أعلنت السلطات الألمانية الأربعاء، إلقاء القبض على 25 شخصية يمينية متطرفة بينهم ضباط سابقون في الجيش و3 أجانب، بتهمة التخطيط "للانقلاب" على مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها البرلمان.

وقال مكتب المدّعي العامّ الفيدرالي في بيان، إن "السلطات المختصة أحبطت مخطط انقلاب عبر شنّ هجمات تسعى لإحداث فوضى في البلاد، والاستيلاء على السلطة".

وأوضح البيان أن عملية أمنية شنّتها السلطات المختصة شارك فيها 3 آلاف ضابط أمن، تخللتها عمليات تفتيش للمنازل في 11 من أصل 16 ولاية ألمانية.

واستهدفت العملية الأمنية تفتيش وجمع معلومات عن نحو 50 مشتبهاً به، وعلى أثرها أُلقيَ القبض على 25 شخصاً.

في السياق نفسه قال المدّعي العامّ الفيدرالي بيتر فرانك في مؤتمر صحفي: "وفقاً لمعلوماتنا الحالية، تهدف المجموعة إلى قلب النظام الحالي في ألمانيا، وتهديد النظام الحر والديمقراطي، عن طريق العنف والوسائل العسكرية".

وأضاف: "عديد من أعضاء هذه المجموعة الإرهابية فكروا في استخدام العنف لاحتلال مبنى البرلمان الألماني".

من جهته أعلن متحدث وزارة الدفاع الألمانية أرني كولاتس أن من بين المشتبه بهم ثلاثة جنود على الأقلّ، مضيفاً أن أحدهم من قيادة القوات الخاصة، واثنين آخرين من الجنود غير النشطين.

كما أُلقيَ القبض على مواطنة روسية تُدعى فيتاليا ب، اتُّهمت بأنها عملت على تسهيل محاولات للاتصال بين شخص كان سيصبح زعيم مجموعة ومسؤولين روس.

وقال الادّعاء الألماني إن فيتاليا "اتصلت بدبلوماسيين روس في ألمانيا لمناقشة آرائهم بشأن مخططهم الجديد"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب.

ووفقاً للمدّعين العامّين، فإن هاينريش رويس، سليل عائلة نبيلة ويُعرف باسم الأمير هاينريش الثالث عشر، هو الشخصية الرائدة في المجموعة.

وأوضح الادّعاء أن رويس خطّط مع ضابط الجيش الألماني السابق روديجر فون ب لانقلاب عسكري للإطاحة بالحكومة و"تغيير النظام" في البلاد.

وأشارت السلطات الألمانية إلى أن المشتبه بهم عقدوا اجتماعات منتظمة وناقشوا خططهم، بل ورشحوا حكومة لنظام ما بعد الانقلاب.

وقالت إن بيرجيت مالساك وينكمان، المشرعة السابقة في الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا"، بين المشتبه بهم، وكان من المقرر أن تكون وزيرة العدل في نظام ما بعد الانقلاب.

وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية أن نائباً سابقاً عن "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني من بين المعتقلين، دون ذكر اسمه.

وتشير التصريحات المتتالية إلى أن النائب المشار إليه قد يكون المشرعة السابقة بيرجيت مالساك وينكمان.

بدوره وصف وزير العدل الألماني ماركو بوشمان المداهمات بأنها "عملية لمكافحة الإرهاب"، وأضاف أن "المشتبه بهم ربما خططوا لهجوم مسلح على مؤسسات الدولة".

وحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العامّ الفيدرالي، شارك في المخطط 52 مشتبهاً به، بينهم مجموعة تابعة لحركة مواطني الرايخ (يمينية متطرفة)، وضباط عسكريون سابقون، حسب البيان نفسه.

ولا تعترف حركة "مواطني الرايخ" التي تأسست في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بالنظام السياسي الألماني القائم، ولا بالدولة الألمانية في صورتها الحالية، وتعترف في المقابل بالإمبراطورية الألمانية.

يُذكر أن الرئاسة الروسية (الكرملين) نفت في وقت سابق اليوم أي مزاعم تشير إلى تورط موسكو في المخطط الانقلابي في ألمانيا، في أعقاب توقيف المواطنة الروسية.

روسيا تنفي

ونفى الكرملين الأربعاء أي مزاعم تشير إلى تورط موسكو في "المحاولة الانقلابية" التي أحبطتها ألمانيا صباح اليوم.

وفي مؤتمر صحفي قال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا يمكن أن يكون أي نقاش عن تدخُّل روسي من أي نوع".

وأضاف أن ما تشهده ألمانيا هو "قضية داخلية"، مشيراً إلى أن المسؤولين الروس عرفوا عن المحاولة الانقلابية من وسائل الإعلام.

TRT عربي - وكالات