لبيبة هاشم
لبيبة هاشم أولبيبة بنت ناصيف ماضي (1297 - 1366هـ/1880 - 1947م)، محررة أديبة باحثة، زوجة عبده هاشم، ولدت في كفرشيما بلبنان، وتفهمت في مدرسة راهبات المحبة أولاً، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت.
نزحت مع أسرتها إلى مصر في مطلع القرن العشرين، وهناك تعهدت إلى الأديبة وردة ناصيف اليازجي، صاحبة ديوان «حديقة الورد»، وأخيها العلامة الشيخ إبراهيم اليازجي فدرست عليه اللغة العربية، وتفهمت منه أصول كتابة الخط الفارسي الجميل، فأجادته جميع الإجادة، وكان يشجعها على الكتابة، فأصدرت مجلة «فتاة الشرق» عام 1906 ولم تُعهد مجلة نسائية قبل «فتاة الشرق»، وبعدها بلغت هذا الشوط البعيد من الجهاد الأدبي، وهي دائبة في الانتشار بلا انقطاع، ويرجع الفضل في ثباتها ونموّها ورقابلا إلى منشئتها المحررة لبيبة هاشم التي شيّدت لبنات جنسها بمجلتها صرحاً خالداً في دولة الأدب والبيان.
عينتها الجامعة المصرية ما بين عامي 1911-1912 أستاذة في القسم النسائي، وعهدت إليها بإلقاء محاضرات في التربية نالت جميع توفيق ونجاح.
زارت دمشق في عام 1919؛ إذ كلفتها الحكومة العربية (حكومة الملك فيصل الأول) وظيفة التفتيش في وزارة المعارف، وهومنصب رفيع لم يسبق لامرأة عربية حتى تقلدت مثله، فقامت بهذه المهمة خير قيام.
سافرت إلى جمهورية تشيلي في أمريكا الجنوبية سنة 1921 وأصدرت في مدينة سنتياغومجلة «الشرق والغرب» في سنة 1923، لكنها لم تلبث حتى عادت إلى مصر في السنة التالية، واستأنفت إصدار «فتاة الشرق» إلى حتى توفيت.
أصدرت لبيبة هاشم رواية «قلب الرجل» سنة 1904، وهي رواية اجتماعية تبدأ حوادثها في لبنان في أثناء فتنة عام 1860، أرادت المؤلفة من هذه الرواية حتى تظهر شهامة المرأة وخداع الرجل؛ إذ غلب عليها طابع الدفاع الصريح عن المرأة، لذلك تُعدّ لبيبة هاشم في طليعة اللواتي حملن القلم للدفاع عن المرأة الشرقية وحقوقها، وقد أصدرت مجلتها «فتاة الشرق» لهذا الغرض.
ولها أيضاً عدة قصص تاريخية واجتماعية قصيرة وأقاصيص، نشرتها في مجلة «فتاة الشرق» سنة 1907م، منها سيرة «شيرين» التي اعتمدت فيها على ما ورد في كتاب «الشاهنامة» للفردوسي، ومن أقاصيصها أيضاً «جزاء الإحسان» وهي وعظية تبين حتى فاعل الخير لابد حتى يكافأ على عمله، و«شهيد المروءة والوفاء».
وللمحررة منطقات كثيرة نشرتها في مجلة «فتاة الشرق» أشهرها «القمار والزواج» التي تتحدث فيها عن مساوئ هذه العادة الذميمة، فتقول: «فلا أهلاً بعصر جرّ على الشرق أمثال هذا الداء، ولا مرحباً بفرنجة اقتبسنا عنهم هذه الخلة الشنعاء، وسلام على زمن قضاه أجدادنا في بسطة العيش وصفوالمسرات، وسقيا لأيام سادت فيها الجهالة ولكنها امتازت بالفضل وصيانة الذات، بل تعساً لدهر غدونا نشكوفيه الحاضر ونتلهف على ما فات».
المصادر
- منى الحسن. "هاشم (لبيبة ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- فيليب دي طرازي، تاريخ الصحافة العربية (المطبعة الأدبية، بيروت 1914).
- عيسى فتوح، أديبات عربيات «سير ودراسات» (الندوة الثقافية النسائية، دمشق 1994).