رونار عامل النظافة الذي تزوج أرملة معلمه.. مشاهد من حياة مدرب قهر أرجنتين ميسي


حمزة فاوزي

هو هيرفي رونار الفرنسي الذي نجح في تطبيق فلسلفة كروية متميزة، يلقبونه بـ”الثعلب” ليس فقط لأن اسمه يوحي بذلك، بل حتى قسمات وجهه تعبر عن مكره الذي يتحول لسلاح مخيف يرعب ضحاياه كان أخرها رفاق البرغوت الأرجنتيني ليونيل ميسي.

 

في أواخر الستينيات من القرن الماضي ستعرف فرنسا ميلاد الثعلب هيرفي الذي وجد من لعبة كرة القدم منفذا لتطبيق مكره وذكائه، فبعد أن صال وجال الملاعب الفرنسية كلاعب كرة قدم محترف مع فريق إس سي دراغينيان في عام 1999، فضل رونار ترك قبعة “اللاعب المحترف” لتسلم منصب مساعد مدرب في الفريق الصيني غويزهو رينهي رفقة كلود لوروا من عام 2002 إلى 2003، وبعدها سيمر رينار من تجارب عدة طبعها الفشل والتعثر في إنجلترا، غير أن اسمه سينفض عنه الغبار وسيلمع بعد عودته رفقة المدرب الشهير كلود لوروا كمساعد له للإشراف على المنتخب الغاني.

 

لم يجد الثعلب رونار صعوبة في التأقلم مع الأدغال الإفريقية التي سرعان ما تحولت لموطنه الجديد، والتي نجح من خلالها في وضع اسمه من ذهب، وفرض فلسفة كروية جديدة، يطبعها الانضباط التكتيكي وإرهاق الخصوم القوية ثم الهجوم عليها بالمرتدات في الدقائق الأخيرة، وبدأت رحلة الثعلب في القارة السمراء كمدرب من بوابة المنتخب الزامبي الذي نجح في الوصول به إلى ربع نهائي كأس إفريقيا بعد 14 عاما وهو إنجازا ما يزال الشعب الزامبي يتذكره إلى اليوم.

 

غير أن رونار سيغادر المنتخب الزامبي في سنة 2012 وهي السنة التي توج فيها بكأس إفريقيا، وسط حسرة كبيرة للزامبيين الذين لم يفكروا في رحيل من أعاد لهم الأمجاد وجعل لهم اسما يهابه كبار القارة السمراء، غير أن رينار أراد الاستراحة من الأدغال اللإفرقية والعودة لموطنه فرنسا من بوابة الفريق المغمور “سوشو”، غير أن الثعلب وجد نفسه تائها وهو بعيد عن القارة السمراء، فقرر العودة من بوابة منتخب ساحل العاج التي ستكون مرحلة ذهبية بامتياز سيظفر فيها للمرة الثانية بلقب كأس إفريقيا لسنة 2015 ليسجل رقما تاريخيا كأول مدرب يفوز بكأس إفريقيا بمنتخبين مختلفين، غير أن رونار سيخلق الجدل بعد رحيله مجددا للدوري الفرنسي للإشراف على فريق ليل العريق غير أن سوء النتائج ستعجل برحيله وستطبع في دهنه وفي ذهن الجميع أن مكر وخداع وقوة الثعلب رونار تصلح للمنتخبات فقط.

 

وهو ما عمد المدرب الفرنسي إلى تطبيقه سنة 2016، فلم يتردد ولو لثانية للإجابة بنعم للإشراف على المنتخب المغربي الذي كانت أحلامه واقعية وجذابة، كما أن الإمكانيات التي يوفرها مغرية، إذ سينجح الثعلب رونار في كسب قلوب المغاربة ويضع اسمه في ذاكرتهم لحدود الساعة، فهو صاحب إنجازات لم يفلح فيها البعض ممن سبقه، وهو من أعاد الشغف لتشجيع المنتخب، وهو من خفف من حدة الإحباط التي كانت ترافق المغاربة عند متابعة مباريات المنتخب، ففي سنة 2017 نجح هيرفي رينار في بلوغ ربع نهائي كأس إفريقيا، ليحقق في السنة المقبلة ما كان جل المغاربة ينتظرونه وهو الصعود لكأس العالم، وهو الإنجاز الذي سيبقى في ذاكرتنا نحن المغاربة لمدة طويلة.

 

غير أن هيرفي رونار يعشق الرحيل حتى ولو وجد حبه الأبدي، فهو لم يخفي في أي مناسبة حبه للمغرب والمغاربة، ولمح لأكثر من مرة رغبته في الاستقرار بهذا البلد، غير أن خيبة سنة 2019 بعد الإقصاء على يد منتخب البنين، ستدفع برينار مجددا لإعلان الرحيل، وهو النبأ الذي تقبله المغاربة ببرود وحزن، غير أن من أحس بالحزن الحقيقي هو رينار نفسه، فالارتباط الذي حققه في هاته السنوات القليلة والفرحة التي تقاسمها مع شعب يعشق كرة القدم حتى النخاع جعلته يغادر الأدغال الإفريقية، إذ رفض تدريب منتخب إفريقي كبير هو مصر، وتوجه بعدها لتدريب المنتخب السعودي في تجربته الأسيوية الجديدة التي بدأها بمكره المعتاد إذ صعد بالخضر للمونديال قطر، وحقق فوزا تاريخيا على المنتخب الأرجنتيني، وجعل الأسطورة ليونيل ميسي تائها وسط خط التسلل.

 

لكن خلف قصة رونار الكروية المتميزة توجد قصة أخرى مثيرة تطبعها القساوة والمغامرة، فوصوله للنجومية كأبرز مدربي العالم كان عبر نفق مظلم ثابر فيه الثعلب رونار بكل جهده، فبعد أن اعتزل كلاعب كرة قدم جد متواضع، قرر رونار العمل كجامع نفايات بفرنسا ثم كعامل نظافة بالمحلات التجارية، ليؤسس بعدها شركته الخاصة في تدوير القمامة والتي كان يديرها بنفسه بسبب الصعوبات المالية التي تقطع الطريق أمامه وتوظيف عاملين أخرين.

 

وبعيدا عن الحياة الكروية والصعوبات المادية التي واجهها رونار، خلق الأخير الجدل بعدما قرر الزواج من أرملة معلمه الراحل برونو ميتسو، السينغالية فيفيانا دياي، والتي وقع في غرامها بعدما كان بجوار معلمه في أنفاسه الأخيرة بسبب مرضه، ليحظى بعدها رونار بحياة أسرية سعيدة عنوانها طفليهما كيفين وأدري

تاريخ الخبر: 2022-11-25 12:20:14
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 61%
الأهمية: 74%

آخر الأخبار حول العالم

تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه “البيرييه” من الاسواق

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية