أكد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس الأول، خلال تفقده اصطفافاً مهيباً لرجال المنطقة الغربية العسكرية عن الأزمة الليبية، سيكون حجراً يُلقى ليُحرك المياه الراكدة فى الأزمة الليبية، مشددين على أنها أمن قومى مباشر لمصر، وأن «الحل العسكرى» هو آخر الحلول التى قد تلجأ لها الدولة المصرية فى أى أزمة.

وأضاف الخبراء أن «الاصطفاف المهيب» رسالة طمأنة كاملة للشعب المصرى حول قدرة الدولة المصرية على حماية أمنها القومى ضد أى تهديد له.

"الغبارى": كلمة الرئيس "حجر" سيحرك المفاوضات للحل

وتوقع اللواء دكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن تُسهم استراتيجية الأزمة الليبية التى أعلن عنها الرئيس السيسى، خلال تفقده «الاصطفاف» أمس فى تحريك التحركات الدولية، والمفاوضات لإيجاد «حل سياسى» للأزمة.

وأضاف مدير «الدفاع الوطنى»، لـ«الوطن»، أن حديث الرئيس سيكون بمثابة «حجر» ألقى فى المياه الراكدة، ليُحرك المفاوضات السياسية، مؤكداً أن الأزمة ستُحل عبر المفاوضات وليس حرباً، لتنتهى بـ«حل سياسى».

وأوضح أن حديث الرئيس يؤكد جاهزية الدولة المصرية، ووجود تخطيط استراتيجى لديها للدفاع عن أمنها واستقرارها، حال تفاقم الوضع، وعدم العمل على الحل السياسى الشامل، خصوصاً أن الدولة الليبية هى دائرة أمن قومى إقليمى مباشر لمصر.

وقال «الغبارى» إن حديث الرئيس سيتوافق مع رؤية عدة دول فاعلة فى الأزمة الليبية لتسعى للحل السياسى، ومنها فرنسا وإيطاليا، اللتان تعتبران مدينة سرت «منطقة مصالح» لهما، نظراً لوجود إمدادات للبترول والنفط لهما منها.

وأكد اللواء أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الأزمة الليبية ستتحرك فى الفترة المقبلة تجاه الحل، وذلك عبر أى وسيلة ممكنة، باعتبار أن التحركات الحالية ستمثل تهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى، وقال «العمدة»، إن إحدى أهم الرسائل من تفقد الرئيس للاصطفاف، هو كونه أكبر رسالة طمأنة للمصريين، قائلاً: «والرسالة وصلت للشعب».

وأضاف أن شعب مصر دائماً ما يكون على ثقة بأن لديه قوات مسلحة قوية قادرة على تنفيذ المهام التى قد تكلف بها، وحماية مصالحنا سواء فى الداخل أو الخارج إذا تطلب الأمر ذلك.

وأوضح مستشار «أكاديمية ناصر» أن لدينا قوات مسلحة تعمل بشرف دائماً، وقادرة على تنفيذ ما يحقق الاستقرار للدولة، ولكن رغم قوتنا؛ فإنه من ثوابتنا أننا جيش لا يعتدى على أحد، ولسنا غزاة، وليس لنا أطماع فى أى دولة فى العالم، ولكن قوتنا لحماية أمننا القومى ومصالحنا الاستراتيجية. وعن وصف الرئيس للجيش المصرى بـ«الرشيد»، قال «العمدة»، إنها تعنى أن جيشنا عاقل، يعرف كيف يُقدر الأمور، وكيف يتصرف بالحسنى لحماية الوطن من المخاطر المحدقة به.

وأشار إلى أن تفقد الرئيس أظهر الكفاءة والجاهزية للجيش المصرى، وتمتع رجاله بروح معنوية عالية، وجاهزيتهم لأى مهام.

وعن حديث الرئيس عن كون خط «سرت - الجفرة»، خطاً أحمر، قال إن «سرت» تقع على السواحل البحرية الليبية، والجفرة فى منتصف الدولة الليبية، وهى خط موازٍ للحدود المصرية، ويعتبر عمقاً استراتيجياً غربياً لمصر.

وأوضح أنه حال الحاجة للتدخل المصرى فى ليبيا، فإن هناك شرعية لذلك كما قال الرئيس، للحفاظ على أمننا القومى، وذلك بتطبيق ميثاق الأمم المتحدة، وباعتباره مطلباً من البرلمان الليبى، وهو الكيان الوحيد المنتخب من الشعب الليبى.

"العمدة": استقرار ليبيا من استقرار مصر 

وشدد «العمدة» على عدم وجود أى أطماع مصرية فى الدولة الليبية، وحال التدخل سيكون ذلك لصالح استقرار ليبيا، والحفاظ على أمنها، واستقرارها، لأن استقرار ليبيا من استقرار مصر.