أبودجانة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومُناسبات
|
أَبودجانة سماك بن أوس بنِ خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري صحابي أنصاري من بني ساعدة، كان ممن أسلم من المبكرين من الأنصار، وقد آخى رسول الله بينه وبين عتبة بن غزوان، واشتهر أبودجانة ببطولاته في المعارك والغزوات، وكانت له عصبة حمراء يعتصب بها متى اشتدت الأمور وكان الأنصار يسمونها "عصبة الموت".
مواقفه في الغزوات والمعارك
في غزوة بدر
شهد أبودجانة غزوة بدر مع الرسول محمد، وينطق أنه هومن اغتال زمعة بن الأسود بن المطلب يوم بدر، وقتل أبودجانة كذلك عاصم بن أبي عوف بن ضبيرة السهمي.
في غزوة أحد
شهد أبودجانة غزوة أحد، وكان هوومصعب بن عمير من الذين وقفوا مع الرسول محمد لما انهزم بعض المسلمين عنه، وكان أيضاً من الذين بايعوا الرسول على الموت يوم أحد، وقد قيل فيه:
وثبتت مع النّبيّ اثنا عشر | بين مهاجر وبين من نصر |
منهم أبودجانة وابن أبي | وقّاص الّذي افتداه بالأب |
وطلحة وفيه شلّت يده | إذ اتّقى النّبل بها يصمده |
وقد روي عن أنس أنه نطق: حتى رسول الله أخذ سيفاً يَومَ أُحد، فَقَالَ: «مَن يَأخذ مني هَذَا؟»، فَبَسطوا أيدِيهم جميع إنسَانٍ منهم يقُولُ: «أَنَا أَنَا»، قَالَ: «فَمَن يَأخذه بحَقه؟»، فَأَحجَمَ القَومُ فَقَالَ أَبودجَانَة: «أنا آخذه بحَقه»، فأخذه فَفَلقَ به هَامَ المشرِكينَ، وفي رواية حتى الرسول محمداً نطق له: «لا تَقتل به مسلماً وَلا تَفر به من كَافر».
وفي بعض السير عن الزبير أنه نطق: وجدت في نفسي حين سألت النبي السيف فَمُنِعْتُهُ، وأعطاه أبا دجانة، فقلت: والله لأنظرن ما يصنع، فاتّبعته، فأخذ عصابة حمراء فعصب بها رأسه، فنطقت الأنصار: «أخرج أبودجانة عصابة الموت»، فخرج وهويقول:
أنا الذي عاهدني خليلي | ونحن بالسفح لدى النخيلِ |
أَلا أقوم الدهر في الكيول | أضرب بسيف الله والرسولِ |
فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله.
وفي رواية أخرى: عن الزبير بن العوام نطق: عَرَضَ رسولُ الله سيفاً يوم أحد، فَقَالَ: «مَنْ يَأْخذ هَذَا السيفَ بحقه»، فَقَامَ أَبودجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ، فَقَالَ: «يَا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا آخذه بحَقِهِ فَمَا حَقه؟»، قَالَ: فَأَعطَاهُ إِيَاهُ وَخَرَجَ فَاتَبَعتُهُ فَجَعَلَ لا يمر بشَيء إلا أفرَاه وَهَتَكَه حَتى أَتَى نِسوَة في سَفح جَبَل وَمَعَهم هِند وَهِيَ تَقول:
نحن بنات طارق | نمشي عَلَى النَمَارِق |
وَالمسك في المفَارِق | إِنْ تقبِلوا نعَانِق |
أَوتدبروا نفَارِق | فرَاقَ غير وَامق |
قَالَ: فَحَمَلَ عَلَيهَا فنادت: «يَا آلَ صَخر»، فَلَم يُجبهَا أَحَد، فَانصَرَفَ فَقلت لَه: «كل صَنيعكَ قَد رَأَيته فَأَعجَبَني غير أَنَكَ لم تَقتلِ المرأة»، قَالَ: إِنها نَادَت فَلَم يجبهَا أَحَد، فَكَرِهت أَن أَضرِبَ بِسَيفِ رَسولِ اللَّهِ امرَأَة لا نَاصرَ لها.
وكان يختال في مِشيَتِهِ وقت الحرب أمام الأعداء، فنطق رسول الله حين رَآه يمشي تلكَ المشيَة: «إنّ هذه لمشيَة يُبغِضُهَا اللهُ إلا في مثل هذا الموطن».
كان أبودجانة ممن حموا رسول الله يوم أحد لما انهزم عنه بعض المسلمين، نطق ابن إسحَاقَ:
وتَرَّسَ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ أبودجانة بنفسه، يقع النّبلُ في ظَهرِهِ، وَهُوَ منحَن عَلَيهِ، حَتَّى كثر فِيهِ النّبل، وَرَمَى سَعدُ بن أَبي وقاص دونَ رسولِ اللَّهِ . قَالَ سَعد: فَلَقَد رَأَيته يناوِلني النَّبلَ وهويقول: "ارم، فداك أبي وأُمي"، حتى إنه ليناوِلني السهم ما لَهُ نصل، فَيَقُولُ: "ارم به". |
وعن ابن عباس أنه نطق: دَخَلَ عَليّ على فَاطمة رضيَ الله عنها يوم أحد، فَقَالَ: «خذي هَذَا السيفَ غَير ذَميم»، فَقَالَ النبي : «لئن كنتَ أَحسنت القتالَ، لَقَد أَحسَنَهُ سَهل بن حنيف وَأَبودجَانَة سماك بن خَرَشَةَ».
في غزوة خيبر
قاتل أبودجانة في غزوة خيبر، وقتل الحارث أبا زينب وهوسيد يهود خيبر، وكان يومئذ معلَّماً بعمامة حمراء، والحارِث مفهم فوق مغفرِه.
عن عمرِوبنِ أَبي عمرو، نطق: نزلت بأَرِيحا زمن سليمان بن عبد الملك فإذا حي من اليهود، وإِذا رجل يهدج من الكبر، فنطق: ممن أنتم،يا ترى؟ فقلنا: من الحجازِ، فنطق اليهودي: واشوقاه إلى الحجازِ! أَنا ابن الحارِث اليهودي فارِس خيابر، قَتلَه يَومَ خيبر رجل من أَصحَاب محمد يقَال لَه أَبودجَانَة يَومَ نَزَلَ محمد خيبر، وَكنا ممن أجلَى عمَر بنُ الخطاب إلى الشام، فقلت: أَلا تسلم،يا ترى؟ نطق: أما إنه خير لي لَوفَعَلت، وَلَكن أُعَيّر، تعَيّرُني الْيَهود، تَقول: أَبوك ابن سَيد اليَهودِ لم يهجر اليَهودية، قتلَ عَلَيهَا أَبوك وتخالفه؟
ويروى أنه قد خرج رجل من اليهود يوم خيبر ينطق له غزال فنادى إلى البرازِ، فبرز له الحبَاب بن المنذرِ فَاختَلَفَا ضَرَبَات، ثم حمل عَلَيه الحبابُ فبتر يَدَه اليمنى مِن نِصف الذرَاع، فَوَقَعَ السيف مِن يد غزّال فَكَانَ أَعَزلَ، وَرَجَعَ مبَادِرًا منهَزِمًا إلَى الحصنِ، وَتَبعَه الحبَاب فَقَطَعَ عرقوبه، فسقطَ فَذَفّفَ عليه. وَخَرَجَ آخر فَصَاحَ: مَن يبَارِزُ،يا ترى؟ فَبرزَ إلَيهِ رجل من المسلمينَ مِن آلِ جَحش فَقَتَلَ الجحشي، وَقَامَ مكانه يدعوإلى البرازِ وَيبرز لَه أَبودجَانَة قَد عصب رأْسه بعصابة حمراء فَوق المغفرِ يختال في مشيته، فبدره أَبودجَانَةَ فضربَه فبترَ رِجلَيهِ، ثم ذَفّفَ عَلَيهِ وَأَخَذَ سَلَبَه: درعه وسيفه، فَجَاءَ به إلى النبي فَنَفلَهُ رسولُ الله ذَلِك، وَأَحجَمُوا عَن البرازِ، فكبر المسلمون ثم تحاملوا عَلَى الحصن فَدَخَلوه، يَقدُمُهُم أَبودجانة، فَوَجَدوا فيه أَثَاثاً وَمَتَاعاً وَغَنَماً وطعاماً، وَهَرَبَ مَن كَانَ فيه من المقاتلة.
في غزوة حنين
قاتل أبودجانة في غزوة حنين، وقد رويت عنه هذه السيرة:
كَانَ رَجل من هَوَازِنَ عَلَى جمل أَحمر، بيده رَايَة سَوداء في رَأْسِ رمح لَه طوِيل أمام الناس، إذَا أَدرَكَ طَعَنَ، قَد أَكْثَرَ في المسلِمِينَ القتلَ، فَيَصمد لَهُ أَبودجَانَة فَعرقَبَ جمله، فَسَمِعَ خَرخَرَةَ جملِهِ وَاكتَسَعَ الجملُ، وَيَشُدّ عَلِيّ وَأَبودجانةَ عَلَيهِ، فَيَبترُ عَلِيّ يَدَهُ اليمنى، وَيَقطَعُ أَبودجَانَةَ يَدَهُ الأخرَى، وَأقبَلا يَضرِبَانِهِ بِسَيفَيهِمَا جميعًا حَتى تَثَلّمَ سَيفَاهما، فَكَف أَحَدهُمَا وَأَجهَزَ الآخر عَلَيهِ، ثم قَالَ أَحَدهما لِصَاحِبهِ: امضِ، لا تعرج عَلَى سَلَبهِ، فَمَضَيَا يَضرِبَانِ أَمَامَ النّبي ، وَيَعْترض لهما فَارِسٌ مِن هَوَازِنَ بِيَدِهِ رَايَة حمرَاء، فَضَرَبَ أَحَدهمَا يَدَ الفَرَسِ وَوَقَعَ لِوَجههِ، ثم ضَرَبَاه بِأَسيَافِهمَا فَمَضَيَا عَلَى سَلَبهِ، وَيمر أَبوطَلحَة فَسَلَبَ الأولَ وَمَرّ بالآخرِ فَسَلَبَهُ. وَكَانَ عثمَانُ بنُ عَفّانَ، وَعَلِيّ، وَأَبُودُجَانَةَ، وَأَيمنُ بنُ عُبَيد يقاتلونَ بَين يَدَي رسول اللهِ . |
في حروب الردة
ومات الرسول محمد وهوراض عنه، فواصل جهاده مع خليفته أبي بكر الصديق، وشارك في حروب الردة، وكان في مقدمة جيش المسلمين الذاهب إلى اليمامة لمحاربة مدعي النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني حنيفة. ثم إذا المسلمين اجتمعت آراؤهم حتى يحملوا بأَجْمعهم على بني حنيفة حملة واحدة، ثم إنهم لا يرجعون حتى يَنْكَوْا فيهِم، فعزموا على ذلك، ثم إنهم اجتمعوا في موضع واحد، وكبروا تكبيرة، ثم حملوا عليهِم فكشفوهم، حتى ألجؤوهم إِلى حديقة لهم، فلما دخلوا إِلى الحديقة وحصنوا في جوفها ومسيلمة الكذاب معهم، أَقبل المسلمون إِلى الحديقة فنطق أبودجانة الأنصارِي: ويحكم يا معشر الأنصارِ، احملوني حملة وألقوني إليهِم، فحُمل أبودجانة على ترس بعض الأنصارِ ثم حمل بالرماح حتَّى أُلقي في جوف الحديقة،( وينطق حتى البراء بن مالك رضي الله عنه هومن حُمل على الترس وألقي في الحديقة ) فَوَقَعَ أَبودجانة في الحديقة، ثم وَثَبَ كَالليث المغضب، وهويرتجز ويقول:
أنا سماك أبودُجَانَهْ | لست بذي ذل وَلا مَهَانَهْ |
ولا جَبَان القلب ذِي استِكَانَهْ | لا خَير في قوم بدين خَانَهْ |
فَلم يَزَل يُقَاتِلُ فِي جَوفِ الحدِيقَةِ حَتَّى قُتِلَ، رحمة اللَّه عليه.
أخلاقه وأقواله
نطق زيد بن أسلم: دُخل على أبي دجانة وهومريض - وكان وجهه يتهلل - فقيل له: ما لوجهك يتهلل، فنطق: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتحدث فيما لا يعنيني، أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً.
وفاته
ولمى سمع بنوحنيفه ذلك ولوا الأدبار، إلا رجلاً منهم رما أبا دجانة بسهم في صدره، فحاول النهوض ولكن السهم أصاب قلبه، وأغمض فارس الخزرج عينيه، وصعدت روحه الطاهره إلى السماء رضوان الله عليه وعلى الصحابه اجمعين.
أنظر أيضا
أمراء وحكام المدينة المنورة
المراجع
- ^ سير أعلام النبلاء
- ^ كتاب إمتاع الأسماع - باب اغتال أبي جهل.
- ^ رواه مسلم
- ^ سيرة ابن هشام.
- ^ كتاب مغازي الواقدي - باب غزوة خيبر.
- ^ كتاب مغازي الواقدي - باب غزوة حنين.
- ^ كتاب الردة للواقدي.