سري السقطي
فهوأبوالحسن سري بن المغلس السقطي، أحد الأوتاد. كان أوحد زمانه في الورع وعلوم التوحيد، ملازماً بيته لا يخرج منه ولا يراه إلا من يقصده. وكان تلميذ معروف الكرخي. قيل: كان يوماً في دكانه، فاتى معروف ومعه صبي يتيم، فنطق لي: "اكسه!". نطق سري: فكسوته، ففرح به معروف، فنطق: بغض الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه!". نطق: "فقمت من الدكان وليس شئ أبغض إلي من الدنيا وما فيها، وكل ما أنا فيه من بركاته". توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين، علي الأصح. ودفن بالشونيزية.
أقواله
- "ثلاث من كن فيه استكمل الإمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا ضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له "*الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث حتى يفهم حتى النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد حتى عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه * من أراد حتى يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة
- الأدب ترجمان العقل
- من خاف اللهَ خافه كلُّ شيءٍ *من علامة الاستدراج للعبد عماه عن عيبه واطلاعه على عيوب الناس
- إياكم ومجاورة الأغنياء وقراء الأسواق والأمراء، فإنهم يفسدون جميع من جالسهم
سيرته
ومكث سري عشرين سنة، يطوف بالساحل، يطلب صادقاً، فدخل يوماً إلى مغارة، إذا زمني قعود وعميان ومجذمين، نطق: فقلت: "ما تصنعون ها هنا!" نطقوا: "ننتظر خصاً يخرج لينا فنعافى!". فقلت: "إن كان صادقاً فاليوم!". فقعدت فخرج كهل معليه درعة من شعر، فسلم وجلس، ثم مر يده علي عمي هذا فأبصر، وأمر يده علي مانة هذا فصح، وأمر يده علي جذام هذا فبرئ. ثم قام مولياً، فضربت بيدي اليه، فنطق لي: سري!. خل عني، فانه غيور. لا يطلع علي سرك فيراك وقد سكنت إلي غيره، فتسقط من عينه".
ونطق الجنيد: "ما رأيت أعبد من خالي!. أني عليه ثمان وسبعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت".
دخلت عليه، وهوفي الترع، فجلست عند رأسه، ووضعت خدي علي خده، فدمعت عيناي، فسقط دمعي علي خده، ففتح عينيه، ونطق لي: "من أنت" قلت: "خادمك الجنيد!" فنطق: "مرحباً". فقلت: "أوصني بوصية أنتفع بها بعدك!" نطق: "إياك مصاحبة الأشرار، وأن تنبتر عن الله بصحبة الأخيار
أصحابه
- إبرهيم النصراباذي،
- وأحمد النوري
- أبا أحمد القلانسي