حصار أنطاكية
حصار أنطاكية Siege of Antioch أخذ حصار أنطاكية سقطت أثناء الحملة الصليبية الأولى في 1097 1098.واستمر الحصار أولا، من قبل الصليبيين ضد المدينة التي يسيطر عليها المسلمين، من 21 أكتوبر 1097 إلى 2 يونيو1098. وضع أنطاكية على طريق الصليبيين الى فلسطين،
يصف المؤرخ الإخباري صاحب جستا فرنكورم Gesta Francorum إنطاكية بأنها "مدينة ذات بهجة وجمال عظيم تمتاز عن سائر المدن"(15). وقاومت المدينة الحصار ثمانية أشهر، توفي في خلالها كثير من الصليبيين بسبب تعرضهم لأمطار الشتاء القارس والبرد والجوع، وقد عثر بعضهم غذاء جديداً بامتصاص "أعواد حلوة سموها زكرا Zucra" (وهي حدثة مشتقة من لفظ السكر العربي)، ففيها ذاق "الفرنجة" طعم السكر للمرة الأولى وعهدوا أنه يضع من عصير أحد النباتات المزروعة(16). وقدمت العاهرات للغزاة متعاً أشد خطراً من السكر، من ذلك حتى رئيساً للشمامسة قتله الأتراك وهومضطجع مع عاهر سوريا(17). واتىت الأنباء في شهر مايومن عام 1098 حتى جيشاً إسلامياً كبيراً يقوده كربوغة أمير الموصل يقترب من أنطاكية، لكن هذه المدينة سقطت في أيدي الصليبيين (3 يونية 1098) قبل حتى يصل إليها هذا الجيش ببضعة أيام. وخشي كثيرون من الصليبيين عجزهم عن مقاومة جيش كربوغة، فركبوا السفن في نهر العاصي، وفروا هاربين. وزحف ألكسيوس بقوة من جنود الروم، ولكن جماعة من الفارين غرروا به، فادخلوا في روعه حتى المسيحيين هزموا، فعاد أدراجه ليدافع عن آسيا الصغرى، ولم يغفر له الصليبيون هذه العملة. وأراد قسيس من مرسيليه يدعى بطرس بارثلميوPeter Bartholomew حتى يبعث الشجاعة من حديث في قلوب الصليبيين، فادعى أنه عثر على الحربة التي نفذت في جنب المسيح، ولما سار المسيحيون للقتال حملت هذه الحربة أمامهم كأنها فهم مقدس، وخرج ثلاثة فرسان من بيت التلال في ثياب بيض حين ناداهم الرسول البابوي أدهمار وسماهم الشهداء القديسين موريس، وثيودور، وجورج. وبعث ذلك في قلوب الصليبيين روحاً جديدة، وتولى بوهمند القيادة الموحدة فانتصروا فوزاً حاسماً. ثم اتهم بارثلميوبأنه ارتكب خدعة دينية، وعرض حتى يرضى بحكم الله فيجتاز ناراً مشتعلة ليثبت باجتيازها صدق دعواه. وأجيب إلى طلبه فاخترق ناراً مشتعلة في حزم من الحطب، وخرج سالماً في الظاهر، ولكنه توفي في اليوم الثاني من أثر الحروق أومن الإجهاد الذي لم يحتمله قلبه، وأزيلت الحربة من بين أعلام الجيش الصليبي(18).
وأصبح بوهمند من ذلك الحين أمير إنطاكية اعترافاً بفضله، وكان يمتلك هذا الإقليم في ظاهر الأمر بوصفه أميراً إقطاعياً خاضعاً لألكسيوس، لكنه في الواقع كان يحكمه بوصفه حاكماً مستقلاً؛ ونطق زعماء الصليبيين إذا عجز ألكسيوس عن حتى يخف لمعونتهم قد أحلهم من يمين الولاء التي اقسموها له. وقضى أولئك الزعماء ستة أشهر أعادوا فيها تنظيم قواهم وجددوا نشاطهم، ثم زحفوا بجيوشهم على أورشليم. وبعد حروب وقفوا في اليوم السابع من شهر يونية عام 1099 وهم مبتهجون متعبون أمام أسوار المدينة. وكان من سخريات التاريخ حتى الأتراك الذين اتىوا ليقاتلوهم قد أخرجوا من المدينة قبل ذلك الوقت بعام، وكان مخرجوهم هم الفاطميين. وعرض الخليفة الفاطمي على الصليبين حتى يعقد معهم الصلح مشترطاً على نفسه حتى يؤمن الحجاج المسيحيين القادمين إلى أورشليم والذين يأتونها للعبادة. ولكن بوهمند وجدفري طلبا التسليم بغير قيد أوشرط، وقاومت حامية الفاطميين المكونة من ألف رجل الحصار مدة أربعين يوماً، فلما حل اليوم الخامس عشر من شهر يولية قاد جدفري وتانكرد رجالهما وتسلقوا أسوار المدينة، وتم للصليبيين الفوز بغرضهم بعد حتى لاقوا في سبيله الأمرين. وفي هذا يقول القس ريمند الإجيلي شاهد العيان: وشاهدنا أشياء عجيبة، إذ بترت رؤوس عدد كبير من المسلمين وقتل غيرهم رمياً بالسهام، أوأرغموا على حتى يلقوا أنفسهم من فوق الأبراج، وظل بعضهم الآخر يعذبون عدة أيام، ثم أحرقوا في النار. وكنت ترى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأقدام، وكان الإنسان أينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال والخيل(19).
ويروي غيره من المعاصرين تفاصيل أدق من هذه وأوفى؛ يقولون إذا النساء كن يقتلن طعناً بالسيوف والحراب، والأطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من أثداء أمهاتهم(20) ويقذف بهم من فوق الأسوار، أوتهشم رؤوسهم بدقها بالعمد، وذبح السبعون ألفاً من المسلمين الذين بقوا في المدينة، أما اليهود الذين بقوا أحياء فقد سيقوا إلى كنيس لهم، وأشعلت فيهم النار وهم أحياء. واحتشد المنتصرون في كنيسة الضريح المقدس، وكانوا يعتقدون حتى مغارة فيها احتوت في يوم ما المسيح المصلوب. وفيها أخذ جميع منهم يعانق الآخر ابتهاجاً بالنصر، وبتحرير المدينة، ويحمدون الرحمن الرحيم على ما نالوا من فوز!.
المصادر
- التذييل
- ببليوجرافيا
- Asbridge, Thomas (2000), The Creation of the Principality of Antioch, 1098–1130, The Boydell Press, ISBN 978-0-85115-661-3
- France, John (1996), Victory in the East: A Military History of the First Crusade, Cambridge University Press, ISBN 9780521589871
- Kennedy, Hugh (1994), Crusader Castles, Cambridge University Press, ISBN 0-521-42068-7
- Mayer, Hans E. (1972), John Gillingham (translator), ed., The Crusades, Oxford University Press, ISBN 9780198730156
- Previté-Orton, Charles William (1975) [1952], The Shorter Cambridge Medieval History Volume I (paperback ed.), Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-09976-5
- Riley-Smith, Jonathan (1986), The First Crusade and the Idea of Crusading, University of Pennsylvania, ISBN 9780485112917
- Roger, Randall (1997), Latin Siege Warfare in the Twelfth Century, Oxford University Press, ISBN 9780198206897
- Runciman, Steven (1951), The History of the Crusades Volume I: The First Crusade and the Foundation of the Kingdom of Jerusalem, Cambridge University Press
- Runciman, Steven (1969) [1955], "The First Crusade: Antioch to Ascalon", in Marshall W. Baldwin & Kenneth M. Setton, A History of the Crusades Volume One: The First Hundred Years (second ed.), The University of Wisconsin Press, pp. 308–343
قراءات أخرى
- France, John (2001), "The Fall of Antioch during the First Crusade", in Michael Balard, Benjamin Z. Kedar, and Jonathan Riley-Smith, Dei Gesta per Francos: Études sur les croisades dédiées a Jean Richard, Ashgate, pp. 13–20
- Morris, Colin (1984), "Policy and vision: The case of the Holy Lance found at Antioch", in John Gillingham & J. C. Holt, War and Government in the Middle Ages: Essays in honour of J. O. Prestwich, The Boydell Press, pp. 33–45
- Peters, Edward, ed. (1971), The First Crusade: The Chronicle of Fulcher of Chartres and Other Source Materials, University of Pennsylvania
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Siege of Antioch. |
- The Siege and Capture of Antioch: Collected Accounts
- (see Chapters 10–15)
- of Raymond of Aguilers (see Chapters 4–9)
- (see Chapter 11)
- Peter Tudebode's account at De Re Militari
Coordinates: