صمويل باركلى بـِكـِت Samuel Barclay Beckett (ع.13 أبريل, 1906 – 22 ديسمبر, 1989) كان محرراً أيرلندياً ودرامياً وشاعراً.

النشأة

ولد صمويل باركلى بيكيت في 13 أبريل 1906 بدبلن في أيرلندا لأبوين من البروتستانت وهوالإبن الثاني لهما. كان من صغره متفوقاً في دراسته ومهتماً بالرياضة خاصة لعبة الكريكيت وكان يهوى مشاهدة الأفلام الأمريكية الصامتة: أفلام شارلى شابلن وبوستر كيتون وكان أثر هذه السينما الصامتة كبيراً على أدبه فيما بعد ، في عام 1923 التحق بيكيت بكلية ترينيتى بدبلن وتخصص في الآداب الفرنسية والإيطالية وحصل على الليسانس فيهما عام 1927.

فى عام 1937 تعهد على طالبة البيانوالفرنسية سوزان ديكوفودوميسنيل التى ظلت رفيقة عمره وزوجته في وقت لاحق.

توفى أخوه الأكبر فرانك عام 1954 وكانت قد توفت أمه عام 1950.

اشتهر بيكيت محرراً مسرحياً، لكن له أيضاً مؤلفات نقدية وروائية وقصصية وشعرية وعدداً من الأعمال الدرامية للسينما والتلفزيون والإذاعة إضافة إلى بعض النصوص القصيرة التي يصعب تصنيفها حسب المعايير التقليدية للأجناس الأدبية.

ارتبط اسم بيكيت بتيار العبث L’absurde وعدَّ في رواده. والعبثية لديه تعبير متكامل عن القناعة بمأساوية الحياة إذ يتكرر جميع شيء ويبدوالموت خلاصاً، وإذ تتوه الشخصيات التي فقدت صلاتها بالمجتمع بحثاً عن ملجأ بعد حتى فقدت القدرة على التواصل مع الآخرين. في هذا العالم القاتم الذي لا يخلومن لمسات الحنان ومن حس الفكاهة، غالباً ما تكون لعبة الانتظار العنصر الذي يجمع بين الشخصيات: انتظار شخصية لن تصل في فضاء مفتوح مبهم المعالم، وفي زمن تكراري دائري تعيد النهاية فيه إلى نقطة البداية.

الحياة الأدبية

فى عام 1928 توجه بيكيت إلى باريس وعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بإحدى المدارس هناك ، وفى هذه الأثناء تعهد بيكيت على الأديب الكبير جيمس جويس (1882/1941 أيرلندى صاحب رواية يوليسيس) وأصبح عضواً بارزاً في جماعته الأدبية وصديقاً شخصياً له.

عام 1930 خط بيكيت دراسة عن الروائى الفرنسى مارسيل بروست (1871/1922 صاحب رواية البحث عن الزمن المفقود) ثم عاد إلى أيرلندا ليقوم بتدريس الفرنسية بكلية ترينيتى لكنه لم يفضل العمل الأكاديمى وسرعان ما قدّم استنطقته

فى عام 1933 توفى أبوه (ويليام بيكيت) وهجر له ميراثاً صغيراً. وفى هذه الأثناء خط المجموعة القصصية (وخزات أكثر من ركلات) وقصصها تدور عن مغامرات طالب أيرلندى يدعى بيلاكوا. وفى عام 1935 خط روايته الأولى مورفى وبطلها شخصية مضطربة وحائرة بين الشهوة الجنسية وهدفه في الوصول للعدم العقلى بعيداً عن الواقع.

يجنح الحدث في أعمال بيكيت على صعيد المضمون نحوالبساطة المتزايدة حتى يكاد يخلومن أي حبكة فيكون مجرد حالة هي الانتظار، كما في مسرحية «بانتظار غودو» (1952) En Attendant Godot، أوالحنين، كما في مسرحية «آه لتلك الأيام الجميلة» (1961) Oh les Beau Jours، أوفي مسرحية «الشريط الأخير» (1960) La Derniére bande إذ تكتفي الشخصية بالاستماع لصدى ماضيها مسجلاً على شريط، أوقد يكون الحدث استثمارا للمتخيل واستعادة لعناصر من الذاكرة، كما في نص «الخيال الميت، تخيلوا» (1965) Imagination morte, imaginez. أما الشخصيات في أعمال بيكيت فتجنح باطِّراد نحومزيد من الابتعاد عن أي مرجعية في الواقع. فهي تبدوعاجزة عن التعبير عن ذاتها بضمير المتحدث كما في «مالون يموت» (1951) Malone meurt، أوتصل لأن تفقد اسمها وهويتها، كما في روايته «ذلك الذي لا يمكن تسميته» (1953) L’Innommable . وبوجه عام تعيش شخصيات بيكيت حالة من الاحتضار والتهالك، وخاصة أنها في غالبيتها شخصيات تجاوزت سن الشباب واقتربت من الموت. أما عمل الشخصية فهودائماً عمل عبثي مغلق على نفسه يمكن حتى يأخذ شكل التسكع والتيه على الصعيد الفردي كما في رواية «وات» (1953) Watt، أوالتسكع الثنائي الذي يظهر مناسبة لالتقاء كائنين متوحدين يعيش جميع منهما عزلته الخاصة، كما في رواية «مرسيه وكامييه» (1970) Mercier et Camier، أوقد يكون التيه مجرد وسيلة لمقارنة حكايتين متماثلتين كما في رواية «مولُوي» (1951) Molloy. تصل الشخصيات في بعض الحالات إلى حد استحالة الحركة والعمل فتعيش مغلقة على ذاتها سجينة غرفة ضيقة كما في رواية «مورفي» (1938) Murphy، أوتختنق في أكوام القمامة، كما في مسرحية «نهاية اللعبة» (1957) Fin de partie أوتغوص تدريجياً في الطين، كما في مسرحية «آه لتلك الأيام الجميلة»، أوتغيب تماماً داخل جرار خزفية كما في مسرحية «كوميديا» (1963) Comédie، فلا يبقى منها سوى الصوت والكلام، كما في مسرحية «ليس أنا» (1975) إذ تخرج الأصوات من فم وحيد يشغل الخشبة بأكملها.

أنا لا أعهد

وذات مرة حينما كان يسير في شوارع باريس توجه إلى بيكيت شحاذ مستجدياً صدقة فرفض ، فطعنه الشحاذ بسكين وكاد يموت بيكيت ، نجا بيكيت من الموت وينطق حتى جيمس جويس بنفسه كان يعتنى به في المستشفى ، وفى التحقيق لم يتهم بيكيت الشحاذ بأى شئ وكان قد سأله – سأل الشحاذ –عن سبب محاولته تلك فنطق الشحاذ

- أنا لا أعهد ياسيدى

هذه الجملة التى استخدمها بيكيت كثيراً في مسرحياته خاصة (فى انتظار جودو) على لسان الصبى.

بكت المقاوم

وكان بيكيت في أيرلندا حينما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية فعاد إلى فرنسا واشهجر في صفوف المقاومة هناك (كمراسل ومترجم) لكن بعد تقدم الألمان واكتشافهم للخلية التى يعمل بها هرب بيكيت وسوزان إلى جنوب فرنسا إلى بلدة روسيليان وعمل بيكيت مزارعاً وفى هذا الوقت خط روايته (وات) التى تدور حول البطل وات الذى يقوم برحلة إلى بيت السيد نوت ويعمل عنده ويقضى أيامه في محاولة التعهد على عالم السيد نوت الملغز وشخصية السيد نوت المعقدة. وبعد هزيمة الألمان عام 1945 عاد بيكيت وسوزان واستقرا في باريس.

مواصلة العمل الأدبي

فى عام 1946 خط روايته (ميرسيه وكاميه) وتدور حول عجوزين يتواعدان للقيام برحلة إلى الريف وما حتى يصلا هناك حتى يشعران بالحنين للمدينة ويستمر هذا الإرتحال المتواصل.

ثم بعد ذلك خط بيكيت ثلاثيته الروائية الشهيرة (مولوى)(مالونى يموت)(اللامسمى) خط الروايات باللغة الفرنسية ثم ترجمها إلى الإنجليزية ، وبيكيت معروف بميله للغة الفرنسية رغم أنها لغته الثانية ويقول في ذلك : أفضل الفرنسية لأنك تستطيع الكتابة من خلالها بدون أسلوب.

فى عام 1947 خط بيكيت مسرحيته الشهيرة (فى انتظار جودو) والمسرحية تدور حول شخصيات معدمة مهمشة ومنعزلة تنتظر إنسان يدعى (جودو) ليغير حياتهم نحوالأفضل وبعد فصلين من اللغووالأداء الحركى والحوار غير المتواصل لا يأتى جودوأبداً ، المسرحية محملة برموز دينية مسيحية هذا غير اعتمادها المكثف على التراث الكلاسيكى الغربى ، والمسرحية تعبر بصدق وببشاعة عن حال انسان ما بعد الحرب العالمية الثانية والخواء الذى يعانى منه العالم إلى الآن.

فى عام 1951 خط المجموعة القصصية الرائعة (قصص ونصوص من أجل لاشئ) تم نشر مسرحية (فى انتظار جودو) عام 1952 وفى العام اللاحق تم عرض المسرحية في باريس ولاقت نجاحاً باهراً ، ومن هذه اللحظة أصبح بيكيت مشهوراً ومعروفاً في جميع أنحاء العالم

عام 1954 خط مسرحية (نهاية اللعبة) وصاغها في فصلين ثم عاد وجعلها من فصل واحد وتم عرضها في لندن بنفس العام ، والمسرحية تدور حول شخصيات مصابة بالعمى والشلل وتعيش في صناديق القمامة أومكتوب عليها العمل الدائم دون الحصول على راحة ، والمسرحية مثلها مثل (فى انتظار جودو) فقيرة في الديكور وفى عدد الشخصيات ومعظم النقاد يرون حتى هذه المسرحية أعلى من ( في انتظار جودو) من جهتى المضمون والتكنيك المسرحي ، رغم تفوق شهرة الثانية

عام 1958 خط مسرحية (شريط كراب الأخير) وعرضت بلندن بنفس العام والمسرحية تتميز بخصوصيتها الشكلية لأنها تقوم على المونولوج فقط وبطلها إنسان واحد يستمع إلى مذكراته التى سجلها على شرائط ، مضمون المسرحية يدور أيضاً حول العزلة والشيخوخة والعجز النفسى.

فى نهاية الخمسينيات توجه بيكيت للكتابة الإذاعية فخط لإذاعة البى بى سى أعمال مهمة ومتميزة مثل (كل الساقطين) (الجمرات) (الأيام السعيدة)

عام 1963 خط بيكيت مسرحية باسم (مسرحية) وسيناريوفيلم قصير باسم (فيلم) أخرجه المخرج الذى تخصص في إخراج أفلام تلفزيونية عن أعمال بيكيت (ألان شنايدر) وقام ببطولته النجم الأمريكى (بوستر كيتون) ، بيكيت توجه إلى أمريكا – للمرة الوحيدة في حياته – ليشرف على الفيلم .. الفيلم حصل على جائزة النقاد في مهرجان فينيسيا عام 1965. وعام 1966 خط العمل الإذاعى قل يا جو.

عام 1969 حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب. ولما سمعت زوجته بالخبر نطقت : إنها كارثة ، واختفى بيكيت تماماً ولم يمضى لحفل تسليم الجائزة.

