قطع الغيار البشرية

عودة للموسوعة

بتر الغيار البشرية

بتر الغيار البشرية

البيوتكنولوجيا : فهم القرن الحادي والعشرين؟

د.إيهاب عبد الرحيم محمد

مع ازدياد الطلب على الأعضاء البشرية الصالحة للغرس في أجسام السقمى الذين يحتاجون إليها وقلة المعروض منها…اتجه الفهماء نحوالبحث عن طرق بديلة للحصول على "بتر الغيار" البشرية…

مزارع لبتر الغيار البشرية ؟

لقد تقدمت العلوم الطبية كثيرا منذ حتى أجريت أول عملية ناجحة لغرس الأعضاء البشرية في عام 1954. وتعتبر عمليات غرس القلب، والكلى، والكبد من العمليات شبه الروتينية حاليا ، كما يزداد عدد عمليات غرس الأعضاء المتعددة في وقت واحد- مثل القلب والرئتين ، والكلى والبنكرياس. ولكن مع ازدياد عدد العمليات المجراة، يزداد أيضا عدد السقمى الذين ينتظرون دورهم في الحصول على أعضاء صالحة للتبرع ؛ فهناك ما يزيد على 60,000 إنسان في جميع أنحاء العالم ممن يحتاجون لزراعة الأعضاء سنويا في المتوسط، غير أنه لا يتوفر سوى نحو34,000 عضوللغرس ، ويموت الكثير من أولئك السقمى أثناء الانتظار.

هل تمثل بتر الغيار البشرية مستقبل الطب؟

يستمر السباق المحموم بين الفهماء في جميع أنحاء العالم للحصول على طريقة لمنع السقمى من الوفاة نتيجة لفشل الأعضاء الحيوية بالجسم. وفي جميع عام ، تتوالى الاكتشافات المتعلقة باستزراع خلايا وأعضاء الجسم البشري. ويأمل الفهماء في حتى يأتي اليوم الذي يتمكنون فيه من "إنتاج" بتر غيار لجميع أعضاء الجسم البشري. وعلى سبيل المثال، ففي عام 1997، لم يحصل سوى 2,300 من أصل 40,000 من سقمى القلب في الولايات المتحدة على القلب الجديد الذي يحتاجونه. وباستخدام جميع ما يتوافر لديهم من معلومات ، يتسقط الباحثون أننا سنتمكن في المستقبل من تصنيع كلية أوكبد أوقلب للمريض الذي يحتاج إليها. وقد تساعد عمليات تصنيع الأعضاء البشرية أيضا المصابين بالأمراض المزمنة مثل سقم ألزهايمر (الخرف الشيخوخي)، وسقم باركنسون (الشلل الرعاش)، والداء السكري ، وغيرها من الاضطرابات الوراثية. وتضم التطورات المحتملة أيضا تجديد حيوية (Regeneration) بعض المفاصل ، أوالعظام ، أوالجلد في سقمى الحروق. وينتهج الفهماء طرقا عديدة للتغلب على تلك المشكلات ، ومنها حقن جزيئات (Molecules) معينة - أحد عوامل النمو- إلى المنطقة المراد تجديد حيوية خلاياها . ويؤمل في حتى تتسبب تلك الجزيئات في هجرة خلايا المريض نفسه إلى موضع الإصابة أوالحرق ، ومن ثم تتحول إلى النوع المطلوب من الخلايا. ومن الطرق الأخرى الأكثر طموحا، يقوم الفهماء بالحصول على خلايا الجسم ثم دمجها في "منصات" ثلاثية الأبعاد (3D Scaffolds) تتكون من بوليمرات قابلة للتحلل البيولوجي (Biodegradable) ، وبعد ذلك يغرس المركب المتكون في الموضع المطلوب ، حيث تتحلل البوليمرات (Polymers) الصناعية في النهاية ، لتبقى محلها المنتجات الخلوية الطبيعية فقط. وهناك الكثير من المشكلات التي يتوجب حلها قبل غرس عضوحديث في جسم المريض؛ وتمكن أبرز الأولويات في توفير إمداد دموي لهذا العضوالجديد . وقد أجريت عدة أبحاث على أدوية جديدة لحث تكون أوعية جديدة (Angiogenesis) ، بحيث يحصل العضوالجديد على كفايته من الدم . وتتمثل المشكلة الثانية في حتى العضوالجديد كثيرا ما يلفظه الجهاز المناعي للجسم ، ويحاول الفهماء التغلب على تلك المشكلة بطرق شتى، منها تعديل البنية الوراثية للخلايا المزروعة بحيث تتوافق مع الجهاز المناعي للجسم المستقبل.


الخلايا الجذعية الجنينية البشرية : مصدر حديث لزراعة الأعضاء

تمكن الفهماء من عزل وزراعة خلايا جنينية قادرة على التحول إلى أعضاء الجسم المتنوعة إذا توافرت لها الظروف الوراثية الملائمة . وقد ذكر تقرير لجريدة النيويورك تايمز في الثامن من نوفمبر 1998، حتى فريقين بحثيين أمريكيين- في جميع من جامعة ويسكونسن في ماديسون ، وجامعة جونز هوبكنـز في بالتيمور، ماريلاند- قد نجحا في زراعة الخلايا الجذعية الجنينية (Embryonic stem cells) في المختبر . ويأمل الفهماء في حتى تتيح تلك التقنية إمكانية زراعة أعضاء بشرية جديدة قابلة للغرس في أجسام السقمى الذين يحتاجون إليها.وعلى اعتبار حتى الحكومة الفيدرالية رفضت بصورة متكررة تمويل الأبحاث المجراة على الأجنة البشرية أوالخلايا الجنينية، تم تمويل كلا البحثين من قبل شركة متخصصة في البيوتكنولوجيا في ولاية كاليفورنيا ، تهجرز أبحاثها على الأبحاث الجينية المتعلقة بالشيخوخة. وقد استخدم فريقا البحث طرقا مختلفة لعزل الخلايا الجذعية ؛ فقد حصل فريق ماديسون على الخلايا من "قبل جنين" (Pre-embryo) - وهوفترةقد يكون عدد خلايا الجنين فيها 15-20 خلية ويسمى بالكيسة الأريمية (Blastocyst) ، وهوالفترة الجنينينة التي تلي الإخصاب بنحو72 ساعة. وعند تلك الفترة من نموالجنين، تكون جميع الخلايا "متعددة الفاعلية" (Pluripotent) -أي حتى جميع منها تمتلك القدرة على التحول إلى الكثير من أعضاء الجسم البشري المتنوعة (يرى البعض أنه من الممكن تسمية الخلايا الجذعية ،بالخلايا "مطلقة الفاعلية" (Totipotent) - أي أنها تمتلك القدرة على التحول إلى "جميع" أعضاء الجسم البشري، غير حتى ذلك لم يتم إثباته بصورة مؤكدة حتى الآن). ويتحول نصف الخلايا الموجودة في الكيسة الأريمية إلى المشيمة (Placenta) ؛ بينما تتحول البقية في النهاية إلى جزء من الجنين النامي ، عند اليوم الرابع عشرللحمل.

وعلى أية حال ، فعند فترة الكيسة الأريمية تكون جميع الخلايا متشابهة ؛ فليست هناك طريقة لفهم ما إذا كانت خلية بعينها ستتحول إلى جنين أم إلى المشيمة . وعلى أية حال، فبمجرد حتى يتم تمايز (Differentiation) الجنين عن المشيمة ، تبدأ الخلايا الجذعية في "المجال" - حيث يتحول بعضها إلى الكبد، أوالقلب، أوالطحال، إلخ. ومن ثم تفقد قدرتها على التحول إلى أية خلية جسدية أخرى.

أما فريق بالتيمور ، فقد تمكن من عزل الخلايا الجذعية من الخلايا الإنتاشية(Germ cells) - وهي سلائف Precursors البويضات والحيوانات المنوية- التي يتم الحصول عليها من الأجنة المجهضة. وتتسم الخلايا الإنتاشية، على عكس غيرها من خلايا الجنين النامي ، بكونها غير "ملتزمة" بالتحول إلى أعضاء بعينها ؛ فهي تظل متعددة الفاعلية من أجل نقل المعلومات الوراثية التي تحملها إلى الجيل التالي . وقد تكون الخلايا الجذعية المأخوذة من الخلايا الإنتاشية لجنين ، مساوية للخلايا الجذعية المأخوذة من الكيسة الأريمية ، لكن ذلك يحتاج للمزيد من الإثبات العملي. تتسم الخلايا الجذعية بكونها خلايا "خالدة" (Immortal)- أي أنه من الممكن استزراعها في المختبر بلا نهاية . فالخلايا تصبح قابلة للموت (Mortal)- أي أنها تفقد قدرتها على النمووالانقسام المطلق - فقط عندما تتحول إلى خلايا متخصصة. ويأمل الباحثون في حتى يتمكنوا من "توجيه" الخلايا الجذعية ، بحيث تتحول إلى أعضاء محددة قابلة للغرس في أجسام السقمى. والمشكلة في يومنا هذا هي أنه لا أحد يدري كيف من الممكن أن يمكن حتى يتم عمل ذلك ، لذلك فقد تكون الأعضاء البشرية المزروعة حلما بعيد المنال، على الأقل في الوقت الحالي. وتشير التجارب التي أجريت على الخلايا الجذعية للفئران ، إلى أنه إذا تم حقن تلك الخلايا في أعضاء فئران أخرى ، كالقلب على سبيل المثال، فستتمايز تلك الخلايا الجذعية إلى الخلايا الخاصة بذلك العضو، لكن ذلك أمر مختلف عن استزراع قلب تام قابل للغرس في جسم المريض، كما حتى ذلك قد لاقد يكون مفيدا من وجهة النظر الطبية . على الرغم من كون عزل الخلايا الجذعية يعد فتحا فهميا مهما، فقد يستغرق تحقيق المستوى التالية - وهوإعداد التعليمات والطرق اللازمة لتوجيه تلك الخلايا إلى التحول إلى أعضاء قابلة للغرس - سنوات عديدة. وحتى لوأصبح بالإمكان استزراع عضوبشري تام ، فقد تظل المشكلات المتعلقة برفض الجسم للعضوالغريب قائمة وبانتظار الحل.

مشكلات أخلاقية :

يؤدي تعريف أي درس فهمي على أنه متعلق "بالأجنة" ، إلى استثارة مخاوف الناس حول احتمال امتهان الحياة البشرية أوالكرامة الإنسانية بهذه الأبحاث. ومن المهم هنا حتى نتذكر حتى الكيسة الأريمية التي تبلغ من العمر ثلاثة أيام لا يمكن حتى اعتبارها "جنينا" . ومن الممكن حتى تتحول أية خلية بعينها في هذه الفترة إلى المشيمة، والتي يتم التخلص منها بعد عملية الوضع مباشرة، كما تحمل نفس الخلية الاحتمال ذاته للتحول إلى "إنسان محتمل". وقد استنت التشريعات في الكثير من البلدان - ومنها أستراليا،وبريطانيا، والولايات المتحدة، والدانمرك- التي تسمح بإجراء التجارب على الأجنة البشرية حتى عمر 14 يوما. فحتى عمر 14 يوما ، يظهر هجريب خلوي يسمى "قبل الجنين" ، حيث لا يمكن تمييز الجنين عن غيره من الأنسجة التي ستكون المشيمة فيما بعد . وبعد عمر 14 يوما ، يظهر هجريب حديث - يسمى "التلم البدائي" (Primitive streak)- والذي سيتحول فيما بعد إلى الدماغ والعمود الفقري ، والذي يفرّق الجنين عن المشيمة . وقبل عمر 14 يوما، ليست هناك إمكانية للشعور بالألم أوالقدرة على الإحساس ، كما أنه لا يمكن تحديد أي من الخلايا التي ستصبح جزءا من الجنين النامي.

الحاجة للأعضاء البشرية - أرقام ومخاوف :

في عام 1997 ، كان هناك في الولايات المتحدة وحدها 56,000 إنسان ينتظرون أعضاء للغرس في أجسادهم المريضة. وحسب بيانات الشبكة المتحدة للتبرع بالأعضاء (UNOS) ، توفي 4,000 من أولئك السقمى خلال فترة الانتظار الطويلة . وليس من المحتمل حتى يتم حل تلك المشكلة ما لم تتخذ إجراءات اقل ما يمكن حتى يطلق عليها هوكونها "ثورية" لزيادة نسبة التبرع بالأعضاء. وقد بلغ النقص في عدد الأعضاء المعروضة للتبرع حدا دفع بعض فهماء الأخلاق الحيوية (Bioethicists) باقتراح دفع مبالغ من المال لأسر المتوفين ، وهوما ترفضه الشريعة الإسلامية وكثير من الدول غير الإسلامية أيضا، على اعتبار أنه اتجار بالجسم البشري الذي لا يملكه إلا خالقه. وفي بعض أراتى القارة الآسيوية ، أدت عمليات "الدفع" هذه إلى نشوء عصابات سرية للاتجار بالأعضاء البشرية التي يتم الحصول عليها بطرق مشبوهة . وقد رفضت الولايات المتحدة مبدأ اعتبار حتى الجسم البشري يعتبر من "الأملاك الحكومية" بعد وفاة صاحبه - وما يتبعه من تبرع إجباري بأعضاء ذلك الجسم لمن يحتاجونها من السقمى. وحتى في بلدان مثل أستراليا - حيث يشير العهد إلى حتى التبرع بأعضاء الجثث إجباري ما لم يوصي المتوفى بعكس ذلك قبل الوفاة ، لا تزال رغبة عائلة المتوفى هي المقياس لما إذا كان سيتم التبرع بأعضائه أم لا، كما هوالحال في الولايات المتحدة. فما لم تقرر أغلب الأسر التبرع بأعضاء المتوفين من أفرادها، يظهر أنه سيتوجب الحصول على أغلب الأعضاء البشرية المطلوبة لغرس الأعضاء، من مصادر أخرى- وهوما سنتعرض له على الفور.

استخدام الحيوانات كبتر غيار للإنسان: يعتبر غرس الأعضاء البشرية ، مثل القلب والرئتين والكبد والكلى، من متبرعين بشريين إلى سقمى من البشر أمرا مألوفا في عالم اليوم . وتتباين معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات بعد عملية الغرس نتيجة لعدد من العوامل ، لكنها تبلغ حاليا في المتوسط نحو75%. ولسوء الحظ، فنحن نعهد جميعا مدى ازدياد الطلب وقلة المعروض على تلك الأعضاء الثمينة القابلة للغرس . وعلى الرغم من وجود الكثير من المتبرعين "المحتملين" بالأعضاء - والذين يزيد عددهم بكثير عن الحاجة العملية للأعضاء ، فلا تزيد نسبة أولئك الذين يتوفون "بصحة جيدة" ممن أعدوا العدة للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة لمساعدة الآخرين ، عن 20%. ويعد ذلك غريبا بالقياس إلى نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه معهد جالوب (Gallup) في عام 1993 لفهم توجهات الجمهور الأمريكي تجاه التبرع بالأعضاء. ويمكن إيجاز نتائج الاستطلاع كما يلي: 1- يدعم 85% ممن ضمهم الاستطلاع فكرة التبرع بالأعضاء للغرس. 2- 69% يرغبون في ، أويحتمل حتى يرغبوا في، التبرع بأعضائهم بعد الوفاة. 3- 93% مستعدون للتبرع بأعضاء أقاربهم المتوفين إذا طلب منهم ذلك قبل الوفاة ؛ بينما لا يوافق سوى 47% إذا لم يناقش الأمر قبل الوفاة.

وعلى اعتبار ما تجاوز ، نجد حتى هناك معضلة كبرى فيما يتعلق بتوافر الأعضاء البشرية للغرس ، مما يستوجب على المجتمع الطبي التفكير جديا في استخدام الحيوانات كمصادر محتملة لبتر الغيار اللازمة للبشر . وبدون التوقف لإجراء المزيد من التقييم للعيوب الجسيمة التي تنطوي عليها عمليات الغرس الغيري (Xenotransplantation)- وهي استخدام أعضاء حيوان ما للغرس في جسم فرد من نوع حي آخر، ومنها الإنسان، والمعضلات الأخلاقية التي تنطوي عليها هذه العمليات ، والبدائل المتاحة ، ودور الصناعات البيوتكنولوجية ؛ تظل تلك الفكرة منطلقة عمليا بسرعة مذهلة.


المشكلات التي ينطوي عليها الغرس الغيري:

1- إساءة استغلال الموارد :

في عام 1996، بلغ ما تم إنفاقه على غرس الأعضاء نحوثلاثة بلايين من الدولارات ، ولا تضم تلك التكلفة عمليات المتابعة المكلفة لآلاف السقمى الذين خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء . وهناك الكثير من الأسئلة المحيرة المتعلقة بتبرير الكلفة العالية لزراعة الأعضاء البشرية ، والتي تبلغ في المتوسط نحو140,000 دولار بالنسبة لعمليات غرس القلب والكبد ، و50,000 دولار لعمليات غرس الكلى . 

وحسب تقرير المعهد الطبي (IOM) ، فقد ترتفع تكلفة غرس الأعضاء البشرية في الولايات المتحدة وحدها إلى 20.3 بليون دولار سنويا إذا حصل جميع السقمى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء على تلك الأعضاء من مصادر حيوانية . وعلى هذاقد يكون الغرس الغيري أكثر كلفة من استجلاب الأعضاء من متبرعين بشريين ، بالإضافة إلى حتى نسبة نجاح هذا النوع من العمليات منخفضة للغاية ، كما أنه لا يستفيد منها سوى عدد قليل جدا من البشر - إضافة إلى حتى تلك العمليات لا تزال خارج مظلة التأمين الصحي. 2-"المتبرعون" من الحيوانات المعدلة جينيا :

حتى وقت قريب، كان "الحيوان الأمثل" لغرس أعضائه في جسم الإنسان هوقرد البابون (Baboon) . لكن الرئيسات المتاحة من غير البشر محدودة العدد ، كما أنها باهظة الثمن ، ومن الصعب تربيتها ، بالإضافة إلى أنها نادرا ما تكون خالية من المسببات النوعية للأمراض. 

ويتمثل الاتجاه السائد حاليا في استخدام أعضاء الخنـزير المعدلة جينيا للتبرع بالأعضاء للسقمى البشريين . وتمثل التضحية بقرد البابون - وهوالحيوان الأقرب شبها بالإنسان- أمرا أكثر صعوبة بالنسبة لكثيرين ، عنها بالنسبة لاستخدام أعضاء حيوان مثل الخنـزير، والذي يحاول الفهماء حماية النسخ المعدلة جينيا منه- والمستخدمة في مجال زراعة الأعضاء- عن طريق توليدها بالعملية القيصرية (Cesarean section)، ومنعها من الرضاعة أوحتى من الاقتراب من أمهاتها ، كما تتم تربيتها بواسطة أفراد من البشر يرتدون القفازات الواقية ، كما يتم الاحتفاظ بها في بيئة شبه معقمة تماما. 3-نقل الأمراض المعدية: يمثل نقل أعضاء الحيوانات إلى البشر أكبر عوامل الخطر للإصابة بالفيروسات التي تصيب الرئيسات من غير البشر (Non-human primates) ، وقد أقنعت تلك المخاطر كثيرا من الباحثين بالإقلاع عن نقل أعضاء الرئيسات إلى البشر، ومما يزيد تلك المخاوف أنه من المعروف حاليا حتى فيروس العوز المناعي البشري (HIV)- والمسبب لسقم الإيدز- هوفي الأصل فيروس قردي (Simian virus) انتقل بعد ذلك إلى الإنسان. 4-الجوانب الأخلاقية لنقل أعضاء الحيوان للإنسان: على الرغم من حتى الإنسان هوسيد هذا الكون ، إلا حتى هناك من يرى أنه لا يحق له استخدام الحيوانات في تجاربه الفهمية دون رقابة ولا ضوابط أخلاقية ، فحتى الحيوانات مخلوقات لها صفات خاصة بها يجب احترامها والتعامل معها بصورة أخلاقية ، فحتى حيوانات المختبر وفئران التجارب يجب التعامل معها بطريقة إنسانية ، كما يجب ألا تجرى مثل تلك التجارب إلا عندما تكون فوائدها المحتملة للبشر أكبر بكثير من تكلفتها - المادية والأخلاقية على حد سواء.

طرق بديلة لتقليل الطلب على زراعة الأعضاء :

1-إيجاد مشروعات بحثية جديدة: سيؤدي ابتكار طرق جراحية جديدة لإصلاح أعضاء الجسم التالفة أوتلك التي لا تعمل بكفاءة ، للحصول على فوائد جمة على المدى البعيد. ومن الممكن حتى يفيد غرس أجزاء من أعضاء المتبرعين البشريين الأحياء في بعض الحالات. وسيقلل تطوير أعضاء "صناعية" من الطلب على التبرع بالأعضاء أويلغيه تماما في المستقبل. 2-الطب الوقائي: أثبتت التوعية الصحية الموجهة نحوالمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض أنها أفضل طريقة لاستغلال الأموال المخصصة للبحث الفهمي. ومن المعروف أنه لتغيير أنماط الحياة الخاملة وتعديل العادات الغذائية مع ممارسة الرياضة ، تأثير هائل في الوقاية من أمراض القلب وربما الشفاء منها. وهناك الكثير من الأمثلة الخاصة بالطب الوقائي (Preventive medicine) والتي يمكن حتى تقلل بصورة كبيرة من الحاجة لزراعة الأعضاء- سواء من متبرعين بشريين أومن الحيوانات. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الطب الوقائي على التقليل من الحاجة للمشروعات البحثية التجريبية المكلفة - والفاشلة في كثير من الأحيان. 3-تطوير نظام التبرع بالأعضاء البشرية: يجب حتى يؤدي تحسين سبل التوعية بالحاجة المزمنة للتبرع بالأعضاء، بالإضافة إلى إيجاد برامج قوية للحث على التبرع بالأعضاء ، إلى زيادة العدد المتوافر من الأعضاء الصالحة للغرس . ومن الممكن حتى يساعد في هذا الخصوص أيضا التخفيف من صرامة المعايير الطبية المستخدمة في تعريف المتبرع "السليم" (Healthy donor) ، مع تحسين تنظيم جهاز توفير الأعضاء التي يتم التبرع بها إلى المراكز الطبية التي تتم فيها عمليات زراعة الأعضاء. ومما يزيد من فاعلية نظام التبرع بالأعضاء بكل تأكيد هوسن القوانين المنظمة لعمليات التبرع بالأعضاء، بالإضافة إلى البرامج التي تهدف إلى توعية أسر السقمى بأمراض انتهائية وحثها على الموافقة على التبرع بأعضاء أفرادها المتوفين.

تاريخ النشر: 2020-06-04 05:27:00
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مقتل تسعة مدنيين قي قصف لقوات النظام في شمال غرب سوريا (المرصد)

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:07:38
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 92%

مصر: 130 ألف لتر من الديزل ستُسلم يوميا لغزة خلال الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 12:28:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

عائق جديد يفصل العمال العالقين في الهند عن الحرية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:07:35
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

"أنا لم أمت.. لست ميتا"... التايلاندي فوم يعتبر عودته من غزة "معجزة"

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:07:17
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 97%

مصر: 130 ألف لتر من الديزل ستُسلم يوميا لغزة خلال الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 12:27:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

بطولة فرنسا: بعد السرعة والمهارة.. ديمبيليه يسجّل مع سان جرمان

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:07:33
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 98%

ميقاتي يلتقي أردوغان في إسطنبول لبحث التطورات في المنطقة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:08:08
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 95%

أنشيلوتي: "تشابي ألونسو يملك الصفات لتدريب ريال مدريد"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-11-25 15:06:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية