قابس (مدينة)

قَابُس هي مدينة تونسية ومركز ولاية قابس، يقطنها حوالي 130.984 (تعداد سنة 2014). تقع المدينة على الخليج الذي يحمل نفس الاسم والذي يعد من أبرز المحميات الطبيعية بالبلاد التونسية. تبعد حوالي 405 وقع على العاصمة التونسية تونس.

تاريخ

الأهمية التاريخية

أرجع كثير من الباحثين أهميَّة قابس التاريخية إلى مسقطها الجغرافي الاستراتيجي، إذ أنَّها تقع على البحر، وتطل على خليج سيرتا الصغير، وقد سمَّى المؤرِّخ اليوناني هيرودوتس الملقب بأبي التاريخ الخليج ببحيرة تريتونس. وتحيط بقابس الواحة في أغلب جهاتها، ومن عوامل أهمية مسقطه الجغرافي الاستراتيجي هوكونها واقعة على الطريق التجارية التي تربط المشرق بالمغرب والمحطات التجارية الإفريقية، بالإضافة إلى كونها الباب الذي ولج منه الفاتحون العرب لإفريقيا.

تأسيس قابس

من المشهور أنَّ قابس قد أسسها الفينيقيون غير أنَّ بعض الباحثين يحتملون أنَّ البربر هم الذين سبقوا الفينقيين بتأسيس تكاب القديمة، ومن هؤلاء محمد المرزوقي في كتابه قابس جنة الدنيا إذ نقل عن دائرة المعارف الإسلامية ما نصه: «إن الفينيقيين هم الذين أسَّسوا (تكاب) القديمة. قد يحدث هذا سليماً، ويحتمل حتىقد يكون بناؤها سابقاً للفينيقيين، وأنَّ المؤسسين الأصليين هم البربر الذين عهدتهم قبل الفينيقيين، ولعلَّ في ابتداء اسمها بالتاء المفتوحة ما يرجح هذا الاحتمال؛ إذ المعروف أنَّ أسماء المدن البربرية تبدأ غالباً بالتاء مثل تطاوين.. تاوجت.. تامزرط.. تاهرت.. تافلات..».

وقد عرض بلقاسم بن محمد جراد في كتابه قابس عبر التاريخ بعضاً من المؤيدات التي تؤيد ما احتمله المرزوقي، ومنها: وجود مقابر على الشكل البربري والفينيقي والروماني والإسلامي بمقبرة سيدي بولبابة القديمة، وأثناء الحفريات لبناء المساكن، وكذلك عند توسيع الضريح من الخلف حيث بني المسجد الجديد، وكذلك عند حفر بناء المساكن؛وجدت بعض المقابر في صناديق من الحجارة وفي دنانات خوابي فخارية مما يثبت الأطوار التاريخية التي مرَّت بها قابس منذ تاريخها القديم.

ثم ورثتها عنهم الإمبراطورية القرطاجية. خلال القرن الثاني قبل الميلاد وبعد فوز روما على قرطاج في الحرب البونيقية الثانية أصبحت المدينة مستعمرة تابعة لمقاطعة طرابلس الرومانية وعهدت باسم تاكابي حيث ذكرها أبوليوس في أعماله. عهدت قابس كذلك باسم تاكابيس أوتاكاباس كما عهد خليجها باسم مينوريس سيرتيس أوسيرتيس الصغرى.

ومعروفة هي أسماء ثلاثة من قديسي تاكابي المسيحية وهم : ديولكيتيوس الذي أوفد إلى مجمع قرطاجة كممثل عن أساقفة إقليم طرابلس عام 403 م كما جاء مؤتمر قرطاجة عام 411 م، ونجد كذلك الأسقف سيرفيليوس الذي طرده الملك الوندالي هينريك في عام 484 م، وأما القديس الثالث فهوكايوس أوغالوس الذي أوفد كممثل عن مقاطعته إلى مجمع قرطاجة عام 525 م.

معركة قابس

أعدت الكاهنة جيشا كبيرا وخرجت مدافعة عن ملكها، والتقى الجيشان قرب منطقة قابس فكانت الغلبة للجيش البربري، وتراجع العرب إلى برقة بليبيا بعد حتى أسر الكثير منهم… وكان من بين الأسرى خالد بن يزيد الذي يذكر الرواة حتى تاهية تبنته وجعلته من مقربيها وأطلعته على أسرارها، إلا أنه نقل هذه الأسرار إلى حسان ممهدا له الطريق لإعادة المحاولة. وكانت القائدة البربرية قد إتبعت خطة الأرض المحروقة التي تقوم على إتلاف الغراسات والمحاصيل وتخريب القرى والمدن، وذلك حتى لا يطمع المهاجمون فيها فتضمن رجوعهم إليها ثانية، إلا حتى حسان بن النعمان لم ينخدع بهذا الصنيع، وعاود.

ونظرا لمسقطها الإستراتيجي اكتست المدينة بعض الأهمية مع الفتوحات الإسلامية خلال القرن السابع للميلاد حتى حتى العرب أطلقوا عليها اسم دمشق الصغرى ومع انتصاب الحماية الفرنسية على البلاد التونسية سنة 1881 أصبحت المدينة أبرز مسقط عسكري فرنسي بالإيالة التونسية. في سنة 1940 سقطت المدينة تحت السيطرة الألمانية ودمرت بصفة شبه تامة سنة 1943. أعيد بناءها سنة 1945 لتتضرر من حديث بفيضانات سنة 1962.

التقسيم الإداري لولاية قابس

عدد المعتمديات : 11 معتمديات وهي قابس، شنني النحال، غنوش, المطوية، وذرف, الحامة, مطماطة، مطماطة الجديدة، مارث ودخيلة توجان والزرات.
عدد البلديات : 11
عدد المجالس القروية :9

الاقتصاد

قابس هي من أكبر المدن الصناعية التونسية. معظم الأنشطة الاقتصادية موجهة نحوالصناعات الكيميائية. تقدم المدينة واحدة من أفضل درجات الكيمياء في أفريقيا في جامعة قابس. الصناعات الرئيسية هي:

الإسمنت
المنتوجات الكيميائية
مصانع القرميد
مصفاة بترول

التوأمة

لينتز,

النمسا

سانت بريوك,

فرنسا

معرض صور

المراجع

↑ معهد ميزة فريدة في وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية: -727785 — تاريخ النشر: 11 يونيو2018 — الرخصة: ملكية عامة
^ "صفحة قابس (مدينة) في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
^ المعهد الوطني للإحصاء - تونس نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
^ جراد, بلقاسم بن محمد. قابس عبر التاريخ. صفحة 12.
^ جراد, بلقاسم بن محمد. قابس عبر التاريخ. صفحة 16.