جيمس الثاني من إنگلترة

عودة للموسوعة

جيمس الثاني من إنگلترة

جيمس الثاني والسابع
James II & VII
ملك إنگلترة وأيرلندة وملك الاسكت (more...)
گدفري نلر، 1684
الحكم 6 فبراير 1685 – 11 ديسمبر 1688
التتويج 23 أبريل 1685 (إنگلترة فقط)
سلفه تشارلز الثاني
Successor
Jacobite:
وليام الثالث وماري الثانية
Consort ماري من مودنا
among others
الأنجال
ماري الثانية
آن

James FitzJames, 1st Duke of Berwick
James, Prince of Wales, "The Old Pretender"
Louisa Maria Teresa Stuart

التفاصيل
الألقاب والأنماط
HM The King
HRH The Duke of York
Prince James
البيت الملكي House of Stuart
الأب تشارلز الأول من إنگلترة
الأم هنريت ماريا من فرنسا
وُلد (1633-10-14)14 أكتوبر 1633
قصر سانت جيمس، لندن
توفي 16 سبتمبر 1701(1701-09-16) (عن عمر 67 عاماً)
Saint-Germain-en-Laye, فرنسا
المدفن Saint-Germain-en-Laye
ملف:JamesIIEngland.jpg
جيمس الثاني من إنكلترا

جيمس الثاني (James II) عاش (لندن 1633-سان جيرمان أون ليي، فرنسا 1701 م) هوملك إنكلترا وآيرلندا، كما حكم اسكتلندا أيضا تحت اسم "جيمس السابع" (نفس الفترة: 1685-1688 م)، أخوالملك السابق تشارلز الثاني.

حياته المبكرة

جيمس مع والده تشارلز الأول.


ميلاده

الحرب الأهلية

نفيه في فرنسا

Turenne, James's commander in France


استعادة العرش

زقابل الأول

جيمس وآن هيد في عقد 16600، رسم سير پيتر للي.


جدول حول تحوله للكاثوليكية وزيجته الثانية

ماري من مودنا، زوجة جيمس الثانية.

تحول جيمس الثاني إلى الممضى الكاثوليكي، وتقلد تاج الملك رغم إصدار "مرسوم الإختبار" (Test Act) -والذي نص حتىقد يكون الملك من أتباع الممضى الإنغليكاني-. لم يحسن الملك الجديد التعامل مع البرلمان، وكانت الأغلبية البروتستانتية لا تزال متحفظة تجاه تنصيبه، فقام "دوق مَونـْمـَثْ" (الإبن غير الشرعي للملك السابق، وشقيق الملك) عام 1685 م بحركة تمردية إلا أنها فشلت، وتعقدت الأمور عندما رزق الملك بمولود ذكر عام 1688 م، مما يعنى حتى ملكا كاثوليكيا آخر سيحكم البلاد (كانت بنت الملك "ماري" البروتستانتية الممضى، ستتولى الحكم ). ثارت ثائرة المعارضة والتي كان يتزعمها حزب الهويگ (whig)، فقاموا باستنادىء وليام الثالث من أورنج-ناسو(صهر الملك، وزوج ابنته ماري، كان بروتستانتي الممضى). قام الأخير بغزوإنكلترا، وأجبر الملك على التنحي عن العرش، ثم اضطره إلى الفرار إلى فرنسا. حاول جيمس الثاني حتى يسترد مُلكه إلا أنه فشل بعد حتى انهزم (1690 م) في بوين، آيرلندا (Boyne) أمام قوات "وليام الثالث من أورنج-ناسو". توفي جيمس الثاني في منفاه في فرنسا، وآل أمر هجرته والمتمثلة في المطالبة بالعرش إلى ابنه جيمس ستيوارت (أطلق على الحركة تسمية اليعاقبة).


أزمة خلعه

The Duke of Monmouth was involved in plots against James


عهده

استيلاءه على العرش

تتويج الملك جيمس الثاني والملكة ماري من مودنا عام 1685.

من ذا الذي كان يستطيع حتى يتخيل حين يقع بصره على الصورة(1)التي رسمها فانديك في اللونين الأزرق والمضىي لدوق يورك وهوفي الثانية من عمره حتى هذا الطفل البريء الحي سيقضي قضاء مبرماً على أسرة ستيوارت ويكمل آخر الأمر، وفي "الثورة الجليلة" انتنطق السلطة من الملك إلى البرلمان، وهوما كان أبوه قد بدأه بشكل مخز من قبل،يا ترى؟ ولكن في الصورة التي رسمها ريلي(2)للشخص عينه تحت اسم جيمس الثاني، نجد حتى الحياء قد انقلب إلى ذهول وارتباك. وأن الحساسية تغيرت إلى عناد وتصلب، وأن البراءة تحولت بين أعضاء العشيقات المذعنات الطيعات إلى لاهوت جامد لا ينثني. فما كان إلا حتى حدد هذا الخلق لصاحبه مصيراً كان جميع فريق يناضل من أجل ما يظهر له هوأنه حق، ومن ثم يستحق منا بعض العطف.

لقد أوردنا من قبل ذكر فضائل جيمس الثاني، فكم من مرة عرض نفسه لخطر الموت في عمله في البحرية. ووازن الناس بينه وبين أخيه، موازنة سقمية، في النشاط الحكومي والإداري، والاعتدال في الإنفاق، وفي ارتباطه بحدثته. أنه استمسك بما أوصاه به شارل وهويحتضر، من العناية بأمر نل جوين، فسدد ديونها، وخصص لها ضيعة تكفل لها رغد العيش. وبعد ارتقائه العرش ظل لبعض الوقت على علاقته مع آخر عشيقاته كاترين سدلي. ولكنه بناء على اعتراضات الأب بنز أجزل لها العطاء على خدماتها وأقنعها بمغادرة إنجلترا، لأنه اعترف بأنه إذا سقط بصره عليها ثانية فإنه لا يملك فكاكاً من سلطانه عليه(3). إذا الأسقف بيرنت الذي ساعد على خلعه، حكم عليه بأنه "صريح مخلص بطبيعته، ولوأنه في بعض الأحيان متلهف محب للانتقام، صديق ثابت على العهد، إلى حتى أفسدت عقيدته الدينية مبادئه وميوله الأولى(4) "وكان مقتصداً ينمي ثروته بسرعة، ولم يعمد قط إلى غش العملة، كما كان رحيماً بالشعب في موضوع الضرائب(5). إذا ماكولي بعد حتى دون ثمانمائة صحيفة عن حكم جيمس الذي لم يدم لأكثر من ثلاثة أعوام، انتهى إلى "أنه تنحى بمناقب كثيرة، إلى حد أنه لوكان بروتستانتياً، لا بل كاثوليكاً معتدلاً، لكان عصره عصراً زاهراً مجيداً(6)".

الحكم المطلق والحرية الدينية

وتفاقمت أخطاؤه بنموسلطانه. وكان مغروراً متعجرفاً حتى قبل اعتلائه العرش، ينظر إلى معظم الناس باحتقار، لا يفتح قلبه إلا لقلة منهم، وتمسك تمسكاً حرفياً بنظرية أبيه، وهي أنه ينبغي حتىقد يكون للملك مطلق السلطة، ولم يكن له المزاج الواقعي الذي كان لأخيه والذي استوعب به الحدود العملية لهذه السلطة المطلقة. ويجدر بنا حتى نقدر حق التقدير غيرته الدينية، ورغبته في منح إخوانه الكاثوليك في إنجلترا حرية العبادة والمساواة في الحقوق السياسية. وكان مخلصاً لأمه وأخته الكاثوليكتين، وكان طوال الخمسة عشر عاماً السابقة محاطاً بالكاثوليك في بيته، وكان موضع استغراب عنده حتى الديانة التي أنجبت مثل هذا العدد الكبير من أفاضل الرجال وفضليات النساء، يضع الإنجليز أمامها العراقيل ويبغضونها ويحدون من انتشارها. ولم يشاطر البروتستانت ما تناقلوه من ذكريات حية في أذهانهم عن مؤامرة البارود، أوخوفهم من حتى يولي عليهم ملك كاثوليكي، يميل عاجلاً أوآجلاً ويقتنع، بانتهاج سياسة ترضي البابا الإيطالي. حتى إنجلترا البروتستانتية كانت تشعر بأن أي ملك كاثوليكي لا بد حتى يعرض للخطر استقلالها الديني والفكري والسياسي.

Rochester, once amongst James's supporters, turned against him by 1688, as did most Anglicans

إن تصرفات جيمس الأول بعد ارتقائه العرش خفضت من هذه المخاوف شيئاً قليلاً: أنه عين هاليفاكس رئيساً لمجلس الملك، وسندرلند وزيراً، وهنري هايد (أرل كلاروندن الثاني) حاملاً لأختام الملك، وكل هؤلاء من البروتستانت. وفي أول خطاب له في هذا المجلس وعد بالإبقاء على نظم الكنيسة والدولة، وعبر عن تقديره لتأييد كنيسة إنجلترا لاعتلائه العرش، ووعد بأن يوليها عناية خاصة. وعند تتويجه أدى اليمين المألوفة لدى ملوك إنجلترا الحديثين، بالمحافظة على الكنيسة الرسمية وحمايتها. وحظي الملك جيمس الثاني لعدة شهور بشعبية لم تكن متسقطة.

Statue of James II in Trafalgar Square, London

وأول إجراء مؤيد للكاثوليكية اتخذه جيمس، لم يكن يحمل عدواناً مباشراً على البروتستانت. أنه أمر بالإفراج عن جميع المسجونين بسبب رفضهم تأدية قسم الولاء والسيادة. وبهذا أفرج عن آلاف من الكاثوليك، بل أخلى معهم سبيل ألف ومائتين من الكويكرز وكثير من المنشقين غيرهم. ومنع إقامة الدعوى بعد ذلك في المسائل الدينية. وأطلق سراح دانبي واللوردات الكاثوليك الذين أودعوا السجن بناء على اتهامات تيتسي أوتس. وحوكم أوتس من حديث وأدين بتهمة الإيمان الكاذبة التي أدت إلى إعدام عدد من الأبرياء، وأعربت المحكمة هن أسفها لأنها لم تستطع الحكم عليه بالإعدام، وحكمت عليه بغرامة قدرها ألفان من الماركات، وأن يربط خلف عربة ويجلد بالسياط مرتين علانية، والأولى من أولدجيت إلى نيوجيت، والمرة الثانية بعد الأولى بيومين، من نيوجيت إلى تايبيرن، وأن يوضع على آلة التعذيب، المشهرة، خمس مرات سنوياً طيلة بقائه على قيد الحياة. وعاش أوتس بعد هذا التعذيب، وأعيد إلى السجن (مايو1685) وطلبوا إلى الملك إعفاءه من الجلد للمرة الثانية، ولكنه رفض.

وتحطمت الهدنة المزعزعة بين الشيع الدينية بثورة مزدوجة. ذلك أنه في مايوهبط أرشيبالد كامبل، إرل أرجيل التاسع، في اسكتلنده، وفي يونيه رسا جيمس ودوق مونموث على الشاطئ الجنوبي الغربي لإنجلترا، وفي مسعى مشهجر لخلع الملك الكاثوليكي. وأصدر مونموث بلاغاً وصم فيه الملك جيمس بأنه غاصب طاغية سفاح، كما اتهمه بإحراق لندن والمؤامرة البابوية،ودرس السم لشارل الثاني، وتعهد الغزاة ألا يضعوا السلاح أويكفوا عن القتال حتى يخلصوا البروتستانتية وحريات الشعب والبرلمان. ومني أرجيل بالهزيمة في 17 يونية، وأعدم في 30 يونية، وبذلك أخفق الجناح الشمالي للثورة. ولكن أهالي دورستشير-وهم بيوريتانيون شديدوالتمسك بممضىهم-رحبوا بمونموث وحيوه مخلصاً ومنقذاً لهم. وانضم تحت لوائه عدد كبير جداً من الناس، إلى حد أنه في ثقة وجلال ومهابة، اتخذ لقب جيمس الثاني ملك إنجلترا. ولم يقدم له الأشراف والطبقات الغنية أي عون أوتأييد. وهزم جيشه المختل النظام على يد القوات الملكية في سدجمور (6 يولية 1685) وهذا آخر حرب جرى فيها القتال على تراب إنجلترا قبل الحرب العالمية. ولاذ مونمورث بالهرب، وتوسل إلى الملك حتى يعفوعنه فأبى، وضرب عنقه.

وتعقب جيش الملك، بقيادة برس كيرك، فلول الثوار، وشنق الأسرى دون محاكمة. وشكل جيمس لجنة يرأسها قاضي القضاة جفريز، لتمضى إلى المنطقة الغربية لتحاكم الأشخاص المتهمين بالإنضمام إلى الثورة أوالتحريض عليها. وسمح للمحلفين بالاشتراك في المحاكمات، باعتبار حتى هذا من حق المتهمين، ولكن جفريز قذف المحلفين الرعب، حتى حتى قلة قليلة من المتهمين هي التي أصابت شيئاً من الرحمة لدى هذه "المحكمة الدموية" (سبتمبر 1685) . وشنق نحوأربعمائة، وحكم على ثمانمائة بالعمل الإجباري في مزارع جزر الهند الغربية(7). وكانت اليزابيث في 1569 وكرومل في 1648، وقد اتهما قبل ذلك هذه الأعمال الوحشية، ولكن جفريز تفوق عليهما في إرهاب المتهمين والمحلفين والتجهم والعبوس، وصب اللعنات على ضحاياه، والتحديق في وجوههم في كثير من الخبث، والإدانة لمجرد الشك، إلا إذا ساعدت رشوة مجزية على إقناعه بالبراءة(8). وبذل جيمس جهوداً متواضعة ليضع حداً للوحشية، ولكن ما حتى تمت الإبادة الكاملة وخمدت النار المحرقة حتى حمل جفريز إلى مرتبة النبلاء، وعينه رئيساً لمجلس اللوردات (6 سبتمبر 1686).

وأسهم هذا الإجراء الانتقامي في إبعاد النبلاء عن الملك. وعندما كلب من البرلمان إلغاء "قانون الاختيار" (الذي يقضي بإقصاء الكاثوليك عن الوظائف ومقاعد البرلمان) وتعديل قانون "حق التحقيق في قانونية الاعتنطق" وإنشاء جيش تحت إمرة الملك، لم يستجب البرلمان لشيء من هذا. فعطله جيمس (20 نوفمبر) وأخذ يعين الكاثوليك في الوظائف العامة. ولما أعترض هاليفاكس على امتهان البرلمان على هذا النحو، عزله جيمس من المجلس. وأحل محله، رئيساً للمجلس، سندرلند الذي أعرب تحوله إلى الكاثوليكية على الفور (1687). وحين امتدح جيمس إلغاء لويس الرابع لرسوم نانت(9) استنتجت إنجلترا أنه لوتمتع جيمس بمثل هذه السلطة المطلقة التي يتمتع بها البوربون، لما تردد في اتخاذ خطوات مماثلة ضد البروتستانت في إنجلترا. ولم يخف جيمس اعتقاده بأن سلطته الآن باتت مطلقة بالعمل، وأن لويس الرابع عشر في نظره هولمثل الأعلى للملك. وقبل الإعانات من لويس لفترة من الزمن، ولكنه أبى عليه حتى يملي سياسة الحكومة الإنجليزية. فتوقفت الإعانات.

وكان لويس أكثر تعقلاً فيما يتعلق بإنجلترا منه بالنسبة لبلاده. وعلى حين أنه أضعف فرنسا باضطهاده الهيجونوت، نراه يحذر جيمس من مغبة التسرع في تحويل إنجلترا إلى الكاثوليكية. كما حتى البابا إنوسنت الحادي عشر زود جيمس بمثل هذه النصيحة. وعندما أوفد إليه الملك الإنجليزي يعده بقرب انضواء إنجلترا تحت راية الكنيسة الكاثوليكية في رومة(10)، نصحه الباب بأن يقنع بالحصول على التسامح الديني للكاثوليك الإنجليز، كما حذر هؤلاء حتى يكفوا عن الأطماع السياسية، ووجه رئيس الجزويت لتعنيف الأب بنزولومه على القيام بمثل هذا الدور الخطير في الحكومة(11). إذا البابا أنوسنت لم يخفف من غيرته الكاثوليكية، ولكنه كان يخشى قوة لويس الرابع عشر التي تبتغي التطويق والسيطرة، كما كان يأمل في إمكان تحويل إنجلترا من مجرد تابع أوخادم ذليل للسياسة الفرنسية ومشروعاتها إلى قوة متوازنة ضدها. وأوفد البابا مبعوثاً بابوياً-للمرة الأولى منذ عهد ماري تيودور-ليوضح لجيمس حتى أي تصدع في العلاقة بين البرلمان والملك لا بد حتى يضر بالكنيسة الكاثوليكية(12).

ولم يستفد جيمس من هذا النصح. إنه أحس، وكان في الثانية والخمسين حين اعتلى العرش، أنه قد لا يتيسر له فسحة من الأجل لتطبيق التغييرات الدينية التي ينشدها والتي يجيش بها صدره، ولم يؤمل كثيراً في حتى ينجب ابناً، وهنا قد تخلفه ابنته البروتستانتية، وتقلب عمله رأساً على عقب، إلا إذا أقيم هذا العمل على أساس وطيد راسخ قبل موته. وطغت آراء الأب بنز والملكة وسلطانهما على جميع نصح بالتروي والتريث. ولم يكتف الملك بالذهاب إلى القداس، تحفه الجلالة والمهابة لملكية، بل طلب كذلك إلى مستشاريه حتى يلحقوا به لحضور القداس. وتكاثر الأساقفة حول الحاشية، وعين الكاثوليك في المناصب العسكرية، وحرض القضاة (الذين كان له حق تعيينهم وعزلهم) على توكيد حقه في إعفاء هؤلاء المعينين من العقوبات التي فرضها عليهم "قانون الاختبار". وجند، تحت إمرة ضباط أغلبهم من الكاثوليك، جيشاً قوامه ثلاثة عشر ألف رجل لا يخضعون إلا لأوامره هو، وواضح حتى مثل هذا الجيش كان يهدد استقلال البرلمان. وعطل العمل بالقانون الذي يفرض العقوبات على حضور العبادة الكاثوليكية علانية.وأصدر في يونية 1686 مرسوماً يحرم على رجال الدين إلقاء عظات في الخلافات الممضىية. ولما خطب الدكتور جون شارب في "دوافع المرتدين" أمر جيمس بوصفه الرئيس الشرعي للكنيسة الإنجليزية، هنري كمبتون أسقف لندن، بفصل شارب مؤقتاً من سلك رجال الكنيسة الأنجليكانية، فرفض كمبتون. فعين جيمس، متجاهلاً قانوناً صدر في 1673، "محكمة كنسية" جديدة، سيطر عليها سندرلند وجفريز، وحاكمت كمبتون بتهمة شق عصا الطاعة على التاج، وعزلته من وظيفته.وبدأت الآن الكنيسة الأنجليكانية،التي كانت قد التزمت من قبل بالطاعة المطلقة، نقول بدأت للملك ظهر المجن.

أن الملك جيمس كان يأمل في كسب الكنيسة الأنجليكانية إلى جانب المصالحة والتراضي مع روما، ولكن تصرفه المتهور قضى الآن على هذه السياسة. وبدلاً من ذلك انتهج سياسة التوحيد بين الكاثوليك والمنشقين ضد الكنيسة الرسمية. حتى وليم بن الذي عثر طريقه إلى قلب الملك وأحرز ثقته، نصحه بأنه يستطيع حتى يظفر بالتأييد الحار من جانب جميع البروتستانت الإنجليز، فيما عدا الأنجليكانيين إذا هوبجرة قلم ألغى القوانين التي تحرم العبادة العلنية على فرق المنشقين وفي أربعة أغسطس 1687 أصدر جيمس أول "إعلان للتسامح" في عهده. ومهما تكن دوافع الملك، فإن هذه الوثيقة تحتل مكاناً في تاريخ التسامح الديني. إنه ألغى جميع قوانين العقوبات فيما يتعلق بالديانة، وأبطل جميع الاختبارات الدينية، ومنح الحرية الدينية للجميع،وحظر التدخل في شئون الاجتماعات الدينية المسالمة. وأخلى سبيل جميع المسجونين بسبب الخلافات الدينية. حتى هذا الإعلان مضى إلى أبعد مما مضىت إليه إعلانات التسامح في عهد شارل الثاني، التي كانت قد أبقت على الاختبار الديني لمن يتولون الوظائف، وسمحت بالعبادة الكاثوليكية داخل الدور الخاصة فقط. وأكد للكنيسة الرسمية حتى الملك سيواصل حمايته لها في جميع حقوقها القانونية.ومما يدعوإلى الأسى والأسف حتى هذا الإجراء قدر له حتىقد يكون إعلاناً ضمنياً للحرب على البرلمان، الذي كان قد سن من قبل جميع القيود وعدم الأهلية التي ألغيت الآن. ولوسلم البرلمان بسلطة الملك في إلغاء التشريعات البرلمانية لكان لزاماً حتى تنشب الحرب الأهلية من جديد.

ودخل هاليفاكس الذي كان في هاتيك الأيام ألمع عقلية في إنجلترا، المعركة بكتيب لا يحمل اسم المؤلف بعنوان "رسالة إلى منشق" (أغسطس 1687)-"أكثر النشرات توفيقاً في هذا العصر(13)" حث فيه البروتستانت حتىقد يكونوا على يقين من حتى هذا التسامح الذي قدم إليهم الآن، صدر عن ملك موال لكنيسة تدعي العصمة من الخطأ، وتنكر التسامح صراحة. وهل يمكن حتىقد يكون ثمة انسجام دائم بين حرية الفكر والضمير وبين كنيسة لا تخطئ،يا ترى؟ وكيف يطمئن المخالفون إلى أصدقائهم الجدد الذين دمغوهم بالأمس القريب بأنهم هراطقة،يا ترى؟ "كنتم بالأمس أبناء الشيطان، وأنتم اليوم ملائكة النور(14)". ومن سوء الحظ حتى الكنيسة الأنجليكانية كانت قد اتفقت مع روما فيما يتعلق بأبناء الشيطان، وأنها في السنوات السبع والعشرين الأخيرة أخضعت مخالفيها لألوان من الاضطهاد والتعذيب تعفيهم من قبول الحرية حتى على أيد كاثوليكية. وأسرع رجال الدين الأنجليكانيون إلى التماس التصالح مع المشيخيين والبيورتانيين والكويكرز، وتوسلوا إلى هؤلاء جميعاً حتى يرفضوا التسامح الراهن، ووعدوهم على الفور بتسامح يحظى بموافقة جميع عن البرلمان والكنيسة الرسمية. وبعث بعض المخالفين بخطابات شكر إلى الملك، ولكن الأغلبية كانت بجانبها في تحفظ. وعندما حانت ساعة الفصل نبذ الجميع الملك.

وتابع جيمس خطواته. لقد تطلبت جامعات إنجلترا لعدة سنوات مضت من أساتذتها وطلبتها الالتزام بممضى الكنيسة الأنجليكانية، ولم يستثن من ذلك إلا منح درجة لطالب لوثري، ومنح درجة فخرية لدبلوماسي مسلم، على حتى القساوسة الأنجليكانيين رأوا في أكسفورد وكمبردج هيئات وظيفتها الرئيسية إعداد الرجال لقبول الممضى الأنجليكاني، وتقرر ألا يلتحق بهما أي كاثوليكي. ورغبة في كسر هذا القيد أوفد جيمس، إلى نائب رئيس جامعة كامبردج رسالة يلزمه فيها بأن يستثني من الأنجليكاني راهباً بندكتياً يعي للحصول على درجة الأستاذية. ورفض نائب رئيس الجامعة ففصل بأمر من لجنة المحكمة الكنسية. فأوفدت الجامعة وفداً من بين أعضائه ايزاك نيوتن، ليشرح للملك موقف لجامعة. ولكن الراهب حل المشكلة بالانسحاب (1687). وفي نفس العام رشح الملك لرياسة كلية مجدلن في أكسفورد، رجلاً لا يتمتع بغزارة الفهم، ولكنه ذوميول كاثوليكية،فرفض الزملاء انتخابه، وبعد نزاع طويل اقترح الملك مرشحاً ليس عليه إلا اعتراض أيسر من سابقه، وهوباركر أسقف أكسفورد الأنجليكاني، ولكن الزملاء الذين يشكلون الهيئة الانتخابية رفضوه كذلك، ففصلوا بأمر من الملك، وعين الأسقف باركر قسراً.

واشتدت وطأة الاستياء عندما ارتمى الملك أكثر فأكثر في أحضان مستشاريه الكاثوليك. وكان إعجابه بالأب بتر شديداً إلى حد الإلحاف على البابا برسمه أسقفاً، بل كاردينالاً، ولكن أنوسنت أبى. وفي يوليه 1687 عين جيمس الجزويتي القدير، ولكن المستهتر، عضواً في المجلس المخصوص (الملكي)، فاحتج كثير من الكاثوليك الإنجليز بأن هذا تصرف طائش، ولكن جيمس كان في عجلة من أمره ليصل بالنضال إلى غايته. وكان في هذا المجلس الآن ستة من الكاثوليك، مكنت لهم حظوتهم لدى الملك من السيطرة والغلبة(15). وفي 1688 عين أربعة من الأساقفة الكاثوليك لإدارة شئون الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، وخصص جيمس لكل منهم راتباً سنوياً قدره ألف جنيه، والواقع حتى الكاثوليك شاركوا الآن الأنجليكانيين في أنه أصبح لكل من الفريقين كنيسة تساندها وتعاونها الدولة.


الثورة الجليلة

James's nephew and son-in-law, William, was invited to "save the Protestant religion".

ووفي 25 أبريل 1688 جدد جيمس نشر "إعلان التسامح" الذي مضى على صدوره عام واحد، وأكد فيه من حديث عزمه على توفير حرية الفكر والضمير" لكل الإنجليز إلى الأبد. فمن الآن فصاعداً لا بد حتى يعتمد التعيين في الوظائف والترقي فيها على الجدارة الشخصية لا الممضى الديني. وتنبأ بأن الإقلال من الخلافات الدينية لا بد حتى يفتح أسواقاً جديدة للتجارة الإنجليزية، ويزيد من ازدهار الأمة ورخائها.وتوسل إلى رعاياه حتى يطرحوا جانباً جميع الأحقاد، وينتخبوا البرلمان الجديد دون تمييز بين المذاهب الدينية، والتحقق من انتشار هذا الإعلان الموسع على أوسع نطاق ممكن، أصدر مجلس الملك توجيهاتها إلى جميع الأساقفة ليرتبوا مع جميع رجال الدين أمر تلاوته في جميع كنيسة في الأنطقيم في إنجلترا، يوم 20 أو27 مايو. واستخدم رجال الدين على هذا النحو، وسيلة للاتصال بالجماهير، أمر له سوابقه الكثيرة في إنجلترا. ولكن لم تكن الرسالة قط يوماً بغيضة إلى الكنيسة الرسمية إلى مثل هذا الحد. وفي 18 مايوحمل سبعة أساقفة أنجليكانيين إلى الملك ظلامة أوضحوا فيها أنهم لم ترتض ضمائرهم حتى يوصوا قساوستهم بتلاوة الإعلان، لأنه يخرق قرار البرلمان بأنه لا يجوز إلغاء تشريع برلماني إلا بموافقة البرلمان نفسه، فأجاب جيمس بأن رجال اللاهوت هم الذين كانوا يلحون على عظاتهم وخطبهم دوماً على ضرورة الامتثال للملك وطاعته بوصفه رئيساً للكنيسة، وأنه ليس في الإعلان ما يخدش أويسيء إلى كرامة أحد.ووعد بأنه يفترض أن ينظر في ظلامتهم، ولكنهم إذا يتلقوا منه رداً في الغد عمليهم حتى يذعنوا لأمره.

John Churchill had been a member of James's household for many years, but defected to William of Orange in 1688.

وفي صبيحة اليوم التالي بيعت آلاف النسخ من هذه الظلامة في شوارع لندن، في الوقت التي ما زالت فيه قيد البحث عند الملك. وأحس جيمس بأن هذا يجافي قواعد اللياقة، وعرض الظلامة على القضاة الاثني عشر في المحكمة الملكية، فأشاروا بأنه تصرف في حدود حقوقه المشروعية. ومن ثم أغفل الرد على الظلامة. وفي 20 مايوتليت الظلامة في أربع كنائس في لندن، وتجاهلوها في الكنائس الست والتسعين الباقية. وشعر الملك بأن سلطته قد امتهنت، وأمر الأساقفة السبعة بالمثول أمام المجلس. فلما اتىوا أبلغهم بأن عليهم حتى يخضعوا للمحاكمة بتهمة نشر طعن أوقذف فيه تحريض على الفتنة، وعلى أية حال فإنهم لكي يتفادوا السجن في الحال، يمكن حتى يقبل الملك منهم وعداً كتابياً بالحضور عند استنادىئهم. فأجابوه بأنهم بوصفهم من أشراف المملكة، ليسوا في حاجة إلى تقديم أي ضمان سوى حدثتهم. وأحالهم المجلس إلى برج لندن (السجن) وحياهم الأهالي وهتفوا لهم على الجانبيين عند نقلهم عبر نهر التيمز.

وفي يومي 29 و30 يونيه حاكم الأساقفة السبعة-أمام محكمة الملك-أربعة قضاة مع هيئة المحلفين. وبعد يومين من مناقشات حادة في قاعه يحيط بها عشرة آلاف من أهالي لندن المهتاجين، أصدر المحلفون حكماً بعدم الإدانة. وابتهجت جميع إنجلترا البروتستانتية، ونطق أحد النبلاء الكاثوليك "لن تع ذاكرة الإنسان قط مثل هذه الصيحات والهتافات ودموع الفرح التي حدثت اليوم(16)"وتوجهت الشوارع بالمشاعل والنيران التي أضرمت في الهواء الطلق. وسار الناس في موكب خلف شخوص من الشمع تمثل البابا والكاردينالات والجزويت، أحرقت وسط احتفالات صاخبة. إذا هذا الحكم كان يعني عند البسطاء من الناس أنه لا ينبغي التسامح مع الكاثوليكية، وعند ذوي الإدراك الأوسع أوالعقل الأنضج كان يعني تثبيت حق البرلمان في سن قوانين ليس للملك حتى يبطلها،وأن إنجلترا، في الواقع، وحتى ولولم تكن من الناحية النظرية، ملكية دستورية، لا ملكية مطلقة.

على حتى جيمس الذي عراه الاكتئاب والحزن بسبب الهزيمة، أخذ يتعزى بالطفل الذي وضعته له الملكة فيعشرة يونيه، بل الموعد المتسقط للولادة بشهر، وفي مقدوره حتى ينشئ هذا الولد النفيس تنشئة قوامها الولاء والإخلاص للكاثوليكية،وكان يمكن لوالد والولد، في وجه أية معارضة أومعوقات، حتى يقتربا يوماً بعد يوم خطوة من الهدف المقدس-ألا وهوالملكية القديمة، تعيش في وئام ووفاق مع الكنيسة، وفي إنجلترا يسودها الهدوء والسلام والتراضي، في أوربا نادمة على ارتدادها عن عقيدتها، موحدة في ظل هذه العقيدة الحقه وحيدة العالمية.


الإطاحة بالعرش والملك في المهد

ربما كانت هذه الولادة التي اتىت قبل الأوان هي التي جلبت الكارثة على رأس الملك المتهور. واتفقت إنجلترا البروتستانتية مع جيمس في حتى هذا الولد قد يواصل السعي لإعادة الكثلكة، ومن ثم يمكن القول بأنها خشيته لنفس السبب الذي أحبه الملك من أجله وأنكرت إنجلترا البروتستانتية في أول الأمر، بنوة الطفل الملك. واتهمت الجزويت بأنهم دسوا إلى مخدع الملكة وليداً اشتروه، كجزء من مؤامرة أرادوا منها إبعاد الابنة البروتستانتية ماري عن وراثة العرش. وانعطفت إنجلترا أكثر فأكثر نحوماري، على أنها أمل البروتستانتية الإنجليزية، ووطنت النفس على القيام بثورة أخرى لإجلاس ماري على العرش لتكون ملكة إنجلترا.

ولكن ماري كان آنذاك زوجة وليم أورانج الثالث، رئيس الدولة في المقاطعات المتحدة. ماذا يقول وليم المزهوبنفسه في أنه مجرد زوج الملكة،يا ترى؟ لما لا يعرض عليه الاشتراك في الحكم مع ماري،يا ترى؟ وفوق جميع شيء، انه هوأيضاً يجري في عروقه الدم الملكي الإنجليزي. حتى أمه كانت ماري أخرى، وكانت ابنة شارل الأول. ليس في نية وليم على أية حال حتى يلعب دور الزوج للزوجة الملكة. ومن الجائز حتى الأسقف بيرت-الذي كان قد اتخذ سبياه إلى القارة هرباً، عند ارتقاء جيمس العرش-أقنع ماري، بإيعاز(17)من وليم، حتى تتعهد بالطاعة التامة لوليم "في جميع الأمور" أياً كانت السلطة التي تخولها التصرف فيها،فوافقت على "أنقد يكون الحكم والسلطة في يديه هو، لأنها لا ترغب إلا في حتى يعمل هوبالوصية التي تقول: أيها الأزواج أحبوزوجاتكم، كما تعمل بالوصية التي تقول:أيها الزوجات أطعن أزواجكن في جميع شيء(18)" وتقبل وليم الطاعة، ولكنه تجاهل التلميح الرقيق إلى علاقته بعشيقته السيدة فليير(19)، فإن الحكام البروتستانت أيضاً، يحوز لهم فوق جميع شيء، حتى يخدعوا أويخونوا زوجاتهم.

إن وليم الذي يحارب لويس الرابع عشر حفاظاً على استقلال هولنده والبروتستانتية، راوده الأمل لبعض الوقت في كسب والد زوجته (جيمس) في تحالف ضد ملك فرنسا الذي كان يحطم توازن القوى والحريات في أوربا، ولما خاب فأله، عمد إلى التفاوض مع الإنجليز الذين تزعموا حركة المقاومة ضد جيمس. إنه تغاضى من قبل عن الحملة التي نظمها مونمورث على الأرض الهولندية ضد الملك جيمس، وسمح لها بالإقلاع من أحد الثغور الهولندية دون عائق(20)، وخشي بحق حتىقد يكون جيمس قد دبر خطة لإعلان عدم أهليته لوراثة عرش إنجلترا. ومتى ولد الملك ابن فمن الواضح حتى يسقط حق ماري في العرش. وفي أوائل 1687 أوفد وليم افرهارد فان ديكفلت إلى إنجلترا ليقيم علاقات ودية مع زعماء البروتستانت. وعادت البعثة برسائل مبشرة من مركيز هاليافكس، وأوفد شروزبري وأرل كلارندن (ابن رئيس اللوردات السابق) ومن دانبي، والأسقف كمبتون وغيرهم. وكانت الرسائل غامضة مبهمة إلى حد لايئم عن خيانة صريحة، ولكنه انطوت على تأييد حار لوليم في نضاله من أجل العرش.

وفي يونية 1687 أصدر كاسبار فاجل، الحاكم العام، رسالة أوضح فيها بصورة آراء وليم في التسامح. إذا وليم يريد حرية العبادة للجميع ولكنه يعارض إلغاء "قانون الاختبار" الذي يقصر حق تولي الوظائف العامة على أتباع الممضى الأنجليكياني(21). حتى هذا البيان الرسمي للتحفظ أكسب وليم تأييد الأنجليكانيين البارزين. ولما قضى مولد ابن لجيمس على فرض وليم في حتى يخلفه (جيمس) قرر زعماء البروتستانت دعوة وليم للقدوم والاستيلاء على العرش عنوة. وسقط الدعوة (30 يونية 1688) إرل سروزبري الثاني عشر، ودوق ديفونشير الأول، إرل دانبي، إرل سكاربره، وأمير البحر أدوارد رسل (ابن عم وليم رسل الذي أعدم في 1683)، هنري سدني (أخوالجرنون)، والأسقف كمبتون. أما هاليفاكس فإنه لم يسقط متذرعاً بأنه يؤثر المعارضة الدستورية. ولكن كثيرين غير هؤلاء، من بينهم سندرلند وجون تشرشل، وكلاهما آنذاك في خدمة جيمس) بعثوا إلى وليم يؤكدون مساندتهم له(22). وكان المسقطون يفهمون فهم اليقين حتى دعوتهم للمغامرة، من ذلك أق شروزبري الكاثوليكي السابق الذي تحول إلى البروتستانتية، رهن ضياعه نظير أربعين ألف جنيه، وعبر البحر إلى هولنده ليساعد فيتوجه الغزو(23).

ولم يكن في مقدور وليم حتى يتخذ أي إجراء فوري. لأنه لم يكن على ثقة من شعبه. كما كان يخشى حتى يجدد لويس الرابع عشر هجومه على هولنده في أية لحظة. وخشيت الولايات الألمانية كذلك مهاجمة فرنسا لها، ومع ذلك لم تبد هذه الولايات اعتراضاً على غزووليم لإنجلترا، ولفهمها بأن الهدف الأسمى لوليم هوكبح جماح ملك البوربون. أما حكومتا آل هبسبرج في النمسا وأسبانيا فقد نسيتا كثلكيتهما في بغضهما للملك لويس الرابع عشر، وأقرتا خلع ملك كاثوليكي يصادق فرنسا بل حتى البابا نفسه منح الحملة بركته ورضاءه السامي. ومن ثم أصبح بإذن من الدول لكاثوليكية حتى يأخذ وليم البروتستانتي على عاتقه الإطاحة بجيمس الكاثوليكي. وتعجل لويس وجيمس كلاهما الغزو، وأعرب لويس حتى روابط "لصداقة والتحالف" القائمة بين إنجلترا وفرنسا تحتم عليه حتى يعلن الحرب على جميع من يغزووإنجلترا. ولكن جيمس الذي خشي حتى يؤدي هذا البيان إلى توحيد صفوف رعاياه البروتستانت ضده بشكل أقوى، نفي وجود مثل هذا التحالف، ورفض مساعد فرنسا له. وانتصر غضب لويس الرابع عشر على استراتيجيته، فأمر جيوشه بمهاجمة ألمانيا، لا هولندة (25 سبتمبر 1688)، ووافقت الجمعية العمومية للمقاطعات المتحدة، التي حررت لبعض الوقت من الخوف من فرنسا، على حتى يقود وليم حملة قد تؤدي بإنجلترا إلى الدخول في تحالف ضد فرنسا.

وفي 19 أكتوبر تحرك الأسطول-خمسين سفينة حربية، وخمسمائة سفينة نقل، وخمسمائة فارس، واحد عشر ألفاً من المشاة، بما فيهم عدد كبير من الهيجونوت اللاجئين من الاضطهاد في فرنسا. وصدت الرياح الأسطول، فانتظر حتى يهب "نسيم بروتستانتي" (مؤات)، وأقلع ثانية في أول نوفمبر.وخرج أسطول إنجليزي ليعترض سبيله، ولكن مزقته العاصفة. وفيخمسة نوفمبر، وهوعطلة وطنية احتفالاً بذكرى "مؤامرة البارود" ألقى الغزاة مراسيهم في "ثورباي"، وهومنفذ على المانش على شاطئ دورستشير. ولم يلق الغزاة أية مقاومة، ولكنهم كذلك لم يلقوا أي ترحيب. فأن الناس لمقد يكونوا قد نسوا جفريز وكيرك. وأصدر جيمس أوامره إلى جيشه بالتجمع في سالسبوري تحت إمرة لورد جون تشرشل، ولحق الملك به هناك، ولكنه عثر القوات يعزوها الولاء والإخلاص، يخيم عليها الفتور إلى حد الارتياب في اشتراكهم في معركة، فأمر بالتقهقر، وفي تلك الليلة (23 نوفمبر) انحاز لتشرشل واثنان من كبار الضباط فيجيش الملك إلى وليم مع أربعمائة رجل(24). وبعد ذلك بأيام قلائل انضم جورج الدنمركي، زوج الأميرة آن ابنة جيمس، إلى جماعة الخارجين على الملك،والذين يتزايد عددهم،ووجد الملك التعس، لدى عودته إلى لندن، حتى ابنته آنوسارا جنجز زوجة تشرشل قد هربتا إلى نوتنجهام. وتحطمت روح الملك الذي كان يوماً مزهواً مختالاً، حين عثر حتى ابنتيه كلتيهما قد انقلبتا ضده. فأوفد هاليفاكس للتفاوض مع وليم وفي 11 ديسمبر غادر الملك نفسه عاصمة ملكه، ولما عاد هاليفاكس من الجبهة، عثر الأمة بلا رئيس ولا زعيم، فعمد جماعة من النبلاء إلى تنصيبه رئيساً لحكومة مؤقتة. وفي يوم 13 تسلموا من جيمس رسالة تقول بأنه سقط في أيدي الأعداء، في فافرشام في كنت. فأنفذوا بعض القوات لإنقاذه، وفي يوم 16 عاد الملك الذليل إلى قصر هويتهول وأوفد وليم أثناء تقدمه نحولندن، وبعض حراس هولنديين زودهم بتعليمات بأن يحملوا جيمس إلى روتشستر، وهناك يسهلون له طريق الفرار. وقد كان، وسقط جيمس في الفخ الذي نصب له، وغادر إنجلترا إلى فرنسا (23 ديسمبر).وعمر ثلاثة عشر عاماً بعد سقوطه، ولكنه لم ير إنجلترا ثانية قط.

ووصل وليام إلى لندن في التاسع عشر من ديسمبر. واستغل فوزه في حزم وحذر واعتدال ممتاز، ووضع حداً للشغب الذي آثاره البروتستانت في لندن وسلبوا فيه منازل الكاثوليك وأحرقوها. وبناء على طلب الحكومة المؤقتة، ونادى اللوردات والأساقفة وأعضاء البرلمان السابقين للاجتماع في كوڤنتري. وأعرب "المؤتمر" الذي أنعقد هناك في أول فبراير 1689 حتى جيمس اعتزل العرش بفراره. وعرض المجتمعون حتى يتوجوا ماري ملكة، ويرتضوا وليم نائباً لها. فقبلا (13 فبراير). ولكن المؤتمر قرن هذا العرض " بإعلان الحقوق" الذي سنه وأصدره البرلمان من حديث في 16 ديسمبر على أنه "وثيقة الحقوق"، وأصبح (بالرغم من عدم موافقة وليم عليه صراحة) جزءاً حيوياً أساسياً في قوانين المملكة:

حيث حتى الملك السابق جيمس الثاني. سعى جهده حتى يدمر ويستأصل العقيدة البروتستانتية وقوانين وحريات هذه المملكة من جذورها:

1- بانتحاله لنفسه وممارسته سلطة التحلل من القوانين وإلغائها، أوتطبيقها دون موافقة البرلمان..
3- بإنشاء "محكمة خاصة بالقضايا الدينية".
4- بجباية أموال من أجل الملك وليستخدمها هو، بحجة الامتيازات والحقوق الملكية، في غير الوقت ولغير الغرض اللذين أقرهما البرلمان.
5- بتجنيد جيش ثابت والاحتفاظ به دون موافقة البرلمان.
7- بإقامة الدعوى أمام "محكمة الملك" في مسائل وقضايا هي من اختصاص البرلمان وحده.

وكل هذا يتعارض تماماً، وبطريق مباشر، مع قوانين هذه المملكة وشرائعها المعروفة. ولما كانوا (أعضاء البرلمان-المجتمعون) على ثقة تامة من حتى أمير أورانج يفترض أن يحميهم من إهدار حقوقهم التي أثبتوها هنا، ومن أية محاولات أخرى للاعتداء على حقوقهم المدنية وحرياتهم، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المجتمعين في وستمنستر، يقررون حتى يعينوا وليم وماري، أمير وأميرة أورانج، ملكاً وملكة على إنجلترا وفرنسا وإيرلندة، وأن يقسم اليمين المذكورة بعد، جميع الأشخاص الذين يحتاج القانون منهم حتى يقسموا يمين الولاء..

"أقسم أنا (س من الناس) حتى أمقت وأبغض وأنبذ من جميع قلبي على أنها كفر وهرطقة، تلك النظرية الدنسة اللعينة.. التي تقول بأنه يجب حتى يخلع أويقتل، بيد رعاياه أوعيرهم أياً كانوا، جميع أمير يصدر ضده البابا أوأية هيئة في المقر البابوي في روما، قراراً بالحرمان من الكنيسة أومن العرش.. كما أعرب أنه ليس، ولا ينبغي حتىقد يكون. لأي حاكم أوفرد أومطران أودولة أوعاهل أجنبي، أية ولاية أوسلطة أوسيادة أوسلطان.. في هذه المملكة. أسألك العون على هذا يا رب".

وحيث ثبت بالتجربة أنه لا يتفق مع سلامة هذه المملكة ولا مع مصلحتها حتى يحكمها أمير مناصر للبابا، أوملك أوملكة متزوجة من أحد أشياع البابا، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المذكورين يرجون فوق ذلك حتى يسن تشريع يقضي بأن جميع إنسان أوأشخاص يذعنون أوسيذعنون للبابا أوالكنيسة في روما، أوتكون أوستكون لهم علاقة بهما، أوسيدينون بالممضى البابوي، أويتزوجون من نصيرات البابا والمشيعات له، يجب استبعادهم وحرمانهم إلى الأبد من وراثة أوأملاك أوالتمتع بتاج وحكومة هذه المملكة(25).

أن هذا الإعلان التاريخي عبر من النتائج الجوهرية لما أسمته إنجلترا البروتستانتية "الثورة الجلية": وهي الاعتراف الصريح بالسيادة التشريعية للبرلمان، التي طالما نازع فيها أربعة ملوك من آل ستيوارت، وحماية المواطن ضد السلطة للتعسفية للحكومة، واستبعاد الكاثوليك من تولي عرش إنجلترا أوالمشاركة فيه. ويلي هذه النتائج في الأهمية، وهوإدماج سلطة الحكومة في الأرستقراطية مالكة الأرض، لأن الثورة بدأها كبار النبلاء،وسار بها إلى غايتها صغار الملاك الممثلون في مجلس العموم. وواقع الأمر حتى الملكية "المطلقة" المتمسكة "بحق الملك الإلهي" تحولت إلى أولجاركية إقليمية أوذات علاقة بالملكية الخاصة للأرض. وهي أولجاركية تميزت بالاعتدال والجد والبراعة في إدارة دفة الحكم، متعاونة مع ملوك الصناعة والتجارة والمال، كما أهملت بصفة عامة أمر الحرفيين والفلاحين. إذا الطبقات المتوسطة العليا أفادت من الثورة بصورة عملية. واستردت مدن إنجلترا حريتها، لتحكمها أوليجاركيات التجار المستغلين. حتى تجار لندن الذين أحجموا من قبل عن مساعدة جيمس، أقرضوا وليم مائتي ألف جنيه فيما بين وصوله إلى العاصمة، وتسلمه اعتمادات البرلمان لأول مرة(26). إذا هذا القرض عزز اتفاقية غير مسطورة: فالتجار يهجرون لملاك الأرض حكم إنجلترا، على توجه الأرستقراطية الحاكمة سياسة البلاد الخارجية نحوالمصالح التجارية، وتحرر التجار أكثر فأكثر من النظم الرسمية.

وثمة عناصر مخزية غير كريمة كانت في "الثورة الجليلة(27)". فيما يظهر أنه منادىة للأسف حتى تضطر إنجلترا إلى استنادىء جيش من هولنده ليصلح من أخطاء الإنجليز أنفسهم، وأن تساعد الابنة على خلع أبيها عن عرشه، وأن ينحاز قائد جيشه إلى الغزاة،وأن تشارك الكنيسة الوطنية في الإطاحة بملك تجاوز لهذه الكنيسة حتى بررت وقدست سلطته الإلهية المطلقة في وجه أية ثورة أوأي عصيان. كما كان منادىة للأسف حتىقد يكون تثبيت سيادة البرلمان على حساب مناهضة حرية العبادة. ولكن السيئات التي اقترفها هؤلاء الرجال والنساء طويت في الأحداث مع رفاتهم، أما حسنتاهم التي أدوها فقد بقيت بعدهم وآتت أكلها. أنهم حتى في إقامة الأوليجاركية وضعوا أسس ديموقراطية كان لا بد حتى تنشأ مع توسيع القاعدة الانتخابية.

وجعلوا من دار الرجل الإنجليزي قلعته، آمناً نسبياً من "عجرفة الحكم" و"أخطاء الظلم" وأسهموا إلى حد ما في هذا التوفيق الذي يدعوا إلى الإعجاب بين لنظام والحرية، وهذا هوقوام الحكومة الإنجليزية اليوم.إنهم عملوا هذا كله دون إراقة قطرة من الدم، اللهم إلا ما نزف من أنف الملك المنزعج المنهوك الأخرق الذي تخلى عنه الجميع في ساعة العسرة.

إنگلترة تحت حكم وليام الثالث 1689-1702

عين الملك لمجلسه الخاص: دانبي رئيساً، وهاليفاكس حاملاً للأختام الملكية، وإرل سروزبري وإرل نوتنجهام وزيرين، وإرل بروتلاند رئيساً للخاصة الملكسة، وجلبرت بيرنت أسقف سالسبوري.

وكان أبرز هذه الشخصيات وأكثرها نفوذاً هوجورج سافيل مركيز هاليفاكس. ولما كان ابن أخ لورد سترافورد الذي أعدمه البرلمان الطويل من قبل، فإنه-أي هاليفاكس-كان قد فقد جزءاً كبيراً من ممتلكاته في الثورة الكبرى، ولكنه كان قد أنقذ ما يكفيه لعيش رغيد في فرنسا أيام حكم كرومول. وهناك عثر على "منطقات" ومنتاني، وأصبح فيلسوفاً. وإذا كان المركيز قد ارتقى فيما بعد من السياسة إلى فن الحكم، فما ذاك إلا لأن الفرق بين السياسة وفن الحكم هوالفلسفة أي القدرة على رؤية اللحظة العابرة والجزء الصغير في ضوء الزمن الخالد، والكل الذي يضم جميع الأجزاء، ولم يكن هاليفاكس ليرضى قط بأنقد يكون كله رجل أعمال وخط يقول: "إن حكومة العالم (يعني حكم الشعوب) عمل عظيم، ولكنه شاق خشن جداً كذلك، إذا قورن برقة الفهم التأملية(28)". فقد كان على السياسة في بعض الأحيان حتى تتعامل مع الجماهير وهوما أزعج هاليفاكس. إذا في الجمع الناس قسوة متراكمة، على الرغم من انه ليس بينهم فرد واحد بالذات رديء الطبع.... حتى الغمغمة الغاضبة في حشد من الناس من ألعن وأسوأ الضوضاء في العالم"(29). ولقد عاش من قبل في ظل "الإرهاب البابوي" حين كانت الجماهير تقذف الرعب في المحاكم. ومذ رأى كثيراً من المذاهب الدينية المولعة بكسب الأنصار،وطرح معظم اللاهوت، إلى حد أنه،كما يقول بيرنت "تحول إلى ملحد جريء ثابت العزم، على الرغم من أنه كان غالباً ما يحتج لي بأنه ليس كذلك، وأنه نطق أنه يعتقد أنه ليس في العالم رجل ملحد. واعترف بأنه لم يستسغ جميع ما فرضه رجال الدين على العالم. وكان مسيحياً، امتثالاً، وآمن قدر طاقته"(30).

وعندما عاد إلى إنجلترا استرد ممتلكاته، وبلغ من الثراء حداً استطاع معه حتىقد يكون أميناً. وخدم شارل الثاني حتى فهم بأمر "معاهدة دوڤر السرية. ودافع عن حق جيمس في عرش إنجلترا، ولكن عارض في إلغاء "قانون الاختيار"، وتطلع إلى حكم بروتستانتي بعد فترة حكم كاثوليكي قصيرة. وحقق آماله حين لعب دوراً قيادياً في انتنطق الحكم بطريقة سلمية من جيمس الثاني إلى وليم الثالث. والتزم هاليفاكس بما يعتقد هونهأنه حق، وما كان لينحاز إلى أي حزب. وخط في "أفكار وتأملات": "أن الجهل يقود معظم الناس إلى الانضمام إلى حزب ما، والخجل يحول بينهم وبين الخروج منه"(31). ولما هوجم بسبب خروجه على اتجاهات الحزب، دافع عن نفسه في كتيب مشهور "شخصية الحول القلب".

إن اللفظة البرئية (قلب حول) لا تعني أكثر من أنه إذا كانت مجموعة من الرجال في قارب. ومال منهم إلى جانب، فلا بد حتى يميل الباقون بنفس القدر إلى الجانب الآخر، ويحدث حتىقد يكون هناك رأي ثالث لأولئك الذين يرون أنه يكفي حتىقد يكون القارب مستوياً أومعتدلاً(32).

وكان في بعض الأحيان عديم الضمير، فصيحاً دائماً، ذكياً بشكل خطير ولما اجتاح صائدوالمناسب الذين ادعوا مساعدة الثورة، بلاط وليم الثالث ناصبوه العداء لأنه نطق: "إن الإوز أنقذ روما، ولكني لا أذكر حتى هذه الأوزات عينت في مناصب القناصل"(33)(1).

ولا بد حتى هاليفاكس ابتسم ساخراً عندما حول "للمؤتمر" نفسه إلى برلمان، ثم عمد إلى ما حسبه أول ما بحاجة إليه الحكومة - ألا هوقسم حديث للولاء والطاعة لوليم الثالث، لا بوصفه رئيساً للدولة فحسب، بل للكنيسة الرسمية كذلك. إنها لإحدى مهازل التاريخ المضحكة، حتى الكنيسة الأنجليكانية وهي التي ظلت لمدة قرن من الزمان تضطهد الكلفنيين (البرسبتريان، والبيوريتانز وغير من مخالفيها) تقبل الآن رئيساً لها كلفنياً هولندياً.

إن أربعمائة من رجال الدين الأنجليكانين المتمسكين بنظرية "حقوق الملوك الإلهية" ومن ثم ينازعون حق وليم في الحكم، رفضوا حتى يؤدوا القسم الجديد. وعزل هؤلاء الرافضون من وظائفهم الكنسية، وشكلوا شعبة أخرى من المنشقين أوالمخالفين. أما الذين أقسموا اليمين فإن كثيراً منهم عملوا ما عملوا مع "تحفظ عقلي"(35) من الممكن أضحك الجزويت الباقين في إنجلترا. ويرى بيرنت "أن مراوغة الكثيرين ومواربتهم في موضوع بمثل هذه القدسية أسهم إسهاماً غير قليل في تدعيم الإلحاد الآخذ في التفاقم(36) "وصعق الإنجليكانيون من ذوي المشارب والأمزجة المتنوعة، حين ألغى وليم - إذعاناً للشعور السائد بشكل طاغ في إسكتلندة - ألغي هناك النظام الأسقفي الذي كان آل ستيوارت قد أقاموه قسراً. وحزن كثير من الأنجليكانيين حين ألفوا وليام يجنح إلى التسامح الديني.

إن وليم الذي نشأ في أحضان الكلفنية الجبرية المؤمنة بالقضاء والقدر لم يطق تعاطفاً مع وجهة النظر الأنجليكانية التي تقضي بإقصاء البرسبتريانز عن الوظائف العامة أومقاعد البرلمان. أنه شجع بالعمل التسامح في المقاطعات المتحدة، ولم يكن يسمح بأي تمييز ديني في صداقاته. إذا الكلفنية الجبرية كانت قد أصبحت بالنسبة لوليم ثقة في النفس وكأنها عامل من عوامل القدر. وفي ظل هذه الثقة ينظر، دون ما تعصب، إلى الانشقاق الديني على أنه في حد ذاته أداة من أدوات تلك "القوة الخفية" أكثر منها شخصية التي سماها تارة "الحظ" وتارة "العناية الإلهية" وأخرى "الله"(37). ورأى في الخلافات الدينية في إنجلترا قوة تمزق الأمة أرباً إذا لم يحد التفاهم والمحبة من مثل هذه القوة. وكانت خطوة بارعة من جانب المجلس المخصوص (أومجلس الملك) حتى يعهد بتقديم (قانون التسامح) الذي أعده، إلى البرلمان، إلى نوتنجهام الذي عهد بأنه ابن غيور بار للكنيسة الأنجليكانية. وأبطل دفاع نوتنجهام عن هذا القانون أمام البرلمان حجة المعارضين المتشددين وجردهم من سلاحهم إلى غير ذلك أقر المجلسان أول إنجازات العهد الجديد دون معارضة تذكر (24 مايو1689). وسمح هذا القانون بحرية العبادة العلنية لكل الفرق التي سلمت بمبدأ التثليث وبأن الكتاب المقدس هبط به الوحي، والتي نبذت صراحة تحول خبز القربان والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وسيادة البابا الدينية. وسمح لأنصار تجديد العماد بتأجيله إلى سن البلوغ. وبمقتضى "قانون تثبيت التسامح" الذي صدر في 1696 جاز للكويكرز باستبدال وعد قاطع بالقسم سالف الذكر. واستثنى التوحيديون والكاثوليك من التسامح. وقام وليم ومجلسه في مشروع "قانون التسامح الكامل" الذي قدم في أواخر 1689، بمحاولة للسماح بدخول جميع طوائف المنشقين إلى الكنيسة الأنجليكانية، ولكن لم تتم الموافقة على هذه المستوى. ولكن لم تتم الموافقة على هذه المستوى. وظل المنشقون محرومين من الجامعات ومن مقاعد البرلمان ومن الوظائف العامة إلا إذا تلقوا الأسرار المقدسة وفقاً للطقوس الأنجليكانية، وجدد في 1697 العمل بقانون يقضي بعقوبة السجن على من يهاجم أية نظرية مسيحية أساسية. ولم يصدر بعد ذلك أي تشريع بالتوسع في الحرية الدينية في إنجلترا حتى 1778 وعلى الرغم من ذلك كان التسامح هنا أكبر منه في أية دولة أوربية أخرى بعد 1685، باستثناء المقاطعات المتحدة. والواقع حتى التسامح اتسعت دائرته في إنجلترا بازدياد قوة إنجلترا إلى الحد الذي تحررت معه من مخاوفها من حتى تغزوها أية دولة كاثوليكية أوتعمل على تخريبها في الداخل.

إن الكاثوليك أنفسهم نعموا في عهد وليم بأمن متزايد. وأوضح الملك أنه ليس في مقدوره حتى يحتفظ بالأحلاف مع الدول الكاثوليكية إذا هوصب العذاب والظلم على رؤوس الكاثوليك في إنجلترا(38). وظل القساوسة الكاثوليك لعشر سنوات يقيمون القداس في دور خاصة. وما كان أحد ليتحرش بهم لوتستروا في شيء من الحزم والحكمة، أمام الجمهور. وفي أخريات عهد وليم (1699)، حين كان للمحافظين (أنصار السلطة الملكية المطلقة) والمتشددين، الغلبة في البرلمان، شددت القوانين ضد الكاثوليك، فتعرض لعقوبة السجن مدى الحياة أي كاهن يدان بإقامة القداس أوأداء أية مهمة كهنوتية أخرى إلا في دار أحد السفراء. وتطبيقاً للقانون كانت ثمة مكافأة قدرها مائة جنية لمن يدبر الإدانة. ونص القانون على نفس العقوبة لأي كاثوليكي يقوم بالتعليم العام للصغار. وما كان يجوز للوالدين حتى يرسلوا أولادهم إلى الخارج لتلقي الفهم وفق الممضى الكاثوليكي. وما كان يجوز لأي فرد حتى يشتري أويرث أرضاً إلا بعد أداء القسم على حتى الملك رئيس الكنيسة، وعلى أنه لا يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. وصودر من أجل الحكومة إرث أي فرد امتنع عن أداء القسم(39). وفي 1689 عفا وليم عن تيتس أوتس وأجرى عليه معاشاً.

السنوات اللاحقة

الحرب في أيرلندة

وجلب الكاثوليك في إيرلندة على أنفسهم اضطهاداً مجدداً بتنظيمهم ثورة تهدف إلى إعادة جيمس الثاني إلى العرش. ذلك حتى ريتشارد تالبوت جمع جيشاً قوامه 36 ألف رجل ونادى جيمس للقدوم من فرنسا ليتولى قيادته. وكان لويس الرابع عشر قد أسكن الملك المخلوع أحد قصوره في سان جرمان، وخصص له ستمائة ألف فرنك سنوياً، وجهز له الآن أسطولاً والى ميناء برست، وودعه بحدثات مشهورة: "أن أحسن ما أرجوه لك إلا يرى الواحد منا الآخر ثانية أبداً(40)". وفي 12 مارس 1689 ألقى جيمس مراسيه في إيرلندة مع ألف ومائتي رجل، ورافقه تالبوت إلى دبلن، حيث نادى برلماناً أيرلندياً، وأعرب حرية العبادة لكل الرعايا المخلصين. واجتمع البرلمان فيسبعة مايووألغى "قانون التسوية" الذي صدر في 1652، وأمر بإعادة الأراضي التي انتزعت من أصحابها منذ 1641 إلى ملاكها السابقين. وأوفد وليم قائده الهيجونوتي شومبرج إلى إيرلندة على رأس عشرة آلاف جندي. ورد لويس الرابع عشر على ذلك بإرسال سبعة آلاف من الفرنسيين المحنكين لمساعدة جيمس. وعبر وليم بنفسه إلى إيرلندة في يونيه في 1690. فلما التقى الجمعان في معركة بوين (أول يوليه) فر جيمس من الميدان مذعوراً، ولوأنه اشتهر بالبسالة يوماً، حين رأى قواته تنهزم. وسرعان ما عاد أدراجه إلى سان جرمان.

وربما ابتهج وليام بعقد الصلح وإقرار السلام مع الإيرلنديين على أساس الوضع الراهن. ولكن الزعماء والقوات البروتستانتية الذي كانوا تحت أمرته، طالبوا بالقضاء التام على العناصر الثورية، وبالاستيلاء على المزيد من أراضي أيرلندة. وعاد وليم إلى إنجلترا تاركاً جيشه تحت قيادة جودرت دي جنكل، إرل أتلون آنذاك، وكان شومبرج قد قضى نحبه في فوزه في بوين. وأوصى الملك جنكل بإصدار عفوعام دون قيد أوشرط، وإطلاق حرية العبادة، وبالإعفاء من أداء القسم بعدم الاعتراف بسيادة البابا، وباسترداد الثوار لضياعهم شريطة حتى يضعوا السلاح(41). وعلى أساس هذه الشروط ضمن جنكل استسلام جولواي وليمرك وبمقتضى معاهدة ليمر (3 أكتوبر 1691) وافق الثوار الإيرلنديون على التسوية التي عرضها وليم. وفي مارس 1692 صدر بيان ملكي يعلن انتهاء الحرب مع أيرلندة.

واستنكر البروتستانت في إيرلندة هذه المعاهدة على أنها استسلام ذليل للبابويين، ولجأوا إلى البرلمان الإنجليزي. ووضع هذا البرلمان على الفور (22 أكتوبر 1691) قانوناً يحرم من عضوية برلمان إيرلندة، جميع من يمتنع عن أداء يمين السيادة وإعلان رفضه لفكرة تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. ورفض البرلمان الإيرلندي الجديد، وكان بروتستانتياً تماماً، الاعتراف بمعاهدة ليمرك. وعلى حين كان وليم منهمكاً في تكتيل أوربا ضد لويس الرابع عشر، سن برلمان دبلن سلسلة جديدة من قوانين العقوبات ضد الكاثوليك في إيرلندة، تنقض صراحة الصلح الذي سقطه وليم وماري من قبل، ونصت هذه القوانين على عدم شرعية الدارس والكليات الكاثوليكية، وعلى حتى القساوسة الكاثوليك معرضون للترحيل خارج البلاد، وعلى أنه ليس للكاثوليكي حتى يحمل سلاحاً، أويمتلك حصاناً تزيد قيمته على خمسة جنيهات، وعلى مصادر أملاك أية وريثة بروتستانتية تتزوج كاثوليكي(42). واستمرت مصادرة أراضي إيرلندة حتى "لم يعد هناك في الواقع أرض تصادر(43). وكادقد يكون من المحال حتى يكسب كاثوليكي إيرلندي قضية في محكمة إيرلندية، وقل حتى صدرت عقوبة على من يقترف جريمة ضد الكاثوليك. واستكمالاً لخراب إيرلندة قضت قوانين برلمان إنجلترا قضاء تاماً على صناعة الصوف التي كانت قد نمت إلى حد منافسة صناعة الصوف في إنجلترا ذاتها، حيث حظرت هذه القوانين تصدير الصوف في إيرلندة إلى أي بلد آخر سوى إنجلترا، وخنقت حتى هذه التجارة نفسها بما وضع من تعريفات جمركية معوقة عمداً (1696). ومن ثم انتشر الفقر والتسول والمجاعة والتمرد على القانون في الجزيرة، خارج نطاق "البال" الإنجليزي (قسم في شرق إيرلندة حول مدينة دبلن). وفي الستين عاماً التي أعقبت الثورة الجليلة هاجر من إيرلندة نصف الكاثوليك الذي كان عددهم يقرب من المليون في 1688، أي حتى أزكى الدماء وأطيب العناصر نزحت إلى البلاد الأجنبية.

وازدهرت آنذاك جميع الطبقات الاقتصادية في إنجلترا فيما عدا طبقة الكادحين (البروليتاريا) وطبقة الفلاحين. وعانى عمال النسيج من المنافسة الأجنبية ومن الاختراع. وفي 1710 أضرب عمال الجوارب بسبب إدخال أنوال الجوارب واستخدام الغلمان لتشغيلها لقاء أجور منخفضة(44) على حتى الإنتاج القومي كان آخذاً في الارتفاع. ويمكن حتى نحكم على هذا الارتفاع من زيادة متوسط إيرادات الحكومة من 500 ألف جنيه في القرن السادس عشر إلى سبعة ملايين ونصف المليون من الجنيهات في القرن السابع عشر(45). وقد ترجع الزيادة إلى حد ما إلى التضخم، ولكنها نتجت أساساً من التوسع في الصناعة وفي التجارة الخارجية.

ومع هذا لم يكن الدخل كافياً، لأن وليم كان يجند الجيوش لمحاربة لويس الرابع عشر، فارتفعت الضرائب إلى حد لم يسبق له مثيل، بل اشتدت الحاجة إلى مزيد من المال. وفي يناير 1663 أحدث شارل مونتاجو- إرل هاليفاكس الأول - بوصفه وزير الخزانة تغييراً أساسياً في مالية الحكومة، بإقناع البرلمان بطرح قرض عام قدره 900 ألف جنيه، ووعدت الحكومة بدفع 7% فائدة سنوية عنه. وفي أخريات 1963، حين زادت النفقات عن الإيرادات، اتفق جماعة من أصحاب المصارف على إقراض الحكومة مبلغ مليون ومائتي ألف جنيه بفائدة قدرها 8% تحصل من رسم إضافي على السفن. وكان فكرة القروض المتحدة (الجماعية) هذه، قد اقترحها وليم باترسون قبل ذلك بثلاثة أعوام. واتى الآن مونتاجوفعززها من الناحية الرسمية. وأقر البرلمان هذه الخطة. واتباعاً للسوابق التي جرى عليها العمل في جنوه والبندقية وهولندا، عمد المقرضون إلى تنظيم أنفسهم فيما يسمى "محافظووشركة بنك إنجلترا" الذي صدرت براءة تأسيسه في 27 يوليه 1694. واقترضوا هم النقود من مصادر مختلفة بثمن 4.5% وأقرضوها للحكومة بثمن 8%، وجنوا أرباحاً إضافية عن طريق القيام بكل الأعمال المصرفية. إلى غير ذلك نشأ بنك إنجلترا، وقدم للحكومة قروضاً أخرى. وفي 1696 حصل من البرلمان على حق احتكار مثل هذه القروض.

وبعد تقلبات كثيرة مر بها هذا البنك، أصبح العامل الرئيسي في استقرار الحكومة الإنجليزية المشهور منذ اعتلاء وليم وماري عرش إنجلترا حتى يومنا هذا. ومنذ 1694 أصدر البنك أوراقاً نقدية تضمنها الودائع، قابلة للدفع بالمضى، عند الطلب. وتداولها المتعاملون على أنها مال قانوني، فكانت أول عملة ورقية حقيقية غير زائفة في إنجلترا(46).

واشتهر عهد مونتاجوفي وزارة الخزانة بعمل ممتاز آخر، هوإصلاح العملة المعدنية. ذلك ان العملة الجيدة التي سكت في عهد شارل الثاني وجيمس الثاني اختزنت أوصهرت أوصدرت. أما العملة المشوهة أوالتالفة منذ أيام اليزابيث وجيمس الأول، فقد طرحت للتداول والاستعمال، وفقدت في القوة الشرائية جزءاً لا يستهان به من قيمتها الاسمية. ونادى مونتاجوأصدقاءه جون لوك واستحق نيوتن وجون سومرز ليعدوا لإنجلترا عمله اكثر استقراراً فصمموا بتر نقد جديدة ذات حافة مسننة تتحدى التشويه. واستردوا العملة القديمة وسحبوها من التداول بقيمتها الاسمية، وتحملت الحكومة الخسارة الناجمة عن ذلك. وصار لإنجلترا نقد ثابت سليم، كان مثار حسد أوربا، ومثالاً تحتذيه. وفي 1689 فتحت بورصة الأوراق المالية في لندن، وبدأت فترة مضاربة مالية، سرعان ما أنتجت "شركة البحر الجنوبي" (1711) وانفجار "فقاعتها" (1720). وفي 1688 أقام إدوارد لويد في أحد مقاهي لندن شركة للتأمين تعهد الآن بكل بساطة تبعث على الفخر بأسم (لويدز) وفي 1693 أصدر أدموند هاللي أول نشرة وفيات معروفة. وأكدت هذه التطورات المالية ووسعت دور المصالح القائمة على المال في شئون إنجلترا، وحددت بداية الأهمية المتزايدة للرأسماليين - الذين يمدون برأس المال والذين يديرونه - في بريطانيا.

وفوق الاقتصاد الآخذ في التوسع احتدمت المعركة السياسية حول النزاع على السلطة بين المحافظين (التوري) مالكي الأرض وبين الأحرار (الهويج) جامعي الثروات، وبين الإنجليز والإسكتلنديين، وصحب هذا مؤامرات لقتل وليم، ومشروعات لإعادة جيمس إلى العرش. ولم يكن وليم مهتماً بالشئون الداخلية في إنجلترا، أنه غزاها أساساً، ليجمع بينها وبين هولندا (موطنه الأصلي) ودول أخرى، لتقف جميعاً في وجه لويس الرابع عشر، أوكما نطق هاليفاكس من قبل: "أنه استولى على إنجلترا وهوالطريق إلى فرنسا(48)" ولما اكتشف الإنجليز حتى هذا هوشغله الشاغل أوالشعور المستولي عليه فقد جميع شعبيته ولم يعد ملكاً محبوباً. وقد يقسودون مبالاة، كما وقع حين أمر باستئصال عشيرة مكدونالد في جلنكولتأخرها في إعلان ولائها له (1692)، وكان "صموتاً فظاً غليظاً في المعاشرة" لأنه كان يتحدث الإنجليزية بصعوبة. ولم يعن كثيراً بالسيدات. وكان سلوكه على المائدة يدعوإلى الاشمئزاز، حتى أطلق عليه سيدات المجتمع في لندن "الدب الهولندي الوضيع(49)" وأحاط نفسه بحراس ورفاق هولنديين، ولم يخف رأيه في تفوق الهولنديين تفوقاً عظيماً على الإنجليز في المقدرة الاقتصادية والتفكير السياسي والأخلاقي وفهم حتى كثيراً من النبلاء يفاوضون جيمس الثاني سراً. ووجد الفساد يستشري حوله إلى درجة تلوثه هونفسه، واتجر في شراء أصوات أعضاء البرلمان. وكان الخير جميع الخير فيما يمكن عمله لكبح جماح فرنسا الهائجة المتحفزة.

وحيث هجر وليام الشئون الداخلية لوزرائه، فقد بدأ عهد الوزراء الأقوياء (1695) و"الوزارات" المتضامنة في المسؤولية والعمل، والتي يسيطر عليها رجل واحد، هوفي العادة وزير الخزانة. وفي 1697 اتى أعداؤه المحافظون (التوري) أثر انقلاب انتخابي، ومن ثم حدوا من سلطانه ونازعوه سياسته الخارجية، إلى حد أنه فكر في الاعتزال (1699). ولكنه حين رقد رقدته الأخيرة (8 مارس 1702) وقد أنهك الربووالسل جسمه، كان يمكن حتى يتعزى عن هزائمه في الداخل حين يدرك جميع الإدراك أنه هيأ لإنجلترا مشاركة أكيدة في "الحلف الأعظم" (1701) الذي استطاع بعد اثني عشر عاماً من الصراع، حتى يخضع ويذل الملك البوربوني العظيم، وينقذ استقلال أوربا البروتستانتين، ويطلق يد إنجلترا في بسط نفوذها على العالم.

(1) حتى قأقأة الأوز المقدس المنزعج في الكابيتول أيقظت الحامية الرومانية لتصد غارة ليلية قام بها الكلت في 390ق.م(34).

العودة إلى المنفى والموت

The Château de Saint-Germain-en-Laye, James's home during his final exile

السلف

Of James II's 16 great-great-grandparents, ثلاثة were Scottish, ثلاثة French, 2 Danish, 2 German, 2 Spanish, 2 Italian, 1 Austrian and 1 Hungarian, giving him a thoroughly cosmopolitan background.

أنجاله

انظر أيضاً

  • Divine Right of Kings
  • Touch Pieces
  • List of James II deserters to William of Orange

هوامش

  1. ^ In Scotland, he was called James VII, as there were six previous kings of that nation named James.
  2. ^ Stuart, Catherine Laura
  3. ^ Stuart, Charles of Cambridge, Duke of Cambridge
  4. ^ Stuart, Charlotte Maria

المصادر

  • Ashley, Maurice, The Glorious Revolution of 1688, Charles Scribner's Sons, New York 1966. ISBN 0-340-00896-2.
  • Belloc, Hilaire, James the Second, J.B. Lippincott Co, Philadelphia 1928.
  • Callow, John, The Making of King James II: The Formative Years of a King, Sutton Publishing, Ltd, Thrupp, Stroud, Gloucestershire, 2000. ISBN 0750923989.
  • Clarke, James S. (Editor), The Life of James II, London, 1816
  • Chapel Hill: The Virginia Historical Society by University of North Carolina Press.
  • Hallam, Henry, The Constitutional History of England from the Accession of Henry VII to the Death of George II, W. Clowes & Sons, London, 1855.
  • Harris, Tim, Revolution: The Great Crisis of the British Monarchy, 1685–1720, Penguin Books, Ltd., 2006. ISBN 0713997591.
  • "James II," Encyclopædia Britannica, 11th ed. London, 1911: Cambridge University Press.
  • Kenyon, J.P., The Stuart Constitution 1603–1688, Documents and Commentary, 2d ed., Cambridge University Press, Cambridge 1986. ISBN 0521313279.
  • MacLeod, John, Dynasty, the Stuarts, 1560–1807, Hodder and Stoughton, London 1999. ISBN 0340707674.
  • Macauley, Thomas Babington, The History of England from the Accession of James the Second, 1848. Penguin Books Edition, New York 1968, 1986. ISBN 0140431330.
  • Miller, John, James II, 3d. ed. Yale University Press, New Haven 2000. ISBN 0-300-08728-4
  • McFerran, Noel S. (2003). "James II and VII."
  • Prall, Stuart, The Bloodless Revolution: England, 1688, Anchor Books, Garden City, New York 1972.
  • Royle, Trevor, The British Civil Wars: The Wars of the Three Kingdoms, 1638–1660, Little, Brown, 2004. ISBN 0312292937.
  • Turner, Francis C., James II, Eyre and Spottiswoode, London, 1948
  • Waller, Maureen, Ungrateful Daughters: The Stuart Princesses who Stole Their Father's Crown, Hodder & Stoughton, London, 2002. ISBN 031230711X.

وصلات خارجية

  • James II Chronology
  • King James II on Find-A-Grave
جيمس الثاني من إنگلترة
آل ستوارت
وُلِد: 14 أكتوبر 1633 توفي: 16 سبتمبر 1701
ألقاب ملكية
سبقه
تشارلز الثاني
ملك إنگلترة
1685 - 1688
تبعه
وليام وماري
ملك إسكتلندة
1685 - 1688
ملك أيرلندا
1685 - 1688
الملكية البريطانية
سبقه
تشارلز الثاني
وريث العرش الإنگليزي، الإسكتلندي والأيرلندي
as heir presumptive
30 يناير 1649 –ستة فبراير 1685
تبعه
ماري الثانية
مناصب سياسية
شاغر Lord High Admiral
1660 - 1673
تبعه
تشارلز الثاني
سبقه
The Earl of Winchilsea
Lord Warden of the Cinque Ports
1660 - 1673
تبعه
John Beaumont
سبقه
The Duke of Lennox
Lord High Admiral of Scotland
1673 - 1701
تبعه
The Duke of Richmond
سبقه
The Duke of Lauderdale
Lord High Commissioner to the Parliament of Scotland
1680 - 1685
تبعه
The Duke of Queensberry
سبقه
تشارلز الثاني
Lord High Admiral
1685 - 1688
تبعه
وليام الثالث
نبيل إنگليزي
منصب مستحدث دوق يورك
5th creation
1644 – 1685
{{{reason
Peerage of Scotland
منصب مستحدث دوق ألباني
6th creation
1660 – 1685
{{{reason
ألقاب المطالبة
فقدان اللقب — حامل لقب —
Jacobite King of England and Scotland
1688 - 1701
تبعه
جيمس الثالث
— حامل لقب —
Jacobite King of Ireland
1690 - 1701


]]


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:19:49
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, ملوك إنگليز, ملوك إسكتلنديون, مطالبون بعرش مملكة فرنسا (پلانتاجنيه), أمراء إنگليز وإسكتلنديون, أمراء إسكتلنديون, بيت ستوارت, ملوك كاثوليك, متحولون للكاثوليكية, أنگليكانيون متحولون للكاثوليكية, كاثوليك إنگليز, تاريخ الكاثوليكية في بريطانيا, Lord High Admirals, إنگليز من أصل فرنسي, إنگليز من أصل إسكتلندي, Dukes in the Peerage of England, Dukes in the Peerage of Scotland, دوقات يورك, دوقات ألباني, فرسان الوشاح, Lords Warden of the Cinque Ports, Earls in the Peerage of Ireland, زملاء الجمعية الملكية, ملوك بريطانيون مدفونون في الخارج, مواليد 1633, وفيات 1701

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البرهان يحذر: حملات تشويه تطال قوات الأمن في السودان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:23
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

موسكو تجلي 95 ألف شخص من لوغانسك ودونيتسك لروسيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:27
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

وزير الدفاع الروسي تحت سيف العقوبات.. دبلوماسيون يؤكدون

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:25
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 93%

اعتماد دعوى جماعية ضد بعض أعضاء مجلس إدارة وموظفي "وقاية للتأمين"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:45
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 93%

جونسون: سنقدم مزيداً من السلاح إلى كييف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:24
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 89%

الأهلي المصري يتلقى دفعة قبل مواجهة صن داونز

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:50
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

أميركا: سنعزل بوتين عن تكنولوجيا الغرب إذا صعّد بأوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:35
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 97%

بكين لواشنطن: تصبون الزيت على النار وتشعلون الحرب

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:26
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 93%

هكذا احتفى 20 سعودياً بيوم التأسيس تحت الماء

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:46
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

الصراع الروسي الأوكراني يشعل أسعار المعادن.. فلماذا؟ | آخر الأخبار

المصدر: CNBC عربية - الإمارات التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:58
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 79%

"الباحة" تحدد فترة تداول حقوق الأولوية والاكتتاب في الأسهم الجديدة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:48
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 100%

باريس: بوتين يسعى لـ"إلغاء" أوكرانيا كدولة ذات سيادة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:24
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 100%

العقوبات الأوروبية ضد روسيا تدخل حيز التنفيذ.. اليوم أو غداً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:25
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 91%

زعيم منطقة دونيتسك: نفضل حل مسائل الحدود مع كييف سلمياً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:23
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 99%

الدبيبة أو باشاغا؟ المجلس الأعلى للدولة يحسم قراره اليوم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:40
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 85%

تعاون بين بورصتي الكويت وأبوظبي لتوحيد الإجراءات وتعزيز السيولة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 15:16:44
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 85%

تحميل تطبيق المنصة العربية