وقفة مع أبي العلاء
وِقفــــــةٌ مـــع أبي العــــــــــلاء
ألقيت في مهرجان أبي العلاء المعري عام 2008
وُقوفاً فالمَقام هنا جلالُ على روضٍ تَغَشّاه الجمالُ
ومن أيْك الخلود عليه تحنو غصونٌ في الوُجود لها ظلالُ
فما بِدْعاً إذا حجّت نفوسٌ تَصَبّاها لمَرْقاها الكمالُ
وما جَدَثٌ - كما عَرَفوا- بَوارٌ ولكن جُمّعت فيه الخصالُ
ونطقوا فيه حتى ظُنَّ –جهلاً بأنّه ليس ثمّة ما يُنطقُ
وما حُصِرت–على الدهر-الثريا فأنّى يُحَصَرُ النَجمُ المِثالُ؟!
ولا خَلِقت – الرَدِّ – المعاني لكلّ ٍمن مَجانيها نَوالُ
يطول الدهر والرُّوادُ كُثرٌ ويَنبغ في الميادين الرجالُ
وما ازدادت بهم إلا جمالاً وكم صَعِدوا ولم تَهُنِ الجبالُ
وإن النورَ–في التحقيق-معنى من الإطلاق ليس له عِنطقُ
(رهينَ المحبسين) بك انشغالي كذا بالمجد إذا يَكُنِ انشغالُ
عجينُ الطيب إذا مسّته منا يمينٌ عُطّرت منها الشمالُ
أَجُدُّ،وما استطعتُ إليك طَوْلاً ومثلُك في العُلا أنى يُطال؟!
مَغاليقُ العلوم إليك ألقت مَفاتِحَها وقد عزّ المنالُ
وشعرك- مثلُ فكرك - ضوءُ نجمٍ سماءُ الخافقين له مجالُ
لنجمِك–ما ادْلهمَّ الليلُ–نورٌ سرى فوق البلاد وما يزالُ
بلادٌ قد درجتَ على ثراها وفيها منك قد طاف الخيالُ
عشقتَ نسيمَها طَلْقاً ندياً
وقد رقصت على النَسَمِ الغِلالُ
رَوِيتَ ، وماؤها عذب زلالُ سكرتَ وإنه الخمرُ الحلالُ
فحُقَّ لها،وإن في جميع ّيومٍ لها عيدٌ حديث واحتفالُ
فيا هذي الربوع وفيك (إبلا) و(سِرْجلاّ)وكم حوت التلال ُ
تُحبِّر للعُلا عنا حديثاً إذا نطقَ الرقيمُ فما الجدالُ
وكـــم أنجبــتِ يا بلدي رجالاً على شُمّ الجبال همُ الجبالُ
صـُوًى للعزّ في الجوّ استطالت وقاماتٌ هي السمر الطِوالُ
فحسبُكِ،(إدلب)الخضراءَ فخراً ومجداً حتى مجدَك لا يُطالُ