البيضاء تتصالح مع المكون العبري


اتفاقيتان بطابع تربوي لتقريب التلاميذ من الثقافة اليهودية المغربية

منذ ما يقارب ربع قرن على ميلاد “المتحف اليهودي” بالبيضاء، آن لهذه المؤسسة أن تنبعث من جديد، وتنفتح أكثر على المحيط التربوي والمؤسسات التعليمية، من أجل تقريب التلاميذ من المكون العبري وتاريخه.
“المتحف اليهودي” الذي كان حلما راود الغيورين على الثقافة اليهودية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الثقافة المغربية، تَشَكّل في زمن كان يعتبر فيه الحديث عن هذا المكون نوعا من الترف الذهني، أو تطبيعا مقنعا، ليتضح أن رغبة المغرب في المصالحة مع مكوناته الثقافية خيار إستراتيجي لا محيد عنه.
ولم تكن البيضاء بتاريخها الممتد تقل أهمية عن بقية مدن ومناطق المغرب التي كان فيها الحضور اليهودي بارزا، في عدة مجالات، بما يرمز له ذلك الحضور إلى التعدد والتنوع والتعايش بين الملل والأعراق المختلفة التي تميز المغرب.
وفي غمرة صحوة المصالحة مع الذات، والتي تبدت إشاراتها في اعتراف الدستور المغربي بالمكون العبري، وتعزيز استعادة ملامح الثقافة اليهودية المغربية، إلى جانب مكونات أخرى، وافتتاح مؤسسة “بيت الذاكرة” بالصويرة، ثم إفساح المجال لإدراج جوانب من تاريخ اليهود المغاربة بالمقررات التعليمية، جاء توقيع اتفاقيتين، أول أمس (الخميس)، بمقر المتحف اليهودي المغربي، من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش لدى الناشئة. ووقعت الاتفاقية الأولى بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة البيضاء سطات، ومؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، فيما جمعت الاتفاقية الثانية بین ثانوية الوفاء الإعدادية التابعة للمديرية الإقليمية بالبيضاء أنفا، وثانوية ابن میمون بالبيضاء، وثانوية “ليوطي”، التابعة للبعثة الفرنسية بالمغرب.
وتهدف الاتفاقية الأولى، التي وقعها عبد المومن طالب مدير الأكاديمية وسيرج بيرديغو رئيس مؤسسة التراث الثقافي اليهودي، إلى إحداث “أندية التسامح، والتعايش” بالمؤسسات التعليمية التابعة لهذه الجهة، وتعريف الناشئة بالتراث الثقافي المغربي المتميز بتنوع روافده.
وتتضمن الاتفاقية على الخصوص تنظيم أنشطة ثقافية وفنية، وزيارات مجانية للمتحف الثقافي اليهودي المغربي لفائدة المتعلمات والمتعلمين والأطر الإدارية والتربوية.
أما الاتفاقية الثانية فتهدف إلى إحداث فضاء للتسامح والعيش المشترك بثانوية الوفاء الإعدادية الذي سيضم قاعات تخصص لاحتضان ورشات تفاعلية، ومعارض، وندوات، وأنشطة مشتركة لدعم قيم التسامح والعيش المشترك، تشارك فيها تلميذات وتلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية.
واعتبر طالب أن الإقدام على هذه المبادرة “يتوخى تنمية وتكريس القيم الإنسانية لدى الناشئة، وتربيتها على مبادئ التسامح والمواطنة الحقة والعيش المشترك والقبول بالآخر، فضلا على إحداث فضاءات لترسيخ تلك القيم لدى التلاميذ بإقامة أندية التسامح والعيش المشترك”.
وأبرز، في كلمة للمناسبة، أن الغاية من هذه الفضاءات فتح نقاش عبر تنظيم أنشطة مشتركة، وفتح أبواب المتحف أمام الأجيال الصاعدة، مواطني الغد، لتعريفهم بهذا المكون الأساسي في الثقافة المغربية.
أما سيرج بيرديغو فقال إن المؤسسة، التي يمثلها، تسعى إلى ضمان استمرار النموذج المغربي نموذجا أصيلا للتعايش والتسامح الحقيقي منذ العصر الذهبي للأندلس، مشيرا إلى أنه على مدى سنوات لوحظ أثر المتحف اليهودي على الشباب المتطلع للمعرفة والفهم والانفتاح، ومن المهم على هذا المستوى تدعيم كل المبادرات الرامية إلى تشكيل جبهة لمواجهة التطرف بكل أشكاله وأيا كان مصدره.
وحضر توقيع الاتفاقيتين عزيز دادس، عامل عمالة مقاطعات أنفا، وممثلون عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وأعضاء مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، ومجموعة من الأطر الإدارية والتربوية على المستويين الجهوي والمحلي.
عزيز المجدوب

تاريخ الخبر: 2021-03-09 11:20:34
المصدر: جريدة الصباح - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:43
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 18:25:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية