الجزر الجعفرية

عودة للموسوعة

الجزر الجعفرية

صورة من الفضاء للجزر الجعفرية الثلاث قرب الساحل المغربي

الجزر الجعفرية (بالأمازيغية: جزر إشفارن وتكفرينا؛ بالاسپانية: Islas Chafarinas) هي ثلاث جزر صغيرة تابعة لإسبانيا على بعد 48 كم شرق مدينة مليلة وعلى بعد 3.5 كم من مدينة رأس الماء المغربية. وتحتلها إسبانيا مند عام 1847، وتقيم حامية مكونة من 190 جندي على كبراها، جزيرة كونگرِسو. وجزر الجعفرية هي واحدة من ست جيوب مستعمرات اسبانية ما زالت على الساحل المغربي المتوسطي، وهم: سبتة ومليلة وصخرة قميرة Peñón de Vélez de la Gomera وصخرة الحسيمة Peñón de Alhucemas، وجزيرة ليلى Perejil، التي حصل عليها احتكاك مسلح في 11 يوليو2002، الجزر الجعفرية.

المسقط

صورة لجزر إشفارن الثلاث مأخوذة من الساحل المغربي
صورة من الطائرة لجزيرة إيزابيلا الثانية والتي تظهر الاستحكامات المتواجدة فوقها. في الخلف تظهر جزيرة كونگرسو.

تبعد الجزر 3.5 كم من بلدة رأس الماء المغربية التابعة لإكبدانن بالناظور. وتقيم حامية استعمارية مكونة من 190 جندياً على كبراها جزيرة عيشة (كونجريسو). وجزر إشفارن هي ثلاثة من ستة جيوب أخرى على الساحل المغربي المتوسطي، وهي صخرة القمرة (Peñón de Vélez de la Gomera) وصخرة الحسيمة (Peñón de Alhucemas)، وجزيرة ليلى (Perejil)، التي حصل عليها احتكاك بين المغرب وإسبانيا 11 يوليو2002. ومدينتي سبتة ومليلية.

الجزر الثلاث هي:

الترتيب الاسم المغربي (الأمازيغي) الاسم الإسباني
1 جزيرة عيشة (عائشة) جزيرة كونگرسوIsla del Congreso
2 جزيرة إيدو جزيرة إيزابل الثانية Isla de Isabel II
3 جزيرة أسني جزيرة الملك فرانسيسكوIsla del Rey


الأطماع الإسبانية

في الوقت الذي اشتدت الأطماع الاستعمارية على القارة السمراء بصفة عامة وعلى جزئها الشمالي بصفة خاصة إزدادت قيمة الجزر الواقعة بمحاذاة الضفة المتوسطية الواقعة بين السعيدية حتى طنجة والتي أدت أدوارا بارزة ومحورية في جميع السياسات العسكرية لإسبانيا التي عملت على حشد جيوشها وقوتها واضعة نصب أعينها حتى أي تقدم في مخطط الاستيلاء على شمال المغرب لن يتحقق إلا عبر التحكم في مجموعة من الجزر الصغيرة القريبة من الشاطئ، حيث تمثل الجزر الجعفرية اللقاءة لمنطقة رأس الماء واحدة من المواقع ذات الأهمية في أجندة التواجد العسكري لإسبانيا طيلة الحقب الماضية ولا زالت توليها قيمة بالغة إلى جانب باقي الجيوب المحتلة كسبتة ومليلية وجزيرة النكور وباديس وليلى التي طفت أحداثها في يوليوز 2002.

أصل التسمية

يرجع المؤرخون اسم هذه الجزر إلى اللغة الأمازيغية القديمة حين كان يطلق عليها جزر إشفارن وهوالاسم الذي بقي محافظا على شكله ونطقه لدى الإسبان الذين ينادونها بإيسلاس تشافاريناس، وتهجرب هذه الجزر الواقعة بين السعيدية 17 وقع شرقا وقرية أركمان 30 وقع غربا وعلى بعد 3.5 وقع من شاطئ جماعة رأس الماء التي تقطنها قبيلة كبدانة من ثلاث أجزاء والأسماء المغربية لهذه الجزر هي: جزيرة أسني الواقعة في الجهة اليمنى وجزيرة عيشة الأكبر من حيث المساحة في الطرف الأيسر ثم جزيرة إيدوفي الوسط. واعتبرت الجزر الجعفرية أوجزر إشفارن منطقة مفضلة في فترات الصراع وتنامي نشاط القرصنة إذ كانت ملجأ مجموعات اللصوص الهاربين من سلطة الدولة اتخذت من هذا المكان محمية خاصة تنطلق منها في اتجاه عرض المتوسط معترضة السفن التجارية على الخصوص ومصادرة سلعها أوفرض إتاوات لإخلاء سبيلها. وقد أطلق الأسبان على هذه الجزر الأسماء الآتية: إيزابلا الثانية (جزيرة إيدو) وطولها 600 متر، كونگرسو(جزيرة عيشة) وهي أكبرهم طولها 900 متر وعرضها 400 متر وأخيرا جزيرة الرِيْ أي الملك (جزيرة أسني).

احتلال الجزر

بدأت إسبانيا تفكر في احتلال جزر كبدانة (نسبة إلى القبيلة التي تسكن المنطقة قبالة الساحل) في نفس السنة التي احتلت فيها مدينة مليلية عام 1497 وبعد قرنين من الزمن اهتم التاج الأسباني وبلاطه من حديث بهذه الجزر وبأمر ملكي قام القبطان البحري ڤيسنته دولس بوضع أول رسم طبوغرافي للجزر في سنة 1733 وعلى اثر الحصار الشديد الذي ضربه السلطان سيدي محمد بن عبد الله على مليلية عام 1774 اصدر الملك الأسباني كارلوس الثاني أمره إلى قائد بحريته الكونت دي اوريلي ليقوم بدراسة عسكرية للجزر في سنة 1786 قام قبطان البحرية الأسبانية ڤيسنته طوفينوبوضع خريطة مفصلة للجزر الثلاث. ويتضح مما سلف حتى إسبانيا كانت تفكر في احتلال الجزر ولكنها لم تدعي يوما أنها ضمن ممتلكاتها في ما وراء البحار وفي سنة 1847 على عهد السلطان مولاي عبدالرحمان بن هشام وعلى إثر وصول الجيش الفرنسي المحتل للجزائر إلى الحدود المغربية الشرقية قررت الحكومة الأسبانية في مجلسها المنعقد يوم 26 يونيوسنة 1847 احتلال جزر كبدانة وإقامة حامية عسكرية بها ليغادر الاسطول الأسباني ميناء مدينة ملقة يوم أربعة يناير 1848 برئاسة الجنرال سيرانوالذي حل بمدينة مليلية في نفس اليوم ليقوم باحتلال جزر كبدانة بعد يومين. وكان السبب الذي عجل من احتلالها شعور الأسبان باستعداد الفرنسيين للنزول بها لمسقطها القريب من الشواطئ الجزائرية ولم يسكت المغرب على هذا الاحتلال واحتج على ذلك مطالبا بالجلاء الفوري للقوات الأسبانية.

الأهمية الإستراتيجية

تعتبر إسبانيا إلى حدود اليوم الجزر الثلاث بمثابة امتداد لها في المجال البحري للمغرب منذ احتلالها سنة 1847 م ويزداد تشبت إسبانيا أكثر بهذا المسقط لما يوفره لها من فرص تتيع كافة التحولات بالمنطقة اللقاءة مع مراقبة تحركات الجانب المغربي على امتداد الشاطئ الشرقي من إقليم الريف المغربي، حيث يمكن رؤية هذه الجزر من على مسافات قريبة من هضبة السعيدية أومرتفعات كوركوأوجبال كبدانة. وهوالسر الذي جعلها تنال نصيبا كبيرا من الاهتمام لدى جنرالات وحكام إسبانيا، لا سيما في فترة حرب الريف التي وجدت أمامها قوة لا يستهان بها من رجال المقاومة من أبناء قبيلة كبدانة لذلك جندت إسبانيا كافة إمكانياتها مستغلة وجودها فوق الجزر الجعفرية لمحاصرة رجال المقاومة ومراقبة تحركاتهم في اتجاه الغرب والشرق بهدف الحد من أي تعاون وتنسيق مع رجال الثورة بالجزائر أومع حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي. فطبيعة الجزر الثلاث سمحت لقوافل الإمدادات القادمة من شبه الجزيرة الإيبيرية للرسوكمرفأ طبيعي استقبل على مدى فترات التوسع الإمبريالي لإسبانيا الآلاف من الجنود لتأمين نجاح التدخل العسكري بالريف وتطويق أفواج المقاومة المرابطة بجبال كبدانة والقبائل المجاورة.


