نظام الإنتخابات في ألمانيا الإتحادية: تقوم جمهورية ألمانيا الإتحادية علي النظام الفدرالي (الإتحادي) وهوما يعني حتى جميع ولاية هي شخصية قانونية قائمة بذاتها لها مجلسها التشريعي وحكومتها المنتخبة ودستورها الخاص. والأصل في الأمور هو أن تختص برلمانات الولايات بالتشريع إلا فيما يرد بشأنه نص خاص من القوانين فيختص به البرلمان الإتحادي.

ويتكون البرلمان الإتحادي من مجلسين أحدهما يطلق عليه المجلس الاتحادي Bundesrat وعضويته ليست بالإنتخاب وإنما هي بحكم المنصب. إذ حتى لكل ولاية عدد من الأعضاء في هذا المجلس يتناسب مع عدد سكانها. وهؤلاء الأعضاء هم بحكم مناصبهم رؤساء حكومات تلك الولايات والوزراء الذين تري حكومة الولاية إرسالهم لكي يمثلوها في هذا المجلس ليكون ذلك التمثيل تعبيرا عن تشكيلة الحكومة في تلك الولاية وبحيث يبقي العدد المخصص لكل ولاية ثابتا طبقا لعدد سكانها. ووظيفة هذا المجلس إستشارية في بعض الأحيان وإقرارية في أحيان أخرى ويطلق عليه مجلس الولايات حيث حتى الغرض منه هومراعاة مصالح الولايات المتنوعة في أثناء ممارسة العملية التشريعية.

أما المجلس الآخر فهوالجمعية الاتحادية Bundestag وعضويته غير ممكنة إلا بالإنتخاب وهو المختص بالتشريع الإتحادي ونظام الإنتخاب فيه هوخليط بين نظامي الإنتخاب الشخصي المباشر والإنتخاب بالتمثيل النسبي.

وطريقة الوصول للعضوية قد تبدوصعبة ومعقدة ولكنها تراعي عدة عوامل حتي يأتي البرلمان متوازنا وممثلا لكافة الطوائف السياسية داخل المجتمع الألماني.

النظام الانتخابي

بني النظام الإنتخابي للجمعية الإتحادية علي النظام الحزبي. وهذا النظام الإنتخابي وضعت ملامحه الأساسية في المادة 83 من الدستور الإتحادي، فهي تنص علي إقامة إنتخابات عامة حرة ومباشرة وعادلة وسرية. هذه الصفات الخمسة هي ما اتى بها النص الدستوري. وبالطبع أحال الدستور إلي القانون الإتحادي الخاص بتنظيم الإنتتخابات Bundeswahlgesetz . وهذا القانون حدد عدد أعضاء البرلمان بعدد 893 عضوا. والكيفية التي يتم بها إنتخاب هؤلاء الأعضاء هي ما يمكن حتى تبدومعقدة للوهلة الأولي..

القاعدة العامة

يقوم النظام الإنتخابي علي إعطاء جميع ناخب صوتين وليس صوتا واحدا. أي حتى جميع ناخب يقوم في نفس اللحظة بتحديد رغبته السياسية عن طريق إعطاء صوتين منفصلين. ويكون الصوت الأول محددا لشخص النائب الذي يراه هومتوافقا مع قناعاته السياسية أومع مصالحه الإقتصادية أومع فكره الأيديولوجي أوأي معيار آخر، فهذا هوالشخص الذي يراه الناخب مستحقا لصوته. هذا عن الصوت الأول.

أما الصوت الثاني فهوللقائمة التي يتلقاها الناخب في اللجنة الإنتخابية عن جميع حزب، وفي هذا الإجراء يقوم الناخب بانتخاب قائمة كاملة لحزب معين يراه الأقرب لتصوراته السياسية أوالأفضل لتحقيق مصالحه.

ويتم فرز الأصوات أيضا عن طريق فرز ثنائي رغم إتحاد العملية الإنتخابية للصوتين في نفس المكان والزمان.

1- التفويض الشخصي أوالمباشر Direktmandat

أى حتى الصوت الأول وهوالصوت الشخصي يحدد إسم النائب الذي سيفوز بأحد المقعدين لهذه الدائرة بينما يحدد الصوت الثاني إسم الحزب الذي سيفوز أحد أعضائه بالمقعد الثاني لهذه الدائرة الإنتخابية. ويعني ذلك حتى 999 مقعدا من مقاعد البرلمان يتم تخصيصها للأشخاص الذين يفوزون بأعلي عدد من الأصوات السليمة بصفتهم الشخصية )الصوت الأول( فى الدوائر وبغض النظر تماما عن إنتمائهم الحزبي. وهذا هوما يطلق عليه التفويض المباشر أوالشخصي. وبذلكقد يكون نصف عدد المقاعد قد تم تخصيصه وعهد اصحابه. فماذا عن النصف الآخر؟

2- التفويض بالقائمة النسبية hältnismäßiges Mandat ver

بما حتى المبدأ القانوني الذي تسير عليه العملية الإنتخابية هوخليط بين النظام الشخصي المباشر والنظام الحزبي بالقوائم، فإن النصف الآخر من مقاعد البرلمان ) 999 مقعد( يتم تخصيصه وفقا للأوزان النسبية لكل الأحزاب من واقع عدد الأصوات السليمة التي حصل عليها جميع حزب، ليس فقط في ألمانيا بأسرها ولكن في جميع ولاية بطريقة منفصلة.

ويقوم هذا النظام علي حتى يتقدم جميع حزب إلي هيئة الإنتخابات بقائمة مرشحيه في جميع ولاية علي حدة وهي مرتبة ترتيبا تنازليا بحيث حتى الإسم رقم واحد علي هذه القائمة له أولوية علي جميع الاسماء بعده أي رقمتسعة وثمانية وأربعة والإسم رقمتسعة له أولوية علي الأسماء أرقامثمانية وأربعة وثمانية إلى غير ذلك. والآن يبدا العد الذي قد يصعب فهمه بعض الشىء. إذ تحسب جميع الأصوات السليمة التي تم الإدلاء بها ثم يحسب نصيب جميع مقعد من هذه الأصوات السليمة علي مستوي الجمهورية بأسرها. ثم يقسم عدد الأصوات السليمة لكل ولاية علي عدد الأصوات التي يستحقها جميع مقعد فينتج عن ذلك عدد المقاعد الكلية التي تحصل عليها هذه الولاية. والآن في المستوى التالية تحسب النسبة الحزبية أوالوزن النسبي لكل حزب في جميع ولاية. وعلي ذلك يعطي جميع حزب نسبة من عدد المقاعد الكلية تعادل تماما نسبة الأصوات التي حصل عليها هذا الحزب منسوبة إلي عدد الأصوات الكلية للولاية. وهذه النسبة تعود فتنعكس علي عدد المقاعد التي يستحقها كل حزب عن قائمته فتؤخذ الأسماء الأولي علي القائمة حتي يصل عددها إلي عدد المقاعد التي يسنحقها الحزب وذلك طبعا بعد خصم ما حصل عليه الحزب المذكور من مقاعد مباشرة. وعلي ذلك يتشكل البرلمان من نصفين أحدهما يعبر عن الخيار الشخصي المباشر والنصف الآخر يعبر عن التمثيل النسبي للأحزاب حسب عدد الأصوات العملية السليمة التي حصل جميع منها عليها في يوم الإنتخابات.

مثال: لوحتى عدد الأصوات السليمة في جميع ألمانيا هو48 مليون صوتقد يكون نصيب المقعد الواحد مساويا 18981 صوت )قسمة 48 مليون علي 893 (. ولوحتى ولاية بافاريا لهاثمانية مليون صوت سليمقد يكون عدد مقاعدها الكلية هوثمانية مليون مقسومة علي 18981 أي 66 مقعدا تقسم علي كل الأحزاب بنسبة عدد الأصوات التي حصلت عليها في بافاريا وحدها. ثم لوحتى أحد الأحزاب له ثلث الأصوات في الولاية أى أيضا ثلث مقاعدهاقد يكون نصيب هذا الحزب 99 مقعدا. ولوحتى مرشحي هذا الحزب حصلوا علي تفويض مباشر لخمسة عشر مقعدا مثلا تؤخذ الأسماء السبعة من قائمة الحزب حتي يستوفي العدد المستحق.. ويكرر ذلك لكل حزب بعد خصم المقاعد التي تم الحصول عليها بالطريق الشخصي المباشر.

3- المقاعد الزائدة عن العدد Überhangmandat

قد يحدث في كثير من الأحيان حتىقد يكون عدد المقاعد المباشرة التي يحصل عليها أحد الأحزاب أكثر من عدد المقاعد التي يستحقها الحزب فى هذه الولاية وبالتالي لابد لهؤلاء الأعضاء من دخول البرلمان حيث أنهم منتخبون إنتخابا مباشرا من الشعب. ويؤدي هذا الوضع إلي زيادة عدد أعضاء البرلمان علي العدد القانوني 893 وهوما يطلق عليه المقاعد الزائدة. وهذه المقاعد الزائدة لا يسمح القانون بأن تتسبب في إحداث خلل في الأوزان النسبية للأحزاب وبالتالي يسمح للأحزاب الأخري بإدخال مرشحين من القائمة حتي ينصلح التوازن بين الأحزاب مرة أخري ويصبح تمثيل الأحزاب في البرلمان هوبالضبط إنعكاس لنتيجة التصويت في جميع ألمانيا يوم الإنتخابات. وهذا الإجراء يتسبب من طبيعة الحال في زيادة أخري في عدد الأعضاء بحيث حتى البرلمان في النهاية يزيد عدد أعضائه عن 893 وهوأمر متكرر في جميع البرلمانات تقريبا.

4- حاجز ال 5% لكل حزبخمسة prozentige Hürde

لضمان عدم تفتيت الأصوات كما سقط في عشرينات القرن الماضي وتسبب في مشاكل تشريعية وتطبيقية أدت إلي ظهور التيار الفاشي إرتأي المشرع وضع حد أدني من القبول الشعبي لكل حزب بحيث يمتنع عليه دخول البرلمان إذا هولم يتخطي هذا الحد الأدني. وهذا الحد هو8% من جميع الأصوات السليمة في ألمانيا، أي حتى الحزب الذي يخفق في الحصول علي 8% من عدد الأصوات السليمة لا يسمح لأعضائه بدخول البرلمان.

التعليق النهائي

نظام الإنتخابات بالصورة المذكورة يعكس الطبيعة الثقافية والتاريخية للمجتمع الألماني الذي يقوم علي الفيدرالية حيث حتى المناطق الألمانية لم تتوحد أبدا في دولة مركزية إلا عقب عام 1311 وهوتاريخ متأخر للغاية عن الدول الأوروبية الأخري. كما أنه نظام يعكس الحرص البالغ علي عدم هجريز القوة في جهة واحدة أويد واحدة حتي لا تتكرر مآسي الثلاثينات من القرن الماضي. ولهذا يوجد مجلسان تشريعيان ومحكمة دستورية لإحكام الرقابة علي عمل الهيئات المتنوعة للدولة مع مراعاة حتى ألمانيا تقبل بالرقابة الدولية علي العملية الإنتخابية بها خصوصا من جانب منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وهوعلي جميع حال نظام يمكن النظر إليه كمرجع في بعض الأمور وإطراحه في أمور أخري.

نتائج الانتخابات

انظر أيضاً

• Electoral system of Germany
• Electoral calendar
• نظام انتخابي

الهامش

للاستزادة

• Kitschelt, Herbert (October 2003). "Political-economic context and partisan strategies in the German federal elections, 1990-2002". West European Politics. 26 (4): 125–152. doi:10.1080/01402380312331280718.
• Manow, Philip (January 2007). "Electoral rules and legislative turnover: Evidence from Germany's mixed electoral system". West European Politics. 30 (1): 195–207. doi:10.1080/01402380601019852.

وصلات خارجية

• Adam Carr's Election Archive
• Parties and elections
• Opinion poll tracker with data, graph and daily average
• Latest polling results for state and federal elections (بالألمانية)
• Official Site of "Bundeswahlleiter"
• Collection of German Election Posters of Weimar Republic and Federal Republic
• NSD: European Election Database – Germany publishes regional level election data; allows for comparisons of election results, 1990–2009

نطقب:Elections in Europe