محمد المعتصم بن الرشيد
أبوإسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور المشهور عنه سيرة وامعتصماه. ولد المعتصم بالله سنة 179 هـ. أمه أم ولد من مولدات الكوفة اسمها ماردة وكانت أحظى الناس عند الرشيد. وتُوفى المعتصم في سامراء سنة 227 هـ.
مبايعته
تولى "المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد" الخلافة بعد أخيه المأمون، لقد بويع له بالخلافة يوم توفي أخوه المأمون بـ"طرطوس". بالخلافة يوم توفي أخوه المأمون بـ"طرطوس".
صفاته
كان المعتصم أبيض أضهب اللحيه طويلها، مربوعا مشربا بحمره، ذا شجاعه وهمه عاليه، وقوه مفرطه،(كان يقرأ ويخط قراءه ضعيفه، وكان مع ذلك فصيحا مهيبا، عالي الهمه، حتى قيل انه كان أهيب الخلفاء العباسيين).[1]
خلافته
بناء سامرَّاء في سنة 221هـ بنى المعتصم مدينة "سُرَّ مَنْ رَأَى" أو"سَامِرَّاء"؛ وذلك حتى بغداد ضاقت بكثرة الغلمان الهجر الذين جلبهم المعتصم، فاجتمع إليه رجال من بغداد، ونطقوا: إذا لم تخرج عنا بهذا الجند حاربناك. نطق: وكيف تحاربوننى،يا ترى؟ نطقوا: بسهام الأسحار. نطق: لا طاقة لى بذلك، فكان ذلك سبب بنائه "سر من رأى" وإقامته بها.
فتح عمورية
لا ينسى التاريخ للمعتصم فتح عمورية سنة 223هـ/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد الروم اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة: وامعتصماه! فلما بلغه النداء خط إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تعمل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!
في هذه السنة 223 هـ غزا الروم وفتح "عمورية"، وسجل أبوتمام هذا الفتح العظيم في قصيدة رائعة. هذا هوالمعتصم رجل النجدة والشهامة العربية، خط إليه ملك الروم كتابًا يهدده فيه، فأمر حتى يخط جوابه، فلما قرئ عليه لم يرضه، ونطق للمحرر: اخط.
بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد، فقد قرأت كتابك، وسمعت ندائك، والجواب ما ترى لا ما تسمع: (وسيفهم الكفار لمن عقبى الدار) [الرعد: 42]. نطق إسحق الموصلى: سمعتُه يقول: من طلب الحق بما هُوله وعليه؛ أدركه.
لقاءة الثورات والفتن
تحركت في عهده ثورات: ثورة الزط وانضم إليهم نفر من العبيد فشجعوهم على بتر الطريق، وعصيان الخليفة، وكان ذلك سنة 220هـ/835م؛ حيث عاثوا بالبصرة فسادًا، وبتروا الطريق ونهبوا الغلات، فندب "المعتصم" أحد قواده بقتالهم وانتصر عليهم.
وكانت هناك طائفة أخرى تسمى "الخُرَّمية" تنسب إلى أحد الزنادقة، ويسمى بابك الخرمي وانضم خلق كثير من أهل بلاد فارس حوله، وكان أول ظهور لهم سنة 201هـ، واستفحل أمرهم، فلما صار الأمر إلى المعتصم سنة 220هـ/ 835م، أخذ في إصلاح ما أفسده الخرمية بقيادة الأفشين حيدر بن كاوس، فتمكن من الفوز عليهم، وجئ بزعيمهم بابك إلى المعتصم فأمر ببتر يدى بابك ورجليه، ثم جز رأسه وشق بطنه. لقد اغتال من المسلمين في مدة ظهوره مائتى ألف وخمسة وخمسين ألف وخمسمائة إنسان، وأسر خلقًا لا يحصون[بحاجة لمصدر].
وثار أحد العلويين بـ"الطالقان" من "خراسان" وهومحمد بن القاسم بن على بن الحسين بن علي بن أبى طالب، فقاتله عبد الله ابن طاهر مرة بعد أخرى حتى قبض عليه وسيق إلى السجن. إلى غير ذلك كانت تقوم ثورات ويقضى عليها، ولكن ذلك لم يمنع المعتصم من الاهتمام بالعمران والبناء فبنى مدينة سامرّا أو(سر من رأى) بشرقى نهر دجلة، ومد إليها نهرًا سماه نهر الإسحاقى. وعندما احترقت "سوق الكرخ" عوض التجار عن خسائرهم، واهتم بالبريد في أيامه حتى أصبحت الرسائل تصل بسرعة أكثر مما كانت عليه من قبل.
الاستعانة بالهجر
وإذا كان سابقوه من الخلفاء قد استعانوا بالفرس، فإن المعتصم كان محبّا للعنصر الهجرى، حتى اجتمع له منهم أربعة آلاف جندى، وأبترهم الإقطاعات الكبيرة في مدينة سامرّا حتى لايضايق أهل بغداد، وكما كان للفرس دورهم في حياة الدولة العباسية منذ نشأتها فإن العنصر الهجرى أصبح له دوره.
كانت خلافته ثمانى سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهوثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح فكان يلقب ب"المثمن"، وكان معروفا بطيبة النفس، وكان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة.
المصادر
http://ar.wikipedia.org/wiki