"الجزائر" تجيش ذبابها الإلكتروني ضد "العرايشي" لإيقاف مسلسل "فتح الأندلس" و"مغاربة" للأسف الشديد ابتلعوا "الطعم"

 

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
أمر جميل ومحمود جدا أن يناقش المواطنين على اختلاف أنماطهم الفكرية وطبقاتهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية وحتى الإيديولوجية -يناقشوا- كل الأمور التي تتعلق بوطنهم الأم، أيا كان الموضوع، لكن أن يقوم أعداء الوطن باستغلال نقاش داخلي من أجل تصفية حساباته مع المغرب، فهذا أمر ينبغي على كل مغربي غيور على وطنه أن يتصدى له بكل السبل المتاحة، تماما كما حصل ويحصل هذه الأيام، بعد أن تم الركوب على الجدل القائم حول المسلسل التاريخي "فتح الأندلس" من قبل ذباب إلكتروني محسوب على الجارة الشرقية، حاول بشتى الطرق، تحريك نعرات الحقد والكراهية بين المغاربة، وكان من بين ما رفع من مطالب مزيفة باسم المغاربة، "هاشتاغ".. "العرايشي إرحل"، وهنا كان لابد من طرح أسئلة عريضة وعميقة جدا، حول سبب انتشار هذا "الهاشتاغ"؟ ولماذا في هذه الظرفية بالذات التي تتسم بعودة العلاقات المغربية الإسبانية؟ ومن له المصلحة في أن يرحل "العرايشي" وإن كان الرجل لا يتحمل كل المسؤولية التي حملت له، على اعتبار أن هناك تراتبية في المسؤولية ولو أنه المسؤول الأول على القطب العمومي بالمغرب.. أسئلة عديدة تطرح بقوة ولابد قبل إصدار أحكام قيمة جاهزة، أن نحلل الأمور بشكل عقلاني ونربطه بالأحداث الأخيرة والمستجدات التي تمر منها البلاد.
‎وبالرجوع إلى المسلسل التاريخي "فتح الأندلس" الذي أثار كثيرا من الجدل، بسبب بعض المغالطات التاريخية والحقائق المزيفة التي تم تضمينها في هذا العمل بحسب عدد من المتتبعين والمهتمين، فالأمر يبقى واردا إن لم يكن ذلك مقصودا، لأن التاريخ بمجمله يبقى "نسبي" وليس مطلق كما يعتقد البعض، لأن توثيق مثل هذه الأحداث مرتبط أساسا بمدى صدقية من قام بذلك على مر التاريخ، بيد أن مثل هذه الأعمال التاريخية غالبا ما تثير نقاشا ساخنا، لأن التاريخ كما قلنا من قبل يكتب من زوايا مختلفة وبخلفيات مختلفة أيضا، وكدليل على ذلك، الجدل الكبير الذي أثارته أعمال عديدة تناولت على سبيل الذكر لا الحصر قصة "الحروب الصليبية" و"الناصر صلاح الدين"، إلى أن تمكن "ريدلي سكوت" مخرج سلسلة "مملكة الجنة" (Kingdom of Heaven) من تحقيق إجماع حول جودة العمل بعد احترامه لكل المعطيات التاريخية الموثقة في الكتب، ولكن هذا لا يعني أن كل الأعمال السابقة لم تكن جيدة أو كانت سيئة تماما، لأن المواقف والأفكار بل وحتى الأذواق تبقى "نسبية" كما قلنا من قبل، ولكل ما جرى ذكره، يمكن اعتبار مسلسل "فتح الأندلس" امتدادا لهذا النقاش الداخلي الساخن والجدي، لكن شريطة ألا يتم توظيفه من أجل تصفية حسابات سياسية مقيتة، أو أن يتم جعله مطية لاستهداف أسماء بعينها أو مسؤولين بالذات.
‎ومن زاوية أخرى، فمسلسل "فتح الأندلس" هو عمل من إنتاج خليجي وأموال خليجية، أشرف على إخراجه الكويتي "محمد العنزي"، وليس إنتاجا مغربيا خالصا كما يزعم البعض، وهي مسألة غير مقبولة بتاتا، بل وتسائل حس المسؤولية لدى كثير من الكتاب والسيناريست المطالبين اليوم بضرورة النبش في تاريخ المغرب العريق، من أجل كتابة أعمال تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتذكر هذا الجيل بملاحم وأمجاد الأجيال السابقة، ولعل تاريخ المغرب التليد، زاخر بمثل هذه المواضيع الأحداث التي تستحق أن توضع في قالب تلفزيوني صرف يقرب المتلقي المغربي من هذه الأحداث التاريخية، عوض التوجه نحو "السيتكومات" والمسلسلات الكوميدية المستهلكة، التي باتت محط انتقاد الجميع.
‎إن الغرض من هذا المقال، ليس الدفاع عن "العرايشي"، وإن كان هو المسؤول عما حصل، فيتحمل مسؤوليته، لكن الهدف الأساس هو توجيه انتباه المغاربة إلى كثير من الأمور التي الأحداث والمواضيع التي يتم توظيفها خارجيا من أجل خلق البلبلة والقلاقل بين أبناء هذا الوطن، وإن كان "العرايشي" لم يشرف على إنتاج هذا العمل لا من قريب ولا من بعيد، بل انتهت مهمته في الحصول على حقوق بث هذا العمل، لأجل ذلك لا يمكن للمغاربة أن يكونوا بهذه السذاجة التي تجعلهم ينساقون بسهولة وراء حملات خارجية مغرضة، ويرددوا كلاما هم في الأصل غير موقنين من صحته، والأكيد أن مسلسل "فتح الأندلس" الذي يعرض حاليا عبر العديد من الفضائيات العربية، ويحكي أمجاد المغاربة من خلال قصة الفاتح "طارق إبن زياد"، لا يمكن لأعداء الوطن والمتربصين به أن يظلوا مكتوفي الأيدي أو صامتين، ولكم أن تتذكروا حجم السرقات التاريخية التي قاموا بها بـ"العلالي" في حق موروثنا الثقافي، من قبيل "الكسكس" و "القفطان".. حتى "طارق ابن زياد" زعموا أنه "جزائري"، لذلك لا غرابة في أن يشككوا في كل ما من شأنه أن يقوي مكانة وقيمة المغرب لدى العرب والعالم عموما، وما رفع هاشتاغ " العرايشي إرحل" إلا وسيلة للضغط عليه من أجل إيقاف هذا العمل الذي أصاب الجارة الشرقية في مقتل وأظهرها مثل "المرأة العاقر" التي لم تنجب ولم تخلف وراءها تاريخ تذكر به، نعم يا سادة، جارة السوء هي من تقف خلف هذه الحملة المسعورة، والسبب واضح وضوح الشمس، الضغط على القناة الأولى من أجل إيقاف بث مسلسل "فتح الأندلس" الذي يحتفي بالقائد المغربي طارق بن زياد فاتح بلاد الإسبان وقاهرها..

تاريخ الخبر: 2022-04-12 18:23:28
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية