سلمة بن الأكوع

عودة للموسوعة

سلمة بن الأكوع

سلمة بن الأكوع (? - 74 هـ، المدينة المنورة)

صحابي شهد معركة مؤتة، وهومن أهل بيعة الرضوان. وكان من أبرز قواة المشاة، وبذلك نطق فيه رسول الله في غزوة ذي قرد

«"خير فرساننا أبوقتادة، وخير رجالتنا سلمة "»

نـسـبـــه

سلمة بن عمروبن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي، يكنى أبا مسلم، وقيل‏:‏ أبوإياس، وقيل‏:‏ أبوعامر، والأكثر أبوإياس. وهوأحد من والىتحت الشجرة، وكان من فرسان الصحابة ومن فهمائهم، كان يفتي بالمدينة وله مشاهد معروفة في حياة النبي وبعده، توفي بالمدينة وقد جاوز السبعين سنة‏.‏


صـفتــــه

كان شجاعاً رامياً سخياً خيراً فاضلاً‏.‏ وكان من الشجعان ويسبق الفرس عدوا ‏ العطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن رزين نطق أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير فنطق بايعت بيدي هذه رسول الله نطق فأخذنا يده فقبلناها (5) نطق مولاه يزيد رأيت سلمة يصفر لحيته وسمعته يقول بايعت رسول الله على الموت وغزوت معه سبع غزوات.

إسـلامـــه

نطق ابن إسحاق‏:‏ وقد سمعت حتى الذي حدثه الذئب سلمة بن الأكوع نطق سلمة‏:‏ رأيت الذئب قد أخذ ظبياً فطلبته حتى نزعته منه فنطق‏:‏ ويحك‏!‏ مالي ولك عمدت إلى رزق رزقنيه الله ليس من مالك تنتزعه مني نطق‏:‏ قلت أيا عباد الله إذا هذا لعجب ذئب يتحدث‏.‏ فنطق الذئب‏:‏ أحب من هذا حتى النبي في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان‏.‏ نطق‏:‏ فلحقت برسول الله فأسلمت‏.‏

فـضـــائلــــه

روى البخاري‏:‏ من حديث يزيد بن أبي عبيدة، عن سلمة بن الأكوع نطق‏:‏ غزوت مع رسول الله سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، علينا مرة أبوبكر، ومرة أسامة بن زيد ما‏.

وروى عن أبيه عن النبي أنه نطق‏:‏ خير رجالنا سلمة بن الأكوع‏.‏

وروى عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس ابن سلمة عن أبيه نطق‏:‏ بينا نحن قائلون نادى مناد‏:‏ أيها الناس البيعة البيعة فثرنا إلى رسول الله وهوتحت الشجرة فبايعناه فذلك قول الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة عملم ما في قلوبهم ‏"‏‏.‏ الآية‏. نطق يزيد بن أبي عبيد قلت لسلمة بن الأكوع‏:‏ على أي شيء بايعتم رسول الله يوم الحديبية نطق‏:‏ على الموت وفي سليم مسلم عن سلمة أنه والىثلاث مرات‏:‏ في أوائل الناس، ووسطهم، وأواخرهم‏.‏ ابن مهدي حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه نطق بيتنا هوازن مع أبي بكر الصديق فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات. الحميدي حدثنا علي بن يزيد الأسلمي حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه نطق أردفني رسول الله مرارا ومسح على وجهي مرارا واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الأصابع وروى البيهقيّ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم مسح يد محمَّد بن حاطب وكانت قد احترقت بالنَّار فبرأ من ساعته، ومسح رجل سلمة بن الأكوع وقد أصيبت يوم خيبر فبرأت من ساعتها، ونادى لسعد ابن أبي وقَّاص حتى يشفى من سقمه ذلك فشفي‏.‏ (‏1862‏)‏ حدثنا قتيبة بن سعيد‏.‏ حدثنا حاتم ‏(‏يعني ابن إسماعيل‏)‏ عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع؛ أنه ولج على الحجاج فنطق‏:‏ يا ابن الأكوع‏!‏ ارتددت على عقبيك‏؟‏ تعربت‏؟‏ نطق‏:‏ لا‏.‏ ولكن رسول الله أذن لي في البدو‏.‏

‏[‏ش ‏(‏ارتددت على عقبيك‏.‏ تعربت‏)‏ نطق القاضي عياض‏:‏ أجمعت الأمة على تحريم هجر المهاجر وهجرته ورجوعه إلى وطنه‏.‏ وعلى حتى ارتداد المهاجر أعرابيا من الكبائر‏.‏ ولهذا أشار الحجاج‏.‏ إلى حتى أفهمه سلمة حتى خروجه إلى البادية إنما هوبإذن النبي نطق‏:‏ ولعله عاد إلى غير وطنه‏.‏ أولأن الغرض في ملازمة المهاجر أرضه التي هاجر إليها فرض ذلك عليه إنما كان في زمن النبي لنصرته، أوليكون معه، أولأن ذلك إنما كان قبل فتح مكة‏.‏ فلما كان الفتح وأظهر الله الإسلام على الدين كله، وأذل الكفر وأعز المسلمين - سقط فرض الهجرة‏.‏ نطق النبي ‏:‏ لا هجرة بعد الفتح‏.‏ ونطق‏:‏ مضت الهجرة لأهلها، أي الذين هاجروا من ديارهم وأموالهم قبل فتح مكة لمواساة النبي وموازرته ونصرة دينه وضبط شريعته‏.‏ (‏أذن لي في البدو‏)‏ أي في الخروج إلى البادية‏]‏‏

فهمـــــه

عن حماد بن مسعدة عنه ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء نطق كان ابن عباس وأبوهريرة وجابر ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى حتى توفوا وعن عبادة بن الوليد حتى الحسن بن محمد ابن الحنفية نطق امضى بنا إلى سلمة بن الأكوع فلنسأله فإنه من صالحي أصحاب النبي القدم فخرجنا نريده فلقيناه يقوده قائده وكان قد كف بصره

== تقواه وإتباعه هدي النبي == (‏509‏)‏ حدثناه محمد بن المثنى‏.‏ حدثنا مكي‏.‏ نطق‏:‏ يزيد أبلغنا، نطق‏:‏ كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف‏.‏ فقلت له‏:‏ يا أبا مسلم‏!‏ أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة‏.‏ نطق‏:‏ رأيت النبي يتحرى الصلاة عندها‏.‏ ‏[‏ش ‏(‏عند الأسطوانة‏)‏ هي المعروفة بأسطوانة المهاجرين‏.‏ وذكر الحافظ العسقلاني‏:‏ حتى المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها‏.‏ وروى عن الصديقة أنها كانت تقول‏:‏ لوعهدها الناس لاضطربوا عليها بالسهام‏.‏ وإنها أسرتها إلى ابن الزبير فكان يكثر الصلاة عندها‏]‏‏.‏


شجاعتــــه

فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومن لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك جميع قد وقع في غزوة ذي قرد بعض الحديث أنه كان أول من نذر بهم سلمة بن عمروبن الأكوع غداً يريد الغابة متوشحاً قوسه ونبله ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله معه فرس له يقوده حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم فأشرف إلى ناحية سلع ثم صرخ وا صباحاه ثم خرج يشتد في آثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق القوم فجعل يردهم بالنبل ويقول إذا رمى‏:‏ خذها وأنا ابن الأكوع ** واليوم يوم الرضع فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هارباً ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم نطق خذها وأنا ابن الأكوع ** واليوم يوم الرضع.

وفاتــــــه

وعن يزيد بن أبي عبيد نطق لما اغتال عثمان خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة فولدت له أولادا وقبل حتى يموت بليال هبط إلى المدينة نطق الواقدي وجماعة توفي سنة أربع وسبعين قلت كان من أبناء التسعين وحديثه من عوالي سليم البخاري

أخبار بعض الـغــــــزوات التي خرج فيهـا

غزوة ذى قرد

(‏1807‏)‏ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة‏.‏ حدثنا هاشم بن القاسم‏.‏ ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم‏.‏ أبلغنا أبوعامر العقدي‏.‏ كلاهما عن عكرمة ابن عمار‏.‏ ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي‏.‏ وهذا حديثه‏:‏ أبلغنا أبوعلي الحنفي عبيدالله بن عبد المجيد‏.‏ حدثنا عكرمة ‏(‏وهوابن عمار‏)‏‏.‏ حدثني إياس بن سلمة‏.‏ حدثني أبي نطق‏:‏ 

قدمنا الحديبية مع رسول الله ‏.‏ ونحن أربع عشرة مائة‏.‏ وعليها خمسون شاة لا ترويها‏.‏ نطق‏:‏ فقعد رسول الله على جبا الركية‏.‏ فإما نادى وإما بسق فيها‏.‏ نطق‏:‏ فجاشت‏.‏ فسقينا واستقينا‏.‏ نطق‏:‏ ثم إذا رسول الله نادىنا للبيعة في أصل الشجرة‏.‏ نطق فبايعته أول الناس‏.‏ ثم والىوبايع‏.‏ حتى إذا كان في وسط من الناس نطق ‏(‏بايع‏.‏ يا سلمة‏!‏‏)‏ نطق قلت‏:‏ قد بايعتك‏.‏ يا رسول الله‏!‏ في أول الناس‏.‏ نطق ‏(‏وأيضا‏)‏ نطق‏:‏ ورآني رسول الله عزلا ‏(‏يعني ليس معه سلاح‏)‏‏.‏ نطق‏:‏ فأعطاني رسول الله حجفة أودرقة‏.‏ ثم بايع‏.‏ حتى إذا كان في آخر الناس نطق ‏(‏ألا تبايعني‏؟‏ يا سلمة‏!‏‏)‏ نطق‏:‏ قلت‏:‏ قد بايعتك‏.‏ يا رسول الله‏!‏ في أول الناس، وفي أوسط الناس‏.‏ نطق ‏(‏وأيضا‏)‏ نطق‏:‏ فبايعته الثالثة‏.‏ ثم نطق لي ‏(‏يا سلمة‏!‏ أين حجفتك أودرقتك التي أعطيتك‏؟‏‏)‏ نطق قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ لقيني عمي عامر عزلا‏.‏ فأعطيته إياها‏.‏ نطق‏:‏ فضحك رسول الله ونطق ‏(‏إنك كالذي نطق الأول‏:‏ اللهم‏!‏ أبغني حبيبا هوأحب إلي من نفسي‏)‏‏.‏

ثم إذا المشركين راسلونا الصلح‏.‏ حتى سار بعضنا في بعض‏.‏ واصطلحنا‏.‏ نطق‏:‏ وكنت تبيعا لطلحة بن عبيدالله‏.‏ أسقي فرسه، وأحسه، وأخدمه‏.‏ وآكل من طعامه‏.‏ وهجرت أهلي ومالي، مهاجرا إلى الله ورسوله ‏.‏ نطق‏:‏ فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها‏.‏ فاضجعت في أصلها‏.‏ نطق‏:‏ فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة‏.‏ فجعلوا يقعون في رسول الله ‏.‏ فأبغضتهم‏.‏ فتحولت إلى شجرة أخرى‏.‏ وعلقوا سلاحهم‏.‏ واضطجعوا‏.‏ فبينما هم كذلك إذ نادى منادي من أسفل الوادي‏:‏ يا للمهاجرين‏!‏ اغتال ابن زنيم‏.‏ نطق‏:‏ فاخترطت سيفي‏.‏ ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود‏.‏ فأخذت سلاحهم‏.‏ فجعلته ضغثا في يدي‏.‏ نطق‏:‏ ثم قلت‏:‏ والذي كرم وجه محمد‏!‏ لا يحمل أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه‏.‏ نطق‏:‏ ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله ‏.‏ نطق‏:‏ واتى عمي عامر برجل من العبلات ينطق له مكرز‏.‏ يقوده إلى رسول الله ‏.‏ على فرس مجفف‏.‏ في سبعين من المشركين‏.‏ فنظر إليهم رسول الله فنطق ‏(‏دعوهم‏.‏ كن لهم بدء الفجور وثناه‏)‏ فعفا عنهم رسول الله ‏.‏ وأنزل الله‏:‏ ‏{‏هوالذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد حتى أظفركم عليهم‏ ‏ ‏[‏48 /الفتح /24‏]‏ الآية كلها‏.‏

نطق‏:‏ ثم خرجنا راجعين إلى المدينة‏.‏ فنزلنا منزلا‏.‏ بيننا وبين بني لحيان جبل‏.‏ وهم المشركون‏.‏ فاستغفر رسول الله لمن رقي هذا الجبل الليلة‏.‏ كأنه طليعة للنبي وأصحابه‏.‏ نطق سلمة‏:‏ فرقيت تلك الليلة مرتين أوثلاثا‏.‏ ثم قدمنا المدينة‏.‏ فبعث رسول الله بظهره مع رباح غلام رسول الله ‏.‏ وأنا معه‏.‏ وخرجت معه بفرس طلحة‏.‏ أنديه مع الظهر‏.‏ فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله ‏.‏ فاستاقه أجمع‏.‏ وقتل راعيه‏.‏ نطق فقلت‏:‏ يا رباح‏!‏ خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيدالله‏.‏ وأبلغ رسول الله حتى المشركين قد أغاروا على سرحه‏.‏ نطق‏:‏ ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة‏.‏ فناديت ثلاثا‏:‏ يا صباحاه‏!‏ ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل‏.‏ وأرتجز‏.‏ أقول‏:‏ أنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع فألحق رجلا منهم‏.‏ فأصك سهما في رحله‏.‏ حتى خلص نصل السهم إلى كتفه‏.‏ نطق قلت‏:‏ خذها وأنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع نطق‏:‏ فوالله‏!‏ ما زلت أرميهم وأعقر بهم‏.‏ فإذا عاد إلى فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها‏.‏ ثم رميته‏.‏ فعقرت به‏.‏ حتى إذا تضايق الجبل دخلوا في تضايقه، علوت الجبل‏.‏ فجعلت أرديهم بالحجارة‏.‏ نطق‏:‏ فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله إلا خلفته وراء ظهري‏.‏ وخلوا بيني وبينه‏.‏ ثم لتبعتهم أرميهم‏.‏ حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا‏.‏ يستخفون‏.‏ ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة‏.‏ يعهدها رسول الله وأصحابه‏.‏ حتى إذا أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري‏.‏ فجلسوا يتضحون ‏(‏يعني يتغدون‏)‏‏.‏ وجلست على رأس قرن‏.‏ نطق الفزاري‏:‏ ما هذا الذي أرى‏؟‏ نطقوا‏:‏ لقينا، من هذا البرح‏.‏ والله‏!‏ ما فارقنا منذ غلس‏.‏ يرمينا حتى انتزع جميع شيء في أيدينا‏.‏ نطق‏:‏ فليقم إليه نفر منكم، أربعة‏.‏ نطق‏:‏ فصعد إلي منهم أربعة في الجبل‏.‏ نطق‏:‏ فلما أمكنوني من الكلام نطق قلت‏:‏ هل تعهدوني‏؟‏ نطقوا‏:‏ لا‏.‏ ومن أنت‏؟‏ نطق قلت‏:‏ أنا سلمة ابن الأكوع‏.‏ والذي كرم وجه محمد ‏!‏ لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته‏.‏ ولا يطلبني رجل منكم فيدركني‏.‏ نطق أحدهم‏:‏ أنا أظن‏.‏ نطق‏:‏ فرجعوا‏.‏ فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله يتخللون الشجر‏.‏ نطق‏:‏ فإذا أولهم الأخرم الأسدي‏.‏ على أثره أبوقتادة الأنصاري‏.‏ وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي‏.‏ نطق‏:‏ فأخذت بعنان الأخرم‏.‏ نطق‏:‏ فولوا مدبرين‏.‏ قلت‏:‏ يا أخرم‏!‏ احذرهم‏.‏ لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله وأصحابه‏.‏ نطق‏:‏ يا سلمة‏!‏ إذا كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتفهم حتى الجنة حق والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة‏.‏ نطق‏:‏ فخليته‏.‏ فالتقى هووعبدالرحمن‏.‏ نطق‏:‏ فعقر بعبدالرحمن فرسه‏.‏ وطعنه عبد الرحمن فقتله‏.‏ وتحول على فرسه‏.‏ ولحق أبوقتادة، فارس رسول الله بعبدالرحمن‏.‏ فطعنه فقتله‏.‏ فوالذي كرم وجه محمد ‏!‏ اتبعتهم أعدوعلى رجلي‏.‏ حتى ما أرى ورائي، من أصحاب محمد ولا غبارهم، شيئا‏.‏ حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء‏.‏ ينطق له ذا قرد‏.‏ ليشربوا منه وهم عطاش‏.‏ نطق‏:‏ فنظروا إلي أعدوورائهم‏.‏ فحليتهم عنه ‏(‏يعني أجليتهم عنه‏)‏ فما ذاقوا منه قطرة‏.‏ نطق‏:‏ ويخرجون فيشتدون في ثنية‏.‏ نطق‏:‏ فأعدوا فألحق رجلا منهم‏.‏ فأصكه بسهم في نغض كتفه‏.‏ نطق قلت‏:‏ خذها وأنا ابن الأكوع‏.‏ واليوم يوم الرضع‏.‏ نطق‏:‏ يا ثكلته أمه‏!‏ أكوعه بكرة‏.‏ نطق قلت‏:‏ نعم‏.‏ يا عدونفسه‏!‏ أكوعك بكرة‏.‏ نطق‏:‏ وأردوا فرسين على ثنية‏.‏ نطق‏:‏ فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله ‏.‏ نطق‏:‏ ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن‏.‏ وسطيحة فيها ماء‏.‏ فتوضأت وشربت‏.‏ ثم أتيت رسول الله وهوعلى الماء الذي حلأتهم منه‏.‏ فإذا رسول الله قد أخذ تلك الإبل‏.‏ وكل شيء استنقذته من المشركين‏.‏ وكل رمح وبردة‏.‏ وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم‏.‏ وإذا هويشوي لرسول الله من كبدها وسنامها‏.‏ نطق قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ خلني فأنتخب من القوم مائة رجل‏.‏ فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته‏.‏ نطق‏:‏ فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه في ضوء النهار‏.‏ فنطق ‏(‏يا سلمة‏!‏ أتراك كنت فاعلا‏؟‏‏)‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ والذي أكرمك‏!‏ فنطق ‏(‏إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان‏)‏ نطق‏:‏ فاتى رجل من غطفان‏.‏ فنطق‏:‏ نحر لهم جزورا‏.‏ فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا‏.‏ فنطقوا‏:‏ أتاكم القوم‏.‏ فخرجوا هاربين‏.‏ فلما أصبحنا نطق رسول الله ‏(‏كان خير فرساننا اليوم أبوقتادة‏.‏ وخير رجالتنا سلمة‏)‏ نطق‏:‏ ثم أعطاني رسول الله سهمين‏:‏ سهم الفارس وسهم الراجل‏.‏ فجمعهما لي جميعا‏.‏ ثم أردفني رسول الله وراءه على العضباء‏.‏ راجعين إلى المدينة‏.‏ نطق‏:‏ فبينما نحن نسير‏.‏ نطق‏:‏ وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، نطق‏:‏ فجعل يقول‏:‏ ألا مسابق إلى المدينة‏؟‏ هل من مسابق‏؟‏ فجعل يعيد ذلك‏.‏ نطق‏:‏ فلما سمعت كلامه قلت‏:‏ أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا‏؟‏ نطق‏:‏ لا‏.‏ إلا حتىقد يكون رسول الله ‏.‏ نطق قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ بأبي أنت وأمي‏!‏ ذرني فلأسابق الرجل‏.‏ نطق ‏(‏إن شئت‏)‏ نطق قلت‏:‏ امضى إليك‏.‏ وثنيت رجلي فطفرت فعدوت‏.‏ نطق‏:‏ فربطت عليه شرفا أوشرفين أستبقي نفسي‏.‏ ثم عدوت في إثره‏.‏ فربطت عليه شرفا أوشرفي‏.‏ ثم إني حملت حتى ألحقه‏.‏ نطق فأصكه بين كتفيه‏.‏ نطق قلت‏:‏ قد سبقت‏.‏ والله‏!‏ نطق‏:‏ أنا أظن‏.‏ نطق‏:‏ فسبقته إلى المدينة‏.‏ نطق‏:‏ فوالله‏!‏ ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله ‏.‏ نطق‏:‏ فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم‏:‏ تالله‏!‏ لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الأقدام إذا لاقينا وأنزلن سكينة علينا فنطق رسول الله ‏(‏من هذا‏؟‏‏)‏ نطق‏:‏ أنا عامر‏.‏ نطق ‏(‏غفر لك ربك‏)‏ نطق‏:‏ وما استغفر رسول الله لإنسان يخصه إلا استشهد‏.‏ نطق‏:‏ فنادى عمر بن الخطاب، وهوعلى جمل له‏:‏ يا نبي الله‏!‏ لولا ما متعتنا بعامر‏.‏ نطق‏:‏ فلما قدمنا خيبر نطق‏:‏ خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول‏:‏ قد فهمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب نطق‏:‏ وبرز له عمي عامر، فنطق‏:‏ قد فهمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر نطق‏:‏ فاختلفا ضربتين‏.‏ فسقط سيف مرحب في ترس عامر‏.‏ ومضى عامر يسفل له‏.‏ فرجع سيفه على نفسه‏.‏ فبتر أكحله‏.‏ فكانت فيها نفسه‏.‏ نطق سلمة‏:‏ فخرجت فإذا أنا نفر من أصحاب النبي يقولون‏:‏ بطل عمل عامر‏.‏ اغتال نفسه‏.‏ نطق‏:‏ فأتيت رسول الله وأنا أبكي‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ بطل عمل عامر‏؟‏‏.‏ نطق رسول الله ‏(‏من نطق ذلك‏؟‏‏)‏ نطق قلت‏:‏ ناس من أصحابك‏.‏ نطق ‏(‏كذب من نطق ذلك‏.‏ بل له أجره مرتين‏)‏‏.‏ ثم أوفدني إلى علي، وهوأرمد‏.‏ فنطق ‏(‏لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، أويحبه الله ورسوله‏)‏ نطق‏:‏ فأتيت عليا فجئت به أقوده، وهوأرمد‏.‏ حتى أتيت به رسول الله ‏.‏ فبسق في عينيه فبرأ‏.‏ وأعطاه الراية‏.‏ وخرج مرحب فنطق‏:‏ قد فهمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فنطق علي‏:‏ أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث الغابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره نطق‏:‏ فضرب رأس مرحب فقتله‏.‏ ثم كان الفتح على يديه‏.‏ نطق إبراهيم‏:‏ حدنا محمد بن يحيى‏.‏ حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار، بهذا الحديث بطوله‏.‏ ‏[‏ش ‏(‏جبا الركية‏)‏ الجبا ما حول البئر‏.‏ والركي البئر‏.‏ والمشهور في اللغة ركي، بغير هاء‏.‏ وسقط هنا الركية بالهاء‏.‏ وهي لغة حكاها الأصمعي وغيره‏.‏ ‏(‏وإما بسق‏)‏ هكذا هوفي النسخ‏:‏ بسق‏.‏ وهي سليمة‏.‏ ينطق‏:‏ بزق وبصق وبسق‏.‏ ثلاث لغات بمعنى‏.‏ والسين قليلة الاستعمال‏.‏ ‏(‏فجاشت‏)‏ أي ارتفعت وفاضت‏.‏ ينطق‏:‏ جاش الشيء يجيش جيشانا، إذا ارتفع‏.‏ ‏(‏عزلا‏)‏ ضبطوه بوجهين‏:‏ أحدهما فتح العين مع كسر الزاي‏.‏ والثاني ضمهما‏.‏ وقد فسره في الكتاب بالذي لا سلاح معه‏.‏ وينطق أيضا‏:‏ أعزل، وهوالأشهر استعمالا‏.‏ ‏(‏حجفة أودرقة‏)‏ هما شبيهتان بالترس‏.‏ ‏(‏إنك كالذي نطق الأول‏)‏ الذي صفة لمحذوف‏.‏ أي أنك كالقول الذي نطقه الأول‏.‏ فالأول، بالحمل، فاعل‏.‏ والمراد به هنا، المتقدم بالزمان‏.‏ يعني حتى شأنك هذا مع ابن عمك يشبه فحوى القول الذي نطقه الرجل المتقدم زمانه‏.‏ ‏(‏أبغني‏)‏ أعطني‏.‏ ‏(‏راسلونا‏)‏ هكذا هوفي أكثر النسخ‏:‏ راسلونا، من المراسلة‏.‏ أي أوفدنا إليهم وأوفدوا إلينا في أمر الصلح‏.‏ ‏(‏سار بعضنا في بعض‏)‏ في هنا بمعنى إلى‏.‏ أي سار بعضنا إلى بع‏.‏ وربما كانت بمعنى مع‏.‏ فيكون المعنى سار بعضنا مع بعض‏.‏ ‏(‏كنت تبيعا لطلحة‏)‏ أي خادما أتبعه‏.‏ ‏(‏وأحسه‏)‏ أي أحك ظهره بالمحسة لأزيل عنه الغبار ونحوه‏.‏ ‏(‏فكسحت شوكها‏)‏ أي كنست ما تحتها من الشوك‏.‏ ‏(‏فاخترطت سيفي‏)‏ أي سللته‏.‏ ‏(‏شددت‏)‏ حملت وكررت‏.‏ ‏(‏ضغثا‏)‏ الضغث الحزمة‏.‏ يريد أنه أخذ سلاحهم وجمع بعضه إلى بعض حتى جعله في يده حزمة‏.‏ نطق في المصباح الأصل في الضغث حتىقد يكون له قضبان يجمعها أصل واحد، ثم كثر حتى استخدم فيما يجمع‏.‏ ‏(‏الذي فيه عيناه‏)‏ يريد رأسه‏.‏ (‏العبلات‏)‏ أي عليه تجفاف‏.‏ وهوثوب كالجل يلبسه الفرس ليقيه السلاح‏.‏ وجمعه تجافيف‏.‏ (‏يكن لهم بدء الفجور وثناه‏)‏ البدء وهوالابتداء‏.‏ وأما ثناه فمعناه عودة ثانية‏.‏ نطق في النهاي‏:‏ أي أوله وآخره والثني الأمر يعاد مرتين‏.‏ (‏وهم المشركون‏)‏ هذه اللفظة ضبطوها بوجهين ذكرهما القاضي وغيره‏.‏ أحدهما وهم المشركون على الابتداء والخبر‏.‏ والثاني وهم المشركون، أي هموا النبي وأصحابه وخافوا غائلتهم‏.‏ ينطق‏:‏ همني الأمر وأهمني‏.‏ وقيل‏:‏ همني أذابني‏.‏ وأهمني أغمني وقيل‏:‏ معناه هم أمر المشركين النبي خوف حتى يبيتوهم لقربهم منهم‏.‏ ‏(‏بظهره‏)‏ الظهر الإبل تعد للركوب وحمل الأثنطق‏.‏ ‏(‏أنديه‏)‏ معناه حتى يورد الماشية الماء فتسقى قليلا ثم ترسل في المرعى، ثم ترد الماء فترد قليلا ثم ترد إلى المرعى‏.‏ ‏(‏فأصك سهما في رحله‏)‏ أي أضرب‏.‏ ‏(‏أرميهم وأعقر بهم‏)‏ أي أرميهم بالنبل وأعقر خيلهم‏.‏ أصل العقر ضرب قوائم البعير أوالشاة بالسيف‏.‏ ثم اتسع حتى استخدم في القتل كما سقط هنا‏.‏ وحتى صار ينطق‏:‏ عقرت البعير أي نحرته‏.‏ ‏(‏حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه‏)‏ التضايق ضد الاتساع‏.‏ أي تدانى‏.‏ فدخلوا في تضايقه أي المحل المتضايق منه بحيث استتروا به عنه، فصار لا يبلغهم ما يرميهم به من السهام‏.‏ ‏(‏فجعلت أرديهم بالحجارة‏)‏ يعني لما امتنع على رميهم بالسهام عدلت عن ذلك إلى رميهم من أعلى الجبل بالحجارة التي تسقطهم وتهورهم‏.‏ ينطق‏:‏ ردى الفرس راكبه إذا أسقطه وهوره‏.‏

(‏1807‏)‏ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة‏.‏ حدثنا هاشم بن القاسم‏.‏ ح‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ 

‏(‏حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله ‏)‏ من، هنا، زائدة‏.‏ أتى بها لتأكيد العموم‏.‏ وإنما سميت زائدة لأن الكلام يستقيم بدونها فيصح حتى ينطق‏:‏ ما خلق الله بعيرا‏.‏ ومن، في قوله‏:‏ من ظهر، بيانية‏.‏ والمعنى أنه ما زال بهم إلى حتى استخلص منهم جميع بعير أخذوه من إبل رسول الله ‏.‏ ‏(‏إلا خلفته وراء ظهري‏)‏ خلفته أي هجرته‏.‏ يريد أنه جعله في حوزته وحال بينهم وبينه‏.‏ ‏(‏ثم اتبعتهم‏)‏ هكذا هوفي أكثر النسخ‏:‏ اتبعتهم‏.‏ وفي نسخة‏:‏ أتبعتهم، بهمزة البتر‏.‏ وهي أشبه بالكلام وأجود مسقطا فيه‏.‏ وذلك حتى تبع المجرد واتبع بمعنى سار خلفه على الإطلاق‏.‏ وأما أتبع الرباعي فمعناه لحق به بعد حتى سبقعه‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فأتبعهم فرعون بجنوده‏ ‏ أي لحقهم مع جنوده بعد حتى سبقوه‏.‏ وتعبيره هنا بثم المفيدة للتراخي يشعر أنه بعد حتى استخلص منهم جميع الإبل توقف عن اتباعهم ولعل ذلك ريثما جمع الإبل وأقامها على طريق يأمن عليها فيه‏.‏ والمعنى على هذا الوجه‏:‏ وبعد حتى توقفت عن اتباعهم حتى سبقوني، تبعتهم حتى لحقت بهم‏.‏ ‏(‏يستخفون‏)‏ أي يطلبون بإلقائها الخفة ليكونوا أقدر على الفرار‏.‏ ‏(‏آراما من الحجارة‏)‏ الآرام هي الأعلام‏.‏ وهي حجارة تجمع وتنصب في المفازة ليهتدي بها‏.‏ واحدها إرم كعنب وأعناب‏.‏ ‏(‏حتى أتوا متضايقا من ثنية‏)‏ الثنية العقبة والطريق في الجبل‏.‏ أي حتى أتوا طريقا في الجبل ضيقة‏.‏ ‏(‏على رأس قرن‏)‏ هوجميع جبل صغير منبتر عن الجبل الكبير‏.‏ ‏(‏البرج‏)‏ أي الشدة‏.‏ ‏(‏يتخللون الشجر‏)‏ أي يدخلون من خلالها، أي بينها‏.‏ ‏(‏ذا قرد‏)‏ هكذا هوفي أكثر النسخ المعتمدة‏:‏ ذا قرد‏.‏ وفي بعضها‏:‏ ذوقرد، وهوالوجه‏.‏ ‏(‏فحليتهم عنه‏)‏ أي طردتهم عنه‏.‏ وقد فسرها في الحديث بقوله‏:‏ يعني أجليتهم عنه‏.‏ نطق القاضي‏:‏ كذا روايتنا فيه هنا غير مهموز‏.‏ نطق وأصله الهمز، فسهله‏.‏ وقد اتى مهموزا بعد هذا في الحديث‏.‏ ‏(‏نغض‏)‏ هوالعظم الرقيق على طرف الكتف‏.‏ سمي بذلك لكثره تحركه‏.‏ وهوالناغض أيضا‏.‏ ‏(‏نطق‏:‏ يا ثكلته أمه‏!‏ أكوعه بكرة‏)‏ معنى ثكلته أمه، فقدته‏.‏ وقوله‏:‏ أكوعه، هوبحمل العين، أي أنت الأكوع الذي كنت بكرة هذا النهار‏؟‏ ولهذا نطق‏:‏ نعم‏.‏ وبكرة منصوب غير منون‏.‏ نطق أهل العربية‏:‏ ينطق أتيته بكرة، بالتنوين، إذا أردت أنك لقيته باكرا في يوم غير معين‏.‏ نطقوا‏:‏ وإن أردت بكرة يوم بعينه، قلت أتيته بكرة، غير مصروف‏.‏ لأنها من الظروف المتمكنة‏.‏ ‏(‏وأرادوا‏)‏ نطق القاضي‏:‏ رواية الجمهور بالدال المهملة، ورواه بعضهم بالمعجمة‏.‏ نطق‏:‏ وكلاهما متقارب المعنى‏.‏ فبالمعجمة معناه خلفوهما‏.‏ والرذى الضعيف من جميع شيء‏.‏ وبالمهملة معناه أهلكوهما وأتعبوهما حتى أسقطوهما وهجروهما‏.‏ ومنه المتردية‏.‏ وأردت الفرس الفارس أسقطته‏.‏ ‏(‏بسطيحة فيها مذقة من لبن‏)‏ السطيحة إناء من جلود سطح بعضها على بعض‏.‏ والمذقة قليل من لبن ممزوج بماء‏.‏ ‏(‏حلأتهم‏)‏ كذا هوفي أكثر النسخ‏:‏ حلأتهم‏.‏ وفي بعضها حليتهم‏.‏ وقد تجاوز بيانه قريبا‏.‏ ‏(‏من الإبل الذي‏)‏ كذا هوفي أكثر النسخ‏:‏ الذي‏.‏ وفي بعضها‏:‏ التي‏.‏ وهوأوجه‏.‏ لأن الإبل مؤنثة، وكذا أسماء الجموع من الآدميين‏.‏ والأول سليم أيضا‏.‏ وأعاد الضمير إلى الغنيمة، لا إلى لفظ الإبل‏.‏ ‏(‏نواجذه‏)‏ أي أنيابه‏.‏ ‏(‏ليقرون‏)‏ أي يضافون، والقري الضيافة‏.‏ ‏(‏العضباء‏)‏ هولقب ناقة النبي ‏.‏ والعضباء مشقوقة الأذن‏.‏ ولم تكن ناقته كذلك، وإنما هولقب لزمها‏.‏ ‏(‏شدا‏)‏ أي عدوا على الرجلين‏.‏ ‏(‏فطفرت‏)‏ أي وثبت وقفزت‏.‏ ‏(‏فربطت عليه شرفا أوشرفين أستبقي نفسي‏)‏ معنى ربطت حبست نفسي عن الجري الشديد‏.‏ والشرف ما ارتفع من الأرض‏.‏ وقوله‏:‏ أستبقي نفسي، لئلا يبترني البهر‏.‏ ‏(‏حملت حتى ألحقه‏)‏ أي أسرعت‏.‏ قوله‏:‏ حتى ألحقه‏.‏ حتى، هنا، للتعليل بمعنى كي‏.‏ وألحق منصوب بأن مضمرة بعدها‏.‏ ‏(‏أظن‏)‏ أي أظن ذلك‏.‏ حذف مفعوله للفهم به‏.‏ ‏(‏فجعل عمي‏)‏ هكذا نطق، هنا‏:‏ عمي‏.‏ وقد تجاوز في حديث أبي الطاهر عن ابن وهب أنه نطق‏:‏ أخي‏.‏ فلعله كان أخاه من الرضاعة، وكان عمه من النسب‏.‏ ‏(‏يخطر بسيفه‏)‏ أـي يحمله مرة ويضمه أخرى‏.‏ ومثله‏:‏ خطر البعير بذنبه يخطر، إذا حمله مرة ووضعه أخرى‏.‏ ‏(‏شاكي السلاح‏)‏ أي تام السلاح‏.‏ ينطق‏:‏ شاكى السلاح، وشاك السلاح، وشاك في السلاح، من الشوكة وهي القوة‏.‏ والشوكة أيضا السلاح‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتودون حتى غير ذات الشوكة تكون لكم‏ ‏‏.‏ ‏(‏بطل مجرب‏)‏ أي مجرب بالشجاعة وقهر الفرسان‏.‏ والبطل الشجاع‏.‏ ينطق بطل الرجل يبطل بطالة وبطولة، إذا صار شجاعا‏.‏ ‏(‏بطل مغامر‏)‏ أي يركب غمرات الحرب وشدائدها ويلقي نفسه فيها‏.‏ ‏(‏يسفل له‏)‏ أي يضربه من أسفله‏.‏ ‏(‏كذب من نطق‏)‏ كذب، هنا بمعنى أخطأ‏.‏ ‏(‏وهوأرمد‏)‏ نطق أهل اللغة‏:‏ ينطق رمد الإنسان يرمد رمدا فهورمد وأرمد‏.‏ إذا هاجت عينه‏.‏ ‏(‏أنا الذي سمتني أمي حيدرة‏)‏ حيدرة اسم للأسد‏.‏ وكان علي قد سمي أسدا في أول ولا دته‏.‏ وكان مرحب قد رأى في المنام حتى أسدا يقتله‏.‏ فذره علي بذلك ليخيفه ويضعف نفسه‏.‏ وسمي الأسد حيدرة لغلظه‏.‏ والحادر الغليظ القوي‏.‏ ومراده‏:‏ أنا الأسد في جراءته وإقدامه وقوته‏.‏ ‏(‏غابات‏)‏ جمع غابة‏.‏ وهي الشجر الملتف‏.‏ وتطلق على عرين الأسد أي مأواه‏.‏ كما يطلق العرين على الغابة أيضا‏.‏ ولعل ذلك لاتخاذه إياه داخل الغاب غالبا‏.‏ ‏(‏أوفيهم بالصاع كيل السندرة‏)‏ معناه أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعا‏.‏ والسندرة مكيال واسع‏.‏ وقيل‏:‏ هي العجلة‏.‏ أي أقتلهم عاجلا‏.‏ وقيل‏:‏ مأخوذ من السندرة‏:‏ وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النبل والقسي‏]‏‏.‏


غزوة حنيــن

وحدثنا زهير بن حرب‏.‏ حدثنا عمر بن يونس الحنفي‏.‏ حدثنا عكرمة بن عمار‏.‏ حدثني إياس بن سلمة‏.‏ حدثني أبي‏.‏ نطق‏:‏ غزونا مع رسول الله حنينا‏.‏ فلما قابلنا العدوتقدمت‏.‏ فأعلوثنية‏.‏ فاستقبلني رجل من العدو‏.‏ فأرميه بسهم‏.‏ فتوارى عني‏.‏ فلما دريت ما صنع‏.‏ ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى‏.‏ فالتقوا هم وصحابة النبي ‏.‏ فولى صحابة النبي ‏.‏ وأرجع منهزما‏.‏ وعلى بردتان‏.‏ متزرا بإحداهما‏.‏ مرتديا بالأخرى‏.‏ فاستطلق إزاري‏.‏ فجمعتهما جميعا‏.‏ ومررت، على رسول الله ، منهزما‏.‏ وهوعلى بغلته الشهباء‏.‏ فنطق رسول الله ‏(‏لقد رأى ابن الأكوع فزعا‏)‏ فلما غشوا رسول الله هبط عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض‏.‏ ثم استقبل به وجوههم‏.‏ فنطق ‏(‏شاهت الوجوه‏)‏ فما خلف الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا، بتلك القبضة‏.‏ فولوا مدبرين‏.‏ فهزمهم الله عز وجل‏.‏ وقسم رسول الله غنائمهم بين المسلمين‏. معاني الحدثات

‏[‏ش ‏(‏فاستطلق إزاري‏)‏ أي انحل لاستعجالي‏.‏

‏(‏منهزما‏)‏ نطق الفهماء‏:‏ قوله منهزما؛ حال من ابن الأكوع، كما صرح أولا بانهزامه، ولم يرد حتى النبي انهزم‏.‏ وقد نطقت الصحابة كلهم م‏:‏ إنه ما انهزم‏.‏ ولم ينقل أحد قط أنه انهزم في موطن من المواطن‏.‏ وقد نقلوا إجماع المسلمين على أنه لا يجوز حتى يعتقد انهزامه ، ولا يجوز ذلك عليه‏.‏

‏(‏فلما غشوا رسول الله ‏)‏ أي أتوه من جميع جانب‏.‏

‏(‏شاهت الوجوه‏)‏ أي قبحت‏]‏‏.‏ (4) 1777

هوازن

(‏1754‏)‏ حدثنا زهير بن حرب‏.‏ حدثنا عمر بن يونس الحنفي‏.‏ حدثنا عكرمة بن عمار‏.‏ حدثني إياس بن سلمة‏.‏ حدثني أبي، سلمة بن الأكوع‏.‏ نطق‏:‏ 

غزونا مع رسول الله هوازن‏.‏ فبينا نحن نتضحى مع رسول الله إذ اتى رجل على جمل أحمر‏.‏ فأناخه‏.‏ ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل‏.‏ ثم تقدم يتغدى مع القوم‏.‏ وجعل ينظر‏.‏ وفينا ضعفة ورقة في الظهر‏.‏ وبعضنا مشاة‏.‏ إذ خرج يشتد‏.‏ فأتى جمله فأطلق قيده‏.‏ ثم أناخ سقطد عليه‏.‏ فأثاره‏.‏ فاشتد به الجمل‏.‏ فاتبعه رجل على ناقة ورقاء‏.‏ نطق سلمة‏:‏ وخرجت أشتد‏.‏ فكنت عند ورك الناقة‏.‏ ثم تقدمت‏.‏ حتى كنت عند ورك الجمل‏.‏ ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته‏.‏ فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل‏.‏ فندر‏.‏ ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه‏.‏ فاستقبلني رسول الله والناس معه‏.‏ فنطق ‏(‏من اغتال الرجل‏؟‏‏)‏ نطق‏:‏ ابن الأكوع‏.‏ نطق‏:‏ ‏(‏له سلبه أجمع‏)‏‏.‏ [‏ش ‏(‏نتضحى‏)‏ أي نتغدى‏.‏ مأخوذ من الضحاء، وهوبعد امتداد النهار وفوق الضحى‏.‏ ‏(‏انتزع طلقا من حقبه‏)‏ الطلق العنطق من جلد‏.‏ والحقب حبل يشد على حقوالبعير‏.‏ نطق القاضي‏:‏ لم يروهذا الحرف إلا بفتح القاف‏.‏ نطق‏:‏ وكان بعض شيوخنا يقول‏:‏ صوابه بإسكانها، أي مما احتقب خلفه وجعله في حقيبته‏.‏ وهي الرفادة في مؤخر القتب‏.‏ وسقط هذا الحرف في سنن أبي داود حقوه، وفسره مؤخره‏.‏ نطق القاضي‏:‏ والأشبه عندي حتىقد يكون حقوه في هذه الرواية حجزته وحزامه‏.‏ والحقومعقد الإزار من الرجل‏.‏ وبه سمي الإزار حقوا‏.‏ وسقط في رواية السمرقندي ، في مسلم، من جعبته‏.‏ فإن صح، ولم يكن تصحيفا، فله وجه‏.‏ بأن علقه بجعبة سهامه وأدخله فيها‏.‏ (‏وفينا ضعفة ورقة‏)‏ ضبطوه على وجهين‏:‏ السليم المشهور ورواية الأكثرين‏:‏ بفتح الضاد وإسكامن العين‏.‏ أي حالة ضعف وهزال‏.‏ نطق القاضي‏:‏ وهذا هوالصواب‏.‏ والثاني بفتح العين، جمع ضعيف‏.‏ وفي بعض النسخ‏:‏ وفينا ضعف، بحذف الهاء‏.‏ (‏في الظهر‏)‏ أي في الإبل‏.‏ ‏(‏يشتد‏)‏ أي يعدو‏.‏ ‏(‏فأثاره‏)‏ أي ركبه ثم بعثه قائما‏.‏ ‏(‏ورقاء‏)‏ أي في لونها سواد كالغبرة‏.‏ ‏(‏اخترطت سيفي‏)‏ أي سللته‏.‏ ‏(‏فندر‏)‏ أي سقط‏]‏‏.‏ ‏نطق عنه ابنه إياس‏:‏ ما كذب أبي قط‏.‏

.

مراجع

  1. ^ رجّالتنا، أي مشاتنا
  2. ^ أسد الغابة في فهم الصحابة
  3. ^ البداية والنهاية
  4. ^ الاستيعاب في فهم الأصحاب
  5. ^ الإصابة في تمييز الصحابة
  6. ^ سير أعلام النبلاء
  7. ^ سليم مسلم
  8. ^ عيون الأثر في المغازي والسير
  9. ^ سلمة بن الأكوع شبكة إسلام ويب
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:13:51
التصنيفات: صحابة, صحابة شهدوا غزوات, أزديون, وفيات 74 هـ

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

موعد مباراة الأهلي والجونة في الدوري والقنوات الناقلة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:30
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 48%

بيدروس: لبؤات الأطلس جاهزات لمواجهة جنوب إفريقيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:20:13
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 79%

«الوطنية للتدريب»: ثورة يوليو حررت الشعوب لتتذوق الحرية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

اليوم .. ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة نهاراً

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:20:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

ننشر نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في ذكرى ثورة 23 يوليو | فيديو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:20:04
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

تشكيل اللجنة العليا لانتخابات نقيب المحامين

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:20:00
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

محيي الدين: دور مهم للأطراف غير الحكومية في تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:56
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

تنسيق الجامعات 2022| «التعليم العالي» تعلن الجامعات الخاصة المتعمدة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:59
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

«التنشيط السياحي»: ورشة عمل للعاملين بالمنشآت الفندقة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:46
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

طلاب الثانوية العامة بمدارس المتفوقين يؤدون آخر الاختبارات .. اليوم

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:20:03
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

محافظ القاهرة: نعمل على الإرتقاء بقدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:49
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

التعليم: امتحان طلاب الثانوية العامة لمدارس «المتفوقين STEM» دون مشكلات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-23 12:19:53
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية