، وكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يستحلف الراوي أحياناً، فقد روى الإمام أحمد في مسنده 1/2 عن علي، نطق : ((كنت إذا سمعت من رسول الله حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته))، نطق الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 1/267- 268 : هذا حديث جيد الإسناد.
  • 6 نطق الشنقيطي في تفسيره: " إذا السنة كلها مندرجة تحت هذه الآية الكريمة، أي : أنها ملزمة للمسلمين العمل بالسنة النبوية، فيكون الأخذ بالسنة أخذا بكتاب الله" - . ونطق ابن عاشور في تفسيره: " وهذه الآية جامعة للأمر باتباع ما يصدر من النبي من قول وعمل فيندرج فيها جميع أدلة السنة" . ونطق ابن كثير: "أي: مهما أمركم به فاعملوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر" . ونطق السعدي: "وهذا تام لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما اتى به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في هجره، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله" .
  • 7 المقصود بعدالة الصحابة هوانتفاء امكانية الكذب على رسول الله وليس معناه أنهم معصومون من الخطأ. ولكن أنه يستحيل على أحدهم حتى يتقوّل على الرسول ما لم يقل، فالصحابة بإجماع الفهماء المعتبرين من أهل السنة والجاعة كلهم ثقات عدول ولا يتطرق لهم الجرح كما هواللازم لغيرهم، فلا نحتاج للبحث عن أحوالهم من جهة الصدق والكذب والثقة وما إلى ذلك مما يتعلق بفهم الجرح والتعديل. وقد نقل الإجماع على عدالة الصحابة جميعهم غير واحد من الفهماء منهم ابن حجر العسقلاني حيث نطق في كتاب فتح الباري: "اتفق أهل السنة على حتى الجميع عدول". ونطق ابن الصلاح في المقدمة: "الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة." ونقل الإجماع على ذلك أيضا ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب.

مراجع

  1. شرح المنظومة البيقونية - محمد حسن عبد الغفار
  2. ^ إسلام وب - تعريف الحديث النبوي نسخة محفوظة 15 فبراير 2013 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ شرح المنظومة البيقونية -عبد الكريم بن عبد الله الخضير
  4. ^ نظرة المستشرقين للسنة النبوية المطهرة - مثنى الزيدي
  5. ^ العدة في أصول الفقه - القاضي أبويعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء
  6. ^ تبسيط العقائد الإسلامية - حسن محمد أيوب
  7. ^ تاريخ الأدب العربي/العصر الإسلامي - د. شوقي ضيف
  8. لسان العرب - ابن منظور
  9. ^ القاموس المحيط - الفيروزأبادي
  10. ^ معجم مقاييس اللغة - أبوالحسين أحمد بن فارس بن زكريا
  11. ^ المصباح المنير - أحمد بن محمد بن علي الفيومي
  12. شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون - حافظ بن أحمد بن علي الحكمي
  13. الحديث النبوي: مصطلحه، بلاغته، خطه - محمد بن لطفي الصباغ
  14. فهم أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح) - أبوعمروعثمان بن صلاح الدين بن عثمان بن موسى الشهير بابن الصلاح
  15. ^ شرح سليم مسلم - النووي
  16. ^ نظم وشرح مختصر المنار - طه أفندي العريف
  17. ^ قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث - جمال الدين القاسمي
  18. ^ سليم مسلم - كتاب الزكاة - باب الحث على الصدقة - برقم 1017
  19. ^ فتاوى ابن الصلاح - تقي الدين أبوعمروعثمان بن صلاح الدين الشهرزوري الموصلي الشافعي المشهور بابن الصلاح
  20. ^ الإعتصام - أبواسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي
  21. جامع العلوم والحكم - ابن رجب الحنبلي
  22. ^ تهذيب اللغة - أبونصر محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري
  23. ^ الموافقات في أصول الشريعة - أبواسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي
  24. ^ رواه أبوداود 4/281 برقم 4607 والترمذي 3/377 برقم 2676 ونطق: حديث حسن سليم، وابن ماجه 1/15 برقم 24
  25. ^ رواه البخاري في كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح برقم 5063 ومسلم في كتاب النكاح برقم 1401 وغيرهما.
  26. ^ تحرير علوم الحديث -عبد الله بن يوسف الجديع
  27. أصول الحديث، علومه ومصطلحه - محمد عجاج الخطيب
  28. ^ مجلة المنار (30/673)
  29. ^ رواه البخاري - باب: اذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، برقم 2499، ورواه مسلم - باب نقض الحكام الباطلة برقم 1718، ورواه أبوداود في سننه والبيهقي وابن ماجه والدارقطني وغيرهم
  30. ^ الإحكام في أصول الأحكام - علي بن محمد الآمدي
  31. ^ تاريخ دمشق - ابن عساكر (35/183) وترتيب المدارك للقاضي عياض - 1/132
  32. ^ مسقط الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2013 على مسقط واي باك مشين.
  33. ^ أخرجه الحاكم في المستدرك 1/307 برقم 291، والدارقطني في سننه 10/407 برقم 4665والبيهقي في السنن الكبرى 10/114 وصححه الألباني في سليم الجامع
  34. ^ حديث سليم، أخرجه البخاري ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم
  35. ^ سليم: رواه مالك في الموطأ، وأحمد في المسند وأصحاب السنن وغيرهم
  36. ^ عبد العزيز بن باز - فتاوى - المسقط الرسمي نسخة محفوظة 12 يناير 2015 على مسقط واي باك مشين.
  37. ^ الرئاسة العامة للبحوث الفهمية والإفتاء نسخة محفوظة 2020-05-24 على مسقط واي باك مشين.
  38. الكامل في علوم الحديث ومصادره ورجاله
  39. ^ دورة تدريبية في مصطلح الحديث - أبوالأشبال حسن المصري
  40. ^ شرح رياض الصالحي - محمد بن صالح العثيمين
  41. ^ سليم: اخرجه البخاري وابن حبان وابن خزيمة والدارقطني والدارمي وغيرهم
  42. ^ رواه البخاري - باب ما ذكر في الحجر الأسود - برقم 1494
  43. ^ رواه أبوداود والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني
  44. ^ سليم: رواه البخاري برقم 5571 وأحمد برقم 12007 و12178
  45. ^ تاريخ السنة نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
  46. ^ أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله - عياض السلمي
  47. ^ معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة - محمد حسين الجيزاني
  48. ^ مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان
  49. ^ الرئاسة العامة للبحوث الفهمية والإفتاء - هيئة كبار الفهماء بالمملكة العربية السعودية نسخة محفوظة 2020-05-24 على مسقط واي باك مشين.
  50. ^ أدب الإملاء والاستملاء - السمعاني
  51. الكفاية في فهم الرواية - الخطيب البغدادي
  52. ^ إرشاد الفحول لتحقيق الحق من فهم الأصول - محمد بن علي بن محمد الشوكاني
  53. ^ سليم البخاري 8/130 برقم 6764 ومسلم 2/59 برقم 1614 وأخرجه أيضا أبوداود والترمذي وابن ماجه وغيرهم
  54. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي
  55. ^ الرسالة - محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق أحمد شاكر
  56. ^ جامع بيان الفهم وفضله - ابن عبد البر
  57. ^ سليم البخاري 9/75 برقم 7580
  58. ^ سنن أبي داود 4/281 برقم 4607 وسنن الترمذي 3/377 برقم 2676 ووابن ماجه 1/5-6 وسنن الدارمي 1/44 ونطق التمذي: حديث حسن سليم
  59. ^ موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للحافظ الهيثمي ص55 برقم 97 ومسند أحمد 4/131 وسنن أبي داود 4/280 برقم 4605 وسنن ابن ماجه 1/7 برقم 13 ووسنن الترمذي 3/374 برقم 2663
  60. ^ أخرجه البخاري - باب الاقتداء بسنن رسول الله برقم 6740
  61. ^ سليم البخاري -- برقم 6604 وسليم مسلم برقم 3418 وسنن النسائي برقم 4193 وسنن ابن ماجه برقم 2850وسليم ابن حبان برقم 2144 وسليم ابن خزيمة برقم 1597
  62. إعلام المسقطين عن رب العالمين - إبن قيم الجوزية
  63. ^ حمل الملام عن الأئمة الأعلام ص22-23.
  64. ^ علوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد - حمزة المليباري
  65. ^ كتاب التعريفات - علي بن محمد بن علي الجرجاني
  66. ^ فيض القدير شرح الجامع الصغير - محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي القاهري
  67. ^ مناهل العهدان في علوم القرآن - محمد عبد العظيم الزرقاني
  68. السليم المسند من الأحاديث القدسية - مصطفى العدوي
  69. مباحث في علوم القرآن - مناع القطان
  70. ^ الفتوحات الربانية على الأذكار النووية - ابن علان الصديقي
  71. ^ شبكة السنة لانبوية وعلومها نسخة محفوظة 2020-05-24 على مسقط واي باك مشين.
  72. ^ رواه البخاري 9/97 برقم 7405 ومسلم برقم 2675 واللفظ له والترمذي برقم 3606 وغيرهم
  73. ^ رواه الترمذي برقم 2390 ونطق: حديث حسن سليم
  74. ^ أخرجه البخاري - باب من منع أجر الأجير - برقم 2227
  75. منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين عتر
  76. ^ سليم: رواه البخاري - برقم 4792 والنسائي وابن ماجه وغيرهم
  77. ^ أهمية الإسناد وعناية الأمة به نسخة محفوظة 03 فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  78. مقدمة سليم مسلم 1/27
  79. ألفية السيوطي في فهم الحديث - جلال الدين السيوطي
  80. ^ علوم الحديث لابن الصلاح: 81، البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر للسيوطي: 1/245.
  81. ^ عجالة المبتدي وفضالة المنتهي - محمد بن موسى الحازمي
  82. المحرر في مصطلح الحديث - حمد بن إبراهيم العثمان
  83. من أطيب المنح في فهم المصطلح - عبد المحسن بن حمد العباد - عبد الكريم مراد الأثري
  84. توضيح الأفكار بشرح تنقيح الأنظار في علوم الآثار - محمد بن إسماعيل الأمير الكحلاني الصنعاني
  85. ^ لمحات في أصول الحديث - محمد أديب صالح
  86. تيسير مصطلح الحديث - محمود الطحان
  87. النكت على كتاب ابن الصلاح - ابن حجر العسقلاني
  88. ^ الاقتراح في بيان الاصطلاح - ابن دقيق العيد
  89. ^ شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث - محمد بن صالح العثيمين
  90. ^ مختصر مرشد أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح - حافظ بن أحمد بن علي الحكمي
  91. ^ شرح إختصار علوم الحديث - إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن اللاحم
  92. ^ التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر - عبد العزيز بن عبد الله بن باز
  93. ^ الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين
  94. ^ الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث - ابن كثير
  95. ^ الجواهر السليمانية على المنظومة البيقونية - أبوالحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
  96. ^ عناصر تراجم الرواة عند المحدثين - د. إبراهيم الريّس
  97. ^ فهم الرجال وأهميته - عبد الرحمن بن يحيى بن علي المفهمي اليماني
  98. ^ فهم مصطلح الحديث - ابن عثيمين
  99. أخبار الآحاد في الحديث النبوي - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين
  100. ^ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي
  101. ^ تحذير الخواص من أكاذيب القصاص - جلال الدين السيوطي
  102. ^ الكامل في ضعفاء الرجال - ابن عدي الجرجاني
  103. ^ سنن الترمذي - كتاب العلل
  104. ^ شرح الموقظة للمضىي - أبوالمنذر محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد اللطيف المنياوي
  105. ^ شرح ألفية العراقس - عبد الكريم الخضير
  106. ^ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - محمد ناصر الدين الألباني
  107. ^ التمييز - مسلم بن الحجاج
  108. ^ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع - أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
  109. فهم علوم الحديث - الحاكم النيسابوري
  110. ^ أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم - تأليف: أبوالطيب محمد صديق خان
  111. ^ المدخل إلى تخريج الأحاديث والاثار والحكم عليها - عبد الصمد بن بكر بن إبراهيم عابد
  112. ^ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث - شمس الدين محمد السخاوي
  113. ^ التقريب والتيسير لفهم سنن البشير النذير - : أبوزكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي
  114. ^ نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر - ابن حجر العسقلاني
  115. ^ السنة النبوية في لقاءة شبهات الاستشراق - أحمد أنور سيد أحمد الجندي
  116. ^ فهم فهرسة الحديث، نشأته، تطوره، أشهر ما دُوِّنَ فيه - يوسف عبد الرحمن المرعشلي
  117. ^ سليم مسلم - كتاب الزهد والرقائق - حديث رقم 3004
  118. ^ رواه أحمد في مسنده برقم 10670
  119. ^ رواه أبوداود في سننه برقم 3161 والحاكم في المستدرك برقم 330 والدارمي في سننه برقم 493 وأحمد في مسنده برقم 6221 وابن أبي شيبة في المصنف برقم 26957 وصححه الألباني.
  120. ^ رواه البخاري في سليمه برقم 110 ومسلم في سليمه برقم 3004
  121. ^ رواه البخاري في سليمه برقم 2254 ومسلم في سليمه برقم 2414 وأبوداود في سننه برقم 1725 والترمذي في سننه برقم 2591
  122. ^ المنهاج شرح سليم مسلم بن الحجاج أبوزكريا يحيى بن شرف النووي
  123. ^ كتابة الحديث وتدوينه - إسلام وب نسخة محفوظة 03 فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  124. ^ رواه عبد الرزاق في مصنف وابن عبد البر في جامع بيان الفهم وفضله
  125. ^ دورة تدريبية في مصطلح الحديث - أبوالأشبال حسن الزهيري المصري
  126. ^ تقييد الفهم للخطيب البغدادي ص 106 ومحاسن الاصطلاح للبلقيني ص 103 ورواه البخاري في سليمه معلقا
  127. دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين - محمد بن محمد بن سويلم أبوشُهبة
  128. ^ طبقات المكثرين من رواية الحديث - عادل بن عبد الشكور الزرقي
  129. الرسالة المستطرفة لبيان مشهور خط السنة المصنفة - الكتاني محمد بن أبي الفيض جعفر الحسني الإدريسي
  130. ^ تحرير علوم الحديث - عبد الله بن يوسف الجديع
  131. ^ فتح الباقي بشرح ألفية العراقي - زين الدين أبي يحيى زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري
  132. ^ خط الأطراف - إسلام وب نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2011 على مسقط واي باك مشين.
  133. ^ الرأي بين الإسلام والمسلمين بقلم أحمد صبحي منصور نسخة محفوظةثمانية فبراير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  134. ^ شبهات القرآنيين عثمان بن مفهم محمود بن شيخ علي[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 15 نوفمبر 2012 على مسقط واي باك مشين.
  135. ^ منكرى السنة أحمد عبد الله نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  136. ^ الإحكام في أصول الأحكام 2/80
  137. ^ الموافقات في أصول الشريعة - ج4 ص17
  138. ^ حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن بقلم الدكتور محمود حمدي زقزوق. نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  139. ^ الإسلام على مفترق الطريق ص85
  140. ^ السنة ومكانتها في الإسلام نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2014 على مسقط واي باك مشين.
  141. ^ نهاية الدراية - حسن الصدر
  142. ^ شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي
  143. ^ جزء القراءة خلف الإمام - محمد بن إسماعيل البخاري
  144. ^ مكانة الحديث عند الشيعة - صالح الكرباسي نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2012 على مسقط واي باك مشين.
  145. ^ شرح التبصرة والتذكرة - ماهر ياسين الفحل
  146. ^ الاستيعاب في فهم الأصحاب - أبوعمر بن عبد البر
  147. ^ أعيان الشيعة - محسن الامين العاملي
  148. ^ الشيعة والحديث - شيعة ويب نسخة محفوظة 20 يوليو2017 على مسقط واي باك مشين.
  149. ^ Crone and Cook, Patricia and Michael (1980). Hagarism: the Making of the Islamic World. Cambridge, UK: Cambridge University Press. صفحة 277. ISBN .
  150. ^ Brown, Jonathan (2011). The Canonization of al-Bukhari and Muslim: the Formation and Function of the Sunni Hadith Canon. Brill Academic Publishers. صفحة 431. ISBN .
  151. ^ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
  152. ^ التحرير والتنوير - محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور
  153. ^ تفسير القرآن العظيم - عماد الدين إسماعيل بن كثير

مصادر

  • مصطلح الحديث - ابن عثيمين
  • حجية السنة - عبد الغني عبد الخالق
  • الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام - محمد ناصر الدين الألباني
  • الحديث النبوي: مصطلحه، بلاغته، خطه - محمد بن لطفي الصباغ
  • أصول الحديث: علومه ومصطلحه - د. محمد عجاج الخطيب
  • دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه - محمد مصطفى الأعظمي
  • منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين عتر
  • فهم أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح) - عثمان بن عبد الرحمن تقي الدين ابن الصلاح
  • الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث - ابن كثير - أحمد محمد شاكر

وصلات خارجية

  • حديث شريف
  • الحديث الشريف
  • مسقط البواحث الحديثية
  • الموسوعة الكاملة للبحث في الأحاديث
  • الموسوعة الحديثية الإلكترونية
  • للبحث عن حديث
  • جامع الحديث النبوي
فهم مصطلح الحديث
متواتر متفق عليه مشهور عزيز غريب حسن
متصل ↑سليم↑ منكر
مسند ← من حيث السند من حيث المتن→ متروك
آحاد ↓ضعيف↓ مدرج
منبتر مضطرب مدلس موقوف منبتر موضوع



تاريخ النشر: 2020-06-01 19:26:25
التصنيفات: حديث نبوي, أهل السنة والجماعة, كتب القرن 8, كتب القرن 9, لاهوت إسلامي, محمد, مصادر التشريع الإسلامي, مصطلحات الحديث, مصطلحات إسلامية, تراث شفهي, نقل شفوي, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ مايو 2019, مقالات مختارة, مقالات مختارة بحاجة لاستبدال القالب, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات مختارة بدون رقم النسخة, بوابة الحديث النبوي/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة محمد/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

23/2/2023.. خبير علم أرقام يوضح تأثير اليوم المميز على مواليد هذا البرج

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:37
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

نشرة إنذارية: أمطار رعدية وتساقطات ثلجية ورياح قوية الخميس والجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:09
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 72%

محافظ القاهرة يستقبل سفير كازاخستان لبحث سبل التعاون المشترك  

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:24:42
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

مصر تتسلم رئاسة مجلس وزراء المياه الأفارقة "الأمكاو" لمدة عامين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:27
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 46%

شركة صيانة “عملاقة” تتولى عملية تطوير طائرات F-16 و C-130 المغربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:15
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 85%

«شيخ الصحفيين».. حكاية أول نقيب رفض الزواج من أجل «صاحبة الجلالة»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:24:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

مات فقيرًا حزينًا على تجاهله.. وفاة الفنان عاطف سعيد

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:24:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

أمطار رعدية مرتقبة ورياح قوية في 28 ولاية بدءً من هذا الجمعة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:17
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

بعثة الزمالك تصل إلى تونس استعداداً لمواجهة الترجى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:35
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

مطالب باستعجال “المراسيم التطبيقية” لفتح ملف أسعار المحروقات

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:31
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 75%

تحرك برلماني جديد بشأن أزمة تكليف الصيادلة لدفعة 2021 ‎‎

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:24:48
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

«التعليم» تكشف حقيقة عقد امتحانات الأول والثاني الثانوي إلكترونيًا 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:24:45
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 65%

قطع المياه عن حى الزمالك فى السادسة مساء غد ولمدة 12 ساعة لأعمال صيانة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:42
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 48%

المحكمة الدستورية تجرد أحمد شد من مقعده البرلماني

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 15:25:24
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 84%

تحميل تطبيق المنصة العربية