عفيف البزري
عفيف البزري (1914-1994) عسكري سوري . شغل منصب رئيس الأركان العامة والقائد العام للقوات المسلحة السورية ورئيساً ل مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش والقوات المسلحة وكان على رأس الوفد العسكري السوري الذي مضى إلى القاهرة مطالباً بالوحدة الفورية في شباط 1958.
وفي عهد الجمهورية العربية المتحدة حمل إلى رتبة فريق وعُين قائداً للجيش الأول قبل حتى يصطدم مع المشير عبد الحكيم عامر الذي أحاله على التقاعد .
بداية النضال والعمل العسكري
التحق بالجيش الفرنسي في سوريا قبل حتى يهجره للالتحاق بثورة رشيد علي الكيلاني عام 1941 , ولوحق لهذا السبب من قبل السلطات الفرنسية والبريطانية مدة سنة ونصف , قبل حتى يعودإلى الخدمة في الجيش عند قيام الحكم الوطني في سورية عام 1943.
في عام 1945 أوقف مع عدد من الضباط الذين قاوموا مخططات الفرنسيين العدوانية على سوريا وأودع السجن العسكري في بيروت ثم تمكن من الفرار من السجن في نفس العام ليلتحق بالحكومة الوطنية في دمشق , حيث عمل مع آخرين على تفكيك البترات الخاصة بتشجيع عسكرييها على التمرد على القيادة الفرنسية والإلتحاق بالحكومة الوطنية فكان عضواً في وفد استلام بقايا البترات السورية واستلام أسلحة ومعدات هذه البترات من الفرنسيين , فعينته القيادة أستاذاً للطبوغرافيا والمدفعية في الكلية العسكرية عام 1946 .
الإشتراك في حرب فلسطين
عند بداية احتلال فلسطين من قبل اليهود التحق البزري كضابط ركن في قيادة طه باشا الهاشمي في بدء تشكيل قوى المجاهدين لإنقاذ فلسطين , وبهذه الصفة ساهم في تشكيل الأفواج الأولى الذاهبة إلى فلسطين , واستطلع طريق دخول أول كتيبتي مجاهدين إليها , وفي خريف عام 1947 ساعد البزري في إدخال فوج أديب الشيشكلي إلى الجليل عن طريق رميش-فسوطة , ثم فوج محمد صفا إلى قباطية عن طريق جسر الدامية-طوباس .
عُين قائداً لمدفعية جيش الإنقاذ واشهجر في جميع المعارك الكبيرة لهذا الجيش حتى عقد الهدنة , حيث كان عضواً في الوفد المفاوض للهدنة ومشرف على لجنة الهدنة السورية حتى منتصف صيف 1949 .
العودة إلى الجيش السوري والمساهمة في إسقاط الشيشكلي
بعد نهاية حرب 1948 أوفد البزري إلى فرنسا ليدرس في المعهد الجغرافي الفرنسي , وفي عام 1953 عاد إلى البلاد ليساهم في إسقاط حكم أديب الشيشكلي حيث قام بإخراج الضباط المعارضين ل أديب الشيشكلي من سجن المزة ومن جملتهم الشهيد عدنان المالكي ومضى وإياهم الى حمص لقيادة الحركة التي أطاحت بحكم الدكتاتور .
اغتيال عدنان المالكي وكشف المؤامرات على سوريا
عند اغتيال العقيد عدنان المالكي شكلت محكمة عسكرية لمحاكمة الجناة وعين عفيف البزري رئيساً لها فأصدرت المحكمة أحكاماً بالإعدام بحق قيادات الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي اتهم باغتيال المالكي , وعند كشف مؤامرة هيوارد ستون عين البزري أيضاً رئيساً لمحكمة أمن الدولة لمحاكمة المتآمرين على استقلال سوريا .
تعينه رئيساً لهيئة الأركان وقائداً عاماً للجيش السوري
في عام 1957 أصدر رئيس أركان الجيش السوري الزعيم توفيق نظام الدين عدة تسريحات وتنقلات بين الضباط الجيش لكن الحكومة والضباط لم يوافقوا عليها ووجدوها غير منطقية مما دفع توفيق نظام الدين لتقديم استنطقته ليعين العقيد عفيف البزري رئيس الشعبة الأولى ذوالميول الماركسية رئيساً للأركان وقائداً عاماً للجيش السوري بعد حتى رُقي استثنائياً إلى رتبة لواء متجاوزاً رتبة الزعيم .
التحضير للوحدة
بعد تعيينه رئيساً للأركان أصبحت جلسات مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش والقوات المسلحة الذي شُكل في عام 1956 تُعقد بشكل علني في مبنى الأركان بعد حتى كانت تُعقد بالسر في منازل أعضائه وكان المجلس مؤلف من 24 ضابط من قادة الجيش السوري برئاسة البزري - بالإضافة للعقيد عبد المحسن أبوالنور الملحق العسكري المصري - حكموا سوريا في الظل وفرضوا أجندتهم على الحياة السياسية السورية والتي كانت في المجمل متلاقية على طول الخط مع رغبات ومشاعر جماهير الشعب السوري وهي باختصار الوحدة مع مصر عبد الناصر حيث ترأس البزري وفداً من 14 ضابط من ضباط المجلس سافروا بالسر إلى مصر لإجراء مفاوضات الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر والتي انتهت بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958.
عهد الجمهورية العربية المتحدة
رُفع البزري إلى رتبة فريق وعُين قائداً عاماً للجيش الأول , بعدها بدأت علاقته ب المشير عبد الحكيم عامر بالتوتر وبلغ التوتر ذروته عندما اعترض المشير على قرار البزري بتعيين العقيد أحمد حنيدي رئيساً ل الشعبة الأولى في الجيش الأول بل قام المشير بتعيينه مديراً لأحد ممحرره , مما أدى إلى اصطدام البزري مع المشير معتبراً أنه يتدخل في صلاحياته فقام المشير عبد الحكيم عامر بتسريح الفريق عفيف البزري لإتهامه ب الشيوعية وترقية اللواء جمال الفيصل إلى رتبة فريق وتعيينه قائداً عاماً للجيش الأول بدلاً منه .
عين بعدها في وظيفة كبرى في هيئة التخطيط في القاهرة ولكنه قدم استنطقته مفضلاً العيش في دمشق بسبب إصابته بسقم العرق الأنسر .
ما بعد الوحدة والإنفصال إلى الوفاة
لم يقم البزري بأي دور بعد الإنفصال مفضلاً الجلوس في البيت والكتابة حيث وضع دراسة لتأسيس فرع الجغرافية في الجيش السوري , وبعد حرب 1967 عُين رئيساً للجنة الدفاع عن الوطن في سوريا . توفي في دمشق 28/1/1994 .
مؤلفاته
خط الكثير من الموضوعات في الصحف اليومية والمجلات وألف عدداً من الخط منها:
- فهم الرمي للمدفعية .
- المدفع في الميدان .
- ترجمة مصطلحات الجيش - مع الضابطين عزيز عبد الكريم وعدنان المالكي .
- الرأسمالية في وجهيها المالي والإقتصادي .
- الناصرية في جملة الإستعمار الحديث .
- نشوء الأمة العربية .
- العرب أمة الحضارات والجهاد .
- التحرير في قفص المستعمرين .
- الصهيونية بعد حرب تشرين .
- العسكرية الأمريكية سياج العبودية المعاصرة .
- الجهاد في الإسلام ز
- سورية جزيرة الحرية الخضراء (نشر في حلقات في مجلة فتح الثوري- سيرة الخمسينات حتى قيام الوحدة) .
- مقدمة كتاب "الخبز والبنادق" للإقتصادي نايجل هاريس - ترجمة يسرى الايوبي.
- وقائع حرب 82 .
- دراسات قدمت لفتح: المفاعل الذري والقنبلة الذرية, معركة شقيف عرنون, الأزمة الراهنة للنظام الامبريالي (ثورة حتى النصر), كفاح العالم الثالث .