في 1972 خط مسرحية (ليس أنا) التى عرضت في نفس العام. 1977 خط أعمال جزء من مونولوج و(صحبة). وبيكيت الذي أشرف دائماً على إعداد أعماله للمسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة يظهر واعياً لما تتيحه التقنيات المتطورة من إمكانيات، فيستخدمها بمنحى درامي لخدمة التفكيك العبثي للعناصر. لذلك نجده تارة يفصل بين الجسد الموجود على الخشبة والصوت المسجل الذي يأتي من خارجها كما في «خطوات» (1975) وفي «الترنيمة» (1981)، أويستغل التعددية التي يتيحها تسجيل الصوت الخارجي كما في مسرحية «هذه المرّة» (1974) حيث تسمعنا مكبرات الصوت ثلاثة أصوات مسجلة للشخصية نفسها في مراحل مختلفة من حياتها. ويمضى بيكيت أبعد من ذلك، فهويستثمر إمكانيات المسرح الصامت، كما في مسرحية «فصل بدون كلام» (1957) Acte sans paroles ومسرحية «جيئة وذهاباً» (1966) Va et vient، بل إنه يخلق مسرحاً لا تسمع فيه سوى التنهدات كما في نص «تنفس» (1970) Souffle (خطه بالفرنسية) الذي عدّه «فاصلة درامية» مكتوبة للتنفس والضوء. باللقاء فإن بيكيت في كتابته للإذاعة يستغل الكلام في حالاته القصوى علامةً دلاليةً وحيدةً في غياب الصورة، وهذا ما يتبدى من التمثيليات الإذاعية مثل «كل أولئك الذين يقعون» (1957) Tous Ceux qui Tombent و«رماد» (1959) Cendres و«حدثات وموسيقى» (1966) Paroles et musique و«كاسكاندو» (1962) Cascando. أما في أعماله التي خطها وأعدها بنفسه للسينما مثل «فيلم» (1964)، وتلك التي أعدها للتلفزيون مثل «قل يا جو» (1965) Dis Joe و«ثلاثية الأشباح» (1975) Ghost Trio و«إلا الغيوم» (1976) But the Clouds و«ليل وأحلام» (1982) Nacht und Treume (خطها بالألمانية)، فهويستثمر إلى الحد الأقصى العلاقة بين الصوت والصورة، ويحافظ على التوتر بين القصيدة المرئية والمونولوغ الداخلي حتى ولواختفت الحدثات أحياناً.

النهاية

قضى بيكيت فترة الثمانينات منعزلاً في بيته الهادئ وكان أحياناً يتردد على مقهى قريب ليلتقى برفقة أدبية صغيرة وفى عام 1989 ماتت زوجته سوزان وبعدها بشهور في 22 ديسمبر 1989 توفي بيكيت بعد تعرضه لأزمة في جهازه التنفسى.

يعد بيكيت أبرز كتاب القرن العشرين في مجالات المسرح والرواية وهوبأدبه الممتد لفترة 60 عاماً يعبر أصدق تعبير عن مشاكل انسان هذا العصر. حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب عام 1967، وقد ترجمت مسرحيته «بانتظار غودو» إلى أغلب لغات العالم وتعد أكثر المسرحيات شهرة في العصر الحديث.

خط مختارة

أعمال درامية

النثر

مراجع

مطبوعة

مراجع إلكترونية

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:صاموِل بكت | صاموِل بكت ]].

• [1] photo
• Beckett Centenary Festival (April 2006).
• The Annual Samuel Beckett Festival.
• RTÉ's dedicated Beckett website
• Poems by Samuel Beckett at PoetryFoundation.org
• Information about Beckett Shorts At The OFS a cycle of his shorter works, moving from the early chaotic Rough for Theatre II up to one of his last, Catastrophe.
• The Samuel Beckett Endpage
• The Samuel Beckett Online Resources and Links Pages
• themodernword.com
• , Beckett's last published work
• Beckett's Prose Fiction
• Art of the States: Earthlight Musical setting of Beckett texts by composer Earl Kim
• Beckett in Wisden
• Beckett's cricket record at CricketArchive
• Radio Plays for BBC on ubu.com
• Edna O'Brien on "Sam the Man" marks the centenary of his birth in April 2006
• Aosdána biographical note
• Online centennial exhibition from the Harry Ransom Center at The University of Texas at Austin
• "Sam I Am - Beckett’s private purgatories" by Benjamin Kunkel in The New Yorker
• Samuel Beckett Collection at the Harry Ransom Center at the University of Texas at Austin
• [2] Readings from 'Watt' and 'Molloy' podcasted by Tadhg McKenna on Itunes.
• Samuel Beckett Timeline

المصادر

حنان قصاب حسن. "بيكيت (صموئيل ـ)". الموسوعة العربية.

• سيرة بيكيت [3]
• مئوية صمويل بيكيت: الحياة على المحكّ [4]