الوضع الحالي

تعتبر إسبانيا الجزر الجعفرية جزءا لا يتجزأ من ترابها الوطني، وتصنفها في خانة المحميات الطبيعية موظفة المجال البحري للجزر ويابستها في الدفاع عن البيئة. ويعيش في هذه الجزر حوالي 260 جندي مرابط فوقها من بينهم 15 إلى 20 موظف مكلف بالإدارة والتنسيق مع السلطة الإدارية بمليلية أوالعاصمة مدريد بالإضافة إلى حارسين مهمتهما حماية المجال الطبيعي والتنوع البيولوجي والبيئة. ومعظم هؤلاء يقيمون في جزيرة الملكة إيزابيلا التي توجد فيها معظم البنايات بالإضافة إلى الحامية العسكرية.

يسعى المغرب دوما إلى طرح مسألة استرجاع الثغور المحتلة الموجودة بالمتوسط عبر الوسائل السلمية موظفا قنوات دبلوماسية رسمية في اللقاءات الثنائية بين البلدين كما لعبت دبلوماسية الموازية دورا في دعم مطالب المغرب وجعلها في صلب المشاورات للتعريف بأحقية المغرب في استرجاع أراضيه، بل تمضى المجهودات المغربية أبعد من ذلك مؤكدة على حتى اعترافا إسبانيا بمغربية هذه الثغور هومدخل أساسي لقيام تعاون تام مبني على الثقة المتبادلة وضمانة لتعزيز التقارب بين الدولتين الجارتين. مطالب تتجاهلها إسبانيا رغم مناداة المغرب في أكثر من مناسبة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات كما تجاوز وان إقترح الملك الراحل الحسن الثاني تشكيل خلية تأمل الشئ الذي لا زالت ترفضه إسبانيا سواء في حكومة الحزب الشعبي السابقة أوالحكومة الاشتراكية الحالية والتي ترى في المناطق المحتلة والجزر الجعفرية على سبيل المثال حلقة اقتصادية تنضاف إلى الدور الاقتصادي خاصة بعد صدور مجموعة من التقارير التي أكدت وجود ثروة نفطية على طول الساحل المتوسطي بين رأس الماء ومليلية، معطيات تنضاف إلى مبررات إسبانيا وتجعلها في تشبت دائم للحفاظ على الوضع كما هوخاصة وأنها لا زالت ترفض مسألة رسم الحدود البحرية مع المغرب.

الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-07 18:56:14
التصنيفات: إسپانيا, جزر المغرب, جزر البحر المتوسط, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أخبار الصباح | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

من تاريخ المونديال «23».. رشوة الكافيار تهدى الكأس لإنجلترا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:21:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

تعرف على أسعار الذهب اليوم 7-10-2022 فى مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:50
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

سقوط عصابة التعذيب بالسوالم | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:08
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

“خارجون عن القانون” يتحدون الداخلية | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:05
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

أباطرة يستثمرون في “الكيف” القانوني | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

50 ألف مصحف “معيب” تزلزل الأوقاف | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:04
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

«الأوقاف» تفتتح اليوم 22 مسجدا بعد إحلالها وتجديدها - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:23
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

شاب أميركي يسبح 45 دقيقة وسط "الإعصار" لانقاذ والدته

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:19:01
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

كتل ضبابية وأمطار خفيفة.. توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:19:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

تقرير: أوروبا تغرق بأزمة لا مثيل لها ولا يمكن التنبؤ بنتائجها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

شمالي يهرب إلى كوريا الجنوبية.. ثم يعيده "شوقه لأمه"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:19:02
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

جدول ترتيب الدورى الإنجليزى ومواعيد مباريات الجولة 10

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:21:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

دعاء صباح الجمعة 7 أكتوبر 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:45
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

نزاعات جديدة تهز الرجاء | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:03
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

أخبار حالة الطقس اليوم 7-10-2022| درجة الحرارة فى مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 09:20:48
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية