فيلهلم دلتاي

فيلهلم دلتاي (1911-1833)، فيلسوف وطبيب نفسي وعالم اجتماع ألماني، يعتبر الممثل الرئيسي للفلسفة بوست-هيغلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن 20. سعى إلى استخدام فئات كانط التصاعدية في ميادين علوم الروح، أي العلوم الإنسانية إلا وهي، جيستيسويسينشافتين، وفي العلوم التاريخية من خلال نقد العقل التاريخي، فاتحا بهذا الطريق أمام "فلسفة رؤى العالم" ويلتانشاوونجسفيلوسوفي، أي نقد تاريخي للعقل.

دلتاي يعتبر من الفلاسفة الأكثر نفوذا في فلسفة الحياة. وقد ارتبط ارتباطا وثيقا بالحركة التاريخية أوبفلسفة التاريخ، التي اعتبرها فلسفة للفهم.التي هي أداة للكشف عن الحياة في الحياة. تفكير دلتاي يرتكز أساسيا على ما يلي: - قبوله للنظرية القائلة بأن الفلسفة تنشأ من معضلة الحياة اليومية.- قبوله بأن الفلسفة يجب حتى ترتبط ارتباطا وثيقا بفهم الحياة.

أحد ثوابت فكر دلتاي: الوعي بتاريخية الموجود البشري، إذ الإنسان تاريخي لأنه يعيش في الزمان ولا يتحدد وجوده، في نهاية المطاف، إلا بالميلاد والموت، ويتألف من سلسلة حلقاتها "ماض وحاضر ومستقبل". والعلاقة بين الأفراد تاريخية أيضا، ومن هنا فإن عالم الإنسان هوعالم التاريخ.

أعماله

فهم النفس

كان دلتاي مهتماً بفهم النفس. في كتابه أفكار تهتم بفهم النفس الوصفي والتحليلي المنشور عام 1894، وصف الفرق بين فهم النفس التفسيري وفهم النفس الوصفي (المعروف أيضاً فهم النفس التحليلي): باستخدام مصطلحاته، فهم النفس التفسيري هودراسة الظواهر النفسية من وجهة نظر الشخص الثالث (أي إنسان حيادي)، والتي تتضمن الخضوع لنظام قائم على السببية، في حين يُعتبر فهم النفس الوصفي منهجاً يحاول تفسير الآلية التي تجتمع فيها عمليات ذهنية مختلفة في «الشبكة البنيوية للوعي».

يعتمد هذا التفريق على الفرق الأكثر عمومية بين العلوم التفسيرية من جهة، والعلوم الوصفية المعتمدة على مبدأ الفهم الفلسفي من جهة أخرى.

في كتابه اللاحق بناء العالم التاريخي في فهم الاجتماع الصادر عام 1910، استخدم مصطلحاً بديلاً هوفهم النفس البنيوي للإشارة إلى فهم النفس الوصفي.

فهم الاجتماع

كان دلتاي مهتماً أيضاً بالمجال الذي يُعهد في القرن الحادي والعشرين باسم فهم الاجتماع، على الرغم من معارضته لهذه التسمية، إذ كان فهم الاجتماع في ذلك الوقت مقتصراً على أفكار أوغست كونت وهربرت سبنسر. اعترض على افتراضاتهما الجدلية/التطورية حول التغيرات الضرورية التي يجب حتى تمر بها جميع البنى الاجتماعية، بالإضافة إلى منهجيتهما الفهمية الطبيعية الضيقة. كانت فكرة الوضعية لكومت -وفق رأي دلتاي- وحيدة الجانب ومغالطة.

من جهة أخرى، كان لدى دلتاي آراء إيجابية حول ممضى الكانطية الجديدة في فهم الاجتماع متمثلاً بجورج سيمل، والذي كان زميله عندما درسا في جامعة برلين. أصبح سيمل بحد ذاته فيما بعد زميلاً لماكس فيبر، وهوالمؤسس الأول لمعاداة الوضعية في فهم الاجتماع. يرى المحرر جيه. آي. هانز باكر حتى دلتاي يجب حتى يُصنف ضمن مفكري فهم الاجتماع الكلاسيكي نظراً لتأثيره على تأسيس فهم الاجتماع المعادي للوضعية المعتمد على مبدأ الفهم وطريقة الفهم الفلسفية.

مصادر

^ http://www.encyclopedia.com/history/encyclopedias-almanacs-transcripts-and-maps/wilhelm-christian-ludwig-dilthey — تاريخ الاطلاع: 19 يونيو2017
^ http://www.britannica.com/EBchecked/topic/267416/historicism
^ http://www.britannica.com/EBchecked/topic/163592/Wilhelm-Dilthey
^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb120266526 — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
^ http://afaksocio.ahlamontada.com/t238-topic مبادئ فلسفة الفهم وأسس العلوم الإنسانية عند دلتاي نسخة محفوظة 2019-03-18 على مسقط واي باك مشين.
^ نقد العقل التاريخي/ سقراط والبحث عن الإنسان/ أحمد الساعي نسخة محفوظة 2019-03-18 على مسقط واي باك مشين.
^ Makkreel, Rudolf, "Wilhelm Dilthey", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2011 Edition), Edward N. Zalta (ed.). نسخة محفوظة 2019-03-18 على مسقط واي باك مشين.
^ W. Dilthey, The Formation of the Historical World in the Human Sciences, Princeton University Press, 2002, pp. 16–7 and 38–9; Rudolf A. Makkreel, Dilthey: Philosopher of the Human Studies, Princeton University Press, 1992, p. 290.
^ See Addenda to Vol. I of the Gesammelte Schriften in Dilthey, Introduction to the Human Sciences trans. Ramon J. Betanoz, 'Appendix: Supplementary Material from the Manuscripts', 1988, pp. 3314–.