كامي كلودل
كامي كلودل | |
---|---|
كامي كلودل عام 1884 (عمرها 19)
| |
وُلـِد |
8 ديسمبر 1864 فير-اون-تاردنوا، أسين، فرنسا |
توفي |
19 أكتوبر 1943 Montdevergues, ڤوكليز |
الجامعة الأم | أكاديمي كلوراسي |
الوالدان | لوي پروسپيه لويز أثانيز سسيل كرڤو |
الأقارب | پول كلودل |
كامي كلودل Camille Claudel (و.ثمانية ديسمبر 1864 - ت. 19 أكتوبر 1943)، هي نحاتة وفنانة گرافيك فرنسية. وشقيقها الأكبر الشاعر والدبلوماسي پول كلودل.
حياتها المبكرة
وُلدت كامي كلودل في فير-اون-تاردنوا، أسين، في شمال فرنسا، ثاني طفلة لعائلة من المزارعين والنبلاء. كان والده، لوي-پروسپي كلودل، التعامل في الرهون العقارية والمعاملات المصرفية. وكانت والدتها، لويز-أتانيز سيسيل كرڤو، قد جائت من عائلة مزارعين وكهنة كاثوليك من شامپين. انتقلت العائلة إلى ڤيلنوڤ-سور-فير عندما كانت كامي لا تزال رضيعة. وُلد أخيها الأصغر پول عام 1868. بعد ذلك، انتقلت العائلة إلى بار-لو-كوك (1870)، Nogent-sur-Seine (1876)، وواسي-سور-بليز (1879)، على الرغم من ذلك واصلت الأسرة قضاء شهور الصيف في ڤيلنوڤ-سور-فير، وكانت الطبيعة الصارخة لتلك المنطقة قد هجرت انطباعًا عميقًا لدى الأطفال.
انتقلت كامي ووالدتها، أخيها، وأختها الصغرى إلى منطقة مونپارناس في پاريس عام 1881. ظل والدها وراءهم، ويعمل من أجل تدعيمهم.
فترة الابداع
الدراسة مع ألفرد بوشيه
كانت كلودل بالأحجار والتربة عندما كانت طفلة، وكامرأة شابة درست كلودل في أكاديمية كولاروسي، أحد الأماكن القليلة المفتوحة للطالبات. درست برفقة النحات ألفرد بوشيه. (في ذلك الوقت، كانت مدرسة الفنون الجميلة لا تسمح بدراسة النساء).
أوگوست رودان
"يعذبني دائمًا شيءٌ غائب" هي العبارة النحتية الخالدة للنحاتة الفرنسية الشهيرة كامي كلودل التي نُحتت على قابلات أحد فنادق ستراسبورگ والتي وصفت الحالة المأساوية التي عاشتها الفنانة الشابة والتي تحمل صورة للفقدان والضياع والألم والانكسارات الجمة، التي غلفت المشهد الخارجي لتفاصيل حياتها، نتيجة للعلاقة الجنونية الغرامية لعشيقها ومفهمها النحات الشهير أوگوست رودان، الذي كان يكبرها بأربع وعشرين عامًا والذي كان أيضًا عاشقًا لها، إلا أنه رفض التخلي عن رفيقته وزوجته غير الشرعية روز بورييه التي تقاربه في العمر، لإخلاصها له ووقوفها إلى جانبه دومًا، الأمر الذي أودى بعقل كامي وأودعها المصحَّ العقلي مدة ثلاثين عامًا، حيث استعر قلبها بنيران الحب والغيرة القاتلة التي أصابتها بنوبات عصابية، أدت إلى تحطيم جميع ما كانت تحاول نحته؛ ظنًا منها حتى رودان سيسرق منحوتاتها كما سرق قلبها، لذلك كانت تصرخ من بين جدران غرفتها في المصحِّ مناجية أخاها الشاعر والمحرر المسرحي الشهير پول كلودل لإخراجها، كي لا تموت هي وأعمالها هناك، حيث اكتفى هوفي اللقاء بكتابة الرسائل وزيارات قليلة لها طوال فترة بقائها فيه. خطت له تقول:
كانت كامي تلميذة رودان التي أحب بموهبتها وعنادها الشديد أمام مجتمع لم يكن يتقبل فكرة المرأة - الفنانة بالبساطة التي يتقبلها الآن. قلائل هم الذين لا يعهدون حتى هذا المضى الذي عثرت عليه كامي، تحت نظرات رودان الشاخصة اليها، هوحقا "لها وحدها" ولا أحد شريك لها فيه. هومضى خالص أذابه طبعها الشغوف، وهدوؤها الملتبس. مضى ظل ينهب مالكته ويغنيها في آن واحد مستنفدا طاقتها حتى آخر لحظة من حياتها. من وحي هذا المضى المهدور على مذبح ظل سنذكره لاحقا في هذه الموضوعة، يقدم متحف رودان الباريسي معرضا استعاديا يضم ما يقارب 90 عملا للنحاتة كامي كلودل. فنانة عاشت حياتها على الحدود الفاصلة بين الصبر والجنون، الحب والكراهية. يحاول القيّمون على هذا المتحف، من خلال هذا الحدث الفني، حتى يقدّموا الفنانة على النحوالذي يليق بموهبتها خارج ظل العملاق أوغست رودان الذي ارتبطت به الفنانة في علاقة متشعبة ومدمرة انتقلت فيها من تلميذته ومعاونته الى مصدر وحيه، ومستشارته الفنية، وعشيقته السرية.
شاءت الظروف ان تتعهد الفنانة الى رودان حين أوكل هذا الأخير الى مجموعة من الفنانين الناشئين مهمة اعطاء دروس في النحت، وكانت كامي من أكثرهم موهبة وحماسة.
من دون حتى يدري، سارع رودان وعلى مدى خمس عشرة سنة الى تحويل كامي أيقونة تراجيدية ناضحة بالرموز. اذ أقصيت الفنانة عن عرش واقعيتها لتصبح رمزا للمثابرة والتضحية والحب اليائس. كما صار وجهها، في عهدة استاذها المشهور، قناعا جميلا ما برح يتشقق لفرط ما يخفيه من ألم وشعور بالوحدة. ها هي كامي كلوديل تعبّر عن طبيعة علاقتها بالنحات، التي شحذها الغياب وشدّت أواصرها مخيلة الرغبة. تعبر بهذه الحدثات: "أنام عارية لأوهم نفسي بأنك الى جواري... ولكن عند الصباح استوعب اني وحدي... الأهم بالنسبة اليَّ هوحتى لا تخونني بعد الآن مع نساء اخريات".
سن الرشد وأعمال أخرى
هذه الأجواء من القهر والهلوسة والخذلان، هجرا للفن النحتي المعاصر إرثًا عظيمًا تجسد بمنحوتتها الشهيرة سن الرشد والتي تصرخ فيها بكل مكنونات قلبها الكسير. والتي كثرت تفسيراتها وتأويلاتها عند الكثيرين، إلا حتى هذه المنحوتة التي صورت الفتاة اليافعة الراكعة على ركبتيها، والتي تستجدي الرجل الناضج الممزق بين البقاء معها، والذهاب مع امرأة عجوز أخرى، كانت برمزيتها الفنية مثالاً إسقاطيًا، يحمل عدة معان غنية، فعبَّرت الشابة المتوسِّلة في هذه المنحوتة عن الشباب الضائع والروح. وكما مثَّل الشاب الجسد، مثَّلت المرأة العجوز الموت.
بعد حتى شاهد رودان نحت كلودل المسمى سن الرشد لأول مرة، في 1899، اتسم رد عمله بالصدمة والغضب. وعلى الفور توقف تماماً عن دعم كلودل. وحسب آيرال-كلوز، من الممكن قام رودان بالضغط على وزارة الفنون الجميلة لإلغاء التمويل لتفويض النحت البرونزي.
سن الرشد (1900) فسره شقيقها بأنه أمثولة قوية لافتراقها عن رودان.
ومن أعمال كلودل، سن الرشد، والذي أُنتج كنسخة خاصة به، وقد تم تفسيره على أنه ليس سيرة ذاتية بحتة، بل كتجسيد أقوى للتغير والغاية في الحالة البشرية. تم عمل نموذج أولي منه عام 1898 وصبه عام 1905، وفي حقيقة الأمر، لم تقم كلودل بصب البرونز لهذا العمل، لكن بدلاً من ذلك، جرى صب سن الرشد في پاريس بواسطة أوجين بلو.
عام 1902 أنهت رودل نحتاً ضخماً، پرسوس والگورگون. في بداية 1903، عرضت كلودل أعمالها في صالون الفنانين الفرنسيين أوفي صالون الخريف.
علاقاتها برودان
عاشت كامي كلوديل سيرة حب مع الفنان والنحات الشهير أوگوست رودان. وبسبب ذلك قابلت أزمات نفسية حادة وعنيفة قادتها في النهاية إلى مصحة عقلية، حيث أمضت فيها سنوات عديدة تقارب الثلاثين عاما.
سقمها
احتجازها
لم تستطع عائلتها تحمل الفضائح وهلوسات كامي، فبعد وفاة والدها الذي كان يؤمن بعبقريتها بأسبوع، أدخلتها أمها وأخوها مصح للأمراض العقلية، وظلت في المصح آخر ثلاثين عامًا من حياتها، لم تزرها أمها ولا مرة، وزارها أخوها الشاعر پول تسع مرات، وظلت تنادي أخوها بكل حب بپول الصغير. بعد سبع سنوات من وجودها في المصح خط الأطباء لأخيها الشاعر الذي بدأ يلمع صيته في فرنسا، حتى أخته لا بحاجة لعناية صحية، وأنها تجاوزت أزمتها النفسية، واستنجدت به كامي أنها تخسر الكثير في هذا الاستعباد، لكن الشاعر المتدين پول كان يرى أنّ الله هومن منحها عبقريتها، والله هومن غلّ يدها، وأن عليها حتى تقبل ذلك تكفيرًا عن خطاياها.
ماتت كامي في الملجأ عام 1943، ولم يحضر پول جنازتها، ودفنت في مقبرة عمومية، ولم يتم العثور على جثمانها.
ذكراها
تناول فيلمان سيرتها الذاتية، الأول، فيلم فيلم يحمل اسمها من إنتاج عام 1915 ويتناول الفيلم حياة كامي في المصح، والأمل الذي كان يملأها اتجاه أخيها، وانتظارها له كمنقذ من هذا الاستعباد كما تسميه.
وفي عام 1988 ابتكر فيلم باسم كامي كلودل، ويدور حول سيرة حياتها في إطار درامي معتمداً بشكل كبير على السجلات التاريخية. الفيلم من اخراج برونونويتن، وانتاج مشهجر لإيزابيل أدجاني، التي لعبت دور كلودل، وگرار ديپارديوفي دور رودان، والفيلم ترشح لجائزة أوسكار عام 1989.
ففي البداية، قدم المخرج برونونويتن فيلم كامي كلودل عام 1988، والذي صوَّر العلاقة الغرامية بين كامي ورودان وعلاقتها بأخيها الشاعر پول، حيث قامت الممثلة الشهيرة إيزابيل أدجاني بتمثيل دورها، والتي استطاعت نقل الحالات الحسية التي مرت بها النحاتة بكافة تناقضاتها وباحترافية عالية، حصد الفيلم على أثرها جائزة أفضل ممثلة رئيسية حصلت عليها في برلين، وحصل أيضًا على ترشيحين لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية، وأفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية.
استطاع نويتن من خلال فيلمه حتى ينقل المشاهد إلى التعريف بالجوالإبداعي النحتي الذي كانت في صلبه الفنانة وشغفها الروحي بالنحت من خلال تصوير أعمالها النحتية في سياق العمل، مركزًا بذلك على موجة الانفعالات الحسية التي رافقت كامي من غضب ووله وجنون وحب، راسمًا العلاقة الثرية بين المنحوتة وبين النحات، فافتتح عمله بمشهد لكامي وهي تقوم بانتزاع الصلصال من بين تلك الحفريات التي أعدت لنظام الصرف الصحيِّ في باريس في ليلة ماطرة تحملها إلى معرضها، لتقوم بتحويل الطين من الطابع النتن إلى عالم الجمال، محاولاً في هذه الافتتاحية حتى يخلق حالة الولادة الفنية لكامي كلوديل، ويظهر حالة النشوة والجمال التي تبدعها أصابعها، من خلال إضفاء الجمال في جميع ما يخص عوالمها، ليختتم العمل بمشهد الإعصار المُدمِّر في روح كامي وهي تقوم بتحطيم مجمل أعمالها في نوبة غضب عارم.
النحت في هذا الفيلم عبَّر عن كامي، والمنحوتة عبَّرت عن مقدرة مشاعر كلودل على خلق الحياة، من خلال قدرتها على تشكيل الصخور وإضفاء الطابع الجمالي لذاتها، وكذلك صورت الموت عبر تحطيمها للأعمال.
كذلك تمكن نويتن حتى يصف حالة عشيقها رودان ونظرته المادية إلى العمل الفني، حيث عرض نظرته الشبقة لأجساد الفتيات اللواتي يعرضن أجسادهن، ليقوم هوبإنجاز منحوتاته، بعكس كامي التي كان جميع هجريزها على التعبير العلوي من الرأس للمنحوتة، ونبذ العلامات الجسدية، في توضيح منه عن النظرة الداخلية لذات كلا النحاتين. فرودان لم ينظر إلى كامي إلا بطابع منحوتة وثورة شبق تشعل الإلهام عنده. أما كامي، فجعلت من رودان عالمًا يحتضن روحها وجسدها، وتمثلت تلك الحالة في الكثير من المنحوتات المشهجرة بينهما، الأمر الذي ساق الفنانة العاشقة إلى الانجراف نحوكثير من التناقضات والإشكاليات النفسية والروحية التي كانت نتيجتها الجنون والهلاك، ولم يقم بوتين بتصوير علاقتها بأخيها إلا في مشاهد قليلة جدًا.
انظر أيضاً
- منحوتات كامي كلودل
المصادر
-
^ Heller, Nancy (2000). Women Artists: Works from the National Museum of Women in the Arts. Rizzoli Intntl. p. 64. ISBN .
...one of the few art academies in France open to female students.
- ^ Christiane., Weidemann, (2008). . Larass, Petra., Klier, Melanie, 1970-. Munich: Prestel. ISBN . OCLC 195744889.CS1 maint: extra punctuation (link)
- ^ كاميل كلوديل بين مصحِّ العشق وإبداعات النضوج، معابرنا
- ^ [http://www.jehat.com/ar/Tashkeel/maqalat/Pages/kamel_clowdail.aspx كاميل كلوديل، المضى الذي عثرت عليه هولها وحدها، جهة الشعر]
- ^ The different scales, the different modes of plasticity, and gender-representation, of the three figures which make up this important group, enable a more universal thematic and metaphoric stylistics related to the ages of existence, childhood, maturity, and the perspective of the transcendent (v. Angela Ryan, "Camille Claudel: the Artist as Heroinic Rhetorician." Irish Women's Studies Review vol 8: Making a Difference: Women and the Creative Arts. (December 2002): 13-28).
- ^ "Met Museum".
- ^ "بيتر بروك يصدر مذكراته ويهاجم المسرحيين الإنجليز وأولهم أوليفييه". جريدة الشرق الأوسط. 2003-03-03. Retrieved 2012-10-19.
- ^ "كاميل كلوديل بين العتمة والضوء". الجزيرة. 2016-05-14. Retrieved 2018-09-05.
المراجع
- Ayral-Clause, Odile. Camille Claudel: A Life. New York: Abrams, 2002.
- Lenormand-Romain, Antoinette et al. Camille Claudel and Rodin: Fateful Encounter. New York: Gingko Press, 2005.
- Rivière, Anne & Bruno Gaudichon. Camille Claudel: Catalogue raisonné. Paris: Adam Biro, 2001.
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Camille Claudel. |
- Review of 2008 Claudel exhibition at Musee Rodin, Paris[]
- at Detroit Institute of Arts 2005
- Claudel pages, including biography and timeline, at rodin-web.org
- Camille Claudel at artcyclopedia.com
- Camille Claudel: a Life of Struggle[]
- Camille Claudel, Of Dreams and Nightmares
- Camille Claudel: a Life of Struggle
- Camille Claudel, Of Dreams and Nightmares[]
- Ron Schuler's Parlour Tricks: Camille Claudel
- CBC interview for the 2005 exhibition in Quebec