القصاع

حي القصاع

القصاع حي من أحياء مدينة دمشق القديمة ويعتبر مركز تجاري وسياحي هام في مدينة دمشق، يرتبط بحي باب توما وحي القيمرية ومن أبرز أحيائه وشوارعه ساحة جورج خوري ويعتبر من أكثر تجمعات للكنائس في مدينة دمشق بعد باب توما.

تكثر فيه المحلات التجارية والصناعات التقليدية الشامية القديمة.

التسمية

إن تسمية "القصَّاع" اتىت من صناعة "القِصَاع" الفخارية، وهي تعبير عن صحون فخارية كانت تستخدم في تناول الطعام، حيث اشتهر الحي قديماً بصناعة القِصَاع الفخارية التي كانت توزع منه في جميع أراتى دمشق، ولذلك فقد رافقت هذه التسمية الحي حتى وقتنا الحاضر.


تاريخ

صورة قديمة لأحد أحياء القصاع

نشأ الحي كضاحية تقع في شمال شرقي "المدينة القديمة" خارج سور دمشق، ضمن بساتين الزينبية التي حملت تسمية النبع المتواجد فيها، وبدأ توسعه العمراني بالاتجاهين نحوالشمال حتى "ساحة العباسيين"، ونحوالغرب حتى "حي الخطيب".

ويعود الفضل في توسع "القصاع" قديماً إلى العوامل التي توافرت في فترة تشييد المستشفى الإنكليزي والمستشفى الفرنسي وبقية المباني المحيطة بها حتى عام 1919، حيث بدأ توسع الحي يتجه نحواتجاهات عدة، ثم اتى شق شارع بغداد سنة 1925م، جامعاً لهذا النشاط العمراني، الأمر الذي أدى إلى اتصاله بالأحياء المجاورة والبعيدة.

وقد توسع الحي بسرعة إبان الثورة السورية عام 1925، فبعد شق "شارع بغداد" سنة 1925 لأسباب عسكرية، لجأ عدد كبير من الأسر القاطنة في حي الميدان إلى حي القصاع هرباً من الجحيم الذي كانت القوات الفرنسية تصبه فوق رؤوسهم إثر جميع هجمة من هجمات الثوار عليهم خلال الفترة الواقعة بين عامي 1926 و1927، الأمر الذي تطلب بناء مسكان جديدة لهولاء الناس.

حي القصاع اليوم

يقع بين ساحة العباسيين شمالاً، وحي "باب توما" جنوباً، و"شارع بغداد" غرباً، وحي "جوبر" شرقاً.

ما يميز "القصاع" هوحيويته والنشاط الذي يتمتع به، ففي أي ساعة تزور بها في هذا الحي ستجد أناساً يتجولون في شوارعه، وآخرين يجلسون في شرفات منازلهم يتبادلون الأحاديث، بالإضافة إلى وجود بعض المحال التجارية التي تظل مفتتحة أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل.

ويتميز حي "القصاع" بوجود سوق تجاري هام يتوسطه وهو"سوق القصاع" الذي أضفى طابعاً فريداً من نوعه ليس على الحي وحده وإنما على مدينة دمشق نتيجة لطبيعة عمله التي ساعدته على افتتاح أبوابه خلال أيام العطل حيث تجد حتى بقية أسواق دمشق تغلق أبوابها فيه.

ومن المناطق الهامة في "القصاع" حديقة "الصوفانية"، تقع هذه الحديقة في منطقة "الصوفانية" التي كانت تعهد في السابق "بالصفوانية" إلى الشمال الشرقي من حي "باب توما" قرب منطقة برج الروس ويمر منها نهر بردى في طريقه إلى الغوطة الشرقية، وقد أقيم على بالقرب منها مقاه ومنتزهات ازدهرت خلال العهد العثماني وأيام الاحتلال الفرنسي، كما مثَّل فيها طلبة مدرسة "مخط عنبر" وهي الثانوية الوحيدة في دمشق بتلك الفترة مسرحية "طارق بن زياد" عام /1908/، كما غنت في الحديقة السيدة "أم كلثوم" وذلك ضمن حفل أقيم لطلاب "مخط عنبر"

حي "القصاع" كان يحتوي على ملاعب للأطفال وأندية رياضية عديدة، ومن هذه الأندية "الصليب، الغساني، النهضة"، وكان لكل ناد ملاعبه التي تتناسب مع الأنشطة التي يقوم بها، وكان يوجد لكل نادي فرق كشفية، إلا حتى توسع الحي أدى إلى هدم هذه الملاعب والأندية، وإقامة أبنية سكنية عوضاً عنها.

السكان

يبلغ عدد سكانه ما يقارب الـ/50/ ألف نسمة، أغلب سكان القصاع قديما كانوا حرفيين عملوا في الصياغة والنجارة والخياطة ولم تعهد القصاع الزراعة فهماً حتى منطقة القصاع كانت تابعة لجوبر لكن أهلها لمقد يكونوا من أصحاب الأراضي الزراعية ولم يعملوا في الزراعة.

العمران

منازل القصاع القديمة

يفتقر "القصاع" إلى المنازل الدمشقية القديمة حيث يطغى عليه البناء الحديث المشيد على الطراز المعماري الفرنسي. ومن جانب آخر فإن "القصاع" يتميز أيضاً بتنظيم معماري فريد قادر على إشعارك بعبق وأصالة الماضي وحداثة الحاضر، ما يضفي على حياة ساكنيه طابعاً خاصاً ليس بالمقدور الوصول إليه في أي حي آخر».

إن منازل "القَصَاع" حديثة ليست قديمة، فهي بيوت عادية وصغيرة، ترافق بناؤها مع بداية الهجرة باتجاه الحي، فتم بناء المنازل في وقتها على الطراز الفرنسي، وهي المنازل صغيرة مقارنة مع المنازل الدمشقية القديمة، وتتراوح بين ثلاث وأربع غرف بالإضافة إلى شرفة تسمى "البلكون" تشرف على الشارع، وقد اعتاد الأهالي منذ القدم وحتى اليوم على الجلوس فيها يومياً عند المساء والسهر حتى منتصف الليل.

في عام 1945م ولج البناء الحديث القصاع، حيث بدأ البناء الطابقي الحديث ينتشر في معظم أراتى القصاع، وذلك ضمن تخطيط "أوكيشار" المعتمد في بناء الأبنية بدمشق».

يشتهر في "حي القصاع" بمجموعة من المباني تعد تحفاً عمرانية بحد ذاتها، أول المباني التي شيدت في "حي القصاع" كانت "المشفى الانكليزي" الذي شيد في عام 1896 من قبل بعثة تبشيرية دانماركية، والتي تخلت عنه فيما بعد إلى البعثة التبشيرية الاسكتلندية، ما أدى لتغير اسمه إلى "مشفى ڤكتوريا" نسبة لملكة بريطانيا، ليتم فيما بعد وهبه إلى الحكومة السورية عام 1958 فسمي مستشفى الزهراوي نسبة للطبيب والجراح العربي الأندلسي "أبوالقاسم خلف الزهراوي".

وهناك أيضاً "المشفى الفرنسي" الذي يقع قبالة "المشفى الإنكليزي"، وقد شيد في عام 1904/م ويسمى مشفى "القديس لويس"، وكنيسة "الكريملوس" التي ترافق إنشاؤها مع ولادة حي "القصَاع"، وكنيسة "الصليب" التي تم إنشاؤها في عام 1930.

ومن أوائل المدارس التي عهدها حي "القصاع" هي مدرسة "يوحنا الدمشقي"، ومدرسة "الراهبات العذرية" الموجودة اليوم في برج الروس تحت مسمى "بلابل المحبة"، ومدرسة المعونة الدائمة».


المصادر

  1. ^ باسل أبوشاش. القصاع" عراقة المدينة القديمة بنفس معاصر". مسقط دمشق.
بوابة سوريا تصـفح مقـالات الفهم المهـتمة بسوريا.
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:34:31
التصنيفات: أحياء دمشق, دمشق القديمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأنبا موسى يصل إلى القاهرة عقب تلقي علاجه في ألمانيا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

كرم جبر: الدول العربية مستهدفة.. وعلينا الوصول إلى رؤية مشتركة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:43
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

غضب في إسرائيل وأميركا بسبب تصريحات الرئيس الإيراني بشأن الهولوكوست

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

رئيس الدولة يستقبل وزير دفاع ماليزيا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

ضبط مخزن ادوية بيطرية لمصنع غير مرخص بنطاق حي السلام

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

بولندا: "الداخلية" ستوزع أقراص اليود على الشعب خوفاً من وقوع كارثة نووية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المغرب يعزز قدراته القتالية بـ”150 درون” من الجيل المتطور

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:56
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 80%

وزير الخارجية يشارك في فعاليات مجموعة الـ77 حول أضرار تغير المناخ

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:42
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

المباني الآيلة للسقوط.. هل باتت قنابل موقوتة تنتظر فصل الشتاء؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:58
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 82%

فرنسا عن زابوريجيا: المهم ألا تقع حادثة نووية بسبب الحرب في أوكرانيا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

قرارات تنظيمية جديدة للأمانة المركزية لحزب مصر أكتوبر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

حشود غفيرة تودع ملكة بريطانيا بمشاعر جياشة في لندن ووندسور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

زعيم البوليساريو يوجه اتهامات للمغرب وإسرائيل

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:55
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 78%

مقتل أكثر من 200 عسكري أرميني في المواجهات مع أذربيجان

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:19:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

ما حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف مراد بعض الورثة؟.. «الإفتاء» تٌجيب

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:41
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

أسماء حسنين أمين مساعد الإعلام بحزب مصر أكتوبر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 00:18:45
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية