الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي (كتاب)

عودة للموسوعة

الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي (كتاب)

الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي
المؤلف صالح سالم
البلد  مصر
اللغة العربية
السلسلة المخطة السياسية
الموضوع الإسلام السياسي
الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب
الإصدار 2015

الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي، هوكتاب من تأليف صالح سالم، نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب في 2015.

استعراض الكتاب

يمضى المؤلف إلى حتى الإسلام السياسي، القائم على منطق اختزالى، يدّعي إشراف المقدس مباشرة، على حركة اليومي، فيما يبقى، في الوقت نفسه، مستقلاً عنه، فلا يصير مدنساً، وهوتناقض تُعريه نزعة تاريخية، ترى القدسية غير ممكنة فى عالم الشهادة، فما إذا يهبط القدسي على سطح الدنيوي، حتى تتولد الاحتكاكات بينهما، هينة فى المبتدى، عاصفة فى المنتهى، ومعطلة في جميع حين.

وهنا يمضى إلى حتى التصورات الاختزالية التى يستبطنها الإسلام السياسي، عن العالم وعن كيفية التأثير فيه إنما تمثل يوتوبيا جديدة، تستبدل النزعة الغائمة لدى الفكر اليوتوبي التقليدي عن عالم مثالي فى مكان ما، بنوع من الحنين الأبدي إلى عالم آخر مثالي ينتمي إلى مكان معروف، وزمن يتسم بالقدسية لدرجة يعلوبها على المساءلة. إلى غير ذلك يمثل الإسلام السياسي، وفق المؤلف، نوعاً من اليوتوبيا الرديئة الأكثر اغتراباً عن حركة التاريخ، إذ يحمل جميع عيوب الفكر اليوتوبي الوضعي، ويزيد إليها الوثوقية الكاملة (الساذجة) إزاء الحقيقة التاريخية المركبة، وهوما يجعله أسيراً لاغتراب مزدوج ينتج تطرفاً وإرهاباً ويمارس عنفاً عدمياً يخرج عن إطار المعقولية. ويستخدم المحرر معوله التاريخي، فى تهديم الانادىءات الكبرى (الأساطير) التى يلبسها الإسلام السياسي رداء القدسية الزائفة، وذلك عبر أربعة فصول متوالية. في الفصل الأول يتوقف المحرر عند أسطورة (الخلافة الشرعية) التي تتأسس على مسلّمة أساسية وهي حتى الإمامة، قضية عقدية، لا يصح الدين من دون إقامتها. ولأن دولة الإسلام الأولى التى قامت بعد وفاة الرسول الكريم (ص) قامت على هيئة (الخلافة) فقد ترتب على ذلك حتى صارت الخلافة هي فقط الدولة الإسلامية (الشرعية)، وما عداها ليس إلا تنازلاً عن الحاكمية الإلهية (الربانية) لمصلحة حاكمية إنسانية (دنيوية). وإذ تهيمن على هذا التيار أوهام الخلافة فإنه، وفق المؤلف، يستعلي على الوطن فلا يعطيه تقديرنا ولا يمنحه احترامنا، بل يعتبره محض بدعة، ومن ثم ضلالة، لا تمت إلى الله بصلة. إلى غير ذلك يفسر عدم احتفاء تيار الإسلام السياسي بمفهوم الوطن/ الدولة الحديثة، لكونه من عمل الإنسان وهولا يحتفي أصلاً بالإنسان. وكونه نتاجاً للعقل وهولا يحتفي أصلاً بالعقل، وكونه خلاصة للتجربة التاريخية وهولا يحترم لا التجربة ولا التاريخ باعتبارهما تجسيداً للـ (مدنس)، فيما لا يقدّر هوسوى الإلهي الـ (مقدس)، متجاهلاً حقيقة حتى العقل أيضاً، وليس فقط النص، يمثل عطاءً إلهياً، وأن اجتهاداتنا عبر التاريخ ليست إلا استثماراً لذلك العطاء واحتفاء به، ولذا كان احترامنا للوطن، محض احترام لجوهرنا العقلاني. فى الفصل الثاني يتوقف عند أسطورة (الهوية المغلقة)، والتى تقوم لدى هذا التيار على مسلّمة يراها المؤلف زائفة، وهي حتى نقاء العقيدة الدينية يقتضي نقاء الهوية الحضارية، الأمر الذى يجعل من جميع تفاعل ثقافي بين الحضارة العربية وغيرها محض تشويه للإسلام، وانتقاصاً من خيرية المسلمين. هذه المسلّمة تتأسس على مقدمة خاصة بها وتقود في الوقت ذاته إلى نتيجة مميزة لها: المقدمة هي عدم الثقة بالعقل الإنساني، ومن ثم ضرورة الارتهان الكامل للنص الديني/ النقل/ الوحي، فكل حضارة هي فقط الدين الذى تقوم عليه أويقع في المركز منها، فالحضارة الآسيوية مثلاً هي الهندوسية والبوذية والكونفوشية، أما الحضارة الغريية فهي المسيحية فقط، ولا قيمة هنا مثلاً لعصور كالنهضة والتنوير والصناعة والحداثة، والتى مثلت نوعاً من القطيعة التاريخية مع الموروث المسيحي الأرثوذكسي. أما النتيجة التى تترتب عليها فهي الانفصال الكامل عن تيار الحضارة الإنسانية حفاظاً على نقاء الهوية (الإسلامية)، وما يفرضه ذلك من تصور سلفي للتاريخ يعتقد حتى عودة الجماعة المسلمة إلى أصالة الماضي كفيلة وحدها، أوبشكل رئيسي بإنطقة الأمة من عثرتها دون حاجة إلى النقل عن الآخرين أوالاقتباس منهم، الأمر الذى يخلق انشغالاً مفرطاً بقضية الهوية، يبرر النزعة العدوانية إزاء الغير بديلاً من التعاطى الإيجابي معه، والرغبة فى التعلّم منه. بل يصل الأمر أحياناً إلى تحويل الفهم الخاص للدين (التدين) إلى (إطار ثقافي) مغلق على نفسه داخل الحضارة نفسها. وفي الفصل الثالث يتناول المحرر أسطورة (المؤامرة الغربية) التي ترتبط بالأسطورة السابقة، أوتمثل الاستخلاص النهائي لها. فطالما كان الآخر غريباً على الذات بالضرورة، فإن جميع محاولاته للتأثير فيها لا بد وأنقد يكون عملاً معادياً، يهدف إلى إيذائها والنيل منها، ومن ثم مؤامرة عليها.ويعرض المحرر في الفصل الرابع لأسطورة (الجهاد العسكري) والتي تتأسس على فهم لاتاريخي لمفهوم الجهاد الإسلامي، يمنح للكفاح الجسدي الدور المركزي فى خلق التاريخ، واستعادة عزة الأمة فى لقاءة أعدائها. ومن ثم فلا أهمية تذكر للقيم الكبرى المؤسسة لروح العصر كالفهم والحرية، ولا قيمة أصلاً للأبنية الحديثة، الحاضنة لهذه القيم والمنظمة لعملها، ومن ثم تتبدى المفارقة الكبرى فى دنيا الإسلام، حيث الكثيرون من المنتمين للفكر التقليدي المؤسس لعقل الإسلام السياسي يعهدون كيف من الممكن أن يموتون فى سبيل الله، بحثاً عن (الشهادة)، ولكنهم، في اللقاء، لا يعهدون كيف من الممكن أن يحيون فى سبيل الإسلام، ولا يدركون المعنى الحقيقي لرسالة الاستخلاف، التي تطالبنا بتحقيق التقدم وترسيخ العمران. وهنا، وفق المحرر، تحوّل الجهاد إلى ظاهرة دموية، وآلية رد (أسطورية) على الأساطير الثلاثة الأولى، حيث ارتبط مفهوم الجهاد بالخلافة الشرعية عبر الانادىء بالحاكمية السياسية ومتلازماتها السلبية من تطرف وإرهاب ضد جميع نظم الحكم القائمة بدعوى أنها جاهلية. كما ارتبط بمفهوم الهوية المغلقة، تحت ذريعة حتى الانفتاح على الآخر يمثل، ليس فقط انسحاقاً حضارياً بل ودينياً ينال من الإسلام، ولا سبيل إلى تجاوزه إلا بالانغلاق على الذات، والعودة إلى الماضي القدسي. وارتبط أخيراً بأقنوم المؤامرة الغربية، حيث العالم المسيحي! يحتل من العالم الإسلامي ذلك الموقف الذى احتله الشيطان من الإنسان فى عقيدة الخلق التوحيدية، وهوالموقف الذى يُختزل فى آليتي الإغواء والإفساد الدائمين. وفي هذا السياق يختتم المؤلف كتابه متحدياً ذلك الفهم الاختزالى للجهاد، قائلاً: نحن أمام مفهوم عملاق (ذكوري) وخطاب (قتالي) ذي بنية أسطورية معقدة، ومن ثم يحتاج إلى تفكيك تام سواء من داخله حيث تجري مساءلته بروح النص القرآني الشامخ الذي يعكس رؤية إنسانية متفتحة للوجود الإنساني، أومن خارجه حيث نسائله بمعايير التاريخ الإنساني ومقتضيات النزعة التاريخية، نقداً لمقولاته الإطلاقية.


المصادر

  1. ^ "الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي: قراءة تفكيكية للظاهرة". البوابة نيوز. 2015-02-08. Retrieved 2015-03-04.
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:25:10
التصنيفات: كتب 2015, إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حزب مصري يقترح خصم 20 في المائة من أجر محمد صلاح الشهري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:10:32
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 82%

التصريح بالممتلكات يحرك مسطرة العزل في المنتخبين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:10:55
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 78%

مكتب الصرف: العجز التجاري للمغرب بلغ 286,39 مليار درهم

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:12:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

الأمن العام يضبط 20 قضية مخدرات فى الإسكندرية وأسوان ودمياط

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:21:11
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

بعد الإقصاء من"الكان".. الاتحاد المصري"يُغري" هيرفي رونار

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:12:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

بعد إخفاق "الكان".. هل تحتاج الكرة المغربية لمناظرة وطنية جديدة؟

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:12:10
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

مذكرة جديدة لبنموسى تشدد الخناق على المدارس الخصوصية 

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:10:44
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 70%

الأمن يضبط عدد من اللصوص فى القاهرة بينهم 4 أجانب

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:21:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

"تأشيرة شينغن".. توقيف ضالع في قضية تزوير محررات رسمية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:12:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

خلال شهر يناير الماضي.. ارتفاع مبيعات السيارات الفاخرة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:12:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

الحكومة السويسرية تخصص 100 مليون دولار لدعم قطاع غزة - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:20:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هل تدفع رياح المصالح بريطانيا من نادي داعمي مغربية الصحراء؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:10:39
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 71%

ضبط شخصَين بالقاهرة لقتلهما أحد الأشخاص وسرقة "التوك توك"

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:21:03
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

حكومة سبتة المحتلة تعلن حالة الطوارئ أمام المغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-03 15:10:49
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 72%

تحميل تطبيق المنصة العربية