أسامة الأزهري: الغرض من التجديد الديني احترام الأكوان وإكرام الإنسان - مصر


قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إنّ الدكتور محمد الخشت، القائم بأعمال رئيس جامعة القاهرة، يمثل قيمة وطنية كبيرة وعقل فلسفي وعلمي يعتز به الجميع، وأنّ جامعة القاهرة تمثل صرحا وطنيا عريقا له جذور تاريخية ومركز كبير في التعليم وصناعة العقول وتصنيع الخبرات والموارد العلمية في العالمين العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن قبة جامعة القاهرة هي إحدى العلامات المضيئة التي شهدت قامات ورموز وأعلام.

تجديد الفكر والخطاب الديني

وأوضح الأزهري، أن تجديد الفكر والخطاب الديني يرتكز على 4 محاور أساسية، وهي إطفاء نيران الفكر المتطرف، وإطفاء نيران التطرف اللاديني المضاد الذي يصل إلى قضية الإلحاد، وإعادة بناء الشخصية الوطنية القادرة على حماية البلد والتي تبحث وترمم أعمدة شخصية الإنسان المصري، وإعادة صناعة الحضارة، مشيرًا إلى أن الغرض من التجديد يتمثل في احترام الأكوان، وإكرام الإنسان، وحفظ الأوطان، وإزدياد العمران، وزيادة الإيمان. 

وأشار الأزهري، إلى ثقته المطلقة بأن الدكتور الخشت والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يكن كل منهما للآخر كل الاحترام والتقدير والمحبة وهو ما لا يتعارض مع فتح أبواب الحوار المثمر.

القرآن فوق التراث ويصلح لكل زمان ومكان

وأعرب الأزهري، عن تأييده لما ذكره الدكتور الخشت حول أنّ القرآن فوق التراث ويصلح لكل زمان ومكان، وتناوله لضوابط فهم الناس وطريقة تفكيرهم عند قراءة التراث، وأنّ نأخذ من العلماء منهجهم في التفكير القائم على فهم الأدلة، وتأكيد على أنّ النص الشريف يتنزل من الواقع الثابت، بينما يختلف الحكم الشرعي حسب ما يوجد في الواقع من أمور، وأنّ التراث لا يتم رده بأكمله أو قبوله بأكمله.

وأشار «الأزهري»، خلال محاضرته إلى أنه كلما كان البحث العلمي والنقاش والجدل العلمي مصحوب بنفس هادئة وجو مرحب به، وتقدير متبادل، فإنه يُثمر بشكل إيجابي حتى وإن اختلفت وجهات النظر، بينما لو اتسم الجو العام بالمشاحنات فإنه لن يثمر حتى وإن اتفقت الآراء، لأنه كلما تهيجت المشاعر أُغلقت العقول وأصبحت لا تستطيع الفهم أو الاستنتاج، داعيًا إلى انعقاد صالون ثقافي فكري بجامعة القاهرة بشكل دائم يجتمع فيه الرموز والعلماء والأدباء لتأهيل العقول في جو علمي ملائم لإنتاج المعرفة وصناعة الحضارات.

كلما كان البحث العلمي مصحوب بنفس هادئة يُثمر بشكل إيجابي 

وأوضح الدكتور أسامة الازهري أن موضوع الثوابت والمتغيرات في الإسلام له أهمية كبيرة، مؤكدًا تأييده لما أشار إليه الدكتور «الخشت»، بأن الثوابت في الإسلام لا مساس بها وهي سياج منيع لا يسمح لأحد بالتطاول عليه، مؤكدًا أنّ الفرق بين الثوابت والمتغيرات هام لتثبيت هوية هذا الدين من ناحية والتعمق فيه يمثل أحد مكونات بقائه وخلوده.

وأشار الأزهري، إلى أن من ثوابت الإسلام مصادره وأدلته الكبرى وعلى رأسها القرآن والسنة النبوية المشرفة والبيان للقرآن العظيم والإجماع والقياس بالأدلة المتفق عليها، موضحًا أنّ ثوابت الدين تولد منها عدة محاور للمعرفة عند المسلمين، ومنها أولا أن العقائد من الثوابت والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر كلها من الثوابت التي لا تتغير بتغير الأزمان أو الأماكن أو الحضارات.

معايير الفضيلة وصناعة السلوك الإنساني الرشيد

وأضاف الأزهري، أن الأمر الثاني في هذا الدين يتمثل في المبادئ الأخلاقية الكبرى مثل الصدق والأمانة والعدل والكرم والتنزه عن الكذب والسرقة، وهي من الثوابت التي ليس فيها اختلاف بين الأشخاص، وهي معايير للفضيلة وصناعة سلوك إنساني رشيد، مؤكدًا أن الشرع الشريف له مقاصد عليا نشأت من الاستقراء التام لعلماء الفقه الذين عكفوا على استقراء فروع الفقه.

قاعدة الضرر يتم إزالته.. قاعدة فقهية كبرى ثابتة

وأكد «الأزهري»، أن المقاصد الكبرى للشريعة من الثوابت لا يطرأ عليها تغير باختلاف الأزمان والأماكن، وأن الشرائع جميعا جاءت لحفظ النفس والدين والعرض والمال، ومن الأمور الثابتة للشريعة مناهج الاستنباط وعلم أصول الفقه، التي تمثل معايير محكمة ومجردة لفهم النص الشريف، وأن فلسفة المسلم الخالص هي أصول الفقه مع تباحثهم مع الثقافات الأخرى، وقاعدة أن الضرر يتم إزالته هي قاعدة فقهية كبرى ثابتة لا تقبل التغيير ويندرج تحتها عدة مئات وألوف من الفروع الفقهية.

المتغير في الإسلام والأحكام الشرعية

وتابع أن المتغير في الإسلام معناه أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحلال والحرام تنزل على واقع، بمعنى أن الاجتهاد يتم في استخراج الأحكام الشرعية ويصل إلى مسائل جزئية للفتوى في الحلال والحرام مثل الزواج والطلاق وغيره، مشيرًا إلى التمييز بها بين المبادئ الكبرى مثل الصلاة والصوم والحج التي تمثل ثوابت قطعية، مشيرًا إلى أنه من المتغيرات أيضًا الأحكام الفقهية التي قد تختلف باختلاف المكان والزمان والأحوال والأشخاص، مؤكدًا أهمية إدراك الواقع الذي يمثل معنى واسع، والأنماط الفلسفية التي تتولد كل يوم في ظل الانفجار المعرفي والمعلومات الحادث.

تاريخ الخبر: 2021-12-28 15:21:11
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

رشق إيريك زمور بالبيض خلال حملته الانتخابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

استئناف مرتقب لجولة المحادثات بالقاهرة حول الهدنة في غز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:54
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

رشق إيريك زمور بالبيض خلال حملته الانتخابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:39
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

المقابر الجماعية في قطاع غزة على طاولة مجلس الأمن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

بطولة السعودية.. ثلاثية الـ "دون" تخرق بريق الصدارة الهلالية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:26:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

بطولة السعودية.. ثلاثية الـ "دون" تخرق بريق الصدارة الهلالية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:26:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

المقابر الجماعية في قطاع غزة على طاولة مجلس الأمن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:53
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

استئناف مرتقب لجولة المحادثات بالقاهرة حول الهدنة في غز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:25:58
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية