نصر الدين بن شبث العقيلي
نصر الدين بن شبث بن كعب بن ربيعة (و. ح. 811 - ت. 825)، من بني عقيل. كان يعتز بعروبته ويتعصب لها، وكان أسلافه من الموالين للبيت الأموي. كانت إقامته في ضواحي حلب وتحديداً في بلدة كيسوم التي تقع شمالها. وفي أيامه توفي الخليفة هارون الرشيد، وحدثت الفتنة بين الأمين والمأمون التي انتهت بمقتل الأمين وانتنطق السلطة إلى عبد الله «المأمون».
حياته
ولم يرض نصر بن شبث عن سياسة المأمون باعتماده على الفرس فأبى مبايعته، وعلاوة على ذلك خرج عليه وثار في كيسوم وتغلب على ما جاورها من البلاد، وملك سُمَيْساط، واجتمع حوله كثير من الأتباع. فازدادت ثقته بنفسه وكبر طموحه وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي سنة 198هـ. وقوي أمره في الجزيرة، وحران، ودخل في خلاف مع العباسيين وقتل بعض رجالاتهم، واتصل به بعض أشياع الطالبيين وفاوضوه حتى يبايع بعض آل علي بن أبي طالب؛ لأن ذلك أقوى لأمره، فرفض وعلل ذلك بأنه إذا والىبعض آل علي ابن أبي طالب فسوف يقول له: «إنه هوالذي خلقه ورزقه» وعندما عرضوا عليه البيعة لأحد الأمويين رفض ذلك ونطق: «إن بني أمية أدبر أمرهم والمدبر لايقبل أبداً ولوسلّم عليّ رجل مدبر لأعداني إدباره، وإنما هواي في بني العباس وما حاربتهم إلاّ محاماة عن العرب لأنهم يقدّمون العجم عليهم». واستمر على موقفه المناوىء للخليفة المأمون . ومن الطبيعي ألا يرضى المأمون بذلك وألا يدع نصراً وشأنه واختار لمحاربته عبد الله بن طاهر الذي توجه إلى الرقة سنة 206هـ، وطال أمدّ الحرب بينهما ولكن النتيجة لم تكن لمصلحة نصر فقد استظهر عليه عبد الله وحصره في حصن له وضيق عليه حتى اضطر إلى طلب الأمان وكان المأمون قد أوفد من يتفاوض مع نصر لإنهاء القتال وانتدب لذلك جعفر بن محمد من بني عامر فأتاه في قرية كفر عزون، وأبلغه رسالة المأمون ورغبته في الصلح معه فأذعن، ولكنه أشترط ألا يطأ له بساطاً. فنطق المأمون:
«لا أجيبه حتى يطأ بساطي وما باله ينفر مني؟» فأجاب جعفر الذي نقل الشرط إلى المأمون «ربما لجرمه»، فنطق الخليفة : «أتراه أعظم جرماً من الفضل بن الربيع، ومن عيسى بن أبي خالد؟، فقد أخذ الفضل قوادي وأموالي وجنودي ومضى بذلك الى أخي وهجرني وحيداً وأفسد علي أخي حتى جرى ما جرى. وعيسى طرد خليفتي عن بغداد، ومضى بخراجي وفيئي وأقعد إبراهيم في الخلافة» فنطق جعفر: «إن للفضل وعيسى سوابق، وسلفهم من الموالين لبني العباس، أمّا نصر فليس له ماضٍ يشفع له، وسلفه كانوا جنوداً لبني أمية». ثم عاد جعفر فأبلغ نصراً برفض المأمون لشرطه.
وفاته
إلى غير ذلك أخفقت محاولة التفاوض بين المأمون ونصر بن شبث. فاشتد عبد الله في حربه وطال حصاره في كيسوم وضيق عليه الخناق حتى استسلم آخر الأمر، وطلب الأمان فخط له المأمون كتاب أمان. فسيّره عبد الله إلى بغداد وهدم كيسوم وخربّها ودخل نصر بغداد سنة 210هـ، وانبترت بعد ذلك أخباره حتى لم تحدد سنة وفاته وإنما تذكر المصادر أنه توفي بعد سنة 210هـ/ 825م.
المصادر
- ^ عبد الكريم العلي. "نصر بن شبث العقيلي". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-11-05.
قراءات إضافية
- ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970)
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).
- المضىي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق محمد عبد السلام التدمري (دار الكتاب العربي، بيروت 1991م)
المراجع
- Bosworth, C.E. (1975). "The Ṭāhirids and Ṣaffārids". In Frye, R.N. (ed.). . Cambridge: Cambridge University Press. pp. 90–135. ISBN .
- Bosworth, C.E. (1993). "Naṣr b. S̲h̲abat̲h̲". . Leiden and New York: BRILL. p. 1016. ISBN .
- Cobb, Paul M. (2001). . Albany, NY: State University of New York Press. ISBN .
- Bosworth, C. E., ed. (1987). . Albany, New York: State University of New York Press. ISBN .
- Fishbein, Michael, ed. (1992). . Albany, New York: State University of New York Press. ISBN .
- Kennedy, Hugh N. (2004). (Second ed.). Harlow, UK: Pearson Education Ltd. ISBN .
- Segal, J. B. (2005). . Gorgias Press LLC. ISBN .