المدرسة البارناسية

عودة للموسوعة

المدرسة البارناسية

الأدب الفرنسي
بالتصنيف
تاريخ الأدب الفرنسي

العصور الوسطى
القرن السادس عشر - القرن السابع عشر
القرن الثامن عشر -القرن التاسع عشر
القرن العشرون - المعاصر

كتـّاب الفرنسية

قائمة زمنية
كتـّاب حسب تصنيفهم
روائيون - كتاب مسرحيات
شعراء - كتاب منطقات
كتاب السيرة القصيرة

بوابة فرنسا
بوابة الأدب
     

الپارناسية Parnassianism هي مجموعة من الشعراء الفرنسيين برزت في الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وبدا لها حتى تجدد في أسلوب الشعر وموضوعاته بعد حتى ضاقت باللغة الانفعالية والتأجج العاطفي وماشابه ذلك، مما حفلت به الفترة الإبداعية (الرومنسية). وقد تبنت هذه المجموعة مقولة «الفن من أجل الفن» L'art pour l'art زاعمة أنه لاهدف للشعر سوى الشعر نفسه، ومؤمنة بأن الجمال الحقيقي المبتغى في الشعر يكمن في الينبوع الأصيل وهوالبارناس Parnasse (نسبة إلى جبل پارناسوس Parnassos في اليونان)، فالفن اليوناني هوالمثل الأعلى السامي الذي ينبغي للشاعر حتى يقتدي به. ومن هنا اتى تقديس هذه الجمهرة من الشعراء لكل مايتصل باليونان وشعرها وتاريخها وأساطيرها، ليتاح لهم من ثَمَّ حتى يعزفوا عن العاطفة المتأجِّجة، المتقلِّبة، السائدة في الشعر الإبداعي خاصة، ويستبدلوا بها تصويراً صادقاً للطبيعة وحرصاً دؤوباً على صقل الشعر والسموبتقنيته إلى مشارف الكمال، وكذلك انساق جل شعراء البرناسية في هذا المنحى المواكب للاتجاه السائد، آنذاك، في الفنون التشكيلية، نحتاً وتصويراً. ويمكن حتى يعدَّ تيوفيل غوتييه[ر] Théophile Gautier في طليعة الرواد الداعين إلى هذا الاتجاه الجمالي في الشعر، ومع أنه بدأ شاعراً إبداعياً، متحمساً لفكتور هوغو[ر]، فإنه لم يلبث حتى تحول عن الإبداعية، مؤكداً حتى الجمال، ولاشيءَ غيره، هوالمطلوب المرغوب فيه في الشعر. وقد نشر ديوان «إسبانية» España إثر عودته منها، عرض فيه انطباعاته عن عمارتها ومتاحفها، وبتر فيه كلَّ ماكان يشدُّه إلى الإبداعية ثم نشر ديوان «طلاء من خزفٍ وجِزع من عقيق» Emaux et Camées الذي يشي برؤيته الشعرية الجديدة، وفيه دعوةٌ صريحةٌ إلى تقديس الجمال كما تجلى في الفن اليوناني الأصيل.

وأتى بعده، تيودور دي بانفيل (1823-1891) Théodore de Banville تلميذاً مخلصاً لغوتييه، مؤمناً بشعار «الفن من أجل الفن»، وأن اليونان هي الرمز الأسمى لما في هذا الكون من قيمٍ جماليةٍ، داعياً إلى الحفاظ على الوزن والأسلوب الرصين ومنوهاً بأن القوافي المرنانة هي المسامير المضىية التي تثبِّت أركان القصيدة.

وحتى عام 1866م لم يكن ثمة حركةٌ بارناسيةٌ بهذا الاسم، ولابارناسيون يلهجون بانتمائهم إليها، لكن في ذلك العام تألفَّت نخبة من الشعراء، معتزمةً إصدار منتخباتٍ من الشعر الجديد الداعي إلى شعار «الفن من أجل الفن» واتخذت من اسم «بارناس» رمزاً لكل ماهويونانيٌ أصيلٌ، وقد تحدَّد منهاج هذه النخبة بصدور ثلاث مجموعاتٍ شعريةٍ نُشرت في الأعوام: 1866و1871و1876، ضمَّت منتخباتٍ لأكثر من مئة شاعر، غير حتى الشاعر النابه الذي تأتَّى له حتى يستقطب هذه الحركة وأن يوشِّيَها بإبداعه هولوكونت دي ليل[ر] Leconte de Lisle، الذي انكبَّ على دراسة اللغة اليونانية وعبَّ من ملاحمها وأساطيرها، ملتمساً فيها حلولاً لما يمور في نفسه من أحلامٍ طوباويةٍ ورأى حتى المثل الأعلى في جمال الشعر وكمال الفكر يتلَّخص لدى اليونان القديمة وعبقريتها الوثنية، وأن المسيحية وتعاليمها لا تعني، في رأيه، سوى العقم والنفعية. ثم أصدر أبرز مؤلفاته ديوان «قصائد بربرية» 1862م Poémes barbares. وتابع اتجاه دي ليل عدد من الشعراء اتخذوا مقولة «الفن من أجل الفن» شعاراً لهم، وخالفه بعضهم في نظرته المتشائمة إلى المسيحية والحياة، بيد أنهم أعجبوا بما كان يدعوإليه، في نظم الشعر، من عنايةٍ بالأسلوب الأنيق، المحكم، ونشدانٍ للديباجة الجميلة، المشرقة، وتخير للألفاظ الآسرة الساحرة التي كان يؤثرها في جل قصائده.

في جملة أعلام الشعراء البرناسيين، اشتهر ألبير غلاتيني (1839-1873) Albert Glatigny غير حتى عطاءه الشعري كان ضئيلاً، فقد توفي في ريعان شبابه، وتأثر كثيراً بالشاعر دي بانفيل ونسج على منواله في إعجابه المسرف بالثقافة اليونانية ومثلها العليا في الفن والأدب. وليون دييركس (1838-1912) Léon Dierx الذي كان صديقاً حميماً لدي ليل، وقد ترسَّم خطاه في الحرص على طلاوة اللفظ وحلاوة الجرس في الشعر، مع إيثارٍ ظاهرٍ لاستجلاء بعض المشاعر الغائمة الغامضة، حتى رأى بعض النقاد حتى تجربته الشعرية كانت ممهدةً للحركة الرمزية في الشعر.

أما رينيه سولي برودوم (1839-1907) Sully Prudhomme René الذي تحلقه بعض الشعراء، ممن كان يضفي عليهم ظلَّ رعايته، فقد تفَّيأ ظلالَ البرناسية اللفظية، ولكنه حاول حتى يقحم في شعره بعضَ التعريفات الفلسفية والتعابير الفهمية، لهذا بدت قصائده جافةً، خاليةً من الماء والرونق. فقد كان يحلوله، مثلاً، حتى يصوِّر أشياءَ بعيدةً عن الشعر، كوصف الدائرة الهندسية وميزان الحرارة، ولئن تراءى بعض شعره موشَّىً بالألفاظ اللمَّاحة والخواطر الطريفة، فإن مجمل شعره كان أشبهَ بالنثر المتكلِّف، الجامد، ولعله استوعب أخيراً حتى شعره لم يعد يجتذب أحداً يتذوقه ويتملاَّه، فهجره وانصرف إلى عمله الفلسفي واللغوي في الأكاديمية الفرنسية ونال أول جائزة نوبل منحت في عام 1901.

ولم يكن فرانسوا كوبيه (1842-1908) François Coppée من غلاة البرناسية، وإن بدأ شاعراً برناسياً مأخوذاً بجمال الأسلوب، ثم نأى عن البرناسية مؤثراً القصائدَ النابضةَ بالرقة والعاطفة، ورفضَ شعار «الفن من أجل الفن»، مؤمناً بأن الشاعر الحق ينبغي له حتى يسخِّر شعرَه للعمل الشعبي الاجتماعي، الذي تنتفي فيه القيم الجمالية التي كان ينشدها البرناسيون.

ويعد ديوان خوسيه ماريا دي إيريديا[ر] J.M.de Heredia «الغنائم» Les Trophées مجلىً صادقاً للشعر البرناسي في صوغه للحدثات وتصويره الدقيق لظواهر الطبيعة، ولئن ترسَّم خطا دي ليل وتأثَّر به، فإنه لم يكن مثله في تشاؤمه ورفضه للمسيحية، ففي شعره لمحات من تمجيد الحياة الحرة المنطلقة، لعلها خلصتْ إليه من أصله الإسباني وطبيعة بلده كوبة، ونظم معظم قصائده في أربعة عشر بيتاً بأسلوب السونِت.

صفات الشعر البرناسي

لعل أبرز صفةٍ يتَّسم بها الشعر البرناسي، هي نأيه عن تناول القضايا الاجتماعية والفكرية وحرصه المسرفُ الشديدُ على جمالِ الأسلوبِ وإشراقِ الديباجةِ، وتجنُّبُ الركاكة والإسفاف، وإيثارُ الألفاظِ المنتقاةِ، والبعدُ، ماأمكن، عن الغلوفي وصف المشاعر الإنسانية وماقد يداخلها من آهاتٍ وزفراتٍ، لهذا كله، وجدت البارناسية في شعار «الفن من أجل الفن» مصدراً للإلهام وحيداً، كما التمستْ في الأشكال الشعرية اليونانية القديمة المنهلَ الثرَّ الأصيل، الذي تستقيه، والمثلَ الأعلى الذي ينبغي حتى يُقَلَّد. بيد حتى هذه الحركة الشعرية التي كان لها أثرٌ كبير في الدعوة إلى الأسلوب المتين، الرصين، والبيان الناصع المشرق، آلت إلى العقم، لأنها خلتْ من النُّسغ الحي الزاخر الذي يضمن بقاءها، فغابت في متاهات النسيان، إذ لم تعدْ تتجاوب مع خفقات القلب ومطالب الوجدان. فقد اتى معظم شعر البرناسيين متماثلاً، رتيباً، تنقصه رعشة الحياة، واتىت قصائدهم أشبه بالصور «الفوتوغرافية» الأمينة في نقل مشاهد الطبيعة ولكنها أبعدُ ما تكون عن لوحات التصوير التي تكمن خلف ألوانها وأصباغها ريشةٌ لبقةٌ واعيةٌ تنفض أرقَّ المشاعر وتجلوأسلوبَ الفنان الملهم.


المصادر

  • الموسوعة العربية

بالفرنسية:

  • Maurice Souriau, Histoire du Parnasse, ed. Spes, 1929
  • Louis-Xavier de Ricard, Petits mémoires d'un Parnassien
  • Adolphe Racot, Les Parnassiens, introduction and commentaries by M. Pakenham, presented by Louis Forestier, Aux Lettres modernes: collection avant-siècle, 1967.
  • Yann Mortelette, Histoire du Parnasse, Paris : Fayard, 2005, 400 p.
  • Le Parnasse. Mémoire de la critique, ed. Yann Mortelette, Paris : PUPS, 2006, 444 p.
  • André Thérive, Le Parnasse, ed. PAUL-DUVAL, 1929.
  • Luc Decaunes, La Poésie parnassienne Anthologie, Seghers, 1977.

في البرازيل: أ) الشعراء:

  • Bilac, Olavo. Complete Works
  • CORREIA, Raimundo. 15 poems
  • OLIVEIRA, Alberto. 20 sonets

ب) الموضوعات والانتقادات:

  • AZEVEDO, Sanzio de. Parnasianismo na poesia brasileira. Fortaleza: Ceará University, 2000.
  • BOSI, Alfredo. A intuição da passagem em um soneto de Raimundo Correia, in --- (org). Leitura de Poesia. São Paulo: Ática, 2003.
  • CANDIDO, Antonio. No coração do silêncio. in: ---. Na sala de aula. São Paulo: Ática, 1985.
  • CAVALCANTI, Camillo. Fundamentos modernos das Poesias de Alberto de Oliveira, doctoral thesis at Federal University of Rio de Janeiro, 2008.
  • FISCHER, Luis Augusto. Parnasianismo brasileiro. Porto Alegre: Catholic University of Rio Grande do Sul, 2003.
  • MAGALHÃES Jr., Raymundo. Olavo Bilac. Rio de Janeiro: Americana, 1974.
  • MARTINO, Pierre. Parnasse et symbolisme. Armand Colin, 1967. (Parnaso y symbolismo, Ed. Ateneo)


تاريخ النشر: 2020-06-04 08:44:44
التصنيفات: حركات أدبية, أنواع أدبية, شعر فرنسي, رمزية (فنون)

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

نمو الاقتصاد الياباني بنسبة 1.7% خلال العام الماضي

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-15 09:24:59
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 40%

قوات روسية تبدأ في الانسحاب من الحدود الأوكرانية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:25
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 38%

5 أطعمة تساعدك سيدتي على تثبت الحمل

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:15
مستوى الصحة: 12% الأهمية: 16%

تسجيل إصابة بكورونا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-15 09:25:03
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

بالصور.. طريقة إخفاء الهالات السوداء و وضع كريم الأساس كالمحترفين

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:16
مستوى الصحة: 16% الأهمية: 28%

لماذا يصفق الجميع لنائب عمدة مراكش محمد الادريسي؟

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:32
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 37%

كييف: أوكرانيا ودول الغرب تمكنت من “منع التصعيد” الروسي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:28
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 44%

خفيف فالوزن أو أكثر رشاقة..إكتشف الفوائد النفسية لليمون

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:18
مستوى الصحة: 21% الأهمية: 35%

هذه لائحة أسعار المواد الاساسية بجهة مراكش ليومه الثلاثاء

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:27
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 40%

نقابة للطاكسيات بالمغرب تلمح إلى الزيادة في تسعيرة النقل

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:29
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 36%

فيدرالية ناشري الصحف تقرر طرد عضوين من فرع جهة الشرق

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:15:30
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية