كرستوفر ڤيلي‌بالد گلوك

عودة للموسوعة

كرستوفر ڤيلي‌بالد گلوك

XVIII ، پورتريه رسم جوسف دوپلسيس، بتاريخ 1775، (Kunsthistorisches Museum، ڤيينا)

كريستوف ڤيلي‌بالد ريتر ڤون گلوك Christoph Willibald Ritter von Gluck (2 يوليو1714 in إراسباخ القرب من برچينگ (العليا)، ألمانيا – 15 نوفمبر 1787 في ڤيينا)، هومؤلف موسيقي اوپرالي من الفترة الكلاسيكية. بعد الكثير من السنوات في قصر هابسبورگ، أتى گلوك بإصلاح عملي في أعمال الاوپرا الدراماتيكية that many intellectuals had been campaigning for over the years. مع سلسلة من الأعمال الراديكالية الجديدة في ستينيات القرن الثامن عشر، من بينها Orfeo ed Euridice وألكستى، كسر هيمنة اوپرا سريا المتاستاسية التي تمتعت بها في معظم سنوات القرن.

النشأة

ولد في إراسباخ من أعمال الپالاتينات العليا، لحراج كاثوليكي انتقل بأسرته في 1717 إلى نويشلوس ببوهيميا. وتلقى كريستوفر في المدرسة اليسوعية بكوموتاوتعليماً في الدين واللاتينية والآداب القديمة والترتيل والكمان والأرغن والبيان القيثاري. فلما رحل إلى پراگ 1732 تلقى دروساً في الفيولنشللو، وتعيش بالترتيل في الكنائس، والعزف على الكمان في المراقص، وإحياء الحفلات الموسيقية في المدن المجاورة.


الحياة الموسيقية

وكان جميع صبي ذكي في بوهيميا ينجذب إلى پراگ، واستطاع نفر من ألمعهم شق طريقهم إلى ڤيينا. واستهدف گلوك الحصول على وظيفة في أوركسترا الأمير فرديناند فون لوبكوفتز. وفي فيينا انصت إلى الأوبرات الإيطالية وأحس جاذبية إيطاليا القوية. وأعجب الأمير فرانشسكوملتزي بعزمه، فنادىه إلى ميلان (1737). ودرس جلوك التأليف الموسيقي على يد سامارتبني، وتعلق بالأساليب الإيطالية في الموسيقى، وانتهجت أوبراته الأولى (1741-45) نهج الطرائق الإيطالية، وقاد حفلاتها الافتتاحية في إيطاليا. وأتته هذه المراحل الموفقة بدعوة لتأليف وإخراج أوبرا لمسرح هيماركت في لندن.

وهنا قدم أوبرا La Caduta Degiganti (سقطة العملاق) (1746). ورفضت مصحوبة بمديح هزيل، ونطق هندل العجوز الفض حتى جلوك لا يعهد "عن الكونترابنت أكثر مما يعهد طباخي" ولكن الطباخ كان صاحب صوت باص-جهير-حسن، ولم يخط لجلوك حتى تعتمد شهرته على الكونترابنت. والتقى برني بجلوك ونطق في وصفه "إن له مزاجاً في شراسة مزاج هندل. ويشوهه الجدري تشويهاً رهيباً..وله جهمة كريهة". وأذاع جلوك على الجماهير-ربما لموازنة ميزانيته-أنه سيقدم "كونشرتوعلى ست وعشرين كأس شراب ضبطت (بملئها إلى مستويات مختلفة) بماء نبع تصاحبها فرقة موسيقية كاملة (أوركسترا)، لأن هذه آلة موسيقية جديدة من اختراعه يعزف عليها جميع ما يمكن عزفه على الكمان أوبيان قيثاري". ومثل هذه "الهارمونيكا الزجاجية أوالكؤوس الموسيقية" كانت قد أدخلت في دبلن قبل سنتين. واستحضر جلوك الأنغام بلمس حواف الكؤوس بإصبعه المبللة. واستهوى الحفل (23 إبريل 1746) أصحاب الفضول، فكرر بعد أسبوع.

وغادر جلوك لندن قاصداً باريس في 26 ديسمبر وهومبتئس بهذا النجاح. وهناك تفهم أوبرات راموالذي كان قد اتجه إلى الإصلاح بإدماج الموسيقى والباليه بالحركة. وفي سبتمبر قاد الأوبرات في همبورج واتصل في علاقة غرام مع مغنية إيطالية وأصيب بالزهري. وكان شفاؤه بطيئاً جداً، حتى أنه حين مضى إلى كوبنهاجن كان عاجزاً عن قيادة الأوركسترا. ثم عاد إلى فيينا، وتزوج ماريان برجيا (15 سبتمبر 1750) ابنة تاجر غني. وقد منحه صداقها الأمن المالي فاتخذ بيتاً في فيينا، واختفى عن الأنظار في استجمام طويل.

وفي سبتمبر 1754 عينه الكونت مارتشالودوراتزوقائداً للأوركسترا نظير ألفي فلورن في العام ليلحن للبلاط. وكان دواتزوقد مل الأوبرا الإيطالية التقليدية، فتعاون مع جلوك في دراما موسيقية سميت L'innocenza Giustificata (البراءة المبررة) لم تكن السيرة مجرد تكئة للموسيقى، ولا موسيقى مجرد تجميع الألحان، إنما الموسيقى تعكس الحركة، والألحان حتى الكوراس-تدخل في الحبكة دخولاً فيه شيء من المنطق. إلى غير ذلك كانت حفلة الافتتاح (8 ديسمبر 1755) البشير والنتاج الأول للإصلاح الذي يقرن التاريخ بينه وبين اسم جلوك. وقد رأينا في موضع سابق مساهمات بنديتومارتشللووجومللي وترايتا في هذا التطور، والنداء الذي وجهه روسووفولتير والموسوعيون لربط أوثق بين الدراما والموسيقى. وكان مناستازيوقد أعان عليه بإصراره في إباء على حتى الموسيقى يجب حتى تكون خادمة للشعر.وربما تأثر جلوك بشغف فنحدثان بإحياء المثل الإغريقية في الفن، وكان الملحنون يعهدون حتى الأوبرا الإيطالية كمحاولة لإحياء الدراما الكلاسيكية التي أخضعت موسيقاها للتمثيلية وكان جان-جورج نوفير أثناء ذلك ينادي (1760) بالتسامي بالباليه من مجرد الرقص الإيقاعي إلى الإيماء الدرامي المعبر عن "عواطف جميع شعوب الأرض وعاداتهم وتنطقيدهم ومراسمهم وأزيائهم". ونسج جلوك هذه العناصر كلها في شكل أوبراوي حديث بفضل ما أوتي من كيمياء العبقرية العجيبة.

إن من أسرار المرء حتى يغتنم الفرصة إذا سنحت. فما الذي حدا بجلوك إلى هجر نصوص أوبرات متاستاسيوويتخذ رانييرودا كالتابيجي شاعراً لأوبرا "أورفير وأورديتشني"،يا ترى؟ لقد ولد كالزابيجي في ليفورنو. وبعد مغامرات في الحب والمال وفد على باريس ونشر هناك ترجمة ل"الشعر الدرامي" لمتاستازيو(1755) وقدم لها ب"رسالة" أعرب فيها عن أمله في ظهور نوع حديث من الأوبرا-"كل مبهجقد يكون خلاصة التفاعل بين كورس كبير وبين الرقص والحركة التمثيلية التي يتحد فيها الشعر والموسيقى بطريقة رائعة". فلما انتقل إلى فيينا أثار اهتمام دوراتزوبأفكاره عن الأوبرا، ونادىه الكونت ليخط نصاً لأوبرا، فخط.."أورفيووأورديتشي". وعرض دوراتزوالقصيدة على جلوك، فرأى في الحبكة البسيطة الموحدة موضوعاً يمكن حتى يبتعث جميع طاقاته.

وقدمت النتيجة لفيينا فيخمسة أكتوبر 1762. واستطاع جلوك حتى يجند لدور أورفيوس أكبر المغنين الخصيان ذوي الصوت الكونترالتووهوجاتيانوجواديني. أما السيرة فقديمة قدم الأوبرا، وقد استخدمها أكثر من عشرة كتاب لنصوص الأوبرا بين 1600، 1761، واستطاع جمهور السامعين تتبع الحركة دون حتى يفقهوا الإيطالية. واستغنت الموسيقى عن السرد الذي لا يصاحبه العزف، والألحان الأساسية المعادة، (da capo)، والزخارف والمحسنات، وفيما عدا ذلك نهجت نهج الأسلوب الإيطالي ولكنها سمت إلى آفاق غنائية فيها من النقاء ما ندر حتى بلغه أحد من قبل ولا من بعد. وصرخة اليأس المنبعثة من أورفيوس بعد حتى أفقده الموت حبيبته مرة ثانية،يا ترى؟ Che Faro Sanz Euridice "ماذا أعمل بدون أورديتشي"،يا ترى؟ ما تزال أجمل ألحان الأوبرا قاطبة، ونحن حين نسمع هذا اللحن، ولحن القلوب الحزين في "رسيرة الأرواح المباركة" تعجب كيف من الممكن أن عثر هذا البوهيمي العاصف هذه الرهافة في روحه.

ولم تلقَ أورفيواستقبالاً حاراً في فيينا؛ ولكن ماريا تريزا تأثرت بها تأثيراً عميقاً وأوفدت إلى جلوك صندوق سعوط محشواً بالدوقاتيات. وما لبث حتى اختير لتعليم الغناء للأرشيدوقة ماريا أنطونيا. وكان أثناء ذلك مكباً هووكالزابيجي على تأليف أوبرا عدها البعض أكمل ما ألفاه من أوبرات، وهي "السيست". وقد أعرب المؤلف في مقدمة النسخة المنشورة خطها كلزابيجي لجلوك مبادئ إصلاحه للأوبرا. نطق:

"حين اضطلعت بكتابة الموسيقى لألسيست صممت على حتى أجردها تماماً من جميع تلك المساوئ..التي طالما شوهت الأوبرا الإيطالية..وقد جهدت لأقصر الموسيقى على وظيفتها الحقيقية وهي خدمة الشعر بالتعبير وبمتابعة مواقف السيرة دون بتر الحركة المسرحية أوخنقها بحشولا غناء فيه من التعليقات. ولم أرَ حتى من واجبي حتى أمر مرور الكرام بالقسم الثاني من لحن ما، من الممكن كانت حدثاته آخر وأهم الحدثات-لكي أعيد بانتظام...حدثات القسم الأول...وقد أحسست حتى الافتتاحية يجب حتى تحيط المتفرجين بطبيعة الحركة التي ستقدم لهم وتكون-إن شئت-خلاصتها.., حتى الآلات الأوركسترالية يجب حتى تدخل متناسبة مه أهمية الحدثات وقوتها ولا تهجر ذلك التناقض الحاد بين اللحن والسرد في الحوار...الذي يشوه بشكل غشوم قوة الحركة وحرارتها...وقد آمنت بأن جهدي الأعظم يجب حتى ينصرف إلى البحث عن البساطة الجميلة".

وباختصار، يجب حتى تخدم الموسيقى الدراما وتزيد من حدتها، لا حتى تجعل منها مجرد تكئة للعروض الصوتية أوالأوركسترالية. وقد عبر جلوك عن الأمر تعبيراً فيه غلوبقوله "أنني أحاول حتى أنسى أنني موسيقي"، وأن عليه حتى يندمج مع محرر النص في تأليف "دراما بالموسيقى". "وسيرة السست تمتنع قليلاً على التصديق، ولكن جلوك أنقذها بافتتاحية قاتمة سبقت بتصوير الحركة المأساوية وأفضت إليها، وبمشاهد عاطفية مؤثرة بين السست وأطفالها، وبنادىئها لآلهة العالم السفلي في لحن "أرباب ستاكس"، وبالكروالات الجليلة والمجموعات الفخمة. واستمع جمهور فيينا لهذه الأوبرا في ستين حفلة بين الافتتاح في 16 ديسمبر 1767 و1779. ولكن النقاد وجدوا فيها أخطاء كثيرة، أما المغنون فشكوا من أنها لم تفسح لهم المجال الكافي لعرض فنهم.

وبذل الشاعر والمؤلف محاولة ثانية في أوبرا "باريز وهيلانة" (30 نوفمبر 1770). وقد اقتبس كلزابيجي الحبكة من أوفيد الذي جعل من سيرة باريز وهيلانة مغامرة غرامية شخصية بدل حتى تكون فاجعة دولية. وعرضت الأوبرا عشرين مرة في فيينا، ومرة في نابلي، ولم تعرض في غيرهما. وتحمل كالزبيجي تبعة هذا الفشل النسبي، وطلق كتابة النصوص الأوبرات. وراح جلوك يبحث عن تربة يلقي فيها بذرته. وأشار عليه صديق في السفارة الفرنسية في فيينا يدعى فرانسوا دي رولليه حتى يقدم لجماهير باريس تحية يرحبون بها، في صورة أوبرا فرنسية يضع موسيقاها مؤلف ألماني. وعملاً باقتراحات لديدرووألجاروتي أشار فيها بأن تمثيلية راسين "إفجييني" تتيح موضوعاً مثالياً للأوبرا صاغ دورولليه التمثيلية نصاً لأوبرا وقدمها لجلوك..ورأى جلوك مادتها متفقة تمام الاتفاق مع ذوقه فعكف على العمل من فوره.

ورغبة في تمهيد الطريق إلى باريس وجه دورولليه خطاباً إلى مدير دار الأوبرا نشر في المركيز دفرانس أول أغسطس 1772-ذكر فيه حتى "مسيوجلوش" كان ساخطاً أشد السخط على الزعم بأن اللغة الفرنسية لا تتلاءم مع الموسيقى، وأنه اقترح إثبات العكس بــ"إفجييني في أوليد". ولطف جلوك من غضب روسوالمتسقط (وكان يومها يعيش منزوياً في باريس) بأن أوفد إلى المركيز خطاباً (أول فبراير 1773) أعرب فيه عن أمله في التشاور مع روسوحول "الوسيلة التي أنوي اتخاذها لإخراج موسيقى صالحة لجميع الأمم، وإزالة فوارق الموسيقى الوطنية السخيفة". واستكملاً لهذا الإعلان الذي يبلغ الغاية في البراعة، استخدمت ماري أنطوانيت-التي لن تنس أستاذها القديم-نفوذها في دار الأوبرا. ووافق مديرها على إخراج "إفجيني"، وحضر جلوك إلى باريس، وألزم المغنين وأوركسترا ببروفات بلغت من الشدة والانضباط حداً ندر حتى عهدوه من قبل. وتبين حتى صوفي أرنوا كبيرة المغنيات متمردة على أوامره فهدد بالإقلاع عن المشروع. وبدا حتى جوزيف لجروقد أضعفه السقم إلى حد منعه من تمثيل دور الجبار أخيل: "أما جانتان فستري" إله الرقص وقتها، فأراد حتىقد يكون نصف الأوبرا باليهاً. وشد جلوك شعره، أوقل باروكته، وأصر على موقفه، وانتصر. وكانت حفلة الافتتاح (19 إبريل 1774) وقع العالم الموسيقي المثير. وقد نحس بما كانت عليه العاصمة الجياشة من هياج إذا قرأنا خطاب ماري أنطوانيت لأختها ماريا كرستينا في بروكسل. نطقت:

«إنه نصر عظيم يا عزيزتي كرستين، إذا الحماسة تجرفني، ولم يعد الناس يتحدثون على شيء غير هذا. وكل الرؤوس تجيش نتيجة لهذا الحدث...فهناك إنشقاقات ونزعات أشبه بالنزاع الديني. ومع أنني أعربت في البلاط أنني في صف هذا العمل الملهم، فإن هناك تحريات ومناقشات شديدة الحيوية. أما في المدينة فيبدوا حتى الحال أسوأ من هذا.»

ورد روسوتحية جلوك بإعلانه حتى "أوبرا مسيوجلوك قلبت جميع أفكاره رأسا على عقب، وقد اقتنع الآن حتى اللغة الفرنسية تستطيع حتى تنسجم كأي لغة أخرى مع الموسيقى القوية المؤثرة الحساسة. وكانت الافتتاحية رائعة حتى حتى الجمهور في الليلة الأولى طالب بإعادتها ووجه النقد للألحان لأنها مسرفة في الطول، ولأنها تبتر سير الدراما، ولكنها تميزت بعمق مركب الشعور تفردت به موسيقى جلوك. وقد نطق الأبيه أرنوعن أحدها وهو"أجاممنون" "بمثل هذا اللحن قد يؤسس المرء دينا".

ونافس جلوك الآن لويس الخامس عشر المحتضر محوراً لحديث باريس. وكان بدنه الضخم القوي ووجهه الأحمر وانفه الكبير يشار إليها كلها حيثما مضى. وأصبح طبعة الغضوب موضوعاً الغضوب موضوعاً لعشرات النوادر. ورمم له جروز صورة ظهرت فيها طبيعته الطيبة الفترة من خلف خطوط النضال والتوتر. وراح يأكل كما يأكل الدكتور جونسون، ويسرف في الشراب إسرافاً لا يبرزه فيه غير بوزويل، ولم يتظاهر باحتقار المال، وكان يبادر للاشتراك في الثناء على عمله. وقد عامل الحاشية وعامة الناس معاملة واحدة باعتبارهم أدبي منه قدراً، وكان ينتظر من كبار النبلاء حتى يناولوه باروكته ومعطفه وعصاه، ولما قدم إليه أحد الأمراء فلم يبرح جلوك مقعده علل سلوكه هذا بقوله "لقد ألف الناس في ألمانيا ألا يقوم الواحد منهم إلا لمن يحترمه".

وكان مدير الأوبرا قد أنذروه بأنه في حالة نجاح "إفجيني وأوليد"، فسيضطر جلوك إلى كتابة خمس أوبرات أخرى في تعاقب سريع، لأن إفجيني ستطرد جميع الأوبرات الأخرى من المسرح. ولم يرهب الإنذار جلوك أنه اعتاد حتى يقتطع أجزاء من مؤلفاته القديمة ويحشرها في الجديدة وترجمت له "اورفيوواوريديتشي" إلى الفريسة، ولما لم يجد مغنياً كفوءاً ذا صوت رنان "كونترالتو" في متناوله، أعاد كتابة دور اورفيولليجروذي الصوت الصارخ (التينور). أما صوفي أرنوالتي لانت عريكتها الآن فقد لعبت دور اوريديتشي. ونجحت حفلة الافتتاح الباريسية نجاحاً ادفأ صدره. وجادت ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا الآن، بمعاش قدره ستة آلاف فرنك لـــ"عزيزي جلوك". وقفل إلى فيينا ورأسه يطاول النجوم.

وفي مارس 1776 عاد إلى باريس بترجمة فرنسية لألسست، أخرجت فلم تلق غير استحسان متوسط في 23 إبريل. أما جلوك الذي تعود النجاح فقد استجاب لهذه النكسة بكبرياء غاضبة ونطق "ليست ألسست من نوع الأعمال التي تسر الجمهور سروراً مؤقتاً، أوالتي تسرهم لجدتها.

فليس للزمن عليها سلطان. وأنا أزعم أنها ستسر السامعين نفس السرور بعد مائتي عام إذا لم يطرأ على اللغة الفرنسية تغيير". وفي يونيوعاد إلى فيينا، وسرعان ما بدأ يلحن النص الذي خطه مارمونتيل من حديث لمسرحية "رولان" التي تجاوز حتى خط نصها كينو.

وبدأت الآن أشهر المعارك في تاريخ الأوبرا. ذلك حتى إدارة الأوبرا كانت أثناء هذا قد كلفت نيكولوبتشيني النابولي بتلحين النص ذاته، وأن يحضر إلى باريس ويخرجه. وحضر (31 ديسمبر 1776)، فلما أنبئ جلوك بهذا التكليف أوفد إلى درولليه الذي كان بباريس آنذاك خطاباً يضطرم بغضبه أولمبية: "لقد تلقيت للتوخطابك الذي...ناشدتني فيه مواصلة تلحين أوبرا "رولان". ولكن هذا لم يعد ممكناً، لأنني حين سمعت حتى إدارة الأوبرا التي لم تجهل أنني ألحن رولان كلفت بهذا العمل ذاته مسيوبتشيني، أحرقت جميع ما خطت منه، ولعله لم يكن يساوي الكثير...وأنا لم أعد رجلاً يدخل في منافسة، وسكون للمسيوبيتشيني ميزة كبيرة جداً عليّ لأنه بغض النظر عن كفايته الشخصية وهي بلا شك عظيمة جداً-سيكون له ميزة الجدة...وأنا واثق حتى سياسياً معيناً من معارفي سيقدم الغذاء والعشاء لثلاثة أرباع باريس ليكسب له أنصاراً.

ولأسباب ليست الآن واضحة نشر هذا الخطاب-الذي كان من الواضح إنه خطاب خاص-في "الأنية ليترير" عدد فبراير 1777 فأصبح عن غير قصد إعلاناً للحرب.

ووصل جلوك إلى باريس في 29 مايوومعه أوبرا جديدة هي "أرميد" والتقى المؤلفان الغريمان على الغداء، فتعانقا وتحدثا حديثاً ودياً. وكان بتشيني قد جاء إلى فرنسا دون حتى يخطر له أنه سيكون بيدقاً في مؤامرة حزبية قذرة وتجارة أوبرالية، كان هوشخصياً شديد الإعجاب بفن جلوك. ولكن الحزب مضت في الصالونات والمقاهي، وفي الشوارع والبيوت، رغم ما بين الغريمين من مودة؛ وروى تشارلز ببرني أنه "ما من باب فتح لزائر دون حتى يوجه إليه هذا السؤال قبل يسمح له بالدخول: سيدي أأنت من أنصار بتشيني أم من أنصار جلوك؟" أما مارمونتيل ودالامبير ولاهارب فقد تزعموا الحزب المناصر لبتشيني والأسلوب الإيطالي، وأما الأبيه أرنوفقد دافع فقد دافع عن جلوك في "إعلان للإيمان بالموسيقى"، وأما روسو، الذي كان قد افتتح الحرب بمنطقه المناصر للموسيقى الإيطالية "في الموسيقى الفرنسية"(1753)، فقد ناصر جلوك.

وأخرجت أرميد في 23 سبتمبر 1777. وكان موضوعها وموسيقاها رجوعاً إلى أشكال رسخت قبل إصلاح جلوك، وقد اقتبست السيرة من تاسو، ومجدت رينالد والمسيحي وأرميدا الوثنية، وكانت الموسيقى موسيقى لوللي معادة برقة رومانسية، وأما الباليه فباليه نوفير في أروعه، وأعجب هذا المزيج الجمهور فاستقبل الأوبرا استقبالاً حسناً، ولكن انصار بيتشيني نددوا بأرميد قائلين إنها ليست سوى صقل للوللي ورامو. وانتظروا في شوق أوبرا رولان الذي كان يلحنها حامل لوائهم. وأهداها بيتشيني إلى ماري أنطوانيت مشفوعة باعتذاراته: لقد كنت في حاجة لكل شجاعتي وأنا مزدرع ومعزول في بلد جميع شيء فيه حديث عليّ تفت في عضدي مئات العقبات المعترضة علي، ولقد فارقتني شجاعتي. وكان أحياناً يوشك حتى يكف عن النضال ويعود إلى إيطاليا. ولكنه ثابر، ووجد عزاء في نجاح حفلة العرض الأولى (27 يناير 1778). وبدا حتى الفوزين يلغي أحدهما الآخر. وواصلت الحرب السافرة احتدامها. وقد رأتها مدام فيجيه لبرون رأى العين فنطقت "كانت ساحة القتال العادية هي حديقة الباليه رويال. فهناك كان أنصار جلوك وبيتشيني يتشاجرون مشاجرات بلغ من عنفها أنها أفضت إلى مبارزات كثيرة.

وعاد جلوك إلى فيينا في مارس، وتخلف في فرتية ليرى فولتير. ثم صحب معه إلى بيته نصين أولهما خطه نيكولا-فرانسوا جيار وبناه على مسرحية أوربيدس "إفجيني في تاورس". أما الثاني فخطه البارون جان-باتيس وتشودي عن موضوع الصدى ونارسيس. وعكف على الكتابين فما حل خريف 1778 حتى شعر أنه على استعداد لخوض معركة أخرى. إلى غير ذلك نجده في نوفمبر في باريس مرة أخرى، وفي 18 مايو1779 قدم في دار الأوبرا أوبرا "إفجيني في تاوريد" التي يعدها معظم الطلاب أعظم مؤلفاته الموسيقية. وهي سيرة قاتمة، وكثير من موسيقاها شكاة رتيبة، ونحن نمل أحياناً لنواح إفجيني العالي. ولكن حين ينتهي العرض ويسكت سحر الموسيقى والأبيات عقلنا الشكاك ندرك أننا استمعنا إلى دراما عميقة قوية. وقد لاحظ معاصران حتى فيها فقرات كثيرة رائعة، أما الأبيه أرنوفنطق "إن فيها فقرة رائعة واحدة فقط، هي العمل كله". واستقبل الجمهور العرض الأول للأوبرا بحماسة بالغة.

على حتى جلوك تحدى الآلهة، فتعجل بتقديم أوبراه الثانية "الصدى ونارسيس" (21 سبتمبر 1779). ولكنها فشلت، فغادر المايستروباريس في غضبة مضرية معلناً أنه شبع من باريس وأنه لن يخط مزيداً من الأوبرات. ولوأطال مكثه فيها لسمع "إفجيني في تاورند". أخرى أخرجها بتشيني بعد عامين من الجهد الشاق. واستقبل الجمهور العرض الأول (23 يناير 1780) استقبالاً حسناً، ولكن في الليلة الثانية كانت الآنسة لا جير التي غنت دور إفجيني مخمورة بصورة واضحة حتى لقد حطمت صوفي أرنوالعرض بتلقيها الأوبرا "إفجيني في شمبانيا". وأنهى هذا الحادث المؤسف الحرب الأوبرالية، واعترف بيتشيني بهزيمته اعترافاً جميلاً.

أما جلوك فقد حلم في فيينا بفوزات أخرى. ففيعشرة فبراير 1880 خط إلى كارل أوجست دوق ساكسي-فيمار راعي جوته: لقد شخت كثيراً، وقد بعثرت خير طاقات ذهني على الأمة الفرنسية. ولكني أشعر بدافع باطني يدفعني لكتابة شيء لبلدي. ثم لحن بعض أناشيد كلويشتوك التي مهدت الطريق لأجمل الليدات. وفي 1781 أصيب بالنقطة، ولكن كان عزاء له استقبال فيينا لإفجيني في تاروس وأحياء "أورفيووالسست". وفي 15 نوفمبر 1787 بينما كان يستضيف جماعة من أصدقائه تعاطى في جرعة واحدة قدحاً من مسكر قوي كان محظوراً عليه. وأصابته تشنجات لم تمهله غير ساعات. وحاول بتشيني وهوفي نابلي دون جدوى جمع المال لإحياء حفلات موسيقية سنوية تذكاراً لمنافسه. ذلك حتى إيطاليا التي كانت تحبذ الميلوديا لم تأبه بإصلاحات جلوك: ونهج موتسارت نهج الإيطاليين، ولابد أنه صعق لفكرة تسخير الموسيقى للشعر. أما هردر الذي اتى في ختام هذه الفترة الخلاقة والذي عاد البصر إليها بفهم محدودة بباخ وهايدن وموتسارت فقد وصف جلوك بأنه أعظم ملحني القرن قاطبة.


موسيقى شهيرة

  • 9 سيمفونيات مدرجة في كتالوج Alfred Wotquenne 194، و12 أخرى أشير إليهم في Grove تتضمن بعض السيمفونيات المشكوك فيها.
  • Six trio sonatas, (لندن، 1746)
    • No 1 in C major
    • No 2 in g minor
    • No ثلاثة in A major
    • No أربعة in B-flat major
    • Noخمسة in E-flat major
    • Noستة in F major
  • Two trio sonatas, after manuscripts
    • no 1 (No 7) in E major
    • No 2 (No 8) in F major

هوامش

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المراجع

  • نطقب:GroveOnline
  • Bruce Alan Brown: Gluck and the French Theatre in Vienna. Oxford: Clarendon Press 1991
  • This article incorporates material from the German version of Wikipedia

قراءات إضافية

  • A. A. Abert: Christoph Willibald Gluck (in German) (Munich, 1959) OCLC 5996991
  • P. Howard: Gluck and the Birth of Modern Opera (London, 1963) OCLC 699685
  • W. Felix: Christoph Willibald Gluck (in German) (Leipzig, 1965) OCLC 16770241
  • D. Heartz: "From Garrick to Gluck: the Reform of Theatre and Opera in the Mid-Eighteenth Century", , xciv (1967–8), 111–27. ISSN 0269-0403, 0080-4452.
  • J. Rushton: "The Musician Gluck", The Musical Times, cxxvi (1987), 615–18. ISSN 0027-4666
  • J. Kerman: Opera as Drama (New York, 1956, 2/1989) Revised 1989 edition ISBN 978-0-520-06274-0.
  • F. W. Sternfeld: "Expression and Revision in Gluck"s Orfeo and Alceste", Essays Presented to Egon Wellesz (Oxford, 1966), 114–29
  • P. Howard: "“Orfeo” and “Orphée”", The Musical Times, cviii (1967), 892–4. ISSN 0027-4666
  • P. Howard: "Gluck"s Two Alcestes: a Comparison", The Musical Times, cxv (1974), 642–3. ISSN 0027-4666
  • O. F. Saloman: Aspects of Gluckian Operatic Thought and Practice in France (diss., Columbia U., 1970)
  • J. Rushton: "Iphigénie en Tauride: the Operas of Gluck and Piccinni", Music & Letters, liii (1972), 411–30. ISSN 0027-4224
  • M. Noiray: Gluck"s Methods of Composition in his French Operas "Iphigénie en Aulide", "Orphée", "Iphigénie en Tauride" (diss., U. of Oxford, 1979
  • P. Howard: "Armide: a Forgotten Masterpiece", Opera, xxx (1982), 572–6. ISSN 0030-3526
  • J. Rushton: "“Royal Agamemnon”: the Two Versions of Gluck"s Iphigénie en Aulide", Music and the French Revolution, ed. M. Boyd (Cambridge, 1992), 15–36. ISBN 978-0-521-08187-0.
  • P. Howard: Christoph Willibald Gluck: A Guide to Research. (London, Routledge, 2003) ISBN 978-0-415-94072-6.

وصلات خارجية

  • أعمال موسيقية مجانية من كرستوفر ڤيلي‌بالد گلوك في مخطة الأعمال الكورالية المشاع (ChoralWiki)


  • نطقب:IckingArchive
  • Free scores by Christoph Willibald Gluck at the International Music Score Library Project
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:57:30
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link is locally defined, مواليد 1714, وفيات 1787, مؤلفون موسيقيون من الفترة الكلاسيكية, مؤلفون موسيقيون ألمان, ملحنو الاوپرا, Walhalla enshrinees, ملحنو الباليه, ألمان بوهيميون, روم كاثوليك ألمان, Knights of the Golden Spur, مؤلفون موسيقيون مُنحوا الفروسية, People from Neumarkt (district), أشخاص من دوقية باڤاريا, أشخاص مدفونون في المقبرة المركزية في ڤيينا, وفيات بالصدمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أهداف مباريات أول يوم بالدوري المصري

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:22:08
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 45%

برلمانية: مدارس حكومية وخاصة تجاهلت قرارات وزير التعليم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

مكتبة الإسكندرية تُصدر عددًا خاصًا من “ذاكرة مصر”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

النسور تصطاد الذئاب.. كريستال بالاس 2 : 1 وولفرهامبتون

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:48
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

برايتون 0 : 0 نوتنجهام بالجولة الـ12 في البريميرليج

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

الجيش الروسي: قواتنا بأوكرانيا في وضع «متوتر»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:29
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

«الأعلى للثقافة» يستضيف إحدى أمسيات سلسلة «تواصل» غدًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

نتائج مباريات اليوم الثلاثاء 18-10-2022 فى الدورى المصرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:22:05
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

سعاد صالح: حواء لم تخرج آدم من الجنة والقرآن يؤكد ذلك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

سيراميكا يهزم المصرى بثلاثية نظيفة فى الجولة الأولى بالدورى.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:22:07
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 43%

العراق: قرار أوبك بتخفيض الإنتاج مرتبط باستقرار السوق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

تكريم أسرة الطبيب الراحل أحمد النمر بجامعة الفيوم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية