داروينية

عودة للموسوعة

داروينية

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع
تشارلز داروين عام 1868

الداروينية Darwinism، مصطلح يطلق على مجموعة عمليات مستمدة من أفكار تشارلز داروين ، أهمها تلك المتعلقة بالتطور والإصطفاء الطبيعي . يقترن اسم الداروينية بشكل خاص بفكرة التطور عن طريق الإصطفاء الطبيعي . فعمليات التطور التي لا تندرج في إطار الإصطفاء الطبيعي مثل الطفرات الوراثية لا تصنف ضمن الداروي.يعتبر عام 2009 عام تشارلز داروين وذلك بمناسبة مرور مائتي سنة على مولده الذي كان في الثاني عشر من فبراير عام 1809.


مفاهيم الداروينية

As "Darwinism" became widely accepted in the 1870s, caricatures of Charles Darwin with an ape or monkey body symbolised evolution.
  • كانت أفكاره تتعدى دائما العالم الطبيعي.
  • وكان لها أبعاد اجتماعية وأخلاقية عديدة.

وقد أفلح كتاب أصل الأنواع، الذي مر على صدوره الآن حوالي قرن ونصف القرن في هدم كثير من الأفكار والآراء التي سادت في عصر الاستعمار، ومساندته لبعض القوى المتحكمة في البشر، وما ترتب على ذلك من إجراءات حول اختلاف الأعراق والسلالات والإبادة الجماعية للقبائل والشعوب (البدائية) وسياسة التعقيم الإجباري وماإليها بحجة البقاء للأصلح قبل حتى يقول بها داروين ولكن في سياق مختلف تماما.

والطريف هنا هوحتى داروين نفسه أبدى تشككه حول دقة تسمية كتابه أصل الأنواع وكان يتساءل عما إذا كان من الأفضل حتى يحمل عنوانا آخر مثل The Preservation of Favoured Races In The Struggle For Life. ولكن الملاحظ حتى هذا العنوان الجديد يتضمن هوأيضا فكرة الصراع من أجل الحياة وبالتالي مفهوم «البقاء للأصلح». وعلى أية حال فإن محاولات شرح عملية التطور قديمة وسابقة على عصر داروين بقرون، كما حتى الأفكار المعارضة والرافضة لمبدأ التطور نفسه قديمة وإن تكن لأسباب واعتبارات مختلفة.


استخدامات القرن 19

أضواء جديدة على فكره

  • ظهرت بمناسبة مرور مائتي عام على مولد داروين عشرات الخط ومئات الموضوعات في المجلات والدوريات الفهمية في كثير من الدول، وكلها تحاول حتى تلقي أضواء جديدة تماما على بعض جوانب فكره التي لم يتعرض لها أحد من قبل، أوالتي لم تجد ماتستحقه من عناية كافية أوالتي أسيئ فهمها ووجد كتابها أنه آن الآون لكي توضع في إطارها السليم.
  • كما حرصت بعض هذه الكتابات على حتى تكشف عن الجوانب غير المعروفة عن شخصيته وطبيعة تفكيره والبعد الإنساني في هذا التفكير وتتساءل عن مستقبل الداروينية بوجه عام والدور الذي يمكن حتى تقوم به بالنسبة لعالم الغد ومستقبل الحياة على وجه الأرض.
  • والملاحظ بوجه عام حتى هناك اتجاها غالبا في هذه الكتابات للتعاطف مع داروين والدفاع عن آرائه التي وجدت منذ بداية ظهورها كثيرا من المناوأة والتهوين من أمرها والتشكيك في صاحبها نفسه بالرغم من محاولات التقريب بين تلك الأفكار والنظرة الدينية للكون والإنسان وفكرة الخلق التي تتعارض صراحة مع نظرية التطور الداروينية.
  • وقد مضى بعض الكتاب إلى حتى ذلك التعارض ظاهري فقط، وأن بعض العناصر الداروينية تظهر بالعمل في عدد من الديانات والمعتقدات الدينية، التي استخدمت تلك العناصر قبل حتى تظهر في أعمال داروين، في تقوية وتدعيم دعواتها الإيمانية.

وعلى ذلك فإن الخلافات بين نظرية الخلق ونظرية التطور ليست على جميع هذه الدرجة من الحدة، لوأحسن فهم النظرية, وبخاصة في ضوء المستجدات والتقدم الفهمي في مجال البيولوجيا والهندسة الوراثية.

  • وكان من أبرز ما أثير في الكتابات الأخيرة من تساؤلات هوهل لداروين والداروينية مستقبل في القرن الحادي والعشرين،يا ترى؟ أم حتى الداروينية يفترض أن تنحسر وتتوارى وتصبح من ذكريات التاريخ، كما وقع بالنسبة لكثير من النظريات الأخرى، التي سيطرت على الفكر الإنساني لفترات طويلة من الزمن بقوة لاتقل عن قوة سيطرة نظرية التطور خلال القرن ونصف القرن الأخيرين منذ ظهور كتاب داروين الرئيس «أصل الأنواع Origin of Species»- وهل يمكن حتى تؤلف الداروينية رؤية متكاملة عن الطبيعة البشرية ترسي قواعد ومبادئ أخلاقية لمستقبل البشر وتقدم للعالم فكرة واضحة عن مصيره ومستقبله - خاصة حتى داروين في كتابه الآخر الذي لم يلق الاهتمام نفسه وهوكتاب Descent of Man الذي صدر عام 1871 كان يتنبأ بعالم تتضاءل فيه الصراعات بين الدوافع والنزعات العليا والدنيا، وتسود فيه «الفضيلة» والإحسان.

وأن الجنس البشري لا تتحكم فيه المصالح المادية تماما، وأنه لايخلومن الحب والتعاطف والتعاون. ويؤكد على هذا الاتجاه ما عهد عن داروين وعائلته أنهم كانوا من المعارضين لسياسة الرق وتجارة الرقيق، لدرجة أنه نطق في رحلة البيجل الشهيرةVoyage of The Beagle وهوعائد من العالم الجديد مشيرا إلى أمريكا، «أحمد الله أنني لن أعود أبدا لزيارة دولة العبيد». وهناك من يرى حتى موقف عائلة داروين كلها ضد الرق كان من العوامل التي أدت إلى اعتقاده بأن جميع البشر انحدروا وتطوروا من سلف واحد أيا ماتكون خصائص ذاك السلف وعلاقته بالكائنات الآخرى.


أهداف فكره التطورى

كان داروين يذكر دائما حتى فكره التطوري له هدفان أساسيان :

  • الأول

هوالكشف عن حقيقة التطور أوالرابطة الجنيالوجية بين جميع الكائنات العضوية، وتاريخ الحياة الذي تنظمه ظاهرة الانحدار الذي يصاحب عملية التعديل.

  • الثاني

هوالتعريف بنظرية الانتخاب الطبيعي Natural Selection باعتبارها أبرز ميكانيزم في العملية التطورية. وكما يقول عالم البيولوجيا الذي يكادقد يكون مجهولا تماما في العالم العربي ستيفن جاي جولد Stephen Jay Gould: إذا جميع العقلاء يقبلون فكرة التطور من دون تحفظ، وأن الانتخاب الطبيعي فكرة قوية وسبب رئيسي للتطور.

وداروين نفسه يقول في كتابه The Descent Of Man إذا لديه مسألتين متميزتين هما:

  • أولا «أن يبين حتى الأنواع لم تخلق منفصلة بعضها عن بعض.
  • ثانيا هوحتى الانتخاب الطبيعي كان العامل الرئيسي في التغير». ويعلق ستيفن جاي جولد على هذه العبارة بقوله: «إن من الواضح حتى داروين كان يحبذ دائما نظرية الانتخاب الطبيعي ويصفها بأنها «طفله» العزيز، ولكنه كأي أب صالح كان يدرك حدود تلك المعزّة، وأن ظاهرة التطور المعقدة الكاملة لايمكن ردّها إلى عامل أوسبب حقيقي واحد».


إساءة فهم

في طبعة عام 1972 لكتاب أصل الأنواع خط داروين يقول: «نظرا لأن استنتاجاتي قد أسيء فهمها أخيراً، ونظرا لما قيل عن أنني أرد تعديل الأنواع إلى الانتخاب الطبيعي وحده، فإنني أرجوالسماح لي بأن ألاحظ أنه في الطبعة الأولى من هذا العمل والطبعات التالية, حرصت على حتى أضع في مكان بارز للغاية وأعني بذلك نهاية المقدمة -الحدثات التالية: «إنني مقتنع تماما حتى الانتخاب الطبيعي كان هوالوسيلة الأساسية, ولكنها ليست الوحيدة للتعديل».

إلا حتى ذلك التنويه لم يكن مجديا لأن قوة التشكيك والرفض مع إساءة العرض المستمرة كانت قوة هائلة توارت إزاءها جميع محاولات الشرح والتوضيح.

وعلى أية حال فإن هذه الحملات الضارية من التشكيك لم تمنع عالما في حجم ريتشارد دوكينز Richard Dawkins من حتى يتهم المعارضين للداروينية بأنهم «جهلة وأغبياء وحمقى»، وأن يقول بعد ذلك بسنوات:

«إنني لاأسحب أي حدثة مما قلته سابقا وإن كنت أعتقد الآن أنها لم تكن كافية».

بل إذا العالم الفيلسوف دانييل دينيت Daniel Dennett يصف الداروينية بأنها أشبه بالحامض الكاوي Acid الذي يستطيع حتى يمحوويزيل تماما أي فكرة يلمسها.


الداروينية وتطور الجنس البشري

ليس هناك في رأي الكثيرين مايمنع من تطور الجنس البشري في ضوء التغيرات الفهمية والتكنولوجية والقدرة على التحكم في الجينات الوراثية وتغير القيم وزيادة الاحتكاك بين الشعوب والتزاوج واختلاط الأعراق.

ولكن التغيير الهادف يحتاج إلى تنسيق وتعاون بين قوى متعددة لتوجيه عملية التطور نحوأهداف محددة وواضحة, وأنه لابد من تحديد ما ذلك (الأصلح) الذي يراد تحقيقه والمتغيرات المتعلقة بهذا الاختيار.

فالفكرة السائدة في كثير من الأوساط حتى الجنس البشري قد توقف عن التطور منذ حوالي خمسين ألف سنة بظهور الإنسان العاقل Homo Sapiens الذي يمثله الإنسان المعاصر، وأن الحضارة وضعت حدا لهذا التطور. فالإنسان العاقل هوإنسان الحاضر والمستقبل.

ولكن يظهر حتى ذلك غير سليم تماما وأن الجنس البشري لايزال يتطور بمعدلات أكبر وبخطى أوسع وأسرع مما وقع في الماضي وانه يكتسب ملامح وخصائص جينية ووراثية جديدة, وأن عملية الانتخاب الطبيعي البطيئة التي كانت تستغرق عشرات القرون لم تعد تتلاءم مع متطلبات العصر وأن الفهم الحديث بدأ يتدخل في فرض «انتخاب» من نوع جديد، لايكاد يهجر مجالا لعملية الانتخاب الطبيعي التي نطق بها داروين والداروينية التقليدية.

طفرة تطورية

أن الجنس البشري على أبواب فترة تطورية أوعلى الأصح طفرة تطورية جديدة يفترض أن تتحقق خلال السنوات الخمسين القادمة نتيجة عوامل كثيرة ليس أقلها شأنا إمكان القضاء على كثير من الأمراض الفطرية أوالوراثية Congenital المعروفة، التي يقاسي منها الإنسان, وأن الاكتشافات الحديثة في هذا المضمار تبشر بحدوث قفزة بالنسبة للأجيال التالية، وإن كان هناك دائما خطورة حتى يؤدي ذلك إلى انكماش في التنوع البشري الذي عهدته الإنسانية خلال تاريخها الطويل فتتلاشى الاختلافات والتباينات بين السلالات والأعراق والشعوب والثقافات.

اتجاهات جديدة

  • وقد ظهرت اتجاهات جديدة تنظر إلى الداروينية من زوايا مختلفة دون حتى تتنكر لمفهوم التطور ذاته، وتمضى على سبيل المثال إلى حتى التطور يتم عن طريق التعاون أوالعون المشهجر Mutual Aid أكثر مما يتم من خلال الصراع الذي يحتل مكانا بارزا في فكر داروين. وهذه نظرة بدأها عالم البيولوجيا الروسي الأصليوتر(يتر)كرووتكين Pyotr Kropotkin في كتاب مشهور يحمل في عنوانه تلك العبارة (العون المشهجر) ظهر في أوائل القرن الماضي وترجم إلى عدة لغات.
  • وعمل على إحياء الفكرة والدعوة إليهاستيفن جاي جولد وترتب عليها ظهور نظرية التنمية التطورية Evolutionary Development التي ترسم مسار التطور في المستقبل.

فالتنمية التطورية تهدف إلى إيجاد أشكال أكثر رقيا وتعقيدا من الحياة البيولوجية والاجتماعية على السواء عن طريق استخدام مستحدثات ونتائج الفهم الحديث والتكنولوجيا. عملى الرغم من حتى عملية التطور الطبيعي الحر الطليق أوالتلقائي أدت إلى ظهور أشكال وصور عديدة معقدة خلال مراحل التطور التي استغرقت حقبات طويلة من الزمن، فإنها أدت أيضا في الوقت ذاته إلى اختفاء واندثار أشكال أخرى عديدة من الحياة الطبيعية والاجتماعية وذلك على عكس التنمية التطورية التي تمنع من تكرار تلك (الكوارث) وذاك عن طريق التدخل بل والتحكم في تعديل مسار عملية البقاء للأصلح وتوجيهها مع متطلبات ظروف الحياة في المستقبل.

وإذا كان التطور البيولوجي قد أدى بمقتضى الداروينية التقليدية إلى تقدم جميع أنواع الكائنات الحية، بما فيها المخلوقات العاقلة بجميع خصائصها ومقوماتها الإدراكية فإن التنمية التطورية تهتم إلى جانب ذلك بالنموالثقافي والتكنولوجي كعامل مساعد على تقدم وارتقاء الجنس البشري بطريقة عقلانية واعية ومرسومة وبسرعة أكبر مما كان يحدث في الماضي بمقتضى الانتخاب الطبيعي, كما تحقق تقدما هائلا في طول فترة الحياة من ناحية, وتقدم إنتاجية العمل والفهم الفهمية والتنظيمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, من الناحية الأخرى.

الحمل والإنجاب

الأداة الفعالة المبدئية في هذه التنمية التطورية هي أيضا التطور البيولوجي الذي يتم حسب تخطيط مدروس يرتكز على التقدم الفهمي في مجال الهندسة الوراثية, وإمكانات التدخل في تنظيم القدرات الجنسية على التوالد والتكاثر وما يتبعها من القدرة على التحكم في تحديد فترات الحمل والولادة بأساليب أكثر فعالية مما هومعروف حتى الآن.

فإذا كانت الطبيعة البيولوجية تحدد إمكانات المرأة على الولادة والإنجاب بطفل واحد حديث في السنة الواحدة كما تتطلب مرورعقد ونصف عقد تقريبا لكي يبلغ ذلك الطفل الوليد درجة النموالجنسي التي تؤهله للاضطلاع بعملية الإنتاج الإنجابي فإن التقدم الفهمي يفترض أن يتدخل في تعديل تلك الفترة في الحالتين وذلك علاوة على زيادة القدرة على تغيير الملامح والمقومات الفيزيقية والإمكانات الذهنية للفرد، بالرغم مما قد يحدث في ذلك من مآخذ أخلاقية أودينية.

وقد مضى ستيفن جاي جولد وزميله نايلز إلدردج Niles Aldridge إلى القول إذا التغير يمكن حتى يحدث بسرعة أكبربالمقارنة بالفترات الطويلة التي كانت تستغرقها عملية التطور الطبيعي.


التغيرات التي طرأت عليها

إن التغيرات التي طرأت على الداروينية التقليدية نتيجة للتقدم الفهمي تحاول نقل مبدأ البقاء للأصلح من النطاق البيولوجي المحدود نسبيا إلى مختلف المجالات الاجتماعية والسلوكية والثقافية مع إخضاع التغيرات البيولوجية للمبادئ الفهمية والاتجاهات التكنولوجية الجديدة.

وسليم أنه لاتزال هناك بعض الاتجاهات التي تثير التشكك أوحتى المناوأة والرفض لمبدأ التطور، ولكن أنصار الداروينية - سواء في أبعادها التقليدية أواتجاهاتها الحديثة - يرون حتى هذه الاعتراضات تصدر في الأغلب عن دوافع دينية ولا تستند إلى حقائق فهمية راسخة.

وبالرغم من جميع ما ينطق ضد الداروينية والتطور فإن النزعة التطورية وجدت طريقها بالعمل إلى كثير من المجالات الفهمية بحيث نجد الآن من يتحدث ويبحث في فهم النفس التطوري والأخلاق التطورية، بل والطب التطوري Volutionary Medicine وغيرها،

ومعظم الجدل يدور الآن ليس حول إذا ما كان التطور وقع بالعمل في الماضي، وسيحدث بشكل ما في المستقبل، أوحول مجالات ذلك التطور, ولكنه يدور حول كيف من الممكن أن وقع هذا التطور في الماضي،يا ترى؟ وكيف يحدث الآن،يا ترى؟ وسيحدث في المستقبل؟.

وإذا كانت الداروينية التقليدية وتطبيقاتها البيولوجية والإيكولوجية وليدة القرن التاسع عشر، والتغيرات التي شهدها عصر الثورة الصناعية والحركات الاستعمارية التي كشفت عن التفاوت الضخم بين الشعوب المتقدمة و(البدائية)، فإن الاتجاه التطوري الحالي المتمثل في التنمية التطورية هووليد التغيرات الفهمية والتكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم المعاصر والتي يفترض أن يستخدمها الإنسان في إنتاج أشكال جديدة من الحياة بطريقة عقلانية واعية وهادفة.


داروينيّون عرب

يمكن تعداد بعض الداروينيين العرب القلائل المؤسسين لهذا الممضى في العالم العربي، بدءاً بشبلي شميل (1860-1917) وحنا نمر (1900-1964)، وانتهاءً بإسماعيل مظهر، مترجم مؤلَّف داروين "أصل الأنواع" إلى العربية، ود. محمد يوسف حسن، مترجم الفصلين الرابع عشر والخامس عشر منه بعد وفاة إسماعيل مظهر، إلى سلامة موسى (1887 – 1958) والشاعر جميل صدقي الزهاوي، وغيرهم ممَّن خطوا بحوثاً عدة في تأييد الممضى الدارويني. وكانت مجلة "المقتطف"، لصاحبيها فارس نمر ويعقوب صروف، ومجلة "الشمس"، لصاحبها إسبر الغريب، أبرز الصحف التي فتحت أبوابها لمؤيِّدي ممضى داروين ومناصريه من العرب، ليغيب هذا الممضى ومؤيديه في العالم العربي مع نهايات القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، عدى بعض الأصوات المستترة مثل عبدالله صالومة.

شبلي شميّل : كان أول من نشر ممضى داروين باللغة العربية وانتصر له في كتابه "فلسفة النشوء والارتقاء" 1910 وناضل دونه ؛ إذ كان رجال الدين ولا سيما الكاثوليك الذين نشأ شميل على ممضىهم يعدون هذا الممضى من نادىئم الكفر، ولم يكتف الرجل بذلك بل كان يصرح قولاً وكتابة بالتعطيل والإلحاد.

سلامة موسى : بعد حتى سلطت بحوث التطور الأضواء على القرود، وبخاصة "البتراء" التي لا ذيل لها، وإن كان لها بقايا عًصعُص، وهذه أربعة أنواع : هي الجيبون والأورانج في آسيا، والشمبانزي والغوريلا في أفريقيا. أورد "سلامة موسى" في كتابه "نظرية التطور وأصل الإنسان" 1957 معلومات عن هذه القرود الوثيقة الصلة بالإنسان. ثم تحدث عن القردة العليا وخصائصها الجسدية ومدى قربها أوبعدها عن الإنسان.

حنا نمر : وضع مؤلَّفه بعنوان "الداروينية"، متخذاً منها وسيلة للبحث في ممضى داروين وتأييده. وفيه أثبت حتى الإنسان لم ينحدر من القرد، بل كلاهما انحدر من أصل واحد. كما درس في الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي. وقد بدأ بوضعه أوائل الثلاثينات، وصدر في العام 1982، كما حتى له بحوثاً حول ممضى النشوء والارتقاء في مجلة "الشمس" وجريدة "التلغراف" وغيرهما بين عامي 1928 و1949.

عبدالله صالومة : الذي بدأ بوضع كتابه "قانون التطوّر" عام 1993 وقام بنشره حديثاً 2010 على الأنترنت كوثيقة غير مطبوعة تحت عنوان قانون التطور، وهودراسة تكميليّة لنظرية التطور والداروينية الاجتماعية، تقدّم رؤية عامة أكثر شمولاً وتبيّن تسلسل مراحل التطوّر ضمن قانون واحد يجمع العلوم الفيزيائية، الطبيعيّة، الحيويّة والاجتماعية لتكوّن المعالجة الأحدث لنظريّة التطوّر بالاستفادة من آخر الاكتشافات والاستنتاجات والبحوث في طيف واسع من العلوم.

ويعلل "نسيب نمر" إساءة فهم وقلّة مؤيدي الممضى الدارويني بقوله : [لعل السبب الأول في إساءة الفهم يعود إلى صعوبة الممضى وتعقيداته. وقد خط داروِن في العام 1861 إلى أحد مراسليه الكثيرين ما يلي: «إنك تفهم كتابي! هذا أمر قلما وجدته عند الذين ينتقدونني.» ونطق هكسلي في العام 1888: «إن كتاب "أصل الأنواع" من أصعب الخط استيعاباً»، مبرِّراً قوله بأنه مضت على صدوره ثلاثون سنة تتداوله الأيدي، وما يزال رجالٌ من أعظم مفكِّري هذا الوقت بعيدين عن تفهُّم حقيقة الممضى والنظرية. وقد رأينا العالم هوكر يعلن صراحةً أنه أصعب المؤلَّفات قراءةً، إذا شاء الإنسان الإفادة منه إفادة كاملة وتامة. هذا في الغرب – فكيف الحال في الشرق، والمهتمون به قلائل، والداروِنية لا تُدرَّس حتى الآن في الجامعات العربية؟! ولولا عدد قليل جدّاً، لا يتجاوزون أصابع الكفِّ الواحدة من النهضويين عندنا، لظلَّ الممضى مجهولاً تماماً]

أهم نسخ المؤلفات الداروينيّة المنشورة للداروينيّين العرب

  • شميل، شبلي، الحقيقة وهى رسالة تتضمن ردودا لاثبات ممضى داروين في النشوء والارتقاء، مطبعة المقتطف، القاهرة، 1885.
  • شميل، شبلي، فلسفة النشوء والارتقاء، بمطبعة المقتطف، القاهرة، 1910.
  • شميل، شبلي، فلسفة النشوء والارتقاء، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، 1983، دار مارون عبود، بيروت، 1983.
  • صالومة، عبدالله، "قانون التطوّر"، مستندات غوغل، 2010.
  • مظهر، اسماعيل، ملقى السبيل في ممضى النشوء والارتقاء واثره في الانقلاب الفكرى الحديث، المطبعة العصرية، القاهرة، 1926.
  • موسى، سلامة، نظرية التطور واصل الانسان، المطبعة العصرية، القاهرة، [؟-195].
  • موسى، سلامة، نظرية التطور واصل الانسان، [د.م.] : سلامة موسى، 1957.
  • موسى، سلامة، الإنسان قمة التطور، سلامه موسى للنشر والتوزيع، القاهرة، 1961.
  • موسى، سلامة، نظرية التطور وأصل الإنسان، مخطة المعارف، 1999.
  • نمر، حنا، الداروينية ، المؤسسه الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت، 1982.

انظر أيضا

  • سعدانيوس
  • داروينية (كتاب)
  • Modern evolutionary synthesis
  • داروينية جديدة
  • داروينية طبيعية
  • داروينية اجتماعية
  • جوائز دارون
  • Pangenesis - Charles Darwin's hypothetical mechanism for heredity
  • داروينية كونية
  • نظرية التطور
  • تشارلز داروين
  • أصل الأنواع
  • داروينية اجتماعية
  • قانون التطور
  • داروينيون عرب

المصادر

  1. ^ Browne 2002, p. 376-379
  2. ^ نسيب نمر، الداروينية عودة حديثة إلى نظرية داروِن حول "أصل الأنواع"، معابر
  • مجلة Futurist (عدد يوليو/اغسطس 2009)
  • مجلة العربي الكويتيه
  • مخطة الأسكندرية
  • "قانون التطوّر"، مستندات غوغل
  • نسيب نمر، الداروينية عودة حديثة إلى نظرية داروِن حول "أصل الأنواع"، معابر
  • خليل علي حيدر، الحلقة المفقودة في "نظرية التطور"، الاتحاد
  • فلسفة النشوء والارتقاء، مخطة نيل وفرات.كوم
  • كتاب فلسفة النشوء والارتقاء على مسقط أرشيف من مجموعة جامعة تورنتو
  • نظرية التطور وأصل الإنسان، مخطة نيل وفرات.كوم
  • مصطفى عاشور، سلامة موسى في الميزان - من إسلام أون لاين.نت
  • المخطة الألكترونية
  • أصل الأنواع : نشأة الأنواع الحية عن طريق الانتقاء الطبيعي أوالاحتفاظ بالأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة / تأليف تشارلز داروين ؛ ترجمة مجدي محمود المليجي ؛ تقديم سمير حنا صادق. القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة, 2004.
  • Browne, E. Janet (2002). Charles Darwin: Vol. 2 The Power of Place. London: Jonathan Cape. ISBN .
  • Gopnik, Adam (2009). Angels and Ages: A Short Book About Darwin, Lincoln, and Modern Life. London: Quercus. ISBN .

وصلات خارجية

ابحث عن داروينية في
قاموس الفهم.
  • Universal Darwinism
  • Stanford Encyclopedia of Philosophy entry
  • What is Darwinism
  • The Darwinian Revolution
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:01:18
التصنيفات: Portal templates with all redlinked portals, تطور, تاريخ علم الأحياء التطوري, نظرية التطور, علم الأحياء التطوري, تطوير الجنس البشري, نظريات علمية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأرصاد تحذر: لا تخففوا الملابس فصل الشتاء ينتهي 20 مارس

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-22 21:20:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

أمم إفريقيا للشباب.. مصر تتعادل مع نيجيريا سلبيا فى الشوط الأول

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-22 21:21:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

ممثلو 80 شركة سياحة ألمانية يتفقدون فنادق الغردقة - المحافظات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-22 21:20:42
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

الأهلي يتعاقد مع مترجم خاص لبرونو سافيو

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-02-22 21:20:50
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

تحميل تطبيق المنصة العربية