خالد بن يزيد بن معاوية
خالد بن يزيد بن معاوية (13 – 85 هـ) هوحفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وابن الخليفة الثاني يزيد بن معاوية. كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهوأول من اهتم من العرب بفهم الكيمياء وترجم فيه الخط.
ذُكر للخلافة بعد حتى تنازل عنها أخوه معاوية بن يزيد وطلبها متنازعاً عليها مع عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فمضىت إلى مروان بن الحكم الذي تزوج أمه، وقيل غصباً. واتجه هوإلى طلب الفهم، وخصوصاً فهم الكيمياء.
يذكر ابن كثير أنه كان يحتفل مع المسلمين والمسيحيين واليهود بكل أعيادهم، ويصوم أيام الجمعة والسبت والأحد، وفي جميع المناسبات الدينية دون تمييز. جلب الفهماء من مصر وأجرى عليهم المال ليترجموا العلوم الكيميائية والطبية من اللغات اليونانية والقبطية إلى العربية، واهتم بفهم الكيمياء، كما اهتم بعلوم الطب والفلك. ساهم في ترسيخ الكيمياء كفهم بدلا عن الخيمياء واستفاد منها في الصيدلة وهوأول من استخدم فهم الكيمياء لصناعة بعض الأدوية لخدمة الطب. نطق الشعر، وألف الكثير من الخط والرسائل. ولُقب بحكيم بني أمية. تزوج رملة بنت الزبير.
مع الكيمياء
إن أقدم نص عن اهتمام خالد بالكيمياء والطب هوالذي يرد في كتاب «البيان والتبين» للجاحظ الذي يذكر حتى خالداً كان أول من ترجمت له خط النجوم والطب والكيمياء، ويذكر النديم في «الفهرست» حتى خالداً كانت له محبة للعلوم فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مصر ويجيد العربية وأمرهم بنقل الخط عن الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي، وكان هذا أول نقل في الإسلام من لغة إلى لغة، ويورد النديم رواية عن محمد بن إسحاق، حتى خالداً نجح في عمل الصنعة وله في ذلك عدة خط ورسائل، وأنه رأى من خطه، كتاب «الحرارات» وكتاب «الصحيفة الكبير» وكتاب «الصحيفة الصغير» وكتاب «وصية إلى ابنه في الصنعة».
أما ابن خلكان فيذكر حتى خالداً أخذ الصنعة من رجل من الرهبان ينطق له مريانس التقى به في نواحي القدس واستقدمه إلى دمشق ليتفهم منه وأن لخالد في فهم الصنعة ثلاث رسائل تضمنت إحداها ما جرى له مع مريانس وكيفية تفهمه، والرموز التي أشار إليها، وأن له أشعاراً كثيرة.
منهجه
(إن خالد بن يزيد بن معاوية كان من القادة الأوائل لفهم الكيمياء، فهوالذي امر بترجمة الخط الاغريقية التي تناولت بعض الدراسات الكيميائية، وعكف على دراستها والتعليق عليها حتى برع في هذا الحقل) لذا اهتم خالد بن يزيد بن معاوية في آخر حياته بالتأليف فخط كثيرا من الخط والرسائل، ذكر بعضها في الفهرست لمحمد بن اسحاق بن النديم، وكشف الظنون لحاجي خليفة، ووفيات الاعيان لابن خلكان ومنها :
- 1- كتاب وصيته الى ابنه في الصنعة.
- 2- كتاب الحرارات.
- 3- كتاب الصحيفة الكبير.
- 4- كتاب الصحيفة الصغير.
- 5- ثلاث رسائل في الصنعة احتوت احداهن على ما جرى بينه وبين مريانوس.
- 6- السر البديع في فلك الرمز المنيع.
- 7- منظمة فردوس الحكمة في فهم الكيمياء، ويذكر صاحب كشف الظنون حاجي خليفة ان هذه المنظومة تحتوي على ثلاثمائة وخمسة عشر بيتا مطلعها :
الحمد لله العلي الفرد الواحد القهار رب الحمد ياطالبا صناعة الحكماء خذ منطقا حقا بغير خفاء
- 8- وكتاب الرحمة في الكيمياء
ويروي ابوالفرج الاصفهاني في كتابه الاغاني رواية طريفة تدل على تواضع خالد بن يزيد بن معاوية المتميز وعقله الراجح (ففي ذات مرة قابل خالد بن يزيد راهبا فسأله الراهب انت من امة محمد،يا ترى؟ فنطق خالد : نعم فسأله الراهب : أمن فهمائهم ام من جهالهم، فنطق خالد بن يزيد : لست من فهمائهم اوجهالهم، نطق الراهب : الستم تزعمون في كتابكم ان اهل الجنة يأكلون ويشربون، فأجاب خالد بن يزيد : بأن لهذا مثلا في الدنيا، فسأله الراهب : فما هو،يا ترى؟ نطق خالد : مثل الصبي في بطن أمه يأتيه رزقه من الرحمن بكرة وعشيا لا يبول ولا يتغوط، فأدرك الراهب انه يخاطب عالما ونطق : الم تزعم بأنك لست من فهمائهم؟! فأجابه خالد بلى ما انا من فهمائهم ولا من جهالهم).
- ^ ـ فاري لطف الله، نشأة العلوم الطبيعية عند المسلمين في العصر الأموي (الرياض 1968).
- ^ محمد ابراهيم الصبحي في كتابه العلوم عند العرب بيروت 1977 ص 52/