أمين حسنين الشيخ
أميـن حسنيـن () مغني مصري أثناء الحرب العالمية الثانية. سجل أكثر من ١٧٠ أسطوانة مع الشيخ زكريا أحمد وهوالمطرب الذي غني «لتعلب الصحراء» روميل.
ولد في القليوبية. «شبيكى لبيكى عبدك وملك أيديكى.. في هواكى بيشاكى ولا يصعبش عليكى... أمين حسنين، نجل أحد مشايخ الأزهر وأستاذ للقراءات، وله خمسة أبناء، حفظوا جميعا القرآن الكريم، وانصرف أربعة منهم إلى الأعمال المدنية.
التحق الشيخ أمين بالمدرسة الابتدائية وحصل علي شهادتها، ووعندما وصل للمدرسة الثانوية تقدم بطلب الالتحاق بالمدرسة الحربية فقبل فيها ، ولكن والده رفض بشده قائلا له : يا ولدي.. إذا إخوتك مضىوا في الحياة الدنيا مذاهب شتي، وأريدك حتى تكون شيخاً مثلي تحفظ القرآن الكريم وترتله بصوتك الجميل. هجر الشيخ امين المدرسة الحربية وتقدم للامتحان في حفظ القرآن الكريم حتي حصل علي شهادة رسمية بأنه من حفظة كتاب الله وأعفي من التجنيد لهذا السبب. وتردد الشيخ على الموالد ليغذي موهبته في الموسيقي والغناء، ومعه الشيخ زكربا احمد حيث كان والد جميع منهما صديقا للاخر.
فى عام 1922 عندما كان الشيخ يغنى في احد الموالد سيرة المولد النبى انصت إليه وكيل شركة ( كالدرون ) للاسطوانات واتفق معه على تسجيل اسطوانات. وقام بديع خيري بتأليف الاغانى والشيخ زكريا أحمد بالتلجين.
وتميز الشيخ أمين حسنين بصوته القوى الذى كان بمجرد حتى يغنى في الحفلات يجذب جميع السكان من جميع مكان كما تميز باغانيه الشعبية الجميلة منها «شبيك لبيك.. عبدك وملك ايديكي»، و«آلو.. آلومتين آلوولا حدش رد»، وكانت كلها أغاني تمثل صوراً من المجتمع المصري في ذلك الوقت فيها الشكوي والنقد.
ولم يكن يتخيل حتى حدثات أغانيه الشعبية ستنتشر لتملأ ربوع الشرق العربى، منذ ما يزيد على 80 عاما وسجل الشيخ امين » حوالى 170 أسطوانة وكان يأخذ 20 جنيها أجرا على جميع أسطوانة ومرتبا شهريا قدره 15 جنيها وكانت مدة العقد هى عشر سنوات، ولما رغبت إحدى الشركات الأخرى للتعاقد معه حمل من أجره على الاسطوانة الواحدة إلى 40 جنيها. طاف الشيخ «أمين» أنحاء العالم العربى كله، بدءاً من فلسطين وشرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق حتى استقر في تونس، حيث تولى إذاعة بعض النشرات باللغة العربية في الراديو.
وأثناء الحرب العالمية الثانيه حين وصل الجيش الألمانى لتونس وعلى رأسه «ثعلب الصحراء» «رومل» تعهد الشيخ أمين عليه وتقرب إليه، وكان رومل يعهد اللغة العربية، وفى جميع ليلة كان يمضى إليه الشيخ ليغنى أمامه.
وعندما انحصر الجيش الألماني في تونس واعتزم الانسحاب، كان الشيخ أمين في منزله، وإذا بأحد رجال البوليس من أصدقائه يقول له إذا روميل أهدي إليه سيارة فاخرة ونادىه مع مجموعة من أصدقائه للذهاب إلي مكان علي الشاطئ وهومصيف الباي، وشاءت الظروف حتى ينسحب الجيش الألماني من البقعة فوجد الشيخ أمين نفسه محصوراً في مكانه وكانت القنابل تتساقط من حوله وهوفي ذهول لا يقوي حتى يحرك قدميه وكان إلي جواره صديق وإذا به يجد حتى شظية قسمت هذا الصديق نصفين وظل ثلاثة أيام بغير طعام ولا شراب حتي تم الانسحاب وعاد إلي القاهرة مرة أخري، ولكنه لم يستطع البقاء بها بسبب ظروف الحياة فقرر العودة إلي تونس ليبقي فيها مع أخيه. وتوفي في تونس في الستينيات.
المصادر
- مجلة الكواكب / أغسطس عام 1956م.
- المصرى اليوم، بقلم :محمد تام - 30 سبتمبر 2007م.
- أميمة حسين، صفحة تراث مصـــري