العمرة هي زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك معينة أمر الله بها لأجل إقامة ذكره، وتعظيم بيته الحرام. والعمرة واجبة عند بعض الفهماء، وسنة مؤكدة عند آخرين، وفضلها عظيم وتكرارها في العمر أكثر من مرة جائز وأجره عظيم لعمل النبي صلى الله عليه وسلم ولقوله ³: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) رواه البخاري ومسلم. وقوله (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب…إلخ) رواه الترمذي. وتختلف عن الحج في أنه يمكن للمسلم القيام بها في أي وقت من أوقات السنة، وكذلك حتى الحج هوفرض على المسلم ويكفي القيام به ولومرة واحدة.

المعنى

العمرة تعني في اللغة الزيارة، وشرعًا: زيارة البيت على وجه مخصوص.

فضل العمرة

وردت عن النبي محمدصلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك العمرة، وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا النسك، ومن أبرز هذه الأحاديث: ما رواه أبوهريرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وما ورد في سنن ابن ماجة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله نادىهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم"، وما رواه عبد الله بن عمر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "من طاف بالبيت، لم يحمل قدما ولم يضع أخرى إلا خط الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة وحمل له بها درجة"، وما ورد في سليم البخاري عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "عمرة في رمضان تعدل حجة"، وما ورد في سنن الترمذي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد"، وما روته عائشة بنت أبي بكر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه نطق لها في عمرتها: "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك".

أنواع العمرة

• العمرة المفردة.
• عمرة التمتع، وهي بمثابة الجزء من حج التمتع.

في العمرة المفردة يخيّر الرجل بين حلق شعره وتقصيره, أما في عمرة التمتع عمليه حتى يقصرّ ولا يجوز حتى يحلق. العمرة المفردة تقع في أي يوم من السنة, وأما عمرة التمتع فيجب حتى تكون في أشهر الحج (شوال, ذوالقعدة, ذوالحجة) وتلحق بحج التمتع في نفس السنة. إحرام عمرة التمتع يجب حتى يقع في أحد المواقيت البعيدة ولا يصح في أدنى الحل– وفي بعض الصور خلاف-, أما إحرام العمرة المفردة فيمكن إيقاعه في أدنى الحل.

مناسك العمرة

المناسك

المواقيت

المواقيت هي الأماكن التي حددها النبي محمدصلى الله عليه وسلم لمن أراد حتى يحرم لأداء مناسك العمرة أوالحج، وهي كالتالي:

• ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
• الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك، وقد اندثرت هذه القرية حالياً، وحلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
• قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهوالميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم، ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
• يلملم: وهوميقات أهل اليمن، وكل من يمر من ذلك الطريق، وسمي الميقات بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم.
• ذات عرق: هوميقات أهل العراق وما ورائها، وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.
• ميقات أهل مكة أهل مكة يحرمون من بيوتهم أوالمسجد الحرام إذا شاءوا، فإن عليهم حتى يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أوعهدة.

الإحرام

الإحرام هونية الدخول في النسك مقروناً بالتلبية، وهوواجب من واجبات الإحرام بمعنى حتى على من هجره فدية، إما حتى يذبح شاة، أويصوم ثلاثة أيام، أويطعم ستة مساكين. إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد حتى يحرم فيستحب له حتى يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ. ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون حتى تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين. بعد ذلك يصلى المعتمر ركعتي الإحرام، ثم ينوي بعد ذلك العمرة بقلبه أوبلسانه، ويقول "لبيك عمرة".

محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من عملها بسبب إحرامه، وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشهجرة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، أما المحظورات المشهجرة فهي إزالة الشعر، تقليم الأظافر،الجماع، التطيب أي وضع العطر في البدن أوفي ثياب الإحرام، اغتال الصيد البري كالغزلان، وعقد الزواج. أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس المخيطة، وهوحتى يلبس الثياب ونحوها مما هومشروح على هيئة البدن كالقميص أوالبنطال، كما يحرم عليه إنزال المني باستنماء أوجماع، وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية وما شابهها. أما المحظورات الخاصة بالنساء فهي لبس القفازين أوالنقاب. فإن عمل المحرم المحظور جاهلاً أوناسياً أومكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية، وإن عمل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.

الطواف

إذا انتهى المعتمر من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له حتى يقول: "اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب العالمين"، وعندما يدخل المسجد الحرام يقول: "لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وحملة وبرًّا، وزد من زاره شرفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وحملة وبرًّا"، حتى إذا ولج ساحة المسجد يتجه إلى الحجر الأسود ليبدأ منه الطواف.

الطواف هوأحد الأركان الأساسية في العمرة، وهوتعبير عن سبعة أشواط يقوم به المعتمر حول الكعبة، يبدأ جميع شوط عبر الحجر الأسود وينتهي به، يجعل المعتمر أوالحاج الكعبة عن يساره أثناء الطواف،

يسن حتى يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى، والرَمَل هومسارعة المشي مع تقارب المراحل، يسن حتى يضطبع المعتمر أوالحاج في طوافه كله، والاضطباع هوحتى يجعل وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، يزيل المعتمر الاضطباع إذا فرغ من طوافه، سن لمن يطوف حتى يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها.

السعي

السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة [ كما في الصورة ] يسن عند قربه من الصفا في بداية الشوط الأول حتى يقرأ قوله تعالى (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ثم يقول بعدها (أبدأ بما بدأ الله به) ولا يقول هذا إلا في بداية الشوط الأول من السعي. يسن حتى يرقى المعتمر على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويحمل يديه كما يحملها عند النادىء قائلاً (الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهوعلى جميع شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم يدعوبما شاء من النادىء ثم يعيد الذكر السابق، ثم يدعوبما شاء، ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة، ثم يسعى إلى المروة. ويسن حتى يحمل صوته بالتكبير والذكر السابق ويُسر صوته بالنادىء. يعمل المعتمر على المروة مثلما عمل على الصفا من التكبير (3مرات) والذكر السابق (3 مرات) والنادىء بين الأذكار (مرتين) مع حمل يديه متوجهاً للكعبة [كما في الصورة ] يسن إذا وصل الساعي بين الفهمين الأخضرين حتى يُسرع في المشي بشرط حتى لا يضايق غيره من الساعين، أما في بقية المسعى فإنه يمشي مشياً عادياً. لا يشترط حتى يرقى الساعي على أعلى الصفا والمروة، بل لولمست رجلاه بداية ارتفاعها فهوجائز، ولكن السنة كما تجاوز حتى يرقى عليهما حتى يرى الكعبة إذا استطاع. لا تشترط الطهارة للسعي، فلوسعى وهوغير متوضىء جاز ذلك، ولكن الأفضل حتىقد يكون على وضوء. لا يوجد ذكر أونادىء خاص بالسعي، فلوقرأ القرآن أوذكر الله أونادىه بما يتيسر فهوجائز. إذا أقيمت الصلاة وهويسعى فإنه يصلي مع الجماعة في المسعى ثم يكمل سعيه. لا يضطبع المعتمر أثناء السعي بلقد يكون إحرامه على كتفيه. يجب على المعتمر غض بصره عن ما قد يفسد عمرته

الحلق والتقصير

اذا أتم المعتمر سبعة أشواط من الصفا إلى المروة حلق شعر رأسه ان كان رجلا أوقصرة والحلق أفضل أما المراة فتقصر الشعر رأسها بكل حال ولاتحلق بل تقصر من جميع قرن قدر أنملة. وعند الحلق يجب حتىقد يكون حلق الرجل شاملا لجميع شعر رأسه. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم حلق جميع شعر رأسة ونطق : خذوعني مناسككم. وكذلك عند التقصير لابد حتى يعم به جميع شعر الرأس. وبهذه الأعمال تمت العمرة وحل منها حلا كاملا يبيح له جميع محظورات الاحرام .

الإحرام

الإحرام هونية الدخول في العمرة، وهوركن من أركانها فلا تصح من غيره. وقد سمّي إحراماً لأن المعتمر أوالحاج يُحرَم بسببه من عدّة أشياء، وهي التي تسمى (محظورات الإحرام).

دخول المسجد الحرام

إذا وصل المحرم إلى المسجد الحرام، يقدم رجله اليمنى ويقول: ((بسم الله، الصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك))، ويبتر التلبية قبل الابتداء بالطواف، ثمقد يكون أول ما يبدأ به حتى يطوف بالكعبة سبعة أشواط، كلّ شوط دورة كاملة حول الكعبة.

الطواف بالكعبة

يبدأ المحرم الطواف من الحجر الأسود، يستقبله ويقول: "الله أكبر ولله الحمد" ويقبله إذا أمكنه ذلك، وإلا استلمه بيده اليمنى إذا تيسّر، فإن لم يتيسّر له بسبب الزحام أشار إليه رافعاً يده مرة واحدة قائلاً: "الله أكبر"، ثم يمضي جاعلاً الكعبة عن يساره،ويعمل ذلك في بداية جميع شوط من أشواط الطواف. يطوف سبعة أشواط جاعلاً الكعبة عن يساره، يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ((الرمل: هوسرعة المشي مع مقاربة الخُطا))، ويضطبع في جميع الأشواط ((الاضطباع: حتى يكشف منكبه الأيمن، ويجعل الرّداء تحته، ويجعل طرفي الرداء على المنكب الأيسر))، والمرأة لا رَمَل عليها ولا اضطباع.

فإذا وصل إلى الركن اليماني يستلمه بيده اليمنى إذا تيسر ذلك ولا يقبله.ويستحب حتى يقول ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)). وإذا انتهى من الشوط السابع عند محاذاة الحجر الأسود فإنه يغطي كتفه الأيمن ويمضى إلى مقام إبراهيم ان تيسر ذلك ، ويقرأ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى)) ويجعل المقام بينه وبين الكعبة (ان تيسر)، ويصلّي ركعتين، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة (الكافرون)، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة (الإخلاص).

السعي بين الصفا والمروة

يمضى المحرم إلى المسعى ويقوم بما يلي:

1. إذا اقترب من الصفا، قرأ قوله تعالى: (إنّ الصفا والمروة من شعآئر الله).
2. يصعد على الصفا، ويستقبل القبلة، ويحمل يديه كما يحملهما في النادىء، ويهلّل ويكبّر ويدعوبما تيسّر، ويكرر ذلك ثلاث مرات والدّعاء مرتين فقط.
3. ثم يمضى إلى المروة، وإذا وصل إلى العلامات الخضراء فإنه يُسنّ له حتى يشتدًّ في السًّعي إلى العلامة الأخرى، أما المرأة فلا تشتد في السعي بين العلامتين الخضراوين.
4. يكمل مشيه إلى المروة، فإذا وصل المروة فقد أكمل شوطاً، ويعمل عليها كما عمل على الصفا غير أنّه لا يقرأ الآية.
5. ثم يعود إلى الصفا ويشتد سعيه بين العلامتين الخضراوين.
6. إلى غير ذلك يعمل في جميع شوط، حتى يكمل سبعة أشواط، الذهاب شوط والرجوع شوط آخر.
7. يكثر من النادىء وذكر الله تعالى في السعي.
8. يُتمّ السعي عند المروة.

حلق شعر الرأس أوتقصيره

إذا أتمّ السعي خرج من المسعى وحلق شعر رأسه، أوقصًّر من جميع الشعر، ولا يجزئ التقصير من بعض الشعر أومن جوانب الرأس، والحلق أفضل من التقصير. أما المرأة فلا تحلق شعرها وتكتفي بالتقصير منه قدر رأس الإصبع. فإذا حلق أوقصّر فقد تحلل من العمرة وعندها يحلّ له ما حُرّم عليه في بداية نسك العمرة.

مصادر

انظر أيضا

• عمرة رمضان
• حج

ملف:Umrah.ppt

• The Hajj According to the Five Schools of Islamic Fiqh (Part 1), by 'Allamah Muhammad Jawad Mughniyyah (translated from Arabic by Ali Quri Qara'i), al-Tawhid, Vol. II, No.4,